رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الثالث والثلاثون 33
المستشفى
+
صحى أيمن بعد سباته العميق يراقب ابوه حوله وخوفه وامه تبكي عند رأسه نطق بتعب : خلاص امي والله بخير
ابتسمت جيهان براحة : الحمدلله على سلامتك يا بطل عساني ما انحرم منك
ابتسم لها أيمن : الله يسلمك سُلطانتي
ضحكت من مزاحه حتى بوقت مثل ذا واخذ متعب نفسه براحه كل احفاده بخير مايبي شيء زود نطق أيمن بتساؤل : وينه عمي حاتم ؟
جاسر : طرا له سفرة شغل ضرورية
ابتسمت نوال : يهمك عمك ولا اللي مع عمك ؟
11
عض شفايفه بوهقه لانه واضح مين يهمه وضحكوا كلهم بشدة نطق مغير للموضوع : كيفهم اخوياي و مُهاب ؟
متعب براحة : كلهم بخير لا تشيل هم احد شد حيلك و اوقف على رجلك نذر علي لاذبح علشانكم الذبايح و اوزعها على البعيد والقريب
ابتسم أيمن تحاوطه دفء العائلة وحرصهم وعذب دعواتهم الصادقة له ..
5
عند سمر عرفت بصحوة أيمن ومشت تدخل لمُهاب بابتسامة : أيمن صحى
ابتسم براحة : الحمدلله وكيفه ؟
سمر وهي تتقدم منه : بخير قالت عمتي
هز رأسه بارتياح نطق بعدها بتذكر : شفتي ثُريا ؟
سمر بتذكر : قالت بتروح مع باسل عندها شغلة
هز رأسه بفهم وشبكت كفوفها بتوتر تناظر له عقد حجاجه بأستغراب : ودك بشيء ؟
اخذت نفس بهدوء : انت ودك تصير خال ؟
قالتها بسرعه ماتدري ليه ماعلمت احد الا فراس وتبي مُهاب ثاني من يعرف كانت خايفه من رد فعله لو يكون غير مهتم ويفسد فرحتها بس تعديله لجلسته ونظراته المصدومه وهو ينطق : صادقة !
ضحكت من رد فعله اللي ماتوقعته من لحظة صمته اللي تبعها كلامه وهزت رأسها تضحك : بتصير احلى خال بالدنيا
ضحك بشدة من هول الخبر يفتح ذراعه : تعالي تعالي
ضحكت تمشي له واعتدل يحضنها مبسوط لدرجة خلتها تتفاجئ من رد فعله وفرحته وقبل رأسها مبتسم : الفرخ يجيب فرخ ؟
ضحكت بشدة تحضنه ماتقاوم دموعها ودخلت جيهان ومتعب عليهم ابتسم متعب : الله يديم افراحكم
مشت جيهان لهم : فرحونا معاكم
ضحكت سمر تناظر لمُهاب المبتسم ونطقت : تستقبلون دلوعه ثانيه؟
سكتوا يحاولون يستوعبون همست بعدها جيهان : اسألك بالله !
هزت رأسها تضحك ومشت جيهان تحضنها تطيح دموعها : يابعد قلبي انتِ مبروك الله ييسر لك يارب
أبتسم متعب بسرور يناظر لهم : وش ابي من هالدنيا زود والله اني في نعيم ولا اغلى منك الا روح بداخلك
تقدمت تحضنه بامتنان وقبل رأسها يحضنها تحت نظرات مُهاب المرتاح من تحسن الامور في حياتها ..
39
الشركة
+
رفع باسل نظرة على دخول عقاب لمكتبه واطال النظر فيه حتى جلس امامه نطق عقاب : تمشي على شور بنّية ؟
وقف باسل يمشي نحوه يجلس قباله يناظر له : مب ثُريا انا لاجل احرق واصرخ واهبل فيك
+
اخذ نفس بهدوء : بس تعرف ان كثير اسئلة عالقة بعقلي نحوك للان اذكر كيف بقيت في المستشفى بعد الحادث شهرين كامله مهلوك وتعبان ولا زرتني وتركتني حبيس هناك وكذبت علي بموت اختي وفوق ذا تركتني اشوف شكل ابوي وهو ميت ومشوه من الحادث للان ما تجاوزت منظره !
رمش عقاب بهدوء اكمل باسل : ليه ؟
عقاب : قلت لاختك واعيدها لك كل اللي سويته علشانكم
ابتسم باسل بهدوء : كاذب انت لو فعلًا نهمك كنت اخذتنا لدارك وبين اولادك وفي نعيمك وتركت كل شيء بس انت يهمك منصب ابوي ومكانته وخفت ناخذها منك
عقاب باعتراض كاذب : اخفيتك احميك من اللي سمم ابوك
هز رأسه باسل برفض : انا اعرف وانت تعرف ان ابوي مات حادث ومستحيل يطلع منها حي السم حطه واحد خايف وحتى لو ما سممه كان ميت لا محالة
سكت عقاب لان فعلًا هذي الحقيقة حادث سالم كان شنيع لدرجة لا توصف وكان ميت بلا اي خيار اخر السم وضعه حاتم من خوف لو ينفضح عند اخوه ويبي يضمن موته فقط ، وقف باسل بعدها ينطق : اسوء شيء انك خليتني اشك بتعاملك معنا بطفولتنا وكيف كانت كل تلك الحنّية مُزيفة !
تبادل معه النظرات والتفت لدخول ثُريا تناظر له تمشي لعقاب : فرعون ؟
التفت لها عقاب بسخرية : كيفه زوجك ؟
ابتسمت باتساع : أسد اسم الله عليه مايصيبه شيء ربي راضي عنه كل ماحاولت تأذيه انقذه
مارد وتقدمت تمشي نحوه تقصر المسافة : في شيء اهم تسأل عنه
رفعت كفوفها لخدها تفكر بحركات تنرفزه : وش كان يا ثُريا وش كان يا عسل
ابتسمت بتذكر : اي تذكرت الصندوق !
اختلفت ملامح عقاب مصدوم وضحكت بعباطة : تعرف وينه ؟
عقاب بتهديد : لا تلعبين بنار يا بنت اخوي
ضحكت بشدة : انا ما العب بنار انا والنار اصحاب لو ماتدري بيننا علاقة حُب صعبة بس حلوة
عقاب بخوف : ماتقوين تفضحين ابوك
ثُريا بغضب : ابوي مات وخلصنا امره لله بس انت حي وامرك الآن بيدي انا والله ليسمع حتى الاصم عنك والصندوق بيد الحكومة!
ابتسمت تمشي له تعدل ثوبه من كتفه : بدأ العد التنازلي لموتك عمو
ناظرت له بتمعن تنطق بصوت الساعة بغرض تزيد توتره وفقدانه لاعصابه : تيك تاك ، تيك تاك ، تيك تاك
ابتسمت تعطيه قفاها تمسك يد باسل تطلع من الشركة بكبرها تاركته بجنونه وعدم استيعابه وصراخه ..
المستشفى
صادفت اثناء طلوعها جهاد واخذته رايحين لمُهاب يزورونه في المستشفى ، دخلت معهم مبتسمه تضحك مع باسل جاهله انظار حاتم لهم وانهياره من تأنيب ضميره ومحاولاته لنسيان ماقدر ينسى لان اللي برقبته روح مايعيش مرتاح ابدًا حاول يمسح ملفه الاسود وخطاياه ورغم ذا عجز وبكاء لوحده متخبي بعد ماكذب عليهم بسفره منظر اولاد سالم امامه اثار فيه الندم بزيادة والحزن الشديد والضياع المحتم ..
55
غرفة مُهاب
دخلوا كلهم وابتسم لهم يسمع باسل : الحمدلله على سلامتك يا نقيب
مُهاب بهدوء : الله يسلمك
شبك جهاد كفوفه ببعض : الحمدلله على سلامتك اخر الاوجاع يارب
هز رأسه بهدوء يعيد نفس الرد : الله يسلمك
جلسوا بهدوء عنده وانظاره لثُريا ونطق باسل : شد حيلك ورانا خطبة
عقد حجاجه مستغرب : خطبة ؟
ابتسم باسل : بتخطب لي
رفع حاجبه بدهشة يستوعب رغبته وهز رأسه بفهم : غالي والطلب رخيص
ابتسم باسل واخذوا بسوالف معه ولا طولوا يطلعون من عنده يخففون زيارة المريض وبقيت ثُريا اللي كانت اساسًا منومه معه ، فتحت الشنطة تطلع اغراضه تسمعه : وين كنتي ؟
ابتسمت من غير تناظر له : رحت الشركة مع باسل في كم موضوع
نطق بهدوء : ناظري لي قبل تردين
تنهدت تلتفت له : مافي شيء مُهاب لا تخاف
اطال بنظرة لها : ماتعرفين تكذبين
تنهدت تمشي نحوه : هددت عقاب وهاوشته زي العادة مافي شيء جديد
اخذ نفس بهدوء وجلست بجنب تمسك كفوفه : يصير تبطل خوف وقلق وتعطيني احقية الخوف عليك هالمرة ؟
شدّ على كفوفها بهدوء : هذا الرمش يأمر عليّ امر ولا اخالفه بشيء الا هذا مايصير
رفع كفها يبوسه بهدوء وابتسمت تنطق : هالمرة مو على كيفك بتسمع كلامي مُهاب
رفع حاجبه ووقفت تجهز ادويته واغراضه تسمعه : ماحب المستشفيات بطلع بكرا
قاطعته بغضب : مو على كيفك بتبقى هنا ونطمن عليك وعلى صحتك وجروحك ولا تطلع من هنا الا وانت بخير !
رفع ذراعه يسحبها له تتوسط حضنه بعد ماكانت واقفه بجنبه تسمعه ينطق : ماكون بخير الا معك وفي مربطي ثُريا اشرب من شاهيك واكل من اكلك واملك الدنيا ومافيها ساعتها ..
ابتسمت تحاوطه بهدوء : كل اللي ودك على خشمي
ابتسم بوسع ثغره من تقليدها له وهمس : عليه بوسه
ضحكت بشدة ترفع رأسها له وقبّل ارنبة انفها بعجلة تارك ابتسمتها تتسع لانه ما نسى ولانه يقلد حركاتها مثل ماهي تقلد حركاته ..
50
بعد كم يوم ..
+
فتح أيمن عيونه على فتح الباب وابتسم من وقوف مُهاب يمشي له وفز يردف : يا الله حيّه
ابتسم مُهاب له : الله يبقيك شلونك ؟
أيمن باتساع : الحمدلله مثل ماتشوف جاهز لاي مهمة جديدة
ابتسم مُهاب ورفع نظره لدخول فراس بمزاح : حيّ الضحايا
ضحك أيمن بشدة : كدمة وجهك بتخليني اخلعك بدل زوجتك
ضحك فراس يمشي لمُهاب يسلم عليه : الحمدلله على سلامتك
هز رأسه مُهاب له وقبل مايرد التفت لفتح الباب ودخول راجس و حميد و أيهم وكل واحد منهم بيده ورد ضحك أيمن غصب عنه : شوف شوف وش ماسكين
كانوا متوهقين ماتوقعوا وجود مُهاب هنا وتقدم راجس من مُهاب يسلم عليه وناوله الورد وتقدم حميد يتحمد بسلامته وناوله الورد و أيهم نفس الشيء هم من كثر ما توهقوا اعطوا الباقات كلها له نسيوا ان كل وحده لواحد ماعرفوا يتصرفون ولا قدر فراس يكتم ضحكته هالمرة مع أيمن من نظراتهم واخفى مُهاب ابتسامته يناول فراس و أيمن الورد ووقف ينطق : المهمة اللي كنتوا فيها كانت دفاع عن الوطن و سلام الوطن و شرفه واصابتكم مب هينة لا عندي ولا عند اي مواطن بيزوركم صاحب السمو ولكم حُرية الاختيار بين مبلغ مالي وقدره او ترقية في مناصبكم ..
ابتسموا بهدوء من كلامه معهم وختمها بقوله : المملكة فخورة وانا فخور فيكم ..
ابتسموا كلهم وضربوا له تحية بنفس اللحظة وابتسم لهم يهز رأسه بهدوء وطلع بعدها تاركهم يمازحون أيمن وفراس وكيف قام من السرير ماسك المغذية واستلقى راجس على سريره : تصبحون على خير
ضحكوا يجلسون على الارض طلع حميد بلوت من جيبه : فعاليات ولا اروع
ضحكوا يجلسون بحماس في السرير الثاني تاركين أيمن و فراس براحة اكثر في الجلوس يلعبون
ودخل الممرض لاجل موعد الدواء نطق مستغرب: وين المريض ؟
ابتسم أيهم بمزاح يشير لراجس : نايم هناك عطه ابرة بالله
ضحك حميد بمزاح : نبيها في المناطق المخفية
انتشر الضحك بشدة وابتسم أيمن براحة مع فراس من وجود رفاق مثلهم ..
83
قصر عقاب
2
بالامس كان يوم من ايام الهلاك عند سليمة و ولدها دخول راشد في سكره وسموم يضربها ويضرب ولدها ، انهلكت بما تعينه الكلمة ولا لقيت شيء تسويه غير انها تتصل على ثُريا وتبكي عندها علمتها ثُريا كم شغله وطلبت منها تقوي قلبها واليوم تكرر الامر مع راشد يضربه والاعتداء بعد ماشافت منظر سامي الباكي بالم رفعت جوالها تتصل على الشرطة تبلغ عن الاعتداء ووجود سكير وصورت كل الاعتداء ،
تنهدت بتعب تمشي تدخل غرفته ورفع نظره لها لانّت ملامحه من شافها وعرفها بيدها الاكل وابتسم لانها ارتبكت بتوتر تنطق : عمتي ما امداها تجيب الاكل
هز رأسه مبتسم : ليت دايم ما يمديها
عضت شفايفها بتوتر منه ومن صراحته وناولته الاكل بهدوء تنطق بتذكر : الحمدلله على سلامتك
هز رأسه : الله يسلمك
شبكت كفوفها تبي تطلع لكنها استوقفت من كلامه : تعبان حيل والدكتور وصف دواء مو موجود بصيدلية
عقدت حجاجها بأستغراب تتقدم منه بحرص : ايش هو اروح اجيبه لك من صيدلية ثانية
ابتسمت يحط يده على صدره جهة قلبه باستهبال : انتِ
تاظرت له بصدمه وعدم استيعاب كشرت بوجهه : ياشينك
ضحك من رد فعلها ومشت تطلع تتركه يضحك وكتمت ضحكتها من حركاته وعباطته واستهباله المرح الايق فيه ..
64
غرفة مُهاب
+
رفع نظرة على دخول شدّاد و رمش بهدوء يشتت انتباه هامس : توك تيجي !
كان عاتب عليه لانه مازاره من وقت اللي صابه وتنهد شدّاد يمشي بهدوء حتى وصل له ، ناظر له مُهاب وانحنى له يحضنه بهدوء حضن الاب لولده بخوف وحرص وكانه طول الأيام الفائتة يهدي نفسه انه بخير وهمس : لو يصيبك شيء يا ولدي مابقت بالدنيا ذي قضية ادافع عنها
رمش مُهاب يشده يربت عليه : بخير يبّه بخير
لا شعوريًا قالها ونادى احد "يبّه " بعد سعود قدر يلقى بالدنيا ذي اب يستحق الكلمة ومعناها ويستحق كل البر و المحبة ولا يدري كيف انبسط شدّاد فيها وكانه تمنى يسمعها طول عمره وجته من احب الناس له ، ابتعد عنه مبتسم : ادري انك بخير ما يتعب من ربيته
ابتسم مُهاب مردف بتذكر : صار شيء على القضية ؟
هز رأسه بتذكر : ثُريا سلمت الصندوق اللي فيه كل الادلة
رمش بصدمه وعدم إستيعاب : صادق ! متى ؟
هز رأسه بالإيجاب : بعد اللي صار لك الظاهر كانت تذكر بس ترددت واللي صابك كان دافع لها
اخذ نفس براحة لانها اختارت الصح والطريق الصحيح وابتسم شدّاد : صارت كل الادلة عندنا الان دورك تهبّل فيه قبل نقبض عليه
ابتسم مُهاب بهدوء : نبدأ من الشركة ؟
هز رأسه شدّاد مبتسم : نبدأ ..
83
اليوم الثاني
+
سهر الليل كله يقرأ في الادلة اللي سلمتها له ثُريا ويفصل ما يدين سالم عن ما يدين عقاب لان نيته دام سالم مات وانتهى ماراح يفتح الموضوع ابدًا لخاطرها هي بس ، لكن الورقة اللي مسكها الان قلبت كل موازينه ولا قادر يستوعبها قرأها اكثر من مرة وارتجفت كفوفه بصدمه من اسم " حاتم " اللي كان واضح مثل وضوح الشمس ..!
مسافة طريق وانتشر صوت سيارة الشرطة بالمكان وتقدموا يدقون الباب ، نزلت معها سامي تناظر لمجيدة : ادخلوا في رجال جايين
ماتركت لهم مجال الاستيعاب وفتحت الباب للعسكر بعد ماراحوا مجيدة وسجى دخلوا لغرفته يشوفونه في حالته المدمنة يسحبونه غصب عنه يجرونه جر تسمع صراخ مجيدة ودفاعها عنه طلعت تسحب شنطتها ونزلت تسمع مجيدة بصراخ : ناكرة للمعروف تبلغين على ولدي !
سليمة بهدوء : ما نكرت شيء صبرت وسكت وشهدتوا معاناتي ولا دافعتي عني القانون ياخذ حقي منك
تقدمت مجيدة تسحب سامي : حفيدي مايطلع من البيت
سحبته سليمة برعب لها والتفتوا لدخول ثُريا : يطلع وغصب عنك
ناظرت لها مجيدة بصدمه مشت نحوها ثُريا ترفع الاوراق : بسبب حالة ولدك الصحية مستحيل يعطونه الوصايا ولا يعطونك وبتاخذها سليمة غصب عنك ولو تعترضين والله لانشر صور ولدك وتعنيفه عند الخلآيق عاد انتِ مايهمك شيء بالدنيا ذي كثر كلام الناس
سحبت سليمة ولدها توقف خلف ثُريا ونطقت سجى بكره تحاول تدفعها : يا المجنونة والله ماتسلمين
تقدمت منها ثُريا ترفع يدها لرأسها تشد شعرها وتحرك رأسها بقوة تسمع صراخها بالمكان : المجنونة تربيك يا مريضة لو تمدين يدك مرة ثانية والله لاكسرها لك
دفعتها تسمع صراخ مجيدة وابتسمت لها : هذي ايامكم الاخيرة بنعيم والله لاذوقكم المُر اللي شربته بسببكم
مشت تمسك سليمة تطلعها من البيت وركبت معها السيارة بعد ماركب سامي بالخلف ابتسمت تنطق : اخيرًا استقويتي وقدرتي
سليمة بتوتر : ماقدر اروح بيت اهلي
ابتسمت ثُريا تمد لها مفتاح شقة : ماراح تروحين هذي شقة لك ووظيفة تدريس تيجي لين عندك والوصاية بتاخذينها غصب عنهم وتعيشين معززه مكرمه لا تخافين
ناظرت لها بتعب من كل الظروف اللي عاشتها وبكت بشدة سحبتها ثُريا لحضنها بهدوء : مايستاهلون دموعك اوقفي على رجلك علشان نفسك و ولدك وعيشي حياتك
هزت رأسها تمسح دموعها : شكرًا لك عمري ما انسى جميلك
ابتسمت ثُريا لها وحركت توصلها لشقتها كل هذا كان بمساعدة من مُهاب وفر لها الشقة و الوظيفه والوصاية المؤقتة من محامي حتى تقدر تاخذها بالكامل منهم ..
48
المستشفى
+
وقفت بتوتر بيدها الاكل تنطق : متوترة مودة
مودة بهمس تصرخ : ساعتين واقفين برا غرفته عمتي ما امداها تيجي ادخلي انتِ
تُقى بتوتر : اوف ادخلي معي طيب
مودة باعتراض : لا فشلة احس انتِ خطيبته
+
تنهدت بتعب تمشي تدخل غرفته ورفع نظره لها لانّت ملامحه من شافها وعرفها بيدها الاكل وابتسم لانها ارتبكت بتوتر تنطق : عمتي ما امداها تجيب الاكل
هز رأسه مبتسم : ليت دايم ما يمديها
عضت شفايفها بتوتر منه ومن صراحته وناولته الاكل بهدوء تنطق بتذكر : الحمدلله على سلامتك
هز رأسه : الله يسلمك
شبكت كفوفها تبي تطلع لكنها استوقفت من كلامه : تعبان حيل والدكتور وصف دواء مو موجود بصيدلية
عقدت حجاجها بأستغراب تتقدم منه بحرص : ايش هو اروح اجيبه لك من صيدلية ثانية
ابتسمت يحط يده على صدره جهة قلبه باستهبال : انتِ
تاظرت له بصدمه وعدم استيعاب كشرت بوجهه : ياشينك
ضحك من رد فعلها ومشت تطلع تتركه يضحك وكتمت ضحكتها من حركاته وعباطته واستهباله المرح الايق فيه ..
32
غرفة مُهاب
+
رفع نظرة على دخول شدّاد و رمش بهدوء يشتت انتباه هامس : توك تيجي !
كان عاتب عليه لانه مازاره من وقت اللي صابه وتنهد شدّاد يمشي بهدوء حتى وصل له ، ناظر له مُهاب وانحنى له يحضنه بهدوء حضن الاب لولده بخوف وحرص وكانه طول الأيام الفائتة يهدي نفسه انه بخير وهمس : لو يصيبك شيء يا ولدي مابقت بالدنيا ذي قضية ادافع عنها
رمش مُهاب يشده يربت عليه : بخير يبّه بخير
لا شعوريًا قالها ونادى احد "يبّه " بعد سعود قدر يلقى بالدنيا ذي اب يستحق الكلمة ومعناها ويستحق كل البر و المحبة ولا يدري كيف انبسط شدّاد فيها وكانه تمنى يسمعها طول عمره وجته من احب الناس له ، ابتعد عنه مبتسم : ادري انك بخير ما يتعب من ربيته
ابتسم مُهاب مردف بتذكر : صار شيء على القضية ؟
هز رأسه بتذكر : ثُريا سلمت الصندوق اللي فيه كل الادلة
رمش بصدمه وعدم إستيعاب : صادق ! متى ؟
هز رأسه بالإيجاب : بعد اللي صار لك الظاهر كانت تذكر بس ترددت واللي صابك كان دافع لها
اخذ نفس براحة لانها اختارت الصح والطريق الصحيح وابتسم شدّاد : صارت كل الادلة عندنا الان دورك تهبّل فيه قبل نقبض عليه
ابتسم مُهاب بهدوء : نبدأ من الشركة ؟
هز رأسه شدّاد مبتسم : نبدأ ..
12
اليوم الثاني
4
سهر الليل كله يقرأ في الادلة اللي سلمتها له ثُريا ويفصل ما يدين سالم عن ما يدين عقاب لان نيته دام سالم مات وانتهى ماراح يفتح الموضوع ابدًا لخاطرها هي بس ، لكن الورقة اللي مسكها الان قلبت كل موازينه ولا قادر يستوعبها قرأها اكثر من مرة وارتجفت كفوفه بصدمه من اسم " حاتم " اللي كان واضح مثل وضوح الشمس ..!
لكن الورقة اللي مسكها الان قلبت كل موازينه ولا قادر يستوعبها قرأها اكثر من مرة وارتجفت كفوفه بصدمه من اسم " حاتم " اللي كان واضح مثل وضوع الشمس ..!
كانت مخبأة بين الاوراق ما انتبهت عليها ثُريا بس الان بعد فصل الاوراق وصل لها شدّاد ووصل لأوراق اتفاقية بينه وبين سالم و عقاب وادلة تدل انه شريكهم في تجارتهم ، طاحت الورقة منه مصدوم يناظر للفراغ يردف : تكفى لا تكفى قول اني اعمى واصدقك !
اغمض عيونه يوقف لازم يعرف سر وجود اسمه وكل شيء واخذ جواله يدق عليه ولا رد وحرّك للمستشفى بعجلة يبي يلتقي بمُهاب ..
12
المستشفى
مّل من المستشفى ونيته انه يطلع الآن بس علشانها هي وعلشان طلبها انه يبقى ماردها ابدًا ، ماكانت موجودة عنده بسبب امر طلبه منها وراحت وتركته لوقت ، التفت لفتح الباب توقع انه هي بس لانّت ملامحه وقت شاف عمه حاتم واعتدل بجلسته : يا الله حيّه قالوا لي مسافر الحمدلله على سلامتك
ابتسم بتعب وجه ذابل وضمير هالك جبره يجر كل ذنوبه لولد اخوه وتقدم يسلم عليه : الحمدلله على سلامتك واخر الاوجاع يارب
ناظر له مُهاب اختلافه بهتان ملامحه وحتى نزول وجهه وشحوبه على غير العادة شكله باهت وحزين ، عقد حجاجه مستغرب : فيك شيء عمي ؟
بلع حاتم ريقه : ودي اني اتكلم وتسمعني للاخير
شبك كفوفه يناظر له وهز رأسه برضى يتركه شارد يقلب الكلام برأسه بخوف لو قراره صح او لا حتى تشجع نطق : من سنين طويلة كنت طائش وجاهل ولا ابي غير المال والسلطة وتقاطعت طرقي مع رجل بشبابي ، اخذتنا الدنيا سوا وتعاونا سوا وصرنا ثلاث ماكانت تجارة حلال رحنا لذنوب وبعنا الحرام
شدّ مُهاب على كفوفه تزداد ملامحه صدمه ورغم ذا ساكت يناظر له يكمل : انا و عقاب وسالم
اتسعت حدقه عيونه بدهشة يحسّ بنبض قلبه يزيد يهمس : كيف ..!
قاطعه حاتم برجاء : لا تقول شيء تكفى حتى اكمل
شد على يده يختار الصمت واكمل حاتم : كانت الامور ماشية لين عرف سعود عن التجارة بس ماعرف مين يقودها وسعى لمعرفتها حاولت ابعده عنهم وعجزت ، هددني سالم لو مسكه سعود بيعلمه عني وانا كل شيء عندي يهون الا اني انفضح عند اخوي ماقدر اواجهة لومه
طاحت دموع حاتم من زود تعبه مكمل : حاولت اتركهم بس طاح الفأس برأس يوم فضح ابوك لسالم لحقه وكانت الخطة التقي فيه انقذه وصار له حادث
بلع ريقه بتوتر : سممته خوف من انه يعيش ويفضحني رغم ان حالته كانت خطيرة وميت لا محالة بس سممته
ارتعشت اطراف مُهاب بصدمه مو قادر يستوعب ولا حتى يتكلم يناظر له فقط يبي يُدرك لو حرف واحد ولا قدر واكمل حاتم : هربت وقتها من عقاب وجاني اتصال بعد ايام هددني بسعود انه بيقتله في مستودع اعرفه وخفت واتصلت على شدّاد برقم غريب اعلمه ..
بكى حاتم بتعب يردف بصوت باكي : مالحقوا عليه وقتله ..!
اغمض عيونه مُهاب من هول اللي يسمعه تبرز عروقه ويحرك فكه مصدوم يسمعه يبكي : عشت مع هذا العبء طول عمري هددني يفضح اني سممت سالم وكنت شريكهم وسكت عنه ، انا قتلت اخوه وهو قتل اخوي وتصافينا تركته وتركت هطريق وتبت والله اني تبت بس ذنب سالم ماقدرت انساه وقاتل اخوي ماقدرت امحيه واخذ حقه عشت اخجل من نفسي وذنوبي اتقلب على باب الرجاء والتوبة ..
مسح دموعه بشماغه يكمل : ماقدر اعيش كذا واشوف عيال سالم واشوفك واسكت هذا انا بكل ذنوبي اعترف لك يا ولد اخوي
ناظر هاب يتنفس بعلو تلمع عيونه بدموع عالقه فيها رفع كفه بغضب يبعد الحاف عنه ويطيح الطاولة اللي فيها ادويته واكله من امامه ينطق : كيف قدرت !
وقف حاتم يناظر له وصرخ بوجهه : كيف قدرت تصافح قاتل ابوي و تصفح عنه وكيف قدرت تيتّم اطفال وتقتل ابوهم !
اغمض حاتم عيونه تطيح دموعه يسمعه يكمل بنبرة تهز جوفه : انا بذلت كل جهدي علشان اخذ حقه وابعد عقاب عنكم وبنهاية تطلع شريكه ! كيف نمت ليلك انت كيف قويّت على كل هذي الذنوب ! كيييف !!
صرخ باخر كلامه يغمض عيونه بتعب يسمعه يبكي : تكفى سامحني مابي من هالدنيا الا مسامحتك انت
ضحك بقهر وغبنه مو قادر يستوعب : انا ؟ مافكرت ببنت سالم و ولده ؟ مافكرت تطلب مسامحتهم قبل ؟
حاتم برجاء : وش يرضيك ولك اللي تبيه
رفع مُهاب يده توافقًا مع شرحه وقهره من اعترافه : لو عندك شوية ضمير سلم نفسك للقانون لا تحدنّي اسحبك بين الخلايق ..!
مشى يتركه طالع من المستشفى بكبره مايدري كيف بيتحمل مصيبة مثل ذي الان بذات استوعب ليه ثُريا ماقدرت تبقى معه وقت عرفت عن ابوها ، كيف يصارحها عن عمه وعن اللي سمم ابوها ؟ كيف يشرح لها الحكاية ويزيد الوجع فيها ؟ وكيف أدرك ان العدو بين اهله كان ومن دمه وشخص ما خطر على باله ابد ، توجه للمربط تارك كل شيء وراه حتى نفسه اللي عيّت توقف بصفه ، كل الامور تكاثفت عليه لين ماصار له القدر يحسّ بشيء لا فرح ولا حزن ..!
43
بينما عند شدّاد اللي دخل غرفته يشوف حاتم جالس يبكي بصمت ناظر له يتأكد من ظنونه وأغمض عيونه يردف : افا يا اخو سعود !
حجب عيونه بشماغه وهز رأسه شدّاد باسف يطلع ويتركه بمكانه مايلقى كلمة يضيفها على صدمته هذي ابدًا ..
2
الليل
+
وصلت المستشفى وعرفت انه طالع من الصباح حتى ماسجل خروج له ولا رجع البيت ماتنكر تضايقت حيل لكنها اخفت ضيقتها لجيهان اللي نطقت : روحي له اكيد صار معه شيء
هزت رأسها بهدوء تمشي طالعه من المستشفى تدري ان مُهاب مايكذب عليها ووعدها يبقى لاخر يوم ليه اخلف وعده و ميعاده ولا دق عليها حتى !
+
من ناحية خافت عليه ومن ناحية تضايقت منه حيل رفعت جوالها تتصل على باسل تسمع صوته : باسل مُهاب رجع البيت ؟
باسل باستغراب : لا مو في المستشفى ؟
اخذت نفس تتجاهل سؤاله : سويت اللي قلت لك عليه؟
باسل : اي كم يوم بس وتهبط الأسهم نفس ما طلب مُهاب
هزت رأسها تقفل منه وحركت للمربط على اعصابها تعض شفايفها لين وصلت شافت سيارته والاكيد انه جابها واحد من اخوياه له ، نزلت بهدوء تمشي للبيت الخشبي الكلاسيكي تشوفه من الزجاج الخارجي بصالة ، من الصباح ما نام ومن الصباح ماوقف تدخين اللي سمعه وعرفه يهدّ حيله ويخاف عليها وعلى مُر الحقيقة وكيف ممكن تتركه لاجل هذا الشيء ، كان يقدر يروح ويخليها نفس ما سوت وقت عرفت عن ابوها بس ماهي اطباعه الهروب و وعده لها يحتم عليه البقاء عندها لين تنتهي هذي المصايب ورغم ذا كان موجوع حيل ، بيكون هين لو عمه فقط كان شريك لانه ترك هشيء وتاب لله من ١٧ سنة ولا بيفتح ملف هالقضية بس عمه في رقبته نسمه و روح سممها ، عمه قاتل اب زوجته وحبيبته وهذي لوحدها قضية ثانيه !
التفت لفتح الباب اللي تركه مفتوح ورمش يشوفها واقفه بهدوء تناظر له بفمه سجارته ، نفث دخانه ومشت تبعد عبايتها وشنطتها تتقدم نحوه تسحب السجارة من فمه بغضب رغم الهدوء : طالع من المستشفى تدخن ! ماتخاف على نفسك انت وعلى صحتك ؟
همس بهدوء متعب : ما اخاف
اعتلى المكان صوتها بغضب : انا اخاف ! انت وعدتني مُهاب تتركه !
رمش باستيعاب لاعترافها العذب وتنهد بتعب : كنت محتاج
ابتسمت بقهر منه : تحتاج سجارة ؟ انا ما اكفيك ؟
لانّت ملامحه يناظر لها : تكفينّي و زود وعلشانك انا احاول
هزت رأسها برفض : مابيك تتركها علشاني ! اتركها علشانك انت وعلشان صحتك
رفع كفوفه يمسح وجهه بتعب : لو بسوي شيء علشاني ما اكتفيت بدخان بس ، من الافضل تكون علشانك تردينّ لي صوابي رغم ان كل ماحولي يستدعي الجنون ..!
رمشت بتعب ماتفهم وش صار له ومشت للمطبخ المفتوح وهي تكمل توبيخه بحرص حبيبه وقلب ام : والاكيد انك ما اكلت شيء من الصباح وحتى ادويتك ما اخذتها معك رجال في كل شيء وعاقل وبتعبك تنقلب صغير مو عارف يداري نفسه !
انتفض جسدها من عناقه لها من الخلف وذقنه توسط كتفها يشدها نحوه بهمس : انتِ دارينّي انا ما ادانّي نفسي لاجل اداريّها ..!
التفتت له بتعب تهمس : بتوقف تدخين مُهاب
هز رأسه بهدوء : حاضر وايش بعد ؟
اكملت تلقي اوامرها عليه : وتاخذ ادويتك
هز رأسه بفهم : حاضر وايش بعد ؟
تنهدت بهدوء تناظر له بتواصل بصري : ما تخبي علي شيء وتقولي وش صار لك
هز رأسه بعد صمته الطويل : على شرط ناكل قبلها
ابتسمت تهز رأسها تبتعد تفتح الدولاب تطلع مكرونه لكنه عارضها بقوله : ماودك بفاصولياء ؟
ابتسمت تهز رأسها برضى تطلعها ومشى للكنبه بتعب يرمي نفسه تاركها تعبث بالمطبخ تجهزها بسرعة وسهولة وتضبط الشاي وتسخن الخبز ترتب الطاولة بقولها : مُهاب ؟
التفت لها يرمي جواله يوقف يمشي نحوها وجلس بطاولة ناولته كوبه وجلست امامه بهدوء تسمعه يبسمل وأكلوا مع بعض بعد مايقارب شهر قضاه بمهمته واكثر من اسبوعين في المستشفى استقروا مثل بعد كل مصيبة في المربط اللي كان المكان الامثل لحل جميع مشكلاتهم ممكن هذا اكثر شيء تحبه بعلاقتهم رغم كل شيء بنهاية يرجعون لبعض ويدارون بعض و يشفون اوجاع بعض ..
16
خلصوا ووقفت ترتب المكان تسمعه : تعالي اكلمك
هزت رأسها برفض تمشي تطلع ادويته : مو قبل ما تاخذ ادويتك
مسكت كفه تمشي معه تطلع الدرج ومشى طوعًا معها يطلع فتحت الباب تدخل وتقدمت من الدولاب تطلع ملابس له وابتسم خفيّه من حركاتها ، اخذها يمشي للحمام وطلعت الادوية وعلبة ماء تنتظره دقايق معدودات طلع يمسح وجهه بالمنشفه جلست بجنبها بسرير ياخذ الحبوب من يدها وبلعها يشرب بعدها الماء ثم ناظر لها : رضيتيّ و ارتحتي ؟
تكتفت بهدوء تهمس : لا ، ليه طلعت من المستشفى؟
اخذ نفس بتعب يناظر لها لثواني معدودات همس بعدها : عرفت مين سمم ابوك
بانت على ملامحها الصدمة والدهشة تناظر له شبكت كفوفها ببعض تبلع ريقها واكمل : يعزّ علي اقولها لك بس ماودي تعرفين شيء من غيري
اخذ نفس يردف بثقل بصدره تحول لصوته ونبرته : عمي حاتم كان شريك ثالث لابوك و عمك
زادت صدمتها ترفع يدها لفمها لا شعوريًا من هول اللي تسمعه وصعوبته واكمل يراقب معالمها : سممه خوف لو يبلغ ابوي عنه وانفصل عن عقاب طول هالسنين يحاول يتوب بس شوفته لك ولباسل هدّ كل شيء جاء لين عندي واعترف ومستعد يسلم نفسه وياخذ جزاته بفعله لابوك ..
وقفت تناظر له بصدمه تمشي ترفع يدها لصدرها تحاول تنضم انفاسها ماتقدر تستوعب كيف قدر يخفي نفسه ولا الله أخفاه وستره ؟ وفوق كل ذا هو اعترف بذنبه وتائب ماتدري كيف حتى ممكن تتعامل معه بس اللي تعرفه انه لو ما سممه ممكن كان يعيش وتلقى اجوبة كل اسئلتها وحقها في لومه وعتابه سُلب منها بسببه ..!
اخذ مُهاب نفس بتعب يردف : اعرف انه صعب ثُريا بس انتِ ماتطلعين من هنا وعقاب حي ما اسمح لك تروحين عني ..
ماردت كانت ساكته رد فعلها كان الصمت المستمر لدقايق معدودات دموعها بعيونها مهما كان ابوها مجرم ما كان يحق له ابدًا يسممه وياخذه منهم ، هي حتى ماتدري مين هو حاتم بس تدري انه اب مودة و تُقى و اخ جيهان و عم مُهاب و سمر وهذا اللي يزيد الطين بلّه ، هي من بعد صدمتها بابوها ما صار شيء ممكن يصدمها كانها تقول " جت من سالم ما استغرب من غيره "
انهى هذا الصمت قوله بتعب : سكوتك ذا يذبحني ثُريا..
اخذت نفس تلتفت له تشوف تعبه وتدري ان الموضوع اصعب عليه حتى ، مشت نحوه تجلس قباله : تحسب بلومك انت ؟ اذا انت ما لمتنّي وانا بنت سالم تبي الومك وانت ولد سعود ؟
لانّت ملامحه من كلامها ورمشت تخبي دموعها : مُهاب انت مالك ذنب ولا اي احد من افراد اهلك مثل ما انا و باسل ما لنا ذنب لكن ..
سكتت تعض شفايفها تمنع رجفتها وتقدم يحاوط وجهها بكفوفه : لكن ايش ؟
طاحت دموعها من فرط حنّيته عليها : مو قادرة ابكي احسّ شلون ابكي عليه وهو سبب كل شيء ابي ادافع عن كونه ابوي بس مو قادره
هز رأسه برفض بتكرار : دافعي ثُريا دافعي عنه هذا ابوك بنظرك انتِ الرجل اللي نحر الناقة علشانك و سافر لاجلك سالم بنظرك مثل ماهو لا تعدمين صورته بعقلك وقلبك
ناظرت له تطيح دموعها ويمسحها بهدوء : ماعليك كيف الناس تشوفه يكفي انتِ شلون تشوفيه
تنهدت بتعب يسحبها لحضنه بهدوء وارتياح لانهم قادرين يحلون مشاكل بعض ويفهمون بعض و كل حد منهم مايلوم الثاني رغم كل شيء صار بسبب اهاليهم ، همست بين احضانه : انت بخير ؟
كانت تعرفه ان الامر اصعب عليه لانه عمه اقل شيء هي ماتعرفه ورمش يناظر لها تشوف وجعه في عروق عيونه الحمراء البارزة وتنهدت تحضنه تشد عليه تعرف ماراح يرد بس بيرتاح في حضنها مشى معها استلقى بسرير وهي بحضنه يرتكز ظهرها على صدره يحاوطها من الخلف بهدوء استمر صمتهم المُريب همست بعدها : علشان كذا طلعت من المستشفى تحسب بزعل منك ؟
تنهد بتعب نطق بهدوء : من ناحية صعب علي شلون تستر على قاتل ابوي وصافحه وناظر في عيون جدي ، ومن ناحية انتِ ..!
التفتت له يصبح وجهها قبل وجهه رفعت يدها لخده تعبث بشعر وجهه : انا معد صار في شيء قادر يصدمني تساوت كل الامور عندي لا تخاف ما أترك يمينك
رفع يده لشعرها يرتبه بسكون : مب خايف تتركين يميني انا خايف تتركينها وعقاب حي
اطالت بنظر له واكمل بتذكر : سلمتي الصندوق لشدّاد ؟
هزت رأسها بهدوء تهمس : آسفة لاني كذبت عليك وقلت اني نسيت بس كنت احتاج دافع و قوة لاجل اسلمه
اخذت نفس بتعب تردف تناظر لعيونه : انت دافعي مُهاب و قوتي ..
ابتسم بهدوء وارتياح يقبّل جبينها : هانت ثُريا مابقى كثر اللي راح نشهد قصاصه سوا وياخذ كل ذي حق حقه
هزت رأسها بهدوء : وبعدين ؟
عبث بشعرها بسكون : وبعدين اللي ودك صفي كل اللي بقائمتك السوداء
ابتسمت تكمل بتلاعبها اللي يحبه حيل ومستعد يتناقش معها طول عمره كيف ممكن تذبحه ونطقت : ودك تموت برصاص ولا سكين ولا احرقك ولا اسممك عندي خطط واجد
عض شفايفه مبتسم رغم تعبه بس لانه عارف انها تحاول تضحكه : اللي ودك المهم وانتِ قدامي ابي اكسب اكثر وقت انظار فيه لك
هزت رأسها برفض ترفع يدها لرموشه : لا ابي احجب عيونك ما اقوى اناظر لها ابدًا
رمش بهدوء ينحني يقبل ثغرها بسكون شاركته القُبلة بغرام قبل ماتنفصل وتحضنه يرتكز رأسها على صدره ويمد ذراعه يقفل الابجورة وينامون في سكون تام رغم عن ضجيج كل ما حولهم ..
80
عدت الأيام عليهم بهدوء كان هذا اليوم وهو موعد خروج أيمن من المستشفى و إيفاء متعب لوعده بذبايح والعزايم ، صحى مُهاب ومازالوا في المربط اغتسل لبس بدلته وطلع يدور عليها بانظاره ، تحولت نظراته لصدمه وقت شافها راكبه على المُهيب !
المُهيب اللي مايرضى باي فارس يركبه وصعب ترويضه كانت طول الايام اللي طافت تحاول تروضه وقدرت بصوره رهيبه تبني علاقة مُدهشة معه وتكسب حُبه و رضاه بركوبه ، اتسعت ابتسامته وقت مشت نحوه تنطق بغرور : ما قلت لك أروضه غصب ؟
ابتسم يهز رأسه بإعجاب منها : مب غريبه عليك اللي قوى على مُهاب مايصعب عليه بعده احد
ابتسمت بوسع ثغرها واكملت بتساؤل : بتداوم ماراح تاخذ اجازة ؟
هز راسه برفض : ما اخذها قبل ما اخذ روحه
تنهدت بهدوء واكمل : جدي مسوي عزيمة بكرا ان كان ودك تحضرين معهم
سكتت بشرود همست : اشوف
هز رأسه برضى واكملت : برجع البيت نلتقي الليل بشركة تمام ؟
هز رأسه يمشي طالع وابتسمت تلمس مُهيب وتداعبه يستلطفها ويتقبلها حيل ..
12
القسم
+
دخل مُهاب مكتب شدّاد و رمش بهدوء يشوف حاتم جالس شد على كفوفه يسمع شدّاد : تعال
تقدم يجلس بهدوء نطق حاتم : على وعدي لكم انا بنفسي اعترف بذنبي بس ابي منك شهر واحد بس
مارد مُهاب ونطق شدّاد : وش بتسوي فيه؟
اخذ حاتم نفس : بزوج اخر بناتي وبعدها راضي بالمكتوب
لانّت ملامح مُهاب يشد على كفوفه ونطق شدّاد : ماراح تُحاسب على الماضي كل ذنبك سالم والامر متروك لعياله يا العفو ولا القصاص
رمش مُهاب بهدوء : لك الشهر اللي تبيه
تنهد براحة ووقف طالع تاركهم التفت شدّاد لمُهاب : جاني خطاب رفع كل واحد منكم رتبه اعلى من رتبته
اخذ نفس : تقدر تأجلها لين ننتهي من عقاب ؟
شدّاد بهدوء : بعد مهمتك لعقاب تاخذ ترقيتين وتزيد رتبتين
هز رأسه بفهم وابتسم شدّاد لانه رضى بالعاده مايحب بس الاكيد يحاول يصرف الموضوع ومستحيل شدّاد يسمح انه يرفض الترقية لذا سكت عن الموضوع حتى وقته وهمس : علمني انه اعترف لك ، عرف الظبي ؟
تنهد يهز رأسه : عرف مابقى شيء يصدمها بعد ابوها تكتم واعرف انها تكتم وتضيق ويصعب عليّ كل شيء ..
تنهد شدّاد بهدوء : اعترف ما شفت بقوتها ابدًا
ابتسم مُهاب يتذكر كيف الايام اللي طافت تداريّه وتتناسى اللي عرفته همس : ولا انا ..
7
اليوم الثاني
شركة عقاب
+
مجزرة مُخيفة حصلت الآن بعد نزول الأسهم بطريقة مُرعبة ولاسباب مجهولة وصراخه مليء المكان في غرفة الاجتماعات امام ثُريا و باسل وجهاد وكم شخص له مكانة مروقة ، نطق بغضب : كيف اسلم الاسهم لك !
6
ابتسمت ترفع العقد اللي وقعه : حسب البند السابع في العقد عند نزول الأسهم تتخلى عن اسهمك لصالح الطرف الثاني
رفع حجاجه بصدمه يقرأ العقد اللي سواه ذاعر ولا يدري شلون ما انتبه على العقد والبنود والواضح ان من ثقته في ذاعر ما فكر فيها ، اغمض عيونه يسمع تأييد كل من في الغرفة لها وباحقيتها اكملت : اما ترضى بالهداوة ولا نتناقش الموضوع مع المحامي وطبعًا الخيار الاول افضل لك لان الثاني مليان فضايح وانا جوي الفضايح
ابتسمت بسخرية و رمش يسحب القلم يوقع على الورقة متخلي عن املاكه في هذي الشركة بالكامل وتحول جميع أسهم الشركة نصفها لباسل والنصف الاخر لثُريا وخسارته لحُكمه هنا و امره انتهى والقلعة بدأت تُستعمر والعرش بدأ يهتز ، ابتسمت توقف تمشي تفتح الباب تردف : اطلع برا
صرخت تستفزه بامر : برا !
مشى بهدوء يناظر لها وابتسمت بسخرية تشوفه يطلع من المكان اللي حفره بضروسه يسلمه الان على طبق من ذهب يغادر اول اراضيه المستعمره وابتسمت بانتصار تمشي لهم تردف : وبكذا رجعت الشركة لمن كانت ، من سالم لعياله
التفتت لباسل تردف : خمسين بالمئة من أسهم الشركة باسم باسل
التفتت لجهاد تطلع عقد : والخمسين الثانية مُلك لي اسلهم هنا و إمامكم لجهاد
ناظر لها جهاد بصدمه ابتسمت تناوله العقد يقرأ انه صار يملك نصف الاسهم !
وقفوا يسلمون عليهم طلعوا كلهم الا الثلاث نطق جهاد : مو عارف ايش اقول
ابتسمت باتساع : ماقدر اوفيك حقك ابدًا وانت و باسل عينين برأس
ابتسم باسل يربت على كتفه : وانتِ وش بتسوين ؟
ابتسمت بأتساع : بتجهة لتصميم وببدأ بصفر تساعدوني صح؟
ضحك جهاد : عيوني لك
باسل باتساع : ميزانية الشركة كلها لك
وقفت تضحك ترفع ذراع لباسل و ذراع لجهاد : احلى اخوان بالدنيا كلها
حضنوها باتساع واردفت بتذكر : عزمكم مُهاب لمناسبة جده
جهاد : ماقدر بحضر جلسة راشد بالمحكمة حضانة
ثُريا بهدوء : لا تتعب نفسك كلمت المحامي الحضانة بتاخذها سليمة
اخذ نفس بتوتر : و راشد وش بيصير له ؟
تنهدت ثُريا وهي تعرف ان جهاد ممكن يكره ابوه بس مايقدر يكره اخوه ابدًا : قال على الاغلب بيتحول لتأهيل لانه مُدمن ثلاث شهور يرجع لصوابه وبعدها يفتحون قضيته من جديد
اخذ نفس بهدوء هز رأسه : اعتذري لي من النقيب ماودي اخليه
7
هزت رأسها بفهم وطلع جهاد ، التفتت لباسل بهدوء : في شيء لازم تعرفه
جلس معها مستغرب اكملت : كان في شريك مع ابوي و عقاب وهو نفسه اللي سمم ابوي
بلع ريقه بتوتر وتنهدت تردف بمُر الحقيقة : عم مُهاب الصغير اسمه حاتم هو اللي سممه
ناظر لها بصدمه : عمه !
هزت رأسها بتعب : اي عمه على كلامه انه تركهم من ١٧ سنة و تاب بس وقت رجعنا حنا رجع ذنبه
بلع ريقه بتوتر مايعرف حاتم لذا مافرق عنده بس يعرف مُهاب وهو الفارق : مُهاب كيفه ؟
ضحكت بتعب تردف : معد صار في شيء يصدمه يعني حاليًا يتقبل الصدمات وهو يشرب شاي
يدري انها تحاول تتظاهر ان كل شيء بخير ومد كفه يمسك كفوفها : وانتِ ؟
هزت اكتافها بجهل : ما أعرف صراحة
تنهد بهدوء نطق : ثُريا انا للان مو مصدق شيء عن ابوي ولا ابي اصدق ولا حتى ابي افتح الموضوع مع احد وادخل محاكم واطالب بشيء ، الشيء الوحيد اللي ابيه ناخذ حقنا من عقاب لانه ظالم ولا فكر بتوبه ولا رحمنا ونحن ايتام غير كذا انا ماودي
ناظرت له بعدم فهم : بس ابونا باسل !
قاطعها بهدوء : ابوي اعظم رجل بعيوني ثُريا مافي اي حقيقة ممكن تغير نظرتي نحوه بيبقى رغم كل شيء الاب العظيم اللي عرفته
شبكت كفوفها ببعض : ولانه الاب العظيم لازم ناخذ حقه ماراح اسامحه
باسل بوعي واستيعاب: اذا بتحاسبين حاتم على ماضيه هذا يحتم عليك فضح ماضي ابونا وانا ماودي
وقفت بصدمه تناظر له : لا تقول بتسامحه !
باسل ولاول مرة ينفعل : انا شفت ابوي وشفت جثمانه الحادث كان شنيع ونزيف في الدماغ و نزيف داخلي مستحيل كان بيعيش السم وجوده وعدمه واحد كان ميت لا محالة
وقفت ثُريا بغضب تشيل شنطتها : ماتقدر تحكم على شيء ماصار ممكن كان عاش ولقينا اجوبة كل الاسئلة عقاب راح يتحاسب و حاتم يتحاسب وكلهم يتحاسبون
مشت تتركه وتنهد بتعب له رغبة ثانية ومختلفة عن مسعاها ..
48
الليل قصر متعب
+
مثل ما وعد ما اخلف وعزم وكلف وشيّد اسمه بين العرب " جد الشجعان " ، مايملك بالدنيا ذي الا حفيدين وعلشانهم مستعد يرخص لهم الغالي النفيس واكبر دليل تجمع الرجال الان والضيافة والعزايم وصوت الطرب على شرف رجوعهم بسلامة من مهمتهم ، هالليلة أصفى وأنقى لان عقاب ما حضر رغم انه عزمه متعب بس كان في نوبه صدمته من فقدانه لشركته ولا حضر ، مالتقت الا النفوس الطيبة ، دخل حاتم وشدّ مُهاب على كفوفه التفت لشدّاد اللي مسك كفه : اهدأ
مُهاب بنفور : مب قادر اشوفه
شدّاد بامر : لا تقارنه بعقاب ابدًا شتان بين من عرف غلطه ومن اللي استمر عليه
مُهاب بقهر وانظاره عليه : صافح يمين قاتل اخوه طول هالسنين !
شدّاد ولا يدري ليه يحط تبرير له بس الاكيد لانه شاف ندمه و توبته و دموعه : مجبور مثل ما كنت مجبور
مارد مُهاب يتجنب المشاكل والتفت لدخول ايمن يمشي بهدوء وقف يساعده : بك شيء ؟
أيمن بابتسامة : بخير الحمدلله بس جدي مايصبر حتى اطيب شلون بدبك
ابتسم من اقسى همومه وجلسه بجنبه يشوف دخول فرقته ومشوا نحوه يسمعونه : اجلت ترقيتكم اللي مب راضي يقدر يكلمني وياخذها وقت ماوده
راجس باتساع : على شورك نمشي واللي ودك يصير
اتفقوا معه كلهم وهز رأسه برضى يستمر بسمرته لليوم واحتفالاتهم لين انتهت العزيمة وغادروا الاغلب ماغير الأهل والقرايب ، نطق جاسر بعد قرار اتخذه مع حاتم : يبه في شيء ودنا فيه
سكت متعب باستغراب : سمّ
جاسر وانظاره على أيمن : ودنا نزوج أيمن الشهر الجاي
اعتدل أيمن بصدمه نطق متعب باستغراب : مب قالت بعد ما تتخرج ؟
حاتم طالع عن صمته : انا اكلمها بترضى
تنهد متعب ومازال مب فاهم : ليه العجله اتركوا الشور لهم
طلع أيمن عن صمته : انا موافق تكفون خير البر عاجلة
ضربه مُهاب بخفه على كتفه : اركد
ابتسم متعب يهز رأسه : مين مايحب الافراح دامهم راضين على البركة
تنهد حاتم براحة والتفتوا لدخول باسل فز مُهاب من مكانه يمشي نحوه : ليه متأخر ؟
باسل بتوتر : ما اداني الزحمة كثيرين !
اخفى مُهاب ابتسامته لانه يدري مازال مو متعود على تجمع مثل مناسبات آل رشيد وناظر حاتم له ترتجف كفوفه مايستحمل ومشى طالع من كثر ندمه ، شافه باسل وهمس : عمك حاتم ؟
ناظر له مُهاب وعرف انه صار يدري هز رأسه برضى ولا رد باسل يمشي مع مُهاب يسلم عليهم والأنظار عليه ..
7
عند النساء
+
تشاركوا الفرحة والمناسبة بس بصورة اكثر عائلية وبينهم فقط ، طول الجلسة ثُريا تناظر لبنات حاتم بخفوت للان مو قادره تستوعب او تعطي رد فعل للموضوع ، كانت الجلسة مليئة بضحك والسرور والعتاب اللي نطفته ثُريا: حامل وانا اخر من يعرف !
بوزت سمر بقهر : والله مسويه لك مفاجاه معي حركة ابيها لك عمتي فضحت كل شيء مرة مقهورة
ابتسمت ثُريا تحضنها : اموت على اللي يفكر فيني انا ابي اعرف من غير مفاجأة
واكملت بحماس : ماصدق انتِ حامل شلون !
ضحكت سمر بعباطه : شلون هذي ماقدر اشرحها
انتشر ضحك ثُريا بشدة تضرب كتفها : بنت!
ضحكت سمر بشدة واكملت ثُريا بسخرية: اي قلتي سنتين بعدين افكر احمل ! اشوفك ماكملت الاربع شهور
ابتسمت سمر بوهقة : حمل جاء رغم كل الاحتياطات
حضنتها ثُريا : مافي احلى من الاطفال سمر ليه سنتين وش بتسوين معه تطبخين مكسرات !
ضربتها سمر تضحك : ياشينك اوف
انتشر صمت من صوت غطاريف نوال والتفتت جيهان لها : عساه خير !
نوال بسرور : خير الحمدلله حددوا زواج أيمن و تُقى الشهر الجاي
بهتت ملامح تُقى بصدمه تناظر لها : كيف !
نوال بفرح لا يوصف : توه كلمني جاسر يقول حدد مع حاتم
بلعت ريقها توقف تمشي بعجلة لغرفة سمر ولحقوها البنات يسمعون انهيارها : كيف ! قلت بعد ما اتخرج!
سمر تحاول تهديها : اهدي نفهم السالفة
بكت تُقى وتقدمت مودة تحضنها : توتو باقي لك سنة وحدة مافارقت
تُقى بقهر : حتى لو مافرقت كيف بابا ماياخذ رأيي و شوري اول مرة يسوي شيء من غير ما اعرف ما كاني موجوده!
سكتوا لان معها حق بالامر ذا ودخلت جيهان : افا توتو تبكي يخسي من يجبرك اصبري جاي ابوك ونفهم منه كل شيء
ماردت تبكي بزعل وهمست ثُريا لسمر : بطلع مُهاب يتصل
هزت رأسها وطلعت من عندهم ، اتصلت جيهان على حاتم ومجرد ماعرف بوسط المجلس عنها طلع متجهة نحوها يدخل الغرفة يشوفها تمسح دموعها تنهد يتقدم لها : افا زعلوا بنتي؟
تُقى بزعل : بابا شلون تحدد من غير شوري انا ابي اتخرج قبل
هز رأسه بفهم : أيمن ما يعيق دراستك بالعكس بيكون عون وسند لك
ماردت تستمر بصمتها وهمس بتعب : علشاني يبه ناظرت له بخوف مب على اطباعه همست : بابا فيك شيء ؟
ابتسم يطمنها : لا بس ودي اشوفك عروس اخر امنياتي
بكت برعب تحضنه : بابا لا تخوفني عليك
تنهد يحضنها بسكون : مافيني شيء ولا توافقين اذا ماودك وتحسينه صعب لا توافقين علشان ترضيني اللي ودك يصير
تنهدت وهي تحضنه ورفعت نظرها لدخول مودة بيدها بنتها : خير احضان من دوني انا و سوسو !
ابتسم حاتم يفتح ذراعه وتقدمت مودة تحضنه بعد ما شال رانسي ونطقت مودة : تكفين وافقي معي فستان رهيب
ضحكت تُقى : بشرط رانسي تحضر
مودة برفض : سلامات كنت استهبل مين بيمسكها ابي ارقص بخليها عند ابوها
تُقى برفض : مو على كيفك بدونها ماتزوج
عضت مودة شفايفها بوهقة : يالليل خلاص بجيبها وافقي بس
دخلت جيهان على مشهدهم الحنون : رضت؟
هز رأسه حاتم وضحكت تغطرف وهي تنزل تحت : جهز البشت يابو أيمن
انتشر صراخ أيمن بالمكان لدرجة سمعته تُقى اللي نطقت تناظر لابوها : بابا انت متاكد بتزوجني هذا !
ضحك حاتم بشدة مع ضحكات مودة ..
41
نرجع للوراء
+
ركبت ثُريا السيارة بهدوء مُريب وحرك بعدها بسكون ولانه مايبي شيء تعرفه من غيره نطق : طلب عمي شهر لاجل يزوج بنته فيه وبعدها نمسكه
ماردت تستمر بصمتها وتنهد بتعب : ثُريا ؟
ناظرت له بهدوء : مُهاب انا للان مو مستوعبه شيء التصرف اللي تشوفه صح امشي عليه انا مافيني طاقة حتى افكر
تنهد يسحب كفها وهو يسوقه يحضنه في حضنه : ولو تبين افكر حتى عنك انا راضي
تنهدت ترفع رجولها تحتضن نفسها في المقعد وتلف نحوه تناظر له : وش القرارت اللي تشوفها صواب مُهاب؟
اخذ نفس يردف حاضن كفوفها يناظر لها تارة ويقود تارة اخرى : نزوج أيمن واعتبرها تحقيق رغبه لاخر رجل بحياته ونمسكه بتهمة تسميم ابوك وماغير ذلك عفى الله عما سلف ، الشركة اخذناها ونرفع قرار لسفارة بشبهة في عقاب يُنفى من خدمته وكذا يخسر كل شيء تدريجيًا وينهار قدامنا ومن بعدها نقبض عليه بتهمة قتل سعود مثل ما سعيّت فيها ..
هزت رأسها بفهم : الشركة وراحت والسفارة؟
مُهاب بتذكر : رفعت عليه التهمة اعتبريها تمت
ابتسمت بضحكة : اوف ماودي افوت شكله الآن
ابتسم يلتفت لها : نسيّر عليهم نضحك؟
ضحكت لانه يعطيها على جوها وسحب كفها يبوسه تنهدت بهدوء تناظر امامها نحوه بشرود ..
10

