اخر الروايات

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الثاني والثلاثون 32

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الثاني والثلاثون 32 



                                              
الرياض

1


ابتسمت توقف وسطهم وخديجة تضيفهم تنطق : محد منكم يعرف الثاني بس تراكم مجبورين تتعرفون على بعض وتحبون بعض 
ضحكوا كلهم بشدة والكل كان متواجد من سمر و مودة و تُقى لعصماء و فاطمة و دلع و فيروز اكثر بنات تحبهم بحياتها وتتمنى علاقاتهم تكون قوية مع بعض وفيها من الميانة ، نطقت فيروز : لو في حد بتعرف عليه فهي البنوته الصغيرة تكفون عطوني اشيلها

8


ضحكت مودة تناولها رانسي وشالتها فيروز تبوسها من حلاوتها : ما استحمل الخدود يعالم بتعشى فيها
اقتربت دلع منها : خد لي و خد لك 
ضحكت مودة لان بنتها تملك قبول عجيب كل من شافها حبها ورغب باخذها ابتسمت سمر تنطق : سولفت ثُريا عنكم بنات خالها صح ؟ مين فطوم ومين الثانية ؟
ابتسمت عصماء : انا عصماء وهذي فطوم
فاطمة باتساع : سمر مو ؟ ياحلوك تهبلين 
ابتسمت سمر : انتِ العسل والله
ناظرت عصماء لتُقى : اخت مودة صح؟
ابتسمت تُقى : اي انا تُقى 
ضحكت فطوم : الظاهر بخطب لاخواني كلهم اليوم 
انتشر الضحك بشدة قاطعتها ثُريا : والله راحوا عليك تُقى مخطوبة و سمر و مودة متزوجين 
التفتت لفيروز ودلع : واحلى نيرسات بالدنيا في امل ؟
اكملت ثُريا : فكينا من وليد هذيك المرة صفق دكتور هالمرة وش بيسوي
فيروز بدفاع عن خطيبها وهي تضحك : خير ليه دايم تسبينه !
ضحكت تقلدها بمزاح : مش ستايلي صراحه 
ضحكت عصماء : ودلع ؟
سكتت دلع وابتسمت ثُريا : هذي حقنا ممنوع اللمس والاقتراب 
اجحظت عيون دلع بصدمه وضحكوا كلهم على تعابيرها المصدومة واخذت السوالف طريقها بينهم وطاحت الرسميات وكلهم تقبلوا بعض وحبوا بعض وامتدت الميانه تعشوا مع بعض وجلسوا يشربون شاي مع الفصفص والسواليف نطقت فاطمة : من الان تراكم كلكم معزومين لعرسي يا ويل ويلها اللي ما تحضر 
دلع : اتمنى يكون قبل رجعتي للقصيم 
ضحكت ثُريا : ياحلوها تحسب بترجع 
صرخت دلع ترميها بالمخده لانها طول الجلسه تلمح لها بشكل يخجلها وضحكت ثُريا بشدة نطقت مودة : دلع و ثُريا عرفنا طريقة اللقاء بس فيروز كيف تعارفتوا ؟
عضت شفايفها ثُريا تناظر لفيروز اللي كتمت ضحكتها تنطق : بصدفه 
ابتسمت ثُريا بمزاح : صدفه رهيب كنت اركض امارس رياضه يعني وصدمت فيها
ضحكت فيروز لانها فعلًا كانت تركض بس مو رياضة كانت هاربة من المستشفى وقتها ابتسمت مودة تهز رأسها بفهم وسحبت سمر السماعة الكبيرة تشغلها : عندي طاقة رقص يبنات قوموا معي
ثُريا باتساع : مصري ؟ الآن اقوم
ابتسموا بحماس وشغلت سمر الاغنية تضحك من حماسهم نطقت فيروز : ارقصي تكفين
ثُريا باعتراض : وحدي ! لا طبعًا

11


سحبت تُقى وضحكت توقف مع سمر و فطوم وقفت بنص ثُريا ترقص معهم باتساع تقدمت فيروز بطرحتها تربطها على خصر ثُريا تنطق بحماس : دلعينييي ياحبيبي 
ضحكت ثُريا ترقص معهم وتتغنج برقصها بدلال الكل يشاركها ويضحك معها وينبسط تعيش احلامها البسيطة برفقة عائلة وجدتها بنفسها لان الانسان يملك عائلتين احدهما لا يكون مُخير فيها والاخرى يختارها بنفسه ..

37




                
اليوم الثاني
شركة عقاب

+


طلبت اجتماع عاجل لجميع موظفين الشركة ذو المناصب العُليا واستجابوا لها كلهم من بينهم عقاب اللي جالس بهدوء مترقب حضورها ، توسطت خطواتها الشركة وعلى يمينها باسل بثوبه و شماغه و وسامته تمشي لغرفة الاجتماعات ، دخلت بابتسامة تراقب تعابير عقاب المندهشة وسيل النظرات بينه وبين باسل اللي كانت نظرات غُربة تسكنها كلمة - افا - جلست وهو بجانبها تكمل : السلام عليكم طلبت اجتماعكم بشكل عاجل بسبب تغيير في رئاسة الشركة
طلعت الملف من شنطتها تفتحه على اول ورقة جهزها لها مُهاب قبل مهمته : تم نقل كل أسهم الشركة اللي كانت من ملكي لباسل بن سالم
انتشر صمت مُريب نطق احدهم : كل يومين مغيرين رئيس؟
ثُريا بنبرة امر : اللي ما عجبه الباب يفوت جمل انتهى الاجتماع 
وقفوا بهدوء يصافحون باسل وطلعوا بعدها مابقي الا هي و اخوها وعقاب وجهاد و راشد نطق عقاب : اخوك يعرف شيء علشان يترأس شركة !
ابتسمت بسخرية : مو لازم يعرف يلعب فيها لعب القمار مسموح له
نطق باسل بعد صمته يناظر لعقاب : ليه يا عمي ؟
نطقت بغضب : يخسي تناديه عم
عقاب بهدوء : كل اللي سويته علشانكم انتم وهذا جزاي!
ضحكت بصوت عالي وبشدة تتكلم : يقول علشانكم ؟ياربي منه للان مصدق انه يحمينا
ضرب عقاب بيده على الطاولة بغضب : علشانكم ! باسل لو ما زورت موته كان بيموت مثل ما شدّاد زور موت مُهاب خوف عليه زورت موته خوف عليه
جارته بغضبها وصراخها : شدّاد زور واخذه رباه وطلع بطل و شجاع و رجل ماحرمه شيء انت خفت منه !
اشارت لباسل بغضب : يمكن فعلًا كلامك صحيح زورت موته خوف عليه بس لا اللي ماتبي تعترف فيه انك خفت منه وخفت يطالب بورث ابوي وحقه لا تحسب اني مادري ان كل شيء تملكه له ومنصب السفير اللي وصلته بفضله وكل تجارتك تابعه لسالم
رمش عقاب لان هذي الحقيقة هو زور لانه خاف يطالب بحقه لذا رماه في مكان يبقيه ضعيف وبعيد عنه وماكان الا المستشفيات ، طلع باسل من صمته واللي كان متفاجئ من قوة اخته : انا وعرفت ليه سويت فيني كذا بس ثُريا ؟ ليه عذبتها لدرجة ذي
تكتف عقاب يناظر لها : لو كانت مثلك هادئة وبقيت في المستشفى ماكان صار فيها شيء هي عاندتني واتهمني بموت ابوك رغم ان القاتل ومسبب الحادث ابو زوجها اللي تدافع عنه
شدت على اسنانها بغضب : زوجي لا تذكره في قذارة لسانك ! 
عقاب : كان يثق فيك سالم لدرجة علمك بمكان الصندوق ولا انا ولا باسل ولا مخلوق يعرف عنه 
همس باسل بعدم فهم : اي صندوق ؟
ابتسمت بسخرية : لدرجة ذي خايف اني افضحك ؟
عقاب بهدوء : انا وانتِ بنفس الكفة ونفس جهة السفينة نغرق سوا يا بنت اخوي
ابتسمت بقوتها المعتادة : اتركنا نغرق من زمان اناديك فرعون وكانت نهايته الغرق عقبالك عمو 
سكت بهدوء مشت نحوه بخطوات بطيئة : عمرك ما حبيت ابوي كنت تغار منه ما قدرت تقتلنا لاجل ماتدخل تحقيق بس اخترت انك تمتص قوتنا وتضعفنا وتهز شخصياتنا لاجل نكون اتباع لك ونسكت عن حقوقنا بس الظاهر نسيت ان الدم غلاب واني بنته !
رمش لانها تقترب منه بهدوء وخطوات واثقة : بنت اكبر مجرم صحيح ما املك جرائمه بس املك عقله وبدمرك بعقله واسلبك كل شيء و اوصلك بنفسي لمنصة الاعدام ونذر علي ما يفصل رأسك عن جسمك الا ولد سعود !
ابتسمت من نظراته ودفعت الكرسي برجلها تمشي طالعه ماكان جهاد و راشد مصدومين منها لانهم متعودين بس باسل كان في اعلى مراحل صدمته وقف بهدوء مبتسم : كنت خايف عليها بس بعد اليوم خاف انت يا عقاب 
مشى تاركه يتبعها والتفت عقاب لأولاده اللي طلعوا من عنده بصمت تام واثبت ان كلام مُهاب صحيح حتى اولاده بنهاية بيتخلون عنه ..!
رفع جواله بهدوء نطق بعد الاتصال : ابدأ بتنفيذ 

95



        

          

                
بيت المُهيب
عدت الايام ليلة وراء ليلة وشهر بالكامل في غيبتهم عن ديارهم واهاليهم في سبيل حماية اغلى بلد ، صحيت هالمرة بفزع من هول كابوسها المتكرر فيه مُهاب والغرق المحتم الذي يصيبه تعوذت من الشيطان بخوف تسحب جوالها تشوف قبل مايقارب سبع ساعات ارسل لها رسالة صوتية فتحتها بهدوء تسمع صوته الاعذب واصوات تعديله لسلاحه ومشيه دليل انه في مكان خالي من حوله " صباح الخير حبيبتي الاكيد انك نايمه ماودي اصحيك بنعدي الحدود وتختفي الابراج لا تشيلي هم يابوي كم يوم و أعوّد لك ، بامان الله " استمر التسجيل بعدها كم ثانيه في صمت وبعد ما قال "أعودّ لك" سكت ثواني طويله بعدها قال "بامان الله" وقفل بعدها اخذت نفس تعيده مرة ومرتين وثلاث تحس نغزات قلبها وردت بهدوء تمشي للحمام ترخّي اعصابها تحت الماء الدافئ طلعت 
وطلعت تنزل تشوف دلع وابتسمت : حي دلع
ابتسمت دلع : الله يحيك اعذريني جيت من غير ما اقول لك بس باسل اتصل تعبان
عضت شفايفها تهز رأسها : لا عادي منا وفينا انتِ خذي راحتك 
ابتسمت دلع تمشي لغرفة باسل دخلت تشوفه مستلقي وتقدمت له : مساء الخير باسل وش تحس فيه ؟
ناظر لها بهدوء اعتدل بجلسته : احسّ ان ودي اشوفك 
ارتخت عقدة حجاجها لانها توقعت ردود غير هذي ولا تخيلت بيوم يكون جريء ويتكلم هي ماتنكر مشاعرها نحوه و خوفها اللي استوعبت بنهاية انه بسبب محبة وليس حرص على مريض بس ماتوقعت ولا واحد بالمئة انه يبادلها المشاعر هذي ..!
اعتدل وقت شاف توترها : ماودي اكون كذاب بعينك بس مافيني شيء قالت لي ثُريا امس ان ممكن ترجعين القصيم !
تكتفت وهي واقفه امامه : انت بخير ماله لزوم جلوسي هنا !
باسل باعتراض : لو وجودك يتطلب تعبي الان اتعب
اخذت نفس بهدوء : باسل ماينفع كذا لو سمحت 
باسل باصرار : ابي الرضى منك ولا نمسي الجمعة الا وحنا بالقصيم شاريك وابيك بحلال الله و رسوله 
سكتت مصدومه منه واخذ نفس بهدوء : تشوفيني اقل منك ؟
اتسعت دهشتها منه ومن تخمينه تلتفت له : ابدًا باسل واصحّك تقول هشيء مرة ثانية 
تنهد براحه ونطق بحيرة : اجل وش ردك ؟
سكتت دلع لثواني اكملت : ردي تعرفه في مجلس ابوي باسل مب هنا
هز رأسه بفهم : اللي ودك يصير ومجلس ابوك داخله داخله
عضت شفايفها تتوتر منه بعد معرفتها بحقيقة رغبته وطلعت جهاز قياس الضغط تبي تتأكد من استقراره لانه كان ينزل ويرتفع سابقًا ، مد ذراعه لها وضعت الربطه تعدل الجهاز امامها وسيل نظراته ما انقطع ابدًا تحاول تتجاهله تشغل الجهاز تبدأ الربطة تضغط على ذراعه وتناظر للارقام تنتظر استقرارها حتى استقرت وهمست : طبيعي 
ابتسم يناظر لها نطق بعباطة : ماعندك جهاز للقلب ؟
وقفت تناظر له نطقت : ماعندي
ضحك باتساع واخفت ابتسامتها تطلع من عنده ترفع كفوفها على وجهها تبرده ابتسمت ثُريا امامها : كيفه؟
دلع بتوتر : بخير الحمدلله 
هزت رأسها : اجلسي معي نسولف
دلع بتوتر ملحوظ: مرة ثانية عندي اشغال اليوم
هزت رأسها ثُريا وطلعت دلع تقدمت تسحب كوب الماء تشربها ورفعت جوالها بأستغراب على اتصال شدّاد : الشايب؟
بلع ريقه شدّاد يلتقط انفاسه بصعوبه لان اللي صار مو قادر يستوعبه للآن بس لازم تعرف : ثُريا تعالي المستشفى 
انقبض قلبها من صوته بلعت ريقها بخوف: مُهاب بخير ؟
اغمض شدّاد عيونه بتعب كان روحه تطلع منه  : تصاوب بالحدود تعالي عنده ..
طاح الكوب من يدها بفزع تنزل الجوال تتسع حدقة عيونها وتتجمع الدموع فيها ماتستوعب شيء  تسمع صوت باسل بس تهمس بشيء واحد : تكفى مُهاب تكفى ..!
ركضت تطلع تلبس عبايتها ونزلت تشوف باسل المصدوم: وش صار !
ثُريا بنبرة ترتعش لها شفايفها وخوف شديد  : مُهاب فيّه شيء باسل 
فز يركض معها ولا فاهم شيء غير انه مب بخير وشكل ثُريا اكبر دليل ومشوا طالعين من البيت كله للمستشفى ..

50



        
          

                
نرجع للوراء قبل ساعات
الحدود الجنوبية 

+


هذا اليوم يصادف التاريخ اللي قاله لهم المرحوم ذاعر بوصول الشاحنات المرتبطه بعقاب و جرائمه الغريب ان الشاحنات متوقفه لها مايقارب الساعتين وهم متاكدين ان داخلها رجال ويراقبونهم من بعيد ، وصل شدّاد من كم ساعه لانه هو من يقود الكتيبة في المهمة هذي ، في ظُلمة الليل نطق في جهاز اللاسلكي : النقيب مُهاب كم تبعد عنكم الشاحنات ؟
مُهاب بهدوء : مب الكثير نقدر نروحها سيّر 
شدّاد بهدوء يخفي توتره لان في شيء مو مضبوط : حركوا لها حاصروها
هز رأسه بفهم واعتدل بوقفته بلباسه العسكري وسلاحه رفع الكشاف وخلفه الفرقه : وراي يا فراس و أيهم 
تقدموا يمشون رفع يده لأيمن و حميد و راجس: امشوا من هنا 
تقدم أيمن من الجهة الثانية خلفه حميد و راجس و تقدم مُهاب يمشي في ارض ثانيه بهدوء خلفه فراس و أيهم انزل الكشاف للارض ولمح حُفر لانّت ملامحه بصدمه ونطق بامر : ولا حركة !
توقفوا كلهم بفزع رفع نظره لأماكنهم و مجموعة أيمن بعيدين عن موقع الحُفر نطق : أيمن و حميد و راجس امشوا بعيد عنا فراس و أيهم لا تتحركون
استجابوا له رفع اللاسلكي بهدوء عكس المجزرة اللي هم فيها يناظر للارض يتآكد من ظنونه : النقيب مُهاب توقف الان مجموعة من الفرقة الثانية على منطقة الغام 
ارتعشت أطراف شدّاد بصدمه يعتدل بجلسته لانه يسمعه من المعسكر : مين واقف ؟
مُهاب بهدوء : فراس و أيهم و انا ..
اغمض عيونه شدّاد والتفتوا لبعض بفزع رفع أيمن الكشاف لاجل ينور المكان اللي هم واقفين فيه رغم ان الاوامر كانت مايفتح كشاف كبير ويبان للعدو بس خوفه على مُهاب غلبه بسرعه البرق انطلقت رصاصة تتوسط جانب بطن أيمن اللي واضح وضوح الشمس بسبب الكشاف وصرخ مُهاب بفزع : أيمن !
انتشر صراخ شدّاد في اللاسلكي : لا تتحرك
ثبت بمكان يشاهد سقوط أيمن وركض راجس و حميد باسمه طلعوا الجنود كلهم من المعسكرات نطق مُهاب يكلم شدّاد : قناص من جهة الجبل
استجاب له شدّاد ياخذ مجموعه لبرج المراقبة هدفه ينهيه والتفت مُهاب لراجس وحميد جالسين عند أيمن يضغط حميد على جرحه ويرفع راجس رأسه عليه نطق مُهاب : اقفلوا الانوار !
استجابوا له يسمع أنين أيمن وينقبض قلبه عليه حتى وصل له صوت شدّاد : عليك الامان مات القناص
اخذ نفس ولان موقعهم بعيد عن المعسكر ماوصلوا للان لهم فتح مُهاب الكشاف ينير الارض يعرف ان لازم هو يمشي الان ويمشي فراس و أيهم على خطواته غلطه وحده منه تنتهي كل الفرقة ، يسمع صوت شدّاد : لا تتحرك حتى نوصل
وهو يدري لو انتظر وصولهم يفقد أيمن دم كثير ممكن يسبب موته ، رفع رجله بترقب للمكان أمامه يضعها واخذ نفس يرفع الثانيه يستقر بمكان جديد نطق : فراس يوقف بمكاني الاول و أيهم بمكان فراس
التفت برقبته لهم يشوف خطواتهم واخذ نفس لانه ماصار شيء رجع يلتفت للامام مافي صوت بالمكان غير آنين أيمن وراجس يهديه ونبض قلوب الثالثه اللي واقفين على الموت بشجاعة ، رفع رجله يمشي خطوه واخذ نفس ماصار شيء تحرك فراس بعده ثم ايهم اللي فز من صوت شيء دعسه وتنهد براحه لانها علبه نطق مُهاب بامر : انتبه!
هز رأسه ومشى مُهاب بعدها كل اللي يبيه يتجاوز المنطقه ذي للجهة المقابل لأيمن والمسافه هينة رغم خطورتها ، كان ينير الارض ويذكر الشهادة قبل كل خطوة لان مابينه وبين الموت الا خطوة وحدة ، إيمانهم قوي وقلوبهم قوية بالحرب مثل ماهي رهيفه بالحُب ، ان يملك الرجل القدرة على الحرب و الحب في آن واحد هذا امر في غاية الروعة والدهشة والإعجاب ، ان يتراخى امام المحبوب من فرط العشق ويستقوي امام العدو من فرط الشجاعة هذا تعريف لرجولة بنظر العالم اجمع ، قاسي في الحرب وحنون في الحب ، خطوة تتبعها خطوة وحرصًا من الله وحفظ تجاوز مُهاب المنطقة يلتفت لفراس يمد كفه : تعال
مسكه فراس وسحبه بخفه ثم مدها لأيهم وسحبه يركضون لجهة أيمن قرب الشاحنة ناظر أيمن لمُهاب بنفس سريع وجبين متعرق نطق مُهاب : هينّة هينّة مايصيبك شيء لا تخاف
رفع اللاسلكي بعجلة : شدّاد طلعنا من الغام أيمن تصاوب ارسل الدعم بسرعه
وصل له صوت شدّاد بامر : اهربوا من عند الشاحنة مسكنا رهينة الشاحنة بتنفجر الآن
التفتوا لبعض بصدمه وقفوا ورفع مُهاب أيمن وتقدم فراس يساعده ركضوا مبتعدين بس الابتعاد ماوصل للمطلوب لان الانفجار سبقهم كلهم بصوته المهول والشظايا تناثرت بالمكان كان راجس و حميد الابعد لذا طاحوا في الارض بصورة سليمه فراس و مُهاب كانوا الضحايا لان مُهاب سحب أيمن تحته بحيث مايصيبه شيء زيادة و لان مُهاب مغطيه وفراس من جنبه طاحوا كلهم في الارض تداخلت الشظايا من قوتها ظهر مُهاب في اربع اماكن مختلفة حسّ فيها تتوسط روحه وكان من نصيب فراس اصابة الكتف والساق بعد سقوطهم في الارض وانتشار النيران من حولهم ، 

57



        
          

                
اغمض عيونه مُهاب يحس بجسد أيمن تحته لانه يحميه ورفع رأسه يشوفه غاب عن وعيه اثناء وصول المعسكرات و الطائرات العسكرية رفع مُهاب جسده يسعل من الدخان معهم ونطق بعلو : راجس 
نطق راجس بين سعاله ؛ حي
اكمل بندأ يبي يتطمن عليهم: أيهم
أيهم : حي
التفت امامه مايشوف من الدخان يبي يسمع اصواتهم : حميد
حميد بين سعاله : حي
التفت خلفه : فراس
مارد فراس وفز ينطق بصراخ : فراس !
ركض راجس لهم يرفعه غاب عن وعيه بعد اصابة رأسه شاله بمساعده حميد ورفع مُهاب أيمن يمشي للهيليكوبتر اللي توقفت بجانبهم ينزل منها الطاقم الطبي اللي طلبه شدّاد من كم ساعه للاحتياط رفع أيمن على النقالة ياخذ نفس يشوفهم يركضون فيه لداخل الهيلكوبتر ونقالة ثانية اخذت فراس قبل ماتحلق عالي في سماء التفت امامه للجيش المهول اللي تم استدعائه ولشدّاد اللي نزل من الدبابة يناظر له اغمض مُهاب عيونه لان كمية الدم اللي فقدها انتهت وخارت قواه يطيح بينهم اثناء صراخ شدّاد : مُهاب !
ونطقوا الفرقة : النقيب !
طاح بوسطهم كلهم وركضوا له كلهم مجرد ما شاف شدّاد الشظايا بظهره وتلون بدلته للأحمر استوعب مقدار الأصابة اللي فيه ورفع اللاسلكي : دعم طبي حالًا موقع تسعة
حاوط وجهه بكفوفه يشوف تعبه وانهياره وسقوطه بعد ما تآمن على أيمن و فراس واستحمل المه وتعبه ونزيفه بنهاية خانه جسده وانهدت جيوشه مثل اخر محارب في المعركة ، يلوم نفسه على عدم ملاحظتهم ولا اخذهم حماية من البسه لان الغاية فقط كانت القبض على تجارة ماتوقعوا ابدًا انها ملعوبه ..
وصل الدعم في طائرة واخذوه مع شدّاد وباقي افراد الفرقة راجعين لرياض طوال رحلتهم الجوية وشدّاد يشوفه كيف ابعدوا بدلته وكيف دخلت في اجزاء متفرقه من ظهره وجسده الدم والجروح اغمض عيونه مايستحمل يشوفه كذا وقت نطق الدكتور : فقد دم كثير وش فضائل دمكم ؟ 
مجرد ماردوا هز رأسه برفض : فصيلته O ما تستقبل منكم
اغمض عيونه شدّاد يسمعه يتصل يطلب تجهيزات في المستشفى وشبك كفوفه ترتعش يناظر له غايب عن الوعي وجهه شاحب بسبب فقدانه لدم اثار التعب والارهاق فيه ، هالمرة عقاب بتعاون كبير قدر يطيحهم ، ما اكتفى بالنقيب بس اخذ فراس و أيمن اقرب الاثنين له بالدم و الاهل والنسب ، التفت شدّاد لأيهم مميل نفسه على حميد بتعب و راجس مغمض عيونه مميل رأسه كلهم استنزفت طاقتهم لصفر من هول اللي عاشوه اغمض عيونه بتعب وخوف يفرك كفوفه ببعض حتى وصلوا المستشفى ونزلوا سبقهم أيمن بغرفه العمليات وفراس 

35


واخذوا مُهاب وجب تدخل عاجل لاخراج كل الشظايا منه وصلوا ال رشيد كلهم بانهيار تام خصوصاً متعب اللي نطق : ضربتين على الرأس توجع كيف لو كانت حفيدين !
مسكه شدّاد وابتعد عنه متعب بغضب : اعطيك ارواح تردها لي جثث !
تقدم حاتم يمسكه : استهدأ بالله يبه اذكر الله
اغمض عيونه متعب ينطق بتكرار : لا اله إلا الله !
جلسوه اولاده جاسر وحاتم اثناء وصول نوال تنوح على ولدها أيمن وتمسكها جيهان تهديهم ، ودخلوا مودة و تُقى و سمر بفزع من المشهد امامهم وقوف الرجال بجهة والحريم بجهة بكت بسمر ماتدري على اخوها ولا زوجها ولا ولد عمها الخبر اللي وصل لهم وهم مجتمعين سوا كان كارثي وطاحت دموعها تعتلي شهقاتها بخوف سحبتها مودة تحضنها تسمعها تبكي ماتدري حتى عن حالتهم الصحية ..
في هذي الاثناء وصلت ثُريا مع باسل تناظر لهم وطاحت دموعها بصمت تشوف المجزرة اللي بدأت من سالم وانتهت من عقاب ، اهلها سبب كل شيء ماتجيب لمُهاب الا الاذى من اهلها تقدم شدّاد لهم مجرد ماشافهم نطق بحنّية : بخير كلهم بخير هينة ان شاءالله 
عضت شفايفها ماتبي تبكي بشدة وسحبها باسل لحضنه بهدوء يقفون كلهم امام غُرف العمليات عملية لثلاث مصابين كل واحد منهم له دكاترته المستدعين بامر خاص ، مر الوقت وساعه تليّها ساعه طلع اول دكتور بعد مرور ساعات كان دكتور أيمن لأن عمليته هي اول ما بدأت بسبب خطورتها نطق بتعب يبعد الكمامه : الحمدلله ستر الله ولطف موضع الرصاصة جانبي ومقارنة بحالات اخرى يعد خطورته اقل بسبب عدم تعرضه بصوره مباشرة لصفاق والأعضاء الداخلية لكن تأذى من جانب الطحال وكان من الافضل استئصالها لمنع اي مضاعفات اخرى 
اخذوا نفس براحة يتردد الحمدلله في المكان اكمل : راح يبقى تحت المراقبة في العناية حتى نتأكد من كل شيء ويتلقى العناية اللازمة الحمدلله على السلامة 
بكت نوال وحضنتها جيهان : الحمد ستر و لطف اذكري الله
سجد جاسر تطيح دموعه مايدري كيف شالته رجوله وتوقع اسوء الاحتمالات بس طلوعه منها ناجي كان امر معجزة بنظره ..
اخذ نفس شدّاد براحة طلع بعدها دكتور ثاني : اهل المريض فراس ؟
ركضت سمر وهي تبكي : وش صار ؟
مسكها عمها حاتم يهديها ابتسم الدكتور يطمنها : طلعنا كل الشظايا منه اعضائه سليمه واصابات قدرنا نعالجها اموره بسليم 
اخذت نفس تحضن عمتها تبكي ومسك شدّاد كفوفه متوتر حتى طلع اخرهم بتعب ناظروا له : المريض مُهاب؟
هز رأسه شدّاد 

4



        
          

                
ومشت ثُريا نحوه بصمت ماغير عيونها ودموعها نطق الدكتور : خسر دم كثير الشظايا اكبر من المعقول لولا انها جانبيه كان ممكن تسبب مضاعفات حتى بحركته حالته مستقرة الان لكن يبقى تحت المراقبة 
عضت شفايفها تمنع دموعها : اقدر اشوفه ؟
هز رأسه برفض : اهل المريض أيمن و مُهاب ممنوع الزيارة الان ولكن فراس تحول لتنويم تقدرون تزورونه 
أغمضت عيونها تلتفت لسمر اللي تبكي وحضنتها تهديها : كلهم بخير سمر لا تشيلي هم روحي عند زوجك وكلمي اهله
هزت رأسها بالإيجاب وبصوت راجف : و مُهاب ؟
ابتسمت ثُريا بتعب : بخير ما يخلينا بسهل ..
حضنتها سمر ومشت مع الدكتور لفراس اللي كان اقلهم ضرر واكثرهم حظ وحولوا مُهاب و أيمن للعناية في نفس الغرفة أيمن ينتظرون صحوته يتأكدون من كل شيء و مُهاب نسبة الدم اللي فقدها هي اللي دخلته لحالة الخطر من اي تضاعف يؤدي بعضو من الاعضاء الداخلية..

23


هدأ المكان من بعد البكاء طلبوا منهم الانصراف بسبب عدم سماح الزيارة اخذ حاتم بناته وابوه مغادر وجاسر مع زوجته اللي رفضت تطلع الا بالغصب ، مابقى الا ثُريا وباسل جالسين في قسم العناية تناظر للفراغ نطق باسل : ودك بماء ؟
هزت رأسها برضى ومشى تاركها رفعت نظرها لشدّاد اللي جاء وتبادلت معه النظرات وبكت ، لا شعورياً بكت بتعب تغطي وجهها بكفوفها تبكي وتنهد يجلس عندها بهدوء ياخذ نفس : تبكين وهو حي ؟
بكت تبعد يدها تناظر له : ابكي لانهم يقتلونه وهو حي
اكملت بصوت راجف : اهلي سبب دمارهم شدّاد بدأ فيها ابوي وكملها عمي يقتلونه كلهم باعز مايملك
رمش بهدوء : وانقذتيّه انتِ
ناظرت له بعيون باكيه يكمل : ماشفت مُهاب حي الا معك يا بنتي العائلة اللي دمرته انقذته بنتها 
عضت شفايفها تناظر له والعتاب اللي تملكه لابوها ماتقدر تقوله ابدًا جاء باسل وابتسم بهدوء يناولهم كلهم الماء نطق شدّاد : خذ اختك و روح تعالوا بكرا
ثُريا برفض : ماودي 
شدّاد : ماله لزوم جلستك تعبتي اخوك 
ناظرت لباسل : ارجع انت انا ببقى هنا
باسل محاول انها ترجع معه : ماعرف اسوق زين
اخذت نفس بتعب اكمل شدّاد : مامنها فائدة جلستك بكرا تعالي
هزت رأسها بتعب وقفت ترجع واخذ شدّاد نفس يرخي ظهره على الكرسي مايتخيل انه ممكن يفقده ابدًا ولا شعوره وقت شافه وتنهد بتعب يبقى على وضعه حتى صلاة الفجر توضى وصلى في مصلى المستشفى وحتى بدلته العسكرية ماغيرها ، استلقى على السجادة يغطي عيونه بالقبعة العسكرية وغفى بتعب في مصلى المستشفى ينتظره قريب منه مايقدر يخليه ..
في مكان ثاني بعيد عن المستشفى والتهاويل اللي صارت ، اتصال واحد وصل لعقاب من شخص كان شريكهم سابقًا انفصل عنهم من سنين من بعد موت سعود تحديدًا واول اتصال كان لاجل يعلمه ان مُهاب حي والان ثاني اتصال منه يردف بعبارة وحدة " تعال مكاننا " وكان مكان يجمع الثلاثة عقاب و سالم و ثالثهم اللي دخل الآن يشوف عقاب جالس تقدم منه بغضب مكبوت بداخله : وش تبي زود فهمني وش تبي ! مايكفي خذيت اخوي وحرمتني منه الان عينك على اولاد اخواني !
وقف عقاب بغضب يناظر له : وانت سممت اخوي يا حاتم انت سبب حرماني منه 
مسح حاتم وجهه بتعب : اخوك كان ميت اساساً ولو ما مات كان فضحنا بس انت وش سويت ! قتلت سعود و زوجته و ولده اخذتهم كلهم ماكنت برياض وقتها ماقدرت ادافع عنه 
اطال عقاب النظر فيه : انت اخذت اخوي وانا اخذت اخوك تصافينا حاتم وقتها انا سكت وانت سكت انتهت
حاتم بحدة : ماكفاك كل كذا والان تبي ولده بعد وفوقها ولد جاسر !
عقاب بتساؤل : كنت تدري انه حي صحيح ؟
ضحك حاتم بسخرية: ما كنت ادري وحتى لو ادري تتوقع بعلمك ! 
اكمل بعدها بتذكر : وانت اخفيت ولد سالم خفت اقتله؟ تحسبني امشي واقتل ؟
ضحك عقاب بشدة : لا تحسب توبتك السنين اللي طافت تغفر لك موت سالم 
مسح حاتم وجهه لانه فعلًا ما تجاوز ابدًا : اقل شيء ادركت غلطي من ١٧ سنة احاول اتوب وانسى بس انت مثل ماكنت 
تقدم عقاب بغضب منه يصرخ : كنت خوينا وناديناك اخوي كيف قدرت تسممه ! شاركتنا بتجارة و كسبنا سوا كيف تخوننا ؟
صرخ حاتم بقهر : انتوا بديتوا ! انتوا خططتوا تقتلون اخوي وطلبت مني اسافر لاجل تجارة ارجع والقاه ميت ؟ انا كنت انتظر سالم في سيارتي لاجل اساعده بس صار الحادث كان ميت وانت تدري انه حالف يفضحنا وسممته وحده لاجل مايقول لسعود شيء بس انت ؟ ماكفاك موت سعود اخذت يمان و زوجته وطول هالسنين ابلع جمر ساكت أشوفك تصافح ابوي وانت قاتل ولده !
تقدم عقاب منه : لا تحاول تطلع نفسك ضحية شربت معانا و شاركتنا و سممته مهما حاولت تنكر سكت عنك مقابل سكوتك عني اي كلمة تقولها يا حاتم والله العظيم لافضح انك كنت شريك 
ابتسم حاتم يهز رأسه : معادك تخوفني يا عقاب ولا عادني اخاف
اقترب منه يرفع يده بتهديد : انا فقدت اخ واحد ولا اسمح لك تسلبني فرد من اهلي مرة ثانية والله لأسلم نفسي وافضح كل شيء يا عقاب مابقى من عمري كثر اللي راح ..
رمش عقاب يشوفه طالع واغمض عيونه يجلس في المكان يتذكر انهم هنا خططوا ونفذوا ثلاثتهم ابتكروا الخطط وكسبوا الاموال وانتهى فيهم الامر باسوأ حال ..

342



        
          

                
اليوم الثاني 
المستشفى 

+


فتح عيونه بتعب امامه الدكتور اللي ابتسم : الحمدلله على السلامة 
اغمض عيونه بتكرار وفتحها يستوعب كل اللي صار همس بصوت متعب : أيمن ، فراس !
ابتعد الدكتور يشير لأيمن : مثل ماتشوف ولدك عمك مازال نايم وهذا طبيعي التخدير كامل بس انت اخف منه
رمش يناظر له وأكمل الدكتور : بننقلك الان لغرفة خاصة نسمح بزيارة فيها ويبقى أيمن تحت الملاحظة 
همس بتساؤل : بخير ؟
هز رأسه الدكتور يسحب السرير مع الممرضين : كلهم بخير لا تشيل هم
نقلوه لغرفه مجاورة عدل له السرير وجلسته يفحصه يتآكد من كل شيء ، ابتسم بعدها الدكتور : الحمدلله امورك بخير مؤشراتك الحيوية في السليم تحتاج راحة واستقرار نفسي و رعاية وكل شيء يرجع مثل ماكان 
هز رأسه يسمعه يكمل : حظك كبير وستر الله عليك طلعت منها بأعجوبة لو بس كانت الاصابة اعمق في منتصف كانت ممكن تشلك بالكامل احمد الله على سلامتك 
مارد عليه واكمل : نسمح بزيارة ؟
هز رأسه مُهاب بالإيجاب وطلع الدكتور وسرعان ما أمتلىء المكان فيهم من متعب و جاسر و جيهان وسمر اللي ركضت تبكي له وابتسم بهدوء لانها مسكت يده : بخير سمر بخير
بكت غصب عنها وتقدمت جيهان من الجهة الثانية تبكي تمسك جبينه وشعره : ليته فيني ولا فيك
مُهاب بصرامه : بسم الله عليك وش هالكلام عمه!
تقدم متعب يوقف امامه وخوفه واضح : الحمدلله على سلامتك يا سيّد الغنادير 
ابتسم جاسر : شجاع داري ما تخلينا وتونا ماشبعنا منك
اطال بنظراته نحوهم هذي مو المرة الاولى اللي يتأذى فيها ويدخل المستشفى بس هذي المرة الاولى اللي يشوف اهله حوله ويحسّ بلذة العائلة وحرصهم وخوفهم ودموعهم ، نطق يناظر لجاسر : أيمن بخير
ابتسم جاسر لانه يحاول يطمنه : بعون الله انه بخير ولا يصيبه شر حاميه الله 
تنهد لان عمه صابر ومحتسب وناظر لسمر : كيفه زوجك؟
ابتسمت بهدوء : بخير توي جيت من عنده قال بيجي عندك
مُهاب بامر : خليه يرتاح لاحق على الزيارة 
ابتسمت جيهان تعدل الغطاء عليه : ماغير تفكر بهذا وهذا حتى وانت في هذي الحاله !
ناظر لها بهدوء همس : الظبي ؟
اعتلت ابتسامتها تفهم مقصده ماغابت عن باله ابدًا يدور وجهها بينهم رغم انها في المستشفى برا تنتظره مادخلت معهم استوحشت وجودهم ولا حسّت بقدرة تناظر لهم وهي تلوم نفسها على كل شيء حصل لهم ، نطقت جيهان : اتركوه مع زوجته يالله
هزوا رأسهم يطلعون من عنده وتقدمت جيهان لثُريا اللي جالسه : يبيك

28


وقفت بهدوء بيدها شنطة فيها اغراض له ومشت تفتح الباب تناظر له ساكن يلتفت لها وابتسم بهدوء وشوق من لحظة ما شافها : تعالي ..
ناداها بعد ماطال وقوفها تناظر له تحاول تهديّ قلبها بشوفته وكل محاولاتها فشلت لانها مجرد ماسمعت صوته طاحت دموعها غصب عنها تمشي له تطيح الشنطه بلا شعور ورفع جسده لها يتركها ترتمي بحضنه ويسمع صوت بكائها رغمًا عنها من بشاعة الشعور وخوفها عليه وقلقها ماتدري كيف مرت الساعات وكيف احتضنت بلوزته في بيتهم تبكي وتلبسها تنام ورائحته فيها والان تحضنه تاخذ رائحته تلتمس جسدها يهدأ قلبها بين احضانه وتحسّ بكفوفه تحاوطها وتمسح على شعرها يهديّها بقوله : تبكين وانا حي ؟ 
ابتعدت عنه ورفع كفوفه يحاوط وجهها يمسح دموعها بطرف ابهامه مكمل : وش سوت فيك الدنيا يا ظبي العفر ؟
اخذت نفس تناظر له ترفع كفوفها لوجهه تتلمس تتآكد انه واقع وحقيقه نطقت : تزعلني بدونك ماترحم 
رمش يُدرك حجم الخوف اللي عاشته ويعز عليه انه هو سببه لها وابتسم بخفوت يطمنها : لا يزعل الظبي يموت أشجع القوم و ان كان ماجازت لك الدنيا ؟ ندور غيرها 
بانت على ملامحها دهشه من كلامه العذب ابتسمت بتعب منه وشوق لصوته وابتعدت تترك مسافة بسرير بسببه نطق : قربي زود احسّك بعيدة ..
ابتسمت بضحكة : بزاحمك وانت تعبان
فتح ذراعه لها : تتزاحم علي الوسايع واتسع عندك 
ابتسمت تركب السرير بجنبه وسحبها لحضنه يرخي ظهره على السرير وتستقر في احضانه تتمسك فيه في صمت لدقايق كل واحد منهم يشحن روحه بقرب الثاني همست بعدها : وش صار لكم ؟
كان مغمض عيونه ورغم ذا جاوبها : انفجار عدا بخير
ثُريا بتساؤل : عقاب له يد ؟
اخذ نفس بهدوء : له 
سكتت للحظات بتفكير وضعت ذقنها على صدره تناظر له : وش حسّيت فيه ؟
فتح بصره يلتمس بصوتها خوفها يتذكر مشاعره لحظتها: تعرفين ثُريا واجهت الموت مرات ولا خفته ، الا هالمرة ..!
رمشت ببطيء تسمعه وهو يرفع يده يبعد شعرها عن وجهها : ما خفت الا عليك ولا بتحسف على شيء بهالدنيا الا انتِ وشلون بخليك ؟ 
امتلأت عيونها بدموع من كلامه وابعدت ذقنها تتخبى بوجهها في صدره : ماودي ابكي تكفى 
حاوطها يرفع رأسها له مبتسم يطمنها : ثُريا بخير مُهاب بخير وكل شيء غيره مايخالف..
ابتسمت وقبل جبينها بهدوء يرتخي رأسها على صدره تمسك كفه فيه المغذية سحب يدها بهدوء يقبل باطن كفها لوقت وابتسمت تشبك كفها بكفه تداعبه بهدوء تتلمس اصابعه تعبث بعروقه ترسم فيها ورفعت رأسها بعد وقت تشوفه نايم براحة وهي بحضنه وابتسمت تغمض عيونها بتعب تنام معه ..
الغرفة المجاورة 

58



        
          

                
ابتسمت تملي الملعقة بشربة : اخر وحده فراس تكفى
اغمض عيونه بتعب : انا بوجع من اكل المستشفى مو من الاصابة 
ضحكت باتساع تدخل الملعقة بفمه : لازم تآكل وتتغذى فراس لو سمحت لا تصير طفل !
ابتسم بمزاح : على هالدلع الواحد وده يصير والله
ضحكت تناظر له بفقدان امل منه : اخر وحدة تكفى
بدأت تسوي حركات بالملعقه علشان يبلعها وضحك بشدة : سموره صدقتي اني بزر شكلك تراني رجال جايك من الموت 
كان يمزح معها رغم تعبه كل ذا لاجل بس تضحك وهذا اكثر شيء تحبه فيه وضحكت بعباطه : رجال عند الناس بس عندي فروسي 
ناظر لها بتمعن : الدلع خايس بس شلون صوتك يخليه حلو كذا ؟
ضربته بخفه تبعد الاكل عنه ومسك ذراعه بالم : اهخ 
اقتربت منه برعب : فراس وش فيك !
ضحك باتساع من تعابير وجهها ومزاحه معها : تموت فيني يا عالم
ضربته بقهر لانه يقلد حركاتها وطريقة كلامها وسحبها لحضنه يضحك : والله اني مابي شيء بهالدنيا غير انك تضحكين 
ابتسمت بحضنه تناظر لعيونه : معك دايم اضحك ومبسوطه اصحّك تخليني فراس !
ابتسم يقبل رأسها بتكرار : اخسي والله اخسي اخليك
ابتسمت تحضنه بارتياح تسمع سؤاله : كيفه النقيب؟
سمر : بخير الحمدلله 
تنهد براحة : وأيمن ؟
شدت على حضنه بهدوء : توه ماصحى
تنهد بسكوت نطقت بعدها : في حد ثاني ما سألت عنه
عقد حجاجه يبتعد يناظر لها : مين صاير شيء ؟
عضت شفايفها بهدوء : انت تحضن اثنين مو واحد
سكت بتفكير مستغرب ناظر حوله : وينه الثاني
رفعت كتفها تضربه بقهر : غبي والله غبي ماتفهم
تنهدت تكمل : انا حامل
سكنت ملامحه بصدمه وهي عرفت قبل الحادث بيومين وكانت مصدومه لحظتها ماتوقعت خصوصاً انها تبي بعد كم سنة بس شعور الفرحة اللي داهمها ماتقدر تخفيه ولا علمت احد ابدًا كانت تبيها مفاجاه بس هي مدركة تعب فراس وزعله على اصحابه وتبي تفرحه كانت هذي افضل طريقة تخطر على بالها وضحك بصدمه يستوعب : احلفي!
ضحكت من حركاته : والله
سحبها لحضنه يصرخ بمتعه وفرح مو مستوعب: الحمدلله بصير اب انا اب انا ! يعالم
ضحكت ولانه يبي يقوم يصرخ حس بالالم وعقد حجاجه يضحك : اهخ
ضحكت تساعده يستلقي وحضنها براحة مو مصدق : بتجيبي انتِ نونو ؟ وش يصبرني احتمال اكلك والله العظيم 
ضحكت بشدة تحضنه : اموت عليك
ابتسم براحة يحضنها يلقى الدنيا تكافئه من بدري ..
خارج غرفتهم وفي صالة الانتظار تجلس جيهان تنتظر صحوة أيمن بفارغ الصبر بعيد عن واقعها تسهى بتفكيرها بهدوء مرتابه من سيّر الأحداث عليهم وتحسّ في شيء في غير موضعه وقصة وموال طويل ، رفعت رأسها من اللي مد لها علبة الماء تبادلت معه النظرات في سكون تام ماكان الا اول رجل دخل قلبها والاخير ، اخذت العلبة من شدّاد وجلس بهدوء في الكرسي تارك بينه وبينها كرسي فارغ بعد صمت نطق : بيصحى بعون الله لا ترهقين نفسك بتفكير
التفتت له بهدوء : بدل ما تطمن غيرك طمن نفسك 
سكت بتفكير وشرد بانتباهه لوهله نطق : عيّت تهدأ نفسي وعيّا خوفي عليه يقل
شبكت كفوفها ببعض مع العلبه تسمعه يكمل : لو يصيب مُهاب شيء ما اعيش ولا اسامح نفسي 
اخذ نفس بتعب وابتسم : كل هالحُب له وهو مب ولدي اسأل نفسي لو لي ولد كنت بحبه مثله ؟ ما اظن مثله ينحب ..!
ابتسمت بهدوء نطقت بعدها : الحسنة الوحيدة فيك انك ربيته شجاع مايصيبه شيء 
التفت لها بهدوء يتبادل النظرات : هذي الحسنة الوحيدة ؟
هزت رأسها بكبرياء : اي ولا انت جبان وخواف وهارب 
اخفى ابتسامته بقوله : انتِ اخترتي هالجبان
وقّفت بهدوء تردف : وبختار غيره واخذ غيره ماوقفت الدنيا عليك ولا على غيرك 
عقد حجاجه مصدوم من كلامها لو تبي تتزوج كان تزوجت من زمان ليه اليوم فكرت !
ومشت تتركه بكبرياء و عزة نفس تدخل عند أيمن تنهد بتعب وتفكير انقطع من خروج ثُريا من غرفة مُهاب وقف ينطق : كيفه ؟
نطقت بهدوء : بخير نايم
هز رأسه براحة ونطقت بعدها : ابي اقولك شيء
عقد حجاجه يمشي لها : سمّي ؟
ثُريا : مو هنا بروح معك مكان
ماكان فاهم طلبها ورغم ذا هز رأسه بفهم يمشي معها : ودك تركبين معي ؟
هزت رأسها برفض : لا بسيارتي عندي شغله بعدها
هز رأسه بفهم وركب ينتظرها تحرك مستغرب من رغبتها وطبعه صبره طويل حرك بعدها يسوق خلفها لمسافة طويلة حتى توقفت عند بيتهم القديم اللي يعرفه من زمان بس مو فاهم شيء للآن ، نزلت تدخل المستودع تطلع مجرفة ومشت نفس ماعلمها ابوها و  شدّاد خلفها حتى وصلت للمكان بدأت تحفر وتقدم شدّاد : عنك بس وش تسوين ؟
ماردت على سؤاله تكمل الحفر بهدوء حتى حسّت بصلابة الصندوق حاولت تسحبه وساعدها يرفعه عاقد حجاجه يناظر له مصدوم رفعت كشاف جوالها تنور المكان وجلس شدّاد بالارض يفتحه وجلست بتعب تراقب معالم الصدمه في وجهه من كمية الادلة والإثباتات اللي تدين سالم و عقاب وغيرهم مايمديه يقرأ الان اكتفى بنظر مصدوم وهمست بهدوء : ما اعرف ليه علمني انا وحدي بمكانه الظاهر توقع احميه

39


تنهدت بشرود : وهذا انا اوقف ضده 
جلس يناظر لها ورمشت تمتلي عيونها دموع: بس اهل مُهاب اذا عرفوا بالحقيقة تتوقع بيشوفوني مثل ما تعودوا ؟ سمر بتبقى مثل ماهي وجيهان ؟ 
ابتسمت بتعب وخيبة من ابوها وتنهد شدّاد يردف بهدوغ : أبو جهل كان رجل كافر و اذى الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة ولا ترك شيء بدنيا ماسواه ورغم ذا بعد فتح مكة اسلم ولده قال الرسول لاصحابه وقتها "سيدخل عليكم الآن عكرمة بن أبي جهل مسلمًا، فإياكم أن تذكروا أباه بسوءٍ أمامه  " 
رمشت تناظر له بهدوء اكمل : نحن قوم مسلمين لا يُحاسب العبد على ذنوب ابوه سالم كان مجرم لكنه اب صالح ولا لقيتي منه الا الخير ادعي له وتصدقي عنه لانه ابوك وعهد علي ماذكره بسوء دامه ميت انا حسابي مع عقاب وابوك امره لله 
ابتسمت بهدوء له وامتنان ولانها ماتحب هذي الاجواء العاطفية الحساسة نطقت : لا تصير طيب نبي نقتلك
ضحك شدّاد لانها ماتفشل ابدًا في اضحاكه : هو ما علمك بمكان الصندوق الا انه داري بجنون بنته
وقفت تنفض عبايتها : على اساس انت الصاحي ترى بكرا جيهان تتزوج وتنهبل صدق
رمش يستوعب انها سمعت كلامهم مع بعض ووقف ينطق : ماتتزوج بعد هالسنين
ثُريا باعتراض : صدقني تتزوج الحق على عمرك يكفي اللي فاتك يا شايب لا تموت وحيد اقل شيء 
رفع الصندوق يشيله : ياصغيره لا تسولفين بامور اكبر منك 
مشت معه بسخرية : انت كبير عمر بس ولا حد صاحي يترك وحده مثل جيهان ؟ اذا هي بالعمر ذا والخطاب ما يتركونها عاد سمر قالت جاءها تاجر شكلها بتروح عليك
كانت تستهبل لاجل تعرف مشاعره ومن نظراته المصدومة الان ضحكت غصب عنها : يالشايب!
استوعب انها تمزح تحاول تقهره وضحك : اركبي والله انك مصيبة ولدي 
ضحكت تركب سيارتها وتنهدت براحة لانها قدرت تسوي الشيء اللي ترددت فيه فترة طويلة وحاولت تستقوي وتختار صفها واللي صار لمُهاب كان الفارق لها باتخاذها القرارات واختارت صفه ضد كل اهلها ..!

98



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close