رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الثلاثون 30
عند مُهاب و ثُريا حرك بسيارته في صمت تام مايبي يهاوشها على حركتها لانه حقها وزود كانت ساكنه تناظر للشباك بهدوء تحاول تستوعب كل شيء ، ناظرت لطريق بغرابة مو للبيت ولا للمربط حتى : وين رايحين ؟
ناظر لطريق بهدوء نطق : نطير ..
رمشت تستوعب مقصده واكملت : بس باسل لوحده في البيت
التفت لها يطمنها : ممرضته عنده وشدّاد رايح له
هزت رأسها بارتياح وتوقف عند السلك العسكري ونزل وهي معه يمد يده تمسكها تسمع اصوات التدريب لانه قريب من المعسكرات والميادين التدريبية ودخلت تناظر للعساكر الكثار يتدربون من بعيد وعضت شفايفها تهمس: انت تآمر على كل ذول ؟
التفت لها بهدوء يشد على كفوفها : انا آمر عليهم كلهم وانتِ وحدك من يآمر علي ..!
عضت شفايفها تناظر له يمشي بعد اللي قاله ماكانه اربكها لدرجة ذي وهد كل حصونها ، توقف عند المروحة الهوائية وفتح بابها يساعدها تركب وركب يشغلها ويمشيها في الميدان يطلعها من مكانها حتى بدأت بتحليق في سماء الرياض العذبة وقدر يتحكم بالازرار في الوضع التلقائي والتفت لها بهدوء : انزعي قوتك ..
عضت شفايفها تكتم صوت بكائها : مافيني شيء
تنهد يلتفت لها : ابكي يا بنتي لا تكتمين وانا حولك
رمشت من همسه "بنتي" ماتدري ليه تهدّها لدرجة ذي ممكن لانها تذكرها بحنّية سالم وطاحت دموعها وارتعشت شفايفها تبكي بصوت مسموع وبشدة سحبها لحضنه يسمع صوت بكائها بشدة ترتخي في حضنه تدرك كل شيء والحياة البشعة اللي كانت تعيشها وعاشتها بسبب عمها ، تركها تبكي براحتها في حضنه تبلل ثوبه بشدة يمسح على رأسها يبعد حجابها ويبعثر شعرها وهي في حضنه ترتاح وتستقر موطنها وبلادها وكل حياتها ومطلع قصيدة عمرها العذبة ،
ابتعدت تمسح دموعها بكفها ومنعها يمسك كفوفها : افا تمسحين دمعك بكفوفك وكتفي موجود!
ابتسمت تناظر له تتنهد براحة همست تتأمله : انا شلون بغيت الوداع وانت حبيبي ؟
ارتخت ملامحه من وقع كلمة " حبيبي " واطال نظره فيها لين رد بقصيدة مساعد :
جاب طاري الوداع وقلت مالك لوا
كل شيٍ نطيعك فيه .. غير الوداع
كافر الشوق والفرقا لعينه ثوا
شف لنا حل غير البهذله والضياع !
ضحكت بوسع ثغرها بعد ماكانت تبكي بكل صوتها ، تحب القصايد بصوته شاعرية اكثر وحلوة بطريقة لا توصف وحركة هز رأسه تجيب اجلها وبحة الناي فيه كل هذي امور يملكها مُهاب تلعب فيها لعب ، سحبته لحضنها وابتسم لانها تحاوط رقبته بكلتا ذراعيها بطريقة تهلكه تنطق بعذوبة : انت بطليّ الخارق
ضحك بوسع ثغره من عبارتها ومن وصفها له لانه واقف معها بكل شيء تغلط ويصحح لها وتخرب الدنيا وتلقاه يعدلها وتقلب الحياة رأس على عقب و راضي معها بكل شيء يشرب المُر في كأسها قبل الحلو ويهد الدنيا معها واذا تغلط يشوفها بعيون الصواب والكل من حوله خطأ ، طيرها بسماء الرياض مثل ماتحب دائم تترك الارض وتدور حلولها بسماء ونزل بعدها طريقه لبيته ولاخوها اللي بدأت تستوعب حجم فرحتها لانه حي حتى لو راح اول العمر في فرقى ..
76
اليوم الثاني
قصر متعب
1
كانت متوتره حيل تشبك كفوفها ببعض بوهقه ماتدري شلون تتصرف وهي تسمع جيهان : يحبك وشاريك ووده فيك ويقول دام باقي لك سنه وتتخرجين مستعد ينتظرك
عضت شفايفها تُقى : طيب ينتظر بعد سنة يخطبني
جيهان : يابنتي يمكن يسبقه احد يبي يحجزك قبلهم
عضت شفايفها تنطق : ليه سيارة انا
ضحكت جيهان بصدمه ونطق حاتم يضحك : والله لايقين على بعض كلهم مافيهم عقل
ناظرت لابوها تضحك بخجل : يبه !
ابتسم حاتم : خذي راحتك يبه وفكري واستخيري محد مستعجل عليك
نطقت جيهان وهي تشرب من قهوتها : انا مستعجله
ضحكوا كلهم غصب عنهم منها وانتشر صوت أيمن : ياهل البيت
فزت تُقى تطلع لفوق ونادى حاتم ايمن : تعال محد هنا
دخل في يده الكثير من اكياس الفواكه والخضروات وكتمت جيهان ضحكتها من حركاته تسمع حاتم : عز الله بكرا بيجيب العامل معه
ضحكت جيهان بشدة : ياحظ من تاخذه بسم الله عليه راعي واجب
دخل جاسر خلفه بعد ماسمعها : لا تنفخين ريشه محنا ناقصينه
ابتسم ايمن باتساع يرسل لها بوسه في الهواء
37
قصر عقاب
+
كلهم مجتمعين بصالة من بينهم جهاد الغير مستوعب بعد اتصاله مع ثُريا وعلمته كل شيء نطق بصدمه : يبه باسل ولد عمي حي وحنا ماندري !
مارد يشوف تعابير الصدمه ونطق راشد : كيف حي ؟ يعني مثلنا!
ناظرت له سجى : يا سخيف انت اجل وش خيال
سكتت مجيدة والتفت لها جهاد : يمه كنتي تعرفين !
ماردت عليه وعرف من صمتها معرفتها وقف يهز رأسه برفض : مو قادر استوعب انتوا ايش !
مشى طالع بغضب ووقف عقاب يدخل لمكتبه في صمت يقابل ذاعر ونطق : بيننا خائن
بلع ريقه ذاعر يكمل على تمثيليته المتقنة : اخر مرة صارت سرقة ويمكن شافوا اوراق تخصه
مارد عقاب بشرود اكمل ذاعر : وش بتسوي؟
عقاب : حرب اشعل هو نارها يستحملها
اطال بنظرة يتبعه : نأذي النقيب في اللي حوله كله
43
بيت المُهيب ..
صحيت من بدري وجهزت الفطور طوال الليل كان باسل نايم وهي مع مُهاب يحكي لها كل قصته وعرفت عنه كل شيء ولا تنسى وجع قلبها عليه وحرقته ، بنفس الوقت مو قادرة تستوعب انه حي هي وقت شافته ركضت لحضنه مب لانها ادركت وجوده لا لكنها شافت وجهه سالم فيه واخر امل في حياتها ركضت تحضنه استجابة للاوعي في عقلها بس الصباح كله مانامت من صدمتها بوجوده وكم مرة وقفت عند بابه ولا قدرت تدخل ، ابتسمت من منظر الاكل ودخل مُهاب من لذة الريحة والتفتت له بحماس : حلوة السفرة ؟
هز رأسه بهدوء يتبعه : جيدة
اخفت ابتسامتها من رده مايتغير ولو يحفظ دواوين شعر واخذت نفس تنطق : مو مستوعبه مُهاب وجوده ابدًا اخر مرة شفته يرمي نفسه علشاني وهو طفل كيف ارتميت امس في حضنه وهو كبير !
اخذ نفس يمشي لها يردف : ممكن النصيحة اللي بقولها لك مب الأصح ميّر لو كنت بدلك دخل يمان من الباب والله ما اضيع دقيقه احاول استوعب وادرك يكفي ١٧ سنة اللي ضاعت من اعماركم بعيد عن بعض ادخلي عنده واضحكي معه وسولفي واستقبليه في الاحضان ضاع كثير من وقتكم لا تضيعين الباقي في استيعاب و تفكير ..
ابتسمت تناظر له وهمست : شكرًا مُهاب
ماكان عندها اكثر من هرد وابتسم لها بهدوء ومشت طلع من المطبخ لغرفة باسل تأخذ نفس تبتسم وتقوي نفسهل وفتحت الباب وفز لانه واقف عند الباب له اكثر من ساعه مو عارف كيف يطلع مستحي ومرتبك ومتوتر ولا هو متعود ، اول سؤاله طفولي طرحه امس كان "كبرتي" والسبب ان صورتها بعقله متوقفه عند ٩ سنين مو قادر يدرك الاختلاف ، ابتسمت بربكه وقت شافته : صباح الخير
هز رأسه بتوتر ملحوظ: صباح النور
ابتسمت تطمنه لانها صارت تفهم حالته بعد اتصالها على دلع اللي اخذت رقمها امس وقت رجوعها وشرحت لها خوفه ومشى معها لطاولة ابتسم مُهاب له وارتاحت لانها كانت شايله هم لو يخاف من تعابير مُهاب المعصبه دايمًا بس واضح ان باسل يحبه ومتقبله حيل ، صبت له الشاي وناوله مُهاب الخبز وابتسم باسل يتأمل الاكل : فاصولياء بيضاء
ضحكت تناظر له : بعدك تحبها ؟
اطال نظره لها بشرود : مايسونها لي في المستشفى
عضت شفايفها من هول شعورها وزعلها وابتسم مُهاب يمازحه يلطف الجو : ليه قالوا ماتتكلم الا فصحى لهجتنا عليك واضحه
ابتسم باسل بشرود تكلم بثتقف مما كان يقرأه : اللهجة هي الآلفة وعلامة تذكر الانسان بموطنه واهله وانا فقدتهم
رفع نظره لثُريا وهمس : ولقيتهم ..
ناظرت له تبتسم ماتبي تبكي وقربت منه الاكل : كُل باسل لا تبقي شيء
ورجعت تصب لمُهاب وتقرب له الخبز : وانت بعد كُل
رفع حاجبه من حركاتها : ورعان حنا !
ضحك باسل وابتسمت لانه مرتاح معهم ولا كان خايف مثل ماقالت دلع وواضح انه مطمئن واستغربت ليه تصرفاته مو مثل كلام دلع !
ورغم ذا ما اهتمت يكفيها انه بخير الان ومعها ..
58
اليوم الثاني
بيت المُهيب
+
فتحت خديجة الباب لجهاد اللي يمشي بسرعه مستعجل مو مصدق انه بيشوفه وقف بصاله يشوف ثُريا وجنبها باسل اللي ناظر له باستغراب بلع ريقه جهاد بخفوت يتأمله وابتسمت ثُريا من نظراتهم لبعض ونطقت تحدث باسل : هذا جهاد ولد عقاب
بانت ملامح الصدمه في وجه باسل وضحك لان جهاد نطق : والله حي
ماقدر ما يفتح احضانه يضحك ولا اعطاه فرصه يتأثر من شكله وتقدم جهاد له يحضنه بشدة يردد : اسف والله اسف ماكنت اعرف
خانته دموعه واحتضنه باسل بقوة يربت عليه وابتعد مبتسم يحدثه : مالك ذنب
ضحك جهاد يدفعه بخفه ومزاح وتقدموا يجلسون مع ثُريا تسمع باسل : وينه راشد و ماجد ؟
بلع ريقه جهاد وتنهدت ثُريا ترد قبله : ماجد عطاك عمره
بانت معالم الصدمه في باسل وترحم عليه بشرود فضل انه مايسأل زيادة لان وجه جهاد بان حزين وابتسم جهاد بعدها يرجع لحيويته : اي وش علومك يطيب وش شعور عاد بعد دفنه
انهارت ثُريا تضحك بصدمه منه وابتسم باسل باتساع يناظر لثُريا : رغم اني متحسف على السنين اللي مرت لكنه شعور مافي احلى منه العودة للاهل
ابتسمت ثُريا له واخذتهم السوالف بشوق وحماس ..
34
القسم
في مكتب مُهاب تحديدًا بوجود شدّاد وبين القضايا والاوراق نطق شدّاد : هذي قضية قديمة كان ماسكها ابوك
فتح الملف شدّاد وطاحت منه صوره وانحنى مُهاب يرفعها وكانت صورة ليمان اخذ نفس يناظر له وتنهد شدّاد يهمس بطهر نيّة : كان يحبه
هز مُهاب رأسه بهدوء : حتى انه اختاره عني
عقد حجاجه شدّاد يناظر له : تشك بمكانتك عند سعود!
رفع نظره مُهاب بغضب : اللي يختار واحد يرتاح وواحد يتعذب مين يحب اكثر !
وقف شدّاد بغضب : مين لوث افكارك انت عن سعود!
مارد مُهاب وطلع شدّاد بغضب خمس دقايق بضبط ورجع في يده اغراض وقف قدامه بصراخ يطلع الصورة الاولى : يوم طلبوا العسكرية صورة له اخذ صورة فيها انت ! لانه يثق انك تاخذ مكانه بس يمّان أرق من كل هالقسوة
رمى بمكتبه كم صور بغضب وطلع يو اس بي يضعه بالمكتب : شوفه كل مادخل الشك قلبك وكل ما عمّت عيونك عن الحقيقة
طلع بغضب منه ومن كلامه ورمش مُهاب يرفع الصور بين كفوفه كلها كانت صوره مع ابوه حتى هو بنفسه مو متذكرها ، في حضنه وهو وشايله برقبته وهو معه في الميدان العسكري ، قلب صوره كانت له وهو معه في المعسكر وخلفها مكتوب « وريّث اسمي ولقبي وقلبي »
اغمض عيونه من خط ابوه وكلامه ما يستحمله ولقى صورة ثانية له وهو لابس قبعة ابوه العسكرية اللي كانت اكبر منه حيل ويضحك وقلب خلفها كاتب « يآمر على هالدنيا امر الملوك ولا ينقال لرمشه الا حاضر و سم »
اغمض عيونه ياخذ نفس يفتح الابتوب ويحط اليو اس بي مايلقى الا ملف واحد وهالملف فيه فديو واحد واضح قديم صوره شدّاد ولا يدري عنه ، فتحه يشوفه في الميدان خلفه عساكر كثير ولابس بدلته برتبة فريق أول ومظهره الحيوي وعلى كتفه مُهاب بعمر الخمس سنوات ويركض به في الميدان ويردد « الا الاسمر لا تزعلونه علشانه يغني كل من حوله » والعسكر يردد وراه العبارتين بترتيب لانه يدربهم على شرف الغناء لولده !
كان مشهد مُهيب تجمعت دموعه بعيونه غصب عنه من سماع صوت سعود بعد كل هذي السنين ، ارتجف قلبه بصدره من هول مشاعره وعجزت دموعه تطيح بس الاه اللي قالها كانت تكفي تحرق صدره حرق وتزيد كرهه لعقاب وبغضه له وقوة انتقامه ولهيبه ..
78
قصر عقاب
2
التفت ذاعر له يسمعه : العب بمكابح سيارة ولد جاسر وش كان اسمه ؟
ذاعر بهدوء : أيمن
هز رأسه عقاب : اي هو خربها له ابي يصدم وان عاش ما فيها شيء وان مات افضل لنا
هز رأسه بهدوء يطلع وبلع ريقه لانه بالعادة يطبق الامور من غير مايعلمهم لاجل تكمل خطتهم بس هالمرة مايقدر مايعلمهم لازم يعرفون مستحيل يكون سبب موته ورفع جواله بعد ما ابتعد يتصل على شدّاد يعلمه اوامر عقاب قبل ماينفذها ..
وصل الخبر لمُهاب عن طريق شدّاد وحرك بعجلة للاستراحة لانهم بيخربونها هناك في وجود أيمن مع الفرقة ، وصل ونزل يدخل بهدوء يسمع ترحيبهم وجلس يدور على أيمن وسرعان ماتقدم من المطبخ : حي ولد العم جاي بوقتك
17
وقف بجنبه أيهم ماسك صحن وأيمن قدر ضغط طبخوا كبسه ونطق أيمن بحماس : شوف شوف الحركة ذي
ركض أيهم يحط الصحن وركض أيمن بالقدر يسمع صراخهم بفزع وقلب القدر يتناثر من الرز وانقلب هو للجهة الامامية وانفجروا ضحك بشدة على حركته الغير إرادية ولا كان مخطط لها وفتح أيهم القدر بحماس : اخو محمد يسلام !
ضحكوا بشدة وابتسم مُهاب يسمع راجس : والله مانقعد بلاك
تنهد يوقف يغسل كفوفه وجلسوا مع بعض وفتح راجس الزير سالم يسمع فراس : والله غثيتنا فيه يرحم امك
ناظر حميد للحلقة : هذي الحلقة اللي يموت فيها كليب ليه تعيدها
راجس بغضب : ياخي لا تحرق
التفتوا له بصدمه لانه عايد المسلسل مئة مرة وضحك أيهم : بالله عليك تتفاجئ كل مايموت ؟
اكل راجس وهو يتفرج : يقول اتفاجئ مايدري اني ابكي
ابتسم مُهاب يأكل معهم ونطق : مين طابخها ؟
نطقوا كلهم بنفس اللحظة : انا
رفع نظره لهم مستغرب نطق حميد بغضب : انا مغسل اللحم والرز
أيمن بغضب : انا محطي البهارات
حميد باعتراض : انا جايب المويا ومحطيه عليهم
فراس بدفع : السلطة انا مقطعها
أيهم بغضب : كلكم رحتم وانا جلست عنده احركه
نطق راجس بهدوء يأكل ويتفرج : كلهم كذابين انا طابخه
مُهاب مبتسم : انا داري اعرف طبخك
التفتوا لراجس بغضب نطق حميد : حلال من لحق بك كُليب
ضحكوا باتساع وخلصوا الاكل وقف مُهاب : أيمن اطلع معي نسيّر على جدي
وقف أيمن : بس جبت سيارتي
مُهاب : معليك خلها هنا نطلع سوا
ابتسم ايمن والتفت مُهاب لراجس اللي فهم مقصده وبيصلح سيارة أيمن من غير مايعرف لانه علمه مسبقًا وطلع مُهاب والتفت أيمن لهم : اعوذ بالله من عيون الحسود كل ذا لانه صار يحبني ؟
حميد بضحكه ؛ والله بزر ويقول بيتزوج
رمى علبة المويا عليه : موت يا اصلع
ضحكوا بشدة وطلع أيمن مبسوط يلحقه ..
37
بيت المُهيب
+
كانت تسرد كل شيء لباسل رغم انه ماكان ودها ابدًا لكنه قال لها برجاء " اسألك بالله لا تخبين علي شيء وعلميني بكل شيء رجيتك " ما استحملت نبرة الرجاء بصوته ابدًا ولا قدرت تستوعبها كان يسمعها ويحسّ بوجع قلبه من كل النواحي ، حقيقة ابوه و ظلم عمه والحياة اللي عاشتها وامور لا تستوعب جالسين مع بعض في سرير باسل هي قدامه متربعه وتشرح له وهو للان مو مستوعب شلون كبرت وقويّت لدرجة ذي
حتى ختمت كلامها معه من ساعات طوال تجاوب على كل اسئلته : من كم يوم واجهته بشركة ولا هز له رمش الكلب
تنهدت تنطق بتذكر : صح خالي محسن منهار من يوم عرف وقال بيجي بس رفضت انا ودي نروح لهم
ابتسم بسرور : خالي ! والله العظيم ناسي حتى عنه
عضت شفايفها تناظر له : باسل انت مو تعبان ولا فيك شيء ليه امس يوم جت دلع تظاهرت بتعب ؟
بلع ريقه يشتت نظراته ومسكت كفوفه براحة تنطق : باسل تعرف انك تقدر تقول لي اللي ودك ؟
تنهد بهدوء يبوح بسره : مابيها تروح ثُريا ابيها عندي
عضت شفايفها بصدمه : تحبها !
رمش بهدوء وضحكت باتساع : الان لو ودك اخطبها لك
هز رأسه برفض : لا ابي الامور تزينّ و اوقف على رجلي من جديد اكون جدير فيها
عضت شفايفها كانها تناظر لولدها كبر قدامها وابتسم يسمعها : كنت شايله هم علاقتنا تكون سطحية بس معرف كيف احس ماكانك غبت عني
ابتسم بهدوء ونطق بتذكر : كيف علاقتك مع مُهاب بعد ماعرف عن ابوي وانه سبب موت اهله ؟
عضت شفايفها بهدوء : ماعرف باسل مابي افكر بشيء الآن
هز رأسه بفهم ووقفت تبتسم : نام وارتاح انت وكل الامور بتكون بخير
ابتسم لها ومشت تتركه بغرفته في صدمته عن ابوه واخفى هشيء عنها مايبيها تشيل هم بس مجرد ماطلعت بكى مصدوم غصب عنه ، طلعت غرفتهم عقدت حجاجها تشوفه مستلقي : متى رجعت ؟
التفت مُهاب بهدوء : شفتك عنده مابغيت أقاطعكم
ابتسمت تتقدم تفك شعرها تخلخل اصابعها فيه وشافته يطلع دخان نطقت : مُهاب ودي توقف التدخين
التفت لها بهدوء يشعله : يسلينّي
مشت له وهي تفرك يدها ببعض من المرطب اللي حطته فيها : يسليك بس يدمرك مُهاب هذا موت بطيء انت ماتحس فيه
سكت بهدوء يناظر لها واكملت : ابدأ خففه شوي شوي لين توقفه
اطال بنظره لها : هذي اوامر الان ؟
ابتسمت بهدوء : ماقلت انا وحدي من يآمر عليك؟
هز رأسه برضى واطفأ سجارته وابتسمت انه ما اعترض على كلامها تقدمت نحوه وفتح ذراعه لها تحط رأسها على صدره تحدثه : فيك شيء صح ؟
اخذ نفس بهدوء يلعب باصابعه على كتفها : عقاب حاول يأذي أيمن بس عرفت قبل يوصل له
اغمضت عيونها بتعب : ذيل الكلب دايم اعوج وعقاب دايم خبيث
اخذ نفس وحست بخوفه على اهله وشردت بهدوء لوقت نطقت باستيعاب : انت تكتب على كتفي؟
هز رأسه بالإيجاب وابتسمت تحاول تخمن حركة اصابعه ونطقت بعجز : اكتبها حرف حرف بعرف وش الكلمة
استجاب لها يكتب اول حرف وهي تناظر لعيونه ورأسها على صدره همست : الف
هز رأسه برضى واكمل الحرف الثاني ونطقت : حاء
هز رأسه واكمل ونطقت : باء
هي قدرت تستوعب الكلمة لكنها تركته يكمل الحرف الاخير ونطقت : كاف
هز رأسه برضى ونطق : وش الكلمة ؟
نطقت بحماس كان الامر له فوز و خسارة و جوائز : أحبك
ابتسم لانه سمع اكثر كلمة وده يسمعها منها الآن ونطق بهدوء : أحبك اكثر
عضت شفايفها صدمه واستيعاب لحركته ودفعته تقوم من حضنه : خير ماكانت بقولها احسب نلعب
ابتسم باتساع وكشرت من حركته سحبها لحضنه وتنهدت براحة تغمض عيونها بتعب في حضنه وسهى هو بتفكير طويل بالجاي ..
100
قصر عقاب
تكتف ذاعر يردف : فشلت الخطة شافوا تسريب السيارة
هز رأسه عقاب : ماهي عوايدك تفشل بشيء
ذاعر بهدوء : اعذرني الغلط مني
هز رأسه يردف : تبي اجازة ؟ ترتاح فيها تشوف زوجتك وولدك
سكت بتفكير مكمل : اي والله
ناوله اوراق يردف : خذ وقع اجازة اسبوع من الشركة ترتاح
ولانه موظف في الشركة كان له لزوم توقيعه على الاجازات وقع مبتسم يسمعه يودعه وطلع يتنهد براحة لانه فعلًا محتاج لها ، رفع عقاب جواله بهدوء : مثل ماتوقعت ذاعر خانني نتغدى عليه قبل يتعشى فينا
كان شاك فيه من اللحظة اللي رفع سلاحه على مُهاب ولا بلغ عليه ! وتأكد من ظنونه بعد ماصار مع أيمن وتنصت عليه يتأكد انه خاين
في هذي الاثناء طلع ذاعر مبتسم يركب سيارته يتصل على شدّاد يسمعه : بشر يابو عزيز
ذاعر بابتسامة : ابد الامور زي ماودك ولا شك فيني
ابتسم شدّاد : تعال بيتي سيّر علي نتقهوى
شدّاد وهو يناظر للإشارة حمراء ويبي يوقف : ابشر ال
انقطع صوته لان ضغط فرامل ولا اشتغل وفز يكرر الضغط نطق : الفرامل
شدّاد بعدم فهم : علامها؟
اغمض عيونه يقطع الاشارة رغمًا عنه يحاول يبعد السيارة عن اي احد ممكن يأذيه يصرخ لانه رمى جواله وهو مكبر في المركب جنبه وتأكد من شكه لان مكابح سيارته معطله : عقاب عرف اني خاين لعب بالمكابح
فز شدّاد من مكانه : تكفى افتح الباب وطيح نفسك
صرخ ذاعر : بتصدم السيارة بالاوادم والله ماكون سبب موت احد
اغمض عيونه شدّاد يسمعه : اولادي بامانتك اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
انتشر صوت الاصطدام القوي ويليه الانفجار وصرخ شدّاد بس هالمرة محد سمعه وركض يسحب المفتاح يركب سيارته ، ذاعر مثل عبارة " ان كُنت تعلم انها النهاية فلا تمُت جبانًا " ولا نزل من السيارة وتركها تصدم الناس وبعدها عنهم ولا لقى وقت يهرب لانها صدمت قبل استيعابه انقذ المارين والسائقين ومات هو رغم انه كان يقدر يقفز ويروح بكسور لكنه حي ، لكن الرجل الذي يمشي في دمه العسكرية يعيش يحمي المواطن ثم نفسه..
بيت المُهيب
153
فز من رنين جواله والتفت لها بحضنه تعقد حجاجها بانزعاج ابعدها بهدوء واعتدل يسحب جواله يوقف يرد : ايوه شدّاد
وصل له صوت شدّاد المهلوك : تعال المستشفى
اعتدل يوقف يمشي بخوف : وش صار !
شدّاد بتعب : عقاب كشف ذاعر مُهاب وسبب له حادث
فز برعب يقفل يتقدم لدولابه يطلع ثيابه ورفعت جسدها تفرك عيونها بنعاس : وش في ؟
مُهاب وهو يبدل بلوزته لثوب : نامي يابوي مافي شيء
قاطعته بخوف : لا تخوفني مُهاب وش فيك !
نطق من غير مايلتفت : ذاعر صار له حادث
رمشت بعدم فهم : وش عليك منه !
التفت لها بتعب : ذاعر بصفنا صديق ابوي
ما اعطاها مجال تنصدم وتستوعب لانه طلع بعجلة بعدها وجلست بعدم ادراك لكلامه واستوعبت سبب معاملته الحُسنى لها طوال حياتها عند عقاب ..
28
المستشفى
4
مع وصول مُهاب كان خروج الدكتور اللي نفذت منه كل الحلول خصوصاً انه وصل لهم ميت لا مجال للحياة فيه وناظر لشدّاد ومُهاب اللي جاي ركض : امر الله اقوى ، عظم الله اجركم فيه
اغمض عيونه شدّاد والتفت لمُهاب همس : مالي رفيق..
كانت اقسى كلمتين سمعها منه مُهاب وشافه كيف ينهار يبكي غصب عنه وتقدم له يحضنه يسمعه يردد "مالي رفيق " فقد كل اصحابه من سعود الى ذاعر كلهم راحوا على يد نفس المجرم باختلاف الطُرق ، بكى يلوم نفسه انه دخله بيته وشاركه خطته ونطق بعجز : انا السبب مُهاب انا دخلته بيته وشاركته نواياي
قاطعه مُهاب برفض : امر الله شدّاد ماتلوم الا عقاب
اخذ نفسه ينطق الاه بوجع وقهر عليه وتنهد مُهاب يشوفه يبتعد وجلس مُهاب على كراسي الانتظار يمسك ركبته بكلتا يدينه بوجع يتذكره حيل بمقام شدّاد وقف معه وشاركه خطته وزاره ايام كثير سولف معه وضحك ومارس الابوه له ، اخذ يتنفس بتكرار من حرقة الشعور وحرقة قلبه ينتظر وصول اهله ودخولهم عليه والبكاء والانهيار وبقى معهم للدفن من الصباح للعصر طول وقته في المستشفى ودفنوه العصر ، شاله على اكتافه مع شدّاد اللي يبكي بصمت بينما مُهاب تلثم بشماغه ماوده احد هالمرة يشوف هلاكه ابدًا ، شاف عقاب القاتل الذي يقتل ويمشي في جنازة القتيل وشافه يبكي عليه رغم انه قتله !
ماكان وده يقلب المكان لمجزرة لاجل خاطر اولاد ذاعر بس ودفنوه يشوف شدّاد ينثر التراب عليه ودموعه تخونه ، وقف شدّاد يناظر لعقاب ومشى له يسمع عقاب ينطق : ادري انه عسكري سابق من الجنوب بس مادريت انه خويّك لاجل تبكي عليه
فعلًا ماكان يدري لانهم ماكانوا في نفس القطاع العسكري وكانت صحبتهم في الجنوب بس مالحق عليها عقاب واستقال ذاعر بسبب اصابة قديمة له ، نطق شدّاد بحدة هامس : والله ما نفتح قبر بعد ذاعر الا لك
هز رأسه عقاب يقترب منه يهمس : لا تقصر باللي تقدر عليه
دفعه شدّاد بقهر ومشى مُهاب يناظر لعقاب ينطق : القضيه تحت التحقيق وانت اول المشتبهين اشوفك بكره في القسم
هز رأسه عقاب بهدوء : معك لصالح الوطن
ابتعد عنه مُهاب ساخر وتقدم من اولاد ذاعر يعينهم ويهونها عليهم حتى طلعوا من المقبرة التفت مُهاب لشدّاد: وين رايح ؟
تنهد شدّاد بتعب : المربط
هز رأسه برضى وتركه يمشي وركب سيارته يجر تعب لا يوصف وحزن عظيم ذاعر كان ماسك كل الادلة ضد عقاب بموته انتهت كل الادلة ورجعت الخطة لنقطه الصفر مايدري يلقاها من وين ولا وين ، فقدانه لعزيز وغالي ثاني وعلى يد نفس المجرم يهد حيله وحيل ويذكره بمرارة الشعور ، وقف عند بيته ينزل بتعب يمشي لغرفتهم وفزت مجرد ما شافته : مُهاب !
أبعد شماغه وثوبه مهلوكه يناظر لها وتنهدت تشوفه يجلس بجانبها بتعب همست : قول مُهاب انا اسمعك لا تكتم تكفى
ماسمعت منه الا التنهيدات وعضت شفايفها من شكله المهلوك عالق بعيونه الحمراء مهلوك لدرجة لا توصف ماتستحمل شكله وتعبه وفزت تمسك كتوفه : لا تخوفني عليك ..!
رمش يناظر لها بعجز وهو طول اليوم كاتم نفسه ودموعه بس الآن تعب بكل ماتعنيه الكلمة من معنى : ياخذ مني كل شيء ، من بيبقى لي بنهاية ؟
عضت شفايفها تمنع دموعها وقت اكمل : ابوي و امي و اخوي و اللي كان بمثابة عمي
اخذ نفس يكمل : و ولدي ..
طاحت دموعها تحاوط وجهه بكفوفها ورمش تطيح دموعه امامها يضعف بشكل يهلكها ولا تقدر عليه همس بصوت يهد جبال : تعبت ثُريا
عضت شفايفها الكلمة منه توجع وحيل ماتقدر تستوعبها كيف هان عليهم يتعبونه ! تقدمت تحاوط تردف بهمس "بسم الله عليك " وميل نفسه عليها تحتضنه استقر رأسه في حضنها وشدّت عليه تتركه بضعفه ودموعه اللي خانته وتعبه بين احضانها يرتخي ويتخلى عن لباس قسوته وقوته ويبان عجزه وخوفه من الجاي وخوفه عليها وعلى كل من حوله واشتياقه للي تركوه واخذهم منه بابشع الطُرق المُمكنة كانت ليلة الخذلان المرير والفقدان القاسي وإعادة الذكريات البشعة على قلبه و قلبها ..!
91
اليوم الثاني
+
من وقت ماصحيت ماشافته حولها وتنهدت تغتسل وتكمل أمورها ونزلت تمشي لغرفة باسل وسمعت صوت دلع ، عضت شفايفها تدخل تناظر له يتواجع رغم انه مو تعبان ونطقت دلع : اسفة لاني جيت من غير ما اكلمك
نطق باسل دفاع عنها : انا كلمتها
ابتسمت ثُريا : عادي حبيبتي صرتي منا وفينا بعدين زين جيتي باسل تعبان شوي
10
عض باسل شفايفه من حركات اخته المتعمده وابتسمت دلع : مافيه الا العافية بس تغير المكان اثر عليه بسيطه
هز رأسها واستلقى باسل نطقت ثُريا : خليه يرتاح تعالي بسولف معك
ابتسمت دلع تناظر له : اذا حسيت بشيء نادني
بلع ريقه بتوتر : بترجعين القصيم؟
هزت رأسها بالرفض مبتسمه : لا نقلوني هنا صار لي سنتين احاول انقل وبفضلكم نقلت بسرعة
عقدت حجاجها ثُريا ماتدري عن سالفة النقل اللي تكفل فيها مُهاب وطلعت معها لصالة تطلب من خديجة تجهز القهوة ، جلست دلع امامها تسمعها : كم عمرك ؟
دلع باتساع : ٢٥ وانتِ ؟
ضحكت ثُريا : بنفس العمر
ابتسمت دلع واكملت ثُريا : متزوجة او مخطوبة شي ؟
هزت رأسها برفض وابتسمت ثُريا برضى لانها تقدر تخطبها لباسل دام واضح حبه لها واخذت تسولف معها لوقت طويل براحة من حلاوة شخصيتها ..
27
القسم
5
لان سيارة ذاعر كان واضح العطل فيها اصرّ مُهاب على فتح قضية وتحقيق مع اللي حوله واولهم كان عقاب اللي ينتظره الان في غرفة التحقيق ، مشى بهدوء يدخل يشوفه جالس وتقدم نحوه يجلس طاولة وحده تجمعهم بينهم كرسين ومن خلف الزجاج شدّاد يشوفهم ولا يشوفونه ، كان مُهاب مركب سماعة ونطق شدّاد : بيحاول يستفزك بالكلام لاجل تعصب ويقلبها عليك تراه مازال يحاول ينقلك انتبه تخليه يوصل لغايته ..
سمعه مُهاب بهدوء ونطق محدث عقاب : الدنيا تحبنا دايم تجمعنا
ابتسم عقاب : من زمان تحبوني يا آل رشيد
شدّ مُهاب على كفوفه يفهم مقصده ونطق بهدوء : وش هي علاقتك بضحية ؟
عقاب بذكاء بعد مادبر كل شيء : موظف عندي من سنين اعزه واغليه
اعتدل مُهاب بجلسته يناظر له : انت اخر احد شافه
عقاب بهدوء : صحيح جاء بيتي طلب مني اجازة واعطيته
ضحك مُهاب بسخرية : جاء بيتك يطلب اجازة ؟ ليه ماتلتقون بشركة ؟
عقاب بهدوء : علاقتي معه اكبر من مدير و موظف انا اعتبره فرد من عائلتي
ابتسم مُهاب بسخرية : تهمك عائلتك صحيح ؟
ابتسم عقاب بتلاعب : اكيد مايهمك ابوك ؟ امك ؟ اخوك ؟
اغمض عيونه عقاب كانه يتذكر : اعذرني الله يرحمهم
شدّ مُهاب على كفوفه يسمع شدّاد من السماعة : تكفى لا تسوي شيء والله متعمد يقدر ينقلك اذا تهجمت عليه
اخذ نفس مُهاب يبان بثبات عنده بسخرية: كنت تعرف ابوي ؟
ابتسم عقاب رغم دهشته من صبره : ارجل الرجال مين مايعرف سعود ؟ القصمل ..!
عقد حجاجه مُهاب بعدم فهم : قصمل !
ابتسم عقاب : اسأل عمك شدّاد يدلك
مارد مُهاب على كلامه ونطق بتسؤال : حادث السيارة بسبب لعب في المكابح واخر مرة وقفها في بيتك
عقاب تظاهر بصدمه : تتهمني بتخريبها ! ليه بقتله وش استفيد من موته هذي اعطال واردة الحدوث
مُهاب بسخرية : واردة الا عندك متعمدة
عقاب باستفزاز : هذا تهجم علي واتهامي انا بعد هذا العُمر من واحد بعمر اولادي
شدّ على كفوفه يسمع شدّاد : انهى التحقيق الآن
ابتسم مُهاب : ليه تنفعل دام معك الحق ؟ الصادق مايخاف
عقاب : قلت اللي عندي اي كلام ثاني و سؤال بيكون بوجود المحامي
وقف مُهاب مبتسم : في ثلاث اسئلة بتسمعها بس مب بوجود محاميك بوجود منكر و نكير ان شاء الله
ابتسم عقاب بسخرية نطق : قفل السماعات والزجاج وقابلني رجل لرجل
ناظر له مُهاب وسحب سماعته يرميها وتقدم يحجب الزجاج وجلس يسمعه ينطق بحرية : تتكلم عن الموت ؟ مافي موته اسوأ من ان زوجتك بنت قاتل اهلك
تكتف مُهاب بهدوء : انت قاتلهم
هز رأسه برفض : انا ماسويت شيء لكني اعرف العبد المأمور ومين امره وانت تعرف
اطال بنظره وابتسم عقاب : سنين تجهز لانتقامك واخذت بنهاية بنت عدوك ؟ يا حسايف سعود !
كان يحاول يستفزه قدر الامكان بس عجز وحيل وانصدم عقاب لانه توقع مايدري وراح يفاجئه بس خابت ظنونه وقف مُهاب بهدوء مايرد عليه ردوده افعال هذا المعروف فيه و ادخل كفوفه بجيبه واعتدل عقاب بخوف يحسب بيطلع سلاحه وابتسم بسخرية يطلع من غرفة التحقيق متجهة لشدّاد الي نطق : كفو عليك هذا ضبط الأعصاب اللي ابيه
تنهد مُهاب : مافي اي دليل القضية بتتقفل حادث عرضي
تنهد شدّاد يربت على اكتافه : ماهي مشكلة نلقى بس الادلة ونجيبه هنا ويعترف ورجلك فوق رأسه
تنهد مُهاب : بموت ذاعر ماتت معه الادلة اللي كنا مجهزينها
شدّاد يطمنه : نرجع نجيبها مايقوى شيء
تنهد مُهاب لانه يدري انه يستقوي رغم تعبه وحزنه ونطق بتذكر : قصمل !
ابتسم شدّاد : لقب ابوك بالعسكرية بمعنى الاسد
هز مُهاب رأسه بفهم ومشى لمكتبه ودخل شدّاد مكتبه يبعد بدلته بتعب يسمع دق الباب ونطق : ادخل
دخل العسكري بيده شنطة وعقد حجاجه يسمعه : جابها سواق يقول لك
اخذها يهز رأسه لاجل يخرج وطلع منها حافظه اكل مستغرب وفتحها يشوف شربه وابتسم من شاف ترمس القهوة واستوعب هي من مين ، عرفت بموت صاحبه من ابوها وعرفت انه ماطلب اجازة من مُهاب ولا هان عليها تعرف علّته و وجعه تنهد بهدوء يجلس وياكل بشرود يفكر فيها ..
قصر متعب
72
عضت شفايفها تُقى من جلسة جيهان و مودة و سمر و نوال ام ايمن قدامها تنطق : افا ربيتك انا مستحية مني
تُقى بتوتر : مو مستحية بس انا اصلي استخارة ليه جالسين كلكم عندي !
قالتها وهي فعلًا لابسه محرم الصلاة وجالسه في السجادة ونطقت سمر : نراقب نور الارتياح
مودة بحماس : انا شفت المحرم يتحرك من كثر الراحة
تُقى : لا هذا المكيف قدامي
ضحكوا بشدة نطقت جيهان : ثلاث ايام تصلين استخارة وش بلاك !
وقفت تُقى تكبر : الله اكبر
انفجروا ضحك لانها عاشر مرة تصلي واستمروا ينتظرونها حتى سلمت ودخل متعب لحظتها : بشروا ارتاحت؟
انتشر صوت تُقى توقف بعدها : الله اكبر
هذي اللحظة بذات دمعت سمر من كثر الضحك ما استحملت مع مودة اللي تركت بنتها في يد نوال تنحني تضحك بشدة تسمع متعب بمزاح : يابنتي صارت تراويح مب استخارة
نوال بضحكة : توترت زوجة ولدي بسببك
ارتفع صوت تُقى تقرأ وزاد الضحك بشدة لين خلصت الصلاة والتفتت لهم تعض شفايفها وركضت سمر تفك المحرم عليها تسحبه : خلاص يابنت
ابعدته عنها وبلعت ريقها تنطق بعجلة : موافقة
صرخوا بشدة وضحك متعب يطلع ينطق بعلو لان أيمن تحت بالدور الاول : جتكم الموافقة
صرخ أيمن بفرح وضحكوا لانهم سمعوا صوته وصراخه ونطقت تُقى : الله اكبر
انتشر ضحك بشدة مايستوعبون تصرفاتهم ونطقت جيهان : الله يعينك يا نوال على احفادك محد منهم بيكون صاحي
ابتسمت نوال تناظر لتُقى : يكفيني يطلعون حلوين مثل امهم
ابتسمت تُقى تحضنها : لو مو انتِ امه ماوافقت
ضحكت نوال اللي كانت علاقتها معهم حلوه حيل خصوصاً ان امهم ماتت وهم صغار وعاشوا في بيت متعب تربيهم جيهان و نوال ولا شافوها الا بمقام جيهان ..
48
عدت الايام بهدوء عليهم وتقفلت قضية ذاعر بسبب عدم وجود اي دليل تدل على انها جريمة كان الامر مرتب جدًا من عقاب وكانه حادث عرضي خصوصاً ان قبل الحادث تعطلت سيارته فجأة لذا من السهل تتعطل مرة ثانيه خصوصاً انه ما صلحها وكلها كانت صدف لصالح عقاب هذي عادته يجرم بذكاء شديد ، هذا اليوم يصادف عزيمة محسن لهم ودخل مُهاب البيت يسمع صراخ ثُريا ماكان صراخ خوف لانها تركض وخلفها باسل بيده مسدسها المويا اللي طلعته ترشه وحالف ينتقم ، ابتسم مُهاب لانها ركضت له وفتح ذراعه لاجل تتخبى خلفه وفعلًا استقرت خلفه تتخبى وابتسم يناظر لباسل : قطرة وحده بس اطيحك بالمسبح
8
ضحك باسل يرفع ذراعه كانه مستسلم وسحب مُهاب المسدس يناولها يسمعه : غشاشه رايحه عند زوجك
نطق مُهاب بسخرية : اشوفك اليوم تركض وامس تتلوى بسرير عند الممرضة
انفجرت تضحك لان الموضوع واضح لدرجة ان مُهاب اكتشفه وحك باسل جبينه بوهقه يسمعه ينطق بصرامه: ماحب لعب العيال ذا استرجل اشرب قهوة في مجلس ابوها
مارد باسل وشدت على كتف مُهاب تهمس : مو وقته مُهاب
مُهاب بهدوء : وقته اللي يخاف تضيع عليه الفرصة
نطق باسل يخرج عن صمته : بماضي اهلي مين يقبل فيني؟
مُهاب بصرامه : ماضي اهلك يخص اهلك مايخصك بس يتقفل الموضوع وياخذ كل ذي حق حقه قدامي على بيت ابوها
ابتسم باسل : اوامر ثانيه يا حضرة النقيب ؟
ضحكت ثُريا لان حسّ المسؤولية عند مُهاب عالي اتجاههم ونطق مُهاب : اي روح البس طالعين لخالك
هز رأسه مبتسم يمشي داخل ونطقت ثُريا : شخصية الحكومة هذي تجيب اجلي
رفع حجاجه يناظر لها وعضت شفايفها تنطق : كم مقدار استحمالك للمزاح ؟
ولانه فاهم حيل رغبتها نطق : صفر
رفعت المسدس امامه : احب العناد
ناظر لها بغضب ورشت عليه المويا تضحك ومد كفوفه بسرعه يسحبه منها بذراع وذراع يمسكها : تدرين انك بتندمين ؟
صرخت تهز رأسها برفض ورش عليها عناد وضحكت تغمض عيونها وابتسم يوقف يسحبها لحضنه يمشي معها يسمعها : وش فيها لو عطيتني على جوي وتخليني أرشك؟
مُهاب بهدوء : انا لو اعطيك على جوك خرجنا برشاشات
ضحكت بحماس : والله حلوة نسطو على بنك
هز رأسه بفقدان امل يدخل معها غرفتهم رمى المسدس والتفت لدفترها بسرير اخذه يشوف تصميم العطر : هذا للعطر ؟
هزت رأسها تتقدم له : اي حلوة ؟
اطال النظر بتفكير هز رأسه : اسبوع وهي عندك
ابتسمت تتقدم له تعض شفايفها : وش بيكون اسمه ؟
مد ذراعه يحاوط خصرها : وش ودك ؟
هزت اكتافها بجهل : ماعرف انت وش تقترح ؟
اطال تفكيره وهو يناظر لها ونطق : ثُريا ، لانه لك ولا يُباح لغيرك حتى لو بالاسم
ابتسمت تهز رأسها برضى وابتعدت تنطق : بنتأخر على خالي جهزت اغراضك لانه قال بنروح البر سوا الجو زانّ
هز رأسه بهدوء وبدل لثوب وشماغ وتجهزوا مع بعض طالعين وابتسمت تشوف باسل لابس ثوب وبيده شماغ جابها له مُهاب ، تقدم مُهاب نحوه يضبط شماغه ورفعت جوالها تصورهم ماتستحمل تعامل مُهاب هو اكثر رجل محترم شافته بحياتها حتى معها وفي بداياتهم كان محترم لدرجة لا توصف والان يعطف على اخوها
ويحبه وراضي بوجوده في بيته وساعده ماتنسى كيف تنزل تلقاه معه يسولف وكيف طلعه برا البيت علشان يتعود على الازعاج والانوار شافت حنّيته و عطفه وتدري انه يعامله مثل ما تمنى يعامل يمان ويعوض فقدانه باخوه فيه ، باسل رجع ولقى اخت و اخ وهذا عوضه المدهش ..
106
ركبوا السيارة وكل شوي تلتفت لباسل تطمن عليه وابتسم باسل من حركاتها ونطق : جهاد معانا ؟
ثُريا : اي حرك قبلنا
هز رأسه برضى والتفت لشباك يناظر لدنيا اللي تغيرت ولا درى عنها مايخفيه شعوره بنقص كانه مختلف والناس عاشوا ولا زال في مكانه بشهادة ابتدائي يشوفونه تعبان وناقص وهو سُلبت الدنيا منه لدرجة مستحي يخطب البنت اللي يحبها وتعلق فيها بسبب فرق المكانة الاجتماعية بينهم ، يحسّ انه حزين ومسلوب منه ويحاول مايظهر هشيء لان اللي عرفه من اخته يهد جبال وكيف عاشت قوية تدافع عن نفسها بينما هو يخاف ويستحي ويخجل ويتوتر مو مثلها ابدًا ، مايدري شلون يبدأ ويتغير وكل نظرات حزنه ماغابت عن مُهاب اللي يراقبه من المرايا بهدوء حتى وصلوا البيت ..
ابتسمت لانها شافت خالها وعياله برا ونزل باسل من السيارة وبكى محسن بشدة يتقدم له وحضنه باسل يبكي بفرح تنهدت تناظر لمُهاب مازالوا بسيارة ونطق : خط مستقيم لبيت خالك
عضت شفايفها من حركاته ونظراته لخالد اللي يناظر لهم ونطقت : مُهاب لا تعصبني لاني بعاندك !
ناظر لها : عاندينّي في كل شيء الا في نار جوفي ثُريا !
تنهدت تنزل تمشي تسلم على خالها وعلطول للبيت ونزل معه الاغراض يسلم على محسن وكان جهاد واصل قبلهم تقدموا لبيت الشعر وباسل معهم يشوف التراحيب والحب له نطق : ذكروني مين منكم خالد ومين محمد ومين علي و احمد و الصغير شسمه ؟
ابتسم اصغرهم ينطق : عبد الصمد
ضحك يهز رأسه بتذكر وبدأ كل واحد يعرف عن نفسه ونطق جهاد بمزاح : متاكدين كاملين يمكن احد في الاحتياط
ضحكوا بشدة وابتسم مُهاب ناظر له جهاد : عجبتك ؟ عندي وحدة ثانية
مُهاب بهمس له : مابيها اسكت
عض شفايفه بوهقه : ابشر
محسن : ترى ناوي طلعه للبر
ابتسم مُهاب : وانا على ما نويتوا جاهز
ناظر له محسن مبتسم : انا ما اعرف ابوك بس لو ما سوا بهالدنيا شيء الا انه جابك عز الله كفى و وفّى
ابتسم مُهاب يقوم لين عنده يقبل رأسه وابتسموا من احترامه لمحسن من لحظة ما التقى فيه ..
31
بقيوا مع بعض حتى الصباح وقاموا البنات بعدها يتجهزون تسمع ثُريا فاطمة : يا عسل ترى اهل خطيب عصماء بيجون على الظهر
ابتسمت ثُريا : زين أقيمهم لك عصوم
تقدمت نورة تنطق : لا تتحركين واجد ثُريا خليك مرتاحة
ابتسمت لانهم عرفوا عن سالفه الاجهاض بس من غير تفاصيل واعتلى صوت محسن : وين العزبه يا مرّه
طلعت نورة تناوله الاغراض يحملها في الهايلكس وطلعوا كلهم لسيارات وركب باسل وجهاد مع مُهاب وركبت ثُريا قدام عند مُهاب وحركوا ورى محسن يدلهم على الطريق والحلال حتى وصلوا جنب نياق محسن و وحلاله من غنم وغيره نزلوا يضبطون الخيم لنساء ودخلوا قبلهم ومشوا الرجال لمكان ابعد شوي يعطونهم راحتهم اعتدل مُهاب يساعدهم في الخيمة وفز جهاد : في حشرات
التفتوا له كلهم بنفس اللحظة وبلع ريقه بوهقه : رهيبه مره تعجبني
ضحك باسل اللي اكتفى بنظر لانهم رفضوا مساعدته وجلس جهاد عنده : مافي حمام صح ؟
ضحك باسل : اي
ناظر له جهاد وضحك : اول مرة اشوف واحد متوهق معي الله يسعدك ماني المهرج الوحيد هنا
ضحك باسل بشدة : ناسي هذي الاجواء ماجاز لي ملمس التراب
ضحك جهاد باستمتاع انه هالمرة مو وحده المتوهق معهم ومع حركاتهم وقف محسن : الغداء ذبيحة قوم علي انت واخوك جيبها
فزوا استجابة له وبدأ كل واحد منه يشتغل ويجهز لان الطبخ هالمرة على الرجال بمساعدة من نورة ، التفت مُهاب على جهاد : قوم جيب السكين
فز جهاد : اكيد تبيني اقطع سلطة
ضحكوا غصب عنهم ونطق مُهاب : شايف الشحم في يد علي قطعها
ناظر له جهاد بوهقه : تكفى
وقت شاف نظرات مُهاب الغاضبه مشى يمسكها وتغيرت ملامحه من ملمسها تصيبه قشعريرة وضحكوا بشدة وابتسم مُهاب بخفوت ..
100
عند الحريم
+
ضحكت فاطمة بحماس : يمه حبيت فكرة الرجال يطبخون كل مرة حنا نتعب وهم يلعبون
عصماء : اي والله مرة راحة
ابتسمت ثُريا تسمع نورة : عصماء على العصر يوصلون اهل خطيبك خليك سنعه عندهم
فاطمة باعتراض : لا تسمعين منها خليك دلوعه بكرا يعرف انك سنعة مايجيب الا الذبايح
مدت نورة يدها تضربها بخفه : ياشينك على نصايحك ذي تعنسين عندي
ضحكت ثُريا : لا العيون عليها ما تعنس
عضت شفايفها فاطمة بوهقه نطقت نورة : عيون مين؟
ثُريا باتساع : عيوني انا
ابتسمت فاطمة لانها ظنت شيء ثاني ونطقت نورة : الله حسيب عمك الظالم وافعاله الشينه يوم انه حرمنا من باسل
تنهدت ثُريا ونطقت عصماء : ابوي عصب مرة واتصل على زوجك لاجل يرفع عليه شكوى بس معرف ايش قال له ومنعه
ثُريا بهدوء : لا تشيلون هم كلهم بياخذون حقهم
تنهدوا ونطقت فاطمة تغير السالفة لان الاجواء توترت : اي مين الحلوة اللي صورتيها لنا من فترة ؟
13
عدا الوقت وجهز الغداء واخذوا نصيبهم من رجال وحريم بالأكل والضحك والسوالف شبّت النيران وجهز الشاي و زانّت السوالف بينهم والضحكات والحماس واللعب والتحديات بين الشباب واكتفى محسن بالجلوس مع مُهاب يسولف معه عن ماضيه وحياتهم وغيره لين وصلوا اهل خطيب عصماء وفزوا يرحبون فيهم ..
دخلوا البنات خيمة الحريم وابتسمت نورة ترحب فيهم وجلسوا يسولفون من بينهم بنت بعمرهم تمون عليهم نطقت باتساع : في واحد انا شفته قبال الخيمة مب من هنّيا ماشاءالله عليه
ضحكت فاطمة : يمكن واحد من اخواني اذا ودك نعطيك
ضحكت الهنوف : لا اعرفهم اخوانك هذا بشنب و دقن وناظر لي عاد ينقال الكحل يسحر سحرته الظاهر
شدت على اسنانها ثُريا لانها متاكده من يكون لا اخوها ولا جهاد اللي كانوا يفضلون الشنب وحده من غير دقن خفيف هذا اكيد واحد هي تعرفه ونطقت بشدّ على الحروف : هذا زوجي !
سكتت الهنوف تناظر لها من فوق لتحت ورفعت حاجبها ثُريا : خير ان شاءالله ليكون مب عاجبينك !
سكتوا لان الوضع احتدت بعد كلامها ونطقت هنوف : ماقلت شيء علامك ؟
ضحكت ثُريا بسخرية : ولا تقدرين تقولين
فاطمه بوهقه : ودكم نلعب ننبسط ؟
وبدأت تلطف الجو حتى طلعوا لخيمتهم ورفعت ثُريا جوالها تتصل تحمد الله ان فيه ابراج مجرد ماسمعت صوته نطقت بغضب : ليه جالس قبال خيمتنا !
عقد حجاجه من نبرتها ونطق بحدة : النبرة ذي لي !
ماردت على سؤاله بغضب : ادخل جوا لا تجلس برا
مُهاب بهدوء رغم حدّه نبرته : اطلعي برا الان
نطقت بغضب : لا ولا تفكر تيجي ابدًا
قفلت منه ورمت جوالها تنطق : بمشي شوي
وطلعت والساعه مايقارب خمسة العصر، تنهدت فاطمة: واضح زعلت
نورة بغضب : الهنوف عيونها طويله ماتستحي تمدح رجاجيل !
ماهي الا دقايق حتى اعتلى صوت مُهاب من خارج الخيمة : ام سعود
فزت نورة ترمي لثامها تطلع له : طلعت من شوي
مُهاب باستغراب : وين؟
نورة : قالت تبي تمشي زعلوها الله يهديهم
رفع حجاجه مستغرب: افا مين اللي قوى !
تنهدت نورة : وحده من الضيوف تكلمت عنك ماقبلت كلامها تعرف راعي الهوى مفضوح
لانّت ملامحه يستوعب اللي جرى وهز رأسه يمشي بهدوء لوراء الخيمة يمد بصره يشوفها من بعيد ومشى نحوها ..
كانت تمشي بغضب ماتدري ليه عصبت لدرجة ذي وكيف نطقت تكرر نبرتها : الكحل يسحر يقلع شكلك
فزت برعب من اليد اللي انحطت على كتفها ونطق بسبب فزعتها : على هونك
ناظرت له بحدة تتكتف : شدعوه اجلس واجد بيمرون اليوم
اخذ نفس يحدثها بهدوء رغم غضبه : النبرة ذي انا ما احبها با بنت والله لو اني سامعها من غيرك لاكسر رأسه
تكتفت ماتعطيه اي اهتمام ونطق رغم انه عرف الموضوع: وش صار ؟
هزت اكتافها : مو مهم
رغم انه فعلًا امر غير مهم بس الغيرة عليه شعور ماتقدر تتحكم فيه ابدًا يستفزها مرة ودها تعصب عليه لكنه نطق بهدوء بصوت شاعري من غير مايترك اي نار بجوفها ولا يسمح لزعلها اللي ترجمته بغضب :
ريح ملايكتك ولاتكلف جهدك
والله لا قبلك ولا بعدك ولا
ماعندي أحلى من شهدك إلا شهدك
ولا عندي أغلى من غلاك ولا غلا
التفتت له ترمش باستيعاب انه فاهم وعارف والاكيد من نورة وتنهدت تمشي له وابتسم يحضنها بهدوء : والله مادريت ان به حد يمر ولا شفت احد جاك الشك مني ؟
هزت رأسها برفض تلتفت تناظر له : لا انا اعرفك بس هي ثقيله دم بغيت اقوم اصفقها بس علشان زوجة خالي ماسويت شيء
عض شفايفه من كلامه وطريقته ولذة الغيرة عليها شيء مايستوعبه مايدري شلون يفوتها وتلفت حوله مايشوف احد وسحبها يقبل خدها بقوة وضحكت من حركته تضرب كتفه بخفه : مبسوط يعني !
ابتسم يسحبها لحضنه يردف : من حبّ غار
ناظرت له بسخرية : علشان كذا انت بتموت بسبب خالد!
ناظر لها بهدوء : لا انا ما اموت بس هو ماندري
ضحكت بشدة والتفتت تشوف النياق تمشي وناظر لها بهدوء تسمعه : تعالي نرجع
ناظرت له : تحسبني بخاف منهم ؟
كتم ابتسامته لانها دايم تستقوي ولا تحب مظهر الضعف: ماتخافين ؟
هز رأسها بالإيجاب : اي صراحة احبهم بس هو موقف طفولي بس
هز رأسه يبي يشوف مقدار قوتها : تعالي عندهم اجل
مشى وعضت شفايفها بوهقه ماتوقعت ومشت خلفه تشوفه يمشي يده خلف ظهره ولا شعوريًا قلدته تتبعه هي ما كانت تتقرف منهم ولا تخاف بس الموقف اللي صار بطفولتها مفزع بشدة ما تنلام ابدًا رفع يدينه على عنق الناقة يتلمسها وناظرت له ترفع كفها ورفع كفه فوق كفها يقربه من الناقه تحرك كفه وتتحرك كفها تلقائياً ابتسمت باتساع بس تحولت ابتسامتها لفزع لان الجمل اقترب من الناقة وسبب انها تهيج الآن يرتفع صوتها وتحرك عنقها وصرخت يتردد الموقف بنفس اللحظة اللي حاوطها مُهاب يعطي ظهره لنياق يمشي معها هدأت الناقة لانه رد فعل بسيط وارتعشت بين كفوفه تناظر له مازالت تتمسك بقوتها : مافيني شيء.
رفع كفه لصدرها ورمش من هول اضطراب قلبها لدرجة حسّ انه بيطلع من جوفها وابتعدت عنه تشتت نظراتها ورغبتها انها تبكي لانها تذكرت سالم كيف اخذها لحضنه هذيك الليلة وكيف كانت تبكي برعب وتدلع عليه وكيف نحرها علشانها تحسّ بخيبة ان بطلها شُوهت صورته بنظرها ، مشت للخيمة بعجلة تتحاشى مُهاب صارت ماتقدر تتكلم عن ابوها عنده ولا تقدر تمدحه وهو قاتل اهله ومجرم فضيع ودخلت تعض شفايفها ترتجف كفوفها بشدة وتخفي خوفها في قناع قوتها ..
48
تقدم محسن لهم لان المشهد صار قدام عيونه ونطق بغضب يحدث العامل : قلت لك لا تطلعها !
العامل بخوف : علي قال لي طلعها تشرب
تنهد محسن ونطق مُهاب : عمي تعطيني ناقة واردها لك بناقتين ؟
ناظر له محسن مستغرب ورمش يستوعب مقصده وابتسم : والله انها لك
هز رأسه يرفع ثوبه يربطه عند خصره وتقدم محسن يناوله سيف حاد وسحب العامل الناقة يقربها وربط يد الابل اليسرى وبقيت واقفه على يد و رجلين وتقدم مُهاب تحت نظرات الكل يتلمس لبّتها الموجودة اسفل عنقها اعتدل بمسكه لسيف وكبر يدخله في موضعه بطريقة النحر الإسلامية وانهمر دمها بصورة كبيرة ابتسم محسن لان الموقف يتكرر مرتين لخاطر نفس البنت !
طاحت الناقة بعدها ميتة ونطق محسن : جاكم عشاكم لاسبوع
التفت مُهاب للعامل يناوله السيف : طلع لي قلبها
تقدموا العمال يشيلونها لسلخ ويطلعون قلبها اللي يبيه مُهاب قرابة نص ساعة حتى توسط قلبها كفه الايمن مشى بهدوء لخيمة الحريم ينطق : ام سعود
عضت شفايفها من الندأ وفتحت جوالها تشوف شكلها في الكاميرا لانها بكت وماتبيه يوضح له نطقت فاطمة:قمر والله
ضحكت ترفع جلالها وطلعت له ومجرد ما شافته واقف رابط ثوبه من غير شماغ وعلى كفه قلب ناقة ، تغيرت ملامحها لصدمه ترفع كفها لثغرها بدهشة تهمس : مُهاب!
ابتسم بخفوت ينطق : حشى ما يدخل جوفك الخوف وانا حي ، ولا يسلم قلب عاداك ..
كانت هنا القطرة اللي فاضت بسببها الكأس وانهارت تحضنه ماتستحمل حركاته وشلون مايبيها تفقد حسّ احد ولا يبي صورة ابوها تخرب بعيونها لدرجة انه عاد حركته علشانه ، يفهم زعلها وحزنها ويخسي من يزعلها بوجوده يبذل كل جهده علشانها ويحاول يكون الاب و الاخ و الصاحب والحبيب و الزوج لها ، مسحت دموعها بحضنه ترفع نظره لها تبتسم ونطق محسن بعلو : يابو سعود
التفتوا بنفس اللحظة والتقط محسن الصورة بنفس الكاميرا القديم اللي مازالت معه وجابها لاجل يصور باسل لانه مازال على اطباعه القديمة ،
206
خُلدت صورة بكفه قلب ناقة وذراعه تحاوطها هو مبتسم وهي تبتسم وعيونها تلمع من كثر الحُب له ولا تستحمل حركاته تنهار من مقدار حُبه لها وتعامله الاروع معهم كانت من افضل الايام بوجود خالها وأهلها وأحبابها حولها ، من باسل اللي عادت الآلفة له و من جهاد اللي استمر بواقفه الغريبة معهم .
47

