رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الثامن والعشرين 28
عدت الايام بهدوء مُريب عليهم من جهة عقاب اللي كان في اعلى مراحل غضبه ويدس السم بين العسل ويغلي افكاره على نار هادئة ومن ناحية راشد المختفي من هذيك الليلة و جهاد اللي قضى اسبوع كامل مع ثُريا بشقتها بعد رجوعها من المستشفى رغم رفض مُهاب لكنها رفضت ترجع معه وصدودها له نتائجها صمت معها وطول بال ..
رجعت سمر وفراس من شهر العسل تتلقى الاخبار بصدمه وبكت بشدة في حضن ثُريا اللي نطقت : مايسوا سموره عدت على خير
سمر ببكاء : شلون تخفين عني شيء مثل كذا ولا تعلميني
تنهدت ثُريا : ماكنت ابيك تقلقين
سمر بغضب : ورجعتي الشقة لوحدك ! كيف مُهاب وافق
ثُريا بهدوء : وافق لان جهاد معي ولانه موزع حراس بكل مكان باقي يدخلون غرفة النوم
ضحكت سمر واكملت بتذكر : عرفتي ان اليوم في ميدان الفروسية بيعرفون عنه !
هزت رأسها بالإيجاب : اي قالت لي عمتك يوم جت تزورني
سمر بفرح : مبسوطه مره واخيرًا بيعرفون كلهم عنه ويرتاح من التخفي ذا
ماردت ثُريا تفكر بشرود بامر ببالها ونطقت : تعرفين مين اغبى انسان بالدنيا؟
سكتت سمر بعدم فهم : مين ؟
ضحكت ثُريا بسخرية : راشد غبي لدرجة لا توصف
اعتدلت سمر بجلستها : الله ياخذه وش سوا بعد !
ثُريا باستهزاء : مختفي من اسبوع مايرد على احد ويوم دقيت عليه انا رد انا مدري هذا غباء ولا وش
سمر بتقرف : هذا مهووس فيك الله ياخذه بيسوي كل شيء علشانك!
ابتسمت ثُريا بشرود : يسوي
سمر بخوف : وش بتسوين !
ماردت ثُريا تفكر بشرود وغادرت سمر بعد وقت ، لبست ثُريا حجابها واخذت شنطتها تدخل سلاحها وطلعت تصادف جهاد : وين رايحه!
ابتسمت ثُريا بجنون : انا حاولت اكون انسانه طبيعية مع الدنيا بس الظاهر الدنيا ذي ماينفع لها الا الجنون
ابتسمت تكمل : وانا مايجوز لي الا الجنون
ربتت على اكتافه : روح الميدان احضر الحفل وجنب المقبرة تدفن اخوك
وطلعت تحت نظراته المصدومه حاول يلحقها ويوقفها وسبقته واتصل على مُهاب مارد عليه وركب سيارته متجه للميدان ..
18
قبل هذا بوقت
العشاء
+
في ميادين الفروسية الخاصة بآل رشيد بعد ماعزم كل رجل يعرفه واكتظ المكان بزوار مو بس كذا حتى في السباق اللي كان العصر فاز خيله ورفض خروجهم وعزمهم على الذبايح والطرب النجدي توسطوا آل رشيد بالبشوت ونطق حاتم : وينه يبه وينه!
7
واكمل جاسر : والله ماتشيلني رجولي مابعده جاء!
كانوا عارفين الحكاية من ابوهم بس مو عارفين مين يكون ابدًا ..
كان السلك العسكري معزوم منه ناس كبار بمناصبهم ومنهم شدّاد والفرقة الثانية ، نطق راجس بهمس : حضر السفير
شدّاد بسخرية : مايبين ضعفه لاحد يقتل القتيل ويمشي بجنازته
رفع فراس علبة الماء يناول أيمن : اهدأ
أيمن بتوتر : مو قادر استوعب مين هو !
بلع ريقه فراس والتفتوا لمتعب اللي وقف يتكلم بجهورية: شرفتوني ياهل الخير عسى هالوجيه الطيبة ما تغيب ..
وتنهد مكمل : سنين اخبيه بين الهدب والعين لين شفته بعيوني ماخذ مكانته بعرق جبينه ، بكر سعود اللي ترحم عليه الخلايق وهو حي ..!
رفع نظره شدّاد لدخول مُهاب برزانته ومهابته وثوبه الابيض ونسفة شماغه ، لبس لاول مرة بعد ١٧ سنة في مناسبة لآل رشيد ثوب ابيض لانه دخل ولد سعود وبكره واول احفاد متعب ، التفتت كل الرقاب نحوه بتعجب من كلام متعب وتعجب اكبر بدخول النقيب ونطق أيمن وقت شافه يمشي لمتعب : النقيب وش يسوي هنا !
تقدم مُهاب من متعب اللي مسك كتفه : نورت دارك وافرحت اهلك واحبابك حي الله بكر سعود و أول احفادي..
حضنه متعب وطاحت دموع متعب غصب عنه وانتشر الكلام المتعجب من حولهم ، ابتعد يلتفت لعمه حاتم اللي لف شماغه على عيونه : كيف طاوعك قلبك تحرمنا منك !
انحنى يقبل يدينه ورأسه بتكرار : لا تبكي عساني اخذ ضيمك يابو مودة
والتفت لجاسر اللي شاح بنظره يبكي وحضنه يتنهد بتعب مايحب هذي الاجواء : شلون ماتعلمنا وتخلينا نصافحك مصافحة الغريب يابني ؟
اخذ نفس يربت عليه والتفت لصوت عقاب بينهم كلهم ينطق : افا يا متعب تخفي حفيدك عنا؟
شد على يدينه مُهاب يسمع متعب اللي للان مايدرون حقيقة عقاب : سعود وتعرفون قصته ولا لي قلب يدفن حفيد ثاني الشر يحوم يابو راشد
انتشرت التباريك والتراحيب حولهم وصوت الطرب احتفالًا فيه والذبايح والمفطحات وكل هذي الاجواء مايحبها والاسئلة هذي مايطيقها ، التفت لأيمن اللي يناظر له ولا جاء لعنده وتنهد يلحقه يشوفه يطلع من الميدان ونطق بعلو : أيمن!
توقف أيمن يشد على كفوفه يلتفت له يضرب تحية له وتنهد مُهاب : قدامك مُهاب مب النقيب !
ضحك بقهر : قدامي اللي بكيت عليه سنين وسنين وتأخرت بدراستي ثلاث سنين علشان ماقدر ادخل نفس المدرسة اللي كنت معهم فيها !
رمش مُهاب يناظر له تخونه عيونه : راجس يعرف ؟ فراس يعرف ؟ كلهم يعرفون وانا ما اعرف اشوفك غريب ليه يابو سعود !
تنهد يتقدم يسحبه لحضنه يربت على ظهره يردف : حقك علي والله حقك علي ..
حضنه أيمن وبكى بحضنه وفي ذراعه بشوق وابتعد ينطق بنبره تهد مُهاب : تكفى قول ان يمان بعد حي تكفى
ميل رأسه بوجع يهزه برفض بتكرار واغمض عيونه أيمن يحضنه مرة ثانيه رغم قهره انه مايدري بس فرحته سبقت قهره وحييل ..
ابتعد مُهاب يسحب جواله يسمع رنينه يشوف اسم جهاد ونطق : قول
جهاد بعجلة : ثُريا طلعت مو ناوية خير لراشد
فز مُهاب يفتح جواله على موقع سيارتها لانه يتتبعها ونطق بامر لأيمن : كلم شدّاد والفرقة يلحقوني
وطلع يركض يركب سيارته يتصل على شدّاد : شدّاد ابي امر بالقبض على راشد
شدّاد وهو طالع من الميدان بعد ماعلمه أيمن : اطلع القسم بسرعه
استجاب له مُهاب وكل انظاره على سيارتها المراقبة كانت توها طالعه من الشقة لحظة اتصال جهاد ومازالت في زحمة الرياض هو يدري انها رايحة لراشد ولازم يروح بفرقته وامر من السُلطات العُليا للقبض عليه بتهمة الاعتداء، مجرد ماوصل بدل ثوبه ببدلته العسكرية اللي كانت في مكتبه وطلع يشوف شدّاد بدل لانه تعلم فكرة ترك بدلته بالقسم من شدّاد استلم امر السماح بالقبض وطلع كل الفرقة ينتظرونه برا متجهزين يناظر للموقع يسمع شدّاد: ما تأخرنا صح ؟
مُهاب : لا بعدها في الزحمة الظاهر بتلتقي فيه بالمستودع نفسه حركوا له
ركب سيارته ورفع الونان فوقها لاجل يعرفون انه عسكري وتبتعد السيارات عن طريقه وحرك وهم خلفه اصوات الونان تسبقهم ..
37
المستودع
+
تأخرت بالوصول بسبب زحمة السير
ابتسمت توقف بيدها الحديده تناظر له يدخل تنطق : ملعون وغبي شلون جمعت الصفتين ماعرف
ابتسم راشد اللي اتصلت عليه تكذب انها تبيه واستجاب لها يروح المكان اللي دلته عليه ونطق : ماني غبي وادري انك كذابه ولا تبيني وسويتي كل ذا علشان اجيك
عقدت حجاجها من غرابته : ليه جيت وانت تدري؟
تنهد راشد : ابيك لدرجة حتى كذبك يكفيني ويكفي اني اجي واشوفك
ضحكت بسخرية : انت مريض نفسي تعرف ؟ وماتنلام اللي يعيش مع عقاب يمرض نفسيًا
صرخت بعدها بقهر : قتلت ولدي!
رمش يناظر لها بندم : ماقصدت ولا ماكانت نيتي اذيك ، انا احبك انا شلون اذيك
45
ناظرت له ولشكله وجنون الحب فيه بسبب مرض نفسي لا محالة وانتشر بالمكان صوت ونان الشرطة وعرفت ان جهاد تكلم مع مُهاب وهو ما اكتفى بمُهاب فقط تكلم مع ابوه لانه الشخص الوحيد اللي يقدر يوقف راشد واخذ الموقع من راجس يحرك لهم مع عقاب ، دخلت يدها بشنطتها تطلع سلاحها تناظر له تردف : تحرشت فيني وابتزيتني وهددتني وتجاهلت كل ذا لخاطر جهاد وجبرت مُهاب يتجاهل رحمت ولدك مابغيته يصير يتيم بعمره ذا بس تصدق ؟ اهون عليه اليُتم من انك تكون ابوه ..!
رفعت السلاح امامه وفز برعب اطلقت عليه وهو يهرب تتوسط الرصاصة كتفه من جهة صدره رغم ان نيتها قلبه بضبط لكنه تحرك وجت لكتفه اكثر وصرخ يطيح في الارض بعدها اثناء وصول مُهاب وشدّاد والفرقة وسلاحها مصوب عليه وانظارهم لراشد الطايح ينزف ويصرخ بألم ..
لحظة صمت مُريبة مرت بعد صوت الاطلاق وتبادل لنظرات بين النور والديجور وركض شدّاد لراشد يتأكد انه حي لان موته مصيبه لها ومجرد ما تأكد منه صرخ : دقوا على الاسعاف!
استجابوا له ووقف يناظر لمُهاب بامر : تقبض عليها انت ولا انا !
ماكان يقدر يرفض لازم يطبق القانون ومايجب عليه ومشى نحوها بهدوء يطلع الكلبشات اللي جابها لاجل راشد وماتوقع ان الدنيا بتخليه يحطها بيد زوجته ، المكان في صوره لا توصف من صراخ جهاد اللي وصل ونظرات عقاب وطلب استعجال الاسعاف واسعفوه بصوره اوليه وهو امامها صامت تارك الكلام لعيونه والفعل ليدينه وقت رفعت يدينها الاثنين له بهدوء وضع الكلبشات عليها يناظر لها في صمت تام المشهد اشبه باللحظة اللي قال فيها العندليب - في عز الامان ، ضاع مني الامان - مشهد مُهيب من قوته ومن التناقض فيه ومن عدم استيعاب احد للي صار ..!
مسكها من كتفها يمشي معها بهدوء تحت نظراتهم كلهم ابتسمت تناظر لعقاب امامه وتوقفت عنده تنطق : ولد مقابل ولد يا سفير ..!
رمش بصدمه من مقدار الجنون اللي راكبها ومشى مُهاب يجبرها تمشي معه لسيارة يركبها ويحرك بهدوء اثناء وصول الاسعاف ومتجهة للقسم ماقال اي شيء ابدًا ولا تكلم حتى ، وصل القسم والمتعارف عليه يتركها في القسم الانفرادي ويحقق معها ثم نقل لسجن النساء ..
وهذا اللي صار يفك الكلبشات يدخلها الغرفه واقفل الباب يتركها يمشي ينتظر وصول شدّاد ..
42
الصباح
+
دخل شدّاد الغرفة يشوفه جالس بمكتبه بهدوء وتنهد يعرف ان الصمت هذا وراه انفجار هائل ونطق : راشد للان بغرفه العمليات الاكيد انه مابيموت وهذا المهم
هز رأسه مُهاب بهدوء واكمل شدّاد : ليه مانقلتها قسم النساء ؟
مُهاب بهدوء : انا احقق معها
جلس شدّاد يكمل : الموضوع وصل لعقاب ماراح يسكت وبيجيب سته وستين مصيبه هنا
مُهاب : نقدر نخليها دفاع عن النفس صح ؟
16
هز رأسه شدّاد : نقدر بس اذا جاب واحد شاطر ماتقدر معها سلاح ورايحه مستودع وداقه عليه !
اكمل بسخرية : ماعندك غير تهربها من السجن
وقف مُهاب رغم الهدوء نطق بغضب : اهربها ..
اشار لبدلته مكمل : شايف البدله ذي ؟ اتخلى عنها وعن منصبي ومكانتي ولا تدخل زوجتي محكمة فاهم!
رمش شدّاد بصدمه ومشى مُهاب لسجن الانفرادي..
50
كانت وحدها تناظر للمكان بشرود وفين وصلتها الدنيا من مستشفيات لسجون ومن جرف لدحديره ولا لقيت بيوم بدربها سبيل للعقلانية كان الجنون نجاتها الحتمي بس فكرة انها تمضي حياتها بسجن فكرة مُرعبه جدًا ينتهي عمرها هنا لا هروب ولا حياة ..!
بقيت ساعات حتى سمعت صوت المفتاح وعدلت طرحتها تشوفه واقف تقدم يضع الكلبشات بيدها ونطق : وراي
بلعت ريقها تتبعه بهدوء لداخل غرفه التحقيق ومجرد مادخلت قفل الباب ومشت تجلس للكرسي وجلس امامها قدامهم الطاولة ..
استمر بينهم نظرات لثواني نطقت بتعب : لومني وخلصني
وبعد صمته الطويل نطق : ماقلتي لي انك ماتعرفين تطلقين لو حددتي هدفك زين كان مات ..
رمشت بصدمه منه تسمعه يكمل : لو ماجت منك كانت بتيجي مني انا بس الفرق بكون نقيب يؤدي عمله وانتِ طائشه ماتدري وش تسوي
بلعت ريقها تردف : كم سنة بنسجن ؟
سكت بتفكير نطق : التهم الموجهة نحوك حمل سلاح غير مرخص و استدراج ضحية لموقع الجريمة والاكيد ماسكتي فنقول قذف ولعن للضحية واطلاق نار متعمد
سكت بتفكير : نقول ما لا يقل عن ١٥ سنة مع دفع غرامة
ابتسمت بهدوء تناظر له : تصبر على بعدي ١٥ سنة ؟
رمش يناظر لها : لا
عضت شفايفها من رده واكمل : لاني ما اسمح لزوجتي تبقى بسجون اكثر من اسبوع ولو اطلعها اختطاف
ضحكت ووقفت تمشي نحوه والتفت لها وهو جالس وجلست بحضنه ترفع يدها المكلبشه تفرق بين ذراعها وتدخل رأسه تحضنه تستشعر يدينه تحاوط ظهرها تحضنها له يميل رأسه على كتفها ينطق : ليه تسوين اشياء من غير شوري ؟ ليه ما تفكرين فيني قبلها !
تنهدت تهمس : آسفه لاني دايمًا اخيب هقاويك واطيحك معي من مصيبة لمصيبة ..
ابتعدت تقابل وجهه وعيونه وصمته تكمل : ولاني اعيشك في جنون من لحظة دخولي لحياتك
مارد الا بصمت كان كل اللي قالته مايكفي اللي عاشه بسببها ابدًا وتنهدت ماتلومه ترفع يدها تبتعد عنه وتقوم تسمعه : نحولك لسجن النساء ماراح تطولين فيه بيتنازل ورجلي فوق رأسه
هزت رأسها بهدوء وطلع بامر نقلها لسجن النساء بوجوده هو و انتباهه ..
67
اليوم الثاني
+
دخل عقاب مكتب تركي وبيده ملف رحب فيه تركي الفريق الاول مكمل عقاب بعدها : اظن وصل لك خبر اصابة ولدي
تركي : وصل بشرني عنه عساه بخير ؟
عقاب بهدوء : بخير طلع من العملية الاصابة بكتفه هينه لكني ماراح اتنازل عن حقه ابدًا
تركي بتفهم : محد يمنعك من اخذ حقك بس كل طرف يقدم اسبابه وادلته والقاضي يحدد
وهذا امر مو في صالح عقاب لان القاضي اللي كان يساعده نُفي من الخدمة ونطق بعد ماوضع الملف امامه : واذا جبت لك وثائق طبية تثبت جنونها موقعه من ست دكاترة وارفض بقائها في السجن على شرط يتم تحويلها لشهار
رفع نظره يسحب الملف يقرأ كل شيء ويسمعه : عندي ادلة على افعالها الغير طبيعيه واثبات انها هربت من شهار
هز رأسه تركي بفهم : اذا كان كلامك صحيح نقفل القضية بتحويلها لشهار
ابتسم عقاب : حتى لو رفض زوجها ؟
هز رأسه تركي : ممكن يعيق حركتنا ولكن اذا كل أدلتك صحيحه غصب عنه تتحول لانها تسبب خطر للي حولها
ابتسم عقاب بارتياح هو مايبيها تبقى بسجن هو يبيها تبتعد عنه وهذا المهم يبي يختلي بولد سعود وحده واكمل : اجل تأكد من الادلة وخذ قرار من القاضي اتمنى كل شيء يتم بسكوت واذا اعطيتك الاشارة تبدأ
هز رأسه تركي وطلع عقاب وبرأسه موال مختلف ..
67
قصر متعب
+
وقف بسيارته امام القصر من نصف ساعه ولا يدري ليه مانزل للان ، وجوده بسبب طلب من اعمامه ولا وده يكسر بخاطرهم رغم المصيبه اللي طايح فيها ، نزل يعدل شماغه بهدوء يدخل الحوش الفسيح يمشي يناظر للمكان بعد ماكان يروحه سر و خُلسة صارت جيتّه علن ومعرفه ، استقبلوه اعمامه ومع اخواله اللي جوا علشانه سلم عليهم ودخل يسمع صوت غطاريف جيهان وتنهد يدخل المجلس معهم يجلس منتبه على نظراتهم له ولا يلومهم وابتسم من دخول أيمن المبسوط وجلس عنده : شلونك ياولد العم ؟
ابتسم مُهاب من حركاته : الحمدلله وانت وش اخبارك؟
أيمن باتساع : محد مبسوط اكثر مني
هز رأسه يوقف على ندأ جده وطلع يمشي لمكتبه يعاتبه : قلت لك يا جدي ماودي بمناسبات بايام مثل ذي ليه ماتسمع مني!
تنهد متعب : متلهفين عليك وش اسوي فيهم ؟
مُهاب بهدوء رغم غضبه : ماعندي وقت احك رأسي من المصايب اللي انا فيها لا تزعل مني لو ماجيت عزايمك الايام الجاية
دخلت جيهان على اخر كلامه : معه حق يبه زوجته وين وانت وين
متعب بضيق : حتى حق الفرح فيك محروم منه !
تنهد مُهاب من صوته الحزين : يابو سعود نخيتك تصبر مثل ماصبرت كل هالسنين وخذها وعد مني اعرض بسيفك بنص معازيمك
تنهد متعب برضى ونطقت جيهان بغضب : عرفت كل شيء من سمر شلون تترك زوجتك تعيش كل ذا وحدها !
سكت يحك حاجبه بانزعاج وتنهدت تكمل : وش بتسوي؟
مُهاب بهدوء : بحلها رضى ولا غصب تنحل
وقف بعدها يكمل : تصرف مع معازيمك جدي انا لازم اروح لشغلي
هز رأسه متعب بفهم ومشى طالع مُهاب يرد على اتصال سمر : ابي اروح معك ازورها تكفى
هز رأسه برضى : انا في السيارة اطلعي
قفلت سمر منه تناظر لبنات عمها و تُقى اللي نطقت تناظر لشباك خروج مُهاب : حسبي الله على عدوك هذا ولد عمنا وحنا ماندري!!
مودة بمزاح : اذا يبي زوجة عادي اخلع زوجي
ضحكت بصدمه منها تناظر لتُقى : انا ابيه بدل مودة الست ملهاش غير بيت زوجها
ناظرت لهم تنطق : ترى ثُريا زوجته
شهقت مودة وكحت تُقى اللي تشرب وضحكت سمر من اشكالهم تركض تسمع مودة : وين بتهربين والله اروح لبيتك
سمر باستعجال : ارجع واعلمكم بكل شيء
طلعت تركب معه متجهين لسجون ..
22
سجن النساء
+
فتحت عيونها في سرير المساجين وعلى صوت وحده منهم تصحيها تنطق : ما اكلتي شيء من امس قومي اختي تعشي معانا
هزت رأسها توقف تحسّ بغرابة المكان واختلاف شعورها والحياة الغريبة اللي تعيشها ، صحصحت تمسح وجهها وطلعت تناظر لهم في هدوء منهم يصلي ومنهم يقرأ قران ومنهم يأكل واشكالهم طبيعية الامر المختلف عن اللي تخيلته ماتدري ايش التهمات اللي هم بسببها هنا ، جلست بهدوء تأكل في سكون نطقت وحده منهم بابتسامة: شكلك مايوحي انك تدخلين سجون
ضحكت ثُريا : محد شكله هنا يوحي بشيء
ابتسمت مناير تصب لها شاي : وش تهمتك؟
تنهدت تنطق : اطلقت على ولد عمي النار وانتِ ؟
شربت مناير من كوبها : قتلت زوجي
ضحكت ثُريا غصب عنها تناظر لشكلها : صادقه !
هزت رأسهآ بالإيجاب : اي هان علي تعذيبه لي بس ماهان تعذيبه لبناتي وقتلته وهو نايم
ابتسمت ثُريا : تسلم يدك
ضحكت مناير منها والتفتوا لسجانه تفتح الباب : السجينة ثُريا عندك زيارة
وقفت بمزاح تكلم مناير : هذا زوجي اللي بقتله قريب
ضحكت مناير : اي مساعده علميني ما اقصر
ضحكت ثُريا وطلعت بهدوء تمشي للغرفة ودخلت تشوف سمر تركض تحضنها وتبكي : ليه ثُريا ليه
51
تنهدت تمسح على ظهرها : يستاهل
جلسوا مقابل بعض ومسحت دموعها سمر : كيف تحسين يارب السجن مو مخيف
ابتسمت تلطف الجو : صراحة توقعته مثل المسلسلات الاسبانية يحمس بس كاني داخله مصلى كلهم متدينين ماشاءالله
ابتسمت سمر لانها تمزح حتى في لحظات مثل ذي ونطقت سمر : مُهاب مايخليك هنا صدقيني
عضت شفايفها بتساؤل : ما جاء ؟
سمر : جاء بس يتكلم مع مدير السجون
هزت رأسها والتفتوا للباب اللي انفتح ودخل مُهاب بزيه العسكري وقفت سمر تودعها تبي تخليهم لوحدهم طلعت وتقدم مُهاب بهدوء يجلس امامها ، ابتسمت تناظر له : قلت لك مرة بعيشك اشياء اول مرة تعيشها
هز رأسه بهدوء : ما كذبتي
ابتسمت وناظرت له يمد كفوفه في الطاولة ومدّت كفوفها نحوه تسمعه : عدي الايام بعد سادس يوم انتِ في بيتنا
ولانها تدري ان الامل معدوم ومستحيل وجريمتها معقدة بتأخذ وقت كثير : وش بتسوي ؟ تخطفني !
هز رأسه يشد على كفوفها : لو توصلني الدنيا للخطف اخطفك ولا اخلف وعدي لك
عضت شفايفها تمنع دموعها وتتظاهر بالقوة وتدري انه يحاول يطمنها بس تشوف ، تشوف الخوف بعيونه عليها تشوف واقعية الامر واستحالته تشوف الحقيقة الموجعة رغم كل شيء ..
نطقت بهدوء : لا تعلم خالي باللي صار
هز رأسه برضى واكمل : شدّاد بالمستشفى والكلب بخير سلم منها
كشرت تردف : ليته مات اقل شيء سجن على شيء يسوا
اطال بنظر فيها ساكت وناظرت له تشوف بعيونه خوف ، عتاب ، ملامة ، حزن ، وجع ، الم كل المشاعر المعقده الموجعة تشوفها خصوصاً انه يأجل زعله منها علشانها وعلشان يكون معها ، هي ما ارتاحت سقطت وتعبت وفوقها تلبست بالجريمة هذي ، ماتدري تلقاه من تعب جسدها ولا تعب روحها ولا تعب مُهاب اللي يتجاهله علشانها ، كركبت الدنيا عليهم و وصلتهم لمواصيل من الخوف والحياة الضائعة والحيرة تتظاهر انها بخير رغم ان كفوفها مازالت ترجف من اول مارفعت السلاح وهو حسّ من برودة كفها ورعشته وشدّ عليها بتعب ..
وقفت تترك كفه تمشي لسجانة واخذتها تطلع تتركه ينزل رأسه على الطاولة يحاوطه بكفوفه مهلوك لحد لا يوصف ومتعب وهموم الدنيا كلها مرمية عليه وهي مرميه بقلبه ..
25
قصر عقاب
1
جالسه مجيدة مع بناتها بصاله تسمع ندى : مين عند راشد بالمستشفى؟
سليمة : قالوا مرافق واحد بس وجلس جهاد
سجى بصدمه : شفتوا الاخبار ولد سعود هو نفسه زوج المجنونة!
+
ندى : اي شفته للان مو مصدقه كيف رضى فيها ذا !
مجيدة بكره : عساها تخيس في السجون القاتله
سجى بقرف : كلبة كيف تطلق على اخوي ليته ذبحها
التفتوا لدخول عقاب بسكوت ماقال شيء متجه للاعلى ووقفت مجيدة تلحقه بعدها تدخل غرفته تشوفه يعبث بأوراق يفتحها : هذا ولد اللي قتلته؟
رفع نظره لها بغضب : كلمه ثانيه وتلحقينه
مجيدة بسخرية : عمته مسويه عزيمة وعازمتنا على شرف رجوعه
عقاب بامر : تروحين وتبينين لهم اننا حبايب
مجيدة : قلت لك لا تبقي احد منهم كيف بتحلها الان
صرخ بغضب : محد ناقصك اسكتي
التفتت مجيدة خلفها لدخول سرياتي ونطق عقاب : مجيدة اطلعي هذي ماهي ليلتك
ناظرت له بصدمه وعدم إستيعاب : في غرفتي !
التفت يناظر لسرياتي : في بيتي
تجمعت دموع الصدمه بعيونها تمشي وتتركهم ودخلت سرياتي تبتسم تناظر له تنطق بعربيه تعلمتها من عيشها هنا اكثر من عشر سنوات : جهزت اكل لك تاكل وترتاح
هز رأسه بهدوء لها يكمل بحثه عن كم شغله ..
60
اليوم الثاني
المربط
دخل مُهاب مستعجل بعد اتصال شدّاد انه يبيه بسرعه نزل من السيارة نحوه يجلس يناوله شدّاد اوراق : لقيت اسمه
نطق مُهاب متلهف : وين ؟
بلع ريقه شدّاد : ظنك كان صحيح تركه في مستشفى نفسية في القصيم
رمش غير مستوعب للكلام اللي يقوله يردف : كيف..!
تنهد شدّاد مايقل صدمه عنه : لقيت اسمه وموعد دخوله مدري وش صار بعدها بس هذا المكان الوحيد اللي ذكر فيه اسمه
ناظر مُهاب للاوراق : هو الان كم عمره تقريبًا ؟
شدّاد بتفكير : اصغر منك بكم سنة يمكن ٢٨
مُهاب بعدم استيعاب : ومن وقت ما ماتوا اهله للان وهو بالمستشفى!
هز اكتافه بجهل : مدري مُهاب لازم تروح القصيم سياره مانبي احد يدري انك مسافر خصوصاً عقاب وتتأكد من المعلومات اللي وصلت لي
رفع يده لعيونه من شدة تعبه وارهاقه داهمه الصداع القوي اللي يحس كانه تشوش في ذهنه ويفقد بصره لبعض الوقت اغمض عيونه من قوة الصداع وفز شدّاد يمسك بكتفه : علامك !
وقف يحسّ بدوران والدنيا ظلام من حوله وتمسك في شدّاد لبعض الوقت حتى عاد بصره تنهد يشوف خوف شدّاد همس : مافيني شيء
اخذ نفس يكمل بعدها : لازم اتحرك قبل مايوصل اي علم لعقاب بمشي للقصيم مع راجس واترك الامور عندك وثُريا بامانتك اتاكد من كل شيء وارجع
هز رأسه شدّاد بموافقه يكتم خوفه عليه ووقف مُهاب يتصل على راجس ..
41
المستشفى
+
اعتدل بجلسته جهاد يسمع أنين راشد وفز ينادي الدكتور اللي دخل عنده يتطمن عليه : الحمدلله على سلامتك راشد عدت على خير وانت بخير وبسيطه ان شاءالله فتره فقط تبقى عندنا نطمن عليك
تحمد الله جهاد وطلع الدكتور بعد ماعطاه كم ابره وامور هو افهم فيها ، تقدم جهاد من راشد : الحمدلله على سلامتك
نطق راشد بتعب : ثُريا !
اغمض عيونه جهاد يرفع يده كانه يضربه : حلال من ذبحك اقسم بالله
التفت لدخول شدّاد يمشي نحوه يشوفه صاحي : الدنيا تحبك ماتبيك تموت حشى قطوه مب ادمي
ضحك جهاد غصب عنه وتقدم شدّاد يمسك كتفه المصاب : اي قلت لي ماراح تتنازل؟
صرخ راشد بالم : والله ما اتنازل
شد عليه يزيد صراخه والتفتوا لدخول عقاب : وش تسوي به !
ابتسم شدّاد يبعد يده عنه : ابد اقيس مقدار سلامته
ضحك عقاب بسخرية : جاي لاجل يتنازل ؟ تخسون وحق ولدي ياخذه منكم
ضحك شدّاد يمشي له نطق بسخرية : خايف صح؟
مارد عقاب واكمل شدّاد : يخوفك طاري سعود و ولد سعود؟ ولا يخوفك طاري سالم و بنت سالم ؟
ابتسم ينطق بعدها : الظاهر الاثنين
ابتسم عقاب بهدوء : بنت سالم وان لوثها ولد سعود باقي بدمها دمي وانت تعرف سالم وتعرف عقله وفطانته اللي فيه والاجرام ثُريا قُنبلة مؤقتة بين احضانكم وانا من صنعها..!
رمش شدّاد يبتسم : القُنبلة اللي صنعتها انت بتموتك
ودفع كتفه بكتفه وهو يمشي تاركه وكل خوفه لو يعرف انهم عرفوا عن باسل ..
39
قصر متعب
+
جالس وحوله اولاده يسمع تذمرهم وعدم رضاهم عن اللي صار ابتدأ من جاسر اللي نطق بغضب : سمر و جيهان يدرون وشدّاد يدري وحنا ماندري ولا لنا علم وصافحناه مثل الغريب كيف ماتاخذ بشورنا وتعتبر لنا مقام !
ليكمل حاتم بزعل : لا جلس معانا ولا اخذنا علومه ولا فهمنا حتى ليه كل ذا صار
تنهدت جيهان تحاول تلطف الجو : استهدوا بالله بتعرفون كل شيء بوقته
جاسر بغضب : وش بقى لاجل نعرف وش !
حاتم : مثل الاطرش بزفه جالسين لا لنا كلمة ولا رأي
وقف متعب ينطق بغضب : لاني حي !
سكتوا يناظرون له يكمل : لاني حي اللي اختاره يصير واللي اشوفه الانسب هذا هو ولد اخوكم حي جسد ولا روحه ماهي حيه تاخذونه بالاحضان تعطونه اللي فقده والا الباب يوسع جمل اللي ماعجبه يطلع ..!
رمشوا بصدمه ومشى متعب لغرفته كان مضغوط نفسيًا من كل ناحية من ظهوره ومن اولاده ومن مصايب مُهاب وامور مشتته مايحلها الا مُهاب ..
27
القصيم
12
بعد ثلاث ساعات وزود سفر طريق بر مع راجس اللي خاواه ومشى معه كل هالطريق في صمت وهدوء مره يسمع معه عبادي ومره يفتح بجوال حلقه من الزير يتابع لين وصلوا لغايتهم ومقصدهم مستشفى نفسي او مايسمى بشهار كما هو متعارف عليه بالعاميه ، نزل يأخذ نفس يتمنى يطلع غلطان يتمنى يطلع مسافر ولا اي شيء غير انه هنا ، دخل مع راجس لرئيس المستشفى بعد السلام والترحيب نطق الدكتور : امرني اي خدمة ؟
اعتدل مُهاب بجلسته : في مريض عندكم اسمه باسل بن سالم آل زين ؟
فتح النظام يبحث عنه تحت نظراته : صحيح بس ماقدر اعطيك اي معلومات عنه الا بامر خاص
رفع مُهاب الامر له : هذي موافقة من الفريق الاول شدّاد ومن مكتب التحقيق برياض
بلع ريقه يستوعب ان الموضوع كبير ودخل على اسمه يسمع مُهاب : ابي اعرف كل شيء عنه
هز رأسه برضى : جانا وهو صغير ماكمل ١٥ سنة تقريبًا ١٣ مع عمه اللي اثبت اصابته بتوحد وعدم تقبله لاحد وطلب يبقى هنا طوال السنوات اللي طافت يمدنا السفير باموال هائلة لاجل نهتم فيه اما بنسبه لحالته الصحية تفضل معي لرئيسة الممرضين هي اعلم فيه
هز رأسه يوقف يمشي معه يسمعه ينادي : مشاعل جيبي الملف الصحي للمريض باسل
استجابة له تدور عليه حتى لقيته وجت عندهم : حالته الصحية جيدة مايعاني من امراض مزمنه لكنه مايتكلم الا مع ممرضه وحده ولا يقبل الاصوات والازعاج والنور العالي وشرس مع الغرباء ..
شد مُهاب كفوفه مايستوعب الحاله اللي هو فيها : محد كان يزوره ؟
الرئيس : عمه من سنه لسنه
اكملت مشاعل : بس كان يرفض باسل وجوده ويستمر بالصراخ حتى يطلع
تنهد يكمل مُهاب : ابي اشوفه
سكتت مشاعل بحيرة : من الافضل نكلم ممرضته الخاصه مايرضى بغيرها
هز رأسه ودخلت تناديها تقدمت دلع بهدوء : تفضلوا وش علاقتكم فيه؟
مُهاب بهدوء : القضية في غاية السرية تتطلب دخولي عنده
شبكت كفوفها ببعض بتوتر : باسل مايقبل الغرباء ووجودهم حوله
مُهاب بهدوء وامر : وين غرفته؟
اشار الرئيس برأسه وبلعت ريقها تمشي امامهم بهدوء لين اخر جناح لان عقاب حجز له جناح بالكامل واستمر بالنفقة عليه ، دخلت دلع مبتسمه تناظر له بسرير بيده كتاب يقرأ : باسل تسمح بوجود ضيف؟
ناظر له والرفض في معالمه وتنهدت تمشي له : مرة وحده بس باسل و اوعدك ابقى عندك في الاجازة
مارد استمر بصمت وعرفت ان هذي اجابته بالموافقه ونطقت : ادخل
37
دخل مُهاب بهدوء يناظر لبياض الغرفه حتى امتد بصره لشاب في عرض السرير ، بلع ريقه من هول مايشوفه هو كان بيطلب تحليل DNA بس بعد هاللحظة ادرك ان هذا باسل وانه اخوها من الشبه الواضح فيه من وسامته ومنظره كلها تدل على انه باسل من عيونه وسواد شعره متوسط الطول امور واضحه مين يكون ، اشاح باسل نظره يناظر للكتاب وتقدم مُهاب نحوه وتوقف وقت صرخ باسل : لا تقترب مني ابتعد !
رمش مُهاب من توحشه وعدم قبوله لاحد دليل حالته النفسية المتعبة وتنهدت دلع : لا تقرب منه وتراه مايتكلم بلهجتنا مايحب معرف ليه
التفت لها تمشي له تتكلم : حسنًا يا باسل كل الامور ستكون بخير انه مجرد صديق لنا
رمش يستوعب انه اكتسب اللغة العربية بسبب قراءته للكتب طوال حياته وعدم معاشرته لاحد او ممكن صار يكره لهجته اللي تذكره باهله وتنهد يمشي وصرخ باسل : قلت لا تقترب !
تكتف بهدوء نطق بتفهم لحالته : اقدر اطلع يا باسل لو ماودك تسمع مني اخبار ثُريا
رمش باسل يترك الكتاب يلتفت له لأول مره يعطي شخص انتباهه غير ممرضته وهمس : ثُريا ! من تقصد؟
مشى مُهاب بهدوء له : اختك يا باسل
ناظر له باسل بصدمه : اختي ماتت !
هز رأسه برفض بتكرار يفهم انه كذب عليه مثل ما كذب على ثُريا : ما ماتت اختك حيه باسل عقاب فرقكم وكذب عليكم
هز رأسه برفض بشدة وبتكرار : دلع انه كاذب صحيح ! هو يكذب لما يبقى احد من عائلتي لقد ماتوا جميعاً ماتوا كلهم ماتوا !
تكرر صراخه بالمكان بشدة وسحب مُهاب الصوره اللي اخذها من دولاب ثُريا قبل جيته هنا ورفعها لنظره : محد مات باسل الا امك وابوك بس اختك حيه شوف هذي الصوره تعرف مين هذي؟
اخذ الصورة بيد ترتعش وبكى بصدمه يناظر لها : من أين حصلت عليها !
تنهد مُهاب : من أختك ..
بكى يقبل الصورة بكى لدرجة ان دلع بكت من منظره وشاح مُهاب نظره بهدوء يسمعه : وأنت ؟ من أنت !
التفت له يبتسم يطمنه : انا زوجها
اطال بنظره له : لماذا لم تأتي معك ان كنت صادق!
مُهاب بهدوء : ماتدري انك حي هي مثلك تحسبك مت كذب عقاب عليكم كلكم
ارتجفت كفوف باسل بشدة يمسك اللحاف وتوترت دلع وتقدم مُهاب يمسك كفوفه مايبيه يشد : اهدأ اهدأ كل شيء بتفهمه وكل شيء لك بتاخذه من شعر وجهي يا باسل حقك ينرد لك واختك تنرد لك اهدأ انت بس اهدأ
اغمض باسل عيونه يرتجف كانه يبي ينكر كل شيء برد فعله العنيف هذا ونطقت دلع بخوف : لا يضرب نفسه
حاوط مُهاب يدينه يقيدها بيده يمنعه من الضرب ونطق بهدوء كانه قادر يتصرف مع حالته لانه يعرف هذي الحاله صابته بطفولته وندمان انه حطه بالامر الواقع بس لازم واحد منهم يعرف و ثُريا حالتها ماتسمح الآن ابدًا بس باسل في مجال : اهدأ باسل اهدأ
تقدمت دلع منه : شهيق زفير باسل يالله واحد اثنين واحد اثنين
33
اخذ مُهاب يتحكم فيه و دلع تحاول تنظم انفاسه لين هدأ وارتخى جسده على صدر مُهاب اللي ربت عليه بهدوء يشوف دلع تغرس المهدئ واغمض عيونه ببطيء يفقد وعيه ، عدل مُهاب سدحته يعدل البطانيه وتنهد يوقف يسمع دلع : قسيت عليه بالحقيقة
تنهد بتعب : لازم واحد منهم يعرف اخته بظرف مايسمح لي اعلمها لازم هو يعرف قبل يتصرف عقاب
التفت لها يكمل : شكله مو مريض توحد !
هزت رأسها برفض : مو مريض توحد ولا اي مرض نفسي باسل بخير ولا فيه شيء اثرت فيه الحياة اللي عاشها هنا مايحب الناس والازعاج والنور طول حياته عاش بهدوء يقرأ لدرجة انه ماتكلم مع احد سنين وانا اول من تكلم معها بعد امي كانت ممرضته وكانت تاخذني معها له
رمش يسمعها تكمل : عنده ردات فعل على الماضي اللي عاشه تسبب له ارتجاف وضرب لنفسه لاجل ينسى هو مو مريض هو فقط بالمكان الغلط ! وكل الادوية اللي وصفوها له ما تناسبه وامي ماكانت تعطيه ولا انا اعطيته
مسح وجهه بتعب لان الامر قاسي عليه وحيل كيف بيكون على ثُريا ! اكمل : بطلب نقله لرياض وابيك معه دامك تعرفين تتفاهمين معه
شدت على كفوفها بتوتر : ماقدر انا موظفه هنا
مُهاب بهدوء : برسل امر تحويلك لرياض ولا ابي احد يعرف بالكلام اللي قلته هنا
هزت رأسها بفهم ومشى طالع يرفع جواله على اتصال شدّاد اللي نطق : مُهاب ارجع الكلب عقاب رفع امر بتحويلها لشهار والامر موقع من القاضي ما اقدر امنعه!
125
نرجع بالاحداث لرياض
السجون
+
رفعت نظرها لسقف تفكر بهدوء مكانين يتذكر الانسان فيهما النعم ، السجون والمستشفيات يا يفقد الانسان حُريته يا يفقد صحته لا مال يغني بعدها ولا نسب ، عاشت حياة ظالمة وظلمت مُهاب معها وباختياراتها وقراراتها الغير صائبه تتمنى تطلع من هنا مو بس السجن من المملكة كلها وتبدأ حياة جديدة وعالم اخر وقصة اخرى من غير اي ارتباط بالماضي ، ومن ناحية مُهاب وحبها المجنون له ورغبتها باكمال العُمر في احضانه بس تخاف تكون الثقب الذي يذكره بماضيه كلما نظر إليه ..
اعتدلت بجلستها لدخول السجانة : السجينة ثُريا اطلعي
عقدت حجاجها توقف تسمعها : اطلقوا سراحك
رمشت بعدم استيعاب وضحكت بصدمه تشوف مناير تسلم عليها : لا تنسين اللي قلته لك
هزت رأسها تودعها ولبست عبايتها واخذت اغراضها تموت من كثر الحب لمُهاب وكيف قدر يطلعها بكل هذي السهولة وتركض تبي احضانه ، توقفت خطواتها تشوف شدّاد يتكلم بصراخ مع عقاب : ماتقدر تاخذها
عقاب بامر رفع الورقة امامه : قرار من المحكمة مين تكون لاجب تعترض!
رفعت نظرها تستوعب سيارة الاسعاف ونزول الممرضين منها وتراجعت برعب تهز رأسها برفض ولحقوها يسمعون صراخهم يمسكونها تحاول تقاوم تردد : انا مو مجنونة مو مجنونة اتركونييي!!
حاول شدّاد يمنع بس ماكان قادر وصرخت تبكي تدفع الارض برجولها تنادي عليه : مُهاب تكفى مُهاب !
ارتخى جسدها من الابرة اللي توسطت اكتافها يجلسونها على السرير ينقلونها بسيارة الاسعاف لمستشفى شهار والتفت عقاب لشدّاد : قول لبكر سعود اللي ماقدر عليه ابوه مايقدر هو
ومشى يتركه بصدمته مقدر يسوي شيء لان القرار من المحكمة اللي يقدر يسويه هو محاولة رفع قرار شكوى وهذا بياخذ وقت مع بال يقبلون وغيره لذا اتصل على مُهاب وحرك وراهم .
29
المستشفى
صراخ شدّاد هز كل ركن فيه وتهديده الصريح لمدير المستشفى بقوله : شعره وحده تطيح من بنتي والله لانهي مسيرتك فاهم !
هز رأسه المدير يطمنه : نحن نطبق القانون وهذا قرار من القاضي وعندنا مايجيها شر
مارد شدّاد يمشي طالع يرفع جواله يتصل على تركي بنبرة غضب : اخترت صفك يا تركي ويا شين اختيارك تحمل كل اللي بيجيك
قفل منه ماينتظر رده وجلس على درج المستشفى بتعب من تراكم كل هذي الامور عليهم وسرعه المصايب واتصل على مُهاب مارد رجع يتصل على راجس لانه عارف ان مُهاب راجع الان ومسرع وجواله بعيد عنه ..
61
داخل المستشفى
فتحت عيونها بهدوء ترمش بتكرار تستوعب الغرفه اللي كانت فيها وعادت إليها ، البياض المكروه والمكان الخالي من الحياة ، حاولت تقوم واستوعبت الرباط على يدينها ورجولها ونطقت بصراخ : عقاب يا كلبب!!
زاد صراخها بتكرار حتى انفتح الباب وفزت مجرد ماشافتها: فيروز !
قفلت الباب الممرضة فيروز ودخلت تمشي له تفتح الرباط : ماقلت لك اصحّك ترجعين!
ضحكت ثُريا وتقدمت تحضنها واتسعت ابتسامة فيروز تشد عليها : وحشتيني ثُريا!
ثُريا باتساع : اكثر فيزو
وقفت فيروز تطلع الابرة اللي لازم تعطيها ومشت تفتح الشباك ترميها وضحكت ثُريا : نفس الدواء اللي طلبه عمي بصغري؟
هزت رأسها فيروز : اي ولو كنت اعطيك كان لخبط بذاكرتك ونسّاك اشياء واجد
هزت ثُريا رأسها وتوقعاتها ماخابت وجلست فيروز امامها بحماسها : اي اخر مرة وصلنا هربتك رايحه تقتلين عمك ايش الجديد ؟
ابتسمت ثُريا تعتدل بجلستها : المفروض اطلق على عمي بس اطلقت على ولده
فيروز بغيض : السكير ؟
هزت رأسها ثُريا ؛ اي ليته مات
ضحكت فيروز تتذكر عقاب: تراه عند مدير المستشفى لو ودك يعني احبسه وادخلك تخنقينه موافقه
ضحكت ثُريا بشدة : اموت عليك والله العظيم
ضحكت فيروز : كلنا نموت علي
ناظرت لها ثُريا باستيعاب : دقيقه وش فاتني ! الدكتور وليد اعترف !
رفعت فيروز يدها امامها وصرخت ثُريا بحماس : خطبك!
ضحكت فيروز تهز رأسهآ بالإيجاب : اي بعد ما كرهته عيشته سنتين
تراكمت ضحكات ثُريا : قلت لك من اول واضح معجب فيك وانتِ ما عطيتيه اي وجه
فيروز بمزاح : الرجال ماينعطون وجه صراحة طنشيه ويركض وراك
ابتسمت ثُريا واكملت فيروز : وانتِ وش صار معك ؟
رفعت ثُريا يدها لدبلتها وناظرت فيروز بغرابة : دقيقه لبستيها باليسار ليه ! تزوجتي!!
هزت رأسها بالإيجاب ورفعت فيروز يدها لفمها بصدمه: اتمنى مايكون راشد !
كشرت ثُريا : يع يخسي واحد ثاني
مدت كفها فيروز تضرب كتفها : خير ! امشي فكرة انك ما سألتي عني ابدًا بس تتزوجين ولا تعزميني !
ثُريا بسخرية : حبيبتي متزوجين في السجون لا انا ولا هو استوعبنا للان وطيحته من مصيبة لمصيبة بعزمك على طلاقنا لان مافي رجل عاقل يبقى معي يومين
ابتسمت فيروز : غالبًا بيكون مجنون مثلك
ضحكت ثُريا باتساع : مجنون قلبي والله
رفعت حاجبها فيروز بصدمه : لا انا فاتني الكثير والله
62
عند مُهاب
من لحظة اتصال شدّاد وهو بسيارته يسوق في سرعه جنونية لدرجة راجس همس : اهدأ مُهاب بنطير لو تزيد
مارد في اقصى توتره وخوفه عليها ، خوفه يخوفونها زود رغم زعله منها بس مايتركها للغريب ابدًا خصوصًا لو كان الغريب عقاب ، الطريق يحسه يطول رغم ان راجس يحسه اقصر حتى انه بعد ساعتين شاف لوحة دخولهم لرياض ولا يدري كيف اسرع لدرجه ذي وكم اشاره قطعها في طريقه لين دخل الرياض واخذ نفسه يتصل على شدّاد يحدد له المستشفى وحرك متجهه نحوه ينظم انفاسه لين قدر يوصل بعد وقت ينزل يركض بخطوات سريعة يشوف شدّاد مازال واقف برا وجالس في عتبه المستشفى ماتركها ، تقدم له بجنون : كيف سمحت لهم يأخذونها!
تنهد شدّاد : القرار من القاضي ولازم نرفع طلب للمحكمة
هز رأسه برفض : ماراح نرفع كلم الشريك ابي دليل قتله لولده انا اهدده فيه ويتنازل الكلب ورجلي فوق رأسه
هز رأسه شدّاد باقتناع ومشى مُهاب للمستشفى يسمع شدّاد : مايسمحون لك تدخل
مُهاب بغضب : يخسون !
دخل بقوة رغم من السكيورتي اللي حاول يمنعه لكنه دفعه بغضب يشوفه ينادي المدير وتقدم مُهاب للمدير اللي طلع : ايش صاير !
مُهاب بغضب يشد على الحروف : اللي صاير اني جاي لزوجتي واللي برأسه طناخه يمنعني !
ناظر له المدير بصدمه والتفت مُهاب للممرضة فيروز اللي نطقت : زوج ثُريا صحيح؟
هز رأسه يمشي معها وتجاهلت نظرات المدير تنطق : تفضل معي
مشى معها لاخر الممر تشير للغرفه : نامت من شوي
هز رأسه يمشي يفتح الباب وابتسمت بخفوت تهمس:مجانين ..
59
عند ثُريا
بعد ماطلعت فيروز من عندها متظاهره انها أعطتها الدواء اغمضت عيونها تحاول تنام واستسلمت لنوم بعد جهاد ، دخل يستشعر برودة الغرفة والنور الخافت وهدوء مُريب وهي امامه رماح موته وملاكه وهلاكه تنام بهدوء بصورة ناعمه بين خشونة حياتها ، مشى نحوها بهدوء ينحني باقدامه في الاسفل شبه جالس مقابل وجهها ورفع كفه يبعد شعرها عن وجهها بهدوء يتلامس ملامحها بانامله يهدي قلبه بحركته هذي لين عقدت حجاجها من ملمس شيء بوجهها لانها ما تعمقت بنومها وتوها ببدايته وفتحت عيونها بخفوت تناظر له تحاول تستوعب وجوده اذا واقع ولا حلم ، رفعت كفها لخده واغمض عيونه من ملمس كفها البارد على وجهه تمررها لعيونه و رموشه تهمس : حقيقة ولا خيال ؟
اطال نظره نحوها بهدوء : وش ودك اكون ؟
مررت يدها على رموشه : الاثنين
استمرت نظراتهم لبعض لين نطقت وهي تعبث بملامحه: دايم تجينّي ..
تذكره بقوله لها "دايم اجيك " وهز رأسه يأكد لها : مايبعدني عنك احد مايقوى لا شهار ولا سجون تأخذك مني ، مايبعدني عنك الا انتِ
اخذ نفسه يكمل بعدها : انتِ وحدك اللي تقدرين تبعديني عنك ..!
رمشت بهدوء تناظر له نطقت بهمس ناعس تغير الموضوع: وين كنت ؟
مسح على وجهه بتعب من هول كل شيء حصل له في اقل من ٢٤ ساعة : في موضوع شاغلني بعلمك بوقته المناسب
رفعت جسدها من السرير تعتدل من سدحتها تنثر شعرها تدور على ربطته نطق : اظفر لك ؟
ابتسمت بوسع ثغرها تهز رأسها بالإيجاب ووقف يشوفها تعطيه مساحه يجلس وراها يرخي ظهره على السرير واعتدلت امامه وظهرها وشعرها مقابل له يلمه بكفه يمسكه مثل من يمسك روحه ويقسمه بهدوء يتأخر حيل وتخفي ضحكتها من حركاته ومبتلش فيه يحاول يضبطها لين بدأت تضبط معه يكمل لاسفلها وناولته الربطه اللي لمحتها بمعصمها ونسيت عنها ، ضبط لها وسحبت الظفيره على جنب تشوفها : احلى من حقي بعد
ابتسم من تعزيزها له والتفتت تتربع تجلس امامه تنطق : وش بيصير ؟
7
هز رأسه بهدوء : انا على وعدي لك مايمر سادس يوم الا وانتِ في بيتنا
اطالت نظرها نحوه بخوف : وش بتسوي؟
رفع يده يحاوط وجهها : خليها علي اللي ابيه منك تصبرين هنا ليلة وحده بس
هزت رأسها بفهم ورفع جواله على اتصال شدّاد يسمع كل كلامه ولا رد عليه الا بكلمة : عُلم
اقفل يلتفت لها تقدم يقبل جبينها بهدوء قُبلة طويله ختمها بقوله : كل شيء بيكون بخير ، وانتِ بخير ..
هزت رأسها بهدوء ووقف طالع من عندها تنهدت بتعب والتفتت لدخول فيروز بضحكه : يا اسمراني ها ؟
ضحكت تعض شفايفها : عسل مرة صح ؟
ضحكت فيروز بمزاح : مش ماي تايب صراحه
ضحكت بشدة ثُريا : وليد تايبك عارفين حركاتك ذي
هزت رأسها فيروز تضحك : عسولي وليد لو ماحبه كنت مدحت زوجك معك
ناظرت لها ثُريا : انتِ لو قلتي ماي تايب كنت وريتك الجنون على اصوله
مشت لها فيروز تضحك تعرف انها تمزح : إنا معلمتك الجنون ياحياتي
38
عند مُهاب
اتصال شدّاد يامره يطلع للمربط لان الشريك صار هناك مع ادلة تثبت موت ماجد بقتل غير عمد وليس حادث مروري ، وقف سيارته في المربط ونزل يسمع صوت ضحكات شدّاد بمتعة ورفع نظره لشريك وابتسم مُهاب: البيّاع ؟
ضحك ذاعر بشدة يوقف يفتح احضانه : هلا بولد الغالي
تقدم مُهاب يحضنه حضن الصحبة والرفاقه وحضن الولد لابوه وربت على اكتافه ذاعر وابتعد مُهاب يسمعه : انا فدا هشنب وراعي الشنب
اتسع مبسم مُهاب خصوصاً ان ذاعر تقدم يسلم عليه سلام الخشم للخشم وضحك شدّاد يمازحه : تعشى فيه بعد
ضحك ذاعر : ودي اي بالله
نطق مُهاب بتذكر : شلون تحرق مستودع فيه زوجتي!!
ابتسم ذاعر : قايل لهم مايحرقون الا انت جاي واثق انك جاي
مُهاب بغضب : حتى ولو ماكان لازم تطيعه بشيء ذا
ذاعر بابتسامة : انا ماكسبت ثقته الا لاني انفذ كل كلامه اعذرني بس خطتنا من ١٧ سنه مابغيت اخربها في لحظه
هز رأسه بفهم وجلسوا بهدوء ناوله ذاعر الملف : فيه صور واثباتات لموته ولا تشيل هم رتبت حركة سرقه بالبيت بيحسب انها انسرقت
هز رأسه مُهاب ونطق شدّاد : وش جمعت من ادلة؟
ذاعر بهدوء : كل شيء تبونه موجود ضد عقاب والصندوق لا انا ولا عقاب نعرف مكانه
التفت لمُهاب بهدوء : محد يعرفه الا زوجتك
مُهاب : اتركونا من هسالفه اطلع زوجتي بعدين نتفاهم
وقف يقلب الاوراق بيده يسمع ذاعر : بكرا رايح شركته الليل معه شغله هدده هناك
421
هز رأسه ووقف ذاعر مبتسم يناظر له : والله اروح فدا
ضحك مُهاب غصب عنه من حبه له وسلم عليه هامس : ممنون لك لانك أهتميت في زوجتي طول هالسنين
ابتسم ذاعر يربت عليه يتركه يروح - ذاعر اللي كان جندي مع سعود من اهل الجنوب وبعد موت سعود ترك العسكرية واتفق مع شدّاد في خطتهم اللي طبقها بحذافيرها طول هالسنين يساعد ويحمي ثُريا بسر من غير ماتعرف حتى هي -
التفت ذاعر لشدّاد يدفعه بغضب : شلون تخليه يتزوجها!
تنهد شدّاد : على اساس اخذ رأيي يعني ! دخل وهو متزوجها
ذاعر : لخبط الخطه بزواجهم الله يسلم بس
شدّاد بتساؤل : كان عندك علم ان باسل حي؟
رمش ذاعر يحاول يستوعب : اخو ثُريا !
هز رأسه شدّاد واكمل ذاعر : لا والله عقاب تراه مايثق باحد ثقه عمياء خصوصاً في مواضيع تخص سالم ثقته فيني لاجل الشغل فقط
هز رأسه شدّاد بفهم ..
58
قصر متعب
+
نزل مُهاب من السيارة لاجل جده اللي ناداه ومشى يدخل الحوش يسمع حوار بين سمر و فراس ، كانت سمر منهاره على قطة دخلت الحوش تنطق من غير شعور : يمامي تهبل مره ما استحمل فراس !
عض فراس شفاه من غير شعور : الواحد وده يصير قطوة على كل هالحب
ضحكت باتساع : تقول مثلها مياو ؟
ابتسم يمازحها : انتِ ودك ؟
عضت شفايفها تنتبه على وجود مُهاب خلفه تحاول تفهمه ونطق فراس غير منتبه : على هالدلع والله اماوي
ارتعشت كل اطرافه بصدمه من صوت مُهاب خلفه : قولها كلنا نبي نسمعك
من قوة صدمته ضرب له تحية ثلاث مرات ورى بعض وانهارت سمر تضحك غصب عنها من تقدم مُهاب ينطق: افا يا ملازم اول !
عض فراس شفايفه : لكل مقام مقال يا حضرة النقيب
هز مُهاب رأسه وملامح وجهه تدل ان فراس بيندم على حركته ومشى داخل والتفت فراس لسمر يبي ينهار يردد بصراخ هامس مايبيه يسمع : الله لا يوفق العدو بقدم استقالتيي والله العظيم ماقدر اداوم
ضحكت بشدة تحاول تلطف الجو : عادي فراس معليك منه صدقني ثُريا تخليه يقول مياو
ناظر لها بصدمه : هذا يقول ؟ والله مايقول اهخ سمر ماقدر اشوفه مره ثانيه
ضحكت تحضنه وهي تضحك بشدة على شكله ..
173

