اخر الروايات

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل السادس والعشرين 26

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل السادس والعشرين 26 


                                              
اليوم الثاني

+


قصر عقاب

4


دخل غرفة امه يشوفها مستلقية بعد عودتها من المستشفى وجلطتها اللي كانت خفيفه وستر الله وانقذوها بسرعه ، تنهد يشوفها تشرب الادوية وجلس يناولها الماء ينطق جهاد : شلونك اليوم؟
هزت رأسها مجيدة : بخير 
تنهد يلتمس الزعل بنبرتها : امي شدخلني انا تزعلين مني !
مجيدة بغضب : لاجل تتذكر اني بالحالة ذي بسبب اللي تناديها اختي!
قاطعها بغضب : انتِ بالحالة ذي بسبب ابوي وزواجه عليك وبعدين آشوفك بخير لدرجة حتى بالوقت ذا تتكلمين عن ثُريا!
ماردت تلتزم الصمت وتنهد جهاد : ساكته عن كل شيء امي والسكوت هذا نهاية اولادك مثل اكبرهم اللي قتله
نطقت بغضب تقاطعه : ما قتله لا تخربط بالكلام
هز رأسه يوقف : ماقتله بس له يد بموته امي
ومشى طالع يتركها واقفه تناظر لمكان واحد نفس المكان اللي صارت فيه المجزره ..

+


قبل سنين ..

+


وقف ماجد بغضب امام ابوه : يبه اللي تسويه غلط الدولة لو تعرف عنك والله توديك ورى الشمس
عقاب بصراخ : انت اللي بتوديني انت ! انسى اللي شفته وانتهينا!
ماجد بجنون يصرخ : شلون بنسى يبه شلون انت كنت بنظري بطل واليوم اشوفك بيّاع وقاتل وسارق!
اغمض عيونه عقاب ورفع ماجد جواله : ماقدر يبه تتفاهم معك الدولة
وكانت نيته يتصل على الشرطة وبالفعل اتصل وتقدم عقاب بغضب يسحب جواله منه ودار بينهما شجار قوي ودفعه عقاب بقوة وبغضب طاح الجوال منه وطاح ماجد يضرب رأسه بقوة على الطاولة في منطقه خطيرة تسبب وفاته وصرخت مجيدة اللي دخلت تشوفه بالارض عيناه مفتوحه متسعه تغادر روحه جسده ووقف عقاب متشنج يناظر له مصدوم همس : ماجد .. يبه !
صرخت مجيدة تركض تشيل رأسه في حضنها وطاح عقاب يرتجف يناظر له ما رمش حتى من هول صدمته ..
اغلقت القضية وقتها بعد ماتدبرها ذاعر بحادث مروري، وبقى الوجع بقلب مجيدة والندم في عيون عقاب من يومها وهو قاتل غير متعمد لولده .

30


رجعت لواقعها على صوت عقاب : كيف صرتي؟
ناظرت له بهدوء تهز رأسها ومشى يجلس يسمعها: وش صار امس بالزواج؟
ابتسم بتذكر : شدّاد والنقيب ظنهم يقدرون علي وفضحت وحده من فضايح شدّاد
سكتت بتفكير : شدّاد اللي خذ بنت متعب بزمانه؟
هز رأسه واكملت : وش فضحت!
عقاب بابتسامة : انه عقيم
شهقت بصدمه : عقيم ! صادق انت؟
هز رأسه ونطقت : ناولني جوالي خلني اشوف وش قالوا بالقروبات 
قصر متعب

6


دخل متعب يشوفها جالسه شارده تسمع ابو نورة من كوبلية " محد عرف باللي حصل " لانها من وقت ماعرفت باللي صار من جاسر وهي حالها ما يسّر وشارده تفكر فيه وفي وجعه وغصته هي مانست دموعه للان وهو يقول لها بصريح " ماودي أطلقك خليها منك وفداك المهر والذهب والله ما اخذ شيء " ماتنسى غصته وقتها ودموعه يردد " انحرمت من اكثر شيء كان ودي فيه و والله ما احرمك لو اني دنيء " وطلع يتركها ما انتظر حتى رأيها وسمع رغبتها اللي كانت بوجوده فقط يكفيها عن كل شيء لكنه ماسمح رغم محاولات سعود معه وانتهى زواج ما استمر الا يومين وحب استمر ثلاثين سنة وللآن !
قاطع شرودها صوت ابوها : اللي شاغل بالك يتهنى
ابتسمت توقف تجهز مكانه وتصب له قهوته تردف : يا فراغ البيت من السمراء
تنهد بشرود : بغيت ادق عليها قلت اخليها مع زوجها بيومها
ابتسمت من حُبه لها ونطقت بتذكر : زوجة مُهاب طلعت بدري علامهم !
تنهد متعب يتذكر حفيده ومغادرته ببداية الزواج : ضايق الولد ولو اخفى زعله كان وده يدخل مع اعمامه لها على كلام شدّاد 
سكتت من طاري شدّاد ونطق متعب : لاجل ذا تركتيه؟
سكتت تبلع ريقها وهزت رأسها بالإيجاب بهدوء رغم ان الفراق طلب منه لاجلها لكنها تحملت ان هي السبب ماتبي احد يلومه يكفي اللي صار له وتنهد متعب : كلها قسمة ونصيب وانا ابوك 
ابتسمت بهدوء وشرود ..

21

                
عند العرسان
كانت مبسوطه لدرجة لا توصف بعد زواجها امس وليلتهم وقربه منها وفك كل القيود ولا بقى شيء امامهم صارت رسميًا زوجته وحبيبته وكل حياته ، ضحك يشوفها ترقص تغني مع هيفاء وهبي وصوتها يصدع بسياره وبيدها ماتشا تصور كفوفه بكفها وتغني بدلع ورقة مختلفه عنه ونطق: حطي سفر الدغيلبي وش هالاغاني!
ناظرت له بصدمه وزعل  : هيفاء مو حلوه!
ناظر لها تلخبط موازينه مايقوى ابدًا ونطق يغني مع هيفاء يقلدها بالكلمات : طب مش هقولك ان روحي يا حبيبي معاك!
صرخت تضحك لانه يعطيها اللي تبيه بحبه لها ودلعه لها وتعامله معها وحنّيته وانتشر صوتها : يا حياة قلبي وكل مناي معاك
وضحك بشدة من رقصها وغناها بحماس حتى سكتت بتذكر : صح تذكرت ليه ثُريا روحت بدري امس قالت لي مودة صار شيء ؟
تنهد يتذكر شدّاد واللي صار معه و مُهاب : الظاهر مُهاب تضايق انه مادخل مع اعمامك عندك
بوزت بتذكر : انا السبب ارسلت له زي البزران بس كان مره ودي اشوفه معهم
تنهد يناظر لها بحنّية : ماصار شيء مُهاب مايزعل حركات بزران عنده الزعل
ضحكت تتذكره : احلى ثقيل بالدنيا
ناظر لها عاقد حجاجه : وانا ؟
ضحكت تحضن ذراعه : انت احلى خفيف 
ضحك بصدمه يضربها بخفه وبوزت بزعل وحضنها : ياروحي اسف بالغلط
ضحكت بشدة : شفت !
استوعب انها تمزح معه توضح خفته وضحك يحضنها بذراع ويسوق بذراع ثانيه ..

51


المربط 

+


صحت بتعب ترمش تستوعب وين هي واحداث امس ورمشت من هول الذكريات اللي صابها ومن قُربه اللي تحس فيه للان من عُظمته ، التفتت ماتشوفه حولها ولفت البطانية حول جسدها ترفع نفسها تفتح الابجورة تناظر لساعه ماتدري شلون نامت كل هالوقت وكيف صار كل ذا وبعثرت ملابسهم بالارض اكبر اثبات على ليلتهم ، وقفت تفتح الدولاب رغم وجود ملابس لها سحبت بلوزته الكحلية بخفه وكم غرض لها ومشت للحمام بهدوء تصب الماء على جسدها تلمح اثار الليلة السابقة فيها وتعض شفايفها بخجل مفرط ما تعودت عليه ، اخذت روب حمامه تلبسه وجففت نفسها وشعرها بالمجفف وطلعت تلبس بلوزته اللي توصل لمنتصف الفخذ سحبت بنطلونه ولبسته وضحكت لان غايتها تصلي فقط فروضها ومجرد ما خلصت ابعدته ورتبت شعرها وشكلها بتوتر تطلع من الغرفه تجمع كفوفها ببعض تدور عليه بانظارها مر وقت طويل على نومها لدرجة ان الشمس غربت بعد شروقها ولا تدري كيف نامت بكل هذي الراحة بين احضانه ، بعد نزولها من الدرج دورت عليه بالمكان باستغراب ما تلقاه وسوت لها شاي تشربه بتفكير وين ممكن يروح ..
شربته وسحبت وشاحها الكشميري اللي مازال هنا وطلعت تدور عليه بالخارج تميل رأسها بحث عنه وجاها صوته من الخلف يفزعها : تدورين علي ؟
عضت شفايفها تشوفه واقف بسواد بنطلون و بلوزته وعضت شفايفها بتوتر : لا
آبتسم من كذبها الواضح ورفع الاكياس بيده : بيتزا ؟
ضحكت تهز رأسها بالإيجاب ودخل البيت ولحقته تشبك كفوفها بتوتر تشوفه يطلع الاكل اللي اشتراه لها ويحط البيتزا بطاوله مع مشروب غازي والتفت لوقوفها مستغرب : تعالي
مشت نحوه تجلس قدامه بنفس الكنبه تسمعه : تأخرت عليك ؟
هزت رأسها برفض : لا من شوي صحيت ، انت من متى صاحي؟
فتح كراتين البيتزا : من العصر
استوعبت انهم العشاء ونطقت : ليه ما صحيتني !
رفع نظره لها بهدوء : كنتي مرتاحة بنومتك ماقدرت افرط فيك 

71



        

          

                
ابتسمت من كلامه الهادئ معها والواضح المختلف ونطق بهدوء : بيتزا خضار و ديو مثل ماتحبي 
أبتسمت تاخذ قطعه من البيتزا تاكل منها تردف وتبدل توترها وخجلها لراحة مع اسلوبه المريح : كيف عرفت اني احبهم ؟
اخذ ياكل معها يردف : في كاميرات بالبيت
غصت بالاكل بصدمه تناظر له وصراحته وعدم تردده بالاعتراف وضرب كفه بخفه بظهرها : صحة صحة بالهون مايهرب الاكل
ناظرت له ماتصدق : كنت تراقبني!
اكل بهدوء غير مبالي لصدمتها : الكاميرات من زمان افتحها اشيك على البيت ومن بعدك افتحها اتطمن عليك
عضت شفايفها بوهقه : وين احترام الخصوصية يمكن البس بنام برقص
ناظرت لسكوته ونطقت بتوتر : ماشفت شيء صح؟
سكت يناظر لها بمكر وصرخت ترميه بمخدة الكنبه : مُهاب!
ضحك باتساع غصب عنه : ماشفت لا تخافين
كشرت تأكل وابتسم يشوفها تآكل بجوع لوقت حتى التفتت له ولنظراته نحوها نطقت بتوتر : ليه ما تأكل؟
ميل رأسه على ذراعه في الكنبه : اشبع بنظر لك 
عضت شفايفها تنهي اخر قطعه تنفض يدها وتشرب ونظراته مازالت عليها نطقت تغير الموضوع : وش صار امس ؟
تنهد بتذكر لشدّاد : عقاب استفز شدّاد
عقدت حجاجها بأستغراب : شلون ؟
مُهاب بتذكر : ذكر سبب تركه لعمتي و انه عقيم قدام الكل 
شهقت بصدمه تناظر له : صادق !
هز رأسه بالإيجاب : مع الآسف 
رمشت تستوعب خبث عقاب ولوين وصل : اكيد فضحه بسبب اللي سويناه 
تنهد بتعب يعبث بشعره : هذا اللي قاهرني ماقوى عليه يحاول يأذيني باللي حولي
تنهدت توقف تشيل الاكياس والاغراض وتتكلم معه وتمشي للمطبخ المفتوح يسمعها : عقاب خبيث وعدو جبان يحاربك من وراك ويستغل نقاط الضعف ذكي بنجاسة لا تستغرب منه شيء ولا تندهش 
رمشت تستوعب صوته من خلفها اصبح قربب دليل انه وراها : مافي شيء يدهشني غيرك انتِ !
ما قدرت تلتفت لانه حاوطها من الخلف يحتضنها يميل رأسه على كتفها : ماكفاك موتي امس بالكحلي تلبسينه اليوم بعد ؟
ابتسمت تعض شفايفها : عندي ملابس هنا بس احب ملابسك
انحنى تحس بأنفاسه في رقبتها وقبلاته الدافئة يبدأ يُقبلها ويقطع القُبلة يتكلم : فداك كليّ فداك ..!
عضت شفايفها بتوتر تلتفت له تناظر نحوه بخوف : تحسّ اللي صار بيننا ممكن ؟ رغم الفوضى اللي حنا فيها وان بنهاية ممكن ..
قاطعها يقبلها بهدوء وابتعد يقبل خدها بتكرار ويتكلم : اسكتي لا تقولي شيء مايهمني بكرا ابدًا ماتهمني الدنيا ومافيها 
ابتعد يحاوطها وجهها بين كفوفه : لو ثمن هالقُرب موتي؟ يا حلاها من موته ..!
اقبل عليها يقبل نحرها بتعطش لها ونطق بعدها : إدفنيني في مداهيل القلايد
‏في مكانٍ ماحدٍ غيري يمرّه .
اغمضت عيونها ترفع كفوفها لشعره تنوي الهلاك معه برفض لبكرا وعدم اهتمام له يعيد لياليه معها بهلاك اقوى وحب اكبر ..

181


اليوم الثاني ..

3


رجعوا للبيت برغبتها لاجل دوامها بشركة وغيره ووصلها لشركة يحرك للقسم ما شاف شدّاد من يومين وباله مشغول معه ، دخل مكتبه يناظر له مشغول ولا كان صار شيء جلس بهدوء : شلونك شدّاد ؟
عقد شدّاد حجاجه مستغرب : ليه تسأل بخير والحمدلله زي ما انت شايف
مُهاب بهدوء : ما اشوف الا شدّاد كاتم حزنه مثل ما علمني اكتم
مارد شدّاد واكمل مُهاب : ليه ماعلمتني !
شدّاد ببرود : هذا انت عرفت
قاطعه مُهاب بغضب : تعرف عني كل شيء ولا اعرف عنك انا شيء ! وش تخفي عني شدّاد لين متى بتسكت ونترك عقاب يطعن بظهورنا !
ناظر له شدّاد : الحقائق بتوجعك 
وقف مُهاب بغضب : اعرفها منك وتوجعني منك اهون من اني اعرف قدام الخلايق ويشمت علي عقاب
اطال شدّاد بنظره فيه : بتأذيك وانا ابوك وتأذي حبيبة سكنت قلبك
رمش مُهاب يستوعب كلامه وبلع ريقه : قلت لي اقفل مجال الخوف لا ترتاع ؟ انا من هذاك اليوم ما اخاف 
اطال النظر فيه شدّاد واكمل مُهاب : ماودي اعرف من غيرك ماودي الزعل منك ماقلت هالكلمة من قبل ابدًا لكني لك اقولها
بلع ريقه يكمل : تكفى تكلم
اغمض عيونه يوقف يمشي يجلس قبال له يتجهز ينشر المستور ويفضح الحقائق مايبي يكتم ويعرف من عقاب ماوده يشمت عليه ..
اعتدل مُهاب يسمعه وتنهد شدّاد ينطق اخيرًا بعد صمت سنين طويلة : القصة بدأت من ليلة سجن فيها سعود سجين ببداية مهنته وطلب منه بعد سنين يلتقي فيه قال له " الخراب تحته سفير " وبدأ ابوك يدور في القضية كثير يبي ثغره فيها حتى انه سافر كثير يدور احد من اصحابه بالغرب ..
كان مُهاب مركز كانه يسمع اهم ماعنده واكمل شدّاد : وبعد وقت طويل عرف اسم اساس العصابة ذي واكبرهم كلهم 
بلع شدّاد ريقه : سالم آل زينّ ..!

133



        
          

                
اجحظت عيون مُهاب بصدمه اكمل شدّاد : سالم كان قوي اقوى من عقاب بكثير وعدو شجاع قابل سعود وجهه بوجهه كان يقدر يغدر بابوك مثل اخوه ويقتله لكنه اشجع من اخوه بكثير وفي رأسه حب ماينطحن 
بلع ريقه مُهاب يضم كفوفه ببعض يسمعه : سعود كان يدور على دليل يقدر يقبض عليهم ولقاه بيوم مستندات من السفارة بحث فيها اسابيع ببيته لين لقى الزله طلع وقتها ببلاغ على سالم وأمر بالقبض عليه ، وصل البلاغ لسالم ولا أدري مين علمه وهرب مع اولاده
اغمض عيونه مُهاب وقت نطق شدّاد : العسكري اللي كان يطارد سالم بيوم موته وصار حادث لسالم من سرعته وخوفه على اهله هو سعود يا مُهاب ، ابوك ! 
شدّ على كفوفه بقوة يسمعه يشد على فكه بعد : الظاهر جاء واحد وسممه من عصابتهم لان سالم لو مسكه سعود كان بيعترف فيهم واحد واحد هو قال قبل مايموت لسعود " انا الرأس الكبير ان قويّت علي عطيتك كل ما عندي " بعدها باسبوع وصلني بلاغ لمستودع ان فيه بتحصل جريمة ورحت وانت تعرف اللي صار بعدها 
شدّ مُهاب على اسنانه : عقاب قتل اهلي ينتقم لاخوه !
هز رأسه شدّاد : هذا اللي واضح للآن اللي نفّذ القتل عقاب بس الامر مدري جاء منه ولا من سالم قبل يموت 
ناظر له مُهاب يكبت غضبه: من مين جاء امر قتل ابوي عقاب ولا سالم!
مسح شدّاد وجهه بتعب : ما ادري بس عقاب ماكان يسوي شيء من غير امره 
اغمض عيونه بتعب : مين بلغ ان في جريمة بتصير بالمستودع ؟
هز اكتافه شدّاد بجهل : ما ادري رقم غريب بحثت عنه لقيته لسواق باكستاني استجوبته قال واحد بشارع طلب انه يتصل مايعرفه
وقف يتنفس بصدمه وعدم استيعاب يردد : يعني تقول انا متزوج بنت رئيس اكبر مجرم عرفته بحياتي !
اغمض عيونه شدّاد يوقف يمسكه من اكتافه : اهدأ مُهاب
دفعه مُهاب بغضب : ابوي سبب موت ابوها واهلها ! وابوها اخر امر له قبل يموت كان قتل اهلي ! 
شدّاد يحاول يهديه : انت وهي مالكم علاقه بالموضوع ومشاكل اهلكم !
صرخ مُهاب بشدة وقهر : شلون مالنا علاقة وانا متزوج بنت  من سبب قتل ابوي !
تقدم له بغضب : كيف سكت عن الحقيقة ! كيف سمحت لنا نتزوج واهلنا سبب دمار بعض كيف تدمرنا كذا !
شدّاد بغضب : ماسمحت انت دخلت علي متزوجها ماقدرت اقول شيء خفت تأذيها بسبب ابوها 
ضحك بصدمه يمسح وجهه بكفوفه : أذيها يقول أذيها!
تنهد شدّاد : ما ضاع شيء تقدر تتصرف
صرخ مُهاب امامه بغضب : ضاع كل شيء شدّاد ضاع مُهاب والله ضاع
شدّاد بغضب : هي مالها دخل بابوها وانت مالك دخل بأبوك انتوا الاثنين بريئين من كل دم بالقصة 

89


رفع كفوفه بقهر يضرب على صدره : فقدت اهلها بسبب ابوي كان وراهم هي تشوفه بطل شدّاد تشوف ابوي بطل و وولده بطل شلون بناظر لها كيف بخليها تعرف حقيقة ابوها كيف !
رمش شدّاد مصدوم توقع انه بيلومها على ابوها وجرمه في اهله لكنه شايل همها هي وقصتها هي وحقيقة ابوها اكثر من اي شيء بالدنيا ونطق : ابوك كان يسوي واجبه مُهاب ماقصد يكون سبب الحادث 
اغمض عيونه يشد بدلته بقهر وطلع يتركه يبي يتنفس المكان يخنقه من الحقيقه اللي سمعها وصدمته بالواقع مايتخيل كيف شعورها وكيف بتناظر له مرة ثانيه امس كان يزرع حدائقه في نحرها شلون بيحرق كل زهرها !

74



        
          

                
بيت المُهيب

2


تسولف مع بنت خالها فاطمة بسرور بعد معرفتها بخطبة عصماء تنطق : وحددوا الملكة والزواج؟
فاطمة بمرح يليق فيها : مدري للان خطبه ونظرها ويوم طلع سمعت صراخه من برا مدري فرح ولا صدمه الجمعة جايين يحددون
ضحكت ثُريا : فرح صدقيني مين يشوف عصوم وما يفرح
ضحكت فاطمة بمزاح : انا صراحة ما افرح ابيها تتزوج وأخذ الغرفة
ثُريا بتلميح : العقبه لك عريسنا جاهز
فاطمة بعدم فهم : عريسكم ؟ اوكي اختفينا عنك سنين بس ماتوصل معك ولد وتخطبيني
ضحكت ثُريا ؛ عندي واحد صياد وزغان 
سكتت تحاول تستوعب مقصدها وصرخت بصدمه : تمزحين يمه ما ابيه دفش ماعنده ذوق
ضحكت ثُريا : والله جهاد عسل فطوم فكري فيها
فاطمة : لا مشكورة مابي افكر مقدر اتخيله ان كل ما شفت كعبي صحت بسببه
ضحكت ثُريا بشدة تأخذ وتعطي معها وقفلت بعد وقت تسحب اوراق واقلام رصاص تجلس فوق سريرهم معها استناد صغير تثبت فيه الورقه وترسم تصاميم عشوائية بتفكير طويل باحلامها المسروقة ، انسرق كل تفكيرها وقت انفتح الباب ورفعت نظرها تشوفه واقف وابتسمت بهدوء : اهلين راجع بدري
اطال نظره لها شلون يشرح لها الحكاية ؟ كيف يعلمها ان اهله واهلها سبب دماره بعضهم البعض ! كيف يعلمها ان جرحها اهله سببه وان جرحه اهلها سببه ! مايدري كيف لفلف بسيارة بشوارع لين رجع لها هي وحدها غير مستوعب ان الفراق بينهم ممكن يحدث وان وجودهم لبعض جرح عميق ماله دواء ولا علاج وبعدهم جرح اكبر .. وقت لمحت تعبه وصمته وجسده المائل على الباب يناظر لها بسكوت جمعت الاوراق بعشوائية تبعدها من السرير وفتحت ذراعيها له كأنها تحسّ فيه : تعال
رمش بتعب يرمي قبعته ويبعد بدلته يمشي نحوها يجلس قدامها وحاوطته يرخي رأسه في حضنها بتعب تلتمسه من قبضه يدينه عليها تطبطب على شعره بحنّية نطقت : طلعت من عندي مرتاح وش تسوي فيك الدنيا بعيد عني ؟

27


سمعت تنهيدته اللي تطلع من عمق جوفه تهز كل ضلوعه بعجز مايقدر يغير الماضي ابدًا ونطق : دنيا ماتحبني ثُريا ماتبيني 
ابتعدت عنه بمسافه بسيطه حاوطت وجهه بين كفوفها تناظر له : مايكفيك انا ؟
رمش بتعب يناظر لها : انتِ كل ما املك ثُريا 
ابتسمت تمسح على وجهه بهدوء تقدمت نحوه تُقبل عيونه اليمنى ثم اليسار وجبينه وخده الايمن والايسر وانفه وذقنه وحتى اطراف ثغره قبلات عشوائية سريعة ترتخي جفونه منها ومن حركاتها تطبطب عليه باكثر طريقة تهلكه وابتعدت تبتسم : وصفه طبيه مرة باليوم
ميل ثغره مبتسم : مرة ماتكفي تعبان ابي زود
ضحكت لانها لمحت طيف ابتسامته ولو تعب وحاوطها يحضنها يرخي رأسه بصدرها واستلقت وهو يحضنها مغمض عيونه تداعب شعره بتكرار ترتخي اعصابه من لمساتها يسمعها : ماودك تتكلم وش صار معك؟
تنهد بتعب همس : كل شيء بخيّر 
نطقت ومازالت تداعب شعره : بس مُهاب مو بخيّر
رفعت رأسه ذقنه في وسع صدرها يناظر لها : ثُريا بخيّر مُهاب بخيّر ..
ابتسمت من رده المعتاد واتسعت ابتسامتها من رفع جسده يُقبلها بهدوء ..

69



        
          

                
اليوم الثاني

+


قصر متعب

3


دخلت سمر بمرح في يدينها هدايا من كثر حبها لهم ماودها تزورهم بيدين فارغه وبمرح نطقت : هللووو 
التفتوا لها كل الموجودين بسرور نطق متعب : هلا ومرحبا حي من جانا 
ضحكت تحضن جيهان اللي وقفت : نور البيت عسى هالزول ما انحرم منه 
ومشت تسلم على جدها و حاتم اللي نطق : حي الله بنيتي 
وجاسر المبتسم : البيت بدونك مايسوا
وقبلت مودة وتقى توقف بنص تنطق بحماس تناولها الاكياس : هذي لعمتو وهذي جدو و عمو جاسر و حاتم تفضلوا
والتفتت للبنات ؛ وهذي لمودتي و توتو 
ضحكوا من حركاتها وأسلوبها تردف جيهان : انتِ العروس حنا نعطيك 
ضحكت بسرور : نبدل الاوضاع شوي اي طمنوني عنكم كيفكم وش سويتوا بدوني؟
متعب بمزاح: عمتك للان تبكي
فزت تلتفت لها : وعدتيني ماتبكين !
ضحكت جيهان : يمزح يعني كلها ثمان تسع عشر دمعات 
ضحكوا بشدة يسولفون مع بعض ورفعت جيهان يدها تقبصها وناظرت لها سمر وقفت جيهان للمطبخ ولحقتها سمر يدها بكتفها تهمس : عورتيني عميمه 

+


ضربتها بخفه جيهان : دلوعه ما يحس فيها البزر 
ضحكت سمر : معلينا اشفيك
جيهان بتساؤل : قالت لك ثُريا ليه روحت بدري ليكون صاير شيء مع اخوك؟
هزت رأسها بالإيجاب ؛ اي اتصلت عليها مو شيء مهم تعبت شوي تقول
ابتسمت جيهان تهمس : ليكون حامل !
ضحكت سمر تهز اكتافها بجهل : معرف يمكن 
التفتوا لصوت تُقى خلفهم : خير تقومون تسولفون من دوني !!
ابتسمت سمر : تسألني عن ثُريا بس
تُقى باستغراب : وش هالحب العجيب لها يا عميمه شكلك تبينها لأيمن راحت عليك متزوجة 
ضحكت سمر بعباطة : لا أيمن عروسته منا وفينا
شهقت تُقى بصدمه والتفتت جيهان لها باستغراب : مين!
ركضت تُقى تبي تضربها وهربت سمر تدور حول الطاولة : عميمة الحقيني بتموتني 
ضحكت جيهان بمزاح : تُقى لو تبينه علميني بس ياخذك غصب
شهقت تُقى تتكلم بصراخ : كذابه مابيه من زينه 
ضحكت سمر تسمع جيهان تزغرط وتُقى تصرخ تركض وراها ، كانوا يحبون عمتهم جدًا لانها رغم عمرها الاكبر منهم كلهم الا انها تفهم كل تصرفاتهم وجيلهم وافكارهم وتحترم كل رغباتهم وتشاركهم افراحهم ماكانت ام لسمر فقط حتى لتُقى و مودة اللي فقدوا امهم من كم سنة ..

27


الشركة

+


عضت شفايفها تراقب ملامح جهاد ونطقت : بنت خالي انخطبت
سعل بشدة بعد ماكان يشرب ماء ينطق وهو يكح : حقي؟؟
ضحكت بصدمه تناظر له : متى صارت حقك سلامات!
حك جبينه بوهقه : انتِ صادقه انخطبت!
ابتسمت تهز رأسها برفض : مو هي اختها الكبيرة
تنهد براحة وابتسمت تنطق : ودك فيها؟
ناظر لها بصراحة : اي والله
تنهدت بتفكير : انت تعرف خالي على قد حاله ولا يملك شيء الا حلاله وابوك متكبر مايرضيه لو مافي بحساب ابوها مليون
تنهد بتفكير نطق : انا صح ودي فيها بس ابدًا ما اشوف الوقت مناسب والزمان مناسب لذا بترك الامر لله انها لي باخذها ولو كتبها لغيري الله يسهل لها
ابتسمت تعض شفايفها : افهم انه مجرد اعجاب لان لو تحبها صدق ماقلت كذا
هز اكتافه بجهل : اكيد مب حب مرة وحده شفتها انتِ ونقيب بتكملون سنه مع بعض واشك لو تحبون بعض شلون انا
ضحكت بشدة من كلامه ووقف يردف : وراي اشغال اكلمك بعدين 

+



        
          

                
هزت رأسها وطلع بهدوء وعقد حجاجه باستغراب وقت شاف مُهاب داخل لشركة تنجذب الانظار له تقدمت منه موظفة تبتسم باتساع : تفضل كيف ممكن اخدمك؟
نطق بهدوء : دلينّي لمكتب ثُريا 
ابتسمت باتساع : من عيوني تفضل
رفع حاجبه جهاد بدهشة وينتبه على نظرات مُهاب ينتقد وصلته للمكتب وفتح الباب من غير يدق ورفعت رأسها وهي بمكتبها تحسبه عقاب تبدلت عقد حجاجها لراحة وابتسمت باتساع : حضرة النقيب !
ابتسم يمشي نحوها ومدت كفها تشير للكنب : تفضل 
جلس ووقفت تمشي له تجلس امامه : وش سر هالزيارة؟
ناظر للمسافة بينهم ما عجبته : كان المسافة مُبالغ فيها ؟
ضحكت بعباطه : ودك اجلس بحضنك بنص مكتبي!
ارخى ظهره بهدوء : حبذا
ضحكت بصدمه منه ومشت تجلس بجانبه ونطق : مافي شيء جيت اشوف بيئة عملك
رفعت حاجبها بهدوء وحقيقة الامر نيته ينهي شغلها هنا مايبيها تكتشف حقيقه ابوها وذنوبه والحكاية السوداوية ابدًا ولكنه يبي الموضوع يتم من غير شكوك ، هزت رأسها بفهم : وان شاء الله عجبتك ؟
هز رأسه برفض : لا بأس بها
ضحكت من تعليقاته والتفت لجواله يرن وكان شدّاد سحبه يرد وعضت شفايفها تقترب منه تلمس باناملها دقنه و شنبه وناظر لها ويده بجواله يكلم يفهّم حركاتها ورفعت جسدها تقبل طرف فمه وهو يتصل يتكلم بموضوع مهم وقت نطق : عندي جميع ملفات القضية وتراها معقدة لزوم تستدعي المحقق بعد
اغمض عيونه من حركاتها به وكيف تلعب فيه حتى رغم انه يهددها بعيونه ولا تهتم وقت حسّت ان المكالمة بتقفل ابتعدت تبي تهرب بس ذراعه اللي حاوطتها بقوة تشدها تطيح بحضنه يردف لشدّاد : جايك لا تشيل هم
قفل يلتفت لها وعضت شفايفها بوهقه تسمعه : قد حركاتك ذي !
هزت رأسها ببراءة : ماسويت شيء !
رفع حاجبه بدهشة ويهز رأسه بوعيد : الليل طويل وحسابي أطول 
دفعته تضحك ووقف بهدوء: وش صار مع شركة التصميم ؟
ابتسمت بتذكر : وقعت معهم شراكة 
هز رأسه بفهم هي ماتدري ان هو سبب موافقة الشركاء ابدًا طلع بعد ماهددها بنظراته وضحكت تشوف جهاد يدخل بعده : تخيلي وش صار !
ناظرت له باستغراب واكمل : في موظفة قبل شوي احتكت بزوجك من الوناسة بغت تعزمه 
رفعت حاجبها تمشي له : وش صار !
ضحك من حركاتها وبدأ يقلد الموظفة : ابد قال لها وصليني مكتب ثُريا وقالت من عيوني
رفعت حاجبها بدهشة : من عيوني !
ابتسمت تعدل عبايتها تناظر له : ودك تتعشى بعين وحواجب وصوص رموش؟
ضحك بصدمه : لا ماودي
طلعت تتركه وركض خلفها يهمس بصراخ : بنت مايصير انتِ المديرة 
وقفت قدام الموظفين : اي وحدة ؟
اشار لها ومشت نحوها تبتسم : يا حلو العيون 
وقفت البنت تناظر لها باستغراب : حبيبتي تسلمين
ابتسمت ثُريا : شفتي اللي دخل قبل شوي؟
ابتسمت الموظفة بحماس : اي سأل عني؟
ضحكت ثُريا بشدة : سأل سأل 
ضحكت الموظفة بحماس : وش قال ؟
تبدلت ابتسامة ثُريا وهي تمد يدها تسحبها من شعرها بحكم انها مكشفه تقربها منها : قال رجولك لو تدخل الشركة مرة ثانيه احملك بها حياتي 
صرخت البنت بفزع وقربتها منها ثُريا ومازالت ماسكه شعرها : وزوجي لو تتكلمين معه مرة ثانيه افقع عيونك ذي 
سحب جهاد ثُريا بصدمه وابتعدت تدفعها تبتسم : مطروده انتِ يالله برا برا
ومشت بهدوء قدام كل الموظفين المصدومين منها ومن تحول لشخصيتها في ثواني و رجوعها لثواني ..!

105



        
          

                
الليل
بيت المُهيب

1


كان بمكتبه حوله فوضى عارمة من ملفات وقضايا ومستندات تخص سعود يدور في ثغرات توصله للملفات اللي كانت تخص سالم ولا لقى شيء وتنهد بتعب يرد على شدّاد : بشر ؟
مُهاب بهدوء : مالقيت شيء بكره بروح بيتنا القديم يمكن في شيء هناك
تنهد شدّاد : لا تتعب نفسك رحته مليون مرة ولا لقيت شيء كل الملفات انسرقت واختفت 
مارد مُهاب صامت بسكون وتنهد شدّاد وقفل يتركه يناظر للقضايا غير مستوعب حجم المتاهة اللي دخلها وانه يكتم هسر عنها ويبي يبعدها من الشركة ولا عارف كيف من غير ماتشك بشيء يحسّ بحمل ثقيل وتعب وعيونه تظلم فيه ولا يشوف طنين عالي في اذنه وتشوش لذكريات وصراخ يهدّه ، سمع باب المكتب ينفتح وخطوات يعرف انها ثُريا ورفع رأسه يلتفت للباب بس مايشوف ولا شيء رغم انه فاتح عيونه ابتسمت تنطق : ارد زيارتك الصباح
رمش مرة ومرتين وعشر واغمض عيونه وفتحها يحاول يستوعب ولا تنتبه على حالته وعقدت حجاجها تنطق : فيك شيء ؟
بدأ بصره يرجع له ويستوعب ورمش يبتسم يخفي توتره ومعاناته : لا ابدًا 
سكتت باستغراب تضع القهوة امامه بهدوء والتفت لها ساكت يسمعها : وش كل هالملفات ؟
مُهاب بهدوء : قضايا تخص ابوي
هزت رأسها بفهم واكمل : ماودك تتركين الشغل والرئاسة لعقاب والاسهم تبقى لك بكل الاحوال وتتفرغين لفرع تصميم خاص فيك؟
سكتت ماتفهم رغبته : ايش الطاري ؟
ناظر لها بهدوء واكملت بنبرة غريبه : ماعجبتك بيئة الشركة ؟ غريب رغم انهم يوزعون عيون و حواجب
رفع حاجبه بدهشة من مقصدها وقف من مكتبه رغم انه حسّ بدوخة وقت وقف بس تمسك بالمكتب بقوة ومازال مظهر قوته امامها : وش سويتي فيها !
هزت اكتافها بعدم اهتمام : ولا شيء 
رفع حجاجه : متاكده ؟
جلست بالكنبه تاخذ فنجانها من القهوة التركيه : طبعًا ماتهمني
رفع جواله بخفه يتصل ولا انتبهت حتى سمعته : جهاد وش صار بالموظفه؟
سعلت بشدة تناظر له بصدمه يسمع بهدوء حتى نطق : فهمت 
قفل يرمي جواله يمشي نحوها : فصلتيها !
شربت ومازالت تتظاهر بعدم الاهتمام : ماحبيت شغلها 
ميل ثغره بسخرية : حتى شعرها ماحبيتيه !
ناظرت له تعض شفايفها واكمل : تغارين !
هزت رأسها برفض ماتهتم رغم كل نيران كانت بداخلها لحظتها : لا انت تغار ؟
رفعت حاجبها بدهشة وقت نطق بهدوء وصراحة : اي وحيل !
وقفت تواجهة اخيرًا : علشان كذا سببت لراشد اصابات للان ماشفي منها؟
هز رأسه برضى يعرف انها صارت تدري بمعرفته للماضي: وللان ما شُفي غليلي منه ولو اشوفه بشارع زدته على ماهو عليه
سكتت وتقدم منها بهدوء يبعد الفنجان من اناملها ينزله: ما اخاف من شعوري ثُريا ابوح بحبي و غيرتي 
عضت شفايفها تناظر له وتقدم نحوها : اجيب اليوم اللي أخليك تبوحين بالاثنين الان قضيتي اهم
عقدت حجاجها بأستغراب وهو يحاوط خصرها : وش قضيتك؟
نطق بخفوت : حركاتك بالمكتب الصباح عيديها
عضت شفايفها بوهقه تحاول تتحرر منه : مُهاب كنت امزح معك بس 
مارد شدها نحوه يعبث فيها وبقبلاته نحوها وترجمته لحُبها بهلاكه معها يهمس : عندي شيء بيعجبك
ضحكت بمرح : وش هو ؟
ابتسم يقبلها بهدوء : مفاجأة 
وبعدم صبر اردفت : مُهاب علمني ما اتحمل
ضحك يرفعها بين احضانه يقبلها وينطق بين قبلاته : تخرب المفاجأة 
تنهدت بفقدان امل وضحكت لان قبلاته صارت دغدغه ومرح معها ..
اليوم الثاني 
الشركة

64



        
          

                
ابتسمت تكلم سمر تسمعها : تخيلي نبي نسافر شهر عسل بس لانه عسكري لازم اجازة خارجية تكفين كلمي مُهاب يوقع عليها
ضحكت ثُريا : ابشري بس ارجع البيت اكلمه
قفلت منها بعد وقت ورفعت نظرها لفتح الباب وابتسمت تشوف عقاب يدخل بهدوء نطقت : صاير تشتاق لي كثير
هز رأسه يجلس امامها : تضربين موظفه وتفصلينها اسلوب مديرة فعلًا
ضحكت تحط رجل على رجل : أعجبك فرعون ولو 
اطال النظر فيها حتى نطق : ماتشبهين ابوك بالملامح بس الشخصية ما شفت هسطاوه الا فيه
ضحكت لانه اول مرة يشبهها بابوها ووقفت بيدها علبه ماء تنطق : تعرف اني كنت احبك بصغري كثير!
ونطقت تأكيد : كنت ..
جلست امامه بينهم طاوله تكمل : تذكر اللعبه اللي كنت تلعبها معي انا وباسل وماجد و راشد وجهاد وحنا صغار ؟
رمش يهز رأسه بالايجاب ووضعت العلبة بطاوله : كنت تلفها واذا جاء الغطاء على احد يطلب منك طلب ودائم كنت تطلب مني ابوسك من كثر ماتحبني
رمش يشتت نظراته بهدوء والتفت لها : تدرين يا بنت اخوي اني مستعد قدامك انتِ وحدك ابوح بكل الماضي ولا اخاف ؟
رمشت تستكن تناظر له يكمل : لاني اثق فيك رغم كل شيء اثق بدم سالم اللي يمشي بعروقك 
عضت شفايفها بتفكير : نلعب اللعبه ؟ هالمرة اسئلة ونكون صادقين 
ناظر لها بتفكير هز رأسه بالإيجاب ولفت العلبه بهدوء وجت لصالحها ونطقت : انت من سممت ابوي ؟
نطق بثقه : لا
هزت رأسها ولفتها ولا جت عند احد رجعت تعيد جت عندها : تعرف مين سممه ؟
هز رأسه بالإيجاب : اي
اطالت النظر فيها ولفتها وبعد محاولات ضايعه جت عليه وناظر لها ينطق : ليه النقيب يعاديني ؟
تنهدت بثقة لاجل مايلتمس الكذب : قال لي ان شدّاد يبي ينتقم لصاحبه ولانه يعتبر شدّاد ابوه يساعده بالانتقام ماذكر مين بس قال عسكري
هز رأسه عقاب يصدقها لانها الحقيقة الوحيدة الواضحة ولفت العلبة تيجي عندها : انتقام شدّاد صحيح وفعلًا قتلت خويه؟
هز رأسه بالإيجاب : صحيح
رمشت تناظر له مايكذب ولفتها تيجي عليه ونطق : ليه دخلتي الشركة ؟
اطالت بنظر نحوه : ابي اعرف حقيقة ابوي ومين يكون
هالمرة هو مد يده للعلبه ووجهها لها يفوزها ونطق : اسأليني ايش كان ابوك يشتغل 
بلعت ريقها تخاف لأول مرة تخاف من الحقيقة ومن إجاباته اطالت بنظر بتشبك كفوفها ببعض نطقت : ايش كان ابوي يشتغل ؟
ناظر لها بهدوء ونطق بالحقيقة اخيرًا : رئيس العصابة اللي كوناها بتسعينات لتجارة المخدرات 
ارتعشت شفايفها تتسع حدقة عيناها بصدمه تسمعه يكمل : عشتي طفولتك في ثراء فاحش لدرجة اني اذكر سفرته لدبي لاجل فستان لك قبل صباح العيد بكم ساعه تتوقعين الثراء ذا من شغله !
تجمعت الدموع بعيونها بصدمه ترتعش شفايفها من هول ما تسمعه ومدت كفوفها برجفة تلف العلبة نحوه تبي تسأله اول سؤال خطر ببالها قبل تنهار : بابا له دخل بقصة صاحب شدّاد ؟
اطال بصره نحوها ونطق : اذكر بالمستشفى قلتي لي انك كاتبه كلام ابوك بالاتصال بدفتر صحيح؟
مدت كفوفها ترتعش تفتح شنطتها تطلع النوته تسمعه ينطق : اقري اول شيء قاله
ارتعشت شفايفها بخوف تهمس : شكله خاننا ابدأ بالخطة
هز رأسه لانه صحيح : الخطة كانت قتل الفريق الاول سعود 
طاح الدفتر من يدها تناظر له بصدمه واكمل بغضب : انا مانويت قتله لكنه هو السبب هو لحق ابوك وتسبب بالحادث له لو ما لحقه ماكان صار شيء بابوك وامك واخوك انا انتقمت لاخوي ! سعود السبب بموته لحقه وهو يدري ان اهله معه !
وقفت بصدمه تهز رأسها برفض وعدم الاستيعاب للحقيقة ترفع يدها لرأسها تردد : كذب كذب مستحيل اصدقك كذاب ابوي مو مجرم ابوي مو تاجر مخدرات مستحيل 
صرخت تبكي تدفع الطاولة امامهم تتكسر وتنحني للملفات والاوراق تطير كل شيء امامها وتصرخ بغضب وعصبية عليه تنهار وحيل وقف عقاب يمسك كفوفها رغم مقاومتها يهديها بصراخه : استحملت كل شيء عنه وكل ذنب هو سواه اخفيته وسمعت الملامه من الكل علشان ابين انه بريء حاولت انسيك اللي تعرفينه بطفولتك لو رضيتي من البداية كان عشتي حياة افضل انتِ رفضتي وفقدت سيطرتي عليك
دفعته بغضب تصرخ بوجهه : تتوقع بصدقك! مين تكون لاجل اصدقك اساسًا انت كذاب وسارق وبياع عدمتني حياتي اللي سويته مو لاجل تحميني كل همك تاخذ مكان ابوي ومنصبه انت حقير الله ياخذك
هز رأسه برفض يناظر لها : انتِ تعرفين اني صادق ما اطهر نفسي من ذنوبي بس انتِ مو اطهر مني انتِ بنت سالم مكانك جنبي وبصفي لو عرف النقيب الحقيقة وش تتوقعين يسوي فيك؟
ارتجفت ماتستوعب حقيقة الامر ابدًا وتنهد يكمل : سالم يثق فيك لدرجة انه علمك بمكان الصندوق لوحدك لانه يدري بالقوة اللي داخلك وانك في صفه لا تخيبين امله بوقوفك ضده وتخربين سمعته!
صرخت تهز رأسها برفض تبيه يسكت ودفعته تنحني لدفتر وتاخذ شنطتها وطلعت تركض بسرعة للخارج تحت النظرات المصدومه لانهم سمعوا صراخ في مكتبها ، 
يصادف ان هذا اليوم جت بسيارتها لان مُهاب يحسب عندها اجازة داوم قبلها وطلعت بعده ، ركبت سيارتها تحرك وهي ترتجف بشدة وتعلق موج عيونها برموشها مافي شيء يوصلها للحقيقة الا شيء واحد ، الصندوق!

63



        
          

                
بعد وقت وصلت بيتهم القديم ، بيت سالم نفسه مثل ما كان ماتغير ومهجور ولا باعه عقاب ماقدر يفرط فيه ، نزلت بيدها الدفتر ترتجف بشدة تمشي للمستودع ماتوقعت بيوم ترجع هذا البيت بكل هذي المصايب والحاله هذي سحبت مجرفة قديمة بداخل وخرجت تناظر للبيت بانهيار تام فتحت النوته تقرأ الكلام اللي كتبته " عدي خمس وثلاثين خطوة من المستودع واحفري"
ارتعشت توقف بنفس المكان اللي وقفته مع ابوها قبل موته بيومين وتمشي تعد وبنفس الوقت ينرسم امامها ذكرياتها معه وهي طفله ممسكه بيده تعد معه بمرح وهي تركض حول البيت وهو يشيلها يطيرها بسماء وركض باسل واشجار امها تمشي وتبكي وذكرياتها شريط يمر حولها تعد وتسمع صوت قلبها يرتعش في جوفها حتى وصلت لغايتها ، عدلت من مسكها للمجرفة وبدأت تحفر وهي تبكي بقوة تحفر رغم ضعفها الان وانهيارها حتى حست بصلابة الصندوق ، انحنت على الارض تحفر بكلتا يدينها وتبكي بضعف ماتصدق ان ابوها بنهاية مجرم وهي ابنة عدو حبيبها ! رفعت الصندوق بثقله وشافته امامها فتحت كشافها توجهه على الصندوق المدفون مُنذ ١٧ عام وكان سالم حسّ بموته قبلها بليلة ، فتحته بعد ما ابعدت التراب عن سطحه تشوف اوراق وملفات ومستندات تسحب بعض منها تقرأ تجارة البيع والجرائم وامور خارج الدولة تحت قيادة سالم وغيرها بكت بشدة من مُر الحقيقة اللي كشفته بعد فوات الاوان وبكت اكثر من ملف فيه صور سعود وسيرته الذاتية وبقلم احمر رسم اكس على وجهه دليل نيته بقتله بكت تصرخ بشدة تطيح على الارض ترمي الاوراق وتشد بكفوفها على التراب وتصرخ بضعف وقلة حيلة الحقيقة كانت صفعات على خدها وسموم في بدنها كانت طوال عُمرها تدافع عن قضية باطله وعهد منسي ومجرم هارب من حُكم الدنيا الى حكم الاخرة ، كانت تطارد خيط دخان وسراب والرجل اللي شافته بطلها هو مجرم في نظر غيرها ، تمنت لو ماعرفت الحقيقة ولا بحث عنها تمنت لو ما اندفعت للماضي والحقائق ، تمنت لو تقدر تشافي جروح مُهاب لكنها بنهاية اكتشفت انها جُرح اخر في حياته وان موت سعود بسبب ابوها وجرائمه انه دم المجرم في عروقها وان ابوها الوحش اللي هربت منه ، بكت لان حنّية سالم عليها كانت قسوة للعالم ، بكت لانها ماتقدر تكرهه ولا تنكر انها ابنته ، كل نجد العذية سمعت صراخها وكل موج هادي اندفع معها ، سكاكين تنزرع في وسط ضلوعها والحقيقة مُرة حتى لو عرفتها وانت تآكل سُكر ..

105


أخفت الاوراق ودفنت الصندوق ومشت تجر الخيبات في اكتافها تحملها الدنيا هموم فوق طاقتها وسعتها تتلقى الصفعات من كل جانب والسعادة لا توجد في قواميسها ، ركبت سيارتها تناظر للبيت وذكرياته الجميلة تتحول لمأساوية بنظرها ، هي الآن ماتقدر تواجهه مُهاب بحقيقة ابوها ماتقدر ابدًا توجعه بصوره ذي ويستوعب انه حضن بنت عدوه ، تلوم نفسها لانها رضيت بيومين سعادة مقابل سنين تعاسة ، رفعت جوالها تتصل على جهاد تطلب منه طلب وقفلت تمسح دموعها تحرك لبيتهم تلمح اتصاله وتتجاهله حتى وصلت البيت نزلت تنفض التراب عن عبايتها ودخلت تمشي كانها مكبله بسلاسل حتى وصلت غرفتهم وشافته امامها ، نظراته القلقه عليها وحُبه اللي صار يبان في عيونه وصوته وقت نطق : وين رحتي !
ناظر لشكلها بغرابة واضح انها بكت وهنا بذات قررت تكون بنظرة سيئة وتفكر فيه على حساب نفسها ، شدت على كفوفها تناظر له تقوي نفسها : كنت تدري ان ابوك هو اللي طارد ابوي وسبب بحادثه !
رمش ترتخي ملامحه بصدمه انها عرفت وقت شافت نظراته عضت شفايفها تمنع رجفتها : كنت تدري ..!
اغمض عيونه بتعب : دريت قبل ايام من شدّاد
صرخت بقهر تمشي نحوه : تدري وماقلت لي وتركت عقاب يشمت فيني ! وش تدري بعد عن ابوي وش!
سألت هذا السؤال لاجل تعرف لو عنده علم وكتم الحقيقة مايبي يجرحها بحقيقة ابوها : ولا شيء بس ذا
ارتاح قلبها لوهلة وناظرت له بقهر تكمل : كنت اشوف ابوك بطل تعرف !
اغمض عيونه يمد كفوفه لكتفها يمسكها يقربها نحوه بصوت مُتعب : ثُريا انا وانتِ مالنا دخل بماضي اهالينا
صرخت تبتعد عنه تطيح دموعها : لنا دخل لنا ! انا وانتِ جرح لبعض كل ما اشوفك بتذكر ابوك وكل ماتشوفني بتتذكر عقاب شلون نكمل سوا !
ناظر لها بصدمه لو تنتهي الحكاية بطريقة ذي : ما اشوف عقاب ابدًا اشوف حبيبتي ثُريا !
بكت من كفوفه اللي حاوطت وجهها ورأسه ينحني جبينه لجبينها بصوت مُرهق ومُتعب : ما اشوف الا النور اللي ظهر بديجور عُمري لا تتركينا لظنون !
بكت بشدة تمسك كفوفه بوجهها : ماقدر مُهاب ماقدر انسى الحادث ومين سببه ماقدر 
ابتعدت عنه تمشي تسحب شنطتها ترمي اغراض عشوائية فيها ومشى يسحب الشنطة منها بغضب : وين تروحين ! ماتطلعين من هنا ثُريا !
سحبت الشنطة منه بشدة ولانه مرخي كفه اخذتها تكمل : بطلع ماتقدر تجبرني ابقى هنا ابدًا 
اغمض عيونه ينطق بكبرياء : لو طلعتي من هنا انتِ ترسمين نهايتنا ثُريا
التفتت له بحرقة بقلبها : تطلقني ؟ طلقني انا وانت قصة كاتبها مجنون مُحال تكتمل
مشت تطلع من عنده بقوة وغضب وناظر للباب وخروجها بصدمه جلس في السرير يناظر لبقعة وحدة هي تركته لان ابوه سبب الحادث وهو ما هان عليه يخليها وابوها اكبر مجرم !
ناظر لبقعة شارد بالحقيقة المُره ويدها اللي تركته بنص الطريق والفوضى العارمه بحياته يسمع عقله يخاطب قلبه بملامه شفت الوهم كيف أخذلك ؟ ولأي حالة وصلك ؟ ما قلت لك يا قلبي لا تحب حاجه ما هي لك!
يناظر بقايا اثرها بهدوء مُخيف فيه صامت وشارد ولا صوت غير الحقيقة يردد هذا إنت مع ظلك وحيد وأقرب أمل عنك بعيد ما توصله لا هو على أرضك ولا جناحين لك لا تنتظر أي احتمال، كانت حكاية من خيال تعال يا قلبي تعال، تعال هي في النهاية ما هي لك ..!

186



        
          

                
بالسيارة 
انهارت تبكي بشدة تركته وتركت فرحها وقلبها وسروها معه ، هي تدري ان سعود كان يؤدي عمله بس ابوها ! ماتقدر تستحمل نظرات مُهاب لو عرف حقيقة ابوها ولو عرف القصة كلها بتوجعه حتى لو انكر بتكون وجعه اللي تذكره بالماضي تركته بأبشع صورة وتركت قلبها معه تحملت الملامة لانها تدري انه عاش حياة بشعة حزينة بسبب اهلها ، بسبب أبوها ، بسبب عمها وهي الان تتحمل نتائجهم وتبتعد عنه لاجل ماتكون جرح اخر بحياته او تذكار لمأساته بكت بتعب ترد على جهاد اللي نطق : حجزت لك الشقة انتظرك
قفلت منه تسوق وتبكي بشدة حتى وصلت ..

26


الشقة 

+


دخل جهاد شنطتها ودخلت تبعد عبايتها تسمع الباب يتقفل التفتت له وبكت بشدة وتقدم لها بسرعه يحضنها يطبطب عليها وهي تبكي تسمعه : انا معك لا تخافين
بكت بتعب في احضان عائلتها الوحيده حتى هدأت تمسح دموعها وجلست قدامه بتعب نطق : علميني وش صار
ناظرت له تثق فيه : ابوي طلع مجرم مثل ابوك 
رمش بصدمه : عمي سالم!
هزت رأسها تضحك من شدة صدمتها : وهو المجرم اللي يدور عليه مُهاب
ماكان فاهم شيء لانه مايعرف مين ابو مُهاب وقصته لكنه نطق : تركك مُهاب بسبب ذا!
هز رأسها برفض : انا تركتها ماقدر استحمل نظراته لي اذا عرف بالحقيقة 
بكت بتعب وسحبها لاحضانه بهدوء : هذا الافضل ثُريا ابوي يعادي مُهاب ويبي يأذيك بدله اذا عرف انه تركك بيتوقع انك ما تهميه ويبتعد عنك اقل شيء حتى ينكشف ابوي 
بكت بتعب تردف : تركته بنص الطريق جهاد واظهرت نفسي سيئة بنظره 
تنهد مايفهم مقصدها بس يفهم انها شوهت نظرته عنها واكمل : بس انتِ مالك دخل بماضي ابوك مُهاب مستحيل يلومك بسببه
هزت رأسها بالإيجاب : ادري بس ماقدر اتقبل اني اكون سبب جرحه واذكره بالماضي 
مافهم جهاد وهمست : احبه لدرجة مستعدة اتخلى عنه في سبيل انه يعيش وينسى الماضي وانا جزء من الماضي لازم ينساه 
رمش يشوفها لاول مرة تنهار كذا بدونه وكان حُبه اقوى ماحدث لها طبطب عليها بهدوء : لا تبكين تكفين
مسحت دموعها بتعب توقف : ارجع بيتكم انا ببقى هنا الفترة ذي
هز رأسه برفض : ماودي اخليك
ثُريا بتعب : ابي اجلس لوحدي
تنهد يتفهم رغبتها واكملت : علم ابوك انه يبي يطلقني علشان يبتعد عنه المريض
هز رأسه يستوعب انها تحاول تحمي مُهاب وتبعده عن انظار عقاب وطلع جهاد وناظرت للبيت بتعب تمشي لسرير تحضن نفسها فيه وتبكي بصمت تسترجع كل احداث اليوم بصورة قاسية جدًا وتبكي لوحدها مثل ما بكت سنين لوحدها تدفع ثمن اغلاط لم ترتكبها ابدًا ..

21


اليوم الثاني 
المربط

+


جالس بهدوء يراقب الخيول بثغره سجارته اللي مايدري كم رقمها وينفث دخانه بهدوء مانام من امس أرق وصداع وحالته ابدًا ماكانت بخير ورغم ذا هادي وساكت يناظر لبقعة وحدة فقط من غير اي رد فعل على المجزرة اللي تصير بحياته ، التفت لوصول شدّاد وجلوسه بجانبه يشاركه صمت طويل قطعه بقوله : وش صار ؟
اطفأ سجارته : راحت
تنهد شدّاد يناظر له اكمل : هذا الافضل
مُهاب بهدوء : الافضل لمين ؟
شدّاد بصرامة : الافضل لحمايتها عقاب يأذيك فيها لو عرف انها راحت يبتعد عنها ويتعامل معانا نحن 
مارد مُهاب شارد وتنهد شدّاد نطق : مُهاب اترك خلاص
رفع نظره مُهاب له واكمل شدّاد : اترك انتقامك والعذاب اللي تعيشه وخذها وسافر بعيد تخلى عن كل شيء 
ابتسم مُهاب بشرود : بعد ١٧ سنة تقولي اترك ؟ ليش عشت انا ؟ 
تنهد شدّاد : يا تترك انتقامك يا تتركها هي الاثنين يا مُهاب مايجتمعون 
هز رأسه يشعل سجارة ثانيه : تركتني وخلصنا 
اطال شدّاد النظر فيه وفي سكوته وصمته وهدوءه بدأ يخاف عليه وحيل الكتمان نهايته بلا شك وبدأ يقلق ولا له حيلة ، وقف مغادر تاركه يناظر للمكان ورفع يده لرأسه من قوة الصداع اللي زاد فجأة واظلمت عيونه وانحنى رأسه بين كفوفه يشد عليه لدرجة انه رفع يده يضرب رأسه يبي يوقف الصداع ذا مايستحمله انهد بسببه ضرب بتكرار حتى ارتخى على الكنبه بتعب يغمض عيونه ليهدأ رأسه ولو لدقايق وفتحها بعدها يرجع بصره وذكرياته وليله كانت الفرقى هدت كل موازينه وأنهت بداخله افراحه وشيدت احزانه ..

80



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close