رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الرابع والعشرين 24
اسبانيا - برشلونة
+
صحت مالقيته موجود وهذا طبيعي معه ، بدلت ثيابها ولبست ملابس مريحه سمعت دق الباب توقعته هو لكنها تفاجأت بالاكل يوصل لعندها سمحت لهم يدخلونه تدرك انه بيأكل برا وغالبًا عنده شغل لكنه مانسيها وطلب لها ، اكلت وهي ترفع جوالها ترد على جهاد تسمعه ينطق بحماس : تيامووو !
ضحكت بشدة : تقريباً هذي الكلمه الوحيدة اللي تعرفها
ضحك يأكد كلامها : وغاش فيها من قوقل
ضحكت باستمتاع معه تآكل وتسولف : وحشتني مره والله اخبار الشركة بدوني؟
تنهد ماوده ينكد عليها : يعني ماشي الحال
ثُريا بعدم جهل : ادري ان كل شيء ماشي حاله مثل ماوده عقاب بس صدقني ارجع واتفضى له
جهاد تغير للموضوع : اي قلبتي الدنيا هنا محاكم وسافرتي؟
عقدت حجاجها بأستغراب : محاكم ! اي محاكم ؟
سكت مايفهم شيء : مارفعتي قضية تطالبين بالورث من ابوي؟
رمشت بصدمه تناظر للفراغ : انا !
وقف جهاد يسمع صوت عقاب وصراخه : جاء شكله هايج من الخبر ليه ماقلتي لي قبل ؟
اغمضت عيونها ماتفهم شيء ولا تستوعب واشتد صوت عقاب لذا نطق جهاد : دقايق بروح اشوف وارجع لك
قفل منها وسهت تناظر حولها تترك الاكل وتغسل يدها تمشي للبلكونة المطلة على برشلونة بصورة جميلة جدًا تحاول فهم اسباب السفرة المفاجئة وعلى مايبدو بدأت تتضح كل شيء وتكره انها انوضعت في موضع الاستغفال منه هو بذات !
ساعتين بضبط على وضعها تفكر بقهر وغبنه لو يطلع تحليلها صحيح ، سمعت صوت فتح الباب دلائل وصوله ما التفتت له ابدًا ، دخل يناظر للاكل بارد و متروك وعقد حجاجه مستغرب : ليه ما اكلتي ؟
التفتت له تناظر نحوه من البلكونة يمشي نحوها مستغرب يسمعها : مو قبل ما نتكلم عن اكل الورث
رمش يبدأ يفهم ان وصل لها خبر بطريقة مايبيها ابدًا وهذي هي تنفعل الآن تمشي نحوه : كيف تقرر قرارات تخصني بدل عني ! لاجل ذا سافرنا تبعدني عن الوسط ؟؟
اغمض عيونه بتعب تنهد : ماكانت هذي نيتي ابدًا
صرخت بقهر ماتستحمل كذب منه هو بعد : ايش تهمني نيتك انا لو افعالك نفس عقاب ! تحطني بموضع الغشيمه ادري من جهاد اني اطالب بورث ؟ اي ورث مُهاب اي ورث!
تنهد بتعب ماتعطيه مجال يوضح واكملت بقهر : ارفع قضية اعتداء قضية حرمان قضية حقوق بس ورث ؟ تتوقع انا ابي كم فلس من عقاب !
وقت شافت سكوته وصمته زاد قهرها تسحب معطفها الطويل وتلف وشاحها تناظر له بانكسار : اخر واحد توقعت ان الفلوس تهمه هو انت ! تعشمت فيك وهذا جزاي
مشت بغضب الا من يدينه تحاوط معصمها بشدة تمنعها الحركة رغم مقاومتها ورغم انها تنتظر تبرير نطق : على وين!
صرخت بغضب : جهنم المهم مكان انت مب فيه
ما ترك يدها يدري انها تتهرب منه وان ضعفها تخفيه الان بصراخها : اجلسي تحسبينا برياض ! تعالي نتفاهم مثل الخلايق
ضحكت بصدمه منه ومن بروده : نتفاهم ؟ توك تتعلم الكلام والتفاهم !
اعتلى صراخها بقهر : وين كنت وانت تتخذ قرارات تخصني بدلي ! وين كان التفاهم وانت عايش وضعيه المتسلط ؟ تبي فلوس هذا اللي يهمك ؟ خذها والله مابغيتها ماهي اغلى من دم ابوي المسموم
اغمض عيونه يهدي نفسه لان غضبين بنفس المكان هلاك لا محالة وارخى من قبضته لها يشوفها تسحب شنطتها وتطلع يدري انها بتبقى بالفندق وتهدأ ويشرح لها كل شيء كان خوف عليها هو لاول مرة يضع شيء قبل انتقامه وكانت هي ..
68
عند ثُريا طلعت بغضب وقهر ودها تبكي لانها تعبت وكثير تعبت بس حشى تنحني ، تدري انه تركها واثق بتبقى بالفندق بس هي اشد جنون من ظنونه وطلعت من الفندق بكبره ترفع الوشاح تغطي شعرها وتشد المعطف الطويل الساتر على جسدها تمشي في الشوارع تغادر الفندق والحي بكبره ، مشت ما تلتفت وراها ابدًا تلف مئة لفه وتمر بين الطرقات والأحياء الشعبية والمدينة لين تأكدت انها تركت الفندق كليًا خلفها وابتعدت بمقدار يسمح لها تنحتي عند الجسر الطويل بتعب ، رغبه بالبكاء من مقدار الضغط اللي تعرضت له ومن شعور القهر منه وهمست تحدث نفسها : ليه ودك تبكين بسببه ؟ مين هو!
مجرد ما سألت " مين هو " تساقطت دموعها وانتفض قلبها بين ضلوعها كانه يذكرها مين هو وكثر ايش تملك كل جوفها ، ولان العزيز غلطاته مثله عزيزه وكبيره مثله كانت غلطه واحدة منه سبب في زرع قهر بجوفها مشت معه درب كامل اي موضوع يخصه شخصيًا ما اخفته ابدًا كيف هان عليه يخفي ان ابوها يملك ورث لدرجة تسمح لها بالمطالبه به !
وليه حتى يطالب فيه هو سرًا عنها ويسفرها كانه يمنعها تكون موجودة ويمنعها من وسط يعنيها وحق يخصها !
هي مافهمته ابدًا ولا استوعبت رغباته ولا أعطته احقية بالرد رغم انها متأكده حتى لو في فرصه يرد ماكان رد ..
رفعت عيونها تمسح دموعها تجلس على مقعد في الطرقات تمر الساعه تتبعها ساعه وتتوه بالليل البارد تناظر المارين حولها هذاك عاشق وهذاك مكسور ..
18
الفندق
تركها لمقدار ساعتين تمتص غضبها وطلع بعدها يدور عليها بالفندق توقعها في الكوفي او المطعم المجاورة بس مالقيها ابدًا دور في كل مكان قريب من الفندق بس ماكان في اي اثر ورفع جواله يتصل عليها ولا ردت ، رجع الفندق غرفتهم يدق يسمع رنين جوالها بالسرير واغمض عيونه مايستوعب وين ممكن تروح وكيف ممكن تتصرف في بلد ماتعرف حتى لغتهم وبث رعب بقلبه لا يوصف ينزل الاستقبال يركض يحدث الموظفه : هل رأيتي امرأة متوسطة الطول بمعطف اسود ؟
سكتت تتذكر البنت اللي جذبتها بسبب وشاحها المغطي شعرها : ترتدي وشاح ؟
هز رأسه بتأكيد واكملت : غادرت مُنذ وقت طويل ساعتين تقريبًا لم تعد حتى الآن
اغمض عيونه بتعب وفتحها يكتب على ورقه امامه رقم : اذا ظهرت اتصلي على هذا الرقم
هزت رأسها بتأكيد وطلع بعدها يدخل كل مكان قريب من الفندق ويدخل كل طريق ويدور عليها في كل رصيف وبجانب كل بيت ويهلك بكل ما تعنيه الكلمة من دمار ماتملك شيء وين ممكن تروح !
يلوم نفسه مالحقها ولا سكتها وشرح لها لاول مره يكره مُهاب واطباع مُهاب وسكوت مُهاب هذي ثاني مره يحسّ بفكرة انه ممكن يخسرها بعد قصة الخطف وهو عايش معها في خوف وعجل كانه بيموت بكرا ورغم كل شعور بجوفه لها ما باح بشيء ، عدت الساعه تتبعها ساعه وصار المجمل اربع ساعات من العذاب والهلاك والصراخ في شوارع أسبانيا يناديها لين ظنوه مجنون ..!
12
عند ثُريا
مجرد ماحسّت الوقت تأخر خصوصًا انها طلعت والساعه تقريبًا تسع الليل المكان بعيد ومظلم والشوارع مافيها الا اشكال مريبة ، فتحت شنطتها تدور جوالها وارتعشت وقت مالقيته ! كيف نسيته ولا انتبهت حتى من كثر التفكير !
ماتملك الا كم يورو ناولها مُهاب وهم بالمطعم احتياط ، مشت توقف في الرصيف ترفع يدها تنتظر سيارة اجرة حتى توقفت واحدة ركبت بريبة ماتضمن الامان هنا ابدًا ، وقت بدأت تبي تنطق اسم الفندق ارتجفت لانها ماعرفته! ماتذكرته حتى ولا انتبهت لاسمه ، اغمضت عيونها تسمع السائق يحدثها يطلب موقع ولا فهمت شيء وسكتت بتفكير وين ممكن تروح في بلاد ماتعرف احد فيها ، ولا تتكلم لغتها ، ضايعه ولاول مرة تكره تهور ثُريا وعجلتها ، همست باول مكان خطر ببالها : ساغرادا فاميليا
رمش يحدثها بالاسباني : الوقت متأخر مغلقه الان
ماردت لانها مافهمته وشافها ساكته وقت طويل لذا حرك وهو مرتاب منها ، ماتدري ليه اختارت هالمكان لكنه المكان الوحيد اللي تعرفه وهو يعرفه ، مُهاب يعرفه ..!
22
وصل هناك ودفعت له وشافته مصدوم قدرت تخمن ان المبلغ اكبر من حقه ولا ردت تتركه تمشي تدخل الطريق اللي مشته مع مُهاب توصل الحي اللي قال لها عنه تمشي طويلًا حتى وصلت امام البيت اللي عاش هو فيه وعلمها عنه ، تناظر لشوارع وصندوق الهاتف الاحمر القديم تمشي ووقفت عنده تحاول تتذكر رقم مُهاب بس تذكرت ان الفلوس خلصت منها وتجمعت الدموع بعيونها تراقب الطرقات بصدمه كيف ضاعت هنا في بلاد الغرب واهل غير اهلها وناس مايتكلمون مثلها الموطن الوحيد هنا كان مُهاب والآن مُهاب مو حولها ولا يمّها تراقب الرجل السكران بنهاية الطريق تسمع صراخه وكم بنت يمشون بعجلة حولها غُربة استوطنت فؤادها وضاعت فيها ، خوف ماتوصفه من الاشكال الغريبة البعيدة عن امان الشماغ و موطن الثوب وستر العباءة ، رمشت ترفع نظرها ماتبي تبكي تكره النسخة من ثُريا هذي لكنها تعبت تتلبس القوة وبدأت تتخيل سيناريوهات مُرعبة ممكن تصير لها ، عضت شفايفها تقاوم دموعها تمشي في الطريق المُظلم البعيد الا من انوار طرقات خافته وحكايات مسروقة غُربة اسبانيا بروح الأندلس والديار المنسية ..!
17
ارتعشت اطرافها كلها ينتفض قلبها بيّن ضلوعها تلتفت خلفها بعد سماعها صوته ناطق : ثُريا !
لوهلة حست انها تتوهم وانه من العدم لكن دموعها تساقطت مجرد ماشافته واقف بطول معطفه الاسود امامها وبطوله الفارق واضح الخوف في ملامحه رغم هدوءه بعد ارتياحه كان يركض مثل المجنون الساعات السابقه وصل فيه الامر يحاول يبلغ الشرطة لكنهم طلبوا تمضي ٢٤ ساعه قبل البحث عنها ومستحيل ينتظر كل هذا الوقت وبدأ يفكر وين ممكن يلقاها وخطر بباله هذا المكان لو يعرف ثُريا ولو بمقدار ذرة بتيجي هنا وهو متأكد من ظنونه واحاسيسه كان امل اخير تمسك فيه بنواجذه كان جوفه يحسّ ويدرك وماخابت توقعاته ابدًا واماله ..
2
مجرد ما شاف قفاها تنفس النفس الطويل تتسع رئته واخيرًا بعد ساعات من الخوف والقلق ، ظهوره الان امامها سبب في تساقط مدمعها وخطواته السريعة نحوها سبب في انها ترفع يدينها بتعب له تمشي اخف منه لانه اسرع بمشيته ترفع كفوفها لنحره مجرد ماوصل لها ورفع كفوفه لخصرها ووسع ظهرها يضمها لجوفه بتعب منه ومنها ، بكت تطيح دموعها وهي بحضنه تتنفس رائحته تحس بكفوفه والامان يرجع لها والوطن مُلك لها ، استراح قلبها بين ضلوعه وكتوفه وصدره ولمساته وأنفاسه المضطربه مثل اضطراب قلبه وقلبها ودموعها تبلل معطفه يطيح وشاحها ولولا ان المكان فاضي ماكان سمح لشعرها ينتثر حوله لكنه متأكد من فراغه من بصره اللي امتد لشارع يشهد انه فارغ بعد منتصف الليل ، اخذ الكم الهائل من رائحتها لجوفه حتى هدأ فؤاده ابتعد عنها بمسافه بسيطة يتيح فرصة تلاقي اعينهم ببعض وسيل نظراتهم رفع كفوفه تتوسط وجهها بتعب من كل شيء نطق : وش اسوي فيك ؟
ناظر لرمش عيونها المبلول وعذب وجهها بين كفوفه والانارة الصفراء فوقهم تضيف رونق خاص وشاعرية وهي تسمعه : وش كان بيصير لو ماقدرت اجيك ؟
ناظرت له تترجع بخطواتها للخلف ينفصل كفه عن وجهها تنطق اخيرًا : تجينّي لا تخاف انت اساسًا ماتسمح لاحد يأذيني الا انت
ناظر لها متعجب ماتشوف كيف اهلكته وتتهمه ! : انا اذيك!
مسحت دموعها بعنف تهز رأسه بالإيجاب : لا تنكر طلبت مني نمشي سوا بهالدرب ومال طريقك عني وبديت تخطط لكل شيء من غيري وحطيت انتقامك قبلي و..
انقطع كلامها من صراخه لأول مرة وعصبيته لأول مرة امامها بشكل ذا : ماحطيت !
رمشت تسمعه يكمل : انتقامي كان قبل كل شيء وانتِ وحدك كنتي قبل انتقامي ..!
بلعت ريقها من شكله تسمعه يكمل : خفت عليك ! انا اللي ماهز ارتعاشي خوف خفت عليك ..!
رفع كفوفه بتعب يمسح وجهه لانها تهده وتقلب احواله وتطلع فيه مُهاب مايعرفه واكمل : شلت هم يطلع خلف ابوك شيء ماتوقعتيه اسباب القضية شيء مختلف ماله دخل بالمال انتِ لو اعطيتيني فرصه كنت تكلمت
صرخت بقهر تقاطعه برجفة حروف : انت ماتتكلم مُهاب انت ساكت الحجر ينطق وانت ماتنطق !
جاراها بصراخ لاول مرة : وش تبيني اقول !
ونافسته بصراخها : الحقيقة مابي شيء غير الحقيقة !
اخذ نفسه يتبعه اعترافه الاصدق الاعذب مع علو صوته تسمع سماء اسبانيا صدق مشاعره : جُنّ قلبي فيك ثُريا ..!
رمشت ترتخي ملامحها وقت تقدم نحوها يرفع كفوفه يحاوط وجهها يكمل : انا مدرب في ميادين المعارك أحتمي من النار ما دربونّي في مواجه عيونك ..!
329
كانت اخر عبارة قالها قبل يتقدم نحوها محاوط وجهها بكفوفه ومنحني لها بثغره يلامس ثغرها في أرق قُبلة ارتعشت لها قلبيهما ما قال - أحبك - بابتذال لانه تعدا اوساع هالكلمة قال - جُنّ قلبي - من فرط حُبه لها جنّ قلبه فيها ، قُبلة طويلة كان فيها ساكن وهادئ وكانه يقيس رغبتها فيه وقبولها ومجرد ما حسّ بيدها ترتفع لشعره تشده نحوها تعلن معه الاستسلام لرغباتهم انغمس في قُبلته العفيفه يحولها لقُبلة هالكه مثل هلاك مشاعرهم هالليلة ، قُبلة اولى وما قبلها لا يُحسب ، لا يُذكر ، منها وإليها بدأ الحياة ، لانه شجاع ما عرف الخوف الا من دخولها لحياته ولان ثلاث ارباع المحبة خوف وامان وتقلب بين المشاعر نسج معها الحقيقة من خيال واعترف بعد ليالي من الوله ، رفض يغطي الشمس بغربال صوت جنون قلبه اقوى وأصدق من الف حكاية و بُرهان ، والديجور قاتم مازاره النور الا من لحظة قبولها على حياته ، غرد في اغصان جوفه صوتها وتفتحت الف زهرة في جفاف عمره ، أشرقت شمس النهار في عز حلكة الليل ومن سماء نجد العذية لسماء برشلونة العذبة تفجر بركان حبه وبانت حقيقة خباها بين طيات الوهم ومهما تجاهل صوت العشق وحلف انه أصم هدت فيه دوافع الحياة وانعشت روح من قرن هالكه بثت فيه انقى قصص الغرام واكثرها جنون وتدلى عليه العطش لين ارتوى من ثغر عذب و حُب اقوى من لهيب الانتقام واغدار العُمر واصدق من مواضيع الخيال قصة وان ذُكرت في الف كتاب ما ذُكرت مثل ما سُردت هنا ، في مركب الهوى ..!
216
ابتعد حاجة للهواء ولا البعد ما نواه ابدًا ، التقطت انفاسها أغمضت عيونها طوال قبلته من فرط مشاعر تفجرت في جوفها وهدت حصون ضلوعها وهزمتها أشر هزيمة ، فتحتها بعد ما ابتعد بوقت تناظر له امامها يرخي جبينه على جبينها بتعب ، اخذت نفس وانتبه على كل هذا الارتباك واعتدل بوقفته يسحبها لحضنه يستقر رأسها في وسع صدره لدقايق على نفس هذا الهدوء و الوضع الا من صوت قلبيهما المضطرب من شدة مشاعرهم ، ابتعد بعدها عنها ينحني للوشاح في الارض يرفعه لشعرها يغطيه وانزل كفوفه بكفها يمسكها ويمشي بهدوء في صمت تام يرجع لبداية الطريق في مكان ماوقف سيارته ، فتح لها الباب وركبت تضم كفوفها شنطتها تشد عليها وركب يحرك في صمت تام انهى هذا الصمت اخيرًا قوله : في قاضي يوقف بصف عقاب ورفع شدّاد قضية لاجل نعرفه وبعدها لك حُرية التنازل ..
كان يبرر لها لان هي وحدها من يهمه امرها وتبع قوله : ماكان ودي تدخلين المحاكم لاجل قضايا ورث وغيره المحكمة الوحيدة اللي ارضى بوجودك فيها هي محكمة عقاب وحُكم الاعدام له ..!
رمشت تلتفت له تشوفه هادئ يسوق بعد ما بث بجوفها فوضى وضجيج مايعلم فيها الا الله ، عضت شفايفها ماترد ابدًا يستمر الصمت حتى وصلوا الفندق ونزلت يتبعها هو ومن تجمع الموظفين أدركت انه قوم الدنيا عليهم ومن كلامهم لها ادركت انهم مبسوطين انها بخير ، شافته يتكلم معهم يطمنهم وتقدم يطلب اكل لها ومشى بعدها بجانبها للمصعد يشوف ربكتها وكيف تشد على الشنطة ، وصلوا ودخل قبلها للحمام وتنهدت تبعد معطفها تنثر شعرها تناظر للمرايا وترفع طرف اصابعها لثغرها تتذكر ملمس شفايفه وترتبك حيل ..
دق الباب وطلع من الحمام يجيب الاكل لانه مُدرك انها ما اكلت اليوم كثير وناظر لها : كُلي وارتاحي
رفعت نظرها له بهدوء اخيرًا نطقت : ماودك تأكل ؟
هز رأسه برفض بتعب : ما ودي
مشى لصالة يعطيها راحتها واكلت شوي تستكفي فيه حاجتها ، دخلت الحمام تبدل لحرير فوقه روب تمسح وجهها وتتجهز لنوم وطلعت تمشي لتسريحة تاخذ المشط تمشط شعرها ورفعت نظرها لقدومه من الصالة بعد ماكانت تسمع صوته يتصل معصب ما تدري اسباب غضبه ، مشى يناظر للحرير فيها وتقدم يوقف خلفها بهدوء ناظرت له من المرايا خلفها ورفع كفوفه يحاوط خصرها اغمضت عيونها مجرد ماحسّت بيده على خصرها وانحنى بجذعه لنحرها يُقبلها بهدوء اغمضت عيونها بقوة تحسّ بانفاسه وبكفوفه تلفها بحيث تصبح قباله بضبط يرفعها بخفه فوق التسريحة ومازال ثغره يجول في رقبتها يزهر التوليب في خضار عروقها بشغف ورغبة عارمة تتمركز في جوفه تستجيب لها كل جوارحه تحسّ بانفاسه وترفع كفوفها تحاوط خصلات شعره تتخلخل بين اناملها من لهفته فيها ورغبته المحبوسه بجوفه طوال شهور زواجهم تعدت النصف سنة حارم نفسه من خمرها الحلال المباح في ارجاء جسدها ، رفعها بخفه تعقد هي خصره برجولها يمشي لسرير منغمس في تقبيلها حتى ارتخى ظهرها على عرض السرير تحسّ فيه بهذا القُرب الهالك وترتجف ماتخطت للان كل حواجز خوفها لذا رفعت كفها على كتفه تبعده بخفه وصوت يرتجف : مُهاب..!
رمش رغم عدم حتمية ابتعاده الا ان صوتها الخواف اجبره يبتعد بهدوء ينظر لها وهو فوقها ملامحها الخايفه تمنعه عن رغبته والارتواء ونطق يطمنها : مايصير الا اللي ودك ومتى ماودك وكيف ماودك ، عُمري ما اقبل عليك بخوف ثُريا ..
قال عبارته يبتعد عنها رغم كل رغبه سكنت جوفه الا انه مُحال يقترب منها الا برضاها واقبالها عليه ، انسدح واعطاها قفاه يقفل الابجوره ورمشت تضم كفوفها لبعض تخاف لو يحسب فيها شيء مو صح او انها ماتبيه وبقيت على وضعها دقايق ترتجف ماتدري وش تسوي ،
130
رفعت جسدها على جنب تتقدم نحوه قوة قلبها ورغبتها ترفع ذراعها تحاوطه تحضنه من الخلف يستقر رأسها على ظهره وكفوفها على صُلب صدره ، اغمض عيونه بتعب يحني رأسه للاعلى يسمعها : ماكان رفض لك مُهاب بس اللي عشته اقسى من ظنونك ..
مارد كان ساكت يبي يعرف انها تبيه مثل مايبيها وتتغلب على كل خوفها واكملت برجفة من سوء الذكريات : في بيت عقاب كل انواع العنف عشته حتى ...
انقطع كلامها من كفوفه اللي تمسك بكفوفها تفصلها عن صدره توقعت يرفضها لكنه التفت لها بهدوء يسحبها لحضنه يشد عليها بقوة ينحني لاذنها هامس : لا تقولي شيء ، لا تتعبين نفسك بالكلام أصدقك قبل ماتقولين شيء ..
رمشت تحاوطه تحضنه واكمل بهدوء : وقت ماودك انا هنا ما أردك ..
اكتفى بهذا القدر من الكلام وأغمض عيونه يخبيها بحضنه واغمضت عيونها تتخبى بصدره لأول مرة ينام كل واحد منهم في راحة وامان ..
تجنّ عقول المجانين و مُهاب وحده جنّ قلبه ..!
211
بعد كم يوم
المملكة - العاصمة
1
كانت الليالي تمر بهدوء على سمر تقضي الليل تتصل فيه على فراس تعيش معه الذ الحب وأطهره يوعدها وتصدقه وتثق فيه وانه فعلًا ما يتركها ويحارب الدنيا علشانها ، قفلت بعد وقت تشوف رسالة ثُريا واتصلت عليها تبتسم تنطق : حي الله ريحة اسبانيا
ضحكت ثُريا تلف شعرها باصبعها : وحشتيني والله
سمر بامل : وش صار مع مُهاب ؟
تنهدت ثُريا تفهم مقصدها : ماكلمته للان بنطلع العصر قال مزرعة عند المصنع وبس يروق كذا بفتح الموضوع معه
هزت رأسها سمر بفهم : وانتوا كيفها علاقتكم؟
عضت شفايفها تتذكر الليالي الهادئة معه والسكون العذب والراحة : اكتشفت شيء سمر
سمر بأستغراب : وش ؟
ضحكت ثُريا بعباطة : ان اللي يحب يصير غبي
تراكمت ضحكات سمر بشدة : توك تدرين ! اصبري المرحلة الجاية تصيري دلوعه بالغلط
صرخت ثُريا تضحك : الله لا يسمع منك اسكتي
ضحكت سمر : عاد انتِ فيك تلاعب رهيب يلوق عليك العب هذا
ابتسمت لانها تقصد لغة الجسد وحركاتها واكملت سمر: اي مستوى وصلتوا له بعلاقتكم ؟
عضت شفايفها تناظر حولها : امان يمكن
ضحكت سمر : انا اول معجبه بهذي العلاقه انتوا مسلسلي المفضل في ارض الواقع
ضحكت ثُريا تاخذ وتعطي معها وقفلت ترتب شنطها وتجهزها قبل يوصل ..
63
القسم
1
مكتب شدّاد بين اشغاله دق الباب العسكري وسمح له بدخول يسمعه : السفير عقاب برا
هز رأسه شدّاد ؛ دخله
ماهي الا ثواني حتى دخل عقاب يسبقه صوت عصاه يمشي يجلس امامه وتكتف شدّاد مبتسم : مضيع ولا قاصد ؟
اطال فيه النظر يتبعه : توقف بنت اخوي ضدي ؟
ابتسم شدّاد : انت وقفتها ضدك من قبل ١٧ سنه لو ضميتها و رحمتها وكفلت يتمّها ماكان وصلنا هنا
ابتسم عقاب : كل شيء يخص اهلي انت مالك دخل فيه
شدّاد باستفزاز : هذا زمان يوم كانت رقابتك عليها اليوم هي زوجة ولدي وبنتي يا عقاب
ضحك عقاب بسخرية : ولدك !
تكتف شدّاد يناظر له يسمعه يكمل : انت تعرف اني كاسب للقضية ذي وتعرف انك لو استمريت تنبش وراي ما انحرق وحدي بتحرق كثير معي و اولها زوجة ولدك!
قالها بسخرية باخر كلمتين ورمش شدّاد يفهمه حيل ويفهم مقصده وتركه عقاب يطلع يتركه يفكر بهدوء حتى رن جواله واخذ يسمعه ينطق : تغير القاضي زي ماتوقعت
ابتسم بهدوء : جيب اسمه وزلاته نبلغ عليه ينفصل بإذن الله
قفل يرسل رسالة لمُهاب يطمنه بنجاح فكرته ..
18
اسبانيا - برشلونة
+
في سيارته بعد رجوعه من مشوار يقرأ رسالة بابلو يذكره بموعد اللقاء ، التفت لرقم دكتور نفسي كان يروح عنده بسنواته الاخيرة وضغط عليه يتصل ينتظر رده حتى سمعه : يا مرحبا ومسهلا حي هالطاري
ابتسم مُهاب لانه يعزه وحيل : الله يحيك بندر وش اخبارك عساك طيب
ابتسم بندر بمزاح : انا طيب دامني خلصت مواعيدي معك
ابتسم مُهاب لانه مانسى : للان ما نسيت ؟
ضحك بندر بشدة يتذكر ويمازحه : انسى اغرب مريض جاء عندي ؟ للان كل ما اتذكر انك دخلت تسلم علي واسألك وترد علي بخير يرتفع ضغطي والله العظيم انا من كثر مافقدت الامل انك تتكلم جلست اشكي لك علشان احلل الفلوس اللي دفعتها
اتسع مبسم مُهاب من شخصيته المرحه اللي ماتغيرت : خمس سنين تعيد نفس القصه
بندر : وخمس سنين ماقدرت اشخص حالتك للان
مُهاب بهدوء : انا ادرى بها لا تشيل هم
أبتسم بندر : اي ماقلت لي وش سر الاتصال امرني؟
تنهد مُهاب بتفكير : الادوية اللي تعطى لمريض في شهار هل ممكن انها تأثر على عقله وتنسيه ماضيه ؟
سكت بندر بتفكير : غالبًا كل دواء له مضاعفاته ولكن على حسب الغرض من استخدامه لدواء
مُهاب : واذا ماكان مريض اساسًا ويعطونه ادوية ؟
عقد حجاجه بندر : ممكن تأثر عليه سلبيًا وعلى تفكيره ونوع الدواء يحدد تأثيره وبصوره عامه ممكن في ادوية تأثر على ذاكرة الانسان وتنسيه ذكرياته وتلخبط فيها
رمش مُهاب يتأكد من ظنونه : مشكور بندر وصلت للي ابيه
ابتسم بندر ؛ في الخدمه دائمًا
واكمل بحرص : كيف صداعك ونومك بعده معك ؟
تنهد مُهاب يحك جبينه : الامور طيبة
ضحك بندر : نفس ماقلته من خمس سنين ماتتغير بعدين تعال تناشد تبي دواء
ابتسم مُهاب يمازحه : اوصفه من الان يومين وجايك
ضحك بندر و ودعه يقفل تنهد مُهاب يقرأ رسالة شدّاد ويرتاح ويتذكر كلام بندر ويقلق لانه بدأ يفهم ليه عقاب وضعها في المستشفى واجبرهم يصدقون انها مجنونه ، في سر كانت تعرفه وفي امر هي وحدها من يعرفه ومايدري اذا تذكر او لا ، تنهد ينزل من السيارة يترك الموضوع لبعدين في أمور كثيرة تاركها على رأس القائمة الاختطاف اللي صار وكلها بتاخذ حقها لكنه يحسبها بباله صح ..
48
دخل غرفتهم يشوف شنطهم جاهزه وشافها طالعه من البلكونة واطال النظر فيها يتنهد بارتياح من فكرة وجودها حوله ، عاش الايام الماضية معها في هدوء يتمشى معها تحت سماء برشلونة يلتمس خوف فيها من الجاي وهادئ ينتظرها تبادر بالكلام وتكشف عن مخاوفها .
سحب بلوزته يفسخها يسمعها : متى بنطلع؟
رمى البلوزة بسرير : اغتسل ونطلع
شافت الحرق بكتفه وأثره اللي بيبقى طول عُمره يذكره فيها وناظر لنظراتها لجسمه ونسى حرقه ، ميل ثغره بهدوء : وش تناظرين ؟
رفعت حاجبها بدهشة من نظراته وفهمه وشتت نظراتها بصدمه منه : ما اناظر لك !
ابتسم بخفوت يسحب ملابسه يمشي للحمام واستغربت انه ما استغل الوضع لصالحه مثل كل مرة بس الاكيد انه مستعجل لطلعه وتجهزت حتى طلع من الحمام يتجهز ويطلع الحقائب رفع نظره لها ومد كفه وناظرت لكفوفه ومدت كفها تستشعر يدينه تحتضن كفها يطلع من الفندق وسحب الموظف الحقائب يرفعها لسيارة اخذت الدقايق من وقتهم حتى استقروا بسيارة وفتح الموقع يحدد وجهته مدينة - كوستا برافا - كانت مدينة ساحلية تبعد عن برشلونة مقدار ساعه ونصف تقريبًا تحيطها البحار والجبال والاشجار بمباني جميلة جدًا تكسيها الون البُني كانت جذابة بمعنى الكلمة واندهاشها الآن خير دليل تناظر من الشباك بإعجاب حتى توقف امام مزرعة كبيرة بوسطها بيت فخم جدًا وعلى بعد مسافه يقع المصنع ،وقف وابتسمت تنزل من السيارة بحماس تشوفه ينزل الحقائب ونطقت : حلو المكان جدًا
هز رأسه بالايجاب لانها مو اول مرة له هنا : بتشوفين البحر بعد احلى
4
دخل يسحب الحقائب ودخلت تراقب البيت وطرازه الكلاسيكي طاولة البلياردو وكنب بُني مدفأة وبار للمطبخ لوهله تذكرت المربط لكن هذا اكبر بغرف اكثر ومجالس واطلالة الصالة على الحديقه والجبال منظر رهيب ، التفتت له تسمعه : بيجون هنا بنلتقي في المصنع و زوجة بابلو ودها تتعرف عليك
تكتفت ترفع حاجبها تتذكرها : ليه ترسل لك وش ودها؟
ابتسم بخفوت من حركاتها ونظراتها اللي تخفي خلفها غيرتها تقدم لها يبعد خصله تمردت على جبينها : بابلو قال
ابعدت يده تتجاهله تتظاهر بعد الاهتمام : ما افهم لغتهم وش اسولف معها
مُهاب بهدوء منتبه على حركاتها : بالاشارة
رفعت حاجبها من سخريته وقبل ماترد توقفت سيارة بابلو و نزل مع زوجته وبعدها سيارة ليون تقدم مُهاب لهم يسلم عليهم ودخلت ڤيلان باتساع : مرحبًا
ابتسمت ثُريا ماتدري شلون ترد عليها وضحكت ڤيلان بمرح تفتح جوالها تسجل صوتها في المترجم : قال لي زوجي انك لا تجيدين اللغه لذا لم يمنعني ذلك من تحميل برنامج ترجمة لن افوت فرصه التعرف عليك
اخذت ثُريا الجوال تقرأ وضحكت بعد مافهمت كلامها ونطقت : اجيد التحدث بعض الكلمات الانجليزية
قرأت ڤيلان المترجم وابتسمت : هذا جيد يسهل تواصلنا
جلسوا وناظروا كل وحده لثانية بإعجاب نطقت ڤيلان بمساعده المترجم : رغبت بإن نجتمع أربعتنا ولكن قال لي زوجي عن دينكم لا بأس سعيدة بك ، ماذا تعملين ؟
ابتسمت ثُريا ترد عليها بالمثل : وانا ايضًا سعيدة بك ، حاليًا لا اعمل ربما في المستقبل القريب ، ماذا عنك ؟
ڤيلان باتساع : انا مصممة ازياء
بانت معالم الدهشة في وجه ثُريا مجرد ما قرأت كلامها ونطقت : حقًا !
ضحكت ڤيلان باستغراب : نعم هل تحبين التصميم ؟
هزت رأسها بالإيجاب واكملت ڤيلان : هل أستطيع مشاهدة بعض تصاميمك؟
قرأت ثُريا رغبتها ومشت لشنطتها تطلع الدفتر وناولتها وانبهرت من الرسومات تردف : لا اصدق انها مدهشة !
رفعت كرت فيه اسمها وعملها ورقمها : استطيع مساعدتك في يوم من الايام تصاميمك رائعة حقًا
ابتسمت ثُريا تاخذ الكرت بامتنان وتفكير طويل ..
12
عند مُهاب
+
توسطوا الثلاثة مع اشخاص اخرين المصنع القريب من المزرعة ، دخل يجرب العينات ويوقف امام مجموعة هائلة من الروائح نطق : احتاج بعض الوقت لتحديد ما ارغب به
بابلو : كنت اعلم انك ستقول ذلك لذا طلبت منك المكوث هنا بعض ليالي
ابتسم مُهاب بامتنان واكمل ليون : نحن سعيدون بالعمل معك مجددًا في المساء هناك حفل لشركتنا على نجاحها أرغب بحضورك
اكمل بابلو يحاول يقنعه : الاحتفال في الفندق المجاور قريب من المزرعة سأكون سعيد بوجودك
ابتسم مُهاب : سأحاول ، الامر المهم الآن إيجاد تركيبه العطر الجديد ستكون جاهزه خلال ايام
ابتسم بابلو : اثق بك
مضوا الوقت بالمزرعة وطلعوا بعدها تاركينه يمشي بهدوء في الحديقة ، طلعت ثُريا بعد مغادرة ڤيلان تضم وشاحها جسدها والتفت لها يطمنها : خذي راحتك محد حولنا
هزت رأسها بفهم تمشي تجلس معه بالجلسة الخارجية نطق : جازت لك ؟
هزت رأسها بالايجاب : عسوله
تنهد بارتياح لو تنزعج منها وناظرت له بفضول : بتصنع عطرك الجديد هنا ؟
هز رأسه يشير للمصنع : هنا الروائح بختار منها
عضت شفايفها بحماس : بروح معك
ناظر لشفايفها بهدوء اعتدل بجلسته يقترب منها بهدوء : وين ؟
تدري انه فاهم وعارف ويتلاعب معها وشتت نظراتها بتوتر عنه ، اردف يناظر لها : وش صار هالمره ؟
ناظرت له بهدوء ماتفهم مقصده : وش صار ؟
تنهد بهدوء مايحب يلف ويدور ودائم صريح في مواضيع مثل ذي : تهربين مني ثُريا ما تكلمنا من بعد اللي صار كل ماحاولت افتح الموضوع قفلتيه
سكتت بهدوء تناظر له ولظلمة المكان بعد مغيب الشمس وتحول السماء لألوان المغيب وانفتحت انوار المزرعة بشكل تلقائي بعد الغروب رمشت تنزل نظراتها لكفوفها تلعب باظافرها ونطقت : تحس ان التغير بعلاقتنا شيء صح ؟
رمش يرفع يدينه لذقنها يرفعه بهدوء نطق : كلميني وانتِ تناظرين لي
بلعت ريقها ترتبك منه ورفعت نظرها له تتبادل معه النظرات واكملت : وش النهاية بيننا ؟ طول وقتي اسأل نفسي هسؤال ولا الاقي جواب
رفع يدينه يبعد خصلات شعرها عن وجهها بهدوء شخصيته وارتكاز نبرته وهذا اكثر شيء ملفت فيه وفي حديثه : نجمع زلات عقاب لين نمسكه بجرم مشهود تعرفين ماضي ابوك وحكايته ويعرف الناس ان سعود ما مات من قطع الطرق لا هو ولا زوجته ولا ولده
تنهد يعتدل بنبرته للحده وقت قال : وبكر سعود حي واخذ حق اهله
هزت رأسها تتفق معه : وبعدين ؟
ابتسم بهدوء مايبين اسنانه : اجيب لك سلاح اللي ودك واقتليني مثل ماودك انا على وعدي لك ثُريا اسلم نفسي لك ..
ابتسمت من اتفاقه معها بموته واكملت : وادخل مستشفى المجانين انادي باسمك ؟
هز رأسه بالايجاب : نهاية مأساوية لكني راضي فيها
11
رمشت تناظر له بتعب تشوفه يتكلم بهدوء ويسكت كانه يبي يقول اكثر واكثر بس عاجز يعبر ولا عارف شاف سكوتها طال حتى نطقت : كأنك تقول ليلة هناء و تسعه وتسعين ليلة عناء
قاطعها بقوله : انا اقول ليلة معك في نعيم ولو ثمنها أُخلد في الجحيم ثُريا
تنهدت بتعب من هول مشاعرها نحوه : قرار جنوني مُهاب
ابتسم بخفوت يردف : انتِ تحبين القرارات الجنونية والاختيارات الخاطئة اعتبريني قرار جنوني خاطئ واختارينّي ..!
قاطعته بعدم فهم منه ؛ وانت تحب القرارات المنطقية الصحيحة مُهاب
بعثر شعرها بين انامله : هذا قبل ماتدخل حياتي وحده مجنونة ترمي كل قوانيني في عرض الحائط
ابتسمت بخفوت تناظر له بهدوء وابتسم يردف : وين هذيك اللي كانت تلعب بحواجبي ورموشي وتتلاعب معي ها!
ضحكت بشدة تهرب من الكنبة امامه ووقف مبتسم : يوم صار الوله مفضوح صرتي تستحين يا لعوب !
ضحكت بشدة تشوفه واقف امامها مبتسم يربكها جدًا ماتقدر تستحمله نهائياً مُهاب مُهيب حتى بحبه برزانته وثقله وكلامه اسلوبه معها واختياره للكلمات ماتقدر تصدق انها تعيش معه قصة حب وانه يحبها وكيف يجازف بكل شيء معها علشان يعيش لو ليلة وحده معها ولا همه بكرا وعذاب بكرا مايبي الا اليوم والحاضر بوجودها ، يربكها مُهاب ويذيبها ويطلع منها شخصية ما تعرفها بنت تهلكه وتهده من ضحكاتها وهروبها منه رغم انه لحقها وحاوط خصرها مبتسم تذوب في صدره حلوة لدرجة ترهقه وتتعبه ويحبها ويدري ان حُبها اكبر مجازفة لكنه اختارها رغمًا عن كل شيء ونطقت : مُهاب يمكن حد يجي
مُهاب بهدوء يحاوط خصرها يضمها : محد يقدر يجي هنا
عضت شفايفها بربكه ونطق : روحي بدلي وارتاحي ونروح المصنع
ابتسمت وقت فك يدينه عنها ونطقت : اليوم ؟
مُهاب : اذا ودك
هزت رأسها بفهم ومشت تدخل معه البيت لغرفتهم سبقته للحمام ورمى نفسه بسرير بتعب وارهاق من السواقه والمشاوير ، طلعت من الحمام بحريرها بعد وقت وابتسمت بخفوت تشوفه نايم بتعب تقدمت تعدل البطانيه وتقفل الانوار واستلقت بتعب معه تنام ..
80
الثالثة بعد منتصف الليل بتوقيت برشلونة ..
6
صحت قبل هالوقت بساعتين تقريبًا والغريب انه مازال نايم ، طلعت من الغرفة بهدوء بعد ماحست بجوع مفرط يستوجب الاكل ، نزلت لدور الأرضي تمشي للمطبخ تعبث فيه تدور اي شيء تأكله ، فتحت الثلاجة وابتسمت تشوف الفواكهة اللي وضعها بابلو وهمست : والله راعين مواجيب وهم كفار
46
سحبت الفراولة والتوت وعنب وطلعت صحن قزاز شفاف دائري تغسله وتضع الفواكة فيه تتقدم تفتح الصنبور عليها تغسلها بهدوء وشرود في الصحن حتى نظف وازالت الماء منه قبل ما تلتفت فزت بفزع من اليدين اللي حاوطتها بالخلف يرتكز فكه في كتفها انتبه على فزعها وصرخه لا تلقائيه منها همس : على هونك ...
اغمضت عيونها بتعب منه ومن حركاته : ماتركت هون بغيت اموت !
ابتسم بخفوت ولفت له تاكل توت وسحب حبه عنبه يأكلها يسمعها تنطق وهي تأكل بطريقة تهلكه من حلاوتها وجديتها في مواضيع تخصه : عندي سؤال مهم جدًا
فزت بفزع وقت رفعها من خصرها حتى استقرت على بار المطبخ الرخامي تجلس امامه تسمعه: وش هو ؟
ابتسمت تاخذ من الفراولة تردف : ليه ماتطلع صوت وانت تمشي ؟ شلون تعلمت هالمهارة ؟
وقبل ماينطق بشيء اكملت : ابي إجابة بتفاصيل المملة مو زي الامور بخير
ابتسم لانه فاهم سخريتها من اختصارات اجاباته وميل جسده امامها على البار يردف : بيت شدّاد بالديرة مافيه الا غرفه وصاله كنت انام بالغرفه وهو بصالة نومه خفيف يصحى بسرعه كل ماطلعت لدوام وغيره فز من خطواتي من يومها وانا منتبه على خطواتي ومع التدريب العسكري زادت
هزت رأسها بفهم وسحبت حبة توت تقربها من فمه واكلها بهدوء مكمل : كم ساعة وتشرق نفطر برا
ابتسمت باقتراح : على البحر ؟
هز رأسه بالإيجاب واحتضنت الصحن تردف : شيلني للغرفة
رفع حاجبه من طلبها بطريقه ذي من شكلها بالحرير ومن شعرها حولها بحضنها الصحن وهمس : ثُريا تطلب هطلب؟
هزت رأسها بالإيجاب : هذي ثُريا الاستغلالية
ابتسم بخفوت يمد ذراعه تستقر وحده تحت ركبتها والثانية في عرض ظهرها ورفعها بخفه تحتضن بيد الصحن ويدها الثانية تضربها على كتفه تردف : استفيد من مواهبك قبل اموتك
هز رأسه بالإيجاب مبتسم واكملت : متى بتقول لي شعر لمساعد؟
التفت لها رافع حجاجه ؛ مابقول
كشرت تاكل عنب وهو يمشي بهدوء يطول المسافه : طيب تعزف لي ؟
اكمل اعتراضاته : ما اعزف
ناظرت له تعض شفايفها من اعتراضاته السريعة نطقت بتلاعب : مُهاب !
التفت يناظر لها وهو يطلع الدرج يتلاعب معها : ثُريا !
ضحكت بشدة انه يقلد حركتها وتركت الصحن يتوسط بطنها وهو شايلها ترفع ذراعها تحاوط وجهه تخبيه بين رقبتها وصدرها تردف : انا شلون بقتلك وانت كذا !
ابتسم بخفوت وملامحه تتخبى فيها يطلع الدرج مكمل : بيطيح الصحن و يطيح مُهاب ..!
اعتدلت تمسك الصحن تحرره من قيدها : انا ابيه يطيح عندي ويتراخى معي ويرجع لسن الطيش وعند الناس يبقى مثل ما هو
92
وضعها على السرير وعدلت جلستها يجلس بجانبها قائل: تراخي اكثر من كذا وطيش اكثر من هذا ؟
هزت رأسها بالايجاب : ابيهم يقولون مات من زود حبها
ابتسم يعيد نفس التساؤل : موته اكثر من كذا !
ضحكت تناظر له ورفعت حبة فراولة لثغره مجرد مافتح فمه ابعدت يدها تضعها بفمها تأكلها بعباطة وهي تضحك تسمعه : انا كنت انتظر زله مثل ذي وجتني
وقبل ماتستوعب سحبها لحضنه يقبلها بتكرار بوجهها وتضحك بشدة تردف بصراخ : مُهاب بختنق اكل !
ماتوقف يقبلها بعنف لطيف : انا اللي بختنق فيك والله انا
ضحكت بشدة بين كفوفه بأعذب طريقة بعيد عن كل شيء وكان العالم ملك بين أياديهم ..
377
الصباح
2
ركضت وهي تسمعه ينطق بعجلة : تاخرنا
وصلت عنده تبتسم تلتقط انفاسها : نسيت جوالي رحت اجيبه
هز رأسه بالفهم وتقدم يبي يفتح السيارة ونطقت : بنروح بسيارة؟
هز رأسه مستغرب : ماودك ؟
ابتسمت ثُريا باقتراح : ودي نمشي
ناظر لها مطولًا وادخل المفتاح بجيبه يأشر بيده الثانيه على خشمه : كل اللي ودك على خشمي
ضحكت بسرور تمشي له وشبك كفه بكفوفها يمشي في ارجاء المدينة باتجاه الشاطئ والمطاعم هناك ، كانت جولة مدهشة لانها اخذت من الأسواق الشعبية الكثير من الاغراض اللي عجبتها ومجرد ما طاح بصرها عليها اخذها له ، سحب قبعة القش يضعه برأسها وضحكت تشوفه يحاسب تنطق بمزاح : رايحين ندور للكنز ؟
التفت لها بخفوت : انا لقيته انتِ مالقيته ؟
ضحكت بدهشة من مدحه لها ونطقت تضحك : النسخة هذي من مُهاب هي المفضلة لي بلا شك
ابتسم لكن ابتسامته تحولت لضحكة وقت نطقت ترفع يدها بالعريض كانها تكتب : الرومانسي الثقيل نوعي المفضل
سحبها له يضحك حتى وصلوا للمطعم امام اطلالة بحرية جذاية تناظر لزوارق والسفن والناس على الشاطئ انتبهت لملابسهم ورفعت حاجبها تلتفت له تنوي افتعال مشكلة لكنها شافته ساهي في الطلبات ولا معطي اي اهتمام وابتسمت لانه تحبه بشكل خاص لسبب ذا وكيف ان الكل غير مهم في وجودها وضعت كوعها على الطاولة وكفها على خدها تناظر له يطلب لهم على ذوقه لانها قالت له اختار انت ومبتسمه تتجاهل البكرا ومصايبه وتعيش يومها معه ماتقدر توصف شخصيته معها وشخصيتها معه شلون تتغير لدرجة ذي من الذاذة والحلاوة .
نطق ومازال يناظر للمنيو : لين متى بتناظرين لي حبيبتي؟
عضت شفايفها من جهة خجل انه منتبه ومن جهة لذاذة من وقع كلمة "حبيبتي " ماتستحملها بصوته تحديدًا ، شتت نظراتها : احيانًا انسى انك نقيب مايفوتك شيء
ابتسم لانه مُدرك خجلها ووقف يطلب لهم ورفعت كفها تلوح في وجهها تهمس : الولد ذا بيجنني صدق
رجع عندها مبتسم وماهي الا دقايق حتى تقدموا لهم بالفطور فطرت باستمتاع معه على المنظر العذب والموج الهالك كانت المرة الاولى لها تشوف البحر بعد وقت طويل ماتذكر الا بطفولتها بسفرها مع ابوها وبعد ما ماتوا ماشافته ابدًا .
148
انتهوا من الفطور وطلعوا مع بعض يمشون في الشوارع باستمتاع يده في يدها تارة يسمعون عزف المغنين المتجولين وتارة يشوفون الرقص والحياة السعيدة في جوانب هذي المدينة ، تمشي معه بقرب البحر على الصخور باستمتاع نطقت بتذكر : مُهاب تعرف ان مافي صوره لي ولك ؟
سكت بتفكير يدرك صحة كلامها ورفعت جوالها تردف : بصور صوره علشان اذا قتلتك اوريهم فيها
ابتسم لانها تضيف حسّ المزاح لاجل مايفهم ان رغبتها باحتفاظ بصوره له في الايام القاسية ، شافها تطلع الجوال وسبقها يطلع جواله يرفعه امامهم وابتسمت تميل جسدها عليه يرتكز رأسها في صدره تضحك تناظر للكاميرا معه هادئ والتقط الصوره وسحبت جواله تشوفها وضحكت : ماتضحك انت ؟
عقد حجاجه يشير لصوره : ضحكت افا
ضحكت بشدة لانه يرى ابتسامة خفيفه كضحكة وحاولت ترسلها لها : وش مسميني ؟
مُهاب بهدوء : النّور
ضحكت بسرور تحدد الصوره ترسلها لها وناولته جواله تمشي معه راجعين للبيت ..
19
المزرعة
وصلوا البيت ونطق يحدثها : بلتقي بالشركاء بكوفي قريب من هنا اذا احتجتي شيء كلميني
هزت رأسها بفهم ومشى طالع تاركها تقدمت تطلع غرفتهم تبدل ملابسها لفستان مريح بلون بني عاري الأكتاف وقصير ، فكت شعرها من حولها وتزينت ملامحها وبنفس الوقت ترد على جهاد اللي نطق : وحشتيني تيامووو !
ضحكت بشدة تردف : اكثر والله العظيم
جهاد بشوق : ثلاث اسابيع شدعوه والله لو بترجعون الاندلس
ضحكت بشدة وهي ماتدري شلون مر الوقت لدرجة ذي واكملت : مستعجل لاجل نروح لخالي تلاقي فطوم ؟
عقد حجاجه بأستغراب : فطوم ! مين ذي !
غمزت بعينها وكانه يشوفها : علينا امس وانت تطارد الوزغ علشانها صحيح شتمتك عندي وزعلانه على كعبها بس صدقني بداية الحُب هوشة تراني خبره بالموضوع
ضحك بصدمه يستوعب عن ايش هي تتكلم : صادقه كلمتك ! طيب مدحتني شيء عجبتها ؟
ضحكت بشدة : صادق انت عجبتك ؟
ابتسم يحك جبينه : يجي منها يعني الصدق والله حلوه وجهها طفولي وغمازتها حلوه ولطيفه انا ماشفتها كويس بس عجبتني
ضحكت بدهشة : هذا وانت ماشفتها كويس!
52
ضحك بعباطة وتغيرت نبرتها للجدية : جهاد ودي اسألك عن شيء بس اوعدني ماتكذب
سكت بتفكير مكمل : اوعدك
تنهدت بشك : كلمت مُهابذبته اعترف بصدق : اي والله طلب مني وخفت منه وعلمته
تنهدت تكتشف شكوكها في محلها ونطقت : اخوك عاده حي؟
ابتسم جهاد : حي الحمدلله كم كسر بس
هزت رأسها وقفلت بعد وقت
13

