رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الثالث والعشرين 23
اليوم الثاني
+
مسحت دموعها وهي ترمي المنديل تسمع صوت فراس ينبعث من جوالها : لا تبكين خلاص يرحم ابوك بنحلها والله نحلها
نطقت بصوت باكي مرتجف : شلون نحلها ! كيف نأجل الزواج؟؟
تنهد بتعب : صار لي ساعه احاول اوقفك بكاك علشان اعلمك وش صار بس ما عطيتيني فرصة
سكتت بهدوء تنظم نفسها واكمل : رجعت البيت لقيت امي تقول بتأجل الزواج مات عمي سمر
شهقت بصدمه لانها طول مكالمتهم تبكي ماسمحت له يتكلم والاكيد انه مصدوم وحزين الان بمصيبته الثانيه وهمست بصدمه : صادق !
تنهد بتعب يمسح عيونه : اي سمر وكلمت عمتك وتفهمت الوضع ارتاحي الآن
عضت شفايفها بندم ماسمعت له يتكلم من البداية : اسفه فراس تورطت معي بكل شيء وعظم الله أجرك
هز رأسه بهدوء : ما تورطت بشيء انا زوجك وكل شيء يصير يخصنا النقيب يهدأ ونحلها
هزت رأسها بهدوء : كلمت عمتي اني عنده لا تشيل هم وخلك مع اهلك متى الدفن ؟
نطق قبل مايقفل : على العصر دفنه
تنهدت تعض شفايفها من صوته التعبان ودعته وقفل مرهق مايدري يلقاها من وين بضبط ومشى طالع لاهله بينما عندها فتحت جوالها ترسل لثُريا "وينك ؟ عنده؟" قفلت بتعب تسمع دقات الباب ودخول خديجة بيدها اكل لها ..
22
المستشفى
+
دخل عقاب يشوف مجيدة تبكي عند رأسه ويناظر لمنظر ولده الشاش مغطيه من كل حدب وصوب مافي عظمة بجسمه ماسلمت ونطق : وش صابك!
التفت له راشد بتعب : حادث يبه
عقاب بغضب : انت واخوك تسوقون مثل الوراعين كل يومين واحد منكم صادم !
مارد واستمر جهاد بصمته يتذكر دخول شدّاد وتهديده بصريح لراشد بتبليغ عن ابتزاز وغيره وطلب منه ينكر كل شيء واللي صار حادث وبسبب سجل راشد الملوث اللي فضحه شدّاد انجبر يسمع كلامه ، سأله جهاد ايش صار لكنه ما اعترف من خوفه ولا قال شيء غير شتم في مُهاب وتسفيل ، شاف دخول مجيدة عنده وعدم اهتمام راشد بوجودها واخذ جهاد سامي يرفعه وابتسم راشد له يسمعه : يعور بابا ؟
هز رأسه بتعب : كثير وانا ابوك
تنهد جهاد يشوف نظرات سامي الخايف ونطق : تبي حلاوه؟
هز رأسه مبتسم واخذه يطلع من الغرفه منتبه على نظرات ابوه ويحمد ربه انه ما شك بشيء ..
24
المربط
+
صحيت بتعب تناظر حولها ماتلقى له اي اثر ، مسحت وجهها وتوضت تصلي ونزلت بهدوء تدور عليه بانظارها ماكان موجود في البيت الخشبي طلعت تشوفه جالس بالجلسة الخارجية يتصل تسمعه ينطق : ماعندي وقت نواف اروح اسبانيا مشغول هالايام دبرها انت
قفل يسحب سجارته ينفث دخانها وتنهدت تطلع تمشي للمطبخ تعبث بين الاغراض وطلعت علبه الفاصوليا البيضاء الموجوده تعرف انه هو اشتراها ومتاكده علشانها طبختها وجهزت الشاي وضعت كوبين وصبته ورتبت الخبز ،
سحبت وشاحها تغطي جسدها من الهواء لانها مازالت لابسه بلوزته وطلعت تمشي بهدوء نحوه مُدرك حضورها بجانبه ، جلست تسحب السجارة من ثغره تطفيها تردف : فطورك وغداك وعشاك دخان !
رفع نظره لها بهدوء ناظرت له بتبادل نطقت : جهزت اكل تعال كل معي ..
ماكان وده ولا مشتهي لكنها قالت"كل معي " ويعرف انها جايعه ولا تبي تأكل وحدها ، وقف بهدوء وتنهدت بارتياح توقف تسبقه تحسّ فيه خلفها ، جلست وجلس يتناول الخبز يضعه عندها واخذ خبزه يبسمل ويبدأ بالاكل في صمت تام نطقت تنهي هذا السكوت : باقي يوم على الزواج ..
نطق من غير مايرفع نظره : مافي زواج
عقدت حجاجها تناظر له : مُهاب انت مستوعب وش تقول شلون تخليه يطلقها !
واخيرًا رفع نظره عاقد حجاجه بغضبه : كنت اتمنى انا من منع هالزواج ولكن تأجل بسبب موت عم فراس وبيطلقها ورجله فوق رأسه !
اغمضت عيونها بتعب منه : حتى بالدين مايجوز تجبرهم!
مارد يأكل بهدوء وتنهدت تأكل ونطقت ماتهتم له : سمر تحبه صدقني بتلومك انت لو بعدتها عنه !
رفع حاجبه يناظر لها بصدمه : تحبه !
ناظرت له بغضب : اي تحبه بتغار على اختك ؟ تراه زوجها لو ناسي
ضرب بقبضه يده الطاولة بغضب : زوجها اللي تزوجته بسبب تهديد !
صرخت تجاريه بغضبها : وحبته ! عرفت اصله وطينته وحبته ! وانت مالك حق تمنع اي احد من انه يحب
ماقدر يمسك غضبه يوقف يرفع يدينه بتحذير لها : ما تحب فهمتي ما تحبه ابدًا
وقفت تتقدم له تصرخ بغضب : تحب دامه زوجها تحب برضاك ولا بغضبك كل انسان له حق يحب حتى سمر وحتى انا وانت مالك اي احقية تمنع احد !
رفع كفوفه يمسح وجهه يمتص غضبه وناظر لها : فراس يطلق سمر ما اسمح لها تبقى مع احد يعرف غلطها يومين ويعايرها به !
رمشت تستوعب كلامه وخوفه وغايته وناظر لها يكمل بحده رافع يده يشير باصبعه على صدرها: وانتِ ماتحبين ولا مسموح لاحد يدخل هنا غيري فهمتي !
عقدت حجاجها ومشى طالع وتنهدت بتعب بعد سماعها صوت سيارته ، رتبت المطبخ ولبست لبسها بعد ما جف وحجابها واخذت المفتاح تطلع لسمر تطمن عليها ..
80
القسم
+
رفع نظره لدخول شدّاد ويدري انه جاي بموال مختلف يهرب من ضغط بيته لضغط شغله ، جلس شدّاد يناظر له يضع رجل على الاخرى: اي قلت لي يطلقون؟
هز رأسه بالإيجاب وضحك شدّاد مصدوم منه : على كيفك الدين انت !
مارد وناظر له شدّاد بغضب : طلاق من غير رضا الطرفين مايصير
طلع من صمته اخيرًا : انا راضي وهذا المهم
شدّاد : اللي يبيه مُهاب يصير وتضرب بكلام العرب على الحائط !
مُهاب بهدوء عكس غضب شدّاد : اضرب!
شدّاد بغضب : ماتضرب بكلامي انا ماني اصغر اولادك انا شدّاد فاهم شدّاد !
اطال مُهاب بنظره له يسمعه يكمل : واللي وده فيه فراس وزوجته يصير
قاطعه مُهاب بعدم اهتمام : اللي وده مُهاب يصير
ضحك شدّاد مصدوم منه ووقف بهدوء يردف : رايح اعزي تروح معي؟
اطال نظره فيه توقعه لوهله ماراح يعزيه لكنه تذكر انه ولد سعود وتربية شدّاد اصله وتربيته واضحه ووقف يمشي معه بهدوء من غير مايقول شيء زياده لانه يعرفه وعارف هدوءه ذا من غضب مكبوت .
31
العزاء
دخل شدّاد بعده مُهاب يعزون اهل الميت وبلع ريقه فراس من وقت لمحه وارتبك حيل وتاه يناظر له التفت راجس له : فيك شيء؟
هز رأسه برفض ووقف وقت اقبل عليه مُهاب يناظر له بهدوء يكسيه : عظم الله أجرك
بلع ريقه قبل مايرد عليه : اجرنا واجرك يارب
مشى يجلس بجنبه بضبط وبسط فراس كفوفه على ركبته يشد عليها لوهله يحسبونه بيبكي وينهار لكنه متوتر من ناحية حزنه على فقيده ومن ناحية انهياره لو يفقدها هي بعد ، كان منتبه مُهاب عليه ولا اعطاه اي تعليق يناظر امامه بهدوء حتى وقف مغادر يناظر زوله فراس حتى غاب وتنهد يسحب جواله يرسل لها " اخوك ارجل من ظنوني رغم كل شيء لقيته اول من عزّاني " .
6
بيت المُهيب
+
كانت سمر في حضن جيهان اللي جت لان كل ظنونها واعتقادها ان سمر حزينة بسبب موت عمه وتأجيل الزواج ماتدري عن اي شيء ومسحت على رأسها : هذا قدر ومكتوب الزعل مايرجع ميت والزواج ملحوق عليه وانا عمتك لا تضايقين عمرك مايصير الا اللي ودك
تنهدت ثُريا تشوف سمر تمسح دموعها مو قادره تتحكم بمشاعرها من فرط رقتها ، رفعت ثُريا نظرها لدخول مُهاب وارتبكت بشدة تشوف سمر تعتدل بجلستها دخل يشوف عمته وانحنى يسلم عليها : كيفك عميمة؟
ابتسمت جيهان له : بخير من بعد شوفتك وانت يمه كيفك ؟
جلس بجانب ثُريا بهدوء ما رفع نظره على سمر ابدًا ولا كانها موجوده : الحمدلله
هزت رأسها وبتساؤل : عزيت ؟
هز رأسه بالايجاب والتفتت لسمر : زين مارحتي اليوم بكاء ونوح الله يعينهم ويصبرهم روحي بكرا معي
هزت رأسها بفهم ووقفت جيهان : ما اطول عليكم ماودك سمر ترجعين معي؟
نطق مُهاب مجيب بدل عنها من غير مايناظر لها : ماودها
تنهدت جيهان تردف : اجل اقول لجدك انك عند اخوك واعمامك نحلها معهم
سلمت عليها وطلعت جيهان وتنهدت ثُريا تشوف الجو المشحون بينهم وقف مُهاب واخيرًا التفت لها بامر ونبرة ترعبها : ما تروحين العزاء فاهمه!
بلعت ريقها ووقفت ثُريا عاقده حجاجها : ليه ماتروح تعزي اهل زوجها و زوجها وتكون معه بحزنه؟
التفت لها مُهاب رافع حجاجه : انقطع لسانها وصرتي تتكلمين عنها ! لو في شيء تقوله هي
التفتت لسمر بغضب تبيها تتكلم ولا قالت شيء ومشى مُهاب طالع لغرفتهم ، تقدمت ثُريا من سمر : ليه ساكته!
بكت سمر بخوف : يخوفني مو قادره اتكلم
ثُريا بغضب : ماراح ياكلك سمر قولي اللي ودك ولا يقوى عليك احد!
ماردت وتنهدت تسحبها تمشي معها لغرفتها دخلت سمر تسمعها ؛ نامي وارتاحي وبكرا تيجي عمتك تروحين معها ولا عليك منه
هزت رأسها بفهم وطلعت ثُريا تدخل غرفتهم بغضب تشوفه يقفل الدولاب وتكتفت بغضب : عاجبك صح ؟ والكل يمشي على كيفك ولا حد يقوى يقول لك لا !
نطق من غير مايلتفت لها : ودامك عارفه محد يقوى ليه متعبه نفسك بالكلام والهواش ؟
نطقت بغضب ماتستحمل اسلوبه مع سمر وعدم تفهمه : لان بنهاية تعرف ايش بيصير !
التفت لها بحده من صراخها : ايش يصير !
ثُريا بعلو : بترجع سمر لفراس ولا يقوى احد يبعد اثنين يبون بعض وتتزوجه وتخلف بعد ونبقى انا وانت بهالغرفة بيننا الف حاجز ومانع في عناد !
رفع حاجبه بدهشة يرمي من يدينه ثيابه يتقدم لها : مين اللي حط بيننا الالف حاجز !
رمشت تشوفه يتقدم لها ورفع يدينه يشير لسرير بغضب في صوته ولو ما اعتلى : في الوقت اللي كان من المفترض اني بين يدينك ارتوي ما لقيت بين كفوفك الا الخوف!
بلعت ريقها من اقترابه منها مكمل : رغم انك الاشجع والاعنّد و الاقوى الا انك مني ، خوافه ..!
شدّت على اسنانها تناظر له : انت ماتعرف شيء!
ولانه مغبون من صمتها وعدم بوحها لحقيقة خوفها ولا لقى فيها رغبة تتجاوز هذا الخوف نطق : علميني اللي ما اعرفه قولي لي الحقيقة وايش مخوفك !
ماردت تناظر له وهز رأسه مثل ماتوقع نطق مبتعد عنها : مثل ما انتِ ترفضين تدافعين عن نفسك وتشرحينها لي بطلي تدافعين عن غيرك وتتكلمين بدلهم ..!
مشى للحمام وطلعت بغضب من الغرفه تقفل الباب ترفع كفها لصدرها تحس بنبضات تخترق قفصها من هول تأثيره عليها ومشت حتى عجزت وتنهدت تجلس في مقدمة الدرج بتعب وهلاك ماقدرت تمشي ، رفعت نظرها لخروج سمر تعض شفايفها بتوتر : سمعت اصواتكم ، بسببي ؟
ابتسمت بتعب تهز رأسها برفض : لا حنا كذا دايم كذا
تنهدت تمشي تجلس بجنبها تتجمع الدموع بمحاجرها : مابيكم تتهاوشون بسببي مابي اكون سبب كل هذي المشاكل
ابتسمت ثُريا تطمنها ورفعت كفها لخدها بحنّية : انتِ اكثر شخص بريء في هذي القصة ولا اسمح لاحد يمنعك من سعادتك انا معك تطمنيّ
ابتسمت تلمع دموعها وحضنتها تردف : وانتِ اكثر حد حلو بكل الحكاية
ضحكت ثُريا تطبطب على ظهرها بهدوء ..
46
اليوم الثاني
+
كانت رسالة شدّاد المرسوله لمُهاب محتواها "تعال المربط " سبب لتغير طريقه عن مراده وغايته ومقصده للمربط ، وهذا هو وصل ونزل بهدوء يمشي يجلس امامه يشوفه يشرب شاي بنص الطاولة شطرنج و يناظر للخيول من حوله تركض نطق شدّاد بعد صمت طويل : وش قررت تسوي لعقاب على خطفه لزوجتك ؟ أعرف هدوءك ذا وش وراه
اطال مُهاب نظره في المُهيب يركض من حولهم على ميدانه ولا نسى فعلته فيها ولا عداها له : كل شيء باخذه بوقته شدّاد
ناظر له شدّاد يدري وراه موال ويدري مُحال يمشيها له بسهل كذا لذا اعتدل بجلسته يمد يدينه لقطع الشطرنج يطيح كل قطعه مع كل كلمه يقولها : لاجل نوصل للملك لازم يطيح الوزير و الحصان والفيل والبيادق وتنهدم القلعة ويختلي الملك لوحده
أطال مُهاب النظر فيه وفي القطع المتساقطه بستثناء الملك الابيض وحرك شدّاد الاسود يردف : وقتها خذه وانت تناظر لعيونه
رفع مُهاب نظره لشدّاد يكمل : في قاضي يساعد عقاب وبصفه وانا لي نية امسكه بتهمة ويُنفى من الخدمة لاجل ذا لازم نرفع قضية على عقاب
هز رأسه بفهم : اذا قضية الخطف ما اقبل
هز رأسه برفض : لا ابي زوجتك ترفع عليه قضية مطالبه بالورث او انت ترفع لانك زوجها تقدر
سكت مُهاب بتفكير نطق يناظر لقطع الشطرنج : ماودي زوجتي تدخل محاكم وتبتلش معه ما ابيها تقابله ابدًا
شدّاد : القضية ماراح ناخذها بمحمل الجد الغرض منها كشف القاضي فقط ماراح تكون كايده ومجرد ما اعرفه نقفل على الموضوع
سكت مُهاب بتفكير : واذا ماتقفل ؟ وطلع من وراه مليون باب ؟
+
عقد شدّاد حجاجه بعدم فهم : مثل ايش؟
تنهد مُهاب يرفع قطعة الوزير يقربها من الملك : مثل ان سالم ممكن يكون شريك عقاب في كل اعماله وممكن مجرم مثله !
رمش شدّاد بخفوت يناظر له يكمل شارد بالقطعتين : ثُريا تحب ابوها وترسمه بعقلها بطل وعمري ما اسمح لصورته بعقلها تتزعزع وتنكسر ماراح اكون سبب جرحها شدّاد
تنهد شدّاد يفهمه ولا يلومه أبدًا ونطق : مافي طريقه غير ذي ارفع قضية ونشوف القاضي اللي يجيبه عقاب ثم تنازل عنها من غير ماتدري زوجتك
ناظر له مُهاب عاقد حجاجه واكمل شدّاد : هذا الحل الوحيد تحافظ عليها من الاذى وتأذي عقاب
سكت بتفكير وهو فاهم وعارف ان لازم ينفذها ويفضح القاضي بتكون ضربه قاضيه لعقاب وخطرت بباله فكرة يرفع جواله يتصل على نواف ونطق : غيرت رأي وبروح اسبانيا للمصنع احجز تذكرتين
ابتسم شدّاد لانه فهم ان وده يسافر معها وينهي شدّاد الموضوع في غيبتها ووقف بعدها مغادر للقسم بعد ما ارسل لراجس " جمع الفرقة "
26
القسم
اجتمعوا كلهم بتوتر شديد وتوقعهم ان في مهمة قادمة ، مجرد ما دخل مُهاب اعتدلوا بوقفتهم يضربون تحيتهم له رفع نظره لفراس المرتبك ونطق : فراس و أيمن تم اختباركم لمهمة برية في الحدود الجنوبية لمنطقة جيزان و حميد وأيهم لجدة للحدود البحرية في البحر الاحمر و راجس يبقى هنا
سكتوا بصدمه لانه فرقهم وهم ما اعتادوا التفرقه ذي وناظر لهم : ليه واقفين حد معترض؟
هزوا رأسهم برفض يضربون تحية طالعين من عنده كلهم يظنون انها مهمه عاديه مثل كل مرة فراس وحده اللي عارف انه يحاول يبعده من هنا ، يبعده من زوجته..!
26
بيت مُهاب
دخلت سمر تركض تناظر لثُريا : جاء ؟
هزت رأسها برفض : لا الحمدلله رحتي العزاء؟
سمر : اي بس ماشفته استدعوه القسم رغم انه طالب اجازه
اغمضت عيونها بقهر : مُهاب يالله منه
سمر باستغراب : شدخله ؟
ثُريا بفهم لتصرفاته : يدري انك رايحه العزاء بدل مايتعب نفسه يهاوش استدعى فراس عنده
تنهدت تفهم السالفة ورفعت جوالها تقرأ رسالة فراس توها وصلت " اخوك ارسلني لمهمة في جنوب المملكة ، ناوي يبعدني عنك " عضت شفايفها ترفع جوالها لثُريا تقرأ رسالته وتنهدت ثُريا تردف : صدقيني احس هذا افضل تحتاجون وقت تفكرون منها مُهاب يهدأ شوي وبس يهدأ يكلمه فراس اذا لمس الصدق بحبه لك بيرضى والله
تنهدت سمر والتفتوا لدخول مُهاب يمشي متجاهلها طالع لغرفته وبوزت بزعل وابتسمت ثُريا تحضن وجهها : معليك منه روحي ارتاحي
هزت رأسها تمشي لغرفتها ومشت ثُريا لغرفتهم تدخل تناظر له مستلقي بيده جواله قفله مجرد مادخلت ونطق:تعالي
مشت تجلس امامه بسرير متكتفه واطال النظر فيها مكمل : تسافرين معي ؟
رمشت بصدمه من طلبه واقتراحه : لوين ؟
مُهاب بهدوء : اسبانيا
عقدت حجاجها بأستغراب : ايش عندك هناك ؟
رفع يده يبعثر شعره بتعب : شغل
سكتت بتفكير واكمل : رتبي شنطتك بنطلع بكرا
عقدت حجاجها بصدمه : ماقلت اني موافقه!
اطال النظر فيها : ماراح اخليك هنا وحدك !
رفعت حاجبها بسخرية منه : بنهاية بتخليني
هز رأسه يرفع يده يبعد خصلة تمردت على وجهها : بخليك وانا ضامن ان مافي سماء تجمعك بعقاب وانك في امان غير كذا مُحال اخليك ..
سكتت تعض شفايفها تناظر له ولنظراته اللي انتقلت من عيونها لثغرها وهزت رأسها بموافقه تبيه يطلع ويرتاح شوي يفكر هناك بتقدر تقنعه لاجل سمر ويشوف الامور من منظور اخر وقفت بعدها تتركه تجهز اغراضها ..
30
الصباح
1
صحيت ولا لقيته حولها شافت شنطتها وشنطته جاهزه وتنهدت تتذكر سفرتهم المفاجئة وموعدها بعد كم ساعة ، اخذت شور ولبست وطلعت تمشي لغرفة سمر تدق الباب ودخلت تسمعها تتصل قدرت تخمن ان المتصل فراس من صوتها الدلوع الان ، جلست بجانبها ونطقت سمر تكلم فراس : بس توصل الجنوب طمني قفل الحين
ابتسم فراس بهدوء : قفلي انتِ
رفعت يدها لخصله تلعب بها : لا انت
فراس : انتِ سموره
سحبت ثُريا جوالها من اذنها وقفلت وهي تردف : يقلع شكلك وش هالحركات!
انفجرت سمر تضحك من معالم وجهها المصدومه : ليه اخوي مايقول لك قفلي؟
ضحكت ثُريا بسخرية : اخوك يقفل وانا اتكلم حياتي
ابتسمت سمر تكمل : شفت رسالتك امس ايش هسفره المفاجئه!
هزت اكتافها بجهل : معرف يقول شغل واشوفه افضل يرتاح شوي
هزت سمر رأسها تأيد كلامها : انا برجع البيت اعمامي اصلًا مو عاجبهم فكرة اني نايمه عند صديقتي بودعك واروح
وقفت ثُريا تحضنها باتساع تسمع سمر : قال لك كم بتجلسون؟
هزت اكتافها بجهل : مدري ما سألته ولا هو هنا الان
وقفت سمر تعدل اغراضها وتسحب عبايتها : اجل بطلع قبل يجي ما اقدر استحمل نظراته
تنهدت ثُريا وعدلت سمر حجابها ودعتها وطلعت من البيت تاركه ثُريا تفطر بهدوء حتى اقبل عليها زوله تشوفه يرتدي بنطلون اسود وبلوزة سوداء ناظر لها بهدوء : رحلتنا بعد ساعتين
هزت رأسها توقف والتفت حوله : وينها؟
ورغم انها تدري عن مين يسأل نطقت : مين ؟
ناظرت له تنتظر رده واشاح نظره ينطق بهدوء : سمر
رفعت حاجبها من حركاته : رجعت عند اهلكم
مارد وطلعت لحقها بهدوء يشيل الشنط والتفت لها : بس شنطة وحده ؟
سكتت بحيرة : ماعرف ماقلت لي كم بنجلس
مُهاب : ماحددت اذا خلصت اشغالي حجزت عوده
تنهدت بتفكير : يعني نطول ؟ لاني ماجبت الكثير
هز رأسه بفهم : بسيطة اللي ينقصك ناخذها من هناك
مشى طالع ولبست عبايتها تعدل شكلها تتبعه بهدوء تسمعه يتكلم مع العم مصطفى يأمن عليه البيت وغيرها وركبت تشوفه يدخل الشنط بسيارة وماهي الا دقايق حتى توسط السيارة بجانبها يحرك للمطار ..
31
المطار
واقفه عند الحقائب بعد ماراح عنده كم شغله ضرورية وهذا هو جاي امامهم تسمع اعلان رحلتهم موعدهم مد كفوفه لها ورفعت يدها تضم كفه تحسّ يشد عليها بهدوء ويده الثانية تسحب حقائبهم تودع الرياض النظرة الاخيرة تسافر بقلب مضطرب مشتت تاركين كل مشاكلهم مرمية على قارعة الطريق محلقين لسماء بحثًا عن بلد اخر يؤمن بهذا الحُب المستحيل ..
جلست عند الشباك وجلس بجانبها بتعب تدري انه ما نام الا ساعتين وماتدري ايش شاغله ، تكتف بهدوء يرخي ظهره على المقعد يغمض عيونه لان وراهم مايقارب ست ساعات طيران ، بينما عندها تناظر لشباك بهدوء حتى استقرت الطائرة في السماء لوقت طويل ساهية التفتت له تشوفه ساكن مغمض عيونه قدرت تخمن انه نايم بإرهاق رغم هدوء ملامحه وسكونها ، رفعت كفها لجانب رقبته تسحبه برقة لاجل يميل رأسه على كتفها ماتبيه ينام كذا واستجاب لحركتها يميل معها حتى استقر رأسه على اكتافها يغمض عيونه براحه اكبر ينام وتغطي رجوله بطرف البطانية الصغيرة اللي ناولتها المضيفة بعد ما رأتهم وابتسمت لهم بخفوت ..
قصر متعب
44
تسمّع النصائح و الكلام الديني من جدها وعمتها واعمامها يظنون ان زعلها وغيبتها من تأجيل زواجها جاهلين الحقيقة المريرة والقصة المرهقة اللي صارت ، ابتسمت تسمع جدها : والله ما تضيع فرحتك وشهر بس احترام لاهل الميت وبعدها زواج يسمعه العرب والعجم
حضنته من جنب تحسّ فيه يربت على اكتافها ونطقت جيهان ؛ تعبانه البنت خلوها تنام
وقفت بإرهاق تطلع لغرفتها وتبعتها جيهان تدخل معها تنطق : كيفه فراس؟
سمر : صابر ومحتسب وتوه سافر للجنوب
عقدت حجاجها بأستغراب جيهان : وش موديه واهله بعزاء!
سمر بتعب تخفي الحقيقة : يقول ينشغل بشغله افضل له من الحزن وراح مهمة
هزت جيهان رأسها بفهم : الله يصبره ، وين اخوك سافر؟
سمر : اسبانيا
جيهان بتساؤل : قال لك متى راجع؟
هزت اكتافها بجهل تسمع اسئلتها الكثيره : والظبي معه؟
ابتسمت بخفوت : معه
ابتسمت جيهان برضى : الله يشرح صدرهم لبعض، نامي يمه ريحي
هزت رأسها وطلعت جيهان تتركها تتنهد بتعب تستلقي على امل ان السفرة هي مفتاح حل مشكلتها ..
+
اسبانيا - برشلونة
86
من خروجهم من المطار واندهاشها ما قل دقيقة وانبهارها يزيد ويزيد ، ثقافتهم مدهشة المباني والسياح واهلها وكل من فيها مشغول بنفسه وهذا امر مدهش بنسبه لها ترى على زواية الشارع من يعترف بالحب ومن يشرب القهوة ومن يخوض شجاره وكل احد له خصوصيته ولا يناظر له احد ، ترفع نظرها لشوارع والمباني والحضارة هناك ما تلوم مُهاب لحبه لها ابدًا ، التفتت له بعد ما ناداها يمشي بالحقائب ولحقته يدخلون الفندق الشهير وحجزه المسبق سهل له واختصر الوقت منهم ياخذون الحقائب عنهم ومشى معها يطلع الأدوار العلوية وتوقف المصعد يخرجون منه متجهين للغرفة فتحها ودخلوا تراقب جمالها وتمشي لغرفتهم بناحية الاطلالة تراقب برشلونة من الاعلى وإنارتها تسمع صوت الباب و مُهاب راح يفتح يستلم الحقائب ، دخل الحمام يبدل وطلع يسألها : جوعانه ؟
هزت رأسها برفض : ماودي اكل شيء
هز رأسه بتفهم يناظر لساعة الثانية ظهرًا : تعالي ننام والمغرب نصحى عندي مشوار ونتعشى على طرف
وافقته الرأي تنحني لشنطتها ورفعها بدل عنها للكنبه فتحت وهي تسمعه يتكلم ويرتب السرير : طلعي كل اغراضك ورتبيها بدولاب اسهل لك مو ناوي نرجع بدري
هزت رأسها بفهم تكمل : ودك ارتب شنطتك ؟
التفت لها بهدوء : نامي الحين لا تتعبين نفسك
هزت رأسها برفض : مب نعسانه مره اتسلى بها
هز رأسه بفهم يستلقي يغلق الانوار من عنده يترك نور خافت عندها ورتبت اغراضهم تتسلى فيها وخلصت تقفل الانوار وتمشي لجانب السرير تستلقي بتعب ..
+
المغرب
صحيت على الساعه سبعه ولا لقيته وهذا امر اعتيادي منه يصحى قبل موعده دائم ، وقفت تحس بدفء الجو كانت اجوائها تميل للبروده اكثر ودفء الذ ، اختارت قميص ابيض وبنطلون من درجات البُني الفاتح ومعطف طويل بُني غامق اتجهت للحمام تبدل ثيابها وتمشط شعرها ترفعه مع وشاح اختارته تغطيه به ، التفتت لفتح الباب وناظرت له بخفوت يرتدي بدله سوداء ببنطلونها وجاكيتها وقميص ابيض يفتح اول ازرار فيها ، ابتسمت تردف : اول مرة اشوفك ببدلة
تقدم لها عند المرايا : ضرورية اليوم
ابتسمت ترفع يدها لقميصه تنوي اغلاقه بس تراجعت تردف : مفتوح احلى اتركه كذا
استجاب لها برضى : جاهزه ؟
هزت رأسها تعدل شكلها للمرة الاخيرة ترفع شنطتها الصغيره ومشت وهو امام تلتفت ليده اللي مدها وتمسكت فيه تضم كفوفه تطلع معه من الفندق لسيارة اللي طلع من شوي يستأجرها ، ركبت بالامام وركب يحرك في سكون تام حتى توقف امام مطعم راقي من الداخلين والخارجين استنتجت هذا ، دخلوا تسمعه يتكلم مع الموظف باسم الحجز تشوف الموظف يعتدل بعد ماعرفه يشير لطابق الثاني اللي كان مخصص للحجز الفردي بحيث انه فيه طاوله واحدة ومكان مطل على الاسفل ، طلع قبلها وهي تتبعه توقفت عند الطاولة والأضواء الخافته والمكان الراقي تقدم يسحب كرسي لها وابتسمت من حركته تمشي تجلس تنطق : صرت اسباني فجأة ؟
ابتسم بخفوت : لكل مقامًا مقال
جلس امامها : خذي راحتك مايشوفك احد هنا
هزت رأسها بفهم ورفع جواله على اتصال واعتدل بوقفته يناظر للاسفل وابتسم يكلمه بالأسباني حتى اغلق يلتفت لها : عندك المنيو اختاري اللي ودك دقايق واجيك
هزت رأسها بفهم تشوفه ينزل واعتدلت لاجل تشوفه بوضوح يمشي لمجموعة مكونه من رجلين و امرأة !
على الرغم انه احتضن الرجلين وما اعطى اي رد فعل للمرأة الاسبانية الجميلة ابدًا بس استفزها الموضوع ترى حركة شفايفهم دلائل الكلام بس ماتفهم وش يقولون ولا تسمع حتى ..
65
عند مُهاب
استقر امام ليون مبتسم بعد احتضانه يسمعه يتكلم باسبانية : لا تعلم لاي حد انا سعيد برؤيتك حقًا
واكمل بنبرة غضب مزوح : بربك كم استمرّ إلحاحي عليك للقدوم أنسيت ان بيننا شراكة !
ابتسم مُهاب يحدثه بلغته : لم انسى ليون انت تعلم طبيعة عملي لست متفرغًا للهو والنساء مثلك
ضحك بابلو بصوت عالي : مازال المتدين يتهجم عليك ليون
ضحك ليون : كنت الومه على التزامه حتى استقبلني في بلاده انهم حقًا مسلمون رائعون اعتقد انه الدين الوحيد الذي يلتزم اصحابه به
بابلو بتهجم : هل ترمي على مسيحيتي الكلام !
ابتسم ليون بمزاح : انت مسيحي ينام كل ليلة مع اربع اصمت لا ارغب بفضحك عند زوجتك هي لا تسمعنا الان
ابتسم مُهاب مقاطع لهما : دعكما من كل هذا الآن ، متى سنذهب للمصنع؟
ابتسم بابلو : صحيح نسيت
واكمل بجدية : انت تعلم يا صديقي ان المصنع يقع في مزرعتنا الريفية وانا ارغب باستضافتك هناك ان لم تكن تمانع
دخلت لنقاش اخيرًا زوجة بابلو ڤيلان : لا مجال لرفض سمعت من بابلو افضالك يجب ان نجازيك
ناظر لها وهز رأسه مايطيل الثواني ولا يرد يناظر لبابلو : لا احب الاحراج انت تعلم
ابتسم بابلو : وانت تعلم انني احب احراجك لا ترفض ارجوك قدمت لي الكثير وانا في المملكة دعني ارد لو ربع الدين
تنهد يردف : لم آتي هذي المرة لوحدي كما تعلم قد تزوجت
ابتسم بابلو لانه يدري : اعلم لذا المزرعة فارغه ابقيا فيها لوحدكما كما انها ثلاث ايام فقط لا ترفض ايها العنيد
ابتسم بقلة حيله يهز رأسه بالموافقة : كما ترغب
نطق ليون بحماس : زوجتك معك قال لي رجل الاستقبال انك قدمت مع امرأة لتنزل نلقي عليها التحية
ابتسم مُهاب يرفع يده لكتفه يشد عليه يمازحه رغم غضبه : تلقي التحية على من ؟
ضحك ليون بتذكر : لا احد لا احد انت فقط
هز رأسه مبتسم : شكرًا على دعوتنا لمطعمك مازال رائعة كما كان
ابتسم ليون : على الرحب يا صديقي
مشى مودعهم بعد ماحدد موعد اللقاء بينهم وكان بعد اسبوع تقريبًا في المزرعة ويبقى فيها ثلاث ايام ، بعد مغادرة مُهاب نطقت ڤيلان : هل صديقكما يحب الرجال؟ لما لا ينظر لي او يرد
رفع بابلو يده لثغرها يسكتها : اسكتي يا امرأة انه مسلم!
شهقت باستيعاب : اوه نسيت ذلك لم اعتد على تجاهل الرجال لي تعودت على نظرات الاعجاب
ضحك بابلو : اظن ان لديه من يعجب بها الان لا اعلم كيف تزوج توقعت ان يبقى عزوبيًا لم تلفته امرأة رغم انه عاش هنا معنا لوقت طويل
ابتسم ليون يناظر لبنت : انظر الى هذي الجميلة
ضربته ڤيلان بمزاح : زوجته هنا ايها الاحمق
ضحك ليون يمشي للبنت : الزواج تقيد لن اتزوج ابدًا الا اذا سمح لي العالم بتزوج كل نساء الارض
ضحكوا بهدوء ..
39
عند مُهاب
توسط طاولتهم يشوفها متكتفه تناظر له عاقده حجاجها واطالت مدة النظر لهم حتى نطقت تبعد نظرها ترفع المنيو : شدعوه كنت تعشيت معها
حتى انها ماقالت "معهم" قالت "معها " دلائل ان كل انتباهها مع البنت وابتسم بخفوت : واتركك لمين ؟
رفعت حاجبها بسخرية : واجد اسبانيين ينتظرون تلميح
عقد حجاجه بحدة : تلميح للموت يمكن
وضع المنيو وقت جاءت الموظفه يلتفت لها اختارت كم طبق واختار هو مجرد ما راحت الموظفة اتكأ بيده على الطاولة يناظر لها : اسألي اسألي لا تموت الكلمات بحلقك
كشرت بوجهه ولا منعت نفسها تسأل : وش تكلمت معهم؟
نطق يرضي فضولها : صانعين عطور اعرفهم من وقت طويل جيت لاجل كولكشن جديد ادور لنوع عطر محدد وعزمنا في مزرعته بنروح بعد اسبوع
هزت رأسها بفهم تلعب باصابعها في الطاوله : والبنت؟
اطال نظره لحركاتها كانه مايهمها وفقط تسأل واعتدل بجلسته يتكتف : زوجته مب وحده مهمه ولا بتكون
هزت رأسها بهدوء تحط حد لشعور اللي داهمها وحست انه غيره ماتبي توضحه ابدًا ، تقدمت الموظفة بطعام بدأو بالاكل بعد البسملة وخلصوا يشوف الموظفة تتقدم لهم بمشروب تردف : انه طلب من الرئيس ليون كما يقول لا تقلق ليس نبيذ
ابتسم يهز رأسه يسمح لها تصب لهم ونزلت الموظفة واتسعت ابتسامته يسمع ليون يتكلم بيده المايك بحكم وجود مساحه للغناء: اعذروني يا سادة
التفتوا له كل الحضور واكمل : سعيد برؤية صديق عزيز علي لا استطيع دعوته للمسرح لا يحب الاضواء هكذا الوسيمين مملون دائمًا
انتشرت الضحكات بالمكان وضحك مُهاب يسمع ثُريا : انا الاطرش بزفه
التفت لها يضحك يردف : حيوي هالولد يرحب فيني
اكمل ليون : لذا اطلب من الفرقة الغناء ترحيبًا بحضوره
رفع ليون يده بمرح يلوح له : لا اعلم اذا كان يشاهدني لكني متأكد انه يسمعني ، مرحبًا بك في اسبانيا ايها الوسيم !
ابتسم مُهاب يرفع يده له يلوح له واستجاب له ليون بدأت الفرقه تغني الاغنية وتعزف بروقان وقف كل رجُل يدعي امرأته لرقص وابتسمت تميل رأسها على كفها بعد ما اتكأت على الطاوله تشوفهم يرقصون بحميمة نطقت : احب ثقافه الرقص بكل انواعه
بينما هي تناظر لهم كان هو يناظر لها ونطقت تكمل ماتدري عن نظراته : اتمنى توصل لنا لاني احبها جدًا شاعرية فيها مشاعر مدهشة
ماكان رجُل يهمه الرقص ولا الرومانسية هذي وهو ابعد من البعيد عن الحركات ذي لكنه رجُل يرغب بتحقيق كل احلام فتاة يحبها ، التفت يتأكد من فراغ المكان من اي احد لان مكانهم مخصوص لطاولة وحده فقط ، وقف امامها بهدوء مد كفه لها وناظرت له ماتقدر ماتبتسم بصدمه : تمزح!
هز رأسه برفض وضحكت : ما اعرف
ابتسم مُهاب : ولا انا بس تعالي نجرب
ابتسمت ترفع يدها يوقفها ومشى لها يجبرها تتراجع للوراء يكونون بعيدين تمتنع النظرات عنهم وتوصلهم الاغنية ، رفع يده الثانية يحاوط خصرها وكفها الايمن ماسك كفه ورفعت كفها الثاني لعنقه تحاوطه ، ماكانت خبرتهم برقص كثيرة بس تناغمها وتناقضهم والجاذبية بينهما هالكه لا محاله يراقصها بين ذراعيه يمتد تواصلهم البصري بينهما تضطرب قلوبهما ، نطقت بهدوء تنهي هذا الصمت : النقيب يرقص !
هز رأسه برفض : مُهاب يرقص ..
ينفي كونه نقيب الآن لانه تحت تأثيرها واكمل بعد ما اقترب منها تحس بأنفاسه : ماقلتي معك بجرب الجنون ؟ اجل معي تجربين امور اخرى
رفعت حاجبها تتلاعب عليه : امور اخرى ! مثل ؟
ابعد كفه من كفوفها يمشي بانامله بخط مستقيم على طول ذراعها يربكها وتوسطت كلتا يدينه خصرها يعقد حلقته عليه حركاته مقصوده ومتعمده لبث بجوفها التوتر والخجل، عبث بمشاعرها يردف : مثل الرقص ..!
يتلاعب ببراعة ومستحيل تخسر هالمعركة ورفعت كفوفها تحاوط عنقه تتلاقى أبصارهم تتلاعب به من اقترابها هامسه : الرقص نوع من انواع الجنون يا سته وستين ..!
هز رأسه يوافقها الرأي وبحركة سريعة سحب يدها يدورها ببراعة بسبب تحكمه فيه وليس بسبب إتقانه وسحبها لحضنه يميلها بخفه ترفع حاجبها بدهشة : احلف مارقصت من قبل !
ابتسم بخفوت ينحني لاذنها هامس : حشى ما غيرك من النساء تمرد علي ..!
عضت شفايفها من رده اللعوب من غير ماترد حتى انتهت الاغنية ولا انتهت مشاعرهم ، اخذت شنطتها وشبك كفوفه بكفها ينزل معها مغادرين المكان في شوارع اسبانيا يمشون لسيارة يشوف اندهاشها بكل شيء وهو معتاد هذي مو سفرته الاولى ولا الثانية هو عاش هنا بداية إنشاء شركته كانت من هنا وخاض تجاربه الخاصه هنا ، التفتت له بتساؤل : ليه اسبانيا ؟
نطق وهو يسوق : تاريخ الاندلس يخليك تحبها غصب عنك
هزت رأسها بفهم : رحت قصر الحمراء ؟
هز رأسه : غرناطة ! رحتها كثير ودي تشوفينها لو لقينا حجز نروح لها
ابتسمت تدرك انه يتمشي بها بشوارع برشلونة يسمعها : كانه مافي سياح كثير ؟
مُهاب : بالاجازه يكثرون وغالبًا الليل قليل
رفعت نظرها لبناء شاهق مدهش من الخارج ونطق قبل تسأل : ساغرادا فاميليا كنيسة قديمة جدًا ومعلم سياحي جميل
هزت رأسها بالإيجاب بدهشة منه وتوقف يكمل : تعالي
نزلت معه وقفل السيارة يمشي لها يشبك كفه بكفها وغالبًا خوف عليها من المكان او رغبة بالقرب ،
70
مشت معه تشوف البناء ودخل معها في ممرات كثيرة يدخل الشوارع والطرقات ترى البيوت والمعالم يمشيها في شوارع برشلونة تسمعه : مشيت هنا قبل ست سنوات ، وحدي ..
شدت على كفه لا شعوريًا والتفت لها : وامشيها الآن مع قاتلتي
ضحكت باتساع : احب انك متصالح مع فكرة اني بقتلك واصير قاتلتك
ابتسم بخفوت وضحكت بسرور تشوفه يوقف امام بيت ونطق : عشت هنا مع ليون
ابتسمت باعجاب من إطلالة المكان وشافته يعبث بجيبه يطلع سجارة ويدور للقداحة مالقيها وتنهد لكنه التفت خلفه يسمع صوتها تفتح ، عقد حجاجه يشوفها بيدها دليل انها رأتها بالفندق وجابتها ونطقت : تحسبًا لو احتجنا نحرق احد
ابتسم يتقدم لها في ثغره السجارة واعتدلت تشعل نيرانها تتبادل معه النظرات في سماء اسبانيا وجوها العليل تتمشى معه بالطرقات والمباني بانذهال تسمع منه القصص والحكايات يحدثها هذي الليلة بصورة مطوله بكلام رزين و مجمل تشوفه مُهاب فقط من غير مناصب ولا القاب فقط مُهاب المدهش بنظرها ، رجعوا للفندق بعد ساعات قضوها في سماء برشلونة انهلكوا بشدة لذا وجد النوم مكان بينهم وغفوا بتعب ..
22
اليوم الثاني
المملكة - العاصمة
1
شركة عقاب
سكتت السكرتيرة تسمعه ينطق بحدة : ما نحتاج توقيعها دامها اخذت اجازة نكتفي بتوقيعي
بلعت ريقها بخوف : بس اوامرها انها تعرف عن اي توقيع
عقاب بغضب : ماراح اخر شغلي بسبب غيبتها الامور تمشي انتهى !
بلعت ريقها بخوف شديد تهز رأسها بالفهم تمشي الامور من غير توقيع ثُريا وشد على كفوفه جهاد يدري لو عرفت بتسفل فيه تسفيل ، طلع بعدها للبيت .
مجرد ماوصل سمع صوت راشد يصرخ على مجيدة وتنهد يتقدم منه يشوف الشاش في مناطق كثيرة : حتى وانت بهذي الحاله تصرخ !
مارد راشد يحاول يعدل من سدحته وساعده جهاد : ليه في الصالة؟
راشد : طفشت من غرفتي ابي اطلع اقل شي لو الصالة
تنهد جهاد : الله واعلم وش سويت حتى كسر النقيب كل عظمة فيك
راشد بكره : عساه الموت
جهاد بغضب : لا تدعي عليه قلت لك لا تتدخل بس انت حمار !
راشد : اوقف مع الغريب واترك اخوك كفو عليك بس والله ليندم يا جهاد والله
28
تنهد جهاد يفقد امله فيه ومشى طالع لغرفته استقر بسرير ورفع نظره للباب اللي فتح بسرعه : قالت لك المجنونة عن نيتها ولا تكلمت !
عقد حجاجه جهاد باستغراب يناظر لامه : نية ايش؟
ضربت مجيدة فخذها بصدمه : رفعت قضية على ابوك تطالب بالورث
سكت مايفهم : وليه تنوحين حقها !
رفعت حاجبها بدهشة : حقها ! اكلت من خيرنا ونامت على فراشنا ويوم تزوجت استقوت بالعسكري !
رمش مايبي يضحك من الكذب اللي تقوله : خيركم سم لها وفرشكم شوك امي هذا حقها لا تنكرين
مجيدة بغضب : ابوك ضغطه الف ليته يسمعك يربيك على كلامك ذا
مشت بغضب تقفل الباب وتنهد ماكان عنده خبر عن نية ثُريا ورفع جواله يدق عليها ..
25

