رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الثاني والعشرين 22
اليوم الثاني ..
+
نزلت سمر من سيارة فراس اللي توقفت امام بيت مُهاب وابتسمت تشوفه يفتح الشباك وقفت عنده تسمع استعباطه : عشر دقايق وتعالي ولا بموت
وقبل ماترد فزت برعب من الصوت الحاد خلفهم : انت ميت من بعد ما حددت لاختي مؤقيت !
فز فراس ينزل من السيارة ما انتبه عليه وضرب له تحية برعب ناظر له مُهاب يوقف امامه وقفه عسكرية يربكه بنظراته : كم قلت؟
بلع ريقه فراس : اخسي اقول
ماقدرت تكتم ضحكتها اكثر من كذا اول مرة تشوف فراس خايف وابدًا ما تلومنه يجبر من امامه يخاف وابتسمت تناظر لمُهاب ومالت عليه تحضن ذراعه تدلع على اخوها و زوجها : انتبه يا فراس انتبه علي!
رفع حاجبه فراس لانها تحتمي باخوها امامه وتدلع قدامه وهز رأسه مُهاب يكمل : انتبه عليها و انتبه مني ..!
قالها بتحذير يرعبه ويخليّ سمر تذوب منه لان من زمان ماشافته يدافع عنها وحسّته خلفها كذا ونطق فراس : منتبه انا اول مرة بحياتي اكون منتبه لدرجة ذي
ضحكت بشدة ترفع كفوفها تودعه وتركض تضحك لداخل وناظر مُهاب لفراس اللي نطق : اروح ولا ابقى؟
اطال نظره له وهز رأسه وركب فراس مغادر ومشى مُهاب لسيارته يرفع جواله يكلم جهاد باتصال يقول فيه عباره وحده ويقفل ماينتظر رده ابدًا : تعال القسم ..
20
بيت مُهاب
+
تنهدت ثُريا بعد ماسمعت كلام سمر عن مستجدات المجهول ونطقت : يعني الحين رقمه ذا صار لباكستاني ولا له دخل ؟
هزت رأسها سمر بالإيجاب ؛ فراس قال اكيد بيكلمنا من رقم ثاني
تنهدت تعض شفايفها بتفكير والتفتت لها تشوفها متوتره وشايله هم وهي ماتبي سمر تتأثر وتتعس ابدًا لاجل ذا ابتسمت تخبي كل مخاوفها تردف باتساع : سموره انسي وخلصنا واضح ماعنده سالفه لا تفكرين بشيء غير زواجك باقي ثلاث اسابيع بس لازم تخلصي كل تجهيزاتك!
ابتسمت سمر بتذكر : عمتها مسؤولة عن القصر والضيافه وغيره احسّ ودي اخلص سوالف الفستان والمسكه وكل شيء قبل الزواج باسبوع ابي ارتاح فيه واحتفل بالعزوبيه بس مابي انشغل بحجز وغيره
ابتسمت ثُريا تهز رأسها بالموافقه : طيب فكرتي بفستان شيء ؟
تنهدت سمر تهز اكتافها بجهل : في بالي تصميم بس احتاج مصممه ترسمه لي وبعدين اعطي خياط معروف يضبطه
ناظرت لها ثُريا بهدوء : تعرفين مصممات ؟
هزت رأسها بالإيجاب : اعرف بس محتاره بينهم
عضت شفايفها بتفكير وفكرة خطرت ببالها : اوصفي لي وش ودك
واطالت نظراتها لسمر بتركيز تسمع كل وصفها ورغباتها بفستان زفافها وكيف ودها يكون ..
28
القسم
+
مايدري جهاد كيف طلع من القصر يركض لسيارته يحرك للقسم بعد اتصال مُهاب بس اللي يعرفه انه يخوفه لدرجة غير معقوله ، دخل بعد دق الباب وتقدم يسمعه : اجلس
جلس شابك كفوفه وزادت حيرته من لحظة وقوفه تارك مكتبه يمشي لين عنده يجلس امامه واعتدل جهاد بجلسته يتخيل كل السيناريوهات السيئة اللي ممكن تحصل له الآن في اللحظة ذي ، لكن تبددت كل اوهامه وخيالاته وانقطع خوفه من لحظة ما نطق مُهاب بصوت هادىء رزين : اطفي نيران جوفي يا جهاد
ناظر له مايفهمه ابدًا ولا يفهم نظرته الحايره هذي واتبع مُهاب قوله يكمل : ايش عاشت ثُريا عندكم !
رغم انه كان وده يسأله عن مقصد عقاب يوم تكلم بشرفها بس ماقدر ابدًا ماقدر يسأل لاول مره يخاف من الاجابة ويتردد بطرح السؤال لأول مرة يتمنى العالم كله يكذب وجهاد يصدق وينطق باللي يريحه خصوصاً بعد زيارتهم لديرة محسن حُسم الامر ووجب عليه معرفه الحقيقة لانه انهلك من خوفها تعب من افكاره اللي يحاربها كل ليلة ، اعتدل جهاد بجلسته يتذكر كلام ثُريا ان ابوه قذفها وفهم مقصد مُهاب ونطق ينوي يحرر ثُريا من كلّ الظنون : ثُريا بنا عمي سالم اكثر بنت كانت مدللّه حولي من زود دلع عمي لها يخاف تخدشها نسيم ما انسى يوم امطرت وابتل ثوبها وبكت لانه فستانها المفضل من دبي والصباح حجز عمي رحلة لدبي يدور نفس السوق اللي اخذ فيه الفستان !
ضحك جهاد يتذكر : رغم الفستان ماصابه شيء بس رفضت تلبسه ثاني ، الكل كان يحبها ويهتم فيها عاشت رفاهية وحياة لا توصف وكل هذا انتهى واندثر من لحظة ما ماتوا اهلها بسبب مجهول ..
رمش مُهاب يسمعه بانصات شديد يكمل : قالت ان ابوها كان هارب بعد ما اتصل على احد اذكر انها كتبت كلام ابوها وقت الاتصال بدفتر الملاحظات لاجل ماتنساه جابها ابوي هنا كان ياخذها كل ليله معه مدري وين يطلب منها شيء وهي ترفض طلباته كلها ويوم فقد الامل قرر يعاملها بصوره اشد
تنهد بتذكر : امي ماكانت تحبها هي تكره امها من زمان عذبتها بطفولتها حرق وضرب مع خواتي اهانة مهما دافعت عنها ماقدر وابوي اثبت جنونها باوراق لاجل تروح شهار ويعطونها ادوية كانت قوية بأس خسرت كل شيء الا نفسها هربت كثير وتحدتهم كلهم ولو تبي الصدق؟ والله كلهم خسروا ضدها حتى ابوي!
شدّ مُهاب على كفوفه يسمعه يكمل باقي حياتها ومعاناتها وجحيم عاشته مايتصوره خصوصًا وقت نطق يكمل : كانوا يربطونها ويحبسونها عاشت مع مجانين فعلًا محد منا توقع ترجع سليمة ابدًا حاولت تثبت عقلها ومحد صدقها بنهاية اعتبرت نفسها مجنونة معهم .
كل هذا كوم ومجرد ماسمع مُهاب جهاد يكمل بتوتر وخوف : اخوي راشد يحبها من وهي صغيرة ويبي يتزوجها وامي رافضه حاول يعتدي عليها كذا مرة لكنه ماقوى كانت اقوى منه مرة طعنته ومره دخلت زجاج بيده ومرة ضربته برأسه ماقدر عليها ولا لمسها حتى كلام ابوي كذب ثُريا اطهر من على هالارض وطى ..!
اغمض عيونه مايستحمل ابدًا مايقوى يستحمل غضبه واحتراق جوفه والنيران تشب بصدره لهب تحرق ضلوعه يشد على فكه يتحرك من قوة شده وتبرز عروقه ومظهره الآن جعل جهاد يسكت خوف مايقدر يكمل ابدًا ، ولانه مايقدر يسمع اكثر ابدًا نطق بغضب يكبته : تقدر تروح
بلع ريقه يوقف يمشي وتوقفت خطواته يسمع مُهاب ينطق بهدوء خلفه فيضانات من الغضب : انا قاتل لابوك واخوك يا جهاد فكر قبل تصافح يمنايّ ..!
رمش يلتفت له بتوتر نطق : وش بينك وبين ابوي؟ مستحيل بسبب ثُريا
ناظر له مطولًا مكمل : ثأر قديم ودم ما جف ..!
رمش يهز رأسه بفهم يدري ان ابوه مجرم والله العالم وش سوا فيه ومشى طالع تاركه يحاول ينظم انفاسه لكنه فشل، فشل ذريع وقت وقف يبعثر مكتبه و اوراقه يكسر باب دولابه ويقلب كنبته يقلب الدنيا رأس على عقب مسبب فوضى عارمه دخل بسبب صوتها شدّاد يناظر له بصدمه واعتدل مُهاب بوقفته يتنفس بهدوء ومشى طالع يترك شدّاد بحيرة منه ..!
36
اخر الليل
بيت مُهاب
+
يضمها الحرير الابيض من الصدر دانتيل بعلاق عند الاكتاف تاركه الروب بسرير بسبب عدم وجود مُهاب هنا ، تضم كفوفها دفتر خاص فيها ترسم فستان الزفاف لسمر تحاول تجرب رسمه مثل ماوصفته تضع اخر اللمسات فيه بشرود من موهبتها الخفية في التصاميم وكيف ان الدفتر مليء بالتصاميم الرائعة الخاصة فيها ، رفعت نظرها لفتح الباب دلايل دخوله بوجه متعب ذابل وساكن هادئ الواضح انه قضى الليل كله بالخارج يدخن لانه مشى نحوها وسبقته رائحة عطره ودخانه ، ناظرت له بهدوء واطال النظر بعد جلوسه امامها وعقدت حجاجها تسمع صوته المتعب لأول مرة بحياتها معه يردف : اشبه عقاب ؟
رمشت تبعد الدفتر عن احضانها تقترب منه ترتاب منه وهمست : مافهمت!
ناظر له يتذكر كيف حبسها ويتذكر كلام عقاب مايبي يكون يشبه بنسبه لها مايقدر يعتذر ولا يعرف ينطق آسف مُهاب لم يتعلم نطق " آسف ، شكرًا ، أحبك " كانت هذي الكلمات الثالث مفقوده من قاموسه لذا اكمل : بنسبة لك انا وعقاب نتشابه؟
هزت رأسها برفض بتكرار ورفعت كفوفها من غير شعور تحاوط وجهه بين يدينها البارده تشوفه يغمض عيونه يميل رأسه لكفها ويسمعها : ابدًا ما تشبه مُهاب ! عقاب ظالم وجبار سعى في الارض فساد قاسي وعديم الرحمة حتى لاهله ..!
رمشت بهدوء تناظر له ساكن يسمعها واكملت : انت القاسي الحنون ..!
ناظر لها يشتهي حضنها لأول مرة يتمنى يحضنها ويتخبى بجوفها للحد ذا لكنه ثابت يمنع رغبته بعد ماعرف ماضيها وسبب خوفها منه مُحال يرعبها بزيادة ابدًا يتركها لين تتغلب مخاوفها بنفسها وتقبل عليه مثل ديم ، ابتسمت بهدوء تنطق : ماودي اعترف بس انت صاحبي الافضل يا نقيب !
ابتسم بوسع ثغره هالمرة مجبر من كلمتها ليردف : بعدك مُصرة على موضوع الصُحبة ؟
هزت رأسها بتآكيد نطقت بطريقتها المعتاده في الكلام : طبعًا احب الفكرة انا ماعندي اصحاب لا من البنات واكيد مو من الجنس الثاني
قاطعها برفع حجاجه بنبرة غضب وعدم تقبل : جربي يكون!
ضحكت تهز رأسها بفقدان امل من اسلوبه معها واكملت تتجاهل كلامه : بس عجبتني الفكرة معك عندي صاحب اهدده بالقتل وانا اشرب قهوة هذا شيء يناسب جنوني
ناظر لها مطولًا وابتسمت بخفوت تستوعب كلامهم وكيف يكون زوج صاحب ! وهمست : قصتنا غريبة مو ؟
رمش بهدوء يناظر لها : غريب وحلوة
رفع يدينه لشعرها يخلخل اصابعه بخصلاتها مكمل :
انا الغريب وانتِ الحلوة
رمشت تستوعب انه يمدحها الآن بطريقة رهيبة جدًا وهمست : تعترف اني حلوة ؟
بعثر شعرها بهدوء يردف : اعترفت مُنذ البداية
هزت رأسها بتذكر انه فعلًا ما انكر هشيء في حديث سابق لهم وسحب يدينه من شعرها تتوسط انامله سجارته وضحكت من حركته المعتاده ونطقت بتذكر : صح في عقود ارسلتها السكرتيره قلت تشوفها انت
هز رأسه بفهم يشوفها تسحب الابتوب ونطق : اجل جيبي قهوة تركية يا صحيّب وتعالي اعلمك
ضحكت من قوله " صحيّب " يمشي على رغبتها ووقفت والتفت لها يشوف لبسها يهده من اقصاه لادناه كيف يرسم جسدها وتلين داخله وتذوب ورقة جسدها وشعرها الطويل من حولها ورغم ذا سحب الابتوب يشيح بنظرة وكانها منطقة حُرمت عليه وعهد عليه مايكون خوف لها ولا يقبل عليها دام الرفض منها حتمي وخوفها دائم ..!
62
دخلت المطبخ تبتسم بخفوت منه ، يهلكها لدرجة لا توصف كيف بثباته هذا وجسوره وشدّته قادر يميل رأسه على كفها بصوره شاعرية مثل ذي ! كيف يلعب بفؤادها لعب القمار ويزرع في ضلوعها الف بستان ويحرسه مثل حاكم بلاده ، مُهاب رجُل نادر حتى بعداوته شجاع مايقتلك غفله ولا يغدر بخصمه لدرجة انها مستعده تحلف ان من شجاعته مستحيل يأخذ عقاب غدر متأكده بيقتله بشجاعه وهو يعرف انه ولد سعود ، مُهاب رجُل تتمنى لو التقت به في ظروف أبهى وأجمل من هذي ، فزت بفزع من صوت فوران القهوة تقفل النار وتصبها على الفناجين واخذتها تطلع لغرفتهم تشوفه بدل ثيابه يكسوه السواد الدافئ على فخذه الابتوب وبين كفوفه الدفتر اللي كانت ترسم عليه ، تقدمت تضع القهوة بطاولة ومشت تجلس امامه رفع الدفتر امامها بتساؤل : تصاميمك؟
هزت رأسها بالإيجاب : الاول فستان زواج لسمر يارب يعجبها
هز رأسه بفهم وحول تركيزه للابتوب يشرح لها كم موضوع بصوره مطوله تعطيه كل تركيزها خاتم حديثه : وهذي احصائيات لمخزون المستودع تقدر بمليارات كل عام اذا كانت المبيعات ماشية
عضت شفايفها من هول الارقام اللي تشوفها وهمست : عقاب اغنى مما كنت اتوقع!
هز رأسه يوافقها الرأي واكملت ؛ جهاد يقول صار يدير امور من غير ما يطلب توقيعي برجع الشركة
ناظر لها مطولًا يخفي قلقه عليها يسحب سجارته يشعلها بثغره : تقوين ؟
رفعت حاجبها من تساؤله وسحب سجارة جديدة يضعها بين شفايفها يسمعها تردف بعدها بجنونها : تشك فيني؟
فتح القداحة يشعل السجارة بفمها واخذت منها نفس سحبها بسرعه يرجعها لفمه ويشوفها تنثر الدخان بمهارة تعلمتها منه وتبتسم من حركته ، هز رأسه برفض متطمن انها تحرقهم كلهم وتنفث دخانهم وتدعس على رمادهم المجنونة الناعمة وهذا التضاد العجيب فيها غامضة مرة ومرة مثل نور ..!
92
اليوم الثاني
5
ركبت سيارته تضم شنطتها بعد اتصال عمته وعزمتها ولكن بصفتها صديقة سمر فقط وحاولت تقنع مُهاب او بمعنى اصح عاندته حتى رضى ونطق وهو يسوق: هروحه كلها مادخلت عقلي
تنهدت تلتفت له : انت ولا شيء داخل عقلك ولا احد عاجبك لو بمشي على شورك عز الله انحبست بالبيت
مارد يسوق بهدوء حتى وصل قصر جده ويا رهابه الشعور اللي صابه والحنين يوقف مثل الغريب امام بيته واهله وناسه وانتبهت على نظراته ونطق بعدها يشتت ذهنه وحنّينه : انتبهي على كل كلمة وفعل يصدر منك لا تذكريني امامهم ابدًا
هزت رأسها بفهم ونزلت بهدوء وانبهار من القصر وانواره وكبره ودخلت الحوش مايقل انبهارها من النافورات والزرع والجلسات حياة لا توصف ما تصدق ان مُهاب ترك هذا النعيم ليعيش في خرابة شدّاد !
ابتسمت تدخل تفتح لها الخادمة تاخذ عبايتها ومشت تسمع الترحيب من جيهان : حي الله من جانا تو ما نور البيت ارحبي
ابتسمت تسلم عليها بهدوء : منور باهله
وتحولت ابتسامتها لضحكة من ركض سمر بالدرج بعجلة : النور ياهلا حبيبتي
عقدت حجاجها جيهان : النور !
ابتسمت سمر تتجاهل نظرات التحذير من ثُريا لسكوت وهمست : اي ولد اخوك يناديها النور
ضحكت جيهان تلتفت لها : ماكذب سبحان من خلقها
ابتسمت من مدحها ومشت تدخل المجلس الوسيع وجلست سمر تضحك : وش هالرسميات ماحبيت
طلعت جيهان وضحكت ثُريا : حتى انا توترت
اخذت تسولف وتعطي معها بالكلام وتسمعها : بكرا نروح نكلم المصممه اللي قلت لك عنها
عضت شفايفها بتوتر وتردد طلعت الدفتر تفتح على رسم فستان الزفاف ونطقت ؛ انا جربت اساعدك وماعرف اذا ضبط نفس ماودك
اخذت الدفتر منها تناظر بانبهار شديد وصدمه لا تستوعب همست : انتِ رسمتيه !
هزت رأسها ورمشت تناظر له بدهشة : اف ثُريا فضيع مرة مرة نفس ماودي حتى انه احلى !
ابتسمت ثُريا بارتياح : ماقدر أخيطه انا الوقت ضيق واحتاج خبره وجهد اكبر خذيه لاي احد واطلبي خياطته
تقدمت ترفع ذراعها تحضنها بشدة تحسّ ودها تبكي من فرط شعورها وحبها لها : احبك ثُريا اموت عليك
ضحكت ثُريا تحضنها واكملت سمر : بعدين ايش هالمواهب الرهيبة كيف تحرميني منها !
ضحكت ثُريا والتفتت للباب يفتح ودخلت جيهان بالقهوة وبعدها مودة و تُقى وابتسمت بهدوء تسلم عليهم وتاخذ وتعطي بسوالف معهم ..
2
قصر عقاب
3
وقف جهاد يسمع كلام ابوه مع ذاعر يعلمه بوصول شاحنة بداخلها بصوره خفيه تتمركز انواع من المخدرات للبيع وقدر يحدد الموقع من كلامهم ببراعه ، كان خايف لو اللي يسويه صح او خطأ ولو وقوفه ضد ابوه بيكون عقوق ولا وقوفه مع بلاده بيكون هو البر !
طلع يغمض عيونه بخوف يتذكر كلام مُهاب وركب سيارته يحرك للقسم بس مالقيه ولا لقى الا راجس وعلمه بكل شيء يطلع من ذنبه ويبرئ نفسه من هذا الذنب ، ركب راجس سيارته واخذ معه جهاد ورفع جواله يعلم مُهاب اللي كان امره قوله " روح هناك وخذ عون معك اقبض عليهم كلهم وامسك قائدهم حتى اجيك " استجاب له ياخذ كم فرقة معه يهجم عليهم في الجرم المشهود يقبض على الافراد ويفرغ الشاحنة ويربط قائدهم أمامه للحظة وصول مُهاب ..
+
قصر متعب
+
اتصل عليه راجس وهو امام القصر وركبت ثُريا تسمع الحديث اللي دار بينهما بهدوء وحماس حتى قفل ونطقت : تهريب من عقاب!
هز رأسه بهدوء : خلف القصه البيّاع ان ماخاب ظني هذا عقاب
هزت رأسها برفض تردف : ذاعر هو البيّاع
التفت لها بهدوء نطق : وش عرفك ؟
ابتسمت تناظر له : اعرف الكثير يا نقيب
هز رأسه يرد على اتصال راجس يسمعه ينطق : شدّاد امر بتسليمه للقسم الان
كانت نية مُهاب يوصلها البيت بس بعد كلامه غير طريقه يتجه للموقع لان شدّاد عرف ولا بيخليه يستجوب على راحته وابتسمت لانها قدرت تروح معه من غير ماتطلب ابدًا ..
2
توقفت سيارته ونطق وهو يسحب سلاحه يعدله : ياويلك تنزلين من السي..
انقطع سيل كلامه بصدمه من نزلت تقفل الباب واغمض عيونه يهمس " يا صبر إيوب ! " نزل يناظر لها وعدلت طرحتها تخفي كل شعرها قبل مايطلب حتى لانها تدري بيعلق عليه اول شيء ونطق بغضب : اركبي !
ناظرت له بترجي ومحاولات : بروح معك مابسوي شيء بس بقتله
رفع حجاجه يناظر لها : بس !
هزت رأسها تدعي البراءة وتنهد يسمع صوت جواله اتصال راجس ومشى وتبعته تبتسم بانتصار والتفتوا العسكر لقدومه مع زوجته وتراجعوا لسيارتهم بستنثاء جهاد و راجس واقفين امام الرجل المربوط الجالس وناظرت لجهاد بفخر لانه عرف الطريق الصح ووقف بصفه التفتت لمُهاب يضم كفوفه خلف ظهره بسكون يناظر له وقاطعت نظراته تردف : ممكن استجوبه؟
رفع حجاجه يناظر لها وابتسم جهاد يدري ماتصبر لازم تجيب مصيبة لهم وهز رأسه برضى تحت دهشة راجس وابتسمت بانتصار تمشي له توقف امام الرجل وتذكرت كلام جهاد عن لحظة استجواب مُهاب وايش عبارته المعتاده ونطقت تقلده : تجي بضرب ولا الشتيمة ؟
ابتسم جهاد وراجس واخفى ابتسامته مُهاب وناظرت لرجل المرعوب بشدة منهم ونطق : شتيمة شتيمة
رمشت تنسى وش يسوي مُهاب بعد ذا ورفعت يدها تشير نحوه تردف : ياكلب انت ياحيوان
كان هذا الحد الفاصل لانفجار جهاد بضحك مقدر يستحمل خصوصًا وقت بانت انياب مُهاب من ضحكته الوسيعة يهز رأسه برفض يتقدم لها : مب كذا
وناظر لرجل يعيد عبارتها : تجي بضرب ولا الشتيمة ؟
هز رأسه يأكد كلامه : شتيمة
ابتسم مُهاب وبلحظة سريعة هجم عليه بقبضة يدينه يضرب وجهه لينزف انفه من قوة الضربة !
شهقت بصدمه ترفع يدها لفمها تناظر لجهاد : خير ما علمتني على ذي !
رفع مُهاب رأسه ينطق : مين وراك!
كح بشدة يردف ؛ البيّاع
مُهاب بغضب : وش تعرف عنه ؟
هز رأسه برفض : ولاشيء والله ولاشيء
ضربه بشدة وابتعد عنه يشوفه يسعل بتعب والتفتت لمُهاب تنطق : مايعرف شيء اقتله وخلصنا
ناظر لها ورفع جواله يرد على شدّاد ومشى يتركهم وتبعه راجس يسمع إتصاله.
ابتسمت ثُريا تقترب من الرجل تهمس لجهاد : انا اخنقه وانت شتت انتبه مُهاب
شهق جهاد بصدمه ؛ والله اناديه فكي يدك
رفعت يدها تخنقه وصرخ جهاد : مُهاب الحق يا نقيب
فزت تبتعد تناظر له بصدمه : يا ورع !
تقدم مُهاب منها وابتسمت ببراءة تهز اكتافها : ماسويت شيء اقيس رقبته بس
ضحك جهاد ونطق مُهاب بامر : قدام لسيارة!
كشرت تمشي والتفت لجهاد يضحك : وراها انت!
فز جهاد يلحقها يركب معها سيارة مُهاب والتفت راجس يسمع اوامر مُهاب بتسليمه للقسم عند شدّاد ..
154
ركب مُهاب السيارة يسمع تسفيل ثُريا في جهاد والتفتت له بزعل : ليه ماخليتني اقتله يعني القاضي مايحكم علي بشيء ليه ما تحقق احلامي !
ناظر لها بمسايرته المعتاده يقترب من مقعدها : بس نخلص من القصة ذي انا اعطيك المسدس واقتليني
اقتربت منه تعرف انه يسايرها وصار وجهها قبال وجهه ونظراتهم مستمره : والله ؟
+
هز رأسه يرفع يده يعدل طرحتها اللي مالت واظهرت شوي من شعرها : افا انا اكذب عليك !
ولآن القرب بينهم كان هائل توتر جهاد اللي راكب ورى وتحمحم يردف : احم احم نحن هنا
التفتوا له بنفس اللحظة وارتبك من نظراتهم ونطق مُهاب رغم انه يمزح بس صوته ابدًا مايساعد للمزح : ماودك تقتلين ذا ؟
ضحكت بشدة تسايره : ودي وندفنه ولا حد درى
هز رأسه وتقدم جهاد يبي يفتح الباب المقفل : اشفيه الباب مايفتح
ضحكت بشدة وابتسم مُهاب بخفوت يحرك السيارة ..
89
عدت الايام بهدوء تام عليهم كلهم مابين فرحة سمر وتجهيزاتها لزواج وانشغالها به خصوصاً ان المجهول اختفى حسّه ورسائله الا هذي الليلة تحديدًا كانت هالليلة هي ليلة عزوبية سمر والساعه تقارب الثانية بعد منتصف الليل ، رفعت ثُريا جوالها على رسالة من رقم غريب محتواها " بتحترقين مثل ما حرقتينا ! " اطالت نظرها تعيد قراءتها بتوتر وقفت تتحرك بالغرفة ترسل له "انت جبان وكذاب واتحداك لو تسوي شيء " شافته قراء الرسالة وعضت اظافرها بتوتر وهو يكتب حتى وصلت لها " شخص اخر بيعرف الآن " بلعت ريقها واتصلت على سمر مبتسمه تحاول تعرف اذا ارسل لها ولا لا لانها ماتبي تخوفها وردت سمر الفرحه : ثُريا اهخ كانك حاسّه فيني تخيلي اعتذرت اللي بتسوي القاتو بغيت انهار بس اشوه لقيت غيرها
ابتسمت ثُريا بتوتر : الحمدلله الحفلة اليوم صح؟
سمر باستغراب : اي اليوم اشبك علشان بعد يومين العرس
هزت رأسها : تمام بيجيك بدري
قفلت منها تطمن انه ما ارسل لها وفزت تقرأ رسالته " النقيب اول فريسة " انتفض قلبها بين ضلوعها وطلعت من غرفتها تركض بفزع تدور على مُهاب او جواله اقل شيء ، نزلت من الدرج تشوفه جالس بصاله بحضنه لابتوب وكم اوراق يعبث بها وبلعت ريقها تشد على كفوفها برعب حسّت باطرافها تبرد وروحها تنتفض من صوت اشعار وصول رسالة لجواله !
نزلت تشوفه يرفع جواله ويدخل الرقم الغريب كانت صوره لسيارة المحترقه فقط من غير وجودهم وكتب تحتها " مافي دخان من غير نار " اغمضت عيونها لانها وقفت خلفه بضبط شافت الرسالة والتفت لها عاقد حجاجه وابتسمت تتظاهر بعدم الملاحظة ومشت تجلس جنبه : من متى هنا؟
ناظر لها بهدوء وتبادل نظراته بينها وبين جواله : مالي وقت
بلعت ريقها وقت اقفل جواله يكمل اوراقه ووقفت تردف : تبي قهوة؟
4
هز رأسه بالإيجاب ومشت للمطبخ مجرد ما اختفت عن انظاره انحنت ترفع كفها لصدرها تحس بقلبها يطلع من جوفها ورفعت جوالها ترسل له " وش تبي مني واعطيك! "
انتظرت دقايق تعض اظافرها بتوتر وصلت لها رسالته موقع وتحتها " تعالي هنا الساعه عشرة الليل وياويلك لو تعلمين احد انتي وحدك والا بفضحكم قدام الخلايق "
اغمضت عيونها بتوتر تهمس : حليّها ثُريا حليّها
ارسلت موافقتها وتقدمت تجهز القهوة ماتبي تثير شكوكه.
46
في الصالة
رفع مُهاب جواله يتصل على راجس يردف : ارسلت لك رقم طلع اسمه وموقع وارسله لي
واسطة مُهاب اكبر و اوامره اهم بيكون الموضوع اسهل بنسبة له بصوره واضحة ، حسّ فيها تدخل عنده معها القهوة وجلست بجانبه بهدوء نطقت : الليلة في حفلة لسمر بروح
هز رأسه بفهم واكملت : وبوقف اجازتي بشركة مليّت من الاونلاين
ناظر لها بهدوء نطق : انا اوصلك
قاطعته برفض تام : لين متى يعني ؟ خلاص مابي اعيش بخوف وقلق مايقوى يسوي شيء زود
أطال نظراته مايبي يضغط عليها وهز رأسه رغم انها عارفه بتتبعه لسيارتها وجوالها وكل شيء بس تاركته لانها عارفه كذا هو متطمن ولا شايل هم ، ميلت رأسها على ذراع الكنبه تعبث باوراقه : قضايا ولا عقود شركتك ؟
قالتها لانها احتارت في الايباد فاتح اسهم وامور متعلقه بشركة وبين يدينه قضايا ليردف : الاثنين
استمرت بالعبث تردف : مواهبك واجد يا ديجور فضحت اغلبها باقي ثلاث
نطق وانظاره في الايباد يشتغل : وش بقى ؟
ابتسمت ترفع كفها تعد باصابعها : تطبخ وتعزف و تشعر
هز رأسه برفض ينكر كعادته : ما اعرف
ضحكت باتساع ترفع اصبعها نحوه بتحدي : والله ما اطلع من هالبيت الا وانت قايل لي قصيدة لمساعد
رفع نظره لها بهدوء نطق : على كذا مابقول
سكتت تحاول تفهم وضحكت وقت استوعبت : لاجل ما اطلع؟
ناظر لها لانها فهمت مقصده بوضوح وبسرعة : يمكن
ابتسمت باتساع وشربت قهوتها وطلعت بعدها تتركه يشتغل و تعيش توترها وخوفها لوحدها ..
27
الليل
قصر متعب
+
رفعت جوالها تشوف الساعة ٩:٢٥ بضبط بلعت ريقها تشد على كفوفها بتوتر تناظر لسمر بفستانها وطوق مكتوب فيه بالانجليزي " Bye singleness " ترقص وتضحك مع بنات عمها وصديقاتها تقطع الكيك وتسمع الصراخ والاغاني و تتمايل غنج ودلال تتصور ، وقفت ثُريا تمشي بهدوء بعد ماقالت لجيهان " شوي واجيكم " وطلعت تلبس عبايتها بالحوش من توترها تحمد ربها انها جت بسيارتها ، ركبت تشوف الموقع مرسله مسبقًا وتنهدت برعب تحرك تمشي عليه بخوف ..
21
القسم
+
قبل هذا بوقت ، يوقف راجس امام رجل مسؤول عن معرفة صاحب الرقم ونطق راجس : مُهاب يبي موقعه فاهم؟
تنهد يردف : صعب اطلعه الا اذا اتصلنا عليه
رفع راجس كفه ينادي حميد وتقدم حميد منه يسمعه : بنتصل على هرقم نحدد موقعه ضروري تسولف معه حتى نقدر نحدد
هز رأسه واتصل راجس ينتظره يرد ولان المجهول جواله مفتوح ينتظر رسايل ثُريا رد باستغراب ساكت وفز راجس يأشر لحميد اللي نطق وقت اخذ الجوال : السلام عليكم اخوي معك ابو زيد للواجبات السريعة ابي اتأكد طلبك بخس ولا بدون
عقد حجاجه المجهول بغرابة : ماطلبت شيء !
اشار راجس له يطول المكالمة واكمل حميد : شلون ماطلبت شيء حرام عليك من المغرب اجهز ١٧ برقر و ٢٨ شاورما وين اوديها لا حول ولا قوة الا بالله
أردف بتملل : غلطان اخوي انا ماطلبت مع السل
قاطعة بعجلة لاجل مايقفل : لا تقفل اصبر خاف الله فيني ارمل زوجتي ماتت الله يرحمها وعيالي ايتام مين يصرف عليهم
كتم راجس ضحكته يشير له انه قدر يحدد الموقع وقفل المجهول بغضب وضحك راجس بشدة مجرد ماشافه يتنهد براحة يسمعه : خليتني اموت ام العيال وهي حيه يقلع شكلك
ضحك راجس يردف : زين أيهم مب هنا يسمعك تترحم على اخته
التفت حميد خلفه بوهقه لو انه موجود : كله منك قلع هرأس
اخذ راجس الموقع يرسله لمُهاب والتفت لقدوم شدّاد بتساؤل : وش في ؟
تنهد راجس يبي يكذب لكنه شاف الموقع قبله : تتبعون مين !
راجس بتوتر : مدري مُهاب طلب
اغمض عيونه شدّاد مايدري وش وراه هالمرة ونطق قبل يطلع : ارسله لي
في مكان اخر اشبه بخرابة سيارات تالفه مرميه بالمكان وكانه مكب سيارات مُظلم ومخيف ، بداخل سيارتها تناظر برعب من حولها وفزت تقرأ رسالته " انزلي وادخلي من الباب " بلعت ريقها تخبي سلاحها بشنطتها ونزلت تقفل السيارة وتمشي بهدوء تضم كفوفها شنطتها تتلفت يمين وشمال بتوتر وخوف دخلت مثل الورشة تناظر حولها وفزت برعب تلتفت امامها تسمع صوته وتعرفه حيل تعرفه ينطق : ردك الله لي يا ثُريا
رمشت بتكرار وعدم استيعاب وبصدمه نطقت : راشد!
ابتسم بخفوت يناظر لها ويمشي بهدوء : ماتوقعتي صحيح؟
ضحكت بصدمه ترفع يدها لجبينها : طلع السكير مب هين !
ابتسم بهدوء يردف : علشانك اسوي كل شيء والله
رمشت تحاول تستوعب وتفهم هو ايش يعرف وكيف عرف كل هذا : شلون عرفت !
ابتسم راشد يعبث بحديده بين يدينه : سهله لحقت جهاد حتى وصلني بيتك كنت اراقبك ليالي طويلة وبليلة طلعتي مع بنت ولحقتكم وشفت كل شيء سويتوه
رمشت تخاف لو عرف هوية مُهاب ونطقت تسحب منه الكلام ؛ انت عارف مين هذي البنت ؟
هز رأسه بالإيجاب ؛ كلمت ياسر صاحب السيارة وريته الفديو وعلمني بكل شيء وانها طلعت معه وانها سمر حفيدة متعب ومسكهم فراس الا انتِ شلون عرفتيها !
تنهدت براحة لانه مايعرف صلة القرابة بينها وبين مُهاب : عرفتها بعرس ندى
وأكملت باستيعاب وغضب : مايخصك بس ايش كانت غايتك تهددها تتزوج فراس!
صرخ بغضب وجنون : لاني شفتك مع فراس رحتي انتِ وجهاد القسم وطلع وراكم وش يبي فيك ! ابيه يتزوج ولا يحوم حولك مايكفي النقيب !
رمشت تشوف انسان مريض فيها لدرجة لا توصف يحبها بجنون لدرجة انه يراقبها كل ليلة ويعرف تحركاتها ، هو مايعرف ان سمر اخت النقيب ويحسبها صُحبة فقط بينهم والتقى بياسر وعلمه ياسر كل شيء واخذ رقم سمر من ياسر و رقم ثُريا من جهاد وهو نايم مايدري اشتغل يهدد فيهم ويخوفهم حتى ان من حبه لها جبر ياسر مايبلغ عنهم ، ومجرد ماشافها مع فراس فهم غلط وتوقع يحبها من مرضه فيها وعرف انه خطبها بسماعه لبعض لاخر كلام ثُريا له هذيك الليله وارسل لسمر يهددها ، كل هذي اللعبة لعبها على نار هادئة وبذكاء لدرجة محد شك فيه او توقع هو عاشق والعاشق يا يصير مجنون يا يصير مريض ..!
ناظرت له يقترب وتراجعت بخطواتها بصدمه : انت مريض والله العظيم مريض الله يشفيك ليتك مهووس بزوجتك كذا كنت فكيتنا منك
رمش يتقدم منها : انا ابيك وهذا شيء تعرفينه من طفولتك
صرخ بجنون وغضب : حبيتك قبله عطيتك كل شيء انتظرتك كل هسنين ليه ماتحبيني مثله ليه ماتبيني لييه ثُريا لييه !
شافته يصرخ يضرب من حوله بجنون وفزت برعب تتذكر انهم بمكان وحدهم وشكله الآن مرعب ممكن يأذيها ، تراجعت بخطواتها تسمعه : باخذك من النقيب غصب عنه والله ما يتهنى فيك والله !
كانت بتسحب سلاحها تخوفه وترعبه لكن كل قرارتها تراجعت عنها بفزع ورعب من الصوت خلفهم ينطق : تعقب!
كان هو ولا احد غيره ، هو اللي ارسل له راجس الموقع ولانه مايحب الف والدوران ويتعب نفسه قرر يروح يستفسر عن مقصد صاحب الرسالة برضى ولا بالغصب ، حرك سيارته هادئ وساكن وغير مبالي الان انه من اللحظة اللي شافها تدخل ولا شافته لانه موقف من وراء ، سمع كل مجرى الحديث سمع اقسى مايمكن على المرء سماعه ، بثت نيران غضبه واشتعل من نظراته لأول مرة تخاف منه ومن جنونه لدرجة ذي ماتدري ايش سمع بس شكله الان يدل انه فهم كل شيء ، ماتدري كيف وصل هنا بس هذا النقيب والنقيب ماصعب عليه شيء ..!
رمشت تلتفت له تنطق بخوف : مُهاب !
مشى بهدوء وانحنى لحديده كانت بالارض وفزت برعب تشوفه يمشي لراشد اللي تحاصر ولا يقدر يهرب وابتسم يردف ؛ جابك الله لي ماتدري كم ليلة اقتلك في رأسي!
مجرد ما صار امامه ورفع راشد حديدته كانت ضربة واحدة من مُهاب انتشر صوتها وصوت صراخها وسقط راشد من هول الضربة وفزت تركض له ؛ تكفى مُهاب لا !
دفعها بيده تتراجع وناظر لها بتهديد : بتفاهم معك انتِ بس مو الحين خليك هنا تشوفين حقك يرجع لك
رمشت تستوعب مقصده وانه يعرف ! كيف يعرف عن اعتداء راشد! هذا اول سؤال خطر ببالها بس ما استمر مدة طويلة لانها رفعت كفوفها ترتعش لفمها بصدمه تشوفه يضربه بطريقة لا توصف تسمع صراخ راشد بالمكان وشتم مُهاب له وقت مسك فكه يرفع يصرخ بوجهه : اي يد مديتها عليها ؟ اي ييد !
مارد راشد يصرخ بالم وابتسم مُهاب : اكسر الاثنين اجل !
ماقالها كلام فقط لا هو مد كفوفه يلف ذراعه يسمع صوت عظامه من قوة لفه ويعيدها بالذراع الثانيه وصراخه يطربه ، يتذكر نظرات خوفها وكلام جهاد وكيف انه منع نفسه من رغباته وحاجته لها بسبب الخوف اللي زرعه فيها راشد ، ضربه بلا رحمة بغضب ماترك بقعة فيه ما سالت دمها لدرجة انها توقعته مات مستحيل مازال حي مُهاب ماراح يوقف بصوتها ابدًا ومحاولاتها ولا تقدر تتدخل تسحبه لذا نظرة الفرح اعتلتها من شافت شدّاد اللي لحقه يركض بصدمه يشوفه يضربه وسحبه بقوة رغم ثقله يصرخ : مات يا ادمي مات !
شافت كيف مُهاب بتنفس بكفوف فيها الدم ولان راشد حاربه بعد ودافع عن نفسه ضربه بجبينه بحديده صغيره وجرحه وجبينه ينزف الآن ، وقف شدّاد بينهم بجنون : ليه ! وش بلاك انت انهبلت !
رفع كفوفه لرقبته يتنفس ومشى طالع من الورشة تارك شدّاد يسعف راشد ، ركضت تتبعه برعب تردد : مُهاب اهدأ تكفى !
التفت لها تشوف غضب العالمين كله فيه ونطق : سؤال واحد بس يا ثُريا واحد !
اكمل بغضب بعدها : سمر طلعت مع اللي اسمه ياسر !
بلعت ريقها ماتدري ايش تقول اذا نفت ماتقدر لانه بيجيب ياسر الان واذا اثبتت بيهد الدنيا على سمر لذا قررت تبرر بقولها : ماصار شيء ابدًا بينهم ماصار شيء ! كانت زلة وطيش ومشاعر الله ستر واستوعبت غلطها وصححته !
كيف سكنت ملامحه بصدمه يناظر لها ونطق بطريقة ارعبتها من هدوءه المفاجئ : وفراس مسكهم في خلوة غير شرعية ؟
ماردت ماتدري وش تقول غير انها تميل رأسها بتعب وترجي : مُهاب ما اسمح لك تكسر فرحتها !
رفع يدينه يمسح جبينه بكفه يكمل تساؤلاتها اللي تكب الملح على جرحه : ورحتوا حرقتوا سيارة ياسر يعني انتقام!
هزت رأسها برفض بتكرار : انا حرقتها انا اقترحت عليها ورحت هي ماتقوى حتى مالها دخل
هز رأسه تكتمل السالفه في باله يضع اجابات اسئلته يتذكر كل شيء خوف اخته وتوترها الملحوظ قلق ثُريا رائحة البنزين كل شيء لقى جوابه ، كل شيء لقى دليله ، كل شيء فهمه وكان مثل الصفعات على وجهه وشبت نيران ما يطفيها احد ومشى بغضب تاركها لسيارته ولانها لازم توقفه رفعت سلاحها تطلع من شنطتها وتفتح الزناد اللي سمعه ووقف من صوته يسمعها : سمر تحتفل بعزوبيتها ومبسوطه ما اسمح لك تعدم فرحتها تكفى مو اليوم مُهاب مو اليوم !
رمش يناظر لها مصوبه عليه سلاحها وميل ثغره يمشي نحوها : كذبتي علي وترفعين سلاحك علي !
رمشت تشوف الملامة بعيونه ونطقت : لو علمتك ما تفهمت وبتزعلها !
ميل ثغره بسخرية يردف بنبرة تهز كيانها من قهره : نمتي معي على نفس المخدة وانتِ تكذبين عليّ وتلعبين بنار وجتك تهديدات ولا علمتيني عنها حتى احل الموضوع !
عضت شفايفها تشوفه يقترب يمسك المسدس من رأسه يضعه على ايسر صدره يردف : اطلقي !
رمشت تمتليء عيونها دموع تشوف قهره و غبنته وكم اه بعيونه تشوف انكساره منهم وهمست : تكفى مو اليوم تكفى مُهاب
قاطعها بغضب يشد على السلاح : اطلقي ، مابقى الا ذا ماسويتيه فيني ..!
طاحت دموعها برعب من حالته تردد : تكفى مو اليوم نرجع البيت وبكرا اللي تبيه سوه هد الدنيا لو تبي بس اليوم لا ، لا تكسر فرحتها تكفى
ضحك بغبنه ، ضحك بقهر يهز رأسه بتكرار يضرب رأس السلاح بصدره يردف : انا لا اكسر فرحة احد مايهون عليك بس يهون حيل مُهاب عندك يهون !
رمشت تطيح دموعها وتراجع يردف : انا رايح اهدّ عليهم دنياهم وان بغيتي توقفين فرغي سلاحك اللي رفعتيه !
مشى يعطيها قفاه وصرخت ترفع السلاح تحوله على صدرها بغضب هذا الحل الوحيد اللي بيوقفه : افرغه بصدري مو صدرك !
التفت له يشوف السلاح موجه على صدرها وعقد حجاجه يتقدم منها يردف : ثُريا !
شدت على سلاحها تتظاهر بالقوة امامه : ماتروح اليوم
مشى بغضب نحوها : نزلي سلاحك!
تراجعت تشد على سلاحها : اوعدني ماتروح اليوم !
اغمض عيونه يمسح وجهه بكفوفه ماصار يعرفها ولا يضمنها ولا حتى يتوقع حركتها بتسويها لاجل توقفه وكل شيء يهون الا روحها عنده ، هز رأسه بتكرار : ما اروح نزلي سلاحك !
ناظرت له تبي تصدقه : اوعدني
اغمض عيونه بنفاذ صبر : اوعدك جيبي السلاح!
تنهدت براحة تنزله وسحبه من كفها يناظر لها بغضب ومشى لسيارة بصراخ يتبعه ؛ اركبي
لحقته تركب ماتبي تتركه بحالته ذي حتى انها تركت سيارتها تعرف انه بيجيها بوقت ثاني ، ركبت تشوف احمرار عيونه وبروز عروقه وانفاسه تعتليه يسوق بسرعه برأسه مليون شيطان وسكونه وهدوءه هذا هو الرعب بنسبة لها لانها ماتعرف ايش ممكن يسوي الآن ، وقف عند بيتهم ونزل ونزلت تشوفه يمشي بهدوء ولحقته تدخل البيت شافته يرمي قبعته وجاكيته العسكري وابعدت عبايتها تتنهد تردف بتردد : مُهاب الموضوع تقفل تكفى لا تفتحه
ابتسم يهز رأسه : تقفل اجل تقفل !
انقلبت ابتسامته لصراخ في ارجاء البيت وهو يرفع يدينه بتهديد : انتوا فتحتوه وانا اللي اقفله فهمتي ! انا اقفله!
اغمضت عيونها من صراخه اللي تبعه غضبه : الاستغفال اللي عشت فيه كلكم تدفعون ثمنه حتى انتِ !
كان يمشي بغضب حتى نطق يتبع كلامه : كيف قوتها كفتها حتى ترتكب ذنب مثل ذا ! كيف قدرت تخون كيف!
اخذ نفسه وجلس على الكنبه يبسط كفوفه على ركبته ورمشت تشوفه يهدأ بطريقة مرعبة وهمست تمشي نحوه: مُهاب..!
لكنه قاطعها بنبرة غضب : ما ابي اسمع صوتك ولا اشوفك فهمتي ؟ اطلعي فوق غيبي عن نظري..!
أشاح بعيونه عنها مايبي يغلط بحقها مايبي يزعلها لذا طلب منها تتركه وحده لازم يبقى وحده وشدت على كفوفها تمشي طالعه تتركه وتفضل انها تتركه لوحده الآن يهدأ لو شوي وتحاول تحلها هذا لو قدرت ..!
82
طلعت غرفتها ترفع جوالها تتصل على شدّاد مافي غيره يقوى يهجد مُهاب ولو شوي ، وصل لها رده وسؤاله علطول : علميني بكل شيء !
ما انتظر حتى تتكلم ورغم ذا استجابة تسرد له كل شيء تحطه بالامر الواقع تاخذ مشورته رغم مشاكلها معه الا انها تشوف افضل من تثق فيه ، تنهد شدّاد بعد ماسمع كل كلامها ونطق : لا حول ولا قوة الا بالله ! مصيبة وطاحت علينا مصيبة
تنهدت بخوف تردف : شدّاد مو وقت تحسر شلون اهديّه؟
رفع نظره شدّاد على خروج الدكتور يتكلم مع جهاد الموجود وحده لان محد يعرف وسمعه ونطق يكلم ثُريا : انا بالمستشفى راشد سلمه الله لو ما لحقت عليه كان ودع مابقى عظمه فيه مب مكسوره لو بلغ عليه والله يقوى عقاب ينقله هالمرة
تنهد بتفكير طويل نطق : كلمي اخته تتحاشاه ولا تقابله ولا تطلع من بيت جدها واكيد ماراح يروح لهناك وانا بكلم فراس واجيكم بكرا
هزت رأسها بالإيجاب تردف : تمام
تنهد شدّاد يكمل : وانتِ خليك بعيده عنه لا يأذيك بلحظة غضب
سكتت بتعب تعض شفايفها ونطقت بعدها بحزن : ما يأذينّي شدّاد حتى بغضبه ..!
قفلت منه واتصلت على سمر تسمعها : وينك ليه اختفيتي ! ادق عليك ماتردين
بلعت ريقها بتوتر تجمع الكلام بثغرها : مُهاب عرف بكل شيء ..!
بهتت ملامح سمر تجلس على السرير بصدمه وعدم إستيعاب تردد بتاتاة : كيف !
اغمضت عيونها ثُريا ترفع يدها لجبينها : عرف وبس لا تطلعين من البيت ولا تتواصلين معه ابدًا بنحلها انا وشدّاد ونهديّه اتفقنا ؟ لا تخافين كلنا معك وبصفك
رفعت سمر يدها لثغرها تبكي وقفلت جوالها تنهار بكاء ماتستوعب صدمته الآن ونظرته عنها ولا تقوى تواجهه تخاف وحيل تخاف منه ومن عصبيته وغضبه وتدري انه غير متفاهم في امور مثل ذي ، بكت تناظر لفستان زفافها وكيف فرحتها تتلاشى وتسقط امامها مثل بيت رملي هدّته الرمال ، تراقب انعدام مشاعرها وحبسها للماضي الحزين وذنب بقي مثل السلاسل يجرها للمجازر كل ما حاولت النجاة طاحت في مصيبة اكبر ولان غلطة الشاطر بعشر كان الثمن غالي ..!
38
اليوم الثاني
القسم
3
كان الخبر مثل الصاعقة نزلت على فراس بعد ماعلمه شدّاد وطلب منه ياخذ اجازة يختفي عن الانظار لكنه نطق : والله ما اهرب مثل الجبان اروح له
وقف شدّاد بغضب : تروح لاجل يقتلك ؟ ليه الشقى والمشاوير اذبحك انا اسهل
فراس بحزم : ماني جبان ولا بهرب وانا رايح عنده ياخذ حقه مني انا الكذاب وانا استاهل
ومشى طالع بخوف لكنه يستقوي علشانها بس يستقوي حتى انه غير طريقه لبيت متعب ودق عليها يشوفها تطلع تركض له تبكي بشدة : ماقدر فراس والله ماقدر
تنهد يحضنها بتعب : لا تبكين مالك ذنب ولا هذا غلطك هذي غلطتي انا ووحدي من يتحملها
مسحت دموعها تشوفه يتحمل ذنب مب ذنبه : وش بتسوي!
ابتسم يطمنها رغم قلبه الخايف : بروح عنده واللي يصير يصير
هزت رأسها برفض بتكرار ولا اعطاها فرصه يمشي يركب السيارة وفتح الشباك : احلها واجيك سمر
حرك متجهة لبيت مُهاب وبكت بخوف توقف تفكر لوقت طويل كل الحكاية بدأت من لمحت رسالة مهمله وقررت الرد عليه ، كل الحكاية بدأت من زر اعجاب و متابعة وحديث طويل وضحكات طويلة وانتهى بالدموع والحزن والاذى ، هي بدأت الذنب ذا وهي من عليه يستحمله لا فراس ولا ثُريا بنظرها .. طلعت تسحب مفتاح سيارتها وطلعت تلحق فراس ..!
54
بيت المُهيب
2
صحت بفزع ماتدري كيف نامت بعد كل هذا القلق وحتى في احلامها ظهرت كوابيسها تطاردها ، مشت للحمام تاخذ شور ولبست وصلت تقدمت تنزل بهدوء ورمشت تشوفه بصالة ، على نفس موضعه البارحة بضبط !
الفرق انه بدل ثيابه لسواد ويمينه سجادة دليل انه صلى فروضه بالبيت من هول همومه ماقدرت رجوله تقوده للمسجد ، في الطاوله طفاية سجائر مليئة بدخان ماتدري كم سجارة دخنها بدل وجباته ، جالس نظره على التلفزيون يتفرج قناته المعتاده عن حياة الدلافين شارد وساكن بطريقة تخوفها سكون ماقبل العاصفة هدوء الموج الغدار ماتدري كم هم محمل على اكتافه بس اللي تدري ان قدامها رجُل مابقى فيه مكان للجراح ..!
مشت بهدوء تجلس بالكنبة المجاورة له تشوفه يطفي سجارة ويشعل الاخرى وعلى هالموال ، نطقت بهدوء: ينحل الموضوع بطريقة اخرى غير السجائر
رفع نظره لها بهدوء وطلع سلاحه يضعه على الطاولة امام بكت سجائره : حلين لا ثالث لهما ، يا سجارة يا رصاصة ..!
رمشت تشد كفوفها بخوف من حالته ذي والتفت لجواله بطاولة يرن باسم - فراس - بلعت ريقها تقرأ الاسم ورفع جواله بهدوء يرد مايتكلم يسمع فراس : انا برا يا حضرة النقيب وكل ضلع في صدري فداك
انزل جواله يقفل وسحب سلاحه يثبته بخصره وفزت بفزع : مُهاب!
رفع يدينه باسط اصبعه : اصحّك تطلعين برا!
مشى يتركها من غير رد وركضت تلبس عبايتها لاجل تلحقه ..
طلع يشوفه واقف في الحوش وضرب له تحية برعب وخوف يناظر له ومشى مُهاب نحوه بهدوء نطق العبارة اللي ماتوقع يقولها لصاحبه : تجي بضرب ولا بالشتيمة ؟
ناظر له فراس يبلع ريقه نطق : بضرب
رمش مُهاب يدري ان مايختار الضرب الا الرجال لان الضرب اهون من الشتيمة عنده وهز رأسه يرفع كفه بحركه سريعة يوجه له ضربه بقبضته اختل توازنه يتراجع للورى من قوتها يحس بدم في فمه ، كانت الضربه هينه عليه لان الاوجع وقت سمعه ينطق : تأكل معي بنفس الصحن وتنام بنفس الاستراحة وتمشي معي بنفس الفرقة وانت كذاب ! تكذب ليالي وتاخذني اخذ الغشيم ؟
رمش بتعب يسمعه يتكلم لاول مره بشيء غير الاوامر يسمعه يعاتبه وهذا هد حيله وتقدم مُهاب منه بغضب يمسكه من ياقة ثوبه ويصرخ : دامك جيت لين هنا مثل الرجال اضرب مثلهم !
ضرب مُهاب رأسه برأس فراس بقوة يدفعه وطاح فراس بالارض يسمعه : مالك بنت عندنا وتروح تطلقها فاهم ماتاخذها لو ترقى السماء سبع!
قالها على دخول شدّاد بسيارته لنص الحوش وطلوع ثُريا من البيت ورفعت يدها لفمها بصدمه من ضربه له ومن كلامه ، وقف فراس بصدمه : مستحيل زواجنا بعد ايام!
قاطعه بغضب : تخسي ما تاخذها انتهى تفهم ؟ انتهى!
قال اخر كلامه يصرخ وتقدم شدّاد : استهدي بالله اللي تقوله لا يرضى حي ولا ميت
مُهاب بغضب : يرضيني انا وهذا المهم !
التفتوا كلهم على قدوم سيارة اخرى ويعرفونها كلهم ويعرفون صاحبتها ، فزت ثُريا بخوف تشوف سمر تنزل من السيارة اللي دخلتها ورمش مُهاب يناظر لها ولقدومها حتى عنده كانه مايكفي اللي سوته بحقه بعد تقهره زود ، مشى نحوها بهدوء وارتبك فراس يفز لكن يدين شدّاد منعته بامر ، نزلت من السيارة وتقدم يشوفها تتراجع حتى استقر ظهرها على السيارة وقف امامها بهدوء نطق بتساؤل واحد : ليه ؟
هي اول ماسمعت صوته بكت بشدة ماتستحمل نظراته ولا وقوفه فكيف بملامته ! ونطقت بين صوت البكاء : والله غلطه وتصلحت والله ما صار شيء والله ماصار ش
قاطعها بصراخ هز كل ركن بالبيت : وش نقصك ! وش نقصك لاجل تدورين العاطفة في كلب بن ستين كلب !
رفع يدينه بجنون يأشر على نفسه : وش قصرت انا بحقك وش قصر جدي واعمامي ؟ عطيتك كل شيء وتخليت انا عن كل شيء ، عطيتك القصور ونمت بالعشش ، وعطيتك اواني فضة وذهب واكل ونمت كل ليلة جايع ، عطيتك اهل وعائلة ونسب وانا مجهول بين الخلايق ..!
رمش يتنفس يرفع كفوفه لوجهه وصرخ بعدها يشير لها بكفوفه : عطيتك سعود ينادونك بنت سعود وانا ولد محمد ! انا ولد رجل ما اعرف من يكون !
رفعت كفوفها تغطي وجهها لانها توقعت بيضربها ورمش بصدمه من حركتها يردف : تخافين اضربك ؟ متى ضربتك انا لاجل تخافين !
131
بكت بشدة وبتعب وبندم ماتقوى تحسّ الله يغفر والبشر ماتغفر الله يسامح والبشر ماتسامح الله يناظر لأعمالك وحسناتك والبشر تعميها زلاتك ، بكت تصرخ : عطيتني كل شيء الا انت ! حرمتني منك انت وتركتني لوحدي تحسب كنت ابي كل عطاياك ؟ ماكنت ابيهم كلهم كنت ابي ابقى معك بس وانت ماكنت موجود ابدًا ماكنت موجود حتى الان انت مو موجود مُهاب مو موجود !
رمش عاقد حجاجه يناظر لها تلوم غيبته اللي تعرف سببها ونطق : ماعمره كان الذنب له مبرر
بكت بتعب تعاتبه تردد ؛ لو انت موجود ماكنت احتجت غيرك ابدًا ولا دورت عليك في وجيه الناس ، انت خليتني انت رحت ولا جيتني الا زيارات وان جيت مادريت عنك !
مارد يسمعها تلومه وناظرت ثُريا له ولعيونه تلمح وجع مايعرفه غيرها ومشت تسحب سمر لحضنها ورمش يلتفت لها : ادخلي داخل ولا ابي اشوفك ابدًا ولا اسمع صوتك حتى فهمتي !
بكت بشدة وسحبتها ثُريا تدخل للبيت والتفت لفراس ينطق بعبارة وحده : لا لك زوجة ولا صاحب روح لا تلمحك عيني ..
اغمض عيونه فراس وامره شدّاد بالانصراف ومشى من عندهم ، التفت مُهاب لشدّاد يمشي نحوه يرفع اصبعه يضرب صدره بقهر وغبنه نطق : كل هذا صار لاني ولد محمد ماني ولد سعود ..!
ومشى لسيارته يركبها ويطلع من هنا ، تنهد شدّاد بتعب ورفع نظره لثُريا : بتكلم معك
هز رأسه ومشى لها دخل البيت يراقبه بنظراته وجلس بصالة يسمعها تأمر خديجة بتجهيز القهوة ، جلست امامه بهدوء نطقت : وش بيصير مع راشد ؟
تنهد شدّاد : ارسلي لي كل تهديداته لكم ابتزه فيها ولا يقوى يرفع قضية
هزت رأسها بفهم وناظرت له تردف بتردد : ابي اعرف وش عاش مُهاب ..
سكت يناظر لها بهدوء وشرد بتفكيره يردف : مالا تقوى جبال على حمله
رمشت تشد كفوفها ببعض : ابي اعرف تكفى ساعدني
تنهد يشوف خديجة تضع القهوة وسحب فنجانه يشرب يتبعه قوله : عقاب خطف سعود واهله ماتت امه وهي تحاول تهرب سمر ، وخيّر عقاب سعود بين اولاده
شهقت بصدمه تهمس : مين يقتل!
هز رأسه بالإيجاب يكمل : اختار سعود يمان الصغير يموت وقتله قدام عيونه اثناء وصول الشرطه هرب واطلق على سعود من قفاه ، اهله ماتوا حوله وامامه وتغرب عن اجداده وتخلا عن لقبه ونسبه وسافر معي لديرة تختلف عن حياته ، عاش بسعادة ودلال ورخاء وعز وجاه سعود كان الاب والصاحب والاخ ومات تركه بلا اب ولا صاحب ولا اخ
تنهد بشرود نطق بندم : قسّيت عليه كثير بغيت اقويه عاش في بيت من غرفه وحمام خرابه كنت اتركه بالايام والأسابيع لشغلي يصحى بدري يروح للخباز يساعده يحصل معه خبز بلاش يرعى البل والنياق يشرب لبن ويداوم
14
تنهد : هذي حياته قسوة وشدة مابكى من يوم قلت له بليلة لا تبكي ولا ضعف ولا شكى ماعمره تذمر من حياته وزعل شديد بأس يقطع حطب ويبيعه يكسب لقمه عيشه بعرق جبينه ..
ابتسم بخفوت يتذكره بطفولته ومراهقته : ماعاش شيء من حياته شيب بدري وكبر بدري دربته على السلاح والرمي قويته من صغره
رفع نظره لها يكمل : تدرين متى ندمت ؟
ناظرت له بتركيز تسمعه يكمل : تخرجه من الثانوي جاء معلمه يوريني شهايده كان ذكي حيل ذكي طلب مني ادرسه الطب وقال بيتوسط يدخله لانه يستاهل حاولت انسيه الانتقام واخليه يدرس لكنه رفض وتعسكر علطول ، دربته بر و بحر و جو في كل دورات العسكرية علمته على كل شيء صنعت منه نسخة سعود وهذا انا نادم لاني استوعبت ان كل ما علمته شيء نزعت حقه للعيش نسيته اعلمه انه انسان يبكي ويحس ويشكي قسيته لين قسى هو على نفسه ، مُهاب ما مارس اي حق له حتى حقه بالبكاء سرقوه منه ..!
رمشت تحاول ماتبكي تعض شفايفها تستوعب مقدار الوحدة والتعب اللي عاشه صحيح ماعاشت افضل منه بس اقل شيء كان لها حق بصراخ والبكاء والعتاب والشكاوي بس هو سُلب من كل حقوقه حتى حقه بالعيش سُلبت منه دموعه وآهاته وطفولته و مراهقته ، صحيح ماتوا اهلها بحادث وابوها مسموم بس ماكان اقسى من ان يخيّر قاتل ابوك بينك وبين اخوك هذا اسوأ ما يمكن ان يمر به المرء ..!
45
عند مُهاب
+
توقفت سيارته امام القسم ونزل بهدوء بجوفه نيران يتجاهلها ، تقدم من راجس : جبته ؟
هز رأسه راجس : مسكناه في جرم مشهود وهذي جرائمه
اخذ يقلب الملف وناوله مع مفتاح ينطق : جيب سيارة زوجتي بنفس الموقع اللي ارسلته امس
ومشي يدخل بهدوء لغرفة التحقيق يقابل ياسر ، تكتف يناظر له بهدوء نطق : تجي بضرب ولا بالشتيمة ؟
بلع ريقه بتكرار مايعرف من ذا : شتيمة
ابتسم مُهاب يمشي يوقف خلفه بحيث ان ياسر جالس امامه طاوله ومد يدينه يمسك رأسه يضربه بقوة في الطاولة عن طريق تميل جسده للامام بضربات متكرره يسمع صراخه حتى شاف الدم ونطق بغضب : تحسب بنات الناس لعبه تكذب عليهم بكلمتين تاخذهم بجهلهم وتستغل ضعفهم يا رخمه !
ارتجف ياسر برعب يسمعه ينطق بغيض : كنت تقدر تلقى لك من الكلاب امثالك تتسلى معهم ليه رحت لبريئة !
ضربه بغضب وبتكرار يطلع قهره فيه بتشويه وجهه حتى ابتعد عنه يلتقط انفاسه يردف : تدري وش حكم الزاني بالدين ؟
ولان ياسر له ملف اسود وقبض عليه في خلوة وفعل منكر اليوم نطق مُهاب : تنجلد على كل خلوة يا كلب عساك عظة وعبرة لغيرك !
7
دفعه بغضب يشوفه مهلوك وطلع بعد ماضمن انه بيلقى جزاته وزود وتمشي العدالة والدين وتاخذ مجراها ، طلع يجر همومه وتعبه وآهات مكبوته بجوفه ، طلع يبكي الحجر عنه ويميل الشجر وتمطر السماء ، صوت الرعد انتشر في سماء الرياض ونور البرق أنار من حوله ، قطرة تتبعها قطرة وبكت الغيوم ولا بكى مُهاب ، ابتلت الدنيا من حوله وتوقفت سيارته امام المربط دفع دمه لمن حوله ولا لقى الا الملامة ، ذبل ورد قلبه ومات وجفت ينابيعه ويبست بساتينه وطالت صحاري وجدانه ، هلك من هالدنيا ولا بقى فيه مكان ما انجرح فيه ، من رحل سعود والليالي السود تشرب من ضلوعه ومن رحلت وردة وكل حزن بهالفضاء يسكن ضلوعه ومن رحل يمان وهو يابس في ثيابه وكان ماعنده مكان يستريحه غير سرابه ، مُهاب وان تخلى عن الماضي ، الماضي مايتخلى عنه ..!
41
نرجع للورى
بيت المُهيب
+
تداعب شعر سمر المستلقيه بحضنها بعد بكاء طويل استمر لساعات وندم وحديث مؤسف نامت بتعب ، عدلت سدحتها ثُريا تعدل بطانيتها واقفلت الانوار تطلع بهدوء تنزل للاسفل ماتلقى له اي اثر ، فزت من صوت الرعد بالمكان ترفع نظرها لخديجة تتقدم : هذا مفتاح سيارة واحد برا جيبه
هزت رأسها بفهم تناظر للمفتاح وتسمع الرعد ماتبي تتركه وحده ماتبي يعيش كل عمره وحيد ، لبست عبايتها وعدلت طرحتها تطلع من البيت تركض لسيارة يبللها المطر ، ركبت تتنهد بتعب وتدعي انها تكمل سواقة بدون اي اضرار مع هذا المطر الغزير ، حركت مقصدها وغايتها واضحه لمربطه تدعي من كل قلبها يكون هناك وتسوق تردد الاذكار بخوف من الطريق والمطر ، توقفت تشوف سيارته وتنهدت براحة تنزل ترفع كفوفها فوق رأسها ورغم ذا ما فاد لانها تبللت بالفعل وابعدت الطرحه تنثر شعرها وركضت بعجلة حتى وصلت للباب رفعت كفها تدق بسرعه تغمض عيونها كل ما انار البرق و اعتلى صوت الرعد، فتح الباب عاقد حجاجه ورمش بصدمه من مظهرها : ثُريا !
ابتعد يسمح لها تدخل وفزت ترتجف تضم جسدها ببعض ولا شعوريًا ضرب فكها ببعض يصدر صوت اسنانها وتقدم يسحب اللحاف المرمي على الكنبة يغطيها بالكامل يسحبها لصدره يدفيها وهي ترتجف تسمعه : كيف جيتي لا تقولين انتِ سقتي !
هدأت وسحب كوب الشاي حقه يناولها وشربته بهدوء بعد ماجلست تنطق : سقت والله
اغمض عيونه بتعب منها ومن تهورها الدائم وحركاتها المعتادة القادرة على غضبه اردف : ليه علميني ليه ! وش تبين زود !
رمشت تناظر له واقف ساكن كاتم كل شيء هي توقعت تلقاه يبكي منهار زعلان لكنه ساكت فقط وهذا يهلكها ، ارتجفت شفايفها تتجهز انها تبكي غصب عنها ونطقت: مُهاب ليه ماتبكي !
ارتخت ملامحه من سؤالها الغريب وشتت نظراته كانها ضغطت على وريده الحساس وجانبه المهلوك المحتاج لنحيب مثل طفل ورغم ذا نطق : لو تفيد المدامع كان أسيل نهر ، بس ماتفيد ثُريا ماتفيد ..!
رمشت تمنع دموعها تردف : بس تريحك اقل شيء ترتاح وتعبر وتشرح وترمي شوي من حمل اكتافك
رمش بتعب يرفع كفوفه يمسح وجهه والتفت لها : وش تبين ؟ علميني وش تبين فيني زود تجرحين ؟ هذا انا ثُريا مابقى فيني الا الجراح ..!
عضت شفايفها تشوف تعبه وحزنه وهلاكه في مرخي رموشه يردف : كلهم بكفة وافعالهم بكفة وانت ِ وحدك بكفة وذنبك بكفة !
اغمض عيونه بتعب يردف بنبرة تهلك ضلوعها وتهدها حيل ماتقوى عليها : انتِ تدمرينّي ، تزلزلينّي ، تهدينّي والله تهلكينّي وش تبين زود ..!
هنا انتهت كل طاقتها وقوتها تلاشت وعزمها تاه وجنونها ضاع وبكت ! بكت بتعب تشوفه ماتستحمل تتذكر كلام شدّاد تتخيل حياته وتتذكر حياتها وتبكي لها وله تبكي عنهم الاثنين ، تبكي بدله ..!
رمش يشوفها تبكي ومشى نحوها يجلس قبالها يرفع كفه لفكها يضمه بكفه : ليه تبكين ؟
بكت بشدة تنهمر دموعها على خدها تردف برجفة : ابكي لان انت ماتبكي ، ابكي عنك !
ميل رأسه بتعب مهلوك كل خلية فيه تبكي وعيونه ماتبكي ودموعها الآن تتعبه واللي هلكه زود يوم اكملت بصوتها الباكي الشاكي الاعذب : ليه انا وانت مو مكتوب لنا الفرح ؟ ليه كانت حياتنا كذا ؟ ليه سوا فينا كذا مُهاب !
تنهد بتعب يضم وجهها بكفوفه وتقدم بهدوء يقبل عيونها مجرى دموعها الاولى ثم الثانية واغمضت عيونها تطيح دموعها تسكن ثغره بعيونها ، ابتعد تارك مسافة بسيطة لاجل يردف : انا مكتوب علي الشقى بس انتِ ؟ والله لاكتب لك الفرح لو بدمي !
رفعت يدها تحاوط وجهه تناظر له بتعب ، تنهد يوقف بعدها يردف : ثيابك مبلله بدليها فوق لا تمرضين
هزت رأسها تمسح دموعها بهدوء ابعدت اللحاف ومشت تطلع لغرفتهم دائمًا تنسى تترك لها ملابس هنا وهذي اكبر أغلاطها المحببه لها لانها تتيح فرصة اختيار بلوزة من بلايزه وبالفعل اختارت بلوزة رمادية الون مثل حالهم الغير مفهوم ودخلت الحمام تبدل وتلبسها تصل لنص فخذها جففت شعرها تفكه بهدوء تتذكر حالته بنظرها هو الشجاع الحزين هذا اللقب الاحب لها لوصفه طلعت بهدوء الغرفة والتفتت لدخوله ..
عند مُهاب المُهيب ، كان مهلوك لحد لا يوصف يبي يرتاح ولا لقى له راحة ومستراح يبي يفرش له بالهناء ليلة ويبي ينعم بالوله لحظة ، يراقب قطرات المطر على الزجاج ينفث دخانه بهدوء يحسد الغيم يوم بكى ويحسد الشجر يوم سقى ويحسد الليل يوم دنى ولقى له قمر تحتضنه بوسط السماء ، وين يودي جروحه؟ وكم آه تنباع حوله ؟ ودموعه اللي تحجرت في محاجره توزن التراث ولا تهونه ؟ وانتِ يا رماح موتي وأشجع قرارتي وأطهر ذنوبي تعري من لباس خوفك وأسكنّي فيني لو ليلة ..!
ولآن حاجته هالليلة تعدت حدود الاستيعابية مشى يجر احزانه والامه وكم آه مكبوته بجوفه وكل دموعه لها ، مشى مايبي منها الا الامان هالليلة وراضي بالخوف باقي العُمر ، فتح الباب ودخل يشوفها واقفه بفتنتها وحسنها ببلوزته وشعرها اللي كان هلاكه مُنذ البداية بطوله اللي زاد لخصرها بعد ماكان لنهاية ظهرها، ناظر لها وخوفها اللي بسببه كسر كل عظمة بجسد راشد ، مال رأسه بتعب وقت نطق : لو جيتك بطريقة اللي تحبيها تنزعين لباس خوفك ؟
عقدت حجاجها ما تفهمه بصورة دقيقه وهمس بعدها يتخلى عن ثباته للحظة : أغمرينّي ..!
رمشت تتراخى تفهمه وتستوعب مقصده تذوب وتتوه في طلبه وتهلك بنطقه للكلمة بصوته الرجولي ، مشت لسرير بهدوء استلقت وفهم مقصدها ومشى نحوها يرفع جسده يستقر رأسه على صدرها وارتخى بكل جسده فوقها يضمها لين خصرها بكفوفه يسكن رأسه صدرها يحسّ باناملها تداعب شعره بعد تغلبها على خوفها وترددها منه ، مُهاب بثقله يتراخى فوقها بتعب رفع ذراعه يطفي الأبجورة وانتشر الظلام واغمض عيونه يرتاح لأول مرة مثل ان تركض لوقت طويل ثم تجلس بس اللي جلس هالمرة كان قلبه ، كانه يقول لها " شجاع حذف لك بندقه و الرصاص يسكن احضانك لا تذبحينه عقب ما سلّم سلاحه " مو بس هو اللي حسّ بالامان حتى هي ارتاحت لانه صح ما بكى ولا شكى لكن اقلها اعطى نفسه حقها براحة في احضانها ، غفى وغفت بامان لا يجتمع الا في احضان بعضهما البعض ، نور و ديجور وهلاك دائم ..
168

