اخر الروايات

رواية روح ملاكي الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم رحمه نبيل

رواية روح ملاكي الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم رحمه نبيل


22
تجمد جسد كريم وهو يستمع لتلك الكلمات من سارقة قلبه، للحظة شعر انه يحلم ولكن دقات قلبه الهادرة انبئته انه مستيقظ لا يحلم، ودون شعور منه مدّ يده محاوطا اياها بعنف شديد وكأنه يخشى ان تتبخر من يده، ضمها اكثر وهو يهتف بنبرة قد وصل بها العشق لمداه :
- بعشقك يا ريمو بعشقك
نزلت دموع مريم بشدة على ما اضاعته بعيدا عنه بغبائها فجأة وجدته يبعدها عنها وينظر لها بعيون تلتمع من الدموع وهو يقول بنبرة رجاء :
- مريم تتجوزيني
نظرت له بصدمة من عرضه ذاك ولم تكد تجيب حتى امسك يدها وقال بنبرة عاشقة :
- والله يا مريم عهد عليا ما هخليكي تحسي بوجع ولا اى دمعة هخليها تنزل منك
نظرت له مريم وازدادت دموعها وهزت رأسها بإيجاب فضحك بصوت عالي كالمجانين ثم امسك يدها وسحبها خلفه بسرعة كبيرة حتى وصل للسيارة وهى لا تفهم لما يفعل ذلك، فتح لها باب السيارة وهو يصعد بجانبها بينما هى ترمقه بعدم فهم لما يقوم به، قال كريم وهو ينطلق بسيارته :
- مش هنام انهاردة غير وانتي على اسمي يا مريم
فتحت مريم عينها مصعوقة لما يقول ولم تستطع التحدث او تصديق ما يحدث لها، وكأنها في حلم
زاد كريم سرعته وهو يشعر وكأن الطريق اصبح طويل جدا، حتى وصل للمنزل فهبط بسرعة وانطلق لداخل العمارة دون أن يهتم لمريم التي ما تزال تجلس في السيارة وصعد درجات البناية بأقصى سرعته حتى وصل لشقة سليم واخذ يطرق الباب بكلا يديه وعنف شديد وهو يصرخ :
- يا سليم افتح يا سليم، تعالى جوزني اختك يا سليم
ثم ابتعد عن الشقة ونظر للأعلى وهو يهتف بصوت عالي :
- يا شـــــــــــــــاكر تعالى خلي سليم يجوزني مريم
فتح شاكر بابه بسرعة كبيرة وهو يستمع لصراخ ابنه فظن انه تعرض بأذى وهبط سريعا وهو يرتدي ثياب المنزل وهتف بقلق وهو يقترب من كريم :
- فيه يا كريم حصلك حاجة؟
امسك كريم يده بفرحة وهو يشير للباب :
- خلاص يا شاكر هسيبلك الشقة خالص، بس خلي سليم يجوزني مريم دلوقتي حالا
تعجب شاكر من حالة ابنه ولكنه ضمه بشده وحنان شديد وهو يقول بجدية :
- هتتجوزها ياقلب شاكر ودلوقتي ولو اخوها موافقش، هاخدك انت وهى وهروح اجوزكم بنفسي
ضم كريم والده بشدة وهو لا يصدق ما يعيشه الان وبعدما فقد الأمل، جبر الله بخاطره يشعر بأن فرحته أصبحت اكبر من قدرته على الاحتمال
في الداخل كانت أشرقت تتوسط أحضان سليم وهو يقص لها كل ما حدث له حتى وصل لهذه اللحظة ولكن فجأة انتفض الاثنان على صوت صراخ كريم وطرقه العنيف فنهض سليم برعب ظنا ان مريم قد تأذت وفتح الباب وجد شاكر ينظر له بصرامة شديدة وهو يضم كريم ومريم تقف على الدرج وهى تنظر أرضا وتكاد تحترق من الخجل
تحدث سليم بعدم فهم لما يحدث :
- فيه إيه يا شاكر؟؟ ماله كريم؟
ثم اقترب من كريم وهو ينظر له بدقة وهمس بشر :
- عملت حاجة في اختي ياض
نظر له كريم ببسمة لم يراها سليم سابقا وقال وهو يمسك يده :
- يا شيخ بالله عليك لتجوزني اختك
نظر سليم لمريم بتعجب فوجدها تنظر أرضا وهى تكاد تبكي خجلا من أفعال وحديث كريم
فجأة سمع الجميع صوت زغاريد تهز جدران العمارة نظر الجميع للأسفل فوجدوا براءة تزغرد بصخب وهى تقول بصوت عالي :
- واد يا كريم لو مرضيش تعالى ياض وانا هجوزكم
سمع الجميع صوت شادي وهو يصيح بفرح :
- ايوة يا كيمو يا جامد، اتجوزها ياض غصب عن عين اخوها
ظهر صوت ادهم الذي كان يضم ام فتحي قائلا بضحك :
- وانا هشهد على العقد
زغردت شادية بصخب وهى تقول :
- هدخل اجيب الشربات محدش يمشي
كان سليم يرمق الجميع بصدمة وهو يرى الكل قد خرج من شقته يحتفل بزفاف اخته هو، دون حتى أن يعرف
سمع الجميع صوت شادي وهو يتحدث من الدور الاسفل بصوت عالي :
- واد يا كريم انا كلمت المأذون ياض حطه قدام الأمر الواقع
خرجت أشرقت وهى تنظر لسليم قائلة بضحك :
- وافق يا سليم حرام عليك العيال استوت
صعدت شادية الدرج وهى تمسك اكواب الشربات وتوزعها عليهم وكأنهم قد تزوجوا فعليا
كان سليم يشعر انه في فيلم ما وهو فقط مجرد مشاهد فجأة صرخ بالجميع :
- بس منك ليه، هو فيه إيه خلاص قررتوا وبتوزعوا شربات
صعدت براءة وهى تقول بحدة وصراخ مقابل سليم :
- ايوة هيتجوزوا العيال خللت ولا يعني عشان حضرتك متجوز خلاص بقى
تقدم ادهم منهم ومعه ام فتحي ثم غمز لكريم وهو يهمس :
- لو رفض ياض خد اخته وامشي من هنا اتجوزها بعيد
صاح سليم بنزق وهو يربع ذراعيه :
- سامعك على فكرة، بعدين مين قال اني مش موافق
ثم اقترب من كريم ولكمه بعنف قائلا:
- دي عشان بوظتلي ام الليلة
ثم ضمه وهو يضحك بصخب ويقول وهو يضرب على ظهره بخفة :
- يا اهبل أرفض ايه ده انا اول واحد هفرح ليك هو انا هلاقي فين عريس لاختي زيك يا عبيط
ابتسم كريم بإتساع وهو ينظر لمريم ثم غمز لها
انطلقت هالي وهى تمسك يد مريم قائلة :
- تعالي هنجهزك بقى يا عروسة
ضحكت براءة على مريم التي كانت تبكي من الخجل فضمتها بحنان قائلة :
- ايه ياريمو انتي مش موافقة ولا إيه؟
انتفض كريم بفزع وهو ينظر لمريم التي هزت رأسها برفض فأبتسمت أشرقت وهى تقول :
- دي بس مكسوفة يا براءة خلينا نجهزها يلا
امسك ادهم يد كريم قائلا بحنان اخ كبير :
- هنكتب كتابك في شقتي يا كيمو، كلكم هتكتبوا الكتاب عندي حتى شادي
ابتسم له كريم بحب وهو يضمه :
- ربنا يديمك ليا يا ادهم يارب
ابتعد عن كريم عن ادهم ونظر لوالده قائلا بمشاكسة :
- اديني هتجوز اهو واريحكم مني
ضمه شاكر بشدة وهو يمنع دموعه من الهبوط قائلا بخفوت :
- بس انا مش عايزك تريحني يا كريم، انا عايزك دايما معايا
ابتسم كريم وهو يخبره بحب :
- هخلي عم عوض يفضي ليا الشقة اللي قصاد ادهم يا شاكر وهفضل دايما جنبك يا غالي
ضمه شاكر اكثر وهو لا يصدق ابنه وصغيره الوحيد كبر وأصبح اليوم شاب على وشك الجواز، هتف شاكر بصرامة :
- اكلك وشريك وقعدتك معانا في الشقة شقتك دي تروحها على النوم بس، ولو على مريم تعتبر الشقة بتاعتها تعمل اللي هى عايزاه وأكيد هاجر مش هتمانع مش كده؟
أنهى حديثه موجها سؤاله لهاجر التي كانت تبكي بسعادة قائلة :
- مريم من صغرها وهى بنتي يا شاكر دي الشقة ليها قبلي كمان
ابتسم سليم وهو يتنهد براحة ويكاد يبكي فرحا لأجل صغيره والتي واخيرا اطمئن عليها فهو كان دائما يخشى ان تتزوج من يذيقها الشقاء.
دخلت منه غرفة والدتها وهى تقول بجمود :
- نعم يا شاهي هانم حضرتك طلبتيني
رفعت شاهي نظرها عن الأوراق التي امامها وقالت ببرود شديد :
- جاهزة لعرض بكرة
كرمشت منه ملامحها بتعجب قائلة:
- بكرة؟؟ بكرة ازاى مش فاهمة مش هو بعد اسبوع
ابتسم شاهي وهى تعود بظهرها للخلف قائلا بنبرة عادية :
- هو محدش بلغك ولا إيه إن العرض أتقدم وهيكون بكرة
هزت منه رأسها بعدم اهتمام فالنهاية واة سواء غدا أو بعد سنين حتى، قالت بنبرة باردة :
- تمام، فيه حاجة تانية؟
نظرت لها شاهي ببسمة جادة ثم أضافت :
- متنسيش اتفاقنا، بكرة بعد العرض هيتم كتب كتابك لرامي
ثم أضافت محذرة وهى تشير بأصبعها :
- ابوكي ميعرفش حاجة عن الموضوع فهمتي
ابتسمت منه ساخرة من حديث والدتها ثم هزت رأسها بطاعة :
- حاضر هنعمله مفاجأة بكره انه كتب كتاب بنته الوحيدة، اى اوامر تانية يا شاهي هانم؟؟
هزت شاهي رأسها برفض :
- لا مفيش تقدري تروحي تستريحي عشان تكوني فايقة بكرة
ابتسمت منه بسخرية ثم ابتعدت خارجة ولكن توقفت قليلا ثم استدارت قائلة :
- سؤال واحد بس عشان محسش بالذنب
تنفست بهدوء وهى تحاول هبوط دموعها قائلة بصوت مختنق بالبكاء :
- في حياتي كلها هل عمري في مرة صعبت عليكي؟؟ هل عمرك عيطتي عليا في مرة او بصيتي ليا بشفقة؟ هل عمرك قعدتي مع نفسك وحسيتي اني مظلومه او اني استحق اعيش زى باقي البشر؟
رفعت شاهي حاجبها وهى ترمقها بسخرية ثم فتحت احد الإدراج ومدت يدها حاملة مفكرة صغيرة والقتها على المكتب لمنه وهى تقول ببرود :
- دي تخصك
نظرت منه لوالدتها وقد هبطت بوجع شديد كانت تأمل ان تعطيها سبب واحد فقط تمنع كرهها من الازدياد نحوها، اخفضت نظرها للمكتب وكانت الدموع تعشى عينها فأصبحت الرؤية مشوشة تمام، حتى اغمضت عينها فسقطت الدموع على خدها لتضح الرؤية فترى مذكراتها الخاصة، ابتسمت بعدم تصديق للمرحلة التي وصلت إليها والدتها، اذا من هنا علمت بحبها لشادي
مدت يدها التي كانت ترتعش بوجع وحملت مذكراتها ثم نظرت لوجه والدتها مرة اخيرة قبل أن تخرج ببطئ ووجع وبمجرد خروجها أخرجت هاتفها وهى تفتحه لتنظر لصورة شادي التي اخذتها دون أن ينتبه في إحدى المرات، سقطت دموعها على الهاتف وهى تبكي بتشنج وتقول بصوت متألم :
- يا رتني ما كنت عرفتك على الاقل كان الوجع هيكون اخف
صعدت لغرفتها وهى تضم مذكراتها وتبكي بشدة
صدح صوت المأذون بجملته الشهيرة :
- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
بدأت كل الفتيات تزغرد بصخب بينما ام فتحي كانت تصفق وتصفر وادهم يهز رأسه بيأس عليها، اقترب الشباب من كريم مهنئين اياه بفرحة كبيرة والفتيات يهنون مريم التي كانت تشعر انها بحلم.
اقترب كريم من مريم وامسك يدها وهو يقول ببسمة عاشقة :
- واخيرا بقيتي مراتي والله حاسس اني بحلم
نظرت مري أرضا وهى تشعر بوجهها يحترق بينما اقترب منهم سليم وهو يمد يده لكريم بمفتاح شقتهم قائلا وهو يغمز له :
- هروح اوصل أشرقت، اقعدوا سوا بإحترام يا كيمو ماشي
ضمه كريم بفرحة وامتنان وهمس له سعيدا :
- انت عطتني أغلى هدية في حياتي كلها يا سليم، ربنا يديمك ليا يارب
ضحك سليم وهو يبادله العناق هامسا :
- زى ما هى اختي فأنت اخويا يا كريم
ابتعد سليم وهو يمسك يد أشرقت قائلا :
- يلا عشان منتأخرش
وبعدها خرج مصطحبا اياها للخارج
وخلفه شاكر الذي ضم ابنه بشده لدقائق وهو يهمس بصوت مختنق بالدموع :
- مبارك يا قلب ابوك مش مصدق انك خلاص كبرت واتجوزت يا كريم
ضمه كريم بحب فهو ابيه وصديقه الأقرب إليه، ثم همس قائلا :
- ربنا يديمك ليا يا شاكر يارب انت وهاجر
اقتربت هاجر وهى تربت على شعره بحنان قائلة بفرحة :
- مبارك يا حبيبي ربنا يهديكم لبعض يارب ويسعدكم
ابتسم كريم مقبلا يدها ثم قبل رأسها وهو يؤمن على دعائها، وبعدها اخذ مريم صاعدا لشقة سليم وفتح لها الباب فنظرت له بتردد وهى تشعر بأنها على وشك البكاء من الخجل
فابتعد كريم عن الباب وقال بحنان :
- ريمو حبيبتي انتي خايفة مني، انا كريم ياريمو
تحدثت مريم وهى تمنع دموعها من الهبوط :
- لا مش خايفة بس ينفع متبصش ليا
ضحك كريم بصخب ثم اقترب منها وجذبها لداخل الشقة معانقا اياها بعشق ثم همس لها بحنان وكأنه يهدهد ابنته الصغيرة :
- اشششش بس يا قلبي اهدي ليه متوترة كده احنا هنقعد نتكلم سوا، تعالي يلا
ثم جذبها للأريكة واجلسها عليها وبعدها جلس هو على ركبته امامها وامسك يدها ثم قال بحب :
- بص ياريمو يا قلبي، عايزك تتعاملي معايا كأن محصلش حاجة،، طبعا مقصدش تعامليني زي اخوكي وكده، لا قصدي يعني متحطيش بينا الحدود دي، انا متفهم انك خايفة بس
صمت وهو ينظر لعيونها بعشق قائلا :
- تأكدي اني عمري ما هفكر اني اعمل حاجة توجعك ولو وجع صغير حتى
هزت رأسها بإيجاب فنهض هو وجلس بجانبها وفتح ذراعيه لها وهو يدعوها للدخول في احضانه فترددت مريم قليلا ولكن بعدها دخلت لاحضانه وهى تستند برأسها على صدره فأبتسم لها وقال بحنان :
- مريم انتي بتحبيني بجد؟ نفسي اسمعها تآني منك
عضت مريم شفتيها بخجل شديد ثم اخفت وجهها في صدره قائلة بطفولية :
- بتكسف يا كريم
ربت كريم على رأسها بحنان ثم قال متفهما :
- ماشي مش مشكلة هسيبك تتقبلي الوضع ده الأول بس بعد كده هسنعها منك مرة قبل الأكل ومرة بعد الأكل
ضحكت مريم بخفوت وهى تقول :
- ليه هى دوا
أجاب كريم مشاكسا وقد اسعده مزاحها وعودتها للطبيعة :
- ايوة دوا ايش عرفك انتي
رفعت مريم رأسها ونظرت لعيونه قليلا ثم قالت بحب :
- كريم هو أنا كنت هبلة الأول عشان محسش بيك
ابتسم كريم وهو يمد يده ويكوب وجهها بحنان مقبلا عيونها بعشق :
- حتى انا كنت مغفل وانا مفكرك انك زى اختي، بس بعدين رجعت اقول لنفسي، اختك مين يا اهبل هو إنت هتفكر تبوس اختك
فتحت مريم عيونها بفزع فضحك كريم بشده وهو يضمها بشدة قائلا:
- لا اجمد كده يا وحش ده احنا لسه في ليفل الاحضان دلوقتي
ضربته مريم على صدره بحدة فضحك هو بشدة عليها
توقف سليم مع أشرقت امام منزلها ثم مد يده بالحقائب التي كان يحملها وترك معه حقيبة واحدة:
فأخذتها هى ببسمة قائلة :
- اوعى تكون نسيت الايس كريم
لوى سليم فمه بسخرية قائلا :
- الله يرحم لما كنتي بتتكسفي تكلميني دلوقتي بقيتي تبجحي كمان
ضربته أشرقت في كتفه فتأوه بخفة ضاحكا وهو يقول لها بلوم :
- ايدك تقيلة يا زفته انتي، بعدين آه ياختي جبت آيس كريم، اهو ده اللي باخده منك إنما حضن او غيره تلوي بوزك
ضحكت عليه أشرقت ثم انتبهت الحقيبة بيده قائلة :
- هى دي ليا برضو؟
نظر سليم الحقيبة وقال ببسمة حنونة :
- لا دي لريمو
ضيقت أشرقت عيونها ثم اقتربت وفتحت الحقيبة ونظرت بها حتى مدت يدها واخرجت علبة صغيرة قائلة :
- لا دي بتاعتي
نظر لها سليم بعدم فهم فأخذت منه أشرقت الحقيبة واعطته الحقيبة التي كانت معها قائلة :
- مريم مش بتاكل آيس كريم الشوكولاته وبتاكل الفانيلا عكسي بحب الشوكلاته وحضرتك بدلت الشنط
نظر سليم للحقائب قليلا ثم ابتسم بخجل وهو يحك رقبته واحذ منها الحقيبة الأخرى قائلا :
- شكلي اتلغبطت
ضحكت له أشرقت ثم نظرت حولها واقتربت منه سريعا وقبلته على خده بحب قائلة :
- تصبح على خير يا سولي
ابتسم لها سليم وهو يقبل يدها بحنان :
- وانتي من اهل الخير يا قلب سولي
ثم تركها لتدخل هى منزلها وتقف بشرفتها لتراقبه حتى ذهب
بينما دخل سليم للعمارة وهو يفكر قليلا هل يعود الان للشقة ام لا ولكنه حسم أمره وتوجه لشقة عوض ودخل ليجلس معهم قليلا حتى يتيح لاخته الفرصة لتتحدث قليلا مع كريم.
بينما عند ادهم وأم فتحي، كان ادهم يضمها وهم يتسطحون على الاريكة أثناء مشاهدة التلفاز كما أصرت ام فتحي ان تفعل، تفهم ادهم توترها ولم يرد ان يضغط عليها، استدارت ام فتحي وهى تنظر لادهم بحب وتتحسس لحيته بحنان قائلة :
- ادهم
اغمض ادهم عينه مستمتعا بلمساتها وهو يتمتم بنعم فأكملت هى ببسمة :
- هتنام؟
فتح عينه وهو يناظرها بعشق ثم ارجع خصلات شعرها للخلف قائلا بحنان :
- انتي عايزة تنامي؟
هزت رأسها برفض قائلا بحب :
- لا انا عايزة افضل ابص عليك كده على طول
ضحك ادهم بخفوت ثم اعتدل قليلا وهو يقبل انفها بحنان :
- طب انتِ هتتفرجي على الفيلم
هزت رأسها برفض فنهض ادهم وهو يقف على قدميه وانحنى حاملا إياها بحنان شديد متجها لغرفته ثم وضعها على الفراش وقبل رأسها بحنان وتركها وخرج دون كلمة أخرى فنظرت له بتعجب وهى لاتعلم بما تفكر ولكن وجدته يدخل عليها حاملا صينية مليئة بالطعام ثم وضعها امامها قائلا ببسمة حنونة وهو يعيد شعرها خلف اذنها :
- اعتقد انك مأكلتيش كويس من فترة طويلة، ايه رأيك ناكل سوا
رفعت عينها له بنظرة عاشقة ثم امسكت يده التي تستقر أعلى رأسها وقبلتها بحنان واضعة اياها على خدها وهى تهز رأسها بالموافقة
فابتسم لها ادهم وبدأ يطعمها ببطئ مستمتعا برؤيتها امامه وشعور انه أصبح يمتلك سبب للعيش لأجله وانه أصبح معه رفيق في وحدته يجعله يشعر بسعادة كبيرة
أنهى الطعام ووضع الصينية بجانبه ولم يكد يعتدل في جلسته حتى ألقت ادهالي نفسها في احضانه هامسة له :
- هو أنا قولتلك قبل كده اني بحبك
ابتسم لها وهو يهز رأسه قائلا وهو يقترب منها اكثر :
- بس احب اسمعها تآني
استيقظ ادهم في الصباح بكسل شديد ونظر جانبه ولكن لم يجد هالي فأبتسم بحنان شديد وهو يبعد عن الغطاء ويلتقط ثيابه ليرتديها ويخرج قائلا بحب :
- اكيد صحيت الصبح بدري عشان تعملي فطار
بحث عنها ولكن لم يجدها في البهو فأنطلق للمطبخ وهو يتقدم ببسمة واسعة قائلا :
- ليه ياقلبي تتعبي نفسك الصبح كده كنـــ.....
توقف عن الحديث وهو ينظر بغباء لهالي التي كانت تجلس على طاولة المطبخ وتمسك علبة كبيرة من المربى وتتناولها بشراهة تقدم منها ادهم ثم نظر للعلبة بيدها وهو يقول بعدم فهم :
- فين الفطار؟
نظرت له ام فتحي بغباء قائلة وهى تتناول المربى :
- فطار ايه؟؟
أشار ادهم للسفرة قائلا بعدم استيعاب لما تفعل :
- كنت بشوف زمان ان العروسة بتصحى بدري تعمل فطار لجو......انتي بتعملي ايه؟؟
توقف عن الحديث وهو يجدها تلتفت حولها تبحث عن شئ ما، تحدثت ام فتحي وهى تلتقط ساندوتش صغير وتعطيه لادهم قائلة ببسمة بريئة :
- لو جعان خد انا عملت ليك سندوتش
اخذ منها السندوتش وهو ينظر له بغباء ثم قال :
- ده لحد ما تعملي الفطار؟
تحدثت ام فتحي وهى مازالت مستمر في الأكل بغباء :
- فطار ايه؟؟ انت من وقت ما صحيت وانت عمال فطار فطار
زفر ادهم وهو يلوح بيده ثم قال وهو ينظر السندوتش وقد استسلم للأمر الواقع :
- طب خدي ده وهاتي واحد مربي
نظرت ام فتحي للسندوتش الذي في يده وقالت :
- مهو مفيش مربى انا اكلتها فعملت ليك جبنة
تحدث ادهم بتذمر وهو يتجه للثلاجه :
- مليش فيه انا عايز مربى اشمعنا انتِ يعني بعدين أنا جايب علبتين مربى و...
صمت وهو لا يجد اى مربى في الثلاجة فنظر لها بغباء قائلا :
- كان فيه برطمانين مربى هنا، فين؟؟
ابتسمت بغباء وهى تهبط من فوق الطاولة قائلة :
- مهو انا يا حبيبي صحيت كده حسيت اني نفسي في مربى قمت...
توقفت وهى ترى اقتراب ادهم منها بنظرات تطلق نيران وفي ثواني كانت تصرخ وتخرج خارج المطبخ وصراخها يعلو ويعلو وخلفها ادهم يصيح بها :
- خلصتي المربى يا جذمة، ده انا هرجعك روح تآني على الاقل مكنتيش بتكلفيني
توقفت ام فتحي على بعد منه قائلة وهى تشير له إلا يتحرك :
- خليك مكانك احسن اصرخ واقولهم بيتحرش بيا
ضحك ادهم بسخرية قائلا وهو يغمز لها :
- وحيات امك بتحرش بيكي، طب انا بقى عايزهم يمسكوني تلبس
ثم ركض لها بينما هى صرخت بفزع ودخلت غرفته وهى تحاول إغلاقه ولكنه فتح الباب وجذبها من ثيابها بعنف وهو يصرخ بها :
- خلصتي علبتين مربى يابنت الفلطوس انتي، هتفلسيني بدري يخربيتك ده مرتبي كده مش هيكفي وجبتين
كادت تجيب عليه لولا نظرها لنقطة بعيدة عنه فنظر ادهم لما تنظر وجد الجميع يقف على باب الشقة وينظر لهم بغباء وبلاهة شديد فقال ادهم بعصبية وحدة وهو يخفي ام فتحي خلفه بسرعة :
- في إيه واحد وبيأدب مراته اول مرة تشوفوا واحد بيضرب مراته
تحدثت ام فتحي وهى تحاول الفكاك من يده :
- خرج يابني ام التليفون وصور عشان هبهدله في محكمة الأسرة.
تحدثت براءة وهى تنظر لهم بقرف :
- هما دول اللي صحتونا مفزوعين عشانهم
تحدث كريم وهو يمسح وجهه بنعاس :
- هو انتم الاتنين ملتكم ايه انا عايز افهم، يعني قايمين مرعوبين واحنا مفكرين ابن عمها هجم عليكم تطلعوا بتتخانقوا على علبة مربى
ضحك شاكر بسخرية وهو يقول :
- وانا اللي كتفي انخلع وانا بفتح الباب
نظر لهم سليم بإشمئزاز قائلا :
- اقسم بالله ما شوفت علاقة نتنة كده
ضحكت ام فتحي بشده فنظر لها ادهم بشر ثم تحدث للجميع :
- جرا ايه منك ليه فيه إيه يعني لما نتخانق على علبة مربى بعدين دي علاقتنا وبنمشيها بمعرفتنا واحنا متعودين على العفانة دي يلا بقى كل واحد على شقته
ضرب الجميع كف بكف ورحلوا وهم يضحكون عليهم بينما ضمن ام فتحي ادهم من الخلف وهى تقول :
- تفتكر يا ادهومي هيقولوا علينا مجانين
ضحك ادهم بصخب وهو يستدير لها ويقبل خدها بحب :
- يقولوا اللي يقولوه ياقلب ادهم دي حياتنا وبنعيشها زى ما احنا متعودين، بعدين أساسا مفيش حد في العمارة عاقل غير عوض واهو على وشك انه ينضم ليهم.
ضحكت ام فتحي بصخب ثم أمسكت يده وسحبته للمطبخ خلفها بينما هو يبتسم بعشق لها وفجأة تركت يده وانحنا أسفل الطاولة التي كانت تجلس عليها وتخرجت صينية كبيرة مليئة بالطعام وقالت وهى تضعها فوق الطاولة :
- عملتك احلى فطار لعيونك ياباشا، بس كنت بختبرك والحمدلله سقطت في الاختبار، بس تعرف لو كنت نجحت كنت هقول أنك اتغيرت وبقيت ممل بس thanks God لسه لسانك طويل كالعادة
ضحك ادهم بشدة وهو يقترب ويضمها بحنان شديد وهو يقول بخفوت وحب :
- ياقلب ادهم انتي ليكي دنيتي كلها اكيد مش هستخسر فيكي علبتين مربى بعدين الصراحة كان هيجرالي حاجة لو معملتش كده
ضحكت وهى تضمه اكثر وتقول ببسمة :
- لا خليك زى ما انت كده، بحب اننا نفضل زى ما عرفنا بعض
قبلها ادهم بحنان شديد ثم قال وهو ينظر لعيونها :
- حبيبتي هفضل دايما كده بس ده ميمنعش ان ادهم ساعات بيخاف على وردته فبيركن ام فتحي على جنب ويطلع ادهم بتاع هالفيتي
ضحكت له وهى تجذبه ليجلس وتقول :
- امبارح أنت اكلتني، والنهاردة دوري أنا
ابتسم لها ادهم وفي داخله يشكر الله على عوضه.
كان الجميع يعمل على قدم وساق وهم يجهزون للعرض الذي سيقام خلال ساعات قليلة من الأن، كانت منسقة الثياب تعمل هنا وهناك على الفساتين المطلوبة، وكانت منه هى المكلفة بالفستان الرئيسي تحدثت له منسقة الثياب وهى تمد يدها بغطاء كبير قائلا :
- الغطا ده هتحطيه عليكي واول ما توصلي لنص المنصة هتشيليه تمام؟؟
هزت منه رأسها بجدية ثم قالت :
- تمام فهمتك بالنسب للشوز هلبس اى واحد
أشارت منسقة الثياب لإحدى الفتيات قايلة بصوت عالي :
- الشوز الروز يا ملك بسرعة
ثم ذهبت بعيدا لترى باقي الفتيات، بينما نظرت منه لنفسها في المرآة وهى تقنع نفسها انها تفعل هذا لأجل والدها فقط.
كانت شاهي تقف في الخارج وهى تتحدث مع منسق الاضواء :
- زود الإضاءة قدام كده هيبقى مش واضح لو سمحت مش عايزة غلطة
تحدث المنسق وهو ينظر حيث تشير :
- تمام يا شاهي هانم بإذن الله كل حاجة تكون زي ما تخيلتي
ابتسمت له شاهي ثم تقدمت لمديحة التي تقدمت ومعها ابنها رامي مرحبة بهم بتكلف كبير :
- اووه مديحة هانم حقيقي بشكرك على قبولك لدعوتي
نظرت لها مديحة من أعلى بكل تكبر وهى تقول :
- لولا أن رامي متعلق ببنتك يا شاهي عمري ما كنت فكرت اني اجي
قال رامي وهو ينظر حوله بخبث :
- خلاص يا مامي بقى عموما كلها ساعات وتبقى موني ليا ومراتي كمان، انا كلمت المأذون وهيجي على بعد العرض كده
هزت شاهي رأسها ببسمة وهى تفكر في ردة فعل عبدالرحيم ولكن ما يطمئنها هو أن ابنتها ستكون معها هذه المرة
فتحت مريم باب الشقة وهى تفرك عينها بنعاس فشعرت بقلبة على خدها، فتحت عينها بفزع وهى تنظر لكم قبلها فوجدته كريم وهو يقول :
- صحي النوم ياكسولة، ايه ده كله لسه مصحتيش
نظرت له مريم بتشوش قائلة :
- مش انت اللي فضلت مسهرني طول الليل
ضحك كريم عاليا وهو يدخل خلفها قائلا :
- طب يلا يا باشا البسي لبسك عشان هنروح مكان حلو كده
نظرت له بتعجب وهى ترتدي نظارتها :
- مكان ايه؟
اقترب منها كريم وهو ينزع نظارتها ويقول بحنان شديد :
- مكان هيخليني ابص في عيونك زى ما انا عايز من غير ما تكوني لابسة النضارة
لثواني لم تفهم مريم حدثه حتى أدركت فيما بعد قصده فنظرت له بحزن شديد ولم تكد تتحدث، حتى قال كريم بتحذير :
- اوعك يا مريم تكوني فاكرة اني بقول كده لاني مكسوف منك، والله لو عايزة يا مريم تقلعي النضارة من غير ما تعالجي عينك هكون انا عيونك ياقلبي وهرفع راسي بيكي قدام الناس كلها
امتدت يده لتضم وجهها وهو يقبل عيونها بحنان :
- انا بس بعمل كده عشانك انتي يا ريمو، عشان تمشي رافعة راسك من غير ما تحسي ان الناس بتبص عليكي بس لو عليا فده اخر همي
نظرت له مريم ثم هتفت بصوت منخفض :
- انا خايفة من العملية يا كريم هتوجعني
ضمها كريم بعشق وهو يهمس بصوت حنون :
- قلب كريم هكون جنبك دايما ومش هسيبك أبدا في كل خطوة ياحياتي، ولو مش عايزة خلاص بلاها ياستي
هزت رأسها بنفى وهى تمسح دموعها قائلة :
- لا لا انا عايزة يا كريم عايزة امشي معاك ومحدش يقول اني مستاهلش حد زيك
نظر لها كريم بغضب قائلا :
- مين اللي يقول كده؟ اعرفي انه غبي لأني انا مستاهلش ملاك زيك
نفخ وهو يقول بصعوبة :
- يا مريم انا ببقى خايف اجرحك غصب عني، وانتي زى البسكوتة كدة
ضحكت مريم وهى تخرج من أحضانه قائلة :
- طب هروح اجهز وجاية على طول ماشي
ابتسم لها بحنان ثم اخرج أنفاسه بتعب فهو كان يخشى ان يجرحها بأى كلمة
خرج سليم من غرفته وهو ينظر لكريم بترقب قائلا :
- وافقت؟
هز كريم رأسه ببسمة فضمه سليم بقوة وهو يقول :
- الحمدلله كنت خايف ترفض تآني او تفهم غلط
بادله كريم العناق وقال :
- مريم محظوظة بيك يا سليم والله، عندها اخ حنون زيك كده
ابتسم له سليم وهو يقول :
- ما انت التاني اخويا يا كيمو
ثم جذبه من ثيابه بحدة قائلا بتحذير :
- ولا حضرتك عندك رأى تآني
ضحك كريم وهو يعانقه :
- لا ياباشا ده انت اخويا وابويا لو عايز
دخل ادهم للمنزل بعدما فتحت له ام احمد وقد قرر ان يصارحها بكل شئ، فوجدها تنظر له ببسمة حنونة
كعادته قائلة :
- وازعل ليه يابني؟؟ بالعكس لما عرفت انك اتجوزت فرحت واطمنت عليك أن بقى معاك اللي يراعيك، عقبال بكا احمد يطمني عليه يارب
نظر ادهم لها بتردد كبير ثم نهض وجلس على ركبتها أسفل قدمها وقال بعيون يكبح بها الدموع بصعوبة :
- مش انتي بتعتبريني زى احمد؟
تعجبت ام احمد حالته تلك وهزت رأسها وهى تربت على خده بحنان قائلة :
- ربنا اللي يعلم يابني غلاوتك من غلاوة احمد بالضبط
هبطت دمعة من ادهم وهو يقول :
- وانا امي ماتت من صغري وبقيت يتيم، بس بس انتي هتكوني امي صح؟
هزت رأسها بأيحاب وهى تبكي لدموعه دون أن تعرف سببها :
- صح يا حبيبي انا امك يا ضنايا
بكى ادهم اكثر وهو ينحني على يدها مقبلها اياها :
- سامحيني ارجوكي سامحيني، انا اسف يا أمي
وصلت حيرة ام احمد لاقصاها وهى تراقب بكاء ادهم قايلة بعدم فهم :
- مالك يا بني قطعت قلبي، واسامحك علي إيه يا حبيبي هو إنت عمرك زعلتني حتى
قال ادهم وهو ينظر لها من بين دموعه :
- مش انتي طول عمرك بتقولي عندي خمس عيال، انا وسليم وشادي وكريم واحمد
هزت رأسها بإيجاب وهى تشعر ان القادم لن يكون هين فأجمل ادهم وقد علت شهقاته :
- ربنا اخد أمانته يا أمي، واخذ واحد من عيالك الخمسة عنده
نظر له ام احمد بعدم استيعاب ودموع تهبط وهى تشعر بقلبها يتفتت بشدة :
- احمد؟؟
بكى ادهم اكثر وهو يهز رأسه قائلا بدموع :
- كان بيحبك آوي ووصاني عليكي قبل موته، وبيقولك تدعيله يا أمي ادعيله كتير
بكت ام احمد بعنف وهى تصرخ وترثي نفسها لفقدان فلذة كبدها :
- احمد يا ضنايا يابني، موت بعيد عن حضني يا حبيبي، موت من غير ما اشوفك، ليه يابني ليه تعمل فينا كده
ازداد بطليها وهى تصرخ بوجع :
- يا رتني ما وافقت يارتني ما خليته يسافر بعيد عني يارتني ما سيبته
وقف ادهم سريعا وضمها اليه وهو يحاول ان يهدئها وكان بكائها يقطع نياط قلبه اخذ يحاول تهدئتها جنى سكنت بعد مرور ساعات وهى تنظر للفراغ امامها فقال ادهم ببكاء :
- طب ردي عليا طيب عشان خاطري هو أنا مليش خاطر عندك، مش لسه كنتي بتقولي اني ابنك زيه، مش بتحبيني زيه ولا إيه؟؟
نظرت له ام احمد بدموع ثم ضمته لقلبها وهى تقول :
- وجع قلبي اوي يا ادهم وانا مش عارفة اندفن فين ولا حصله ايه
حاول ادهم ان يطمئنها :
- متخافيش والله هو اندفن واتكرم يا أمي، وكمان كان سايبلك الجواب ده والبطاقة دي، كان قلبه حاسس انه مش هيشوفك فحاول يسيبلك حاجة تفتكريه بيها
نظرت ام احمد للرسالة بدموع ثم انتبهت للبطاقة البنكية وقالت بدموع :
- احمد اللي بعتها
نظر ادهم للبطاقة التي قام كريم بإستخراجها وتبرع كل شخص منهم بمبلغ كبير وخاصة زين الذي وضع به تقريبا مبلغ بضعف حجم المبلغ الذي جمعه من الجميع وهذا حتى لاتشعر لاحقا انها تمثل عبء على احد او تشعر انها ثقيلة على غيرها
هز ادهم رأسه ببسمة وقال وهو يمسح دموعه :
- ايوة دي كل الفلوس اللي هو جمعها في الغربة بدون ما ينقصوا مليم وهو كتب انهم يسلموا ليكي انتي لانه ملوش غيرك.
ضمت ام احمد الرسالة والبطاقة بدموع وهى تقبلها بشدة وتبكي،
بينما ادهم اغمض عينه بوجع وقد أنهى واخيرا هذه المهمة الصعبة ولكن عليه أن يخبر هالي بالبقاء معها أثناء عمله حتى لا تترك نفسها للحزن فتسوء حالتها.
بدأت العارضات تنطلق على الممر المصصم لسيرهن واحدة تلو الأخرى تحت نظرات امتعاض من عبدالرحيم ونظرات فخر وتكبر من نظرات الإعجاب وكاميرات الصحافة التي ترصد وتوثق كل لحظة من هذا الحدث الكبير والذي يمثل نقطة تحول في حياة شاهي هانم.
واخيرا انخفضت الاضواء استعدادا للفستان الأساسي لهذا العرض، شعرت شاهي بالحماس الشديد ونسبة الادرينالين تزداد في دمها.
تقدمت منه بخطوات مدروسة رشيقة جدا وهى تمسك الغطاء الذي يخفي جسدها كله كما اخبرتها منسقة الازياء ولكن فجأه تشنجت تعابير الجميع وهم يستمعون لتغير الأغنية التي كانت موضوعه بأحد أغاني المهرجانات الشعبي والتي كانت ( محدش يتوقعني)
نهضت شاهي بفزع من هذه الاغنيه بينما ابتسمت منه من أسفل الغطاء وأخذت تؤدي بيدها حركات شعبية حتى وصلت لمنتصف المنصة وهنا نزعت الغطاء لتصدح شهقات الجميع وهم يرون منه ترتدي عباءة شعبية سوداء وتلف حجاب على شعرها بإهمال وهى ترقص رقص شبابي بأستخدام يدها وهى تتحرك بحركات مستفزه لوالدتها وتغني مع الأغنية :
محدش يتوقعني بِغَيْب بِغَيْب وَارْجِع تَسْمَعُنِي
بِغَنِيّ رَأْب وبغني الشَّعْبِيّ
بنزل ساحتي اعْمَل قَلْبَان وفيش حَدّ هيمنعني
وَلَا عَلِيٌّ وَرَا خَطَؤُه يُرْجِعُنِي
وَاللَّيّ فِي وَقْتِ الشِّدَّة لدعني
حَقِّي رَاجِعٌ مَش قلقان
حَقِّي رَاجِلٌ مَش قلقان
فتحت شاهي عينها بفزع من تلميحاتها وحركاتها الشعبية تلك ولكن شهقت بفزع وهى ترى عبدالرحيم يغني مع ابنتها ويقوم بحركات تشبهها وهو يقترب من شاهي ويغني لها بسخرية:
بَعد ياعيني وَبَعْد يَا لَيْلِي
وَبَعْدَ مَا قَالَ إنَّهُ ملوش غَيْرِي
وَإِنِّي نَصِيبُه هُو نَصِيبِي
وَأَنَّهُ فِي عِزِّ الْجُرْح طَبِيبِي
سَبَّنِي وَرَاح لِمَكَانِه التَّأَنِّي
سَبَّنِي وَبَعْدَه يَا نَاسِي بعاني
سَبَّنِي أَنَا عَايِش عَلِيّ أحْزَانِي
أَنَا اللَّيّ كُنْت عشانه بضحي
جِئْت عَلِيّ نَفْسِي وَجِئْت عَلِيّ رَاحَتَي
متخيلتش أَبَدًا يَوْم أَنَّهُ يَكُونُ هُوَ إلَيّ جارحني
أَنَا طَيَّب مَش شِرِّيرٌ تَلَقَّانِي بِجَرْي معاك ف الْخَيْر
الْمَبْدَأ كَان تَقْدِير وانتو الْمَبْدَأ كَان تَغْفِيل
الْعَيْش وَالْمِلْح بتاعكو عَمِلْت غَسِيلٌ مُعَدَّة ورجعتو
علشان صونتكوا وانتو خدعتوا.
ثم اخذ عبدالرحيم يصفر لابنته وهو يقول بصوت عالي :
- that's my girl
ثم ابتسم بشماتة لشاهي قائلا :
- بنعرف نتكلم انجلش برضو
انهي كلامه بغمزه ثم صعد على ممر العارضات وهو يمسك يد ابنته ويصفر بصخب ويقوم بحركات شعبيه مع ابنته والصحافة بدأت تصور هذا الحدث الذي لا يتكرر أبدا
واخيرا انتهت الاغنيه وامسكت منه الميكرفون وهى تنظر لوالدتها ببسمة واسعة :
- وزى ما انتم شايفين سيداتي سادتي، أنا بعتزل المهنة القذرة دي وبعتزل العالم المزيف ده، وهروح اشهق على الملوخية لزوجي قرة عيني وشكرا.
ثم ألقت الميكرفون بعنف ونظرت لوالدها الذي هز رأسه لها ببسمة فرفعت عبائتها وركضت خارج ذاك المكان وهى تضحك بصخب ثم صعدت للسيارة وهى تقودها بسرعة وتصرخ :
- واخيرا انا حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة
كان يجلس في غرفته وهو ينظر لبعض الأوراق امامه و يدخن سيجارته في هالة من الغموض التي تسبب الرعب لمن يراها ولكن سمع طرق على باب غرفته فتحدث بصوته الخشن المعروف:
- تفضل
تقدم اليه احد الشاب والذي يشبهه كثيرا حيث كان ذو قمة طويلة مع جسد رياضي بإمتياز وملامح مرعبة وعيون تجعل من امامه يموت رعبا، تقدم من جده قائلا بنبرة توحي ان القادم ليس سهلا أبدا :
- جدي
نظر أليخاندرو فوستريكي لحفيده الأكبر معيرا اياه كامل انتباهه فقال انطونيو فوستريكي بنبرة تشبه الجحيم :
- ابنة عمتي
اعتدل أليخاندرو في جلسته جيدا ونظر بأعين مخيفة لحفيده قائلا :
- مابها صغيرتي انطونيو ؟؟ اكتشف احد امرها؟؟
قال انطونيو بنبرة مرعبة حد الموت:
- يبدو أن مؤنس الشريف كان يخدعنا طوال تلك السنين، وقد نسى وعده بحماية الصغيره هالفيتي.
في ثواني كان الباب يُفتح بعنف ويدخل منه ثمان شباب لا يختلفون عن انطونيو او أليخاندرو كثيرا.
فقال أليخاندرو وهو يرمقهم بنظرات مخيفة :
- اذا تجهزوا للذهاب لمصر فهناك من يبحث عن جحيمه.
تغيرت نظرات كل الموجودين في تلك الغرفة لدرجة تجعلك تبكي رعبا من اشكاكلهم فهمس انطونيو بفحيح :
- سوف اجعله يتوسل الموت......



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close