رواية وجه في القلب الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم جويرية احمد
الحلقة الثانية والعشرون
تدقيق املائى ولغوى الكاتبة و الاديبة فاير فلاى
تتلقى التهاني وتقدم الابتسامات والكلمات الطيبة تشعر بسعادة فالحفل يمر على خير ما يرام وبدأ الحضور بالإشادة والإعجاب من تنظيم الحفلة والقاعة وأناقة العروس التي تبدو كملكة متوجة تلتف البنات حول هدى لتأخذ منها وعد بالإشراف على حفلاتهن في المستقبل تسمع كلمات الإطراء "تحفة" "ذوقك حلو أوى" "كنت مخبية كل ده فين" ترد الابتسامات وكلمات الإطراء وتتعرف على الحضور وتجامل أفراد العائلة ومع كل الإنشغال كان قلبها ينتظر, تمر الدقائق وعيون هدى مصوبة تجاه باب الدخول تنتظر صاحب الوجه المحفور في قلبها ستنسى العالم عند حضوره وتتوقف الساعات
شاهى "بغيظ" : هو الفرح ده مفهوش غير الست هدى, مفيش ترابيزة إلا وكل اللي عليها بيتكلموا على جمال الفرح والقاعة وجمال العروسة وطبعا هدى اللي مختارة كل حاجة, شطارتها وذوقها وشياكتها, زهقت جداً وعاوزة أمشى
صفية "والدتها": مش معقول يا شاهي تمشى إزاي من فرح بنت خالك الناس يقولوا إيه بس؟ إهدي حبيبتي وإفرحي وعقبال لما أشوفك أحلى عروسة
إبراهيم بيه "والد شاهى" : رامي مش ده مراد ابن محمد بيه الأسيوطي صاحب
"أكبر شركة مقاولات في مصر"
رامي "أخو شاهى الكبير": أيوه يا بابا, هو معزوم ولا إيه؟
ابراهيم : روح استقبله أنتوا اتقابلتوا قبل كده, . ويا سلام لو عرفنا نعمل صفقة مع شركتهم هتكون نقلة كبيرة لينا وتقوى مركزنا في السوق
مراد شاب في العشرينات طويل وسيم ورياضي تلمع عيناه بالذكاء, درس إدارة الأعمال في أمريكا يعرف قدراته وقدرات والده و يتمتع بقدر كبير من الجاذبية والأناقة البارسية ويدير شركة والده باقتدار وفى عالم رجال الأعمال الوقت يقدر بالمال عقد صفقة سريعة مع والد شاهي
مراد "يقترب بثبات نحو هدى وعينيه مصوبة على عينيها": ممكن أشكرك على ذوقك الرائع في الحفلة
هدى: مرسى أوي لذوقك
مراد : أعرفك بنفسي مراد الأسيوطي ابن خالة العريس
هدى : أهلا وسهلاً بحضرتك
مراد : أنت ماتعرفينيش ولا إيه ؟
هدى : الحقيقة لأ, أول مرة أسمع اسم حضرتك
مراد : صاحب شركة "اكبر شركة مقاولات في مصر" أكيد شركتى ممكن تستفيد بخبرتك, احنا بنقدر الجمال والذوق
هدى "تريد أن تنسحب من الحوار الذي طال": الحقيقة أنا بشتغل في شركة عمى ومش بفكر أسيبها عن أذن حضرتك
عيون شاهي تراقب الموقف كانت تجلس بقرب مراد ولكن لم تجذب انتباهه, كان مشغول بعقد الصفقة والآن يتكلم مع هدى ويبتسم ويقترب وترى لمعة الإعجاب في عينيه, مراد ذلك الشاب الوسيم الأنيق الغنى الذي يدير أكبر شركة مقاولات درس في أمريكا تتقد نار الغيرة في قلبها وتتخذ قرارها أنه لها ولن يكون أبداً لهدى, تتحرك إلى الجهة المقابلة بفستانها الفضي الضيق صناعة إيطالية مكشوف الكتفين وارتدت عقد من الماس الثمين, تزينت وتجملت لتبدو غاية في الجمال والأناقة ولكن ينقصها الإطلالة الساحرة والابتسامة الجميلة والروح الطيبة اصطحبت والدتها لتتعرف على والدة مراد تسلم عليها تجلس بجوارها ويدور حوار تحاول فيه أن تكون رقيقة مجاملة وتعرض رأيها في الزواج وتقديس الحياة الزوجية وأنها ستتفرغ لبيتها وأولادها بعكس هدى الطبيبة المهندسة ثم نهضت واقتربت من أخيها وهو يتكلم مع مراد فقضت الليلة تقريبا في صحبة مراد تحاول أن تعرف عنه اكبر قدر من المعلومات وتتقرب منه إلى أقصى حد وتقتحم حياته بسلاسة وهدوء ودهاء فهي تمتلك الجمال والأنوثة والذكاء
وصل يوسف إلى الفندق في سيارة أجرة يرتدى بدلة سوداء أنيقة وقميص وردى فاتح ورابطة عنق وردي غامق بها وردات دقيقة بلون العقيق صفف شعره بعناية يمشى بهدوء مشيته الرياضية يمر من بين السيارات الفارهة المتراصة التي تخص ضيوف الحفل دخل من البوابة وسأل عن القاعة فقام المسئول باهتمام وصحبه حتى باب القاعة فضيوف الحفل شخصيات هامة وتعاملهم الإدارة بمنتهى الذوق والاحترام شكر الرجل ووقف للحظات يتأمل المكان غاية في الروعة والجمال ذوق فنان حساس تعج الحفلة بالمدعوين, نساء ورجال مجموعة رائعة من الفساتين الغالية ترتديها الجميلات اللاتي تفننت كل منهن في إبراز جمالها وهذا الكم من المجوهرات الثمينة التي تتلألأ فتبهر الأبصار ومضت أمام عينه صورته طفل صغير يقفز في الهواء ويحاول أن يلمس السماء ليخطف منها القمر تلألأت عيناه بحزنه الدفين الذي يزيد وأحس بوخزة في قلبه وأراد الرجوع ولكن وقعت عيناه على القمر الذي ينتظر تتحرك هنا وهناك تتابعها العيون بإعجاب تبدو كلؤلؤة تشع نور وبهاء يمكن أن تنير البحار المظلمة تبدو كماسة تضوي فتختفي الشمس من ضياءها تبدو كالقمر جميل ورقيق ووحيد تبدو كزهرة ناعمة وحالمة تنشر عطرها الأخاذ يتمنى أن يخفت الضوء لتضئ بنورها الكون ويختفي الناس فلا يبقى غيرها يتمنى لو يخطفها من بين الحضور ويبتعد بها عن كل العيون المعجبة, ليشبع عينيه من جمالها ويسعد قلبه بقربها ويحكى لها عن حبه وشوقه وهيامه بها ولكن من ذا الذي يقترب منها ويبتسم ويطيل الوقوف والكلام يبدو شاب وسيم وغنى ومعجب بها يشعر بالنيران تشتعل في قلبه أوشك على الاقتراب والإطاحة بذلك الشاب الذي يكاد يلتهمها بعينيه, ولكن انسحبت في الوقت المناسب قبل أن يفسد حفل الزفاف لم يعد يتحمل الانتظار وأوشك على الرحيل لولا أن رأته هدى فأسرعت الخطوة ونادت عليه
هدى "تهلل وجهها ودق قلبها ليعزف أجمل لحن ليستقل صاحب الوجه المحفور بداخله": دكتور يوسف, أنت أتأخرت أوى كده ليه؟ أنا مستنياك من بدري
يوسف "يبتسم فمن يرى وجهها الجميل وابتسامتها "الأخاذة ويتذكر الألم "
هدى "بفرحة": عجبك شغلي
يوسف : رائع كله رقة وجمال وذوق,عاملة جو رائع وتناسق مبهر, بجد فنانة
هدى "تضحك": ياه مش أوى كده لحسن أتغر وأعمل طاووس
يوسف "ينظر لعينيها الجميلتين نظرة تشبعت بالحب: أنت من حقك كل حاجة النهاردة
هدى تصمت من الخجل
يوسف : أنا كده حاسس بالذنب
هدى : حاسس بالذنب ليه ؟
يوسف : لأنى أقنعتك تكملي في الكلية وتسيبي الرسم والديكور اللي بتحبيهم, بعد اللي شوفته النهاردة أشهدلك أنك فنانة بجد
هدى : فنانة مرة واحدة
يوسف : أنت فنانة وجميلة ورقيقة و.... وتوقف فقد أحس أنه أخرج من قلبه الكثير أكثر بكثير مما يجب أن يظل مختبأ داخله
يوسف : ممكن أبارك للعرسان
