رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الحادي والعشرين 21
بعد ايام
بيت مُهاب
+
تنهدت تشوف ضماد يدها مبتلّ وأبعدته اخيرًا لانها امس راحت المستشفى وفك كل غرز يدها كانت ثلاث وبرأسها سبع ابعدها كلها وصارت تغطي يدها فقط لمنع التهاب الجرح، التفتت لدخوله يشوفها مبعده ضماد يدها وتقدم نحوها يسحب علبة الاسعاف يضعها في حضنه ومسك كفها وكل هذا ومازال في صمته يتحسس بالإبهام الجرح الطويل وكم جروح عشوائيه حوله مرت رعشه في كامل جسدها من انحنى بهدوء يطبع ثغره في جرح كفها قبلة طويلة يخفي بعض من وجهه في كفها حتى ابتعد يطبع قبلة ثانية في الجروح الصغيرة وهذا سبب كافي لأقامة حرب في ضلوعها رعشة في جسدها وتوتر ملحوظ من افعاله اللي كانت عن الف كلمة ..!
ابتعد بهدوء يناظر لها عضت شفايفها تشتت نظراتها يدرك خوفها ورغم ذا تستقوي بكلامها : هذا دواء وصفته الدكتورة؟
كانت تقصد قبلاته وهز رأسه بهدوء: اي قالت مرتين باليوم
ابتسمت بخفوت لانه يمزح مثل ماهي تمزح لانه يلطف الجو ولانه يهلك بكل ماتحمله الكلمة من معنى ، سحب الضماد يفتحه يضمد كفها بهدوء ورفع نظره على رأسها : أضمده ؟
ولان الاصابة من خلف رأسها تختفي مع الشعر : ماله لزوم
هز رأسه ونطقت بتذكر : تعرف تظفر الشعر؟
سكت مايفهم يهز رأسه برفض واخذت خصله من شعرها الطويل تشرح له : اقسمها اول شيء ثلاث
كان مركز معها معطيها كل انتباه كانها تشرح خطة استيراد بلده او القضاء على اعداءه ، تكمل : بعدين تلف ذي وبعدها الثانيه والثالثه تكرر الحركه كذا
رفعت نظرها له بتساؤل : فهمت ؟
هز رأسه بسبب كفها ماعرفت وهي تحب تظفر شعرها حيل ، عطته ظهرها بهدوء تستشعر قبضة كفوفه القاسيه تحاول تجمع شعرها الطويل بين كفوفه ويضيع خصله ويرفع الاخرى وابتسمت بخفوت تراه من المرايا ، مركز عاقد حجاجه ماتدري معصب من الشعر ولا يتنافس معه ورغم ذا كان لمساته حنونه سببت لها نعاس ، قسمه لثلاث يبدأ ينفذ ماقالته حتى بنات الظفاير له واكمل لنهاية يوصل لنهاية ظهرها وابتسمت تسحب الظفيرة تبتسم بخفوت من اول محاولة له تربط طرفها بربطتها تهز رأسها برضى تسمعه ؛ تفي بالغرض
ضحكت من عبارته تهز رأسها بالإيجاب ومشى يآخذ ثيابه للحمام واعتدلت تمشي لسرير تحتاج تنام من تعبها ..
87
اليوم الثاني
العصر
+
كانت تضحك بطريقة متعبه ومهلكه ماتستحمل شرح جهاد امامها لشخصية مُهاب وكيف اكمل كلامه بحماس : يوم قال له تمشي بالضرب ولا بالشتيمة وانا قلبي تراعد والتفت جنبي هذاك ايمن وجهه مصفوق من الخوف نسيت خوفي اضحك عليه
مسحت دموعها بتعب من الضحك : ترى هو حنون يعني
رفع حاجبه بصدمه : مين حنون!
عضت شفايفها ترفع اصبعها بلطافه : شوي يعني
ضحك جهاد مايصدق مايقدر يتخيله في موضع حنون : يمكن اذا دخل عندك تتغير حسبته بس انا من يوم عرفته انطق الشهادة كلّ دقيقتين تحسبًا لاي حالة وفاة فاجعة
ضحكت ترميه بالمخدة تشوفه يضحك بعباطة وتغير نبرتها للجدية : بس فعلًا وقفت بصفه؟
هز رأسه بهدوء : ايوه ما اقدر استحمل ابوي اكثر انتهت طاقتي والساكت عن الحق شيطان اخرس وانا مب شيطان
42
بوزت ماتستحمل تشوفه ناضج وفاهم وعاقل كذا وتقدمت تحضنه من كتفه : اوف متى كبرت كذا وصرت ناضج!
ضحك يحضنها ويضرب كتفها بخفه : ترانا بنفس العمر يا الكبيره وانا اكبر بشهر
ضحكت باتساع تاخذ وتعطي معه بالسوالف ..
+
المغرب
+
طول اليوم كان بمكتبه ولا طلع منه بسبب انه يدور على أورآق لابوه وملفات قضايا وفعلًا لقى غايته يشوف خط ابوه يقرأ ورقة كتب فيها سعود " عش بطل فقير يدافع عن وطنه بدلًا من حقير غني خاين لوطنه " وكان سعود يحب يكتب العبارات بملفاته تكون دافع له او ربما إرثًا لاولاده ، رفع صوره ليمان يضحك لابس قبعة للهندسة من حبه لها كان يمان يشبه امه بالحيل ابيض مثلها وعذب يذكر صور هصوره سعود ولفها للخلف كتب
" ولدي البطل المهندس العظيم والدك فخور بك منذ الان " رمش يقرأ العبارة مرة ومرتين وعشر ، يسمع عقله يخوض في افكار عده منها ان يمكن سعود اختار يمان يموت لانه يحبه اكثر ولا يبيه يعاني ويتعذب وترك الحمل على مُهاب ، حسّ بالاختناق يناظر لملامح يمان البريئة جدًا وضحكته وطهارته يشد على فكه يحس بفكه السفلي يتحرك ، يموت داخله مئة موته ويموت يمان موته واحده فقط ، يقابل حزنه بوجه متبلد قاسي من غير مشاعر واذا شكله يوحي بكل هذي القوة مين يصدق انه يموت مئة موته بداخله !
وقف بهدوء يحسّ بضماد كتفه ينفتح هو مدرك ان حرقه تقشع جزء منه بسبب شده عليه بقسوة وقت ضرب الخاطفين طلع لصاله وهو يسحب الضماد يرميها بالكنبة بصالة اثناء خروجه من البيت بكبره مايستحمل يبقى المكان يخنقه ويلتمس ضعفه والضعف هذا مالازم احد يشوفه ويدركه ابدًا صداع يفتك برأسه يحس فيه يمتد لعيونه تظهر غشاء في ابصاره يرمش بتكرار ليرى بوضوح حتى توقف في المربط نزل بإرهاق يمشي يوصل للجلسة الخارجية وهنا بضبط احتل السواد عيونه ومعد يبصر شيء ، رمش يحاول يشوف ولا شاف شيء وتقدم يطيح ممسك بالكنبة يغمض عيونه المظلمة تتضارب الذكريات في مخيلته ينحني بجسده ورأسه يضعه بالكنبة وهو جالس في الارض يحاول يفصل هذا الرأس عن جسده لعله يرتاح . دقايق معدودات على نفس الوضع بشعور الاختناق والغثيان والتعب يتملك كل جسده لانه ضغط على نفسه ومازال يضغط ..
فتح عيونه بعد وقت يعود بصره بس ما خف صداعه ترك جواله ومفتاحه يدخل لغرفته بدور الثاني يعبث بالأدراج يرمي الادوية حتى يلقى منوم يعرفه حيل وشرب منه سنين وسنين وابتلع واحده بتعب يشرب ماء موجود مايدري حتى من متى موجود ، فتح التكيف وابعد بلوزته يصبح عاري الجسد العلوي يحاول يشوف حرقه الممتد من كتفه الايسر لظهره تنهد بتعب يقفل اللمبة ويستلقي على بطنه لاجل يتجنب حرقه
واغمض عيونه بتعب تعمد يهرب منها ويبتعد مايبي ينشاف بهذا التعب امامها هي تحديدًا مايبي يظهر احتياجه لاحد خصوصًا انها تخاف من قربه وللان مالقى سبب هالخوف وده يدور عليه ويخاف يفتح مواجيع له ولها لذا تركها براحتها من يوم تكلم عنها عقاب للان وغفى بين تعبه وافكاره ..
28
بيت مُهاب
+
الساعة الان تقارب الواحدة بعد منتصف الليل ماجاء ولا له آثر ورغم انها متعوده على غيبته وطلعاته بس هالمرة خافت وقلقت عليه بسبب الضماد اللي لقيته مرمي بصالة ودورت عليه بكل مكان ولا له اثر ، رفعت جوالها تتصل عليه اكثر من اتصال ولا رد تنهدت تتذكر رقم "شدّاد" اعطاها مُهاب واخذته تتصل عليه تعض اظافرها بترقب حتى رد تسمعه : الو
لتردف بعد صمت : الشايب؟
سكت شدّاد يستوعب صوتها حتى ميزه : المجنونه؟
ابتسمت بهدوء : احمد ربك ودفتري فوق ولا كتبت اسمك ضمن اللي بقتلهم
ابتسم شدّاد يداعب القلم بين انامله : ليه الشقاء وانا ابوك كلها كم سنه ان شاء الله واموت
ضحكت منه ومن شخصيته المعتاده : على خير ان شاء الله
واكملت تغير نبرتها للجدية : مُهاب عندك؟
رمش يهز رأسه كانها امامه : لا عنده اجازة مرضية مب بالبيت ؟
رمشت تخاف عليه وبعد كلام شدّاد قلقت بزياده: وين تتوقع راح؟
ولان شدّاد اكثر من يعرفه نطق : المربط اكيد بروح اشوفه
عارضته توقف : لا انا بروح
سكت يهز رأسه وقفلت تطلع تاخذ شنطه صغيره تضع فيها الادويه والضمادات وملابس له ولها وملابسها للخيل وكم شيء حسّت انها بتحتاجه ولبست عبايتها تسحب مفتاح سيارتها اللي ماتطلع فيها الا نادر وركبت تحرك تطلع ورغم الحراس اللي منعوها ماسمعت لهم تتجه لغايتها ومقصدها ..
24
المربط
+
وقفت السيارة اللي ساقتها بدعوات حتى وصلت ونزلت بيدها شنطه صغيره لهم وكم اكياس لانها مرت لسوبر ماركت اخذت اغراض ، شافت جواله ومفاتيحه بالجلسة الخارجية وبلعت ريقها يدب الخوف بقلبها عليه تدخل المربط وحتى الباب مفتوح تركه لانه عارف محد يجي الا شدّاد وعامل يشتغل هنا ، طلعت فوق مالقيته بدور الاول تدور عليه بنظراتها وفتحت الباب يرتعش بدنها من البرودة القارصة والظلام حالك ، فتحت النور ثُريا صغيرة بالاعلى صفراء اللون تشوفه نايم على بطنه غارق في سباته عاري الظهر بسبب نزول البطانيه لخصره تشوف ظهره المشدود من صلابة تدريباته وبروز عضلاته وكتفه الايسر المحروق يصل لجزء من ظهره بتكون هذي علامه في جسده للابد !
+
وكل ماتتذكر ان هي سبب العلامة تنهد زود و زود بعد كل العناء اللي عاشه يرسخ في جسده النار بسبب عقاب وكانه مايكفيه اخذ امه وابوه و اخوه وحرمه كل شيء حتى كتفه يبي ياخذه!
انقبض قلبها تشوف الادوية المرمية وترفع وحده تقرأ تعرف ليه استخدمها تقدمت نحوه تمشي بهدوء وجلست امامه ترفع يدها لشعره اللي مال على جبينه ، وبسبب انه نايم من المغرب بدأ مفعول الدواء يخف ويستشعر لمساتها هو طبعه نومه خفيف وبالغالب يصحى بسرعه بس هالمرة اخذ وقت بسبب الدواء حتى انها رفعت يدها لحرقه تستشعر انه بارد جدًا واصبح قاسي بسبب تعرضه للهواء البارد ، فتح عيونه يشوفها تلمس ظهره ورمش بتكرار يصحصح وناظرت له بهدوء تعض شفايفها : صباح البرد والحرق البارد !
استبدلت "صباح الخير " بعتاب على اهماله حرقه واعتدل بسدحته يرفع جسده من السرير يجلس ويتكأ يناظر لها بنبرة التمست فيها الخوف : ليه جيتي صار شيء؟ وكيف تطلعين وحدك ثُريا!
رفعت حاجبها تناظر له : دامك خايف علي اقل شيء اجلس معي بالبيت
رفع كفوفه يمسح وجهه بتعب : مافيني مكان للقلق ثُريا لا تزيدي عليّ
حدثته بنبره غاضبه وهي تمشي لشنطة تفتحها تطلع ادويته وضمادات : ولا انا فيني مكان اقلق عليك مايكفي انك احترقت بسببي ليه تهمل نفسك كذا وتهرب منا !
التفتت له بغضب ونبرة حزينة تكمل : تهرب مني !
رمش يناظر لها تطلع ثيابه تكلمه بحرص شديد : قوم خذ شور تنشط وتعال اضمد جروحك
اطال بصره نحوها مقاطع التواصل هذا بقوله : اي جروح بضبط ؟
مشت نحوه وقت اشار لكتفه : هذا ؟
وحوله الاشارة لصدره من الجهة اليسرى : ولا هذا !
بلعت ريقها تناظر له واكملت : انت ماتسمح لي ولا لغيري يشوف جروحك متلبس جبال مع ثيابك تقسى حتى على نفسك !
رمشت تحسّ بضغط بدله وحزن عنه : يمكن انا وانت عشنا نفس المعاناة وقتل اهلنا نفس القاتل بس انا صرخت انت ماصرخت وانا بكيت وانت مابكيت وانا اتكلم وانت ماتتكلم لين متى مُهاب !
اطال نظره نحوها ووقف يمشي يسحب ثيابه من يدها يناظر لعيونها ينفي كل شيء: ثُريا بخير مُهاب يكون بخير كفيّ قلقك لا يتعبك ..
مشى للحمام وتنهدت بتعب تنزل تاخذ علبه اليانسون تجهز له كوب يساعده ولو شوي وطلعت فوق تشوفه طلع لابس بنطلون ومازال عاري يعرف انها بتحط دواء له ، ناولته كوب اليانسون واخذه يشرب بهدوء جلس ووقفت جنبه تفتح الكريم تمرره على كتفه ومكان الحرق بالكامل تشوفه ساكن ولا يعطي رد فعل الا الصمت ويشرب من كوبه ، فتحت الضمادات تغطيه بالكامل وسحبت البلوزة تدخلها من رأسه ، وضع كوبه يلبس بمساعده منها وجلست قباله تناظر له بهدوء تسمعه يسألها : ليه جيتي ؟
16
ناظرت له بكذب : تذكرت اني اشتريت ملابس لركوب الخيل وابي اتعلم قلت اجيك
اطال تواصله البصري يتبعه رفعت يدينه لخصلة شعرها المتمرده على وجهها : يعني مو لانك خفتي علي؟
هزت اكتافها بنبرة تلاعبه : يمكن اي و يمكن لا
هز رأسه برفض لردها الغير صريح : ماحب الاحتمالات عطيني اليقين !
بدأت ثُريا وتلاعبها الذيذة ولغة الجسد الرهيبة عندها من رفعت كفها لشعره تعدله تلهو به وبقلبه : غالبًا لا بس علشان اكون بصورة الزوجة الصالحة تعرف الانظار صارت علينا
اطال نظره ، اطال بصره ، اطال امتداد عينه ، هذا هو الرجل البصري يهلك من نظره فيها تزم ثغرها ترفع حجاجها تغمز عيونها تلعب فيه لعب القمار ومازال ساكن وهسكون اتبعه حيل ، وقفت بتذكر بعدها : جايع تبي ناكل؟ انا جوعانه لا تعترض
رغم عدم رغبته لكنه هز رأسه برضى ووقفت تبتسم تمشي وتبعها ينزلون من الدرج يسمعها : سكوتك على فكرة ركوب الخيل بعتبرها رضى
هز رأسه برفض : ابدًا ماكانت رضى
ناظرت له بطرف عين غاضبه : لا تعكر مزاجي بركب يعني بركب رضى ولا غصب
يدري انه قرار قطعي وتدري انه ما يمنعها ودخلت المطبخ اللي كان مفتوح كلاسيك وفيه بار مطبخ صغير حوله كراسي جلس عليه يشوفها تطلع المقلاة ونظر للاكياس يعبث فيها : رحتي السوبر ماركت ؟
هزت رأسها بالإيجاب : اي اخر مرة بغينا نموت جوع ثلاجتك فاضية
هز رأسه بتذكر : ماترك فيها شدّاد شيء
ضحكت باتساع وهي تغسلها : هذا مربطك انت ولا هو ولا مشترك
مُهاب بهدوء : لي
هزت رأسها بفهم تلتفت له تاخذ الطماطم تغسلها وتحدثه : يشبهك اكثر من الڤله احسه دافيء وحنون فيه سكينة وبعيد عن الضجيج يشبه مُهاب من داخل
رفع حجاجه يسمعها تحلله تلتفت له تكمل : بس الڤله قاسية عصبية كذا تشبه النقيب
واكملت بتساؤل : من تصميمك كل شيء صح؟
هز رأسه بالإيجاب وقطعت الطماطم على الزيت والنار موقده والتفتت له مركي ذراعه يضع يده على خده يناظر لها تعبث يمين وشمال رافعه شعرها وخصل متمردة على جبينها وحولها عذبة لدرجة تهلكه وتتعبه، كانت تحاول تخليه يسولف ويضحك لو شوي ونطقت : كيف عشت حياتك انت وشدّاد ؟
سكت بشرود يفكر مُجيب بعدها : عادية بديرة اسمها مزهر بين البيت والحلال نرعى
رفعت حاجبها تناظر له : انت ترعى انت!
هز رأسه وضحكت : طبع البداوة هذا اكيد منه
واردفت بتساؤل : هو لا تزوج ولا عنده اولاد ابدًا؟
مُهاب : تزوج عمتي وتطلقوا بسرعه ماتمت
شهقت بصدمه تناظر له : عمتك جيهان!
هز رأسه بالإيجاب وعضت شفايفها ماكانت تدري ابدًا واكملت ؛ عشتوا وحدكم كل هالسنين ؟ شدّاد يطبخ لك وله ؟
ابتسم بخفوت بتذكر : طبخ مرة وحده وأكلنا في المستشفى اسبوع
انهارت تضحك تستوعب مقصده وابتسم من ضحكتها تردف : اجل مين يطبخ انت!
شافت مافي رد والتفتت له بصدمه : كذاب !
ابتسم بخفوت يهز كتفه ؛ ماقلت شيء
ضحكت تمشي له مصدومه : انت تطبخ مُهاب !
ابتسم من صدمتها يردف : عند الضرورة القصوى
ضحكت لانه مايبي يعترف وتقدمت تكمل الشكشوكة تحدثه من قفاها : خير شهور متزوجين ماشفتك تطبخ شيء
وقف بهدوء يمشي يدخل عندها يطلع البرادي وعرفت نيته في الشاي : غش الشاي مو طبخه
ابتسم يضبط الماء ويطلع السكر : ماقلت طبخه
ناظرت له بتفكير عضت شفايفها : اول مانقتل عقاب تطبخ لي اعتبرها هدية الوداع هذا طلبي
شافت عدم الاقتناع في وجهه واردفت : وبالمقابل يكون لك مني طلب الوداع بوافق ايش ما كان
ناظر لها بهدوء : طلب الوداع !
رمشت تشتت نظراتها عنه عيونه بذات ماتقدر تناظر لها وهي تذكر الوداع : اي بخلعك
اطال النظر فيها تتهرب : خلع ؟ تقوين ترجعين خمس ملايين ؟
التفتت له بصدمه تتذكر المهر اللي دفعه : سلامات شدخلني اخذها عقاب !
هز اكتافه بعدم اهتمام : مايخصني يرجع لي
كشرت بوجهه تقفل النار : اجل اقتلك وخلصنا
هز رأسه برضى مسايرته المعتاده واكملت : عشت برياض كل سنينك؟
هز رأسه برفض : حتى بعد الثانوية العسكرية كلها خدمتها بحرية في جنوب المملكة جازان
رفعت حاجبها بدهشة من معلومه توها تعرفها : من بعد الثانوية! يعني اكثر من عشر سنوات !
هز رأسه بالإيجاب وابتسمت بضحكة : نجدي ومرباه الجنوب اجل
ابتسم باتساع لانه فاهم اي قصيدة تعنيها..
جهزت الطاوله تطلع الخبز اللي اشترته وشافته يصب الشاي لها وله ويجلس مقابلها يناظر لشكشوكة فطوره المفضل مع يمان بطفولتهم وناظرت له كيف ساهي ونطقت ؛ قالت سمر انك تحبها ..
هز رأسه بهدوء يطلع الخبز تسمع لفظ "بسم الله " وبدأ ياكل بهدوء وهي تاكل يسترق مره نظرات ومره هي حتى انهوا اكلهم واخذت ترتب المكان وتغسل المقلاة وسوت كوبين شاي زيادة تمشي له جالس بالكنبة تردف : الجو بدأ يبرد
هز رأسه بالإيجاب يسحب اللحاف على الكنبه وجلست تشوفه يضعه في فخذها يغطي رجولها وابتسمت بخفوت تمد طرفه له تسمعه : مب بردان
وضعت الاكواب واخذ حقها تمسكه تدفي كفوفها: وش خططك بعد مايموت عقاب؟
سكت بشرود يسمع سؤال ماعمره فكر فيه وايش ممكن يسوي بعد موت عقاب نسى ان عنده حياة واحلام وطموح كل غايته كانت ياخذ انتقامه وكرس حياته كلها لاخذ حقه ونسى يعيش ولا يفكر حتى وهز اكتافه بجهل ورد عشوائي : افتح بسطه ابيع مسابيح
انفجرت تضحك غصب عنها لدرجة انه مد كفوفه يسحب كوبها من يدها لا تحترق ويبتسم من ضحكتها وتحولت ابتسامته لضحكة وقت رفعت يدينها بتمثيل تشرح له بحماس وطاقة لا توصف : ببيع معك نجلس نغني مسابيح وخواتم
اتسعت ابتسامته يضحك تبان انيابه بصوره عذبه لانها حركت يدها تضرب اصابعها ببعض تطلع صوت تردد "مسابيح وخواتم " وهذا سبب ضحكهم من تخيل الفكرة حتى ختمتها : ما بقتلك حبيت الوظيفة
ابتسم يتكأ بذراعه على ذراع الكنبة : وانتِ وش بتسوين؟
سكتت تعض شفايفها تاخذ الكوب منه تمرر اصبعها على طرفه : معرف ودي ادرس و ودي اشتغل علطول بس مدري اذا مجال التصميم عادي من غير دراسة
ناظر لها ولحلمها الوردي في سواد حياتها واعتدل بجلسته يحدثها بجدية : ان بغيتي الدراسة انا اتصرف وتدرسين وان بغيتي الشغل علطول ادخلك انا مجال التصميم
هزت رأسها برفض : ابي اسوي كل شيء بجهدي مابي اكون ممنونه لاحد حتى انت يكفي اني ممنونه بحياتي لك..!
رمش بهدوء كره فكرة انها رفضت مساعدته وهو يسعي لها بكل قوته ورغم ذا نطق : اجل اكسبي من أسهمك بشركة عقاب وتعاملي في مجال التصميم بتقدرين تفتحين فرع صغير بجهودك يكبر وينعرف
عضت شفايفها بحماس من الفكرة تردف : نخلص منه وافكر فيها
هز رأسه يتركها تفكر بالموضوع رغم انه بيتدخل وبيحله لها وغصب عنها لكنه سكت وفضل يشتغل بسر لها ، التفتت تناظر للكتب الاجنبية بطاولة واخذت كتاب تفتحه بلغة غير العربية نطقت : هذا مو انجليزي صح؟
هز رأسه يطلع دخانه يشعل سجارته : اسباني
رفعت حاجبها بتذكر لحادثة السرقة : تتقن الاسبانية والإنجليزية وايش بعد؟
ناظر لها بهدوء ينفث دخانه : عربية
ضحكت من استعباطه معها خصوصاً اول مره يمزح معها كذا حتى بمزحه يوحي بالجدية واردفت : يا تافه انت
عبثت بصفحات الكتاب تكمل : احب لغتهم صوتهم بالكلام حلو اللكنه عجيبه بس وش حببك فيهم ؟
ناظر لها بهدوء : حكاياتهم جميلة
عقدت حجاجها باستغراب : اي حكايات ؟
عبث بشعرها وخصلاتها بيده المرخية على الكنبه يفكه باكمله بعد ماكان مرفوع ينطق كلمة كلمة بعبث بشعرها : التاريخ ، الحضارات ، العصور
سحب يده فيها سجارته بحركة الخفه المعتاده لديه يختمها بكلمته المقصوده تحت معاني عديدة هي وحدها من يفهمها : الطقس ..!
رمشت تغمض عيونها تفهم مقصده حيل تدري تلميحه لوين وايش حكايتهم مع "الطقس" تنسى كل شيء الا حادثة الفندق والسرقة والموقع البشع اللي كانوا فيه وهذا موضوع محرج بنسبه لها من عضت شفايفها تحس بحرارة بوجهها في خدها تبعثر نظراتها ثم تنظر نحوه بغضب : عندك جانب قليل ادب على فكرة !
قالتها بطريقة عفوية جدًا وهي تبعد شعرها عن وجهها ليصدمها برده وهو يشعل سجارته : من صالحك مايطلع ..
ماردت تعبث بالصفحات من جديد حتى نطقت : ودي اتعلمها علشان اقرأ الكتاب واضح حلو
والتفتت نحوه بحماس : وش يعني كيفك بالاسباني ؟
نفث دخانه بلكنه اسبانيه بصوره عجيبه لاقت عليه وكثير : كومو يستاس
اردفت تكرر المعنى من بعده بصوتها : كومو يستاس !
لذيذه اللغة
واكملت بتساؤل : طيب وش يعني بقتلك ؟
ناظر له بخفوت نطق : فويا ماتارتي
بدأت تنطق حتى تضبطها ورفعت يدها بتهديد لذيذ وهي ترخي رأسها على ذراع الكنبه تصبح امامه بضبط وشعرها منسدل بعد مافكه : فويا ماتارتي يا حضرة النقيب !
اصبعها اللي كان موجه نحوه تهديده بطريقة هذي محال يخاف المرء هنا بالعكس في اللحظة ذي وجب على المرء ان يطلب المزيد والمزيد من التهديدات ، ناظر لها ينفث دخانه يسهى فيها حتى نطق بلغة اسبانية لاجل ماتفهمه ابدًا : "Me estás haciendo perder la cabeza"
رمشت تحاول تستوعب وش قال ما امداها حتى تلتقط كلمه لاجل تترجمه واردفت بغضب : وش يعني؟
وقف بهدوء عنده كم شغله يبي يكملها : اعرفيها انتِ..
ممكن هذا اكثر شيء ابغضها منه ماتستحمل فضولها وتبعت قولها : وش الحركات الطفولية هذي مُهاب خير!
مارد تشوفه يطلع ودفعت الكتاب ببغض ماتفهم مقصده ماتدري انه قالها بصريح الكلام " انتِ تجعليني أفقد صوابي" كان اعترافه المبطن انه معها تتقلب احواله ولا يعرف نفسه ابدًا انها تكركب هدوءه وتقطع صمته وتعبث بقلبه وتهد حيله حيل ولا يقدر ينكر ان اكثر مايهده ويمنعه هو الخوف العالق في عيونها كل ما اقترب منها هذا سبب هلاكه الدائم منها ،
ورغم ذا لم يخشى الاعتراف انها تفقده صوابه ..!
155
بعد ايام
قصر متعب
2
كان العوض احلى والذ من كل تخيلاتها ماتذكر متى ضحكت لدرجة ذي ومتى خجلت وتوردت ملامحها للحد هذا من الفتنة ، فراس يحسّ انه امام اجمل لوحة بالعالم بحسنها وجاذبيتها وحلاوتها برقتها ودلعها اللي مو قادر يستحمله من فرط الانوثة فيها ، حتى انه ختم حديثه الآن بقوله : لو تستمرين تناظرين لي كذا عز الله كل احاديثنا بتكون لصالحك
ضحكت باتساع وخجل منه وكيف يغير رأيه بنظراتها وكلامها وحركاتها لذا نطقت : فراس ما استهبل زواج الان صعبه ابي شهر زود
تنهد لانه تعب يحاول يقنعها ؛ ليه صعب عاجبك كل يوم وانا انتظر رحمة أيمن يدخلني مجلسكم ؟
ضحكت باتساع ورفعت يدينها امامه تعد باصبع اصبع : مافصلت فستان ولا فكرت بالقاعة ولا جهزت شيء احتاج وقت كثير ابي كل شيء مثل ماودي حلو ورهيب لو سمحت فراس !
ابتسم بخفوت يناظر لها ولمحاولاتها تآسره جدًا بطريقة مايفهمها ولا يبي يفهمها يكفيه هذا الدلع ونطق : ودي ارفض علشان تدلعين زيادة
رفعت يدها اصبع تحديدًا لشعرها القصير الاشقر تلفه في الاصبع بدلال : انا بدلع بكل الحالات صراحة
ابتسم يرفع يدينه يغني رغم حتمية عدم حلاوة صوته لكنه غنى : اشقر على اشقر مثل مالحر الا شقر يجمع معاني الزين كامل معانيه
ضحكت بشدة ترفع يدها تغطي وجهها بكفوفها بخجل ورفع جواله على اتصال أيمن ورد يسمعه : خلصت الزيارة توكل
اغمض عيونه يلتفت لها : اقسم بالله يا أيمن ابلك
التفتوا بفزع لصوت الضرب بشباك ولانه في ستائر كانت محجوبه الرؤية يسمعه من الجوال : تبلكني اجيك من الشباك عمتي تقول الزيارة نص ساعه حتى الزواج
شتمه بقهر وقفل يشوفها تضحك بخجل وتنهد : قلتي اصبر شهر !
بوزت تناظر له تشبك كفوفها ببعض : فراس!
عض شفايفه مايستحمل هذا الدلع ابدًا مايقدر : مددناها الله يعوض
ضحكت لانه مايخبي مشاعره وانه ذايب عليها وصريح بهواه وعشق هو حتى لو مازال حبهم طري في بدايته الا انه مندفع نحوها وهذا اللي هي تبيه تعيش عمرها كله بدايات وطلع بعدها مودعها وخرجت تمشي بدلال بخطوات شبه سريعة تتراقص من فرحتها تحسّ ودها تطير ماتوسعها ودها تحلق بسماء عالي والتفت لجيهان تضحك : شوي شوي يمه بتطيحين
ضحكت تجلس بعجلة : وين اطيح انا بطير
اتسعت ابتسامة تُقى تغمز لها : لا واضح فراس لاعب بالإعدادات
اخذت المخده من جنبها ترميها عليها وهي تضحك تسمع عمتها : عسى هالفرحة دوم عامره
واكملت بتساؤل : الا حددتي الزواج ؟
هزت رأسها بالإيجاب : ايوه بعد شهر من اليوم
التفتت لتُقى تكمل : كلمي مودة ورانا مشاوير وطلعت ابي كل شيء حلو وكامل
ابتسمت جيهان تشوف فرحتها وتتطمن وترتاح حيل عليها خصوصاً انها كانت شايله هم كثير عليها ، وقفت سمر تمشي لغرفتها تتذكر رسالة ثُريا انها تدق عليها واستجابت تستلقي بيدها جوالها تتصل بروقان ماله مثيل عليها ..
المربط
14
اخذت كوب الشاي بعد مالفت الوشاح حولها ومشت تطلع للجلسة الخارجية امام كحيلان اللي طلعه مُهاب لها ولانه وعدها بتعليم الركوب لبست بنطلون اسود طويل يمسك اسفلها وبلوزة كم طويل سوداء نفس الشيء تركت الجزمة الطويله بالارض والقبعة الحامية بجنبها ورفعت جوالها على اتصال سمر ترد : سموره ياواحشني!
ضحكت سمر بحماس : اف اكثر اكثر بموت من الشوق
ابتسمت ثُريا تسمعها تكمل : بعدين يا خاينه وين مكان هالخيول ليه ما اخذتيني ؟
ابتسمت ثُريا تناظر للمكان : هذا سر اخوك ماقدر ابوح فيه
اتسعت ابتسامات سمر : الله الله صرنا نقول اسرار لبعض ؟ عقبال نعطي ورعان لبعض
شرغت ثُريا بشاي بصدمه تردف : حقيرة!
ضحكت سمر بشدة تسمعها تكح : اف ثُريا مبسوطه وابيكم كلكم تنبسطون لازم العالم كله ينبسط
رمشت ثُريا تحاول تفهم فرحتها وضحكت باستيعاب : طاح الحطب بينكم ؟
ابتسمت سمر باتساع : طاح الحطب وقلبي وقلبه وحتى بلوزتي بتطيح
صرخت ثُريا تفهمها غلط : ياورعه مابي التفاصيل!
ضحكت سمر بشدة تستوعب : خير اقصد الحين لاني ابدل واكلمك يا قليله الادب
ضحكت ثُريا تستوعب مقصدها واكملت سمر : يا حلو الحلال ياخي عادي يشوفون صوره بجوالي بعد ماكنت اخبي الصور واقول اسمه من غير خوف واضحك معه ولا اخاف احد يسمعني حب الحلال طمأنينة ورضى ثُريا كل ما احس فيها اندم اكثر على اغلاطي وارجع اصلي توبه للمره المليون واعرف ليه الله حرم ذا و احل ذا ..
ابتسمت ثُريا تسمع النضج اللي فيها وكان بعد مواقف عاشتها لان الانسان ينضج بتجارب لا بالعمر ولان الله يحب التوابون واصحاب النفس اللوامه والذين مهما فتحت لهم ابواب المعاصي يجدون من بينها باب لتوبة وهذي رحمة الله الدائمة ..
وتنهدت براحة تردف : انا قلت لك مايفسده رجل يصلحه رجل اخر انتِ روقي بس واشرب شاي
ضحكت سمر وفزت ثُريا تسمعه من خلفها : يصلحه رجل اخر!
ناظرت له بصدمه : يمه متى جيت انت !
قفلت من سمر تشوفه يجلس يسحب كوب الشاي منها يشربه ويناظر لها بنظرات ماتفهمها بس تدل على عدم اعجابه باخر عباره قالتها وسمعها واكمل : وش يصلح الرجل الاخر ؟
عضت شفايفها تنثر شعرها امامه تحدثه بغرور يكسيها وجنون : اي رجل يظن انه قادر يعبث بقلب بنت ويتركه مكسور فهو غلطان لانها يا بتعالج نفسها وتطلع لنا اقوى امرأة يا بتلقى العوض وتطلع لنا اكثر دلع رجل يفسد و رجل يصلح يا نقيب !
رفع حاجبه تلمح كره لكل شيء قالته او بمعنى اصح لفكرة الرجل الاخر واقترب منها بتحذير رفع سبابته يشير لصدرها الايسر لقلبها تحديدًا بنبرة تكسوها الغرور والثقة: ما افسده انا لا يصلحه غيري يا النور ..!
رمشت تناظر له على هذي المقربة الهالكة وبهذا الغرور الرهيب فيه ونافسته تقترب منه بنبرتها الآخاذه : انا لا اُفسد يا ديجور ..!
تبادل معها النظرات بهدوء يرفع يدينه لشعرها بهدوء ينثره بين انامله وناظر لشكلها : فارسة ؟
هزت رأسها بهدوء تبتسم : لايقه علي ؟
ابتعد دلايل انه جاهز لتعليمها : بالحيل ، تعالي
فزت بحماس تلبس الجزمه والقبعة بيدها تمشي خلفه تشوفه طلع كحيلان ونطقت : ابي مُهيب
هز رأسه برفض : تعلمي الركوب قبل وبعدها نشوف لك مُهيب
هزت رأسها تقتنع بكلامه ومشت خلفه للميدان المعروف امام الجلسة تسمعه بإنصات تام ، ثبت كحيلان والتفت لها ياخذ القبعه ويلبسها يربطه من عند فكها وهي تناظر له وتبادل معها النظرات يعدل شعرها بهدوء نطق : اركبيه
التفتت للخيل تسمعه : ارفعي رجلك اليسار ثبتيها هنا وامسكي سرجه وارفع جسمك ورجلك اليمين للجهة الثانية
استجابة له تنفذ اول تعليماته تركبه بنفسها واعتدلت بجلستها تشوفه يتقدم لها يعدل استقامة ظهرها : ظهرك وفخذك ورجلك في خط واحد مستقيم
والصق كوعها بجسدها : كوعك بجسمك لا ينفصل تحركين بس يدينك
هزت رأسها بفهم يناولها اللجام مكمل : لا تشدي خليه خط مستقيم لا ترفعين ولا تنزلين
مسك كفوفها يعدل وضعيه اصابعها : ثلاث لفيها على الجام الابهام فوق والأصغر من حوله كذا
كان يتحكم بحركة كفها وابعد كفوفه ورجعت تعيد الحركة كم مره حتى فهمتها وحفظتها
مجرد ماقدرت تفهم الاساسيات حركت الخيل تسمعه يكمل التعليمات من حيث ارتفاع جسدها وهبوطه اثناء الركوب وختم كلامه بامر : رجلك لا تتحرك تحكمي بخصرك وافصلي حركته عن رجلك
ناظرت له يلقي اوامره كما اعتاد في ميادينه العسكرية واستجابت له هي فوق الخيل وهو تحته يمشي معها حريص على كل خطوة قبل يترك لها زمام الامور نطقت بتذكر : كلمتني السكرتيرة وقالت لو ابي اقدم اجازة
هز رأسه برفض : هذي موصى من عقاب اطلبي تحويل الاجتماعات اونلاين وحضورهم كلهم في الشركة تحكمي بكل شيء عن بعد لا تتركين الساحة له حتى تحسيّ نفسك قادرة تروحين وروحي المهم يعرفون انك مازلتي موجودة وغصنك قوي ..
وقبل ماتنطق بشيء نطق بغضب : لا تشدي الجام !
انتشر صهيل كحيلان بسبب شدها وأرخت باستيعاب تناظر له : شردت
لكنه عارضها بامر حريص : لا تشردين !
رمشت تفضل عدم الرد عليه دامه الان مدربها ماتبي تفقد تدريباته وبدأت تطبق التعليمات ووقف وقفته العسكرية يشوفها تدور حول الميدان تسمعه : كوعك لا يرتفع حركي يدك بس في الجهات
ثبتت جسدها تستجيب له تلف بتحريك كفها في الجام فقط دون الحاجة لرفع كل ذراعها حتى اصبح الامر سهل عليها تأملها من جسدها الغض الرويان وحركة خصرها من شعرها خلفها يتطاير مع الريح ومن سرعتها اللي تزداد شوي شوي وضحكتها ما انمحت ابدًا صفوف اسنانها تلمع من فرط سرورها بممارسة هواية جديدة وتحقيق لها حلم اخر مثل ماطارت بسماء هي ركبت الخيل وهي معه تحقق كل ما توقعت عدم تحققه ، شافها تلعب في الميدان ومشى للجلسة الخارجية على قُرب منها يجلس يناظر لها بيده كم ملف مسؤول عنه تاره يعبث بالاوراق وتارة يشوفها تنحني لكحيلان تسولف معه وتلهو وتضحك تدور من حوله ..
22
قصر متعب
+
فتح الشباك يشوفها جايه تمشي بابتسامة نطق : يالله انك تحييها تمشي على قلبي مب على الارض
ضحكت سمر تركب بإتساع والابتسامة مزروعه في وجيهم كلهم ودلائل الحُب شاسعه بينهم نطق ؛ ودك اروح معك نختار الفستان لك ؟
هزت رأسها برفض وباعتراض نطقت : لا طبعًا انت ماتشوف الا يوم الزواج سبرايز تكون
ابتسم يلتفت لها : وش تكون ؟
ضحكت بدلع ودلال : سبرايز !
ابتسم مايستحمل هذا الدلع تدوخه وحيل : ادوخ انا امس ابي اتحول لكات واليوم سبرايز
ضحكت بشدة تتذكر اتصالها عليه وكيف نطقت بزعل تكلمه " عمتي مو راضية اتبنى كات ! " ولا تنسى كيف نطق بعدها " ودك اصير قطوتك ترى ما امانع " ومن هذاك الوقت وهي تضحك تردف : ترى ماقلت لي مياو
ضحك يلتفت لها : هشنب كله واقول وش!
بوزت تتكتف تناظر له ؛ طيب انت قلت بتصير الكات حقي !
ناظر لها وبلسانه الحلو المعتاد لانها ماتبقي فيه عقل: يابنت الحلال لا تخليني انط الحين اماوي انا صاير خفيف لا ازيد يرحم والدينك
ضحكت بشدة ماتستحمل ومدت كفوفها تمسك خده : اموت على الخفيف يناس
رفعت جوالها تقرأ رسالة ثُريا " لا تنسين تسألينه واثقلي ياخفيفه" عضت شفايفها لانها لوهله حسّتها تتنصت عليهم ونطقت بتوتر تضم كفوفها لبعض : وش صار مع الرقم ؟
تنهد يلتفت لها : بعد بحث وتعب حددت موقعه يوم رحت انا والعيال طلع باكستاني توه مشتري الرقم لان راعيه الغى الخدمه واستجوبته وطلع ماله دخل مسكين مايدري وين الدنيا حطته
بلعت ريقها بتوتر : يعني اكيد بيجي من رقم ثاني
هز اكتافه بجهل وتفكير طويل : اذا جاء علميني عنه دامه الان ساكت مامنه خوف
شدت على كفوفها والتفت لها يشوفها متوتره وابتسم يلطف الجو يخفي خوفه ؛ لا تفكرين بشيء الا بزواجنا وتجهيزاتك وايش ودك فقط واتركي الباقي علي
ابتسمت بهدوء تطمئن : لو وحدي كنت بخاف بس انت معي و ثُريا بعد
ابتسم بتذكر : ساطية هالبنت تدرين انها هددتني علشانك!
شهقت بصدمه ماتستوعب : احلف!
ضحك فراس يتذكر : والله العظيم اني ماخفت بحياتي الا من اخوك ومنها ماتخاف في رأسها حب ماينطحن
ضحكت بشدة ماتنصدم منها ومن حركاتها : تكفى مو مناسبه لمُهاب مرة ؟ تحسهم خلقوا لبعض مستحيل مع غير بعض
هز رأسه يضحك يتفق معها بكلامها ..
89
المربط
+
مضت لياليهم مع الخيول خصوصاً كحيلان لانه اسهلهم ترويض وامس جات لها رسالة من خالها محسن يطلبها تزوره وحلف تتعشى عنده بوجود مُهاب وجهاد لانه يحبه من زمان وافقت ولا ردها مُهاب يوافق ويجيب لها من البيت فستان ، رفعت نظرها تشوفه دخل بيده الاغراض وتقدمت تسحبها من كفوفه تنطق : الفستان العودي؟
هز رأسه برفض وناظرت له بعدم فهم : ليه جايب غيره؟
جلس بهدوء يناظر لها : قصير ما جاز لي
رفعت حجاجها بصدمه تناظر له : وش علي منك يعجبك ولا لا انا ابي البسه !
سحب سجارته من البكت بتجاهل لرغبتها : هذا احلى ساتر
اغمضت عيونها بقهر منه ومن تصرفه اللي ماتحبه : البس اللي ابي ووين مابي يا سته وستين !
ناظر لها ومازال هادئ : هذا اذا كنتي وحدك ولا وراك زوج هذاك ماتلبسيه قدام غيري!
وقفت تناظر له بغضب ماتبي تعكر صفو هالليله ولا تروح عليها الزيارة ونطقت تناظر له : احلم يا نقيب تشوفني البسه عندك احلم !
مشت تطلع تتركه ينفث دخانه يتذكر كيف فتح دولابها يدور على طلبها رفعه يشوفه قصير وهذا كان هين عنده بس مجرد مالمح الظهر كله مفتوح ولا فيه قماش ابدًا لانه مثل الخيوط تربطه خلف عنقها يغطي صدرها فقط مايدري ليه دمه ثار يتذكر تضاريس ظهرها والشامه في خرايطها ولانه يذكر محسن ارسل له بعد ماطلب رقمه من ثُريا وعزمه في رسالة مكتوب فيها "اولادي" وتذكر انه وقت بحث عنه عرف ان عنده اولاد مستحيل يسمح لو يلمحونها بالغلط واختار واحد ثاني يغطيها حتى انه كم طويل لاجل يرتاح ولا يهوجس فيها وهي عندهم ، وقف بعدها لاجل يغير لثوب و شماغ يتجهز لطلوع ..
84
بعد ساعتين تقريباً
+
رفع نظرها يشوفها طالعه لابسه عبايتها ما امداه يشوف الفستان عليها رفعت طرحتها مع وقوفه ناطق : غطي شعرك زين
كشرت تعدل الطرحه تمشي خلفه وركبت معه ترفع جوالها على اتصال جهاد تسمعه: طلعتوا؟
ابتسمت تكلمه : ايوه تونا اسبقنا انت للموقع اللي ارسلته
هز رأسه : بنتظركم برا مستحي ادخل
ضحكت تقفل منه تناظر لطريق وسكون في السيارة وهدوء انقطع وقت رفع يدينه يشغل الاغنيه ليشاركهم عبادي الجوهر يقطع هذا الهدوء ..
3
ديرة محسن
وصلوا ونزلت تناظر للبيت المتواضع اخر مرة زارته وهي طفله تمشي وكفها بكفوف امها تركض تحضن بنات خالها تسمع هواش باسل المحبب مع اولاد خاله تشوف امها وزوجة خالها يضحكون وابوها ومحسن يسولفون كانوا عائلة سعيدة جدًا تناظر لجدران البيوت اللي كانوا فيها حبايب واختفى هذا الحُب وصوته واظلمت الدنيا بعيونها ولا شيء عاد مثل ماكان بعد موت سالم كل شيء انتهى واختفى وطعم الفرحة اصبح مُر ، لمعت عيونها بدموع والتفتت تستشعر كفوف مُهاب تتخلخل بين اصابعها يشد عليها يقويها وكانه فاهم شرودها وعارف دموعها التفتت له تناظر بخفوت وهز رأسه يطمنها رغم سكوته انه معها دائم معها .
رفعوا نظرها لجهاد ينزل من السيارة وابتسمت له وناظر لمُهاب بتوتر اخفت ضحكتها ودخلوا يسمعون محسن يستقبلها : يالله حيهم ارحبوا نورتوا الدار وافرحتوا اهل الدار هذي الساعة المباركة
ابتسمت تتقدم تحضنه وتبوس رأسه : النور نورك خالي
وانحنى مُهاب لرأسه يسلم عليه باحترام : البقى عمي البقى
رفع نظره لجهاد وضحك يتذكره طفل ينشب لسالم علشان ياخذه معه : كبرت يابني !
ضحك يحضنه ويسلم عليه يسمعه يعاتبه : قطعتنا ولا تزورني ولا حتى تجيب ثُريا لي والله اني عتبان عليك
تنهد بخجل من افعال ابوه ونطق بعباره يفهمه : امر القوي على الضعيف عمي
تنهد محسن يفهم ورفع مُهاب نظره لخروج اولاد محسن والتفت لها بنبرة امر : ادخلي للحريم
رفعت حجاجها تناظر له ومشت تسمع محسن : يمينك يبه زوجة خالك والبنات ينتظرونك
هزت رأسها ومشت تدخل وقدموا الرجال لبيت الشعر يسمعون التراحيب وكرم محسن وضيافته وعذب كلامه وادب واخلاق اولاده
ابتسم جهاد يناظر لهم كثيرين وهمس لمُهاب من غير شعور : قول للحكومه تكرمه لانه سبب في زياده التعداد السكاني
ناظر له مُهاب بصدمه وبلع ريقه جهاد من نظراته واشاح مُهاب نظره يبتسم بخفوت لانه فعلًا ضحكه غصب عنه هالمرة..
عند البنات
من لحظة دخولها حتى الآن والتراحيب ماوقفت وكيف انحنت تحضن نورة زوجة محسن لانها بكت ولا استحملت تتذكر امها وايامهم الحلوة لانها اعتبرتها اخت واعتبرت ثُريا وباسل من عيالها، نطقت ثُريا بتعب : لا تبكيني خاله تكفين
مسحت دموعها نورة : شسوي يا بنيتي غصب عني تشبهين امك عساها في الجنة يارب
تنهدت ثُريا تهمس ب " امين " ونطقت عصماء الاكبر بينهم بعمر ٢٧ سنة تحاول تلطف الجو : اي تزوجتي والله زعلت ماعزمتيني !
ضحكت ثُريا تسمع فاطمة الأصغر بعمر ٢٣ : ابوي يمدحه مرة ماشاءالله
هزت رأسها ثُريا : والله كان ودي بس كل شيء صار بسرعه حتى زواج ماسويت
ابتسمت نورة : المهم انك مبسوطة والباقي هين
وتنهدت تهمس نورة : كله من عمك الظالم حرمنا منك
ابتسمت ثُريا تطمنها : معاد يطولي ولا يقوى وانا يمّكم خاله لا تحاتين
التفتوا لصوت محسن : العشاء يا حرمه
فزت نورة وقاموا معها بناتها وقامت ثُريا تلتفت لخالتها : حلفتك بالله تجلسين ولا تسوين شيء
قاطعتها ثُريا : والله أساعدكم لا تحسسيني اني غريبة تكفين
تنهدت نورة خصوصاً من عبارتها الاخيرة وابتسمت ثُريا تمشي معهم تراقب بيتهم الحنون الدافئ شعبي وفيه من الذكريات الكثير بنظرها افضل واجمل من القصور والڤلل يكفي انه بُني على المودة والرحمة والحُب وتربى فيه الكل تربية سليمة ، رفعت أكمامها تساعدهم لان العشاء طبخ بيت بابداع لا يوصف تساعدهم تشيل وتناول خالها مع البنات وابتسمت تاخذ جوالها ترسل لجهاد " تكفى صور مُهاب ما اتخيله في هذي الاجواء "
التفت جهاد امامه لمُهاب المبتسم يسولف مع محسن لانه كمية راحة بالجلسة لا توصف وهو متعود على الاجواء هذي ماهي غريبه عليه ثُريا تحسبه عاش بدلال ماتعرف ماضيه ابدًا كيف كان مكفكف ثوبه وقام مع محسن اللي قال له " اشربك من لبنها " بعد ماسولف له عن نياقه وعارضه مُهاب بقوله " والله ما يحلبها غيري"
رفع ثوبه يربطه لخصره وطلع معهم جهاد اللي صوره عند ناقة محسن وارسلها لثُريا وتراكمت ضحكاته وقت ردت "الحمدلله انه زوجي والا كنت بخطبه " انفجر ضحك فعليًا والتفت له مُهاب مستغرب : وش بلاك تبي تحلبها؟
هز رأسه برفض بتكرار : تكفى هسواليف مالي فيها
نطق مُهاب بامر : تعال
بلع ريقه يمشي له وتحركت الناقة وفز جهاد : مايسوى اموت من ناقة
سحبه مُهاب من كتفه : استرجل يا ولد
هز رأسه يمسك يبي يحلب واقشعر جسده من الملمس ماتعود هذي المرة الاولى له وهمس : يع
التفت له مُهاب بصدمه وضحك محسن : مدلل اذكره بصغره يخاف
همس جهاد مغمض عيونه من الشعور المقرف بنظره : عندي فوبيا من الكائنات الحية
عقد حجاجه محسن : وشو فوبيا
مُهاب بهدوء : رخمه بس مايبي يجرح مشاعره
ضحك محسن بشدة وضحك جهاد غصب عنه يقوم يحسس كفوفه بثوبه من شعوره والتفتوا لولد محسن خالد ينطق : العشاء ياهل الخير
ابتسم محسن ؛ تفضلوا تفضلوا
مشوا معه واشار لهم بالخارج يغسلون اياديهم من ورى بيت الشعر غسلوا وتقدموا يدخلون يأكلون برحابة صدر وسوالفهم ماخلصت ابدًا ..
85
عند البنات
+
خلصوا الاكل وضحكت ثُريا تسمع خالتها : عسى في ضنى يابنتي
هزت رأسها برفض : لا خالتي مو حامل
ضحكت فاطمة : من اول تاكلك شاكه بحملك
ضحكت تمد يدها لبطنها : ماعندي كرشه ليه تحسبوني حامل
ابتسمت نورة ؛ وجهك نور ينقال الحامل تشع نوره حللي يمه اذا روحتي
كتمت ضحكتها لانها تدري احتماليه الحمل صفر بالمئة ورفعت نظرها لعصماء تمشي بيدها البوم الصور وهم صغار : من يوم دريت انك جاية وانا ادور عليه حتى لقيته ابي نسترجع الذكريات سوا
ضحكت بفرح تتربع بحماس واخذت الالبوم تفتحه تشوف التصوير القديم والروح مازالت طاهره اول صوره كانت لسالم ومحسن فيها من الاخوة الكثير ورفعت كفوفها لوجه ابوها ترمش بهدوء تشوف ضحكته تسمعهم يترحمون عليه ، لفت وضحكوا بشدة من وجه عصماء بعد ما اصبح البن حول شفايفها وضحكت عصماء: كنت مبسوطه عندي شنب
ضحكوا باتساع ولفت تشوف فاطمة طايحه وجهها كله تراب ونطقت : ويقولون كنا نلبسك احلى الملابس
ماقدرت تمسك ضحكتها تشوف نورة تضربها بخفه : يازينه فستانك ناكره للمعروف
لفت تشوف باسل يبكي فوق الجمل وجنبه سالم ماسك رجوله وهمست : كان يخاف منه
ابتسمت ماتبي تعكر صفوهم بحزنها ولفت لصوره أشد حزن كان باسل شايلها على ظهره يضحك ورافعه يدها لسماء تضحك والتفتت لهم : بشيلها عندي تكفون
هزت نورة رأسها برضى واخذت ثُريا الصورة والتفتت لصورة لامها مع نورة وكانت امها زهراء محطيه ورد في آذنها وتضحك ونطقت فاطمه : الشبه بينكم مو طبيعي
ابتسمت تشوف صورة لامها بنفس الوردة بس هالمرة سالم رافع يدينه محاوط عنقها مخبيها بحضنه وابتسمت تنطق : باخذ ذي
اخذتها تسمع نورة : زمان النفوس طاهره والروح سعيدة
هزت رأسها وضحكت تشوف صوره هي بظهر واحد من والد خالها ونطقت : خالد صح؟
ضحكوا بشدة تسمع عصماء : يوه كان يحبك مره
ضحكت ثُريا : مايترك وردة بمزرعه ابوه مايجيبها لي اذكره والله
ابتسموا ولفت بصور تضحك معهم تسترجع الذكريات لوقت طويل حتى دخل خالها وناظر للالبوم : عسى هالجلسه ماتغيب عن ناظري
وسحب الالبوم منهم : توي اكلم زوجك عن صورتي بوريه واجيك
طلع وضحكت ثُريا تسمع نورة : حبه لزوجك مرة
36
عند الرجال
ابتسم مُهاب يشوفه يفتح الالبوم يبي يوريه بكم ناقة كانت معه لانه قال له انه كان عنده الكثير من الحلال وبنهاية باعه للحاجة ولا بقي له الا القليل ، ابتسم محسن يردف : هذي زوجتك وهي صغيره
اخذ الصوره مُهاب وابتسم بخفوت من شكلها وجمالها منذ صغرها وشعرها الطويل واخذ الصوره يدخلها بجيبه : معادها لك ..
ضحك محسن وفتح على الصوره اللي فيها خالد ورمش مُهاب يسمعه : هذا خالد من يوم خلق ماغير يشيل في بنت خالته
والتفت لمُهاب يكمل : البنت القوية اللي حولك بصغرها كان مدلعها سالم حيل كانت اذا نسيت حذيانها ماتمشي حافية ماتحب تتوسخ بتراب ويشيلها خالد من مكان لمكان
التفت مُهاب لخالد على يمينه يحرك فكه من شدته على اسنانه ، سعل خالد بسبب نظراته وهو يشرب ماء ومد مُهاب يده يضربه بظهره : صحه صحه
كانت الضربات قوية حيل وبكف مُهاب الكبير صارت اقوى ولا استحملها خالد يكح بقوه مصدوم من قوة الضرب وكتم جهاد ضحكته من الموقف ومن نظرات مُهاب الغاضبه لاسباب غير واضحه ولا منطقيه حتى خصوصاً انه لف صوره ثانيه وضحك محسن بشدة يكمل : اذكر هاليوم اي بالله كانت تحب النياق ويوم ركضت وراها وحده وبكت وانهبلت حتى ان سالم ذبح الناقة علشانها ولانها خوفتها وجاب قلب الناقة عندها يعلمها ان محد يقوى عليها ..!
رمش مُهاب يشوف سالم شايل بيد ثُريا وبيد ثانيه رافع قلب الناقة هنا بذات ادرك انها كانت عايشه في كنف الراحة والنعيم كانت بنت مدلل ودلوعه حيل لدرجة التراب ماترضى يلصق برجلها كان ابوها معطيها كل سُبل الراحة والدلع هي واخوها اساسًا من ملابسها بصور ومن شعرها وربطاته كانت واضحه انها بنعيم وثراء فاحش هي ماعمرها تكلمت عن طفولتها ماحكت له كيف كانت تعيش وكيف كانت شخصيتها بس من صورها الآن وكيف تبوز بشفايفها وكيف تمسك شعرها وكيف تتمسك بعنق ابوها وتركب ظهر اخوها ادرك انها شخصية مختلفه كليًا بطفولتها وانها عاشت افضل حياة مع افضل اسرة مثل ماهو كان عايش وهذا شيء حز بخاطره حيل يتخيل كيف انقلبت حياتها لجحيم بسبب ظالم ..!
وقف جهاد بعد وقت يبي يغسل كفوفه وطلع لورى بيت الشعر مكفكف ثوبه ويدينه يغسل في هذي الاثناء كانت فاطمة تعرض فستانها لثُريا تبي تلبسه لزواج صديقتها وسألتها ثُريا عن نوع الكعب اللي تبي تلبسه وراحت فاطمة تجيبه من ورى بيت الشعر عندهم صندوق للجزم تتركه هناك ، بنفس اللحظة اللي كان موجود في جهاد التفت خلفه لصراخ بنت تركض يطيح كعبها من يدها ولانه انفزع بشدة خاف وصرخ معها يركض والتفتت له يصرخ وصرخت لانه يناظر لها وصرخ معها مصدوم مايدري وش السالفه ، صدمتها بوجوده كانت اقل لان في شيء اهم الان وناظرت له تصرخ : وزغ في وزغ اقتله تكفى
سكت يستوعب ان هذا الصراخ علشان وزغ ! والتفت لصندوق يشوفه فوق بضبط انحنى لكعبها اللي طاح منها وصرخت : لا لا
لكنه ما انتبه يتقدم يضرب الوزغ بكعبها يقتله وبكت بصدمه تشوفه يضربه بكعبها اللي تحبه حيل بس بعد اليوم مستحيل حتى تفكر تلبسه !
ابتسم بثقة يلتفت لها وقت عبست وبانت غمازاتها الرهيبه نطق : معليك قتلته
بكت تناظر له وفز يشوفها تبكي بشدة : الكعب!
بلع ريقه يناظر لكفوفه ومده لها وشافت الدم واثار الوزع فيه وصرخت بقهر : يع الله ياخذك
رمش بصدمه وركضت تبكي لداخل تاركته بصدمته يردف : خيرًا تفعل لعنًا تلقى وش هالاوادم
ابتسم يفرد اكتافه بثقه : بس كفو جهاد قتلته والله ولا حتى النقيب
ومشى باتساع يدخل لهم بعد ماخزن صورتها والموقف المضحك في ذاكرته ..
138
عدا الليل ومضى فيهم كلهم ووجب عليهم الان الرحيل طلعت لمُهاب والتفت لها ورفع كفوفها يعدل طرحتها لانه اصبح يغطي شعرها كله وتنهدت منه وهمست : ودي انام هنا
كان مشغول بتعديل طرحتها ويهمس : لا
أغمضت عيونها تتمالك غضبها : مُهاب بس ان..
قاطعها ماينتظرها تكمل مستحيل تنام بعد اللي عرفه : لا
التفت لمحسن جاي مبتسم : ها يا نقيب تخليها تبيت مع بنات خالها ؟
ابتسم مُهاب يحدثه : اعذرني يا عمي هذي صعبه
ناظرت لمُهاب بغضب وابتسم محسن يتفهمه ونطق : طيعي زوجك وانا خالك
رفعت حاجبها من كلامه وابتسم مُهاب بخفوت يلتفت لها : طيعيه يا بنت طيعيه
قالها متعمد تفهم مقصده وكشرت تمشي بعد ماودعوا خالها والتفتت تشوف اولاده ونطقت : يوه كبروا ماشاءالله كان ودي اسلم عليهم
اغمض عيونه يشتم بداخله لانها تقابل الكل بحسن نية وهذا مايبيه ابدًا : اركبي ثُريا اركبي
قالها بغضب ومشت تركب ماتدري ليه معصب كذا حتى لو انكر واضح غضبه وحرك يشوف جهاد وراه ولانهم بديرة تاخذ مسافه للوصول لرياض والان بالليل رفع جواله يتصل على جهاد ونطق بعبارة وحده قبل يقفل : خلك وراي
قفل وابتسمت تحب تطور العلاقات بين مُهاب وجهاد وهذا اكثر ما تتمناه ، ومضى بطريق الطويل والتفتت تتذكر غضبه تحسب في شيء صار لاجل ذا نطقت تنهي الهدوء : كيف خالي واولاده جازوا لك ؟
هز رأسه بهدوء : أجاويد وراعين واجب
ابتسمت بتذكر : حسبت هالاجواء غريبه عنك بعدين تذكرت انك عشت مع شدّاد اكيد كانت نفس حياتهم
هز رأسه برفض بهدوء : كانت اسوأ
عقدت حجاجها ماتذكر انه تكلم كيف عاش بتفاصيل وفتحت شنطتها تدور جوالها والتفت لها يشوف الصور بشنطتها وراح بباله لو اخذت صوره لها وخالد فيها !
ونطق لأول مره بفضول : وش هالصور؟
ابتسمت تردف : اخذت صور من الالبوم اللي جابه خالي لك
نطقت بتفكير لوهله : عادي تشوف امي صح ؟
وضحكت وقت ابتسم ونطقت بتذكر : اي صح تعتبر عمتك
رفعت الصوره تناوله وخفف سرعته يمسكها يرمش يشوفها مع سالم والتفت لثُريا ورجع يشوف زهراء شبه لا يوصف كانت امها جميلة جدًا مثل بنتها واضح الحب في عيون سالم لها والوردة في اذنها كانت فاتنة ونطق بهدوء: تشبهك حيل ..!
ابتسمت تاخذ الصوره منه تناظر لها بخفوت وشوق كبير لا يوصف لها ولابوها وحسّ بزعلها وضيقها وابتسمت رغم ذا ترفع الصوره الثانية : هذا باسل
اخذ الصوره وابتسم من منظره الطفولي و وسامته كان فعلًا وسيم وناظر لها ساهيه واضح الحزن فيها وتنهد يردف يحاول يخفف عنها : ماعندي خبر انك كنتي دلوعه ؟
رمشت بصدمه تناظر له وتأشر على نفسها : انا !
هز رأسه بتأكيد وطلع الصوره من جيبه وضحكت بشدة تسمعه : مب منظر بنت تحرق بيوت
انهارت ضحك لان شكلها دلوع بصوره كثير وبنت رقيقة لا توصف : ليه اخذتها !
ابتسم لانه غير مودها وضحكت لكنه استوعب انه تورط الان وش الجواب اللي ممكن يقوله!
سحب الصوره يرجعها جيبه بمزاح : ابتزك بماضيك
ضحكت بشدة تفهم مقصده وناظر لها بتذكر : تخافين من النياق؟
رمشت تستوعب انه شاف كل الصور ونطقت : عمي خلاك تشوف كل شيء ! حتى صورة بابا وهو ماسك القلب!
ابتسم من وقع " بابا " اللي انقال بعفوية وكان اللي تتكلم الان ثُريا بعمر التاسعة المدللّه وليست ثُريا بعمر الخامس والعشرين القوية ، وهز رأسه بالإيجاب وابتسمت تتذكر السالفة تشرح له بعفوية واسلوبها المعتاد بلغة الجسد وهنا استوعب ان لغة جسدها اكتسب من دلال بالبداية ثم أضيف لدلال هذا جنون فرُسمت له لوحة لا تُضاهي في الفتنة والجمال : كنت مرة احبهم صراحة بس في يوم ركضت وراي بصورة مو طبيعية من وقتها تخوفني احيانًا بكوابيسي احلم بناقة تركض وراي !
ابتسم ورغم ذا هو عارف ان النياق بغضبها تصبح خطيرة ومستغرب كيف قدرت تسبقها ثُريا ونطق بتساؤل : كيف وقفت !
تنهدت تستوعب الموقف اللي فعلًا كانت بتموت فيه وهي بعمر السبع سنوات كانت الناقة في غضب لا يوصف تركض خلفها بجنون وانتشر صراخ سالم ومحسن بالمكان ورمشت تبلع ريقها تتذكر وهمست : عقاب ..!
ناظر لها بعدم فهم واستيعاب واكملت : عقاب كان معنا هو اللي سحبني وقتها وركض شايلني والراعي سحب الناقة يبعدها عنا ..
هزت اكتافها بجهل تتذكر : كنت احب عقاب بصغري وكان مرة مختلف كان افضل عم بس معرف كيف قدر بنهاية يظهر حقيقته
تنهد يلتفت امامه يحسّ ان القصة خلف عقاب اعمق بكثير مما كان يظن ويتوقع ، عقاب خلفه اسرار واسرار والان اصبح متأكد انه ماقتل سالم وان سبب عدم قتله لثُريا انها بنت اخوه اللي يحبه بس اللي مافهمه ليه عيشها الجحيم هذا وحول دلعها لشراسه ورقتها لجنون !
والتفت لها ساهية يناظر لها بخفوت الآن استوعب ليه هي بذات من بين كل الناس !
لانها تعرف كيف تميل عليه دلالًا وكب تشُب فيه نارًا ..!
72

