رواية وجه في القلب الفصل العشرين 20 بقلم جويرية احمد
الحلقة العشرون
تدقيق املائى ولغوى الكاتبة و الاديبة فاير فلاى
انتهت الامتحانات وعادت هدى إلى مكتب الديكور تتهيأ كل صباح لتذهب للمكتب لتعمل مع عمها المهندس كمال تقضى أجمل أوقاتها فتعود لها الحياة وتشعر بقيمتها وقدرتها على الابتكار والإبداع ولكن اليوم هو الاثنين لم تنزل مرحة سعيدة كعادتها, كلما اقتربت الساعة من الساعة الثانية عشر زاد اضطرابها وقلقها ودق قلبها ولم تستطع منع نفسها من الاستئذان من العمل واستقلت سيارتها وذهبت للجامعة يحملها الشوق إلى رؤية صاحب الوجه المحفور في القلب, توجهت إلى مكانهم المعتاد وجلست تنتظر مرور الدقائق كالسنين, فالانتظار نار يجعلها تحترق وتذوب شوقا وأملا لرؤية من تريد تنظر لساعتها وتراقب الطريق يمين ويسار تنتظر ولكن طال الانتظار فأخرجت الورقة والقلم ترسم صاحب الوجه لعله يأتى ليراها كيف تفكر به في غيابه وأفكارها تدور في فلكه وحده, هل يبادلها نفس الشعور ؟ أم لا يشعر بها و هي مجرد طالبة في الفرقة الرابعة, ربما يعاملها برفق لأنه أشفق على حالها, لماذا لم يسألها عن وجهه الذي رسمته؟ تنتظر بين الألم والأمل وتمر الدقائق لتقتل أملها في اللقاء, تنظر لساعتها مرت ساعتين من الانتظار, تجمع أشياءها وتذهب لسيارتها وتعود للمكتب
من طرف بعيد يقف ينظر إليها جاءت في الموعد وجلست في نفس المكان تنتظر يراها قلقة متوترة ساهمة اختفت ابتسامتها وزاغت عينها على الطريق جميلة رشيقة رقيقة تتطاير خصلات شعرها على وجهها فتبعدها برقة يكاد أن يخرج عن صمته وتخذله قدماه فيتحرك صوبها ولكن هناك شىء يمنعه يزيد حزنه وألمه فلا يتحرك يكتفي برؤيتها من بعيد, وظل على حاله واقفاً في مكانه يراقبها وهى ترسم بأناملها الرقيقة فهي تمتلك أصابع رقيقة يزينها خاتم ماسي بفص رائع مضئ, تنظر إلى الصورة التي رسمتها, تبتسم فيشعر بالأرض تدور وكأنها تدور لتطلب المزيد من ابتسامتها العذبة الرقيقة ولكن هذه الابتسامة غير قادرة على أن تذيب السبب الذي يمنعه من الحركة والتوجه إليها, ومر الوقت حتى جمعت أشياءها ومضت يريد أن يلحق بها ولكن هناك شئ يقيده يعلم أنها تنتظره ولكن شئ ما يعيقه أكبر منه, ومن إحساسه نحوها.
بسمة : ألف مبروك يا حبي هو ده الكلام ولا بلاش خمس سنين الأولى على الدفعة عقبال السنة الجاية تخلصي وتخدي البكالوريوس, امتياز مع مخدة الشرف
هدى : الله يبارك فيكي, باحسب عدد الأيام والليالي إمتي أخلص الكلية
بسمة : بقولك ايه السنة دى أنت هتتفرغي لي, أنا أجلت كل حاجة لحد ما تخلصي امتحانات, عايزاكي معايا في كل حاجة, ديكورات الشقة والعفش والفرش والستاير والسجاجيد وتعملي حسابك عليكي كل ترتيبات الفرح والكوشة والديكور وطبعا لبسي ومكياجي وكله, وكل ده في زمن قياسي, معاد الفرح في شهر أكتوبر وكل نادر ما يقول أنتي متأخرة أقوله لا, أنت متعرفش هدى سريعة وشاطرة وماحصلتش, وهتخلص لنا كل حاجة في زمن قياسي.
هدى ( تضحك ) : شبيكى لبيكى كل خبرتي بين ايديكي, أحلامك أوامر, تطلبى إيه؟
بسمة ( تحضتنها وتضحك ): أنت عارفة أنت بنت عمى وأختي وصحبتي وبثق في ذوقك جدًا جداً جداً
هدى : وأنت أختي حبيبتي ومش ممكن أسيبك, ولا أنت فاكرة إنى هسمح لحد غيري يكون معاك ويختار لك حاجتك
بسمة : عقبالك يا هدى, كنا زمان بنقول لازم يكون فرحنا في يوم واحد بس أعمل إيه أنا خلصت الليسانس واشتغلت كمان وأنت لسه رايحة البكالوريوس
هدى "صمتت ورسم عقلها صورة شخص تشتاق لنسائم طيفه"
بسمة : هو أخبار الدكتور يوسف إيه ؟
هدى " شعرت بحزن وارتباك": الحمد لله كويس .
بسمة : يعنى مفيش أى جديد ؟
هدى : ولا جديد ولا قديم, بشوفه في الدراسة يوم الإتنين الساعة 12 بيشرح لى انا صفاء وبس
بسمة : يعنى...
هدى "قاطعتها لتغلق باب الحوار في هذا الموضوع" : خلينا معاك أنت, فين الشقة ؟ وليك طلبات معينة أنت ونادر ولا إيه؟
مرت ثلاث شهور بذلت هدى طاقتها لتجهز لبسمة الشقة تشرف في كل شىء لتصل إلى التناسق والتناغم والذوق الرفيع وفى نفس الوقت العملية والاستفادة من المساحة كما تشرف على تصميم القاعة والألوان وكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة وتذهب مع بسمة لتصميم الفستان ومتابعة التفصيل و التطريز واللمسات النهائية للفستان والمكياج حتى انتهت من كل شئ في الوقت المحدد ولكن مهما كان انشغالها كانت تذهب لنفس المكان في نفس الميعاد من كل أسبوع تنتظر وفى أحد المرات
هانى "ابن عمها كمال": هدى أنت هنا بتعملي إيه ؟
هدى : أنتم اللى هنا بتعملوا إيه ؟
عمرو "ابن عمها": أنت عارفة إننا خلاص بقينا زمايل . وجينا نخلص ورق مطلوب مننا
هدى : زمايل حتة واحدة, أنتم يا دوب داخلين سنة أولى وأنا خلاص في البكالوريوس, خلصتوا ولا لسة؟
هانى : خلصنا وكنا بنستكشف الكلية
هدى : طب روحتوا مستشفى الجامعة ؟
عمرو : لأ
هدى : طب تعالوا شوفوها على الواقع, تمشى هدى وهى تعرف طريقها في المستشفى تتوجه إلى قسم معين في دور معين لترى وجه تفتقده
يوسف "بدهشة": هدى إيه اللى جابك هنا ؟
هدى : ازيك يا دكتور, عامل إيه ؟ ثم نظرت له وقدمت هاني وعمرو ولاد عمى في سنة أولى طب ونظرت لأولاد عمها: دكتور
يوسف أشطر نائب في الجامعة
يوسف : والدهم بشمهندس كامل صاحب المكتب الهندسى
هدى : أيوة ووالد بسمة
يوسف : أهلا بيكم في الكلية, وأنت عاملة إيه في المكتب؟
هدى : الحمد لله كنت مشغولة جدا في فرح بسمة والتجهيزات صممت لها كل حاجة في الشقة وفى قاعة الفرح
يوسف : ألف مبروك, باركي لها بالنيابة عنى
هانى : يا ريت حضرتك تشرفنا فى الفرح الخميس الجاى في فندق "اسم أحد أشهر الفنادق"
يوسف : إن شاء الله
مضت وقلبها يطير من الفرحة أخيراً تراه بعد ثلاث شهور لتعود لها ابتسامتها وروحها وقلبها وانتظار للقاء يوم الخميس في فرح بسمة تغمض عينها على صورته وتخفى بسمتها وتحلم بالفرح
