رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل العشرين 20
المستشفى..
6
واقف خارج غرفتها يتكأ على الجدار في سكونه المريب وخلوته وطول تفكيره وانقطع هذا الهدوء من وصول شدّاد مع العسكر وناظر لشدّاد : وينهم ؟
شدّاد : وصلوا القسم
هز رأسه مكمل : انا اللي يحقق معهم يا شدّاد اصحّك تمنعني
هز رأسه شدّاد يطمنه يبي يريحه لو بالكلام : لا تشيل هم
ورفع نظره لكتفه يقترب يلفه يشوفه : لا تلوثه روح عالجه
مارد يرفع نظره لدكتوره اللي طلعت : وين اهلها؟
تقدم مُهاب : انا زوجها
ابتسمت بهدوء : بخير تنفست دخان كثير اثر عليها لزوم ترتاح وعطيناها مهدئات لانها كانت مرعوبة بسلامة
هز رأسه يتردد في ذهنه " مرعوبة " بقسوة لإيقاع الكلمة على فؤاده ونطق شدّاد : دكتورة لو سمحتي شوفي حرقه
التفتت تناظر للمكان اللي اشار له شدّاد وعقدت حجاجها بصدمه : مالازم تتركه كذا تفضل معي
ناظر مُهاب لشدّاد بغضب واكمل شدّاد : عالجه وتعال وش بلاك تبي تقطع كتفك بنهاية!
ناظر للعسكر مُهاب بامر : احرسوا الباب لحد يتحرك من هنا
ومشى لراجس مكمل : روح البيت قول لخديجة تجيب اغراض لها فاهم؟
هز رأسه راجس ومشى مُهاب لقسم الطوارئ يعالج حرقه من تعقيم ولصقات مناسبه لنوع الحرق اللي كان في كتفه وياخذ جزء من ظهره بعمق متوسط وعلى مايبدو راح يكون اثره واضح للعمر الطويل ..!
26
قصر متعب
+
رفع نظره يشوفها تركض من لحظة طلوعها وفتح شباك مقعدها ينطق بعلو : انتبهي !
ركبت بسرعه تتنفس بعلو تناظر له بعيون خايفه : تكفى طمني انها بخير
تنهد يسحب كفوفها يحاول يطمنها بلمسته لها : بخير والله بخير ومافيها شيء بس اخوك وحرصه عليها
تنهدت براحة تشوفه يحرك وكفه بين كفوفها ورمشت تناظر ليده وحنّيته عليها وصوته ورقة تعامله فراس رجل حنون جدًا تقدر تحلف انه مايعصب وياخذ كل شيء برواق وحياته تمشي على البركة وفقدان رجُل مثل هذا تعني خسارة قبيلة كاملة في زمن اصبحت القسوة نوع من أنواع التفاخر والشدة رمز لرجولة وجب الحفاظ على القلب الندي والروح الرحيمة كيف ممكن تفقده !
يضيع منها بسبب تهديد وافكار غير صحيحة هي لازم تتكلم معه وتعطي علاقتهم فرصة لازم تحاول علشانه لو مرة مثل ما حاول علشانها مليون مرة ، بس هذا امره بعدين لانها مشغوله الآن بامر مختلف وهو ثُريا والتفت نحوها يشوفها تناظر لكفه وابعد كفه لانه ظنها ماتبيه وتنهدت تناظر له شارد حتى وصل المستشفى اثناء وصول راجس اللي تقدم يبي يسولف معه لكنه تراجع يشوف زوجته ومشوا سوا للمستشفى ..
11
دخل راجس يناول شدّاد شنطة : هذي فيها اغراض مُهاب اللي قلتها والثانية لعياله
رفع شدّاد نظره لسمر اللي عرفته وتقدمت نحوه تسمعه : أيمن مب هنا خذي راحتك
لكنها صدمته وقت نطقت تشد كفوفها : كيفك عمي؟
ابتسم بهدوء يذكرها بين احضانه طفله بدلعها ورقتها يحملها ويلاعبها : بخير وانا ابوك بخير
ناولها شنطة مردف : اعطي مُهاب لبسه احترق
رفعت حاجبها بدهشة وملامح ذهول تمسك الشنطة : احترق !
مشت بسرعه للغرفة تشوفه جالس مبعد بلوزته السوداء الداخلية وعُري جسده العلوي ضمادات تغطي كتفه اليسار مع جزء من ظهره وصدره لاجل تبقى ثابته ساكن وهادئ يناظر لبقعة وحدة لدرجة ما انتبه على دخولها ونطقت : مُهاب !
رفع نظره تنقطع سيل افكاره يناظر لها تتقدم نحوه وتبكي بصمت تنهمر دموعها وتنهد بتعب : لا تبكين مافي شيء!
ناظرت لكتفه ماتستحمل المنظر : بس كتفك !
هز رأسه برفض يطمنها : بسيطه وتعدي وثُريا بخير لا تشيلي هم
اخذت نفس ماتقدر تمنع دموعها تنهمر ماتستحمل منظره وفتحت الشنطه تطلع ثيابه تناوله : البس ذي
نطق بتساؤل ؛ جاب لثُريا ؟
هزت رأسها بالإيجاب واخذ الملابس من يدها وطلعت تتركه يلبس بتعب وطلع بعدها بهدوء يناظر لهم وللعسكر يحرسون الباب وشدّاد واقف يناظر له ، التفتوا لركض جهاد يتنفس بعلو يردف : فينها !
مسكه من كتفه مُهاب يهديه : بخير اهدأ
تنفس مايقدر ينظم نفسه يناظر له برجاء : بدخل عندها
هز رأسه برفض : تعبانه الآن الزيارة انتهت تعال بكرا
جهاد برجى : اتطمن عليها بس
مُهاب بامر : بكرا جهاد بكرا
والتفت لسمر مكمل : حتى انتِ يا سمر ارجعي مع زوجك الزيارة بكرا
محد منهم قادر يرد عليه ويعارضه وهزت رأسها تمشي مع فراس وناظر مُهاب لجهاد : بخير ارتاح
تنهد جهاد : اسألك بالله تدق علي لو في شيء
هز رأسه يطمنه ومشى مغادر وناظر لشدّاد مكمل : روح ريح
ناظر له شدّاد ؛ وانت ؟
مُهاب بهدوء : انا هنا ارتاح
40
تنهد يهز رأسه يامر ببقاء العساكر ومشى للقسم واغمض عيونه مُهاب يمشي لغرفتها يدخل يسمع الهدوء المريب ويحسّ ببرودة التكيف صوت الأجهزة بالمكان بسبب نقصان في نبضات قلبها ركبوا لها الجهاز يتطمنون عليها يناظر للخط المشير للحياة المتدرج والمتقلب مثلها ونبض قلبها المستقر والشاش محيط برأسها في كفوفها ضمادات ومغذية ملامحها ساكنة وهادئة ، تقدم يجلس قدامها يرفع كفوفها يحتضن كفها البارد يناظر لها هي وحدها ، هلاكه الابدي و نور ديجوره ، عمره الضائع المسروق لقاه في هدبها ، و اهاته الجارحه لقاها في صوتها ، طبعه القاسي يتعبه مو قادر يشرح خوفه وحالته مو قادر يعبر يبكي يصرخ يشعر يضحك مجرد جسد و روح تمشي احاسيسه ضايعه وطرقه عاثره و دروبه مستحيلة ، وكل هذي التراكمات فسرها جسده في ردات فعل قاسيه حيث انه ماصار يحسّ بالآلم وصداع رأسه يزداد بقوة وعيونه تحرقه وتظلم عليه صدره تشب نيرانه ويثور رجوله تقسى كفوفه ترتعش كل هذي كانت ضريبة كتمانه وتراكماته وشروده ..
وقف يمشي للكنبة يجلس بهدوء ويرخي ظهره يميل رأسه مغمض عيونه يسترجع كل الاحداث والساعات اللي عاشها كانها سنين عجاف اللحظة اللي استوعب فيها ان قلبه استعمر وانه بدونها ضايع وهالك وانها الامر الاهم الان ، اهم من كل شيء ، حتى من انتقامه ..!
41
الصباح
+
قصر السفير
3
رفع عقاب نظره على جهاد طالع من غرفته بخطوات سريعة : على وين ؟
التفت جهاد نحوه ؛ بروح ازور ثُريا
هز رأسه عقاب : نروح سوا
سكت جهاد ينتابه غضب من ابوه وتمثيله ونطقت سجى: ليه وش فيها ؟
مجيدة وهي تآكل : ليه ماعرفتي ؟ انخطفت امس
ناظرت لها سجى بصدمه : صادقه !
هز رأسه عقاب : قوم راشد روح معانا
جهاد وهو يشد على كفوفه يتغلب على مخاوفه : يعني ماكان لك يد يبه !
ناظر له عقاب بصدمه : انا اخطفها ! تشك في ابوك يا عاق
شتت نظراته بغضب مايقدر ينكر ان ابوه في الواجهة وكل الشبهات عليه ومشى طالع يتركهم وقف راشد يسمع سليمة : بروح معك اتطمن عليها
راشد بغضب : انثبري بمكانك محد ينتظر منك مواجيب
التفت عقاب نحوه بغضب ونطق يكلم مجيدة : بتروحين؟
هزت رأسها برفض : وش ابي فيها فكني منها
رفع نظره لسجى اللي نطقت تلعب بجوالها : ماتهمني صراحة ماودي اروح
هز رأسه يطلع معه راشد والتفتت سجى لامها : اف ليتهم مالقيوها
32
مجيدة بتفكير : تتوقعين ابوك له يد؟
سجى بسخرية : ما احس ماما ماتوصل
سكتت بشرود تهمس : توصل توصل اموت واعرف ليه مايبيها تموت وايش تخبي عنه ويبي يعرفه!
16
المستشفى
+
نام نصف ساعة فقط وفز بعدها من كوابيسه يمشي نحوها كيف ناظر للجهاز يتآكد من نبضها ورفع كفوفه لوجهها يستشعر نفسها وتنهد براحة مايتخيل انه ممكن يفقدها وخوف الفقدان هذا بيخليه يفقد عقله ، مشى طالع بعدها يتصل على شدّاد لفتح قضية خطف يطلب ان يكون عقاب تحت الشبهات ويرفض ان يخضع لتحقيق غيره هو وحده بيحقق معهم كلهم ..
1
في هذي الاثناء فتحت عيونها ببطأ مره ومرتين وثلاث تستوعب البياض من حولها تناظر لكفوفها ولباسها الازرق تحاول تذكر مجريات الأحداث وكل اللي صار حتى تذكرت وجه مُهاب مثل النسيم البارد على وجه المتوضي ، ارتعشت تسمع صوت جهاز نبضات القلب هذا الصوت سمعته مره وحدة في حياتها وكانت بعد صحوتها من الحادث وهو حولها ماتنسى صراخها وصوت البكاء لاجل يقفلونه ماكانت تبيه ولا تبي تسمعه وظهرت صورت ذكريات اهلها ابوها و امها وباسل وعقاب وعذابه وطفولتها والحادث كل هذي تكررت عليها ورفعت جسدها تشوف الممرضة تدخل وتبدأ تصاب بنوبة هلع ويدها برأسها بصراخ : قفلي الصوت قفليه
صرخت وفزعت الممرضة اللي تقدمت نحوها بخوف تشوف تسارع نبضات قلبها مما سبب ازدياد في صوت الجهاز وهذا اربك ثُريا : اهدي اختي اهدي وش مخوفك؟
بكت تطيح دموعها بشدة تصرخ : تكفيين قفليه تكفيين!!
اعتلى صوت صراخها ولا فهمتها الممرضة ابدًا وركض بعد ما سمعها لان الباب مردود يدخل يشوفها جالسه بسرير ويدها في اذنها تبكي وتقدم نحوها بقلب خايف يردد : ثُريا وش فيك ؟
صرخت بقوة ماتستحمل تغمض عيونها بقوة يشوف رعشتها : قفل الصوت قفله تكفى قفله
ناظر حوله يدور لصوت اللي تقصده ويسمع الممرضة تركض لاجل تنادي الدكتورة وناظر للجهاز يستوعب مقصدها وتقدم نحوه يدور لاسلاكه لشيء يقفله ولا لقى يسمعها تصرخ ويدها تقفل مسامعها ودفع الجهاز بقوة في الارض يكسره ويكسر كل شيء مرتبط فيه وفزت تفتح عيونها تشوفه واقف حوله الاجهزة الطبيه مكسورة وانقطع الصوت نهائياً والتفت لنظرات الدكتورة والممرضات بصدمه نطق بهدوء عكس الضجيج اللي سببه : ادفع ثمنه ، اطلعوا برا
104
محد منهم قدر يقول حرف يناظرون حولهم بصدمة وطلعوا بهدوء والتفت نحوها يشوفها تناظر له بعد انقطاع كل الاصوات من حولها مشى يجلس قدامها يرفع كفوفه لوجهها يبعد شعرها يتلامس ملامحها بهدوء وحنّية ساحرة في قسوة كفوفه : اهدي يا ابوي اهدي ..!
رمشت تسمعه ويكاد يحلف ان اخر انسان ناداه "ابوي" كان سعود واخر مرة نطق هالكلمة قبل موت ابوه بس بعد ١٧ سنة رجع يعيدها لها هي مرتين وهذي المرة الثانية ، ناداها باغلى اسم واكبر معنى وأرق حنّية قلب بدوي ، قالها يناظر لعيونها وموج عيونها و نور عيونها وهلاك عيونها ، قالها يردد معها الهوى الصامت والحب الساكت والعشق الابدي ، أرتمت في حضنه بتعب يحسّه لانها للمرة الاولى تظهر ضعفها امام احد ، نزعت جلدها القوي وتخلت عن زيف الاقنعة ونست الجنون وهي الآن بين احضانه حقيقة و نور مطلع قصيدة نساها شاعر مجنون ، شد عليها بصدره رد فعله على كل الحروف العالقة في حنجرته كان هذا الحضن لانها حسّت بكفوفه واكتافه وصدره كيف يحاول يهديّها ويدخلها بين ضلوعه يحميها من كل شيء ممكن يخيفها ، مُهاب عاشق فاعل وليس عاشق متكلم ..!
أنحنى وهي في حضنه وانحنت معه باستسلام حتى توسط ظهرها السرير كان يبيها تستلقي ترتاح ولانه مازال حاضنها فكان فوقها بضبط الآن ارتفع بوجهه امام وجهها يميل عليها وانحنى بتعب نحوها تغمض عيونها تحس بثغره يلتصق في جبينها يطبع قُبلة طالت لوقت غير محسوب ، قبلة هادئة ساكنة تعجز تترجم ضجيج فؤاده لكنها مريحة استكن جسدهما يدها في عرض صدره ينحني لها يقبل جبينها حتى انه ما ابتعد رغم انتهت قبلته وبقى على هذا الموضع وقت تحس بثغره على جبينه فوق الضماد تحس انه ميل رأسه فاصبح خده على جبينها ثم جبينه على جبينه ماتدري ليه كان ثابت بالوضعية هذي وكانه يهديّ الروح ماكانت روحها لا هو يهدي روحه يطمن نفسه انها موجوده بطريقة هذي ، وهذي المرة الاولى اللي ترغب بالبكاء للحد ذا كانت مشاعره تترجمها افعاله وقربه منها هذا يهدّها وهو ساكت مايقول شيء تعلق الحروف في حنجرته بس تحسّ فيه بوجوده بكثره عليها تتعبها ما تستحملها ..!
دق الباب وابتعد عنها يناظر لعيونها بنظرات ما انقطعت والتفت للباب بهدوء : ادخل
دخلت سمر تشوف اخوها جالس بسرير بجانبها وشبكت كفوفها ببعض : ماقدرت ما اجي
هز رأسه يوقف وابتسمت ثُريا لها تشوفها تتقدم تتجمع الدموع بعيونها ورفعت جسدها تحضنها وبكت سمر : مو قادره امسك دموعي خفت عليك ! حيل خفت
ابتسمت ثُريا تناظر لمُهاب الواقف حتى طلع : بخير والله بخير لا تبكين سموره
ابتعدت سمر تناظر لها تتأكد مافيها شيء : وش صار فيك ليه سوا فيك كذا !
هزت اكتافها بتعب : فرعون وافعاله
بكت سمر ما تستحمل التخيل وايش ممكن كان يصير : الله ياخذه هذا مو عم هذا شيطان
ابتسمت ثُريا تضحك بتعب : المفروض انا ابكي ليه عكستي الادوار
ضحكت سمر تمسح دموعها : مدري ما اقاوم دموعي عند رموشي تنتظر اي خبر
ضحكت ثُريا تسمعها تحكي وش صار بقولها : تخيلي اول مره اشوف كل هالدوريات والعساكر احسب الحرب بدأت وقف مُهاب علشانك الدنيا والله
ابتسمت بهدوء تردف ؛ ساكت وسكوته يخوفني سمر
ناظرت لها سمر ورمشت ثُريا : اخاف كتمانه يهد حيله
ناظرت لها سمر بشرود تتذكر : انا لو تنغزني ابره ابكي اسبوع وهو كتفه محروق ما رمش حتى
اجحظت عيونها بصدمه: كتفه !
سكتت سمر تبلع ريقها تناظر لها : تو بسألك وش سالفه الحريق لان امس شفت كتفه فيه حرق
رمشت ما تستوعب وتتذكر وقت حضنته حسّت بشيء في كتفه وكانت ضمادات بس ما سألت اغمضت عيونها تحاول تتذكر وش صار بالحريق وكيف طلعها وتتذكر الخشبه اللي طاحت وتنسى اشياء وتنهدت بشرود ماتقدر تخمن شعوره ابدًا ..
15
عند مُهاب اللي طلع يشوف شدّاد امامه من كثر قلقه عليه ماقدر يصبر وجاء مستعجل وتقدم نحوه مُهاب : ماحققت معهم صحيح؟
هز رأسه شدّاد : لا تشيل هم انت تحقق
تنهد براحة ورفع نظره على وصول جهاد يليه عقاب وراشد وهمس لشدّاد : سمر داخل لا يشوفها
مشى شدّاد يكلم العسكر عند الباب : لا تسمحون لاحد يطلع من الغرفة
وقف مُهاب امام عقاب يتكتف يشد على قبضته يتمالك اعصابه مايبي يثور الآن يسمعه : خطاكم السوء اخر المصايب يارب
هز رأسه مايرد واكمل عقاب : نستأذنك اشوف بنت اخوي
بلل شفايفه بهدوء يتبعه قوله : اذنك مب معك مواجيبك وصلت في امان الله
رفع عقاب حاجبه مصدوم : تمنعني من بنت اخوي!
هز رأسه مُهاب بهدوء : امنعك !
عقاب بغضب : بصفتك مين تمنعني من صلة الرحم
ابتسم مُهاب بهدوء يحسّ بشدّاد يوقف جنبه يمنعه من الانفعال واكمل متمسك بهدوءه : زوجها يا عقاب روح اسأل الشيخ امري انا يمشي ولا امرك !
يآكد له انها زوجها وصلته اقوى واقرب من عمها واهم ولا احد يقدر يأمر بعد امره وهز رأسه عقاب : الايام بيننا
ومشى يتركه وقف راشد وناظر له مُهاب بحده : توكل
مشى يتبع ابوه وبقي جهاد يتبادل معه النظرات يسمعه : تعال انت ادخل
ابتسم جهاد براحة اثناء خروج سمر لفراس تقدم جهاد يدخل وضحكت تشوفه يركض يحضنها يغمض عيونه يتبدد كل خوفه : لو صار شيء ماكنت اقوى اعيش والله
ضحكت تحضنه براحة : مايصير وجهاد اخوي افا
ضحك يبتعد عنها : مايصير و مُهاب زوجك والله
ابتسمت تسمع المديح عنه وايش بذل علشانها واكمل جهاد : خالك محسن شايل همك مره ماعلمته الا انك تعبانه
15
هزت رأسها : لا تتعبه بالجيّه انا ازوره سلم لي عليه
هز رأسه يبقى معها وقت وطلع بعد انتهاء وقت الزيارة ولا بقى الا مُهاب لانه المرافق معها كان مشغول برا يأمر وينهي ودخل بعد وقت يشوفها صاحيه مشى بهدوء نحوها : تحسّي بشيء انادي الدكتورة ؟
هزت رأسها برفض تعتدل بجلستها تمد كفوفها تشير على جهة من السرير تبيه يجلس معها ورمش يشوفها تعزمه لسريرها ومشى بهدوء نحوها يجلس بجانبها يناظر لها ينتظر كلامها لكنها ماتكلمت ابدًا ورفعت جسدها على ركبتها في السرير ترفع كفوفها تبعد بلوزته من كتفه ومنعها بيده : مافي شيء ثُريا !
رفعت اصبعها بتهديد مايقدر يعتبره الا "التهديد الطيف" لانه مستحيل يكون قاسي بنسبه له يسمعها : اصحّك تمنعني بشوفه غصب
ابعدت بلوزته من جهة كتفه تشوف الضمادات الكبار دلايل ان الحرق ماكان هين ولا يعتبر صغير وعضت شفايفها ماتقدر تشوفه بس تقدر تتوقع المه وحرارته اعتدلت بجلستها تناظر له قبالها : يعوّرك ؟
رمش يشوفها تعض شفايفها كانها تتألم بداله من غير شعور هز رأسه برفض ويدها مازالت بكتفه : ما يعوّر
ناظرت له مطولًا تردف : ايش يعورّك طيب ؟
تحاول تسحب منه الكلام اي كلام لو يطلع تنهيدة يكفيها لكنه رفع كفه يمسك كفها اللي بكتفه يسحبه لايسر صدره بضبط يردف بهدوء : هنا ..!
رمشت تتجمع دموع بعيونها ماتدري ايش اسبابها وليه تبّان بضعف قدامه وهذا امر غير مقبول بنسبه لها وبنسبه له ما تعودت تكون كذا ونطق يشوف دموعها تلمع وموجها هائج : وش يبكيك ؟ ما عهدت الثُريا تبكي !
عضت شفايفها تحاول تمنع دموعها تنهمر : انت تبكينّي ! انت !
قالتها بملامّة مايستحملها جوفه تحط ذنب الدموع اللي يحاول يمنع نزولها عليه هو ! وبسبب ذا نطق بدهشة يتبعها عدم فهمه : انا !
كلمة وحده قالها وهذا هو مُهاب المعتاد وكلامه القليل مافي جديد وهذا خلاها تنهار بالكلام بنبره غضب حنون مهما قسّت : ايوة انت ! كيف تقدر تكون بكل هذا الثبات والقسوة والشدة ؟ ليه تكبّت كل شيء داخلك بالصورة المخيفة هذي ؟ بتكون الرجل الاول بالعالم اللي يتحول لصخرة من كثر ما تقسّى على نفسك ..!
رمش بهدوء وسكونه المعتاد وشتت نظراته عنها يحرك رقبته يتجاهل النظر داخل عيونها يخفي شيء بين اهدابه مايبيها تشوفه ، يخفي تعبه المكبوت وهلاكه لكنها فاجأته بكفوفها تتمركز على وجهه تحاوط وجهه تعتليه نظرة الدهشة لانها رفعت جسدها على ركبتها وكفوفها الثنتين تمسك فيها وجهه تحاوطه بنبرتها الامره الناهية: لا تهرب عيونك ناظر لي مُهاب ! ناظر لي ..!
رمش يتمركز عيونه على عيونها يتبادل معها النظرات بهدوء يردف : ما أشيح النظر عنك ..
ناظرت له بهدوء تعض شفايفها من رغبة سكنت جوفها بتقبيل عيونه ماتبي تقاومها ابدًا ومثل ما هو فداها بكتفه انحنت نحوه بهدوء يستشعر قربها منه وثغرها يتوسط عينه اليسار بجانب كتفه المحروق اختار العين وزرعت قُبلة كانت سبب لانتفاض قلبه بين ضلوعه رغمًا من خجل وحياء و تردد فيها الا انها ثُريا وأين ماكانت ثُريا يكون الجنون ، استشعرت كفوفه تحاوط خصرها يقربها منه وابتعدت عنه بهدوء تناظر له بخفوت يده بخصرها وعلى مقربه منه نطق : قُربك مني حلال وقُربي منك حرام؟
هزت رأسها برضى لان هذا اللي صاير كل شيء منها مقبول مايخوفها وكل شيء منه هو يخوفها ماتعرف ليه والغريب ان تصرفاتهم هذي من غير اي اعتراف لمشاعرهم رغم انهم عارفين حقيقة المشاعر بينهم بس خوف الاعتراف متلازم كل واحد منهم خصوصاً ان نهايتهم بظنهم فراق ، ناظرت له بهدوء ترد بقولها : حق الكتف قُبلة عين ..
كانت تقصد ان القُبلة هذي لكتفك المحترق وكأن رده الهادئ : حق كل دمعة منك كتف و رصاصة ..!
ابتسمت بهدوء وبعد كل الخوف اللي عاشته أبتسمت تسترد قوتها بوجوده حولها عون وسند و صاحب علن وحبيب سر وهذي لذة علاقتهم تظاهر بصحبة والعشق الخفي ..!
عدلت جلستها بهدوء تنطق بجدية : مسكتهم ؟
هز رأسه يتكتف بهدوء: عندك استعداد تتكلمين في اللي صار ؟
هزت رأسها تبلع ريقها بهدوء تناظر له ساكن ومعطيها راحتها بالكلام نطقت بعد شرود : تعرف مصطفى تعبان وبالعاده يا انت يا هو بس وقت قلت لي ممكن يجي سواق ما راودني شك طلعت سألته اذا انت وصيته وقال اي ..
بلعت ريقها تكمل : بس ركبت حسيت الطريق مو طريق البيت تكلمت معه مارد وجوالي طافي بس حاولت افتحه طلع واحد من ورى ما استوعبت شيء لانه ضربني برأسي وحط منديل بفمي ماصحيت الا وانا في مكان مهجور وصوت ذياب ومعرف ايش ..
تنهدت تشدّ على كفوفها ونطق : اذا مافيك حيل نكمل بعدين
هزت رأسها برفض بهدوء تناظر له : بكمل ، حاولت اهرب صرخت محد رد علي قدرت افتح الجوال بس طاح مني كانوا ثلاثة ماقويّت عليهم مُهاب والله مره احسّ اني ضعيفة وما اقوى !
رمش يشوف عيونها يشد على فكه وقبضة يده من غير مايحسّ وتنهدت تكمل : اكيد وراهم عقاب دخلوني خرابه وكنت اشم الديزل وشبوا النار
نطق بعد صمته المستمر : شبوها وقت وصلت كان عندهم خبر بوصولي
تنهدت تبتسم رغم خوف الذكريات : المهم جيّت
هز رأسه بهدوء اكملت : بطلب منك شيء اوعدني مُهاب
هز رأسه برفض يعرف وعدها : لو طلبك اني اقفل الموضوع والله ما يتقفل
25
تنهدت تعدل جلستها تكلمه بجدية : مُهاب انا اعرف عقاب واعرف خبثه هو سوا ذا بس علشان يخوفني ولانه يبيك تثور وترفع عليه قضيه ويطلع منها مثل الشعره من العجين وقتها بيطلب نقلك مُهاب يبعدك عنه
هز رأسه لانه يتفق مع كلامها هو بعد يدري بغايته واكملت : نجمع عليه كل مصايبه لين نوصل لدليل قتله لاهلك واهلي وبعدها نرفع عليه تهمة نسمع حكم اعدامه هذا اتفاقنا مُهاب لا تخلفه
طلع من صمته بامره : انا احلها ، المهم الشركة آنسيها انتهت بنسبه لك
هزت رأسها برفض وبغضب : مو على كيفك مو هذا اتفاقنا
مُهاب بامر غاضب: انتهت ثُريا ما اسمح بوجودك حوله
نافسته بغضبها بقولها : الموضوع ماصار يخص عقاب بس انا لازم اعرف و اوصل لكل شيء قديم لازم اعرف ابوي كان مع مين وبصف مين مُهاب اصحّك تمنعني من الحقيقة!
رمش يستوعب ان قضيتها كبرت ماصارت بس تبي موت عمها صار الامر يخص ابوها ومستحيل يتركها في نار الفضول والجهل خصوصاً مع عنادها ذا ونطق : نمشي بحرص اكبر وانتباه ونشوف وش نقرر
تنهدت بتملل لانه بيتعبها : مانصير اوادم خمس دقايق يعني علطول تعاندني !
هز رأسه ووقفت : ماصار فيني شيء نرجع بيتنا
تقدم يرفع يدينه لجبينها يتأكد من حرارتها وحالتها : متاكده؟
ناظرت له بخفوت يتهاوشون وتقبله ويعاندون بعض ويتآكد من سلامتها اغرب علاقة ممكن يتخيلها الانسان أرق واحلى وأعمق واهلك وهذا سر جاذبيتها وهزت رأسها تطمنه تاخذ اغراضها وحملها من كفوفها يطلع مع لسيارة يوصلها البيت تشوف حراسته الجديدة ونزلت وهو معها تدخل بهدوء تسلم عليها خديجة وطلعت غرفتهم تناظر لها ماتنكر خافت لو ماترجع لها ابدًا !
رفعت نظرها لدخوله يغلق الباب وابعدت عبايتها تناظر لكفها بضماده ومشت لتسريحة تتأمل نفسها والشاش في رأسها تتلمسه وناظرت لمُهاب من المرايا يطلع ثيابه يضعها على السرير ويرفع كتف واحد وتنهد لان كتفه الثاني مشدود من الضمادات ولازم تتغير بحكم انه حرق مالازم يبقى مغلق ولازم يتجدد ، مشت نحوه بهدوء تنطق : عنك ..
شافها تمسك بطرف بلوزته تبلع ريقها تخفي توترها وهي ترفعها بهدوء من رأسه وكتفه وتنزلها من كتفه المصاب بخفة و رقة حتى نزعتها يظهر امامها بسماره وعرض منكبيه بجاذبية جسده وعضلاته ، رفعت نظرها نحوه تشتت نظراتها بعدها تخجل من كونه كذا امامها : جبت الضمادات؟
هز رأسه بهدوء وتقدمت تفتح الكيس تطلعها ومشت نحوه وهو واقف تناظر له نطقت : اجلس على كذا بحطها بصدرك ابتسم بخفوت لانها تقصد طوله وجلس مرهق ومتعب بعين محمره جدًا دلايل قلة النوم والضغوطات النفسيه اللي يعيشها ، تقدمت تفتح ضماداته تتبدل كل نظراتها لدهشة وصدمه وعدم استيعاب لمنظر الحرق بنظرها وطوله و وسعه ترتعش شفتيها تحسّ بالم في صدرها ترى بساتينه محترقه وكأن لهيب قلبه تآكلت كتفه لاجله وكان نيران قهره شبت على كتفه ، المنظر لوحده مرهق ومتعب وهالك فكيف بقلبها اللي يحبه وبدأ يضطرب وكانه يحسّ بالمه ، ماعهدت ثُريا تحسّ بالم غيرها لدرجة ذي لكنها الآن تتجمع دموعها في عيونها من هول المنظر من سكونه وصمته وكتمانه الأزلي وياقوة قلبه ! يا قوته وهو هادئ وساكن مو بس كذا هو التفت عليها يدرك صمتها وتنهد بتعب يشوف ملامح الخوف بعيونها ، رفع كفوفه لخصرها بهدوء يهديها بدل ما تهديه هي : مب شيء كايد ثُريا الامور بخير وانتِ بخير ولا غير هذا مهم ..
رمشت ترفع يدها لوجهه بتعب تناظر له : وش تحسّ فيه؟
سكت يتنهد بتعب فقط تنهد مالقى درب للكلام والجواب وغير الموضوع بقوله : اذا ماقويتي انا احطها لا تشيلي هم
لكنها رفضت تستقر يدها بصدره تجلسه بعد نيته يقوم يستشعر كفها البارد على صدره وعقد حجاجه يمسك كفوفها بيده : ليه يدك بارده !
اغمضت عيونها بتعب منه : انا وين وانت وين قضيتنا كتفك المحروق مب كفي البارد !
هز رأسه برفض بنبرة غضب صارمه : انا قضيتي انتِ ثُريا وتسقط كل القضايا حتى كتفي ..
تنهدت بهدوء تسحب كفوفها تطمنه : يدي تبرد بسرعه مب شيء مهم
أخذت الضمادات تفتحتها وتدور تشوف كريم واخذته تضع على حرقه تمرر اناملها ترمش تحسّ بالم بدل عنه تردف : اذا عورّتك قول
ماقال شيء ولا اعطى اي رد فعل وخلصت من الكريم تفتح الضماد تضعه تغطيه بهدوء حتى خلصت وابتسم برضى تناظر له بنبرة مزاح : اخش تمريض؟ يناسبني والله
هز رأسه يمسك كفوفها يتآكد من درجة برودتها : يناسبك حيل يناسبك !
ماتدري ليه حسّت في مغزى بكلامه لكنه فعلًا صادق انه يناسبها كفوفها لوحدها تداوي مابال صوتها ؟ لمساتها ؟ نظراتها ؟ امور وجب وصفها له كدواء مضاد للاكتئاب ..
سحب البلوزة النظيفة واخذتها تقترب منه حتى اصبح رأسه مقابل صدرها بضبط على مقربه منه لفت البلوزه بكفوفها لاجل تدخل فتحة الرأس في رأسه وبالفعل دخلتها وابتسمت بضحكه لان وجهه ورأسه بالكامل جوا البلوزة بعدها ماطلعته وابتسم بخفوت من ضحكها وانه قدر يخليها تضحك بعد اللي عاشته ورفع كفوفه يحاوط خصرها يرخي رأسه في صدرها وكل هذا ومازال رأسه مغطى بداخل البلوزة ،
51
استشعرت قُربه ولمساته وارتخى رأسه في جنات صدرها واستشعرت نبضات قلبها المتسارعه لدرجة تحسّ انه انتبه وأدرك وهذا اللي صار فعلًا سمع انتفاضة قلبها بين ضلوعها بسبب التصاق رأسه بصدرها وعبثت بالبلوزة تحاول تطلع رأسه ونجحت يبان أمامها بشعره المبعثر من حركتها وطايح على جبينه بنعومته وهنا بذات وهي تناظر لوجهه شعره سماره عيونه وهمست : كيف ضاقت الدنيا عليك يا صاحب الثغر الوُجُوم !
رمش مايرد على تساؤلها وعذب الندأ منها وبنفس اللحظة رافع رأسه الثابت في صدرها يناظر لها من الاعلى لاحمرار خدها المتعب ولونها الأنقى لرمش عيونها و الزهر في المبسم الاعذب ولا هين عليه ان هذا الوجه يتعسّ ويحزن ويبكي ويخاف وهمس بهدوء يرد على السؤال بسؤال : حياة غير عادلة خاين الوطن والبياع والسارق يضحك وانتِ بكل هذي الفتنة تبكين يا رماح موتي !
رمشت تسمعه مثل ما سمعها اسئلة من غير جواب طال النظر بينهم وزادت نبضات قلبهم وأعلن كل واحد منهم واخيرًا هنا هلاك حبه صحيح محد منهم صرح بمشاعره بس صار كل واحد فيهم مُدرك لمشاعره وعارف ومتآكد انه " يحب " وهذي اساس الحكاية هو صاحب الثغر الوُجُوم وهي رماح موته كانا ومازالا اساس كل الالقاب ..!
رمشت بعد استيعاب تبتعد عنه بهدوء تشبك كفوفها ببعض تشتت نظراتها بقولها : نام وارتاح
ناظر لضمادات بكفها ورأسها : اغير لك ضماد؟
هزت رأسها برفض : باخذ شور بعدين أغيرهم
هز رأسه بفهم وتقدم لسرير يستلقي بتعب وتنهدت تحسّ بنفس التعب بس تحتاج تبدل ثياب وتحس بالماء على جسدها لاجل ذا اخذت ملابسها واقفلت الانوار عليه تتركه ينام تتقدم للحمام بتعب تملي البانيو وتغطي كفها بعد ما نزعت كل ثيابها عنها ودخلت بداخله بتعب تبي تبقى اطول لحظة ممكن تسترجع كل الاحداث اللي جت بكثرة عليها وأرهقتها من لحظة الاختطاف الى لحظة ضربات قلبها المضطربة ..!
56
اليوم الثاني
قصر السفير
5
بغرفته جالس يناظر للفراغ الفارغ مثل حياته واحلامه وطموحه رجل يقوده ابوه ماعاش من عمره شيء ماحسّ ان له شيء وانه مسؤول عن شيء ، تقلب في جمر الغضى وحده عانق سرابه زعزعت شخصيته ترك لدنيا ترميه يمين وشمال وهو وحده يعيشها بين اب قاسي عديم الرحمة وام ذليلة مسكينه مرة وسكين مرة ، جهاد اللي عاش حياته يجاهد ولا انقذ احد حتى نفسه والان تدور بباله فكرة واحدة فقط والم واحد وخوف واحد لو يكون ابوه سبب ماحصل لثُريا هو ابدًا مايستحمل ان يقف في صفه وكانت هذي اخر تضحية لو كان لعقاب يد هو يعلن وقوفه بصف اي احد الا ابوه !
نزل يبي يواجه ابوه لازم يعرف سر الحكاية وتقدم بخطواته لمكتبه وقبل مايرفع يدينه سمع صوته يكلم ذاعر وسكن يتسامع بخفوت ..
23
داخل المكتب
تنهد ذاعر يكلم عقاب : رئيسهم مصاب حولينه حراسه مشدده واثنين مسكوهم لا تخاف مايعرفون مين انت ولا مين انا تواصلت معهم من رقم خارجي والغيته مايعرفون مين نحن
هز رأسه برضى وثقه في ذاعر : وتعاملت مع البيعة ؟
هز رأسه يفتح اوراق امامه : تجارتك في اسبانيا و كولومبيا ماشيه والشركاء هناك مثل ما عهدتهم
ابتسم برضى : المهم اي شيء في المملكة اطلع منه لا تدخل حتى ننهي النقيب ذا ونشوف لنا حل معه
سكت ذاعر بتفكير : ماذكر احد قوى عليك من بعد سعود هذا مدري من وين طلع
تنهد عقاب بتفكير : سعود رجال ما انكر انه داهية من دواهي الدنيا ولولا ان اهله نقطة ضعفه ماكان انهزم مُهاب مثله و بعد اللي صار تآكدت انها نقطة ضعفه نهلكه منها
ناظر له ذاعر مطولًا : لو انهيتها من البداية ماكان وصلنا لهنا
تنهد عقاب بتفكير : هذي وصية سالم رفضت تتعاون معي وتوصلني لغايتي اتمنى انها ماتتذكر شيء ولا تقول شيء لزوجها
ذاعر بتفكير : ماظن تذكر السالفه صارت وهي صغيرة والحياة اللي عاشتها والأدوية اكيد نستها
عقاب بشرود : الصندوق يا ينحط بيدي يا ندثر ورى سالم لا ثالث لهذا الخيارين يا ذاعر
هز رأسه ذاعر بفهم واستيعاب لمقصده ..
54
كانت الكلام على مسامع جهاد اللي يشد كفوفه بصدمه ماعهدها ابوه مو مجرد انسان قاسي ابوه رجل تحته مليون الف مصيبه وقصة خاين لوطنه وبياع لحرام دينه وظالم واكل حق اليتيم عقاب كومة من الذنوب والابتلاءات في هذي الارض ، عقاب من الاشخاص الذين اعطاهم الله الدنيا واعد لهم في الاخرة عذاب عظيم واذا سكت جهاد فهو معه لان الساكت عن الذنب لا يختلف عن فاعله والقانون لا يحمي المغفلين !
تراجع بخطواته يتذكر ماجد اللي قال له بليلة "ابونا تاجر مخدرات وانا ما اتشرف اكون ولده لو تتوقع ان السكوت هو برّ له فانت غلطان البرّ كله في ايقافه عن حده " وقتها هو ماصدقه ولا راشد صدقوه ومات في ظروف غامضه وحقيقة مجهولة صحيح انه يعرفها لكنه للان غير مستوعبها ..!
مشى يطلع من البيت بكبره بعد اخذه لسيارته وغايته و وجهته معروفه.
القسم
16
منذ لحظة وصول مُهاب والكل ساكت من سكوته خايف من جموده لانه قبل نصف ساعه بضبط قال عبارة وحدة فقط وهي « نصف ساعة ودخلوا الاثنين عندي » كلهم مايدرون ليه طلب نصف ساعه يبقى وحده في غرفه التحقيق منتظرينه برا كل واحد يحط تخمين وتوقع لين رفع راجس جواله : انتهت النصف ساعه
تقدم أيمن و حميد يدخلون الرجلين ووقف مُهاب بهدوء نطق : اطلعوا
طلعوا وركضوا لشدّاد اللي واقف في الجانب الاخر من الزجاج بحيث يسمع كل التحقيق بالغرفة .
اغلق مُهاب الباب وتقدم بهدوء يوقف امامهم وفتح الاصفاد بسكون ملامحه هادئة وهذا سبب عدم خوفهم ابدًا ونطق اولهم : ناديتنا تحقق ولا تسولف ؟
واكمل الاخر : قلنا مانعرف فلوس ووصلت لنا ونفذنا الاوامر
ناظر لهم بهدوء واقف وقفه عسكرية : ما سألت لاجل تجاوب
وابتسم يشير لثاني : ارتاح اجلس
وناظر للاول واخذه من كتفه بخفه يوقفه امامه وابتسم يناظر له وابتسم له الرجل وفي لمح البصر وجه له ضربه بوجه قادره على افقاده توازنه يطيح على الارض ووقف الثاني بصدمه : وش تسوي!
ناظر له مُهاب بنظرات أرعبته من تحولها : اجلس قلت!
جلس برعب وانحنى مُهاب للاول يضربه ويضربه ولا يبقى فيه عظمه سليمه ولا جلد ماينزف ضربه لدرجة لا توصف نشر غضبه وقهره فيه يبعثره يهده يعذبه لدرجة تمنى لو حقق معه واعترف بدل كل هذا حتى خارت قواه مغشي عليه ينزف دمًا ..
اعتدل بوقفته بهدوء يناظر لثاني : تعال
بلع ريقه يوقف تتراجع خطواته واغمض عيونه مُهاب بفقدان صبر : ما احب اعيد كلامي لا تجبرني
مشى له منصاع خايف يتلقى نفس ما تلقاه صاحبه ينزف دمه يتبعثر بين كفوفه يحاول يقاومه بس يعجز قدامه مايقواه لا بالجسد ولا بالطول ولا بالعرض ولا بالقوة حتى ضربهم لدرجة فز شدّاد بقوله : ماتوا الحقوا عليهم
وركضوا يحاولون فتح غرفه التحقيق المغلقة من غير اي فايده واستمر بضربهم حتى بعد فقدانهم لوعيهم ..
اعتدل بوقفته بهدوء يعدل بدلته يسحب منديل يبعد الدم في كفوفه وسحب المفتاح يفتح الغرفه يشوفهم واقفين امامه وطلع بهدوء ولا كانه سوا شيء تعود ملامحه ساكنه ونظراته هادئة و دربه سليم تارك رجلان كجثة خامده تحاول التنفس ..!
دخل مكتبه بهدوء تبعه شدّاد بسخرية : رهيب تحقيقك خليتهم يعترفون
بعثر كم ورقة بكفوفه : ماله لزوم عارفين مين موصيهم اسجنهم مع ثالثهم وقفل القضية انها بغاية ابتزاز لاجل المال
جلس شدّاد يناظر له بغضب : انا هنا من يأمر يا نقيب!
رفع مُهاب نظره ببرود : انت بتسويها من غير ما اقول ليه تعترض ؟
اطال فيه النظر يشوفه ساكن كعادته وتجاهل كلامه اللي اغضبه بقوله : تضرب بكتف سليم وكتف محروق تتجاهل المك؟
ناظر له بهدوء : اي الم ؟ الميت ما يتألم يا حضرة الفريق الاول !
قالها يذكره انه ميت في السجلات الطبية وفي ذاكرة اهله وفي هذي الحكاية وان زمن الالم ولى وانتهى قدامه صخر وهذا الصخر من تربيتك انت يا شدّاد ..
وقف شدّاد يهز رأسه يطلع يتركه مايبي ياخذ ويعطي معه ابدًا بوضعه ذا وانشغل مُهاب باوراقه حتى دق الباب ونطق : ادخل
ليدخل العسكري يضرب له تحية متبعها بقوله : واحد برا اسمه جهاد يبي يقابلك
هز رأسه بهدوء : دخله
استجاب له وماهي الا ثواني حتى دخل جهاد يضم كفوفه يبان توتره وتردده وتقدم يجلس بعد ماقال مُهاب : استريح
جلس مقابله شابك كفوفه يرتب الكلام وتكتف مُهاب يناظر له بهدوء يتركه ياخذ راحته لان توتره واضح حتى نطق جهاد يتكلم دون تخطيط لان هذا الحل الانسب اللي بيقوله مهما حاول يجمله يبقى بشع وحيل : محد يختار يولد من صُلب مين ، هذا ابوه بطل وهذا ابوه ملعون
بلع ريقه يحرك كفوفه ببعض : وانا ماقدرت اختار ابوي يا نقيب ماقدرت هذا هو عقاب بذنوبه وخطاياه وهذا انا من صُلبه مهما نفيت الحقيقة وحاولت اشوفه بمنظور مختلف ما القى الا قاتل وبيّاع وسارق وخاين !
رمش مُهاب يسمعه بهدوء ماقاطعه ابدًا واكمل جهاد : خذني بصفك نقيب انا ماقدر اكون معه مهما حاولت ماقدرت والاختطاف اللي صار كان اخر امل دعيت يكون ماله دخل وطلع كل شيء منه ..!
رمش بنبرة تعب تعز على مُهاب كثير : انا مستعد اوقف مع ابوي ضد الدنيا بس ابدًا مو مستعد اوقف معه ضد بلادي ..!
وقف مُهاب بهدوء يمشي ويجلس مقابله بضبط في الكنبه يطمنه بهدوء : يكفيني انك تدل الصح وتدل الخطأ وانت الخير الوحيد اللي سواه عقاب بحياته لا توقف ضده ولا توقف معه خلك جهة محايده جهاد ..
ابتسم جهاد بامتنان يناظر له مردف : اي شيء تحتاجه بساعدك فيه حتى لو ضده
هز رأسه مُهاب بهدوء : ماتقصر
ابتسم ياخذ نفس براحة ووقف يمد كفوفه ولا توقع مُهاب انه بيوم يصافح احد من نسل عقاب لكنه صافحه يثق فيه وبطينة وانه ابدًا مو مثلهم ، اتسعت ابتسامة جهاد بمرح : نمون الحين واروح ازور اختي ؟
هز رأسه مُهاب برفض : لا
ضحك جهاد يدري انه يمازحه وهذي اطباعه واكمل مُهاب : كيف عرفت انه سبب الاختطاف؟
17
جهاد بتذكر : سمعته يتكلم مع ذاعر قال رئيسهم مصاب بس ماتواصلوا مع ابوي ولا ذاعر الا من الجوال
هز رأسه يعدل سلاحه يوقف : تعال معي المستشفى يمكن تعرف اذا شفته
هز جهاد رأسه بالإيجاب ومشى معه واخذ الفرقة بعد للمستشفى ..
+
المستشفى
+
دخل مُهاب بعد وصوله معه جهاد وأيمن وراجس وحميد بينما فراس يوم اجازته هو و أيهم ، دخل غرفه المتهم اللي اعتدل يناظر له بخوف بيدين مكلبشه بسرير ورجل مرفوعه بسبب اصابته مشى نحوه بهدوء يناظر لجهاد اللي هز رأسه برفض لانه مايعرفه والتفت مُهاب للمتهم يردف : تجي بضرب ولا الشتيمة ؟
بلع ريقه يناظر له : شتيمة
ابتسم يهز مُهاب رأسه : رديء
وسحب رجله المتصاوبه يسمع صراخه ويلفها بين كفوفه يزيد المه يصرخ بعلو يهز كل اركان المستشفى ولا اهتم فيه ليه شاف وجهه يحمر من كثر الالم ، وجه له ضربات بوجهه وهو مستلقي يجعل اصابته اصابات اقوى واشد يختم كلامه : بسيطه نمدد اجازتك بالمستشفى سنتين بس
ودفعه يتركه بين المه وصراخه طالع من المكان والتفت أيمن لجهاد وضحك : الحمدلله في حد يخاف اكثر مني
ضحك حميد من تعابير جهاد وابتسم راجس يطلعون خلفه ..
30
بيت مُهاب
1
اتسعت ابتسامتها غصب عنها تشوف سمر تتقدم وبيدها طرح فيه صحن شُربة وقطعه ليمون تحطه امامها : ودي اكذب اقول اني سويته بس مع الاسف سوته خديجة
وابتسمت بدلال تكمل : بس يعني جهزت لك الصحن وقطعت لك شرايح ليمون
ضحكت غصب عنها تهز رأسها : ماقصرتي سموره مافيني شيء والله بخير يكفي اهتمام اخوك جاء دورك؟
ضحكت سمر تجلس قدامها : نبي ندلعك شوي اعرف دلعي مو مثل دلع اخوي بس احاول
تنهدت ثُريا تحرك الملعقة بهدوء : اخوك ماراح يبقي فيني عقل !
ناظرت لها بصدمه سمر تعتدل بجلستها : دقيقه تتكلمين عن اخوي ؟ اخذ عقلك ؟ دقيقه وش فاتني
ضحكت ثُريا منها تآكل وتنزل الطرح لانها استكفت وشهيتها هالايام محدوده ولا لها رغبه بالاكل وهزت اكتافها بجهل : معرف اعيش اشياء غريبه
تقدمت منها سمر تعطيها كل تركيزها وانتباهها : مثل ايش بضبط اشرحي لي ..
عضت شفايفها بشرود تتذكر كل شيء بينهم الشخصيه الجديدة اللي تطلع معه البنت الأكثر عذوبة وانوثه بنت تخجل وتتورد وتتنهد تعيش معه شخصية مختلفة عندها استعداد لإظهار حزنها وضعفها والدخول في احضانه طلب للامان والرغبة المتمكن منها لتقبيله وعناقه وخوض التفاصيل الهالكه معه ، بنت أرق ، أحنّ ، أهلك واكثر عذوبة ، ناظرت لسمر تردف : احس اني اصير معه بنت فهمتي؟
انفجرت سمر بضحك من وصفها الغير مفهوم مثل مشاعرها الغير مفهومه : وش تحسين انك بنت ! يعني انتِ الحين وش ؟
ضحكت ثُريا تعض شفايفها بعباطه : معرف اصير شخص مختلف فهمتي ؟ اجرب معه مشاعر مختلفه زي اني اخجل مثلًا !
رمشت سمر بتفكير نطقت : عندي خبرة بالمواضيع ذي مرة دخلت دورة وقريت كتب دقيقة اشرح لك
عدلت جلستها تشرب من الماتشا اللي بين كفوفها تعض شفايفها بحماس : اذا كانت طاقة اللي قدامك الرجولية عاليًا جدًا وتصرفاته مفعمه برجوله والاهتمام الذيذ والحركات الساحرة هذا تلقائيًا يبدأ يحول شخصية البنت اللي معه لانوثه اكثر وعذوبة ودلع ورقة لانه مو قاعد ينافسها ومعطيها حقها بالكامل وتصرفاته وافعاله تجبر اللي قدامه يعيش كما هو وبراحة من غير تصنع فهمتي!
اطالة ثُريا بنظر نحوها تردف بعدها : كم دفعتي لدورة علشان اسفل فيك
ضحكت سمر بشدة تسمع ثُريا تكمل : تدخلون دورات تثقيف للعلاقات ؟ والله من كثر الفلوس ماتدرون وين تحطونها
ماقدرت سمر تستحمل لانها فعلًا بدأت تدمع من الضحك كيف هي بوادي وثُريا بوادي ثاني مختلف كليًا عن كلامها ورغم ان ثُريا تدري وتعرف ومتأكده من كلام سمر صحيح وان الطاقة الرجولية والحرص الرجولي والاهتمام اللي جاي من مُهاب هو سبب اختلاف مشاعرها وإخراج شخصيات منها ما تعرفها ورغم ذا مازالت تنكر كل شيء وهي تسمع سمر تنهي ضحكها تردف : لا تكذبين وتتهربين بالكلام تحبينه وحيل تحبينه !
رمشت بهدوء تحس بقلبها المضطرب يرد عنها بعدم ركوده وسرعة نبضاته وهزت رأسها بهدوء تتهرب من الاجابة بقولها : معليك منا كيفك انتِ و فراس؟
تنهدت سمر تعض شفايفها وهي الثانية تعيش اضطرابات بعلاقتها : معرف ثُريا ضايعين او انا ضايعه
مسكت كفوفها ثُريا بتساؤل : وش تحسين؟
ابتسمت سمر : يعطيني شعور حنّية لا يوصف وامان فراس قادر يملي كل فراغات قلبي وعلى مقياس مشاعري بس انه فاهم كل شيء غلط ويحسب اني ما ابيه
سكتت بتفكير تكمل ؛ صح كنت ما ابيه بس مشاعري اختلفت وصرت ابي اعطي علاقتنا فرصة ثانية
هزت ثُريا رأسها بفهم : وكلمتيه عن رغبتك؟
عضت سمر شفايفها بتوتر : لا خفت
ثُريا بسخرية : ايوة خافي حتى تروح عليك الفرصة ! انتِ قسيتي عليه كثير وعاملتيه بطريقة مايستحقها من حقه يسمع تبريرك ورغبتك ويا يقبل ولا في امان الله الرجال واجد حياتي
تنهدت سمر تسمع ثُريا تكمل : ما احب العلاقات الغير واضحة مره احباب و مرة اعداء ولا واحد فيها شجاع يبين رغبته وايش وده احب الوضوح والبيّن والاختيار يا نبحر سوا نستحمل غضب الموج و رضاه ولا في امان الله و دربك خضر !
رمشت سمر تناظر له تقتنع بكلامها تكمل : دامك تحبين الوضوح لين علاقتك مع اخوي كلها غموض ؟
تنهدت تهز اكتافها تحرك يدها بلغة جسد : انا و أخوك حكاية ثانية مختلفة حنا مب طبيعين يعني مجانين
ضحكت سمر بشدة : اخوي قاسي شوي مو زي فراس وفي من طبع البداوة الكثير بسبب تربيته مع شدّاد
هزت رأسها تتفق معها : اخوك افضل مثال على الرجل البدوي اللي مايعرف الا الافعال حتى كلامه لو بيتكلم تحسينه يقول قصيدة من اختياره للكلمات
ابتسمت سمر بضحكة : اذا عصبك قول له انت بدوي ما تعلمت الرومانسية
ضحكت ثُريا تفهم مقصدها ورفعت سمر جوالها على رسالة فراس لانه وصلها هو بسبب خوف مُهاب عليهم هالايام مايبيها تطلع وحدها وهذا هو بيرجعها وقفت تسلم على ثُريا بقولها : عمتي تسلم عليك قلت لها انك تعبانة ماتعرف اللي صار بضبط
ابتسمت ثُريا : وصل سلامها وسلمي لي عليها
ودعتها تطلع من البيت تاركه ثُريا لوحدها كما العادة ..
36
السيارة
ركبت بهدوء ناظر لها تعتدل تشد على شنطتها بيدها وحرك في صمت رفع يدينه يكمل الاغنية اللي كان مشغلها كان قاصدها ومتعمد فيها كانت توصف شعوره ومشاعره وتقلباته وتساؤلاته اللي قالها عبدالمجيد تصدع في كل ارجاء السيارة "أحس بـآهـتك نـبره وحـزن وشـي مـاعرفه وأشـوف بـنظرتك عـبرة ضـوت بـالحيل مختلفة عسى ماجيت في وقت لغيري وعسى ماجيت لك صدفه"
رمشت تستوعب الكلمات ومقصده وغايته من الاغنية وسكن رمشها دموعها هذي هي سمر ودمعها مايفارقها وهي تسمعه يكمل "تراك انت الـوحـيـد الــلـي بـقـالي وهـمـي ولـيتني هـمك تــــرى مـاجـابـني الا انـــت وشــوقـي يا أقرب الـخـلان "
ماتستحمل هذا الضغط والحروف العالقه سمر ماهي كتومه لمشاعرها وتحب تبوح وتعترف وتواجه كل شيء وكلام ثُريا كان الدافع لوضع حد للعلاقة يا وضوح ولا في امان الله خصوصاً انها تتعرض لضغط من اهلها لتحديد الزواج وغيره ووجب الايضاح بنهاية، التفتت له برمش مبلول وعين حزينة : انت ماجيت في وقت لغيرك انت جيت في وقتك المناسب!
11
رمش يسمعها متأكد انه سمعها ولا يقدر يسوق الان بضبط مايقدر ووقف يلتفت لها بعد ما اقفل الاغنية وارتعشت شفايفها تناظر له تهزم خوفها ورغم دموعها هي تتكلم : كل الحكاية كانت خوف و سوء ظن انا عرفته وفهمته بس ..
سكتت بعد كلمه " بس" ماتدري وش تقول ونطق فراس بتعب : بس ايش سمر انتهت الحكاية؟
هزت رأسها برفض تناظر له : كيف تنهي حكاية ما بدأت !
تنهد يلف نحوها بكل جسده وهذا طبعه انسان واضح وسلس بتعامل ونطق بصراحة : ماني رجل صالح والذنوب كستني و لوثتني لكني اتقلب من ركعه لركعه اتوب لو خوفك من اللي صار انا اعرفك واعرف مرباك واخوك عمره الشك ما دخل قلبي لو تبين اسرد لك ماضيي وملفي الاسود لاجل نكون بنفس الكفة انا راضي..
هزت رأسها برفض تمسح دموعها : مايهمني الماضي ابدًا انت هنا حاضر وانا اعيش حاضري فراس ..
تنهد يناظر لها بتعب : ودك فراق ما امنعك
عضت شفايفها تناظر له تتجمع دموعها بعيونها : ماودي، انت ودك ؟
رمش يستوعب انها قالت " ماودي" هي تبيه وتبي وصله !
تبيه حولها ومعه وقربها زوج لها واخ وسند وحبيب ورفيق هي فعلًا ما تخلت عنه وهي حبه الصادق الاوفى واطهر ماعرف وضحك فعلًا ضحك من هول مشاعره اللي ترجمها بقوله : الله ياخذني لو ماودي الله ياخذني!
ضحكت بين دموعها وضحك يرفع كفوفه لوجهها يمسح دموعها : تو اعرف وش يقصد ابو نوره يوم قال فكيف لاهي سمره فاقت جمال الغزلان !
ضحكت بخجل تستحي قدامه تشوف شغفه وحبه اللي بان في عيونه تستوعب ان لذة الحلال احلى وان الحب هباء وهديه من الله مايحكمه يوم او اسبوع او شهر او حتى سنه هو امر ماله مواقيت ولا يتفق مع الازمان والانسان شعور متجدد يحب ويتخطى وينسى ويعودّ يحب لين يرسل له الله الحب الابدي الصادق الطاهر العذب مثل سمر ، مثل فراس ..!
88

