اخر الروايات

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل التاسع عشر 19

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل التاسع عشر 19 


                                              
اليوم الثاني..
الاستراحة 

1


اجتمعوا الفرقة باكملها في الزاوية المعتادة ينام راجس بنفس اللحظة اللي سحب فيها فراس البطانية يغطيه بهدوء وسكون في ملامحه وتعب لا يوصف قضاء وقت كثير يحاول يطلع صاحب الرقم لكن طلبوا منه معرفه القضية او يحتاج واسطه اقوى ولا يقدر لانه محد غيره يعرف ، امامه بضبط ينهار حميد من الضحك يسمع أيهم يوقف ويضرب تحية يقلد حركة أيمن للمرة الالف يتبعها قوله : ياحمار الناس تعقد وانت ذابحك الوطنية 
ضحك حميد بتعب : كل مل اتذكر ما اقدر والله العظيم 
تنهد أيمن متوهق : ماتخلوني اتخطى يعني ؟ من يوم الملكة وانا انتظر النقيب يسفل فيني
حميد بضحكة : تلقاه محتار يطعنك ولا يطلق عليك
أيهم : حنا ليه ضربنا وراه تحية حسبي الله راجس لحقك وحنا لحقناه
اعتدل أيمن بجلسته يرفع نظره لدخول مُهاب عليهم هامس : جاك الموت يا تارك الصلاة
دخل مُهاب بهدوء يمشي ووقف أيمن يتكلم بسرعه: والله اعذرني مدري كيف طلعت مني بس انا متعود اسويها علشان كذا

9


عقد مُهاب حجاجه مايفهم لانه نسى وانشغل بامور كثيره بعدها ماكان عنده وقت يفكر : وش صار؟
بلع ريقه أيمن والتفت لهم كاتمين ضحكتهم واكمل : في ملكة فراس
هز مُهاب رأسه بهدوء يتذكر وتكتف يناظر له ساكن مايقول شيء وهذا يربك أيمن زياده يردف : ودك اقدم استقالة ؟
مُهاب بهدوء : جيب شاي ونفكر بعدين تقدم ولا اطردك
هز رأسه بسرعه يركض للمطبخ وابتسم مُهاب بخفوت يمشي يجلس بجنبه فراس يناظر له : كيف الحال؟
بلع ريقه فراس يخفي الكثير وينتبه مُهاب على ربكته : بخير الحمدلله 
هز رأسه بهدوء يرفع نظره على صوت المباراة حتى قدوم أيمن يصب شاي وضحك حميد يشوف مُهاب يرفع الكوب : ان جاز لي نسيت وش سويت
جلس أيمن بترقب وكلهم يدرون بمزاح مُهاب الطيف معه وشرب منه من غير مايعطي اي تعابير واضحه وناظر له يردف بعد صمت : يجي منك
ضحك أيمن بسرور يحضن أيهم وابتسم مُهاب بخفوت ..

43


بيت مُهاب

5


تنهدت ثُريا بوسع صدرها وهي تسمع سمر اللي تتكلم بعيون مليانه دموع ماتتحمل : ماعرف قلبي يوجعني عليه ثُريا ! فراس مايستاهل اللي صار له احسّ اني شخص سيئ
ابتسمت ثُريا تتأملها بحنّية : انتِ ممكن تكوني اي شيء بالحياة الا انك شخص سيء انتِ بذات مُحال تأذي احد 
اقتربت منها تحضنها بهدوء تمسح على رأسها ونطقت : وش تحسين اتجاه فراس ؟
سكتت سمر بتفكير طويل نطقت بعده بتنهيده : امان ..
أبتسمت ثُريا باتساع : بنظري ان الامان والراحة هي اهم ما يجب على المرء الشعور به اتجاه شريك حياته قبل الحُب حتى الشخص الحنون السلس بتعامل نادر وجوده لا تخسرين فراس لاسباب مالها اهمية كلميه اذا كان في مجال لعلاقتكم ..
رفعت رأسها عن صدرها بتساؤل : ولو ماكان في ؟
ابتسمت ثُريا تعدل شعرها : بطقاق عاد مافي بنت تموت ورى رجال البنت من وراها يعيش الرجال ..!
ضحكت سمر بين دموعها تحضنها بامتنان اكملت ثُريا: تتوقعين يلقى اللي يهددنا
هزت اكتافها بجهل : ما اعرف للان ما ارسل شيء وكل ما ارسل له او ادق رقمه خارج الخدمة 
تنهدت سمر مع ثُريا بهدوء ورفعوا نظرهم لدخول مُهاب يشوف اخته بحضن ثُريا تبتعد بهدوء ، ثُريا اللي تعطي الامان لاي مكان تلمسه باناملها فكيف لو في حضنها !
ناظر لهم يمشي بهدوء نحوهم يجلس أمامهم يحدث سمر : كيف امورك ؟ ناقصك شيء ؟
هزت رأسها برفض ولا غاب عنه ملامحها الباكية يسمعها : الحمدلله بخير وانت ؟
هز رأسه بهدوء : الامور طيبة ..

3



                
ابتسمت تسمعه يكمل: حددتي زواجك ؟
هزت رأسها برفض : لا ما حددت للان 
مارد واكتفى بهذا القدر من الكلام ورفعت سمر جوالها تردف : عمتي تسأل عني بروح
ابتسمت ثُريا توقف تحضنها ومشت طالعه سمر ، ناظرت لمُهاب يوقف يمشي نحوها : وش فيها ؟
تكتفت بهدوء : مين سمر ؟
هز رأسه بالإيجاب وهزت اكتافها تظاهر بالجهل : مافيها شيء تعرف هرمونات بنات
ناظر لها مطولًا تحسّ من نظراته عدم تصديقه وهز رأسه يمشي تتبعه لغرفتهم ..

9


اخر الليل 
فتحت عيونها بتعب نومه ما تعدت نصف ساعه ماتدري ليه تعاني من أرق مُهلك يحرمها من نومها والتفتت نحوه تسمع أنين مُهيب أربكها وهذا سبب انها ترفع جسدها من السرير تفتح الابجورة تلتفت نحوه تشوف تعرق جبينه وكانه يجاهد في حُلمه ويحارب نفسه كانت احد كوابيسه المعتاده مقتل يمان يتكرر كل ليلة بعد مقتل سعود في ذهنه بصوره أشد قسوة واكثر تعبًا واستنزافًا لروحه المجروحه ، فزت تحرك كتفه تردد باسمه : مُهاب اصحى مُهاب !
وبسبب خفة نومه الشديد فز يفتح وسع عيونه وظلالها رغم انه هو بعد ماكمل ساعه بنومه وهذا هو يفز يلتفت حوله يشوف وجهها اول مانظر له يسمع صوتها الهادئ: كابوس مُهاب ، كابوس ..!
رمش بتكرار وسحبت علبه الماء تناوله يشرب منها وتنهد يفتحها يشرب تناظر له يخلصها في نفس واحد ونطقت بفضول لانها اول مره تشوفه كذا  : وش تشوف ؟
ناظر لها بهدوء يرفع جسده عن سريره : مافي شيء ، نامي ..
وقف يمشي يسحب بكت دخانه وولاعته طالع للبلكونة وتنهدت تعرف انه يهرب من مشاعره وكوابيسه بنفث دخانه وبقيت وقت تفكر حتى عجزت تنام وسحبت الوشاح تمشي للبلكونة تشوفه جالس على الكنبة الصغيرة الوحيدة الموجودة مع طاوله صغيره ايضًا ميلت جسدها على الباب تناظر له تردف : الدخان مايحل المشاكل
نطق ينفث دخانه من غير مايلتفت لها : يحلها
تقدمت تمشي نحوه بهدوء جلست بجنبه ترفع رجولها فوق الكنبه تلامس فخذه بسبب صغر الكنبه : عطنيّ اجل ابي احل مشاكلي
رفع نظره لها بهدب ناعس مرهق فاتن بنظرها تشتهي رسمه : تأذيك
أبتسمت تميل رأسها على ذراع الكنبه : تعرف انها تأذي وانها ممكن تأذيك ؟
ناظر لها بعد نفثه لدخانه : تأذيّت وخلصنا ..!

26


رمشت تشوف اكثر انسان في هذا العالم يكتم مشاعره وغضبه وضيقه وتعبه لدرجة تخاف من انفجاره تخاف انه يتآكل من داخله من غير ماينتبه احد ويحرق تقدر تبصم بالعشرة انه اقوى من مر عليها كيف يصبر الانسان على كل هذي المعاناة دون ان يجنّ ؟ اذا هي من شدة ماصابها صارت بنظرهم مجنونه وصرخت بغضبها ولا كتمت هو كيف قدر يبان بكل هذا الهدوء بينما داخله يحترق ؟
سحبت الوشاح الكشميري تتقدم نحوه ورفعته خلف ظهره بتحديد تغطي اكتافه ومسكت بكلتا يديها اطراف الوشاح تسحبه لها تغطي أكتافها ممسكه به بحيث الوشاح اصبح مثل حلقه وهم بداخلها على هذا القرب المُهلك حقيقة الامر انها تعرف انه لا يجيد العناق وهي صعب تسحبه لحضنها بسبب قوانينها معه لكن هذي الطريقة بنظرها كانت أشبه بعناق تشوفه يرمي سجارته على طفاية السجائر ويتقدم بهدوء امامها يتبادل نظراته بسكون ميّل رأسه لها تستشعر وجهه بخدها تغمض عيونها ترتبك ويرتبك قلبها يقترب من اذنها بصوت متعب تسمعه : لا تتعبينّي ، امشي على قوانينك مثل ما انا امشي مجبور عليها ..!
قالها بصريح بهدوء نبرته ان هذا القرب امر متعب لا محالة لانه قرب محدد وممنوع وفيه العديد من القوانين ، قرب مايسمح له ان ينهمر الآن عليها بالقُبل والمسات والاحاسيس الشغوفة ، قُرب ممنوع مُكبل بالقوانين يرهقه لان صبره طويل الا معها..!
رمشت تفهم مقصده ترخي كفوفها تبعد الوشاح عنها ووقفت تناظر له والوشاح على اكتافه نظرة مختلفة هالمرة لمسّت بصوته امر مختلف عن كل احاديثه السابقة معه كانت تسمعه بإذنها الا هالمرة سمعته بقلبها اللي تغيرت موازينه ونبضه اضطرب مشت بهدوء ترجع لداخل وتنهد يسحب الوشاح لطرف انفه يشم رائحتها ورفع نظره لسماء بهدوء معتاد فيه ..

75



        

          

                
اليوم الثاني ..

1


ركبت سيارة مُهاب تضع الحزام تردف : لقيت شيء بالسجلات؟
هز رأسه برفض بهدوء ثم قال : مافي شيء غير قانوني
تنهدت بتفكير طويل : ما اظن عقاب ممكن يترك سجلات مهمه زي ذي توصل لي بسهوله عقاب ذكي واكيد مازال مخبيها يبي لي ادور بنفسي في الأرشيف 
هز رأسه يوافقها الرأي : الشركة لك وعندك اعبثي فيها
ابتسمت تتبعه قولها بتذكر : كان ودي اروح بسيارتي عندي مشوار مع سمر 
رفع نظره لها بحرص : الشركة انا اوديك و أرجعك بعدها روحي وين ماودك
ابتسمت بخفوت تضع يدها على خدها : تخاف علي ؟
ناظر لها ولابتسامتها العوب ولا اعطاها اي رد حتى وصول الشركة اردف : اذا تأخرتي بيجيك سواق اركبي معه مصطفى تعبان اليوم
ابتسمت تهز رأسها برضى ونزلت بهدوء من السيارة تدخل تصادف جهاد : الكوين ؟
ضحكت تمشي معه : كيف قسم المالية سويت الميزانية اللي اتفقت عليها ؟
ابتسم باتساع : طبعاً حطيتها بمكتبك تقدرين تعلنين قرارك في الاجتماع 
هزت رأسها برضى : عندك شيء اليوم؟
جهاد بتفكير : لا بخلص اشغالي واطلع اذا كانت حضرة الرئيسه موافقه
ابتسمت باتساع : حبيبي انت لو ودك ماتداوم ونرسل لك راتب موافقين
حضنها جهاد من جنب يمشي معها يدخلون مكتبها : الحين مستحيل القرارات ذي والتخطيط منك هذي تحتاج شخص له خبره سنين انا شفت عقد معكم ماصدق انتِ كتبتيه!
رفعت حاجبها تناظر له : تستهين فيني !
جهاد : مب كذا بس والله هذي يبي لها خبره
ماردت تناظر للاوراق واكمل : بتروحين مكان اليوم ولا نطلع سوا ؟
ثُريا : معرف برجع مع النقيب او سواق قال يجيبه واشوف بعدها يمكن انشغل مع سمر
هز رأسه برضى وطلع ورفعت الاوراق تقرأ كل شيء هو كتبه ومن تخطيطه وافكاره هي ترجع البيت تعلمه بكل شيء وهو يعلمها وش تسوي وكيف لازم تتصرف وابتسمت بهدوء لانه ماهر جدًا وحاسب حساب كل شيء هو البطل خلف الكواليس و الجندي المجهول لها ..

22


دخل جهاد مكتب ابوه بعد مادق الباب : يبه وصلك خبر الاجتماع ؟
هز رأسه عقاب يشوف ساعته بحيث ان الاجتماع بعد نصف ساعه تقريباً ونطق : بنت عمك بتروح معك مكان؟
ناظر له جهاد بغرابة : لا تروح مع زوجها ولا سواق ، ليه تسأل
عقاب : امس تأخرت عن البيت حسبتك معها
سكت بغرابه يهز رأسه يطلع ورفع عقاب نظره لذاعر : قول له يجيها على اساس انه سواق
هز ذاعر رأسه بالإيجاب يطلع وابتسم عقاب لانه سحب كلام من جهاد من غير مايعرف ..

42


بعد نصف ساعة
قاعة الاجتماعات

+


ابتسمت تضغط القلم بتكرار تفتحه وتغلقه تناظر لهم وتحديدًا لعقاب تردف : زي ماقلت زيادة في الراتب لكل موظف مع الاجازات وتبرع سنوي 
نطق راشد : حنا هنا بشركة مب جمعية خيرية
التفتت له تبتسم : على فكرة محد طلب رأيك 
ناظر لها عقاب يترك الاوراق من يده : وش درستي انتِ لاجل يكون لك خبرة في المجال؟
رفعت رجل على رجل تضم كفوفها : مادرست شيء وافهم اكثر من رجال ماقدر يلمّ اهل بيته لاجل يلمّ شركة!
رمش يلمح ابتسامتها واكملت : انا هنا اقول الاوامر ما اتناقش فيها معك هذا الاتفاق ولا يا سفير ؟
مارد عقاب لانها اساسًا وقفت تبتسم مكمله : انتهى الاجتماع اللي عنده شيء يتفضل لمكتبي 
وتركتهم تمشي ناس معها وناس ضدها واغلبهم مصدومين من كل هذي التغيرات الجذرية لان ماكانت هذي فقط اوامرها كثير قالته ووظفت الكثير وفصلت بعد وكل هذي من طلبات مُهاب وتعليماته  ..

45



        
          

                
القسم

+


تحدث فراس بهمس مع الموظف : للان مافي خبر ؟
هز رأسه برفض يتنهيد : مافي فراس لو قدرت تطلب من المسؤولين الكبار في تقنيات حديثه وطرق أسهل يطلعونه 
تنهد فراس بتعب : مقدر تعرف لازم عندي اسباب
الموظف : الموضوع خارج عن يدي
تنهد يرفع نظره يشوف راجس واقف يشير له ومشى نحوه يطلع يسمعه : فيك انت شيء لك ايام حالك مقلوب قول بوح يمكن اقدر اساعدك!
تنهده يرفع كفوفه يمسح وجهه : لو صار شيء مثلًا بحقك وانا اخفيته عنك وجالس احاول احله تحسّ اني اخونك؟
ناظر له راجس يرمش : ليه تستغفلني وتسوي امور تخصني من وراي !
فراس : ياخي ما اقصدك انت اعطيك مثال انا وسط لعبه راجس مو عارف كيف اطلع منها احتاج واسطة قوية تدخلني الاستخبارات 
رمش مايفهم شيء وبخوف : فراس اصحك تكون مسوي شيء خطير !
هز رأسه برفض : لالا شيء ما يمسّ الدولة معليك بحلها لا تشيل هم
ومشى يتركه في كومة تساؤلاته واستغرابه ..

+


الليل
ناظر لساعة بتعب ووقفت تفصل جوالها عن الشاحن لكنه مازال مغلق تتذكر اخر رسالة كانت من مُهاب محتواها " بيجيك سواق ارجعي معه " وبعدها طفي وحطته بشاحن ربع ساعه واخذته وهو مغلق للان مافتحته وضعته بشنطتها وطلعت بهدوء تصادف عقاب امامها وابتسمت بسخرية تسفهه وتكمل للخارج تشوف اول سيارة امامها بداخلها رجل يبدو من الجنسية الباكستانية ولانها المرة الاولى ترجع مع سواق بالغالب مُهاب او مصطفى نطقت : موصيك مُهاب؟
هز رأسه بتكرار : ايوه مدام
مشت تركب معه وحرك تحت نظرات عقاب اللي رفع جواله على اتصال ذاعر يسمعه : صارت معنا
ابتسم عقاب بهدوء : خوفها بس لا تأذيها ابيها تعرف ان حتى النقيب مايقدر يلقاها وهي بين يديني ..!
السيارة 
ناظرت حولها ولطريق باستغراب : وين رايحين مُهاب قال لك شيء ؟
مارد وعقدت حجاجها تردف بعلو : الوو ما تسمع انت !
ماكان في اي استجابه ورمشت تدخل يدها بشنطتها تحاول تسحب جوالها وكل هذا انقطع من انتشار صراخها من الشخص اللي قفز من الخلف بحكم ان السيارة صالون وبالخلف كان في احدهم جالس في الاسفل ماشافته قاومته تصرخ بخوف تحاول تتحرر من قبضته وضرب رأسها بقوه في الزجاج من الخلف يحاول يتحكم بحركتها ، كانت ضربه قوية اغمضت عيونها من هول الصداع ترفع يدها لخلف رأسها تستشعر البلل بسبب الدم ماكانت قادره تدرك شيء او تستوعب لان يدينه الحامله لمناديل قربها من وجهها يكتمها به تستنشق المخدر رغمًا عنها ترمش بتكرار قبل ما تطيح مغشي عليها..

61


القسم

+


يعبث بالملفات من حوله وكم قضايا عنده وامور عديدة رفع نظره لاتصال من جواله ورد يسمع السواق : مدام مافي ينزل
ولان مصطفى كان تعبان انجبر يجيب غيره ورمش : ماجتك للآن !
رفع نظره لساعه بصدمه مرت اكثر من ثلاث ساعات على موعد انتهاء دوامها وقفل الاتصال يحاول يدق عليها مره ومرتين وثلاث وكلها الجوال مغلق وهذا شيء ماكان اعتيادي ابدًا ، سحب مفاتيحه بعجلة يطلع يركب سيارته مرة يهدأ ويقول اكيد طرأ لها امر عاجل ومرة يثور ويصاب بشكوك حتى توقف عند الشركة ينزل يشوفها مقفله يكلم الحارس : مين بقى بشركة !
هز رأسه برفض : محد كلهم طلعوا انتهى الدوام
رمش يرفع جواله يتصل على جهاد حتى سمع صوته : ثُريا معك ؟
هز رأسه برفض مستغرب : لا قالت بترجع معك ولا مع سواق 
اغمض عيونه يتنفس ويقفل يرجع يتصل بخديجة يسألها اذا رجعت وكان الجواب " لا " واخر امل واعتقاد عنه كانت اخته اللي فزت بفزع تنفي وجودها متبعه كلامها بقولها : اساسًا صار لي ساعات ادق عليها جوالها مغلق كنا متفقين نطلع سوا
قفل منها يناظر للمكان يحسّ بشيء بجوفه خوف وقلق غريب مو قادر يصدق انها راحت مكان ولا قادر يتوقع وركض يركب سيارته بعجلة يحرك حتى وصل من غير مايحسّ قصر السفير ماتوقع بحياته ممكن ينجبر يروحه ويتكلم معه وهذا هو نازل يدق بابه يوقف بهدوء فتح راشد يناظر له بصدمه : النقيب؟
مُهاب بفقدان صبر : انشد عن ابوك
راشد : وش تبي ؟
مُهاب متمالك لاعصابه : قلت نادى لو تبي تعيش
رمش مايفهمه ودخل يناديه وطلع عقاب : النقيب ؟ ادخل اشرب قهوة معانا
ناظر له مطولًا ؛ فين ثُريا !

+



        
          

                
عقاب باستغراب : انت زوجها ابخص بمعرفة مكانها
رفع الساعه امامه بغضب : الساعه سته المغرب دوامكم مخلص من ساعات وينها للان !
انتشرت ملامح الدهشة والصدمه في وجه عقاب : مارجعت البيت وش هالعلم عطيناك بنتنا لاجل تضيعها!
ابتسم مُهاب بسخرية يمسح وجهه يردد بهمس "ياصبر أيوب " واكمل عقاب : تعال راشد نرجع الشركة نشوف الكاميرات 
لحقه راشد وسبقهم مُهاب يركب سيارته يرفع جواله يتصل على شدّاد حتى رد : شدّاد زوجتي مختفيه
اعتدل شدّاد بجلسته بصدمه : كيف مختفيه وين راحت!
مُهاب بخوف يكتمه لكنه يحسّه في جوفه ونبضات قلبه المضطربه : مدري شدّاد مدري بروح مع عقاب أشوف كاميرات الشركة لو طلع في شيء وقف لي كل عسكري تعرفه والله اهدّ الدنيا على عقاب والله !
سحب شدّاد سلاحه يوقف : اهدأ لا تخليه يوصل غايته مُهاب خلك مثل ما ربيتك وعلمتك لا تفقد اعصابك فاهم
مارد يقفل ينزل من سيارته يدخل الشركة معه يمشي لمكان الكاميرات يفتحها عقاب مع الموظف وراشد ومُهاب يشوفها تطلع تركب صالون والغريب ماكان في لوحة لصالون وهذا امر عجيب ولا له اي تفسير ومحال يسمح بسيارة تمشي من غير لوحتها وهمس : قرب لسيارة قرب
استجاب الموظف يشوف السواق يتحاشى النظر وقت فتح الشباك يتكلم مع ثُريا ماكان واضح والسيارة مضلله وكل هذا يدل على شيء واحد فقط - انها مو بخير - وهذا امر كارثي عليه يرفع نظره لعقاب اللي نطق : سيارة من غير لوحة ! هذي لعبه ملعوبه
ميل ثغره يبتسم بهدوء ومشى نحو عقاب يدفع راشد بيده لانه يبي يوقف امامه ونطق : والذي نفسي بيده لو يطلع لك يد في اللي قاعد يصير لاخليك عبرة يا عقاب والله لاحرق قلبك ، تتمنى الموت ولا تلقاه فاهم !
رمش عقاب يناظر له مصدوم : انا السفير تتوقع انخرط في خطف ولعب بزران ! ومين بنت اخوي !
اقترب منه ينطق بغضب وتهديد : علم يوصلّك ويتعداك حق كل دمعة من عيونها رصاصة !
ودفعه يمشي بغضب طالع بعد ما أمر بارسال صور لسيارة يرفع جواله يتصل على راجس بامر واحد : وقف لي كل الدوريات ارسلت لك صورة سيارة لا تمشي ابدًا وتعال انت والفرقة مع كل عسكري حولك للموقع اللي برسله فاهم!
فز راجس يوقف معه الفرقة : امرك حضرة النقيب

66


ساعة تتبعها ساعة تليها ساعة وكل شيء مقلوب حتى قلبه !
واقف مع مجموعة هائلة من الضباط امام الشاشة اللي تعرض لهم كاميرات الشوارع يسمع راجس : وقفنا كل السيارات مافي اي سيارة من غير لوحة 
مُهاب متكتف يهز رجله : الاكيد شالها لحظة تواجده بشركة ورجع ركبها
أيمن : مع الاسف الشارع اللي بعد الشركة مافيه كاميرات
عض شفايفه يناظر للكاميرات يسمع شدّاد : مستحيل مر من الطرق هذي الرياض كبيرة والسيارات اكثر من الاوادم 
رفع يدينه يمسح وجهه يسمع شدّاد : كم دورية عند الشركة وحولها يا راجس ؟
راجس : عشر وزود 
رمش مُهاب يمشي يتركهم لمكتبه وتبعه شدّاد يدخل بعده بعجلة : اهدأ مُهاب اهدأ
التفت لها بغضب يتمالك نفسه ؛ هادئ انا هادئ
تنهد شدّاد : ماراح يسوي فيها شيء لو يبي يقتلها كان من زمان 
تقدم منه مُهاب يعتلي صوته مع حركه كفوفه : اعرف يبي يخوفها بس يبي بث الرعب فيها ويزعزع امانها وانا ما اسمح لمخلوق يبدل اطمئنانها رُعب والله اصير كابوسه شدّاد كابوسه !
اكمل شدّاد بغضب : بعدين ليه ماحطيت تتبع في جوالها !
مُهاب وهو يمشي بالغرفة : حطيت شدّاد بس جوالها مقفل مقدر اتتبعه
تنهد يشوفه متوتر واعتلى صوت شدّاد بغضب : اهدأ وفكر زين
هز رأسه يعدل سلاحه يسحب جواله : هادئ انا هادئ 
شدّاد باستغراب : وين رايح 
مشى طالع بعد قوله : أردّها لي ..

27



        
          

                
ماكان بس مُهاب الخايف لان جهاد اللي كان الخبر مثل صاعقه عليه وراح عند خالها يسأل عنها ولا كانت عنده ورجع لشركة يشوف كمية العساكر المتواجدين والجيش الهائل تحت امر مُهاب وقيادته ورفع نظره لحظة وصوله يشوف عقاب يتقدم منه مكمل مسرحيته : بشر في خبر!
هز رأسه برفض يدري انه كاذب يناظر له ولذاعر جنبه مع راشد ومشى لجهاد : قولي انك تعرف شيء !
هز جهاد رأسه برفض بتكرار ؛ والله ما اعرف والله قالت بتروح معك ولا مع سواق مدري وينها والله
اخذ نفسه يلتفت لهم اجمعين وللعساكر بامر واحد قاله بعلو وصرامة " ماتشرق شمس ربي وحلالي مب في بيتي فاهمين ! "
هزوا رأسهم ومشى يركب سيارته ورفع نظره لساعته الذكية بيده بدأت تطلع صوت عالي تحذير بسبب ارتفاع نبضات قلبه اكثر من الطبيعي بصورة غير طبيعية وكبيرة ورمش يسمع الصوت ويبعد الساعه من كفوفه يرميها بغضب يحرك سيارته في وسع الرياض مايدري وين يروح ولاي درب يتجه بس اللي يعرفه انه ابدًا مو مستعد يفقدها وتروح من بين كفوفه ولو مسّها اذى فانتهى كل شيء بنظره هي النور الوحيد في ديجوره من بعدها حُرم عليه النور مثل ما حُرم على المسلمين الخمر وأحل عليه الهلاك للأمد العظيم..!

71


بيت متعب

+


كانت تبكي طول الوقت لان الخبر وصل لفراس وهو عندها وانجبر يعلمها من تغير ملامحه وسؤالها عن السبب ولا قدرت تصبر وهي تركب سيارتها وتحرك لشركة اللي كانت تعرف موقعها لانها جت لثُريا مرة هنا ، وقفت تناظر لتجمهر والفوضى تعرف ان كل هذول لاجل بنت وحدة وبكت تلمح فراس بينهم وعرف سيارتها يتقدم بسرعه لها يركب بصدمه يناظر لها : ليه جيتي !
بكت بشدة تناظر له : خايفة فراس مقدر استحمل ايش ممكن يصير لها ؟
تنهد يشوفها تبكي يرفع يدينه يمسح دموعها : مايصير شيء النقيب ما يسمح بشيء 
ارتعشت شفايفها تناظر له : تتوقعه اللي يهددنا السبب!
سكت بتفكير يهز رأسه برفض : مستحيل 
بكت بشدة وخوف بث بقلبها ماتتخيل تفقد اكثر شخص حبته باقصر فترة تعرفت عليها : لو صار شيء بعلم مُهاب مقدر استحمل فراس تكفى !
تقدم يسحبها لحضنه وتمسكت فيه تبكي بشدة تستشعر يدينه على رأسها ويمسح على وجهها : لا تخافين سمر مايصير شيء بتكون بخير وترجع لك ومُهاب ماراح يعرف بشيء اتفقنا ؟ 
بكت وتنهد يشد عليها وده يبدل كل هالخوف امان وكل هالدموع ضحكات وده هالحضن من حب و غرام مو مجرد احتياج واكمل : لا تبكين وانتِ اخت مُهاب وقف السلك العسكري كله تهقين يعجز يردّها ؟
ابتعدت عنه تشوفه يحاوط وجهها يمسح دموعها بابهامه : ارجعي البيت وانا اطمنك اتفقنا ؟
هزت رأسها برفض : ماودي 
لكنه رفض بشدة مكمل : بترجعين مُهاب مشغول ورى زوجته لا تشغليه وتشغليني البيت امان اكثر لك وبعلمك بكل شيء وعد ..
تنهدت بتعب تتفق معه وابتسم بهدوء يطمنها : بس توصلين دقي علي ، كل شيء بيكون بخير سمر..
هزت رأسها ونزل يشوفها تسوق يتبعها بنظره حتى اختفت عن انظاره وتنهد يشوف جهاد مهلوك يدور بشركة للمرة المليون ويركض في كل مكان وسحب علبة ماء يمشي يناوله ..

23



        
          

                
نرجع بالأحداث للورى ..

+


بعيد جدًا عن ضجيج المدينة وسط الصحراء القاحلة وفي مكان مهجور عن متوارى البشر في ظُلمة الليل الحالكة و عواء الذئب ونور القمر الخافت ، خارج السيارة يقف ثلاث رجال بامر من ذاعر نطق الاول : باقي نايمه ؟
ليردف الثاني : ايوه ذاعر قال بعد الساعه وحده ننقلها سيارة ثانية نتركها بالمستودع هناك تبقى حتى يلقاها احد
ليكمل الثالث : لا تنسى اذا وصل زوجها وش لازم نسوي

2


بداخل السيارة فتحت عيونها بالم شديد تحسّه برأسها و دوخه قويه ورغبه في الاستفراغ بشدة التفتت حولها تشوف نفسها بسيارة مرمية تحاول تسترجع الاحداث كلها 

+


بسبب ذاكرتها المضببه حتى بدأت تتسع حدقة عيونها بشدة تتذكر اللي صار وارتجفت برعب تسمع اصوات من الخارج وتحركت بخفيف تمد يدينها لشنطه طايحه بالارض تدخل كفوفها تسحب جوالها برعب تشغله بعد ماكان طافي ورفعت رأسها تشوف واحد منهم جاي وتقدمت بسرعه تفتح الباب الثاني تركض وبيدها الجوال تصرخ باسم واحد وعلو واحد ونفس واحد : مُهاب ..!
قالت اسمه وحده تكرره في صدى الصحاري تستنجد فيه وحده تطلب نجاته هو تدور طيفه واسمراره ترتجي حضنه ولهفة كفوفه تبكي برعب وخوف بث بقلبها وزعزع امانها ثلاث رجال وبنت وحده مهما بلغت قوتها ماتقدر تغلبهم وهم كلهم خلفها حتى تعثرت يطيح جوالها يحوطونها الثلاث رجال يمنعون حركتهم وصرخت تبكي تقاوم تضرب تبذل كل جهودها هباء منثور وسحبوها متجاهلين الصراخ يركبونها السياره بتوجيه احدهم سلاح مردف ؛ ولا حركة ولا والله افرغه برأسك
صرخت بوجه بقوه رغم كل خوف يسكن ضلوعها : تخسي ياكلب تفرغه انت تعرف انا زوجة مين ! والله يهدّ الدنيا عليكم والله!
قالتها بثقة فيه وفي حميّته نحوها ولا ردوا عليها وصرخت بغضب : مين موصينك عقاب صح ؟ الله ياخذه الكلب الجبان ابعدد عني !
ناظر لها بغضب : لا تتحركين قلت !
رفعت وجهها نحوه تتفل عليه واغمض عيونه بصدمه يتمالك اعصابه وحرك بعيد عن المكان في طريق مستقيم حتى وصل لخرابة اشبه بمستودع قديم نزل يسحبها رغم كل مقاومتها وصراخها تطلب النجدة : ساعدوني احد يسمعني ! 
وضحك واحد منهم : تراك في الخلاء حتى الجن مايسمعون
دخلوها اجبار عنها يرمونها بالمنتصف وطلعوا يقفلون الباب عليها ركضت ترفع كفوفها تضرب الباب مره ومرتين وثلاث وعشر مرات من غير اي جدوى ولا فائدة بكت بتعب تجلس في الارض تضم رجولها تتجمع عليها كل ذكرياتها السيئة ومثل عادة كل انسان اذا بث في قلبه الرعب يكون اول اسم يردده " امي " من غير اي شعور تنادي عليها و لا ردت وبكت تنادي " ابوي ، باسل " ولا احد منهم كان عنده رد وانهارت تصرخ بشدة تنادي "مُهاب تكفى مُهاب " قالتها باحتياج وضعف تدور عليه في سواد المكان توقف تمشي تدور على نور او مخرج وطاحت تصرخ من دخول زجاج كفوفها وبكت بضعف وقلة حيلة ماتقوى هالمرة ابدًا ماتقوى انهد حيلها ضربه رأسها ونزيف كفوفها وظلام عيونها وضعف جسدها كل هذي تراكمات تهد جبل مابال ببنّية ولباس القوة المعتادة عليه تمزق وطاح وبانت في ضعفها واحتياجها تهمس باسمه تكرره وتثق فيه ..


51



        
          

                
عند مُهاب

+


مايدري هو وين وكم طريق لف وكم سيارة وقف يتوه وضايع يمشي يدور في الوجيه تائه وعيونها توهوه يداهمه صداع شديد ومابين الثانيه والاخرى تضبب عيونه وتظلم ويحاول يهدأ ويفشل كل مرة يفشل ورغم من سكون ملامحه ورمشه الا ان بداخله معارك وقتال وجثث على قارعة الطرقات وصراخ وآهات وتعب يسع بلد ، وقف سيارته بمنتصف الطريق يرفع كفوفه لشعره يشدّه مايقدر يستوعب تضيع من يدينه ولا يستوعب انها تخاف وهي زوجته مابقى له للجنون الا هي فقدانها اعلان لفقدانه عقله لا محالة ، الساعة تشير للواحدة بعد منتصف الليل ودوامها كان ينتهي الثانية ظهرًا هذا يعني انه مر على اختفائها مايقارب ١٢ ساعة وهذا امر جنوني مايستحمله ويلوم نفسه مليون مرة انه دخلها الشركة وانه غير محيطها وجعل الوصول لها سهل ، رمش يسمع صوت الانذار من جواله ورفعه بيدين مرتعشه يوصل له ان جوالها فتح وتنفس يحسّ بكمية الهواء تتدفق في رئته لان موقعها تحدد امام انظاره وحرك بسرعة يرسل الموقع لراجس ويتصل عليه بامر واحد : الحقوني على الموقع جيب معك دوريات وإسعاف احتياط 
قفل منه يتعدا سرعته لوهلة يحسّ ان السيارة بتطير من سرعتها يشوف الطريق يوصله لمكان معدوم الحياة قريب من البراري وظُلمة لا نور ولا سيارات وغالبًا طريق سفر مهجور وهمس : مين وصلك هنا يا ثُريا مين !
يتبع الموقع بدقة يحاول الوصول وخلفه كل الدوريات اللي وصلت بسيارات شرطة وإسعاف رغم انه يدعي مايحتاج لإسعاف ابدًا ، وصل للمكان وناظر مافي اي شيء حوله نزل من السيارة وبيده جواله يشير للموقع ومشى على اقدامه يحاول الوصول للموقع بضبط يفتح كشاف جواله للارض ورمش مرة ومرتين يشوف جوالها بالأرض بعد ماطاح منها اثناء ركضها ، اغمض عيونه يرفعه ترتعش اطرافه يشوف الدوريات وقفت حوله ونزلوا اولهم شدّاد اللي تقدم نحوه : هذا جوالها ؟
هز رأسه بالإيجاب يردف : طاح عليها ، كانت تهرب!
قالها تخمين منه لان مافي اي تفسير اخر وتنهد شدّاد يشوفه يغمض عيونه يبلع ريقه وتقدم نحوه : اهدأ مُهاب
هز رأسه برفض يردد : مقدر شدّاد مقدر كانت تهرب يعني خايفة يخوفونها شدّاد !
قالها بنبرة تخلي الجبل ينهدّ نبرة المحروق المقهور الخايف عليها مايقدر يستوعب وش تحسّ فيه الآن والخوف المحاوط لها مايقدر يكون بعيد وهي بحاجته الآن ، تنهد شدّاد مايقدر يلومه ورفع كشافه مُهاب ينير الارض ونطق : هذي اثار سيارة انا بتبعها وقسم الدوريات 
ما انتظر اي امر وهو يركض لسيارته ورفع شدّاد يدينه بامر : كل دورية في اتجاه والفرقه الثانية ودورية تتبع النقيب
ومشى لسيارته يلحق مُهاب اللي شغل نور السياره يمشي على اثار سيارتهم يدعي انها توصله لغايته و مُناه ..
الخرابة ..
وقفوا الثلاثة خارج الغرفه ينتظرون الاوامر ودق جواله يرد على ذاعر اللي نطق : ياغبي انت وهو ماقفلتوا جوالها حددوا موقعها!
قالها لان الخبر وصل لهم ان مُهاب قدر يحدد موقعهم ونطق بخوف : وش نسوي الحين ؟
ذاعر ؛ نفس الاتفاق صبوا الديزل على البيت وبس يقرب النقيب احرقوه واهربوا
هز رأسه بفهم : امرك
قفل منه يسحب الديزل ويناول رفاقه : وزعوه 
هزوا رأسهم يوزعونه يصبونه من الخارج اثناء ماكانت تسمع اصوات مثل تدفق الماء وبلعت ريقها توصل لها الريحة لانهم صبوا على الباب اللي كانت جالسه بجواره وارتعشت اطرافها ماتتخيل انها ممكن تموت محروقة ماتستوعب انها تتعذب حتى تطلع روحها ماتقدر تكون نهاية الحكاية مأساوية لدرجة ذي من غير العدل ان يعيش المرء في بؤسه حتى موته على الاقل ليكون لحظة موتها اكثر فرحًا ، بكت تضرب الباب تردف : عقاب يا كلب الله ياخذك ياجبان يا عديم الرحمة الله ياخذك
ضربت الباب بقوة تبكي : ساعدوني احد يسمعني ساعدوني..!
قالت اخرها وهي تطيح بالمنتصف تبكي تفقد الامل من النجاة ينتهي بها السبيل في النهاية تموت لوحدها ولا يُرثى عليها يتحول النور لرماد وتنتهي الحكاية تُختم بان العذاب كان أزلي وان النور مجرد خدعة والحكايات الحزينة لا تتحول لسعيدة ابدًا والوحش لن يتحول لامير ولو قبلته مئة فتاة و الفارس المنقذ محض خرافة والنهاية لا يمكن تغيرها حتى وان قرأت القصة مرة اخرى ..

75



        
          

                
بالخارج
التفتوا الثلاث رجال يسمعون صوت سيارة تقترب وبعدها سيارات شرطة ونطق اولهم : نحرق ؟
هزوا رأسهم ورمى عود الكبريت تندلع النيران والسنة الهب تتسابق من يحرق اكثر وبث النور بالمكان نورًا من لهب ونيران الغدر توقفت سيارته بعد دقايق يبرد اطرافه يشعر بخفقان قلبه ينزل ويدينه على خصره تسحب سلاحه يحاول يكذب ظنونه انها ممكن تكون بداخل هذي النيران وكل ظنونه تبدلت ليقين من شاف الرجال الثلاث يركضون لسيارة ورفع سلاحه يركض يطلق على واحد منهم تصيبه في رجله يطيح في الارض يصرخ ولا انقذوه الاثنين يركضون لسيارة اثناء نزول شدّاد يركض كانه في العشرين يشوفونه العسكر اللي نزلوا لأول مرة في وضعه هذا يطلق يصيب كفران السيارة وزجاجها يمنعهم من الهرب وركضوا العساكر يحاصرون سيارتهم ..

+


بينما عند مُهاب اللي كانت خطواته تنثر التراب وصوته يعلو صداه يردد اسمها بجنون : ثُريا !
كانت تكح بقوة يدخل الدخان رئتها تناظر لنيران من حولها يطيح الخشب وتصرخ توقف بالمنتصف لأول مرة تحسّ ان لنيران صوت وكانها تصرخ من حولها وهي تدور بمكانها ،
واخيرًا بعد ما انقطعت كل سُبل الامل وانعدمت الرغبة في الحياة بعد ما كررت الشهادة ستين مرة ورأت النهاية مئة مرة كُتبت القصة من اول وجديد حين سمعت صوته هو وحده يناديها وسكن الموج عيونها تبكي تردد بصوت مبحوح قاتل : مُهاب !
تصرخ تبيه يسمعها رغم انه مايحتاج صراخها دائمًا يسمعها مُهاب ..
واقف امام الباب وصوتها اللي سمعه هو طوق نجاته من الجنون والهذيان ولان لا وقت لتفكير في حلول فنار تآكل المكان ركض يدفع الباب بكتفه ! 
الباب المحترق حتى انه ماصار واضح من شدة النيران وهذا سبب لاحتراق بدلته العسكرية من جانب كتفه اللي يضرب فيه ماكانت البدلة فقط تحترق لان قوة النار وصل لكتفه وبداية ظهره يحترق معه مثل قلبه اللي يحترق ويطيح الخشب بسبب تآكله وتفز روحه من وقوفها امامه يناظر لها بكتف تآكل النيران منه ولا يحسّ ويده فيها سلاحه وهي امامه تبكي بصورة ضعف للمرة الاولى يرأها وهذا سبب انه ينهلك من منظرها ، ركض نحوها ورفعت يدينها تحضنه تبكي وهنا بذات هي استراحت كانها وصلت لبيتها ، لحضنه ..!
حاوطها بكفوف تحمل النيران والسلاح يحسّها تنتهي وتذوب بين كفوفه تفقد وعيها تهلك في احضانه وبدأ المكان ينهار يشهد قطعه الخشب بتطيح عليهم وحاوطها يخبيها بحضنه يغمض عيونه من قوة ضرب الخشب على نفس كتفه الايسر ، دفعه بيد يشوف العسكر يرشون الماء المتوفر عندها وانزلها يبعد بدلته العسكريه ينفذ نيرانها يطفيها ويغطيها يرجع يرفعها بين كفوفه ويطلع وهو يسمع صراخ شدّاد : بسرعة !
طلع تحت حماية العسكر وهي بين احضانه يغطيها من الاعلى بدلته ، الرجل اللي كان بنظرهم صخر قاسي هو الآن يمشي بهدوء بين عشرات الدوريات بكتف محترق وفي حضنه فتاة يحملها كمن يحمل روحه بين يدينه ، محد قدر يرفع نظره ابدًا لان الموقف ماكان هيّن عليهم من منظره ينتظرون صراخه وهو ثبات يضعها في النقالة يسعفها المسعفون ركضًا لسيارة الاسعاف ، والتفت لشدّاد اللي سحبه غير مستوعب كيف دخل لانه يذكر راجس صرخ بقوله " حضرة الفريق الاول مُهاب داخل !"
وكيف رفع نظره يشوف البيت يحترق وانتفض قلبه بين ضلوعه خوف على ولده يركض يصرخ " جيبوا ماء "
وكل واحد منهم يطلع اللي يقدر عليه وكسروا جزء كبير من الجدار وماحوله يخففون نيرانها لاجل يطلع ولا تنفس براحة حتى شافه يطلع ..
رفع شدّاد كفوفه لوجهه يشوفه ساكن وهذا ارعبه اكثر من اي شيء اخر السكون هذا يهدّه يدري انه يحترق من داخله وهو مايبي يتحول لرماد مايبيه يكبت غضبه ويموت من قهره يبيه يهدّ الدنيا عليهم راضي ناظر لكتفه والحرق فيه والرماد بوجهه وكفوفه ونطق : لا تكبّت لا يحترق جوفك وانا ما ادري رجيتّك
مايدري ليه قال كذا وهو يناظر لعيونه ونطق مُهاب بصوت هادئ وبغضب يعرفه شدّاد حيل : النظرة اللي كانت في عيونها شدّاد ثمنها روح عقاب ..!
مشى يتركه يدخل سلاحه ويركب سيارة الاسعاف تارك سيارته بمفتاحها لاجل ذا ركبها راجس واخذ شدّاد الثلاث رجال مع العسكر للقسم يتأكد انهم في السجن لاجل التحقيق ويرجع المستشفى لمُهاب ..

53


سيارة الاسعاف 
رمش يشوف الاكسجين يتوسط ملامحها وجلس بجوارها بهدوء يناظر لها مابين وعي واللاوعي وضعوا شاش مؤقت على رأسها وكفها المجروح ورفع يده يمسح وجهها بخفة تحديداً خدها يبعد الرماد يسمع المسعف : حرق كتفك من الدرجة الثانية لازم له تطهير وتدخل 
مارد ماهتم مستعد يحلف ان احتراقه ما أوجعه كثر نظرة عيونها كأنها تقول " ليه تأخرت ؟ " هُلك لدرجة لا توصف لو يحرق الدنيا كلها ما كفته والله ما كفته ..!
فتحت عيونها تناظر له رماد في وجهه سكون تعرفه ونفس النظرة المعتادة ، رفعت يدها تبعد الاكسجين تناظر له تهمس بتعب : جيّت ..!
هز رأسه بتآكيد يعدّل الاكسجين لها : اجيّك دايم انا اجيّك ..!
رمشت تناظر له بسكون حتى اغمضت بعدها بتعب من ثقل هالليلة وكثرت الاحداث عليها وانتهت طاقتها ولا بقى فيها حيل واستمر يحرك انامله في وجهها بهدوء يتخيل كل السيناريوهات الممكنة اللي كانت بتصير ويشد على فكه وكفه وناره تشب بجوفه لكن أولويته الآن سلامتها وبيأخذ كل واحد منهم حسابه والله مايقصر فيهم وهذا عهده ..

41


قصر متعب

+


هذا اتصالها الالف على فراس وكل مرة يقول لها "مافي خبر " تنهد اكثر واكثر الا هذا الاتصال كان نجاتها تسمعه بصوت فرح : لقينها الحمدلله التقت
بكت بتعب ماتستحمل كل هذا الخوف : الحمدلله يالله وينها الحين؟
تنهد يوقف عند المستشفى بعد وصول مُهاب قبلهم : المستشفى 
شهقت ترسم مخيلات مأساوية : ايش فيها فراس تكفى لا تكذب علي
تنهد بتعب : اهدي سمر مافيها شيء جرح بسيط يتأكدون من سلامتها 
سمع صوت بكائها يزداد : اي مستشفى بيجيك ماقدر اتركها لوحدها بكون معها
ولانه عارف مقدار الرعب اللي كانت تعيشه ماقدر يفرط فيها : بجيك انا و ادخلك عندها تشوفينها مسافه طريق
تنهدت براحة تردف : انتظرك 
قفلت ومشى نحوها اثناء وصول شدّاد نزل خلفه الفرقة وكم عسكري بامر : راجس واللي معه خلوكم بالمستشفى حميد انت مسؤول عن الكلاب اللي في السجن خذ أيمن معك
انتشر صوت حميد وأيمن بنفس اللحظة : امرك
ومشوا راجعين للقسم اما فراس وأيهم دخلوا معه ورفع راجس جواله على جهاد لانه وعده يوصل له اي خبر وعلمه انهم بالمستشفى ودخل بعدها يلحقهم ..

2


العشرين من هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close