رواية عودة بدران المر الفصل التاسع عشر 19 بقلم هدي زايد
الفصل التاسع عشر
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
نظرت" تولين " له و قالت بنبرة مغتاظة
- وكمان ليك نفس تهزر ؟!
- اومال المفروض اعمل إيه يعني و أنا بسمع العته دا ؟!
- معرفش و لو سمحت خليني امشي من هنا
كلدت أن تتجاوزه لكنه قبض على ذراعها بقوة و قال:
- تمشي تروحي فين ؟!
- امشي اروح بيتي !
هدر" بدران" بصوته و قال:
- انهي بيت بالظبط بيتك اللي في أبوكي وانا و لا بيتك اللي في واحد غريب لا تعرفي و لا يعرف انهي بيت ردي عليا ؟!
ردت بتعب و هي تحاول فك قبضته من ذراعها قائلة:
- حاسب يا بدران بتوجعني
دفعها بعنف لتهوى بجسدها على الأريكة الجلدية اقترب منها و قال بأعين تملؤها الغيظ و الغضب الشديد
- و أنتِ بعاميلك دي مبتوجعنيش نظرات الناس و لا كلامهم عليا و أنا بسمعهم بودني بيسبوني في عرض و شر في دا مبتوجعنش ردي عليا ساكتة ليه ؟!
انكمشت حول نفسها محاولة حماية وجهها ظنًا منها أنه سيضربها اجبرها على النظر في وجهه لترد بنبرة مرتعشة قائلة:
- أنت ليه بتخوفني منك هو أنت فعلًا كنت بتضربني ؟!
نظر لها و لجسدها المرتعش استقام بجسده وقال بصوته الجهوري و هو يزيح كل الاشياء الموضوعة على سطح المكتب الزجاجي و قال:
- يا اللــــه يا ولي الصابرين
زاد خوفها و رعبها الشديد منه على ما يبدو أن "زهران" على حق و أنه ذاك العنيد المـ ـتغصب ابتعد قليلًا عنها حتى يستجمع أفكارهُ من جديد
تنفس بعمقٍ قبل أن يخطو نحوها بخطواته الهادئة
جلس على الأريكة جوارها و بدأ يحدثها بنبرة اهدأ من ذي قبل
- تولين براحة كدا فهميني مين قالك الكلام دا احكي لي زي ما كنتي بتحكي لي !
كانت تطالعه بنظراتٍ تملؤها الخوف لكن لانت هذه النظرات حين حثها على التكلم دون خوف أو قلق بلعت لعابها ثم قالت بهدوءٍ
- أنا مش فاكرة أي حاجة ولا عارفة أنا ازاي و ليه رحت مع زهران أنا معرفش زهران اصلًا غير من فترة قصيرة و لما حاولت ادور على أهلي بعد خروجي من المستشفى قالي إن هما السبب في اللي أنا في دلوقت و ا....
رد بنبرة حانية و قال:
- كملي يا تولين اتكلمي أنا جنبك متقلقيش من حاجة و لا من حد
بلعت لعابها و قالت بتوتر ملحوظ
- أنا مش قلقانة من حد أنا قلقلنة منك أنت !
حرك رأسه علامة الإيجاب وقال بنبرة حانية
-متقلقيش يا حبيبتي أنا مش هأذيكي مهما حصل
تابع بنبرة جادة قائلًا:
- و لو مش عاوزة ترجعي البيت مافبش مشكلة هسيبك تروحي مكان ما تحبي
رفع سبابته و قال بجدية:
- بس بعيد عن زهران أنا هشوف لك مكان يكون خاص بيكي أنتِ،بس أنتِ احكي لي إيه اللي حصل تاني بعد ما خرجتي من المستشفى ؟!
- أنا مش عارفة بجد حصل إيه أنا زي التايهة و مش فاهمة حاجة من اللي بتحصل حوليا أنا فجأة لقيت واحد واقف قدامي بيقولي حمد لله على سلامتك يا تولين واخدني وخرجنا من المستشفى لا عارفة دخلتها ازاي و لا ازاي خرجت منها بالسهولة اللي خرجت بيها دي بس اللي عرفته و فهمته إن اللي اسمه زهران دا مفتاح لأي باب مقفول، أي مكان صعب تدخله يدخله بكل سهولة و اي حاجة ممنوعة و مستحيل تتنفذ بنظرة بس منه هو ينفذها خرجت من المستشفى و قالي إني احنا كنا بنحب بع و خلاص هنتجوز بس بابا جوزني ليك بالعافية و أنت
سألها بهدوءٍ مريب و قال:
- أنا إيه ؟!
أجابته بضيق من حالتها التي وصلت إليها و قالت:
- إنك مش سهل و عصبي و إنك اول يوم جواز رمتني بعد ما ضربتني و بهدلتني و كمان ا غتـ صبتني و كـ...
قاطعها " بدران" و قال بهدوء عكس الفوضى العارمة التي تجتاحه الآن
- تولين أنا و أنتِ متجوزين ايوة دا حصل غصب عنك ؟! لا طبعًا، برضاكي و برضا باباكي عم رضوان رميتك في الشارع. لا مستحيل اعمل فيكي كدا تولين أنا و أنتِ كنا واخدين مرحلة حلوة اوي في حياتنا سوا بس محصلش أي حاجة بينا
تابع موضحًا وقال:
- اقصد محصلش أي علاقة كان مجرد تعارف زي ما بين أي اتنين ولما كنا هناخد الخطوة الجد في علاقتنا أنتِ سبتي كل حاجة ومشيتي
وثب عن الاريكة متجهًا حيث المكتب بدأ يقلب بين الدفاتر حتى عثر على ورقة خاصة بها عاد إليها سريعًا و قال
- دا جواب بخط ايدك سبتي لي الجواب دا مع واحد من الأمن يوم الافتتاح كنت فامر إن كلام نابع من قلبك فعلًا لحد ما دورت عليكي و عرفت إنك مع زهران و صفوت
استوقفته متسائلة بفضول:
- صفوت !! مين صفوت ؟!
- دا صفوت دا المفروض انه ابن عمك، صفوت دا كان بيحاول بشتى الطرق يوصل لزهران و يعمل معاه شغل كبير عشان يكبر هو كمان بس وجودي في الشركة د مر له كل خططته دي و مبقاش عارف يتنفس فيها لأن الكلمة هنا كلمتي أنا و بس
-و هو فين دلوقت ؟!
- صفوت و عمك و عمتك باعوا نصيبهم من الشركة و هربوا برا مصر سافروا على اليونان و للأسف البوليس المصري مش هيعرف يقبض عليهم عشان مافيش اتفاقية تسليم بين الدولتين بس أنا مش هسكت و هرجعهم و بطريقتي بس ابوكي مش راضي و محلفني ما اعمل كدا
نظرت له و قالت بتساؤل
- هو بابا طيب بيحبني و لا زي ما زهران قال قاسي و ميعرفش الحنية ؟!
رد " بدران" و قال بضيق
- أنا مش فاهم المتخلف دا ليه زرع في دماغك الكلام الفارغ دا هيستفاد إيه مش فاهم ؟!
ردت " تولين " و قالت بهدوء
- علياء بتقول إن كل اللي قاله زهران دا حصلها هي و هي كمان مستغربة ليه عمل كدا و ليه بيقول كلام محصلش و مليش علاقة بي
- تولين ارجعي بيتك أنتِ متعرفيش باباكي محتاج لك قد إيه قلت إيه ؟!
طالعته لدقائق قبل أن تقول بهدوء
- أنا مش عارفة اقولك إيه أنا يمكن مكنش حاسة برعب و خوف زي الاول بس بردو قلقانة أنا مش عارفة أنت بتكدب عليا عشان ارجع معاك و تعمل فيا زي ما زهران كا بيقول و لا أنت فعلا كويس
- يعني إيه ؟!
- يعني اديني فرصة ارتب افكاري أنا لسه لحد دلوقتي مش قادرة افتكر أي حاجة من اللي حصل لي قبل أنا كل اللي أنا فاكراه هو إن أنا كنت في مكان شبه دا كدا و بلف حولين حد عشان اتكلم معاه و حاجات افتكرها زي اني في جنينه أو حاجة شبها كدا و في زرع و ارجع اشوف اطفال قصاد فرحانين و بيتنططوا من الفرحة عشان ماكسين فانوس رمضان أنا مش عارف أنا فين وقتها ودا بعمل إيه ولا أنـ...
رد " بدران" و قال:
- هخليكي تفتمري كل حاجة متقلقيش اصبري بس أنتِ و هخليكي تفتكري كل حاجة واحدة واحدة كملي علاجك عادي و اعملي اللي الدكتورة علياء بتقولك عليه و سيبي الباقي على الله ثم عليا المهم دلوقتي ترجعي بيتك ابوكي قلقان عليكي و مبينامش الليل
- طب و زهران ها تقوله إيه ؟!
رد بعصبية و قال:
-وهو مين زهران دا كمان عشان اخد منه أذن إن شاء الله
تابع بغضبٍ مكتوم و قال:
- تولين متخلنيش افقد اعصابي من فضلك سيبك خالص من زهران و هخليكي معايا و ارجعي بيتك ووريني اللي اسمه زهران دا ممكن يعمل إيه معاكي !
- أنا كدا بدأت اخاف منك تاني
ابتسم لها و قال:
- لا متحافيش بكرا لما ترجع لك الذاكرة هتفتكري إن بدران المُر عمره ما كان وحش معاكي بالعكس أنتِ الحاجة الوحيدة اللي شافت الحلو اللي في بدران المُر .
******
في مساء اليوم التالي
كانت " تولين " جالسة داخل شقة " علياء" و التي قدمها " بدران" كـ هدية بعد أن انفصلت عن زوجها ظلت تستمع لتلك المسكينة التي سردت كل شئ يمر أمامها أو تراهُ في أحلامها، كانت تتخذ دور المستمع الجيد جدًا تتدون كل ما تتفوه حتى توقفت عند جملتها الأخيرة حين قالت:
- و مش عارفة مين فيهم الكداب و مين الصادق زهران فعلًا بيقول الحقيقة ولا بدران بينكر اللي حصل وعاوزنا نفتح صفحة جديدة وبيستغل فقدان ذاكرتي ؟!
- طب و أنتِ إيه اللي يخليكي متأكدة اوي كدا إن زهران بيقول الحقيقة ؟!
رفعت " تولين " كتفيها و هي تقول بنبرة حائرة
- مش عارفة بجد مش عارفة بس اللي مخليني مصداقاه إنه مثلا كويس معايا محاولش يضايقني أو يقرب مني بيعمل كل اللي بطلبه بدون مناقشة بيرد على كل سؤال بإجابة منطقية بجد مش عارفة ليه مصدقاه !!
- طب و بدران لما سألتيه و لما سمعتيه كان إحساسك إيه ؟!
تنهدت بعمق وهي تنظر لها بنبرة حائرة
- بردو مش عارفة في حاجة شداني لي حاجة بتخليني ارتاح في الكلام معاه حاجة بتقولي إنه فعلا بيتكلم بجد حتى لما اتعصب و احنا بنتناقش مع بعض اتحكم في غضبه مني عكس اللي قاله لي زهران إنه من أقل حاجة يمد ايده عليا !!
نظرت لها " علياء" ثم قالت بجدية
- بصي بقى و اسمعيني كويس اوي زهران جايز يكون في صفات كتيرة اوي حلوة و صح أنتِ مكدبتيش فيها بس الحاجة الوحيدة اللي غلط هي إن اللي حصلك دازكله حصلك اصلًا
- يعني إيه ؟!
- يعني أنا اللي جوزي ا غتـ ـصبني فعلًا و أنا اللي ابويا رماني له مقابل شغله و إنه ميعلنش افلاسه و أنا اللي اترميت عشان قلت اجوزي و شغله الوحش لا مش عاوزة اكمل معاك بالطريقة دي و فضل ملففني محاكم مصر كلها وراه لحد ما اخدت حكم بالطلاق في المقابل بقى جوزك الأستاذ بدران الله يبارك له جاب لي الشقة دي بعد ما طليقي قفلي ابواب الدنيا كلها في وشي بسلطته شغلي رجعت له بعد ما كان سبب في طردي من المستشفى ووووو مش هقدر اعد لك اللي عمله طلقيي و اللي عمله جوزك قاصده بس يكفيني إني اقول إن الراجل دا بعد ربنا سبحانه و تعالى كان السبب في اني ارجع اقف على رجلي من تاني زهران عمل كدا ليه معرفش عاوز يوصل لإيه بردو مش فاهمة بس أنا لازم اقعد معاه و أعرف هو في إيه في دماغه بالظبط ولحد دا ما يحصل خليكي قعدة معايا و امشي على علاجك و نفس الوقت تحاولي تسترجعي ذكرياتك مع بدارن و باباكي كتر القعدة معاهم هتفيدك جدًا صدقيني .
**********
بعد مرور أسبوع
لم يحدث فيه شيئًا جديدًا يذكر سوى تقرب "تولين" من "بدران " و الإستماع له و لذكرياتها القليلة علها تتذكر أي شيئًا عنه و عن أبيها الذي لم تحاول حتى مقابلته طيلة هذه المدة بسبب حديث " زهران" عنه أما " علياء" كانت تباشر عملها من ككل يوم و قبل أن تغادر عيادتها الخاصة، طرقت الممرضة باب غرفتها ثم ولجت وهي تقول بإبتسامة بشوشة
-أنا آسفة يا دكتورة بس في كشف جديد
-أنتِ مش قلتي إن آخر واحد هو اللي خرج من شوية ؟!
-اه بس هو صمم إن يكشف و قال إنه تعبان اوي
-طب دخلي و متقبليش أي كشوفات تاني أنا تعبت النهاردا بجد
-حاضر
بعد مرور دقائق معدودة
أنت بتعمل إيه هنا اتفضل اخرج برا و ياريت ماشفش وشك الكريم دا تاني !
قالتها " علياء" وهي تقف عن مقعدها مشيرة بيدها تجاه باب الحجرة بنبرة حادة صارمة و ملامحة غاضبة بينما هو كان يسير تجاه سرير الكشف مدد جسده بهدوءٍ ثم نظر لها و قال:
- أنا تعبان يا دكتورة و دافع حق الكشف عشان حضرتك تكشفي لي
- و أنا مبكشفش على حد مريض زيك و اتفضل برا لو سمحت
نظر لها نظرة معاتبة ثم قال:
- المفروض إنك حالفة علي قسم إنك تساعدي أي مريض يحتاج لك و متتأخريش عنه مهما حصل !
- مرضك ملوش عندي علاج
بعد مرور عشر دقائق كاملة من المحاولات فشل في استعطافها نهض من سرير الكشف و بداخله غيظٍ شديد وقف مقابلتها ثم قال بنبرة مغتاظة
- طب على فكرة بقى أنتِ دكتورة مش شاطرة و أنا كنت حابب انفعك و على فكرة بردو أنا هنزل من هنا على نقابة الاطباء و اقدم فيكي شكوى
نظرت له و قالت بتساؤل
- و يا ترى بقى هتقولهم إيه ؟!
ابتسم لها بخفة ثم قال بنبرة حانية
- هقولهم قاسية عليا و مقوية قلبها و إن معروف عن الدكاترة انهم ملايكة رحمة بس رغم كل القسوة أنا بردو بحبها و شاريها و عشانها اعمل أي حاجة تطلبها مني
أشارت بيدها تجاه باب الغرفة و قالت بنبرة آمرة
- يبقى تتفضل تطلع برا بدل ما أنا اللي اطلب لك البوليس و اقولهم إنك مختل و محتاج مستشفى المجانين
رد بنبرة مغتاظة وقال:
- يعني مش عاوزة تحني ؟!
- لا
- طب أنا بقى مش ماشي من هنا غير لما اخد حق الكشف بتاعي !!
- بس كدا ثواني و يكون عندك
لحق بها قبل أن تخرج من حجرة الكشف، قبض على مرفقها برفق ثم قال بلهفة
- استني بس أنا بهزر معاكي
أشارت بيدها مانعة اياه من التقرب إليها وقالت:
- من فضلك يا زهران تطلع برا و ياريت متلمسنيش تاني
- طب مش هاقرب لك بس خليني اتكلم معاكي خمس دقايق بس خمس دقايق بس والله يا علياء
عقدت ساعديها أمام صدرها ثم قالت بنبرة جادة
- تمام اتفضل معاك خمس دقايق و بس
- طب هنتكلم و احنا واقفين ؟!
- هتتكلم ولا الغي الخمس الدقايق
- هتكلم هو أنتِ حد يقدر يكسر لك كلمة
- ضاع من وقتك دقيقة
رد بنبرة معارضة قائلًا:
- لا أنا مبحبش كدا سبيني اخد راحتي انا دافع حق الكشف و كدا كدا أنتِ ماعندكيش حد غيري
- لا عندي
سألها بنبرة تملؤها الغيرة
- عندك مين يعني ؟!
أجابته بجدية
- عودي تولين البنت المسكينة اللي بهدلتها معاك وفرقت بينها و بين جوزها عشان تسفترد بيها و لـ....
بس بس بس إيه راديو و اتفتح في وشي ما براحة يا ماما مالك بس ؟!
قالها " زهران" و هو يشير بيده ليسكتها بعد أن القت فوق رأسه كومة من الإتهامات الباطلة من وجهة نظره تركها ثم اتجه حيث المكتب، طالعته حتى استقر على مقعدها بأريحية، بينما جلست هي على حافة سرير الكشف تستمع له حين قال بجدية:
- بصي أنا هو أنا مش عاوز اتكلم في كلام قديم و مش هتعرفي تفهمي
- ليه ؟!
- اصله أكبر من مخك و عاقلة مش هيستوعبه أصلًا و مش بعيد تقولي عني كداب
تابع بجدية قائلًا:
- بس أنا هتكلم في الجزء اللي يخص تولين وبس و اللي بالمناسبة يعني طلعت لي زي القضا المستعجل كدا من حيث لا أدري، كنت مضطر اكشف لها حاجات كدا و اخليها هي اللي تبقى معايا بدل ما تبقى عليا بس هي من غبائها حبت تحشر نفسها في كل حاجة وتعمل نفسها فاهمة لحد ما وقعت في شر اعمالها
ردت " علياء" مقاطعة بنبرة ساخرة
- قصدك أنت يا زهران !
- مختلفناش كتير، المهم لغطبت لي كل ترتبياتي ومعرفتش اتصرف فجأة ابن عمها كان عاوزة
يقـ ـتلها و هي نفس الحكاية قام وهو بيدافع عن نفسه زقها وقعها على دماغها و قعت على حديد الخبطة كانت جامدة جري و سابها بعد ما كان فاهم إنها ما تت و شيلتها ودتها المستشفى
ردت " علياء " بنبرة ساخرة قائلة:
- إيه الفيلم الهندي اللي أنت بتقوله دا ؟!
رد بنبرة صادقة قائلًا:
- و الله دي الحقيقة عاوزة تصدقي صدقي مش عاوزة عندي كاميرات المراقبة اللي في الشوارع والجراچ تثبت كلامي و اللي بالمناسبة كانت السبب في انها تطلعني براءة من قضية شروع في قـ ـتلها
ردت " علياء" بجدية وهي تستجمع أطراف الحديث منه و قالت:
- أنت كنت تقصد بإن جوزها اللي ضر بها و رماها في الشارع هو ابن عمها مش كدا ؟!
تنهد بعمق وهو يقول بإيماء من رأسه
- اه هو و معرفش قلت كدا ليه بس لاقيتها تايهة وم عارفة نفسها ولا هي ساكنة فين و لما البوليس سألها عن جوزها دا قالت مش فاكرة وأنا قلت معرفوش و إن أنا كنت معدي بالصدفة وبحاول ادافع عنهاو ستر ربنا عليا إني فعلًا كنت جاي متأخر عن معادي و بان في الكاميرا كأني معدي صدفة يعني لو عاوز ارتب الحوار مكنش هيطلع بالشكل دا ، معرفش ليه افتكرتك وقتها و افتكرتكل حاجة خصلت لك اتمنيت اكون وقتها معاكي و أنا ادافع عنك بعمري و اخدك و نهرب لاقيت نفسي بحكي لها اللي حصلك كأنه حصلها هي و كأني كنت بفضض معاها
- و بعدين ؟!
- و لاقبلين مافي حاجة حصلت تاني
- لا ازاي إذا كان جوزها قال إنه قرأ اسمك و اسمها في كشف الاسماء الركاب اللي رايحين رحلة اليونان ؟!
- ما هو دا كان مترتب فعلا و قلت هسافر أنا وهي بعد الحادثة بأسبوع بس هي لسه تعبانة و الرحلة راحت علينا و لما عدا شهر مكنتش طبيعية واتغيرت من ناحيتي و بعدها عرفت إن البيه اللي اسمه بدران بيظهر لها و بيقرب منها بس مغير في شكله وظاهر باسم واحد اسمه فيصل و عرفت إنه اخوه باين اللي اتوفى
ردت متسائلة بفضول
- و أنت عرفت منين إن كل دا حصل ؟!
رد " زهران" ساخرًا وقال:
- لا ما هو أنا مش أهبل أنا عارف النفس اللي تولين بتتنفسه يعني قاعد دلوقتي معاكي وعارف إن جوزها اخدها على شقتهم في الحارة عشان تشوف أبوها
سألته بدهشة قائلة:
- يا نهار أبيض خا طفها ؟!!
ردت بنبرة ساخرة
- هو في راجل بيخطف مراته ؟! لا هو واد خبيث فضل يلف حواليها لحد ما ادها الأمان و لما بلعت الطُعم قام رجعها بيته تاني
ردت " علياء" بنبرة مغتتاظة
- و تلاقيك أنت اللي ساعدته طبعًا ما هو امور الخطف و البهدلة دي متجيش غير من واحد زيك !!
ارتشف رشفة من قهوتها ثم قال:
- إيه دا دي القهوة سادة أنا بحبها زيادة
- أنا بكلمك يا زهران على فكرة
- بتقولي إيه ؟! اه افتكرت لا أنا اساعد طوب الأرض الواد الرخم دا لا بس وقع في سكتي وطلب مني لساعده هساعده عادي بس بمزاجي بردو يلا مش مشكلة هو طيب و ابن حلال و يستاهل
- يستاهل إيه ؟!
- إيه ؟!
- إيه أنت ؟! بدران يستاهل إيه ؟!
- يستاهل مراته هو أنا قلت حاجة ؟!
- زهران لو حسيت إنك السبب في أذية تولين و لا جوزها اقسم لك لابلغ عنك البوليس و ما هتردد لحظة واحدة أنت سامع ؟!
استطرد قائلًا:
- أنا جعان هو أنتِ طبختي إيه النهاردا ؟!
- قوم من هنا قوم بدل ما ارتكب جر يمة دلوقت بسببك و بسبب برودك دا
- شفتي اخدتي مني اللي أنتِ عاوزاه و في الآخر رمتيني بس خليكي فاكرة لو سحبتيني تاني في الكلام همسك لساني و مش هحكي لك حاجة أبدًا .
ردت بتذكر قائلة
- هو أنت فعلًا اشتريت نصيب عم تولين و عمتها و بقيت شريك بدران
- اشتريته و بقيت شريكه من أسبوعين بس هو واد رخم مش راضي ياخدني معاه في أي خاجة بيعملها مش معترف بيا كـ شريك بس أنا مش هسكت على فكرة
- هتعمل إيه يعني ؟!
- هطلب بيتزا اطلب لك معايا ؟!
