اخر الروايات

رواية وجه في القلب الفصل التاسع عشر 19 بقلم جويرية احمد

رواية وجه في القلب الفصل التاسع عشر 19 بقلم جويرية احمد 


 الحلقة التاسعة عشر


تدقيق املائى ولغوى الكاتبة و الاديبة فاير فلاى




تنصت إلى الأمواج لعلها تعرفه فتحكى لها قصته طفولته وصباه وسر الحزن الذي يملأ عيونه هل كان يجلس هنا ليرى الغروب, أراه في خيالي طفل صغير يسابق الأمواج ويلعب مع الأصدقاء ويضحك فتبسم الأمواج, أراه صبى يافع وقد بني قصراً على الرمال ثم أتت الأمواج فهدمت قصره, وأراه شاب يجلس على الشاطئ يشاهد الغروب يرسم على الرمال قلب ويضع بداخله سهم, فهل جرح السهم قلبه وجعله حزين, ليت الأمواج تبوح بما يخفى من أسرار فهو مثل البحر هادئ وصافى ولكن يخفى بداخله الكثير من الغموض, أشعر أنه قريب أتمنى أن أراه


بسمة : هدى,هدى أنت على طول سرحانة كده ؟


هدى : ياه يا بسمة فيه إيه؟ شايفة الغروب قد إيه جميل


بسمة (تضحك ) : أكيد نفسك يكون معاك قلم وورقة وترسمي


هدى : أنت بتقولي فيها؟ ياه وحشني المكتب عند عمى, الرسم والتصميمات بلاقي فيهم نفسي وبحس براحة وسعادة وأنا بذاكر وأتعلم واشتغل, شهور الصيف بتعدي كأنها حلم جميل


بسمة : بمناسبة مكتب بابا, أنت عرفت إن شاهي فسخت خطوبتها من معتز


هدى : يا خبر لأ معرفش, دي كانت فرحانة بيه أوي وكانت بتغير عليه جدا, ومتقدرش تبعد عنه وطول الوقت كانت في المكتب


بسمة : كترت بينهم الخلافات وفسخوا الخطوبة


هدى : زعلتيني يا بسمة, أول ما نرجع مصر لازم نروح لها ونشوف حل يرجعوا لبعض تا.... "تتوقف هدى عن الكلام" وتنظر من هذا الذي يقترب منها وعلى وجهه ابتسامة هل أصابها الجنون من كثرة التفكير فيه فأصبحت تراه في كل الوجوه حولها يكاد قلبها يخرج من بين أضلاعها ليناديه ويسلم عليه )


بسمة : في إيه أنت سكت فجأة كده ليه؟


يوسف (بابتسامة ): اسكندرية نورت, إيه الصدفة الحلوة دي


هدى "تبتلع غصة في حلقها بصعوبة وتبتسم " : اسكندرية منورة بأهلها


يوسف : بس النور النهاردة زيادة حبتين, شايفة حتى الشمس اتكسفت منك وراحت تستخبى في البحر


هدى : "نظرت لبسمة وهمست بعدم تصديق" دكتور يوسف" اللى كلمته عنه . "ثم نظرت ليوسف" بسمة بنت عمى


يوسف : إزيك يا بسمة منورين اسكندرية


بسمة : الحمد لله إزيك يا دكتور .


يوسف : أنتم لوحدكم ولا إيه ؟ فين دكتور شاكر


هدى : بابا في مؤتمر في فيينا ويرجع بعد يومين وماما في البيت بتشتغل في بحث مهم


بسمة "بابتسامة": عيلة عمو شاكر عيلة علمية معملية فذة


يوسف : هى والدتك دكتورة في الجامعة


هدى : أيوة دكتورة اقتصاد, وأنت رايح فين؟


يوسف : أبداً, فاضل على ميعاد القطر ساعة قلت أتمشى على البحر شوية بس حظي حلو إني شفتك


هدى : أنت بقالك كتير في اسكندرية؟


يوسف : لأ . جيت النهاردة الصبح


هدى : ولحقت تشوف عيلتك وتسلم عليهم ؟ ده أنت بقالك فترة كبيرة ما جتش اسكندرية


يوسف : زرت أختي واتغديت معاها هى وولادها وزرت أخويا ولسه نازل من عنده

"يشير الى احدى العمارات العتيقة المطلة على البحر "

هو ساكن هنا في العمارة دي


بسمة : ياه معقولة موقعها جميل أوى على البحر دي تحفة


يوسف : فعلا أحلى أيام قضيتها فيها


بسمة : هي شقة العيلة ؟


يوسف : أيوه الشقة دي هي اللي إتولدت وعشيت فيها


هدى : طب باباك ومامتك مش هتزرهم هم مسافرين ولا إيه ؟



يوسف "أطلق نفس عميق ووجه نظره إلى البحر واختفت ابتسامته وحل مكانها نظرة الحزن وتكلم بنبرة هادئة حزينة": والدي ووالدتي ماتوا من أربع سنين والدي اتوفي الأول ووالدتي لحقته بعدها بشهرين

"ثم ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه وكأنه تذكر ذكرى جميلة"

أصلها كانت بتحبه أوى وما استحملت الحياة من غيره

ثم اختفت البسمة ولمعت عيناه من الحزن وكادت تفر دمعه لتسقط في بحر أحزانه ولكنه منعها وظل ينظر إلى الغروب وكان آخر جزء من الشمس يختفي في البحر ولم يبقى منه غير بعض الأشعة التي تقاوم المغيب قضيت هنا أجمل أيام حياتي لكن دلوقتي بحس إنى غريب وخصوصا بعد أخويا ما تجوز في الشقة ماعاد ليا مكان



هدى "بإحراج" : أنا آسفة أوى أنى فكرتك


يوسف " وقد تنبه وأدار وجه لهدى ورسم ابتسامة على وجه" ليزيل عنها الحرج"" : مفيش حاجة أنت بتتأسفي على إيه؟ ياه الساعة 7.5 يا دوب الحق القطر, أنتو مش مروحين ؟ أرجعكم البيت وأروح المحطة


هدى: أنا معايا العربية تعالى أوصلك المحطة


بسمة : طب ما تسافر معانا إحنا مسافرين النهادرة على الساعة 11 بليل


يوسف : شكراً أنا معايا التذاكر وحاجز من الصبح ذهاب وعودة . بس أنتو بتسافروا متأخر أوى كده ليه ؟


بسمة : يعنى علشان الزحمة بناخد في طريق اسكندرية ساعتين وعلشان نوصل البيت ساعتين تاني


يوسف : توصلوا بالسلامة أسيبكم علشان ألحق القطر, وأنتوا يلا روحوا علشان ما تتأخروش


اختلطت مشاعر هدى الفرحة باللقاء وتحقيق الحلم في رؤيته والحزن من أجله فقد لمست حزنه وإحساسه بالغربة والوحدة

ولكن ظل الشعور الجميل في قلبها ومدت يدها وأمسكت بقلمها فرسمت وجهه ونظرة الحزن في عينه ومشهد الغروب من خلفه




العشرين من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close