رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الثامن عشر 18
اليوم الثاني
قصر السفير
+
قامت القيامة بقعر داره الخبر اللي تلقاه ورسالة سايمون يعتذر يرفض الاتفاق كان سبب في قطع كل الامل له شاف تعبه ينهار وينهد قدامه بسبب غلط واحد فقط من اولاده، صراخه هز اركان البيت غضبه جعل كل من بالبيت يدخل داره ويقفل على نفسه خوفًا وخشية ، رمش ذاعر يشوفه باشد حالته غضب مايذكر شافه كذا من سنين طويله ونطق بصدمه : ضاع التعب ذاعر ضاعت سنيني
رمش ذاعر يشوفه بشكل ضعيف ماعهده ونطق : بقى امل واحد
رفع عقاب نظره ينتظر اي امل ورفع الابتوب ذاعر له : في مشتري للأسهم ما اظهر اسمه بس عرضه جيد بيرفع الاسهم ويستحمل الخسارة كدين تردها له
رمش عقاب مايستوعب كلامه : مين هو !
هز اكتافه بجهل مكمل : ماظهر اسمه طلب موافقتك الرسمية واجتماع بعد اسبوع
ناظر له عقاب بتردد : كيف اوافق على احد ما اعرفه!
تنهد ذاعر ؛ هذا الحل الوحيد والا بتخسر وتتحمل ديون تكسر ظهرك ويروح كل تعبك
سكت بتفكير وشرود يحسبها برأسه يحط كل الاحتمالات يعرف ان خساره هي نهايته لذا مشى لدرب يجهله وهز رأسه يرضى بالاتفاق ويعلن قبوله ويوقع على اوراق بجهل لطرف الاخر دام الامر فيه نجاته مايبي يفكر يبي ينجو فقط وبعدها يعرف هو كعقاب كيف يطلع نفسه من كل ذا ..
32
قصر متعب
صحت رسميًا هي زوجه لواحد تظن فيه مليون ظن ولا تستأمنه و ترى انه سبب كل شيء هي فيه الان ماحست بفرح ولا حتى حزن مافيها شعور غير الندم اللي تدفع ثمنه بدبله تناظر لها ماتدري عن صاحبها شيء ..
رفعت نظرها لدخول جيهان عاقده حجاجها ؛ ماجهزتي! وجهك اسود كانك بجنازة وش بلاك زوجك بالمجلس ينتظرك !
رمشت ماتدري انه جاء هي حتى رقمه ما اخذته اصلًا ولا اهتمت له ؛ فراس!
هزت رأسها جيهان : اجل به احد غيره !
بلعت ريقها سمر وفتحت جيهان الأنوآر ودولابها تطلع الفساتين : قومي البسي وتجهزي ادخلي عليه مثل ما انتِ سمر بحلاوتك
هزت رأسها بشرود وطلعت جيهان وتنهدت بتعب تسحب اول فستان تلبسه وتفك شعرها ترتبه وضعت مسكرا وبلشر و روج اكتفت فيهم تتعطر تحاول تظهر بشكل يرضي عمتها ومشت بهدوء تنزل من الدرج تاخذ القهوة للمجلس ..
26
المجلس
مستعد فراس يحلف انه ما نام ليلة امس ابدًا ، راح يومه يدور وين غلط وفي ايش غلط وايش اسباب تعاملها الجلف معه ضايع ولا يدري وين الدرب لدرجة انه من المغرب لابس ثوبه وفي سيارته موقف خارج قصر متعب مايقارب عشرين مره نزل من سيارته ورجع متوتر وخايف مايدري ايش ممكن يسألها لكنه يدعي انه كان بسبب توتر الملكة وبتكون اليوم طبيعيه اكثر .
رفع نظره على دخولها تقطع حبل افكاره وتقطع نفسه ، فستان سماوي ناعم يضمها بقصره تسدل شعرها القصير وغرتها بسمار جذاب فاتن ومبسم عذب ملامحها طفولية تهلكه فيها خجل وحياء رغم عنها وفيها دلع ربانيّ يبان فيها بكثافة ، وضعت القهوة وصبت في الفناجين وجلست بعيده عنه قرابة كنبتين ، استمر صمت غريب بينهم قطعه قوله ؛ كيفك اليوم سمر؟
هزت رأسها بهدوء تشبك كفوفها ببعض تتوتر وتخاف حيل تخاف منه رغم انه المفترض يكون اخر شخص تخاف منه : بخير ..
كلمة وحده بصوت ناعم منخفض رغم انه سمعها لكنه بنفس الوقت حسّ المسافة بينهم حيل بعيدة ، وقف ووقفت بنفس اللحظة تحسبه يبي قهوة ومشى لها يمنعها بقوله : ماجيّت للقهوة ، جيّت لك
رمشت بهدوء تشوفه يجلس بجنبها يقطع كل هذي المسافه تناظر لكفها بشرود قطعه قوله ؛ ما ناظرتي لي ابدًا من امس ..!
فعلًا ماناظرت له لأكثر من ثواني ابدًا ورجع يكمل بتساؤل: ما اعجبك ؟
عقدت حجاجها باستغراب انه ظن المشكلة في وجهه ورفعت نظرها له تناظر له اطول تواصل بصري بينهم تدرك ملاحه وجهه و نطقت بتوتر مخجل : لا مو كذا
شتت نظراتها تناظر لاظافرها تحسّ انه يحمل طيبة قلبه بوجهه كيف يقوى يهدد ويجبرها !
وهمست بهدوء: ماتوقعت تيجي
رمش بعدم فهم لكلامها : المفروض مايجي
وهنا بذات تمنت الارض تنشق وتبلعها وتفتك لانها ماعرفت تعطيه جواب مقنع ولا سوت شيء غير انها تخربها بكلام غريب ونطقت تحاول تعدل : مو كذا يعني ، هو بكيفك صراحة ..!
ماتدري وش كانت تقول ماغير كلام ملخبط وغير مفهوم حسنته الوحيده صوتها الانثوي مع رقتها بسبب ذا اكمل بتساؤل محاول إطالة الموضوع : وش اللي على كيفي ؟
سكتت تعض شفايفها بتوتر من بين تقلبات مشاعر من جهة اسلوبه الطيف وكلامه الهادئ ومن جهة افكارها والتهديد اللي عاشته ، وقفت بتوتر تتلعثم بالكلام ماتدري وش تقول ولا تحسب اساسًا حساب كلامها تصاب بنفور منه رغم زينّ تعامله : عندي طلعه بنروح اقصد بروح انا هناك ..
5
رمش مايدري وش تقول مايفهم الا نفورها ماقدر يترجمه خجل ولا عدم تقبل ولا ايش بضبط لكنها وقفت ووقوفها ذا عطاه فكرة انها تبيه يروح وقف بهدوء يهز رأسه : اجل بروح انا وخذي راحتك
هزت رأسها بهدوء ومشى طالع يحسّ بالامر غرابة ورغم نيته انه يسألها لكنه خاف ! يعترف انه خاف يلقى جواب مايسّره ورفض وعدم قبول منها وانها تعرضت لاي نوع من الاجبار ماعنده اي استعداد يتعرض منها هي بضبط لرفض بعد ما صارت لحظة شوفتها حياة ..!
44
بيت مُهاب
طلعت من الشور تلف منشفه من تحت اكتافها واخرى فوق شعرها تركت ملابسها في عرض السرير بسبب معرفتها بعدم وجوده وهذي المعرفه انتهت وانتثرت من لحظة فتحه الباب من غير دق مثل عادته المعتاده رمشت تضم كفوفها صدرها تتشبث بالمنشفه تحت نظراته الامر اشبه بعقله الذي اخبره انه لو تأخر دقيقه واحده ربما المنظر كان بيكون أشد فتنة من الان !
ورغم هذي الفكرة بباله الا انه مازال على ثباته ووضعه امام منظر استحالة ثبات رجُل امامه ، نطقت تتحاشى نظراته : لازم تتعلم اسلوب الدخول للغرف مثل الاسبان مثل مل تعلمت لغتهم ..!
مارد يناظر لها تنتشر رائحتها بالغرفه ورد و زهر ، مشى لدولاب يطلع ملابسه يردف ؛ الاسبان ما يدقون الباب
ناظرت لسخريته وشاركته السخرية : اي يدخلون علطول يسولفون !
التفت لها بيده ثيابه يناظر لها وميل ثغره يكمل عبارتها بمعنى سوالفهم : عن الطقس ..!
رمشت تفهمه ، تفهم مقصده اللي كان سبب باحمرار كامل جسدها غضب وخجل ماتقدر تستحمل موضوع مثل ذا بحضوره ولا تقدر ترميه باقرب شيء لان يدينها الان مشغولة باغلاق منشفتها باحكام ومشى بهدوء للحمام واغمضت عيونها تعرف انه حسّ بأحراجها واختلافها وهمست : حسبي الله على عقاب
ابعدت منشفتها تلبس بسرعه وحركت يدها بوجهها تحاول تنظم نفسها ، ضبطت شعرها وعدلت شكلها وبخت من عطرها وطلعت بهدوء لصالة ..
77
مرت الدقايق من حولها واستقرت قهوتها بيدها وتركت له فنجان ، ومثل عادته بمشيته المعروفه ماحسّت الا بوجوده بجانبها في الكنبه بعد ماتروش ولبس سواد ثيابه ناظرت له واعتدلت بجلستها بحماس وتذكر : وش بيصير بعقاب؟
رمش ياخذ فنجان القهوة يستغبي : وش يصير ؟
ناظرت له بقهر منه : مُهاب تكفى ابي اعرف مشينا فيها سوا تعلمني وش صار!
ناظر لها بهدوء يشرب وانزل فنجانه يطيل نظره واردف بتفكير طويل و موال برأسه : في فكرة برأسي تتطلب وجودك كم احتمالية موافقتك ؟
+
عضت شفايفها تناظر لنظرته ذي تحبها وحيل لانها نظرة مفعمه بجنون مثلها ونطقت : كم مقدار الجنون بخطتك؟
ابتسم بخفوت يعرف وش تحب : مئة بالمئة
ابتسمت باتساع تفهمه وحيل وتربعت بحماس ماتستحمل لاجل يعلمها وهز رأسه يدرك موافقتها وبدأ يسرد لها فكرته ..
35
اليوم الثاني
+
ماكانت قادرة تستحمل كل هذا الضغط امس جاء و دورت كذبه لاجل تبعد عنه ولا تنفضح اليوم جاء ! مو بس جاء طلب اذن عمتها تطلع معه وبالمقابل جيهان ما اخذت رأيها ابدًا ولهذا السبب هي الان معصبه وبكامل غضبها امام عمتها تردف : ليه ما اخذتي رأيي لييه!
ناظرت لها جيهان ما تفهمها ابدًا ماتفهمها : ايش فيك ليه ماتبين تطلعين معه!
والتفتت لجدها يردف بعدم فهم : صابك شيء منه ؟ ازعجك ؟ قولي لي اهدّ دنياه عليه
رمشت تناظر لهم تخاف تنفضح وتكبر السالفه ونطقت تحاول ماتبين شيء : ماصار شيء بس لازم تاخذون رأيي ماحب احد يقرر عني !
سكتوا لأول مره تنفعل كذا وابتسمت مودة تحاول تخفف من حدة الجو : اكيد توتر العروس اعرفه ذا تعالي حياتي اجهزك انا
وسحبتها تطلع لغرفتها وتنهدت سمر توقف بنص بغضب تهز رجلها نطقت مودة باستغراب : سمر فيك شيء؟
التفتت لها بغضب : مافيني قلت كم مره تسألوني!
ومشت تطلع عبايتها وكعبها تلبسه وعدلت شكلها تحت نظرات مودة اللي ماتفهمها ابدًا والتفتت لها : هو تحت!
مودة : دقي اسأليه
سكتت ماتبي تقول رقمه مو عندي وطلعت تتركها خارجه ونزلت بعدها مودة تسمع جيهان : قالت لك ايش فيها؟
هزت اكتافها بجهل ورفض وتنهدت جيهان يقبضها قلبها ماترتاح ولا تتطمن ابدًا..
9
في السيارة
ساعتين ونصف بضبط ، المدة اللي كان فيها بسيارته ينتظرها اخذت منه ومن عمره يناظر لدقايق تمر مايلقى نفس اللهفة اللي عنده نحوها منها يخاف انه انطفأ بريقها وماصار يهمها يفكر في مليون الف احتمال ولا يلقى حتى احتمال واحد يطمنه ويهدي قلبه ، واخيرًا بعد طول الانتظار شافها طالعه تمشي نحوه واعتدل بجلسته فتحت الباب وركبت في صمت تام هذي المرة الاولى اللي يحسّ انها تشبه اخوها في الصمت والسكوت الملازم له ، حرك بهدوء يحاول يفكر بشيء لذا نطق : قلت لعمتك لان ماعندي رقمك ولا كنت بقولك من امس
8
هزت رأسها بفهم واكمل ؛ عطيني جولك
ناظرت له بهدوء وناظر لها يخاف تفهمه غلط : بس اسجل رقمي
هزت رأسها تناوله وسجل رقمه واتصل على نفسه وابتسم يناولها وياخذ جواله يردف : وش اسميك ؟
سكتت تفهم انه يحاول يفتح موضوع ونطقت اخيرًا : معرف اللي ودك
ابتسم يفكر ونطقت تكمل : احب اسمي يكفي سمر
هز رأسه يردف : سمّري ..
ناظرت ليدينها بهدوء من صوب ترتاح ومن صوب تخاف ورجعت لصمتها الطويل حتى نزلوا مطعم على ذوقه لانه سألها وقالت -اي شيء - وهذا يربكه ولا يخليه يطيل حديثه معها ، نزلوا واكل هو لكنه يحلف ان عدد ما اكلته لا يتجاوز خمس لقمات وكل وقتها تحرك الملعقه بصحن من ناحية شارة ومن ناحية تسليك مايدري هذا خجل او عدم اعجاب ..
ركبوا السيارة وابتسم يلتفت لها : وين ودك نروح؟
سكتت تناظر له والتفتت ليدينها : ولا مكان ابي ارجع البيت
ناظر لها يبي يسأل يبي يعرف بس خوفه منعه هو حبيسه وهز رأسه بهدوء يحرك في صمت نطق مازالت محاولاته: وش تسمعين؟
شردت بتفكير وهمست : وائل كفوري
هز رأسه يشغله يسمع اغانيه طول الطريق ولا استجابة لها ابدًا تناظر من الشباك لرياض بسكون وصمت تام ماتدري ايش الحياة اللي بتعيشها مع واحد ما تستأمن وجوده حتى وصلوا ونزلت من غير اي كلام حتى انه رفع يدينه يودعها ولا انتبهت له تمشي وتتركه في بحر تساؤلاته ..!
186
قصر متعب
7
دخلت بتعب تبعد حجابها تحس بعبء ماتحمله وهموم ورغبه انها تبكي وتنزع كل جلد قوي تمسكت فيه هذي مو شخصيتها وهذي مو اطباعها وهي ماتقدر تستحمل هموم مثل ذي اكبر هم حملته انكسار ظفرها والان انحط عليها ثقل ماهي قده وفي اي لحظة ممكن تنفجر ، رفّعت نطرها على رسالة ثُريا تسألها عن احوالها وردت بكلمة-بخير- فقط وهي تتحاشى تلتقي فيها لانها تعرف ذكاء ثُريا بتفضحها وتفهم كل شيء اخفته خصوصاً انها الان في لحظات انكسار وضعف اقوى ، دخلت عند بنات عمها جلست بهدوء تبتسم تسمع تُقى : كيف انبسطي؟
هزت رأسها بهدوء وناظرت مودة لشحوب وجهها : فيك شيء ؟ وجهك شاحب!
رفعت يدها تمسح وجهها ووقفت : تعبانه شوي اذا سألت عمتي عني قول لها روحت ونامت
سكتوا واكملت تُقى : حددتوا الزواج؟
هزت رأسها برفض بتكرار : لا بنشوف بعدين
ومشت طالعه تتركهم في غرابة بتغير شكلها وانطفأت لمعة الحياة بعيونها ..
11
قصر السفير
+
فكرة انه وقع صفقه مع رجل رفض يظهر اسمه كانت فكرة مجنونة مو قادر يستوعب ان الظروف جبرته يوافق عليها ، خصوصاً انه عقاب بحد ذاته يعني يفكر بالقرار سبعين مره ويحسبها صح ودايم تصيب معه بس اليوم ضعف و انكسر حصنه ودخل قلعته رجل للان مايعرفه ، التفت لذاعر ينطق : جهز كل الشركاء لاجتماع بكره
هز رأسه ذاعر : يعني راشد وجهاد يحضرون تعرف انت معطيهم اسهم
هز رأسه بالإيجاب : دق عليهم يرجعون البيت وخلك هنا ابيك بموضوع
اشار رأسه بفهم ومشى طالع تاركه يقلب قراراته برأسه حتى وصول اولاده ..
دخل راشد واستقبل باحضانه ولده سامي وبجانبه جهاد اللي حضن امه يسمعها : وينكم عني !
تنهد جهاد : انتِ خابره وش صار
رفعوا نظرهم لدخول عقاب يناظر لهم : والله فكرة الضيق اللي دخلتها بكفه وان هضيق من عيال ما ربيتهم كفه ثانيه الواحد يتمنى انه عقيم ولا خلف ذرية مثلكم
انزلوا نظرهم بسكوت اكمل عقاب : بكرا اجتماع مع شريك مانعرف وش اسمه بسببكم من خمسه الفجر وانتم هناك فاهمين!
هزوا رأسهم بالايجاب كانهم اطفال يتعرضون لتوبيخ ومشى يتركهم تقدمت سليمة من راشد : جايع تبي شيء؟
هز رأسه بالإيجاب : اي جيبي لي اكل
مشت للمطبخ وتنهد جهاد يمشي لغرفته متجاهل كل الاصوات اللي تناديه ..
32
اليوم الثاني
- شركة السفير
دخل عقاب بهيبة حضوره يمينه راشد وشماله جهاد يتظاهر بمودة بينهم ماهي موجوده توسط غرفة الاجتماعات مع اعضاء لهم مكانتهم بشركة ووقف ناطق : اجتماعنا الان يتطلب معرفتكم ان خمسين بالمئة من اسهم الشركة انتقلت لشريك جديد نتعرف عليه اليوم وتم تسديد الديون وبترجع الشركة لمجدها ، عقاب مايطيح وانتوا خابرين
هزوا رأسهم بالايجاب براحة نطق احد الحضور : مين الشريك الجديد ؟ نعرفه؟
هز رأسه برفض يناظر لساعته : بنعرفه الان
كان ينتظر حضور الشريك ومر من الوقت نصف ساعه ، نصف ساعه فقط كافيه لحبس انفاسهم عند الدقيقة الثلاثين ، كان التفاتهم جميعًا دون اي استثناء للباب ليس بسبب وصول احد معروف وصوت كعب معروف ، كانت لحظة حبس انفاس عقاب من اول لحظة مرت فيها امامهم بخطوات واثقه ونظرات يعرفها حق معرفه ، التفتت كل الرقاب لها هي وحدها ، هي المرأة الوحيدة القادرة على حبس الانفاس بشكلها المختلف بحجابها المرتب بإتقان تضم حقيبة يد حمراء تبتسم بخفوت تردف بابتسامة ؛ تأخرت صحيح ؟ معليه الوقت كله صار لي ..!
72
جلست مقابل عقاب بضبط بطاولة الطويله وابتسمت تناظر ملامح الصدمه ما اختفت عن وجهه ابدًا ولا عن وجه راشد ولا دهشة جهاد انظارهم كلهم للبنت اللي صارت تملك أسهم اكثر حتى من عقاب بشركته هو !
البنت اللي حاول يكسر عودها ويمنع حصولها على شهادة ويفرض رأيه عليها لاجل تكون من غير احد ولا لها شيء يسندها غيره وتبقى محتاجه له صارت الان تملك نصف اسهم شركته وتضحك لسخرية القدر عليه ..!
من شدة صدمته وعدم استيعابه نطق : بصفتك ايش هنا؟
ابتسمت بخفوت تمد يدينها تناولها سكرتيرة اوراق ووضعتها امامها ودفعتها بطرف اناملها لاجل توصل له باستهزاء : بصفتي المالكه لنفس الاسهم بشركتك ، ياعمي..!
قالتها تشدّ على حروف كلمة - عمي- تزيد من صدمتهم ومن الاوراق اللي مرروها حتى توصل لعقاب وقرأ بصدمه مايستوعب ابدًا وابتسمت ترفع رجل على رجل : اي اجتماعكم اليوم للمباركه لي ولا تنتظرون اول القرارات؟
بدأت المباركه منهم وابتسم جهاد مايحسّ الا بالفخر يردف: مبارك ثُريا
ابتسمت باتساع تناظر له والتفتت لعقاب اللي نطق : انتهى الاجتماع تقدرون تطلعون..
وقفوا واحد تلو الاخر يطلعون من هنا حتى فضيت الغرفه بالكامل الا منه هو يجلس بهدوء مقابلها هي تجلس تناظر له بتحدي ونظرة غضب مجنون ، طلع عن صمته بقوله: كيف قدرتي تكسبي كل ذا !
ابتسمت بهدوء ترفع يدها بلغة جسد رهيبه خاصه و مميزه لها : مشكلتك ياعمي تقوى على كل الارض الا عليّ ماتقدر حتى يوم قررت تزوجنّي ما خذانّي الا رجال !
هز رأسه يبدأ يفهم : تقولين هذا من خير النقيب
ابتسمت تهز رأسها برفض : لا اقول هذا من خير زوجي!
رمش يناظر لحرب بدأت الان من جلوسها امامه ومن وقوفها بابتسامة تردف بسخرية: مكتبي اظنه جاهز وكل قرار مايصير الا بإذني تعرف انا اكثر من يملك أسهم هنا الطير لو طار ارسل لي انه طار فاهم؟
رفعت يدها ترسل له قُبله وحركت اصابعها تودعه بسخريه مشت تتركه ماغير صدى كعبها يرن بإذنه مثل صفعات تلقاها على وجهه من الوضع الصادم اللي انحط فيه يحسسه بشعور التهديد والخوف اللي ماحسّ فيه من فترة طويلة ..
77
طلعت ثُريا تبتسم تناظر للموظفين وابتسمت بعباطه تكمل بعد ماصفقت لاجل يلتفتون لها : بعد ساعه من الان ينتهي دوام كل الموظفين اعتبروها اجازه مني راحة الموظف هي الهدف الاساسي هنا
انتشر التصفيق والامتنان ودوافع الحب والهمس بها ناس في انذهال منها وناس اخرى بصدمتهم منها ومشت تطلع بهدوء ما يهمها احد ولا تشوف احد الا هو ، هو وحده اللي توقفت سيارته امام الشركة تعرف سواد هسياره وصاحبها تعرف الاتفاق اللي كان بينهم
2
ولا تنكر صدمتها يوم نطق امس " بكتب باسمك نصف اسهم شركة عقاب لك ادخلي دارهم كوني منهم واحرقيهم " كان امر لا يستوعب هي بتملك مال لا يقدر ومكانه وسمعه وبتنعرف باسمها بينهم كلهم رغم انه يقدر يخليها له وياخذ حقه هو لكنه عطاها هي وفضلها حتى عن نفسه ، ركبت السيارة تناظر له مبتسمه تسمعه : أدهشتيهم ولا دهستيهم ؟
اتسع مبسمها تردف : الاثنين سوا
هز رأسه بثقه فيها وفي قرارتها لدرجة انه مادخل معها وتركها هي وحدها والتفت يسمعها : كان ودي تشوف نظرات عقاب بتروق عشر ليالي قدام
ابتسم بخفوت مُدرك كمية الصدمه اللي ممكن تكون في وجه ونادم انه فوتها مافي منظر بنسبه له افضل من انهيار عقاب الا منظرها هي ..!
نطق خارج عن صمته : بعلمك كم شغله مهمه في الادارة والقوانين اللي لازم تعرفينها
هزت رأسها بفهم ولا تلقى معلم افضل منه وتوقف عند بيتهم وناظرت له : ماودك تنزل؟
هز رأسه برفض : لا ، عندي كم شغلة
هزت رأسها بفهم ونزلت تتركه وتقدم هو بعدها لانه لمح رسالة شدّاد " انا بالمربط ، تعال " وحرك باتجاهه ..
8
المربط
+
جلس شدّاد بهدوء يشرب من شاهيه ويناظر للخيول امامه تركض في ميادينها لين أقبّل عليه مُهاب يمشي نحوه وجلس بهدوء بجانبه يسمع اول اطراف حديثه: وصلت للي ودك واخذت نصف اسهمه؟
هز رأسه بارتياح ان الامور تمشي مثل مايبي وناظر له شدّاد بتساؤل : كتبتها باسمها ! ماتوقعتها منك
سكت بهدوء يفكر نطق : ابي يكون لها درع ومصدر دخل يعينها ما اضمن الظروف ولا اضمن عقاب
ناظر له شدّاد يدرك ان فعلته ماكانت الا خوف عليها لو تضيق فيها الدنيا ولا تلقى شيء يعينها والتفت للخيول يكمل : سعود كان رجل شديد هذا شيء مايختلف عليه اثنين عنده شغله خط احمر يهابه ويخافه الكل مايعطي الا طابع القسوة والشدة
اعتدل مُهاب بجلسته يسمعه يتكلم عن ابوه على غير العاده وابتسم شدّاد بخفوت : تعرف متى شفت ابوك للمرة الاولى يركض مثل طفل ؟
رمش مُهاب يتلهف على قصصه يحنّ وحيل يحنّ له ولريحته ولقوته وقسوته و حنّيته ، اكمل: اذكر جاء اتصال ورد وبعدها ركض على طول الميدان يصرخ بعباره وحده يرددها " ابوها وافق " لدرجة ان كل العساكر من خوفهم ركضوا خلفه يحسبونه تدريب يرددون معه ..
ابتسم مُهاب بخفوت واكمل شدّاد : ماشفت سعود ليّن و الحياة سعيده معه الا مع زوجته ينقلب ١٨٠ درجة
ناظر مُهاب لكفوفه يتذكر ان فعلًا ابوه كان شديد وحيل بس عندهم يليّن ويصير حنون وحيل رمش يشوف شدّاد يردف : يوم مات رحت عند جدك اول شيء قاله "سعود يموت كله ! كيف! مابقى منه شيء ؟ " سألت نفسي هسؤال ليالي كثيره ..
التفت لمُهاب وابتسم بخفوت : لين كبرت عرفت ان سعود ما مات كله بقى منه الكثير وانا اشوف سعود فيك ، سعود اللي ركض بالميدان لاجل امك هو نفسه اللي كتب نصف اسهمه لزوجته ..
رمش مُهاب يناظر له ونطق بتساؤل يسأله من سنين : ليه تركتك عمتي بعد يومين من الملكة؟
بلع ريقه شدّاد يناظر له وابتسم رغم الاه بجوفه : احيانًا تحطك الدنيا بمواضيع تجبرك تختار مصلحة اللي تحبه على نفسك وعسى هالدنيا ماتحطك في مواضيعي..
وقف بعد رده اللي مافهم منه شيء غير انه انجبر ولا كان له اي خيار ونطق : حبّ بس لا تحبّ بجنون ..!
مشى طالع يتركه وطلع مُهاب سجارته وهمس بينه وبين نفسه : فات الآوان ..!
لانه مُدرك ان الجزء في ايسر صدره احتّل وانتهى وان مظهره الصُلب وعدم محبته لشيء هو قناع لخوافي يعجز يظهره ، ماكان شاعر لاجل يكتب قصيده لها ولا كان رسام لاجل يرسمها ولا كان قادر على فعل اي عمل يظهر حبه مثل تضحيته ..
130
قصر متعب
+
ناظرت لرسالته المعلقه من امس لا هي ردت وريحته ولا هي حتى تجاهلت وافتكت ماغير تقرأ بصمت "كيفك اليوم؟ ان شاء الله بخير واذا ودك نطلع تغيرين جو او اجيك لا يردك شيء " رسالة فراس لها واللي خلتها تسهى بتفكيرها تحس بصدمه كيف قادر يتصنع كل هذا المشاعر ! ويبّان انه ما سوا شيء رغم انه كان سبب خوفها هي و ثُريا للان وقفلت جوالها ترفض ترد باي شيء ونزلت بهدوء تشوف بنات عمها جالسين بالصاله وضحكت تسمع تُقى : مودة شكله زوجك طلقك ماغير جالسه عندنا
انهارت تضحك سمر رغم كل مزاجها المعكر وضربت مودة تُقى تضحك : خير بيت جدي شدخلك هو شغله واجد بعدين حرام عليك ما اجيكم الا كل ويكند
ابتسمت جيهان : معليك منها انا انبسط فيك
ابتسمت مودة : حياتي عمتي والله مايجي الا علشانك وعلشان الدلوعه
ابتسمت سمر بهدوء ووقفت جيهان ترد على اتصال أيمن كان واقف برا تحديدًا خارج الصاله عند الباب يسمع أصواتهم وطلب منها تطلع لانها تبي تروح معه مشوار التفتت لها سمر : وين رايحه؟
جيهان : بطلع مع أيمن باخذ لي كم غرض
كشرت تُقى : على سيارته ؟ يع عميمه بالله انصحيه ياشين سيارته اول مره اشوف سياره مقعدين بس لا وبابها يطير لسماء وبعدين في ادمي ياخذ سياره حمراء ؟ ماعنده ذوق والله العظيم
ضحكوا بصدمه وابتسمت جيهان تمشي رفع يده لصدره بصدمه : اهخ انا ماعندي ذوق ! اهخ سيارتي الله ياخذ العدو
مشى طالع مع عمته والتفتوا البنات بصدمه نطقت مودة : وش عرفك بسيارته !
ناظرت لها باستغراب : ركبت معه اشفيك
ضحكت سمر : متى ؟ وكيف وليه؟
ناظرت لحماسهم وحركاتهم : يمه بسم الله اشفيكم يوم ملكتك ابوي قال له يجي لي
ضحكت باتساع سمر : مودة تشمين اللي اشمه؟
ضحكت مودة باتساع : اي في شعله بدأت تشتعل
اخذت المخدات ترميها عليهم بغضب : خير مابقى الا ذا ماعنده ذوق
ضحكوا بشدة يمازحونها بالكلام ..
18
بيت المُهيب
16
ابتسمت تعدل جلستها امام جهاد واللي اخيرًا اقتنع يزورها ببيتها : تكفى اوصف ابوك ابي اضحك للمرة المليون
ضحك جهاد بتعب منها : معلينا علميني كيف كذا ؟
ضحكت تشوفه مازال مصدوم : وش اللي كيف كذا عرف مُهاب واقترح علي ووافقت
ناظر لها بشك : ما اصدق وافقتي علطول؟
ابتسمت تخفي حقيقة تخاف عليه ينجرح ويتأذى مهما كان يكره ابوه ماراح يكون هيّن يسمع كل هذي الاخبار عنه وعن حقيقته البشعة : صدق صدق وش افضل من اني املك نصف اسهم باكثر شركة معروفه؟
هز رأسه يشوف ان معها حق والتفتوا لدخول مُهاب البيت بسكون ملامحه المعتادة وقف يناظر لجهاد اللي بلع ريقه يعدل جلسته بتوتر وكتمت ضحكتها من شكل جهاد الخايف ومن نظرات مُهاب اللي مشى من غير اي كلام يطلع لفوق ..
وقف جهاد بعجلة : تقريبًا راح يجيب رشاش انا طالع
ضحكت بشدة تشوفه يحضنها وطلع بسرعه وتنهدت تطلع بعدها لفوق تتجه لغرفتهم وفتحت الباب تشوفه مستلقي على السرير بتعب : انت ليه تناظر لناس كذا ؟
عقد حجاجه مايفهم لانه فعلًا ماسوا شيء : شلون اناظر
عقدت حجاجها تقلده ورفعت اكتافها تحاول تتقمص غضبه الفطري بشخصيته اللي تعطي إيحاء انه غاضب بس هو ابدًا مب كذا : كذا تناظر
رفع حاجبه بتعجب : انا اناظر كذا !
هزت رأسها تمشي لسرير : اي انت كانك تكره العالم كله
هز رأسه بفهم : انا فعلًا اكره
ضحكت تهز رأسها بفقدان امل منه هذي اطباعه ولا يتغير : معلينا اي وش قلت بتعلمني
اعتدل بجلسته يسحب الابتوب من الطاوله بجنبه كان جايبه معه وفتحه امام نظراتها يشرح لها مواضيع كثيره وهي جالسه امامه بسرير اهمها ما قاله : لازم تطلبين ملفاته الماليه الاكيد انه لاعب بكم شيء ومزور اوراق وغالبًا يبيع بضاعته من شركته لاجل مايثير شك
سكتت تحاول تستوعب : بضاعه قصدك اللي ببالي!
هز رأسه بهدوء بالإيجاب : عنده تعامل في اسبانيا بس ماعرف مع مين بضبط وهذي شغلتك انتِ تعرفين
رمشت تحاول تستوعب كل الاشياء اللي قالها وتستوعب كبر ذنب عمها ، ناظرت لمُهاب شبه مستلقي في احضانه الابتوب وهي امامه متربعه تناظر له بتفكير طويل شيء واحد ببالها وهذا الشيء يعرفه مُهاب حيل لانها نطقت بتردد : نصف هذي الشركة كانت لابوي على ماذكر ، كان له يد ؟
رمش بهدوء يتبعه تنهيدة بعدها مردف : مالي علم بابوك واعماله ماقدر اذكر اسمه ولا اقدر استبعده
سكتت بخفوت تناظر له وبان على معالم وجهها الضيق لو كان له سبب او له يد لو يطلع ابوها بعد كل ذا مثله مثل عقاب او ممكن اسوأ حتى ، ناظر لها ولشحوب وجهها من مجرد فكرة فكرت فيها وتنهد يعرف وش بخاطرها من غير ماتبوح به حتى ، التفت لها يضع يد على خده يتكأ ورفع يده الثانيه بهدوء لشعرها المنسدل حولها ، ناظرت لكفه الممتده في شعرها ورمشت بهدوء سحب يده وضحكت تناظر لها وعقدت حجاجها باستغراب : وين السجارة ؟
رجع دخل يده بهدوء وطلعها وضحكت بشدة ماتقاوم حركته تشوف السجارة بين اصابعه مردف : هنا
ضحكت ماتستوعب تنطق : كيف !
ابتسم بخفوت يناظر لها : سر المهنة
ناظرت له برجى وتكرار لطلب : علمني مُهاب تكفى كيف!
هز رأسه برفض بتكرار : تروح الدهشة خليها سر
ضحكت تستلقي بتعب والتفتت له مع التفاته لها تناظر له همست : تتوقع نغلبه ؟
ناظر لها بهدوء يلتمس خوف في سؤالها لو يكون حاله بنهايه مثل ابوه ، ابوه انهزم لاجل عائلته ويخاف ينهزم بنهاية لاجلها ، نطق يطمنها : سوا ؟ نعيّد الاندلس لو تبين بتصعّب هزيمة السفير ..!
ابتسمت بوسع ثغرها ، ماكانت ابتسامة شفاه فقط تحسّ بنبض قلبها يتبع ابتسامتها من كلامه ، كلامه اللي يشبه حتى لو ماتقمص كل الغزل والمدح الا انه كلام خاص فيه هو كمُهاب ، له رونق خاص وملمس ناعم وحنّية مُغلفة بالقسوة وهي وحدها تفهمه هي فقط تعرف ان عقدة حجاجه لا تعني الغضب وسكونه بسبب شخصيته وصوته لا يعني التخويف هو كذا مُهاب وهي تعرف انه بصورة هذي كان ساحر بما فيه الكفاية لجعلها تبتسم بهذي الطريقة الفاتنة وابتسم يشوفها ترفع يدينها لشعره بهدوء مشت فيها حتى طرف ثغره بنعاس تهمس : تعجبني يا أسمر ..!
رمش بهدوء يقبل بشفاه اصبعها بثغره وأنزلت يدها تغمض عيونها بنعاس عدل البطانية يغطيها وقفل الابتوب ثم الانارة يستلقي معها وينامون بسكون تام ..
107
اليوم الثاني
+
بعد كل هالليالي انهزمت سمر ماقدرت تستحمل تحتاج تطلع تقابل ثُريا حتى لو كشفتها مايهمها مافي غيرها ممكن ترتاح معه ، من كثر تعبها طلبت من سواق عمتها يوصلها للبيت ونزلت بهدوء تبعد طرحتها تشوف ثُريا تنتظرها وتستقبلها بالاحضان وحضنتها بتعب تسمعها : حي عروسة قلبي
ماردت تحضنها بشدة لدرجة ان ثُريا ابعدت يدها ومازالت سمر تحضنها بسبب ذا نطقت باستغراب : سموره وش بلاك !
ابتعدت عنها تبتسم تكمل مسرحيتها : ولاشيء وحشتيني بس
ناظرت لها باستغراب وهزت رأسها تسايرها تعرف انها بنهاية بتفضحها : اكثر اجلسي علميني وش الاخبار كيفك مع المعرس
تنهدت تحاول تكمل : بخير الحمدلله كل شيء تمام انتِ علميني كيف اخبارك واخبار اخوي؟
ابتسمت باتساع ثُريا تضع يدها تحت خدها : بخير حيل بخير
ضحكت سمر : لالا في شيء جديد وش حبيتوا بعض اخيرًا؟
ضحكت تضرب كتفها واكملت سمر : تكفين اشرحي لي ابي اعرف وش اخر المستجدات بعلاقتكم
تنهدت ثُريا ولاول مرة تحاول تتكلم تترجم مشاعرها او الحالة الغريبة اللي تعيشها : من اول يوم لي معه احاول احلل شخصيته و دايم كنت افشل ولا افهمه بس الفترة الاخيرة بديت استوعبه وافهم كل شيء ..
ابتسمت سمر تنطق بحماس : اي وش اكتشفتي؟
عدلت جلستها بحماس : اكتشفت ان مُهاب كذا يعني مو جالس يتقمص الثقل والكبر زي ماتوقعت بالبداية لا هو فعلًا كذا من الله او الظروف فهمتي ؟ يعني ردات فعله واسلوبه وكلامه حتى يتحكم فيه شخصيته ممكن يكون منبهر ومصدوم بس تلاقينه ساكن ويهز برأسه ممكن بداخله قصايد و حكايات بس يقول كلمتين ويسكت مُهاب منطفي داخله وباهت ماصار في شيء يثير دهشته ولا عاش حياه يستحقها هو كذا مدهش بطريقة سوداوية فهمتي ؟
ضحكت سمر من تعبيرها الغير مفهوم بسبب مشاعرها المضطربه واكملت ثُريا : يبتسم لي بطريقة حلوه وغريبه تليق فيه بس ماشفت منه الا الافعال والا الكلام مب له
ابتسمت سمر : جنتل مان ماي براذر
ضحكت ثُريا : من كثر ماهو هيبة وشخصية تستحين تقولين جنتل مان لازم تقولين الرجل المدهش الخارق لطبيعة
انهارت سمر تضحك ماقدرت تستحمل خصوصاً انها تتفق معها بكلامها مُهاب صعب تمدحه بكلمات متكرره معروفه يلزمه حروف اخرى وكلمات اخرى وقاموس اخر ، ناظرت لها سمر تفرح وحيل و من كلامها وشعورها اللي تلمسه بنبرتها ونطقت : تحبينه ؟
ناظرت لها ثُريا تتفاجئ من سؤالها الغير المتوقع وتبلع ريقها بتكرار ترمش تشتت نظراتها : لا مو لدرجة ذي !
ابتسمت سمر ماتصدقها : تحبينه لا تكذبين !
ناظرت لها ثُريا : انا ثُريا ما اخاف ابوح بمشاعري واقول الحقيقة ما انكر اي شعور سمر ماعرف ايش احسّ فيه ما راودني هشعور سابقًا بس اللي اعرفه ان الامل بيننا معدوم وان الحب بنعيشه لحظات قليله سرور وباقيه آسى ..!
عقدت حجاجها ماتفهمها ولا تستوعب كلامها : كيف يعني؟
ابتسمت تهز رأسها برفض : معليك علميني وش احوالك مع فراس ؟
سكتت سمر وبنفس اللحظة وصلها رساله من فراس رفعت جوالها تناظر لرساله وفتحتها بالغلط نطقت : اف فتحتها بالغلط
عقدت حجاجها ثُريا ؛ ويعني !
ناظرت لجوال سمر كم رسالة ما قرأتها ولا ردت عليها والاخيرة كانت " قالت عمتك انك ببيت اخوك بجيك انا ابي اتكلم معك "
ناظرت لها ثُريا : ليه تتجاهلين رسايله !
بلعت ريقها سمر واكملت ثُريا بغضب : سمر والله العظيم بعصب منك للان وخلاص تكلمي وش تخبين عني !
رمشت ترتعش شفايفها وطاحت دموعها غصب عنها ماتتحمل هذا الضغط كله ماتستوعب الحكاية المريره اللي صارت فيها وبكت من شدة حساسيتها تردد : تعبت ثُريا تعبت
تقدمت ثُريا تحضنها بتعب تسمعها تبكي وتنوح بقهر وخوف : كل شيء صار غصب عني كل شيء صار تهديد متاكده انه فراس كله منه ثُريا كله منه
رمشت ثُريا ماتفهمها : هديّ واشرحي لي من اول وش صار
إبتعدت تمسح دموعها ورفعت الجوال على الرقم اللي يهددهم وناظرت لرسايل تقرأ تتغير ملامحها بتدريج : وافقتي لانه هددك بس !
هزت رأسها بالإيجاب ووقفت ثُريا بصدمه : بتجلطيني انتِ وش اسوي فيك علميني اموتك ! كيف تتخذين قرارت زي كذا وحدك ؟؟
رمشت سمر تبكي : خفت ثُريا يتمادى الغلطه غلطتي من البدايه ابي استحملها كلها
تنهدت توقف تعض شفايفها تفكر : امسحي دموعك نبكي بعدين لازم نعرف الكلب ذا مين الله ياخذه والله لأخنقه بيدي
سمر بغضب ؛ هو فراس مين غيره بيهددني يعني!
هزت رأسها تعض شفايفها : مدري مدري
ناظرت لرسالة وصلت لجوالها ورفعت تشوف نفس الشخص مرسل لثُريا الصوره مره ثانيه لسياره المحروقه وتحتها مكتوب " لو نسيتي اذكرك "
اغمضت عيونها تردد : الكلب ابن الكلب بذبحه والله اذبحه
45
ناظرت سمر لرساله تقرأ بعد ماسحبت الجوال ماتعرف كيف ارسل وهم منهارين الان وايش الصدفه العجيبه ذي نطقت ثُريا بعد ما سمعت صوت مُهاب يتكلم مع خديجه : بنت امسحي دموعك بسرعه مُهاب جاي
وقفت تعدل شكلها وتمسح دموعها وترتب شعرها ودخل مُهاب يناظر لهم وابتسمت سمر تقوم تسلم عليه تسمعه : كيفها احوالك ؟ ناقصك شيء؟
هزت رأسها برفض : الحمدلله بخير مو ناقصني شيء
ناظر لها بشك صوتها مبحوح من البكاء وعيونها حمراء ونطق : فيك شيء ! فراس برا كلمه وحده منك انزل ادفنه
ناظرت لمُهاب ورمشت ثُريا بصدمه لو تقول شيء وابتسمت سمر تهز رأسها برفض : لا بس ثُريا قالت شيء وبكيت بالغلط
ناظر لثُريا يفهم غلط : ثُريا زعلتك؟
رفعت حاجبها ثُريا وابتسمت سمر باستعباط : لو قلت اي تدفنها زي فراس ؟
ناظر لثُريا مطولًا ورمشت تنتظر رده والتفت لسمر يردف: حشى الثُريا مايغطيها ثرى
ضحكت سمر باتساع وابتسمت ثُريا تشوفه يمشي طالع وناظرت سمر لثُريا ؛ رسميًا الكبير طاح
اخذت المخده ترميه عليها : حنا وين وانتِ وين ورانا ادمي يهددنا
تنهدت سمر تعدل عبايتها : بنزل الحين نتفاهم بالجوال مُهاب هنا
هزت رأسها ثُريا تودعها وطلعت سمر ، التفتت ثُريا تقرأ الرساله مره ثانيه تشتمه بداخلها بقهر ..!
45
بالخارج سيارة فراس
كم له من يوم ملكته اموره ابدًا ماكانت مستقره عايش في فوضوية مشاعره في صراعات ذهنه وخوفه الدايم من حقيقة الامر المكبوته في داخلها وهروبها منه وخوف نظراتها وترددها تاره يحسّ انه استعجل وغلط وتاره يحس انه مفتون هذا السّمار ويخاف يضيعه من بين يدينه تنهد بتعب مايدري ليه دربه دايم اعوج وحظه دايم مائل ورفع نظره بعد انتظار ساعه كامله خارج بيت مُهاب حتى جاء مُهاب وطلب منه يدخل لكنه رفض يتحجج ان سمر طالعه رغم انها ماردت حتى على رسالته ..!
رفع نظره يشوفها طالعه وتنهد تنهيده حسّ جوف قلبه يرتعش لها وركبت بهدوء ناظر لها وبلع ريقه : كيفك؟
سكتت تشد على كفوفها تحسّ بمقدار هائل من الضغط ماتقدر تستحمله همست : بخير
حرّك بهدوء وسكون ماقال شيء ولا ضافت هي شيء ثاني ابدًا غير الصمت ، كانت تقاوم بكيتها ورعشه شفايفها وانتبه عليها وتوقف عند القصر وآمن الباب بحيث انها ماتقدر تفتحه مدت يدينها تحاول مافتح وخافت تلتفت له : افتحه !
ناظر لها بهدوء بالع ريقه : سمر لو انتِ مجبوره علي وماتبيني علميني لا تخليني كذا ضايع ومحتار
حسّت بزدياد في مقدار الضغط وارتعشت شفايفها تسمعه ؛ انا احاول واسعى من يوم ملكتنا مالقيت منك الا الصدود والضياع وش تبين انتِ قولي ومايصير خاطرك الا طيب
7
التفتت له ماتتحمل الضغط والخوف ذا وبكت تناظر له بقهر : لك وجه تسأل ؟ كيف تقدر تتقمص كل هذي الشخصيات تخوفنا وتهددنا وتتكلم معي ماكانك مسوي شيء!
بلع ريقه مايفهم اي شيء : وش سويت انا اي شخصيات وخوف وتهديد !
ناظرت له بتنجن ماتستحمل الفوضى هذي وتقلب المشاعر هذي : انت هددتني انا و ثُريا بسيارة والزواج!
رمش بصدمه مايفهم : اي سيارة و اي زواج تتكلمين بالغاز ما افهمك!
ناظرت له تشوف صدمته وعدم فهمه وبلعت ريقها تهمس ويدها تشد على الجوال : مو انت ؟
اخذ جوالها من كفوفها يكمل : افتحيه وريني اي تهديدات فهميني
بلعت ريقها تفتح جوالها للمحادثه ودخل يقرأ بصدمه فتح الفديو يناظر لها وثُريا ونطق بصدمه : حرقتم السيارة!
هزت رأسها وناظر لها بجنون اكملت : هو كلب يستاهل
فراس بغضب : كلب وستين كلب بس هذي جريمه ماتفهمين !
سكتت تهمس : يعني مو انت ؟
ترك الجوال يرفع يدينه لوجهه يمسح بتعب : هذا كله وتعاملك ذا واسلوبك بسبب التهديد تحسبينه انا ؟
ورمش يكمل يستوعب : تزوجتيني لانك خايفه؟
بكت بشدة تهز رأسها تردد : حسبته انت !
فتح جواله يناولها يضعه في حضنه : والله مب انا فتشي جوالي شوفي كل شيء فيه والله مب انا والله
رمشت تقفل جواله ترفض تفتش تثق بصدق نبرته وكلامه واخذ الرقم الغريب اللي يهددهم ونطقت : وش بتسوي ! مُهاب بيعرف؟
هز رأسه بهدوء : مايعرف بحاول اجيبه
هزت رأسها واكمل ؛ بجيبه وانهي كل ذا واعتبري انك حُره مابقى في تهديد يربطك فيني
سكتت تناظر له للمرة الاولى بنظرات غير الخوف والرعب نظرات كلها ودّ واستيعاب بحجم نية فراس وطُهره ولينه وصفاء قلبه ماكان مثل ظنونها ابدًا والان انكسر خاطره ومشاعره وحسّ انه كان عبء عليها ، مسحت دموعها تردف : ماكنت اعرف انه مو انت
هز رأسه بفهم : كان لازم تتكلمين من اول
ماردت ماتلقى اي رد ونزلت بعدها بهدوء تتركه يغمض عيونه بتعب يستوعب مجرى كل الاحداث وموقعه في الهامش بينما سمر نزلت ترسل لثُريا باللي صار وبكت تحسّ ضيعت حد من يدينها من المفترض مايضيع ..!
112
اليوم الثاني
+
عضت على شفايفها ثُريا تتذكر رساله سمر وان الموضوع بدأ يكبر ماصار بس بينها وبين سمر صار فراس يعرف وشخص مجهول يهددهم يعرف والسر اذا خرج عن الاثنين معاده سر عضت شفايفها تناظر لمُهاب جاي مردف: نطلع؟
وكان يقصد يوصلها لشركة خصوصًا انه اتفق معها هو يوصلها ويرجعها بسبب عدم ثقته في عقاب وخوف يصيبها اي شيء ، هزت رأسها تمشي تحاول تخفي كل شيء اقل شيء عنه هو بذات وركبت معه السيارة في سكون وانتبه على اختلافها ونطق : صار شيء ؟
بلعت ريقها من دقة ملاحظته : لا ماصار
ناظر لها بهدوء اكمل : اتفاقنا مبني على عدم وجود اسرار بيننا ثُريا
هزت رأسها ماتنفي كلامه وتوقف عند الشركة وناظرت له : وش كانت شركته؟
مُهاب : بيع تجزئة
هزت رأسها : اي تذكرت
واكمل بعدها : بعدين شركتك مب شركته الاسهم لك والرئاسه لك هذا الاتفاق
ابتسمت باتساع تهز رأسها بفهم : مفهوم حضرة النقيب
ونزلت تقفل الباب وحرك هو بدوره للقسم ..
17
الشركة
دخلت بابتسامة واسعة وثقة بنفسها لا توصف وهذا سبب اعجاب الموظفين فيها دخولها لوحده سبب لزرع ابتسامات الانبهار في وجيهم وسلامها عليهم وحديثها معهم ومزاحها مع الموظفات كان سبب الراحة بينهم ، جلست في المكتب اللي كان من المفترض يكون لعقاب وبامر منها غيرته وابتسمت برضى تشوفهم ابعدوا صوره عقاب ومرميه عند الباب ونطقت تكلم الموظف : نبي صوره لولي العهد هنا تزينّ الشركة بطلّته
هز رأسه بفهم والتفتت خلفها عقاب واقف يناظر لصورته وتقدمت تجلس في مكتبه : والله ذويق فرعون الكرسي مريح
ناظر لها يشوف الشماته في عيونها مكمله : لا تزعل نعطيك مكتب عند الموظفين شدعوه ما تسوى
اطال بنظره نحوها مردف : تثقين بنقيب كثير يا بنت اخوي!
ابتسم يتقدم نحوها : ثقة زوجة ولا ثقة حبيبه ؟
ابتسمت بخفوت تستفزه بقولها : ثقة مجنونة
هز رأسه واكملت : والحين اطلع ورايا شغل
وهذا اخر شيء توقعه ينطرد من مكتبه وكرسيه اللي سعى له سنين عجاف !
مشى طالع يصادف راشد ونطق : فضى مكتبك باخذه
تبعه راشد : ابشر بس يبه بتسمح لها تخر...
قاطعه بغضب ونبره يحاول ما يرفعها : اسكت انت كل اللي وصلنا له بسببك ليتني دفنتك قبل اشوفني اخسر شركتي بسببك
ومشى للمكتب بغضب يصادف ذاعر اللي نطق : وش نسوي
ناظر ذاعر له : ابي نخوفها فاهم نبث بقلبها الخوف ابيها تعرف ان النقيب محد يثق فيه وانه مايقدر يحميها مني!
هز ذاعر رأسه بالإيجاب والفهم : حاضر انت قول وش ودك وابشر ..
43
القسم
+
تنهد فراس يشوفه يتصل على الرقم ولا يرد وهذي مو المرة الاولى لان محاولاته تعدت العشرات ونطق الموظف : ماقدر احدد موقعه من غير ما يرد والاسم لأجنبي الظاهر ماخذ رقم سواق عنده اذا القضيه خطيره لازم ترفع طلب بحث عنه وتعلمهم بكل شيء غير كذا ما اقدر اساعدك
اغمض عيونه فراس بتعب لانه مايقدر يبوح ويعرف القوانين وهز رأسه بفهم يطلع من عنده رفع جواله يناظر لرسالتها " صار شيء؟ " ولا رد يركب سيارته يحرك لقصر متعب حتى وصل نزل بهدوء استقبله متعب بسلام الطيب والترحيب مردف بعدها : حددتوا الزواج؟
ابتسم يهز رأسه برفض يتظاهر ان الامور كلها على ما يرام : هذي على سمر وقت ماودها
ابتسم متعب يدخله ودخل يجلس في عرض المجلس الواسع يعد الدقايق يحسّ انها تطول على قلبه ترهقه وتخوفه لانه عارف بينحرم ، بينحرم من الزول اللي دخل الان من الاصفر على جسدها الاسمر من شعرها القصير وخجلها المفرط ورقتها الهالكه بخوفها الواضح وحسنها الاوضح ، جلست بعد ماحطت القهوة تشبك كفوفها ببعض تناظر له كيف ساهيّ فيها وتقلب موازينه وتنسيه كل اللي صار والمصيبه اللي هم فيها ونطقت : مارديت علي..
رمش يستوعب ونطق اخيرًا : قلت اشوفك واكلمك لان مالقيت له اثر وابي اسمع القصه منك مرة ثانية
هزت رأسها بالموافقه تبدأ تسرد وتحكي اللي صار ويحلف هو مستعد يحلف يمين انه مايدري وش تقول وانه فاهي فيها لدرجة لا توصف وبلع ريقه مايستحمل انها تفوته وتروح من يدينه رغم جرحها له وضيق سببته له الا انه اخذ نفس يقاطع كلامها من غير مايحسّ ويستوعب : نفترق بعد مانعرفه ؟
رمشت ينقطع سيل كلامها المنهمر تناظر له بعدم فهم واستيعاب وبلع ريقه يرمش يحسّ على نفسه : اعرف ان هذا الزواج صار بخوف بس ابيك تعرفين اني ماكنت بأذيك ابدًا ولا كنت اقدر والله ماقدر أذيك
رمشت تلمع عيونها لان هي بذات دمعتها دائم طارفه وعلى الحافه والملامة هذي والكلام يرهقها ويتعبها ويثير مشاعرها وطاحت دموعها تعض شفايفها المرتعشه : آسفه ماكنت اعرف ان مالك دخل بس انا خفت مره خفت !
بلع ريقه يعتدل بجلسته يقترب منها يهز رأسه برفض بتكرار : لا تبكين والله مايصير الا اللي ودك وخاطرك فيه انا اعتذر ماكنت بضغط عليك ..
رمشت تستوعب توها تدرك شخصيته والحنّية اللي فيه توها تستوعب انه مختلف وحيل وانه منبع امان لها ورجُل تتجلى فيه الصفات العذبة بطريقة لا تستوعب واكمل بعدها يبعد نظراته عنها : اللي صار مو هين بنسبه لي سمر جرح نساني كل جروحي ماني قادر اتخيل اني عشت فرحه على تعاستك ولا اقدر اتخيل اني سيء لدرجة ذي بنظرك ..
23
اخذ نفس يتنهد بصوت مسموع يكمل : مايصير الا اللي تبينه بمسك الكلب ذا واللي ودك امشي عليه ..
بكت بتعب وناظر لها احياناً يستغرب كيف هذي الرّقة والدلال والانوثة اخت قائده المُهيب لانه يحسّ لو لمسها جرحها من ليونتها ومايحب انها تبكي كذا وتنهد بتعب : لا تبكين سمر هذا انتِ بترتاحين مني ..
مشى مايقدر يبقى هنا اكثر يهلك لانه توه يستوعب ان كل المشاعر اللي عاشها كانت سراب الا هذا الشعور ورجفه القلب ذا كانت واقع وطلع من عندها وبكت تضم رجولها لصدرها لانها ماقدرت تقول له " لا تخليني " وماقدرت تصرح ان خوفها الان بسبب انها التمست حنّية بتروح عنها وتغيب ..!
67
بيت المُهيب
+
طلعت من الحمام بتعب من طول اليوم اللي قضته بشركة تتعامل مع جهاد يشرح لها وتبدأ تديّر وتحاول تثبت نفسها من البدايه ، لبست الحرير ونثرت شعرها تتعطر ورفعت جوالها على اتصال مصطفى تسمعه : في طلبيه وصلتك دخلتها داخل
تنهدت تمشي نازله للاسفل تشوف خديجة تمشي بيدها البوكس الاسود الكبير وبوكس ثاني وضعته بطاوله وناظرت له وانحنت تفتحه تطلع منه ماطلبته رفعت نظرها للباب اللي انفتح بعدها دخوله يمشي نحوها ، عقد حجاجه يشوف البوكس الاول من شركته ونطق : طلبتي من ديجور؟
هزت رأسها تطلع الأغراض وتتكلم : عندكم منتجات حلوه عطور شعر وجسم ومرطبات جازت لي
مشى يجلس عاقد حجاجه : ودافعه لهم !
هزت رأسها تفتح علبه المرطب تسمعه : مايسوى لو قلتي اجيب لك تدفعين بشيء حلال لك ؟
ابتسمت بخفوت تناظر له : تعطيني منتجات مجانًا ولا تعطيني كود خصم ؟
ناظر لها بهدوء نطق : أعطيك الشركة بكبرها
ضحكت باتساع من رده اللي ماتوقعته ابدًا واخذت من الكريم تحطه على يدها وكثرت تمرره على كل كفوفها نطقت : كثرت!
ناظرت لكفوفه وسحبتها تشبّك كفوفها بكفوفها تخلط الكريم بيدها مع يده تدلك اصابعه بهدوء تحت صمته وسكونه تهمس : يدك قاسية هذا وانت صاحب كل هالمنتجات!
شبك كفوفه بكفوفها يمرر اصابعه على اصابعها بتناغم من الترطيب اللي اعطى ملمس ناعم جدًا : ما صنعتها لكفوفي ..
كان الفرق مُدهش بين كفه القاسي الاسمر وكفها الناعم الابيض وتناغم أشبه بعزف مع حركات اصابعهم ونطقها بتساؤل : ولكفوف مين لو ماكانت لصانع ؟
ناظر لكفها بين كفوفه مكمل : للكف الأزهَر ..
20
ابتسمت بخفوت تناظر له وابعدت يدها بهدوء تعتدل بجلستها ونطق مغير مجرى الحديث : شفتي اللي قلت لك عليه ؟
هزت رأسها : ايوة طلبت كل السجلات المالية لاخر عشر سنوات وما اوصف لك الكمية حطيتها بمكتبك
وقف يمشي للمكتب تتبعه بخطواتها تسمعه : ابي اكثر من عشر سنين
ضحكت بسخرية : انت شوف كمية الملفات ماتقدر تشوفها كلها الا بشهور
ناظر لصندوق الكرتوني المليء بالملفات دخله مصطفى وسحب واحد منه يعبث باوراقه يقرأ يتآكد ان كل اللي يبيه متوفر اثناء هذا كانت تمشي بالمكتب تعبث بالكتب والرفوف وامور مختلفه ناظرت في فراغ بجانب المكتبه وتقدمت بنظرها تشوف العود الخشبي ، رفعت حاجبها بدهشة تسحبه ترفعه تنطق بصدمه : عود!
رفع نظره لها بخفوت ولفت العود تشاهده بدقة امام انظارها نطقت ترفع اناملها لتوقيع تقربه من انظارها حتى تملكتها الدهشة بنبرتها : هذا توقيع عبادي الجوهر ؟
هز رأسه بالإيجاب وابتسمت تمشي له بحماس : قابلته؟
هز رأسه يآكد لها ظنونها وضحكت تكمل : تعزف؟
هز رأسه برفض وتنهدت منه : تعزف تعزف كل شيء تنكره قلت ماتعرف للخيل ومالك بالعطور ولا تحفظ شعر وكلها تعرفها اجل بعد تعرف تعزف !
ناظر لها بهدوء : ما اعرف ثُريا
تقدمت نحوه بنظرة رجى تناظر له : تعرف اعزف وانا اغني تكفى ..!
ترك الاوراق وتقدم ياخذ العود من يدها يمشي يردف: ما اعرف قلت ..
رفع العود يعيده مكانه وكشرت تمشي خلفه طالعه من المكتبه يناظر للبوكس الثاني : وش ذا ؟
تقدمت تضع البوكسين فوق بعض تحملهم الا ان يدينه كانت اسرع يشيلهم هو ويمشي يسمعها خلفه : طلبت ملابس لركوب الخيل واتمنى ما تعارضني لانه بنروح المربط وبتعلم اركبهم ..
هز رأسه بالرضى مايمنعها من رغبتها وابتسمت باتساع تشوفه ما قال شيء يستدعي رفضه ودخلوا غرفتهم يضع الصندوق وتقدم يسحب ملابسه يمشي للحمام واستلقت على السرير بتعب تقفل الاضواء تغمض عيونها تسمع طلوعه من الحمام واستقراره على السرير بجانبها ومضى وقت عجزت انها تنام فيه ولا تدري ليه تكره التفكير قبل النوم خصوصاً انها نعسانه بس ماتدري ليه ما تنام ، عدلت سدحتها تصبح على ظهرها وهمست : نمت ؟
مافتح عيونه مازال مغمض رغم انه صاحي ونطق : اي
ضحكت بخفوت تلتفت له بكامل جسدها تضع يدها تحت خدها تناظر له او بمعنى اصح تتخيل النظر له بسبب الظلام واكملت : ما تجيك اسئلة غبيه قبل النوم؟
رمش يرفع يدينه يفتح الابجوره وناظرت له يستلقي مقابل لها بضبط رأسه على ذراعه وهمس بصوت ناعس : مثل؟
كانت فكرة انها تسأل بظلام افضل بس وقت صار في نور خافت يعكس وجهه اصبح الوضع أصعب ورمشت بنعاس : يعني مثلًا ليه الانسان يغمض عيونه اذا فرح او بكى او خاف او حتى حب ؟
22
هزت كتفها بجهل تحرك ثغرها : ما اعرف بس بالمسلسلات دائم تصير احسّ اني ما اغمض
رفع حاجبه بتساؤل : ما تغمضين عيونك ؟
هزت رأسها بثقة وناظر لها بهدوء تقدم نحوها بسكونه تشوفه امامها يربكها وحيل يربكها ، خصوصًا انه رافع الجزء العلوي منه بصدره وانحنى برأسه نحوها لين اصبح قبالها بضبط مايفصل بينهم الا قليل المسافه ، ناظرت لعيونه بثبات عكس ضجيج قلبها وانحنى بهدوء برأسه مقصده رقبتها وهذا كان سبب انها تغمض عيونها من غير شعور تثبت عكس كلامها كله ورغم ان غايته كانت يعلمها سبب اقفال المرء لعينه الا انه تاهه للحظة ياخذ من رائحتها ويحسّ برغبته وجموحه و ودّه فيها حتى انه ادخل رأسه في جوف عنقها وحسّت هي بأنفاسه وشدة على عيونها تقفلها بقوه ترتبك ولا تعرف تتصرف ماغير كفوفها اللي رفعتها على صدره اشبه بمحاوله زعزعة جبل ، وادرك خوفها هذا وارتجافها بين احضانه وابتعد بهدوء يشوفها مازالت مقفله عيونها وابتسم بخفوت يقترب من اذنها هامس : تغمضين ..!
ابتعد بالكامل يعود لموضعه وفكرة انه صابر عنها ومعتصم امر مايستوعبه وفتحت عيونها تناظر له بخفوت ناظر لها بهدوء بنفس اللحظة اللي رفع فيها كفه يقفل الابجوره وانتشرت الظُلمة تعلن انقطاع التواصل البصري والصمت المهيب بينهم وكان سكوتها غير بنسبه له لكنها سكتت ترفع كفها بظلام لصدرها ماكان نبضها طبيعي ابدًا وهذا سبب صمتها المستمر للآن انها بدأت تحسّ باستعمار جوفها من قبله ، بلعت ريقها تعطيه قفاها يحسّ بحركتها وتنهد مايدري كل هذا الخوف ايش اسبابه ..!
63

