اخر الروايات

رواية عودة بدران المر الفصل الرابع عشر 14 بقلم هدي زايد

رواية عودة بدران المر الفصل الرابع عشر 14 بقلم هدي زايد 


الفصل الرابع عشر
===========
تنفست "تولين بعمقٍ وهي تنظر لصورته، اغلقت شاشة الهاتف ثم وضعته على سطح الطاولة الرخامية وتابعت ما تفعله في هدوءٍ مريب، كان عقلها في عالمًا آخر لا تعرف هل ما حدث هو حقيقةً أم خيالًا لكن بنهاية الأمر هي تغار، قررت أن تواجهه بهذه الصور، وضعت لأبيها الطعام وجلست تتبادل الحديث مع عمتها حول الأعمال العالقة بسبب "بدران" والتي سوف تؤدي بالخسائر الوخيمة حتميًا كل هذا و عقلها معه وليس هنا بداخلها نيران لا تعرف كيف تطفئها، و أخيرًا أتى و على وجهه إبتسامة عريضة تكاد تصل لأذنيه
القى التحية ولم ترد عليه، ولج غرفته و بدل ثيابه
ثم خرج ليجلس معها، لم تسأله عن سبب كـ ـسر ذراعه و لم يجد لهفتها التي يجدها بشكلٍ دائم أماهي كانت تشاهد التلفاز كعادتها الأخيرة نظر لها وعلى ثغره إبتسامة خفيفة ثم قال ساخرًا
- مش تقولي لي مبروك ولا حتى سلامتك
ردت دون أن تعرف على أي شئ تحديدًا يجب عليها أن تباركه وقالت:
- اتجوزت شيرين وارتاحت يا بدران مبروك
عقد ما بين حاجبيه وقال بتساؤل
- هي لحقت تقلك عموما الله يبارك فيكي
لم تتحمل " تولين" النبرة الساخرة من بين طيات حديثه القت بالصحن الذي بين يدها وقالت بعصبية
- طلقني بقى
التقطه هو وبدأ في تناول الحلوى وهو يقول بلامبالاة
- انسي مافيش طلاق على الأقل في الوقت الحالي
- لا بقلك إيه أنا واحدة مبتحبش تعيد الكلمة مرتين ولو فاكر إن جوازك هايهز مني شعرة تبقى بتحلم بس مكنتش اعرف إنك معندكش كرامة اوي كدا
-واديكي عرفتي ممكن بقى تروحي تحضري لي العشا
-ليه هو أنت اتشليت ؟! ولا الهانم ناقصها ايد ولا رجل أنا مش خدامة عندك يا أستاذ اتفضل اعمل حاجتك مع نفسك
-طب اعملي لي فنجان قهوة
-ها بتحلم طبعًا
-بقلك صحيح
-خير ؟!
-عمتك شكلها مطولة عندنا هتنامي فين ؟!
- هنام معاها في نفس الأوضة طبعًا
-لا وأنا ميرضنيش تعالي نامي معايا أنا وشيرين هو صحيح السرير صغير بس مشكلة أنتِ على اليمين وهي على الشمال وأنا بينكم معلش دايمًا أنا مضحي كدا
- امشي من قدامي يا بدران بدل ما اقتـ ـلك
- كدا ويهون عليكي أبو النونو دا حتى النونو يزعل
- بدراااااان متعصبنيش
- ليه بس ياروحي دا أنتِ حتى وأنتِ متعصبة بيبقى شكلك قمراية اقلك على حاجة الليلة بتاعت شيرين بس طالما هي النهاردا عند أمها خلاص بقى مضطر اقضيها معاكي تحبي نقضيها فين هنا ولا برا ونتمشى شوية ؟!
- أنا هقوم انام وخليك أنت كدا قاعد مع نفسك
- تولين
- نعم
- شيليني عشان رجلي بتوجعني من الأرض و دراعي مكـ ـسور
كزت على أسنانها من فرط غيظها اتجهت نحوه وقبل أن تضربه جذبها واجلسها عنوة جواره، نظر لها وقال بتساؤل:
- طب أنا راضي ضميرك واحدة رمتني ومفكرتش فيا ولا حتى قالت دا شاريني و عاوزني هروح لها أنا بعد ما راحت لغيري ؟!
لفت بجسدها للجهة الأخرى وقالت بدالال
- معرفش بقى اهو دا اللي وصلني
لفها له وقال بنبرة هامسة
- وصدقتي ؟!
- اه
- عشان غبية
- و ليه متقولش إنك حنيت لها ؟!
- مش بدران المُر اللي يحن لواحدة باعته ومعرفتش قيمته
ابتسمت بخفة و قالت بنبرة خافتة:
- يعني مش هترجع لها تاني ؟!
رد بنفس النبرة وقال :
- مين مجنون يبقى معاه دهب ويروح يبدله برملة ؟!
نظرت وقالت بفضول ونبرة تملؤها الدلال
- ويا ترى مين دي اللي معاك ومتقالها بالدهب كدا ؟!
ابتسم لها وقال بمشاكسة
- واحدة غالية عليا ومن يوم ما عيني جت عليها.وأنا مش شايفة حد حلاوتها ورقتها
- هي مين دي شوقتني اعرفها
- هي في مقام أمي الله يرحمها، الواحدة دي أنتِ يا تولي
اختفت الإبتسامة فجأة من على ثغرها وهي تقول بنبرة مغتاظة:
- بقى أنا في مقام مامتك متشكرة يا بدران عن أذنك عشان هنام
وثبت عن الأريكة والغضب والغيظ يملئ قلبها دخلت حجرته ووصدت الباب خلفها، ما هي إلا ثوانٍ معدودة وولج هو الآخر، جلس على حافة الفراش مقابلتها مد يده ليُمسك اناملها لكنها نزعتها بعنف تأواه بكذب حتى يلفت نظرها لكنها حاولت أن تقسو عليه و لكن اللعنة على ذلك القلب الذي التفت إليه كالبرق في سرعته، سألته بلهفة قائلة
- مالك إيه اللي حصل ؟! ودراعك اتكسر ازاي ؟!
رد بتساؤل ونبرة تملؤها العتاب قائلًا:
- مهتمة اوي دا أنا بقالي معاكي ساعة ولسه واخدة بالك ؟!
- قل لي بس حصلك إيه ؟!
رد وهو يحاول نزع الحامل عن ذراه لكنها اتجهت نحوه محاولة منعه وإعادة ربط الحامل من جديد
قائلة:
- خليك مثبت دراعك عشان يبقى مرتاح
ربطت له الحامل من جديد، ثم جلست مقابلته وقالت بتساؤل:
- إيه اللي حصل ؟!
حصل إني بحـ....
قالها "بدران" وهو يقترب منها بشدة لمست شفتاه خاصتها رفعت بصرها لساؤله لكنه بتر حديثهما بتلك القبلة الناعمة التي بالكاد أن يضعها لولا طرقات سريعة ومتتالية على باب حجرتهما
جعلتها تنتفض من مكانها بينما هو قبض على خصلات شعره من الخلف بقوةً وقف عن حافة الفراش وفتح باب الغرفة وهو يتسائل بغضبٍ مكتوم
- نعم خير في إيه ؟!
- إيه في إيه دي هو أنا بشحت منك ولا إيه أنا جيت اشوف تولين نايمة ولا صاحية بحسبك مش هنا
ابتسم لها بسماجة وقال:
- تولين نامت من بدري حاجة تاني ؟!
- لا شكرًا
اوصد الباب في وجهها و قال وهو يستدار بجسده كله لها:
- عمتك دي فيها غلاسة مش في حد
ابتسمت له ثم قالت بتذكر
- صحيح إيه اللي حصل لدراعك ؟!
جلس مقابلتها و قال بذات الإبتسامة وقال:
- محاولة فاشلة كدا من عمي وبنته
- لإيه بالظبط ؟!
اقترب منها وقال:
- عاوزين يخطـ ـفوني ليهم
مالت برأسها وقالت بإبتسامة خفيفة
- طب و أنت إيه رأيك ؟!
نظر لها ثم لف لها وجهها وقال :
- أنتِ إيه رأيك ؟!
- في إيه ؟!
- اروح لعمي وبنته و لا أفضل هنا ؟!
- أنت اللي المفروض تقرر مش أنا
- يعني القرار قراري ؟!
- اها
لم يُمهلها لحظة واحدة تسأله فيها عن قربه الشديد منها و محاولته في تقبيلها، ابتعدت عنه لكنه منعها من الإبتعاد أكثر من ذلك وقال بنبرة رجل أرهقه العشق
- كفاية بُعد يا تولي
تنحنحت وهي تبعتد عنه برفق ثم قالت بتلعثم
- قل لي إيه اللي حصل لدراعك ؟!
تنحنح هو الآخر وقال بخجلًا من حاله
- عمي جابني بحجة احل بين بنته وجوزها وحصلت خناقة بينهم وأنا بحاول احل الموضوع نزلت على ايدي عصاية واتكسرت ايدي
ردت بشماتة وقالت:
- تستاهل ماهو محدش قالك روحلهم
ضاق بحدقتيه وقال:
- هو أنا ليه حاسس إن دي شماتة ؟!
- لا دا مش احساس دي حقيقة وايوة شمتانة فيك عندك مانع ؟!
رد بنبرة مرحة وقال:
- وهو أنتِ حد يقدر عليكي ولايعارضك في حاجة
استطردت بجدية مصطنهة وقالت:
- صحيح عمتو مضايقة هي وصفوت من الشغل اللي معطله ومش موافق عليه دا ممكن أعرف السبب ؟!
رد بجدية وقال:
- دا شغل أنا مش مرتاح له ومش معطله ولا انا رفضته أصلًا
سألته باهتمام قائلة:
- ليه في إيه مش مريحك ؟!
أجابها وهو يقف أمام خزانته ليخرج بعض الأوراق الهامة وقال :
- في واحد كدا مش مرتاح له
- واحد مين ؟!
- واحد اسمه زهران النمر
ردت بنبرة متعلثمة مرددة اسمه قائلة:
- زهران هو الشريك الجديد !!
استدار بجسده له وقال بنبرة فضولية لم تخلو من الغيرة
- و أنتِ تعرفي منين ؟!
ردت بتلعثم وهي تعتدل في جلستها وقالت:
- أنا بردد الإسم مش أكتر يمكن يكون جه قصادي في مرة كدا ولا كدا
اتجه نحوها وبيده ملف صغير وضعه بين يدها وقال:
- الملف دا مهم اوي وخطير جدًا خليه معاكي
- و ليه اديته لي ماتخلي معاك ؟!
- عشان بثق فيكي وعارف إنك بتخافي على شغلك زي ويمكن أكتر كمان، وعشان الفترة دي وجود عمتك هنا بيثبت لي إنها جاية للملف دا وبتحاول توصله فـ أنا عاوز اخلي معاكي لحد ما حاجة كدا في دماغي ما تتم
سألته بفضول قائلة:
- حاجة إيه اللي مهمة اوي دي كدا ؟!
أجابها باسمًا وقال:
- لقد عاد بدران المُر
تابع بجدية وهو ينظر لها ثم قال بتحذير
- تولين مش حابب ازعلك مني فـ خلي بالك من الملف دا عشان ماتشوفيش وش بدران المُر اللي بجد
ردت بنبرة فضولية قائلة:
- ما تحكي لي حكاية بدران المُر وازاي اسمك بدران أحمد اامرعي وشهرتك بدران المُر ؟!
احتل الحزن محل الإبتسامة الواسعة وهو يقول:
- دي حكاية دا عمر بحاله يا تولين
- ازاي ؟!
نظر لها وقال بنبرة تملؤها الخذلان
- مافيش اوحش من احساس إنك منبودة من كل اللي حواليكي ابوكي وأمك حتى الناس الغربية بيخافوا منك لمجرد ما شافوكي
ابتسمت بخفة وهي تقول:
- طب ما تحكي لي عن بدران اللي عمري ما شفته واتغير وبقى حد تاني
ابتسم بمرارة وهو يطالعها ثم قال بحزنٍ دفين:
- مظنش إن الإبتسامة اللي على وشك هتفضل موجودة لما تعرفي حكاية بدران المُر
اقتربت منه وقالت بإبتسامة واسعة:
- أنا اللي اقرر دا مش أنت احكي لي يلا
سحب نفسًا عميقًا وهو ينظر لها ثم قال:
- اللي قدامك دا كان واحد مافيش حاجة غلط إلا وعملها عشت عمري كله ما بين أب و أم منفصلين اروح لأبويا يشتمني ويقولي روح لأمك هي أولي بيك اروح لأمي تقولي وأنا اشيل همك ليه روح لأبوك هو اولي بيك هو يتجوز وأنا اشيل همك امشي جوزي مش عاوزك عشان بنته
نظر لها وقال بمرارة:
- كانت بتربي بنت الراجل الغريب ومتعرفش حاجة عني انا واخويا
استوقفته متسائلة بنبرة متعجبة قائلة:
- اخوك أنت ليك أخ يا بدران ؟ اومال هو فين ؟!
حرك رأسه علامة الإيجاب وقال:
- احنا ولدين هو اكبر مني بسنة واحدة بس ولما ابويا طلق أمي اخدته و أنا رحت لأبويا ولما اتجوزت وجوزها طلب منها تسيبه جه وقعد معانا سنة واحدة بس
- راح فين كدا بعد كدا ؟!
- مش عارف
- يعني إيه مش عارف ضاع يعني ؟!
فرغ " بدران" فاه وقال:
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close