اخر الروايات

رواية نجمة ليلي الفصل الثالث عشر 13 بقلم سارة مجدي

رواية نجمة ليلي الفصل الثالث عشر 13 بقلم سارة مجدي 


 



                              

اسكربت ١٣ 


+




                              

نجمه ليلى 


+




                              

كانت تسير ليلا تتلفت حولها فى كل مكان وهى تجر خلفها طفله صغيره تمسك بأطراف ثوبها تحاول ان تلحق خطوات امها السريعه بخطواتها الصغيره المتلاحقه .... و بين يديها قطعه حلوى كبيره تلتهمها فى نفس الوقت الذى تتلفت السيده حولها كل ثانيه و اخرى لتتأكد ان لا احد يلاحقها 

حتى وصلت امام مبنى كبير  رفعت عينيها تنظر الى تلك اللوحه الكبيره المضائه و قرأت الاسم بعينيها (( ملجأ  الزيني )) 

هى اختارت ذلك الملجأ لاسباب كثيره اولهم و اهمهم انه يعاملون الاطفال بشكل جيد و هذا ما يهمها حقا 

لم تجد الحارس يقف امام الباب فهو فى هذا الوقت كل يوم يذهب الى المطبخ ليحضر بعض الطعام بعد ان يتأكد من نوم الجميع 

نظرت الى صغيرتها لتجدها تفرق عينيها و يبدوا على ملامحها النعاس الشديد فحملتها برفق و دلفت من البوابه بعد ان و ضعت الشال فوق و جهها و اختبئت فى مكان بعيد نسبيا عن البوابه و جلست ارضا تضم صغيرتها بحنان و بدأت تربت على ظهرها بحركه رتيبه ليتثاقل جفن الصغيره و بعد عده دقائق كانت قد غفت تماما ظلت جالسه فى مكانها تحتضن الصغيره حتى تتأكد ان الحارس ايضا قد غفى بعد ان تناول كل الطاعم الذى احضره من الداخل 

اخفضت نظرها تنظر الى صغيرتها التى بين يديها صاحبه الخمس سنوات ثم اغمضت عينيها تتذكر ما حدث قديما 

كانت فتاه بسيطه تعمل فى احدى الاراضى الواسعه لعائله الزيني مع باقى فتايات القريه يجمعون المحصول من فوق الاشجار كانت دائمه الضحك و المزاح مع قريناتها بالعمل رغم حالتها الماديه الصعبه و ايضا ظروفها الخاصه بسبب وفاه والديها و المصاعب الكبيره التى تمر بها يوميا .... حتى ذلك اليوم الذى عاد فيه ابن عائله الزيني من الخارج هو اصغر ابناء العائله كان بالخارج يدرس و اليوم عاد و كانت العائله سعيده جدا برجوعه فأقاموا وليمه كبيره لكل البلده و لذلك ذهبت هى و كل الفتايات ليساعدوا نساء بيت الزيني فى تجهيز الطعام 

و بعد ارهاق يوم كامل وقفت نجمه امام الحجه وفيه زوجه الحج نجيب الزيني كبير العائله و قالت بخجل 

- ممكن يا حجه اخد نصيبى من الاكل و اروح البيت حضرتك عارفه الكل بيتعامل معايا ازاى  

لتبتسم الحجه وفيه بحنان و تحركت خطوتان و احضرت وعاء كبير و وضعت فيه من كل الطعام كميات لا بأس بها و وضعت (( دكر بط  )) كبير و قطع كثيره من اللحم و وضعت فوقه الغطاء و اعطته لنجمه و هى تقول 

- خدى يا بنتى بالف هنا و ربنا يستر طريقك و ان شاء الله هيكرمك اخر كرم 

اخفضت نجمه راسها بخجل و اخذت الطعام و غادرت المنزل سريعا 

و عند الباب الكبير  كادت ان تصدم بشخص لولا امسكها من كتفها لسقطت ارضا بما تحمل نظرت اليه بخجل و قالت 

- انا اسفه يا بيه ... مخدتش بالى 

ابتسم الشاب و هو يقول 

- و لا يهمك بس ابقى ارفعي راسك و انتِ ماشيه علشان ما تقعيش تانى مش كل مره هكون موجود و الحقك 

نظرت اليه بخجل شديد و ابتعدت خطوتان للخلف و ظلت واقفه تنظر ارضا حتى يمر ... و كان هو ينظر اليها بتأمل شديد جلبابها الواسع حجابها الذى لا يظهر و لو شىء يسير من خصلات شعرها  و جهها الخالى من مساحيق التجميل لكنه يراها اجمل من كل تلك الفتايات الذى شاهدهم فى بلاد الغرب ايضا خجلها اكثر ما لفت نظره اشفق عليها من تلك الوقفه فدلف الى البيت لتغادر هى سريعا 

مرت ايام و ايام و عادت نجمه للعمل فى الارض من جديد و ذات يوم كان سليم يمتطئ حصانه و يدور بين الحقول يتابع العمال بالارض حين وقعت عينيه عليها ابتسم بسعاده حقيقه فمنذ قابلها اول مره على باب بيت عائلته و هو يفكر بها 

لم يعد يحتمل فتوجه لملاحظ العمال و سأله عنها و علم منه كل شىء ... انه يفكر بها منذ ذلك اليوم و زاد احساسه بها اليوم و عليه ان يأخذ خطوه ما 

توجه الى والده مباشره و اخبره بما يريد و كان الرد الطبيعى و المنطقى هو الرفض من هى هذه الفتاه الذى يرغب فى الارتباط بها و التى لا تليق بعائله الزينى .. لكنه لم يكن يوما بالانسان الذى يستسلم من اول جوله فذهب مباشره الى جده الذى ثار و انفعل و اقسم ان يحرمه من الميراث اذا حدث هذا الزواج لكن سليم لم يهتم لكل ذلك  ذهب اليها مباشره و  وقف امام بابها طرقه عده طرقات لكنها لم تفتح الباب و حين كان على وشك المغادره وجدها قادمه من بعيد ظل واقف فى مكانه ينتظرها و حين اقتربت منه شعرت بالاندهاش و الخوف و قالت بصوت متقطع 

- خير .... خير يا بيه ... هو .. هو فى حاجه 

ابتسم ابتسامه صغيره وهو يقول 

- لا مفيش متقلقيش انا بس كنت عايز اتكلم معاكى كلمتين 

هزت راسها بنعم سريعا و هى تقول 

- اتفضل 

- تتجوزينى

قطبت جبينها بصدمه و شعور كبير بالذل و المهانه 

ظلت صامته تنظر اليه بضيق شديد حتى قال من جديد 

- انتِ فكراني بهزر ؟ انا بتكلم جد و جد جدا كمان 

لم تتغير نظراتها هى تعلم جيدا الفرق بينها و بينه كالفرق بين السماء و الارض و تعلم جيدا ان ما يقوله اما مزحه سخيفه يحاول بها الشعور بالتسليه او هى محاوله للوصول اليها و نيل ما لم يستطع احد الوصول اليه اقترب منها خطوه و قال 

- بصى يا نجمه انا عارف انك مش فاهمه و لا مستوعبه اللى بقوله بس انا بتكلم جد و عايز اتجوزك لو وافقتى هننزل انا وانتِ العاصمه و نتجوز و نعيش هناك ... فكرى انا عايزك مراتى و ام عيالى ... عارف انك مصدومه و مش فاهمه و مش مستوعبه و علشان كده هسيبك النهارده تفكرى و تخدى قرارك و انا معاكى دايما 

عاد الى بيته و صعد الى غرفته ليرتاح قليلا و يرتب افكاره و كيف سيتصرف اذا رفضت هو سيظل خلفها حتى توافق و ايضا اذا تمسكت عائلته برفضهم 

و لكن كانت عائلته لها راى اخر حين اقتحم والده الغرفه و خلفه ووالدته و هو يقول 

- انت ماشى بدماغك ملكش كبير ... كنت عند بيت نجمه بتعمل ايه ؟ 

قطب سليم حاجبيه باندهاش و قال ببعض الغضب 

- حضرتك بتراقبنى ؟ 

- لا انا اكبر من كده بس واحد من الغفر شافك 

اجابه والده بغضب كبير ... ثم سال من جديد 

- كنت عند بيت نجمه بتعمل ايه يا سيلم ؟ 

- كنت بطلبها للجواز 

اجابه سليم بهدوء شديد ليخيم الصمت عليهم لعده ثوان ثم دوى صوت صفعه قويه على وجهه سليم جعلت الدم يسيل من فمه و رغم الغضب الذى كاد ان يتملك منه الا انه ظل صامت ينظر الى والده و جده الذى يقف خلفه و اخيه الاكبر خالد ثم تحرك بهدوء و اخرج حقيبته و بدء فى جمع ملابسه و اغلق الحقيبه و عاد ليقف امام والده و ضع بين يديه مفتاح السياره الجديده التى كانت هديه عودته و مفتاحه الشخصى للبيت الكبير و قال بهدوء رغم تلك النار التى تشتعل بداخله و اذا غادرت جسده لاحرقت العالم اجمع 

- طول عمرى الطفل المطيع اللى بيسمع الكلام طول عمرى بنفذ اللى انتوا بتقرروه و عمرى ما قولت لا على اى حاجه .. افتكرتوا ان ده حقكم لكن لا يا بابا انا من حقى اختار حياتى ... و من النهارده حياتى بره البيت ده و انسوا ان ليكم ابن اسمه سليم 

و تحرك ليغادر الغرفه ليقول خالد ببعض الاشمئزاز 

- كل ده علشان حته خدامه ؟ انت اتجننت يا سليم ؟ 

و قف سليم مكانه و التفت ينظر الى اخيه بغضب ثم قال 

- لولا انك اخويا الكبير انا كان هيكون ردى على كلامك ده اقوى بكتير مما تتخيل ... نجمه مش خدامه ... نجمه هتبقا مراتى و كرامتها من كرامتى و كرامه مراتى ممنوع الاقتراب منها.  فاهم يا خالد  ؟ 

قال الاخيره بصوت عالى جعل خالد يتراجع الى الخلف بخوف شديد لينظر سليم الى جده و قال 

- كنت فاكر انك الوحيد اللى هتقف جمبى لانك عملتها قبل كده و اتجوزت البنت اللى كانت بتشتغل عندكم فى البيت لكن من الواضح انك نسيت الماضى و نسيت ان من شابه اباااه يا جدى

التفت ليغادر ليجد جدته تقف امامه تنظر اليه بصمت ليقترب منها سريعا و قال 

- جدتى انا اسف مكنتش

اشارت له ان يصمت ثم ابتسمت ابتسامه صغيره و قالت 

- انا مش زعلانه منك يا سليم ... و لا عمرى نسيت الحرب الكبيره اللى عشت فيها زمان .. نجمه طيبه و بنت حلال و شافت كتير .. حاول تعوضها عن الدنيا كلها بحضنك و حنانك و ربنا يسعدك يا ابنى 

ثم خلعت الخاتم الكبير الذى كانت ترتديه و مدت يدها به فى اتجاه سليم و قالت 

- شبكه نجمه 

اخذ الخاتم من يدها و انحنى يقبلها باحترام ثم غادر سريعا و كلماتها التى توجهها للجد و والده و اخيه تصل اليه 

- كل واحد فيكم له غلطه و مع ذلك مصرين تحاسبوا الناس على اخطائهم 

ابتسم ابتسامه صغيره و هو يغلق باب البيت الكبير متوجهًا لبيت نجمه ... فهو لم يعد له احد سواها و يرجوا من الله الا تخذله 

وصلا الى العاصمه مع اول خيوط الشمس نظر اليها ليجدها تنظر حولها باندهاش و صدمه انها بريئه و بسيطه عيونها عميقه يشعر انه يغرق بداخلهم عاد بافكاره الى تلك اللحظه حين طرق بابها و صدمتها حين قص عليها ما حدث و جدد طلبه للزواج منها 

وجدت نفسها امام فرصه للراحه لمًا هى فيه و لكن هل تحقق راحتها على حساب حياته و عائلته فقالت 

- يا بيه ليه تخسر عيلتك و اهلك ... اكون ايه انا علشان كل ده يحصل 

اقترب خطوه واحده منها وقال 

- انا مش عيل و لا تافه و لا شبطان فى لعبه و بعند علشان اهلى رفضوا يشتروها ... انا من اول ما شفتك و عينى غرقت فى بحر عنيكى قلبى سابنى و راح وراكى من بعد اول مره شوفتك فيها  

تحرك من امامها و بدء فى السير ذهاباً و ايابا فى الغرفه و هو يقول 

- انا عشت عمرى كله اشوف و اتعلم ... شوفت بنات كتير جدا و كتير اتعرض عليا الحب انا اول مره ... اول مره اعرض حبى على حد انا محتاجه فى حياتى   

وقف امامها و نظر الى عيونها بحب حقيقى جعل قلبها يرجف داخل صدرها 

- و انتِ يا نجمه  نجمه ليلى اللى كنت بدور عليها تنور سمايا .. و تبدل سواد ليلى لنور النهار 

كانت تستمع الى كلماته غير مصدقه مندهشه و لكن ايضا تشعر  بالسعاده فهذه المره الأولى التى تستمع لكلمات كتلك الكلمات او  احد يهتم بها ذلك الاهتمام او يراها شىء مهم الى تلك الدرجه

اومئت بنعم ليبتسم بسعاده و ابتسمت هى الاخرى بسعاده رغم انها لا تعلم ما تخبئه لها الايام 

و فى خلال دقائق كانت تجمع كل ما لها فى تلك الغرفه الصغيره و توجها الى امام المسجد يطلب منه ان يحضر الشيخ لعقد القران و ان يكون هو وكيلها و بالفعل تم الامر و اصبحت زوجته اقترب منها يقبل جبينها بحب و هو يهمس بها بكلمات رقيقه و ناعمه ثم وضع فى اصبعها خاتم جدته و هو يقول 

- دى شبكتك ... كمان ده مباركه جدتى لينا 

 نظرت الى الخاتم بأنبهار و هى تتذكر الخاتم فى يد الحجه وفيه و كم كان يلفت نظرها و تحب النظر اليه .... هل حقا الحظ سيبتسم لها هى حقا لا تعلم 

 اخدها و توجه بها الى العاصمه مباشره .... الى تلك الشقه الذى لا يعلم عنها احد من ماله الخاص الذى جمعه من عمله بالخارج بجوار دراسته و الذى لا يعلم ايضا عنه احد 

و هناك و تحت تلك البنايه الشاهقه التى تطل على النيل العظيم وقفت تنظر حولها بانبهار و صدمه و بداخلها تقارن بين ما تراه عيناها من جمال و رقى  و ما هى عليه من هيئه بسيطه جدا و مضمون ابسط ... و بين من يقف بجانبها يتحدث الى حارس العقار الذى ظن انها احدى الخادمات التى احضرها من البلده لتقوم على خدمته 

حين صعدا الى شقته ظلت واقفه عند الباب تشعر بالصدمه من روعه الشقه و اثاثها الراقى المميز 

ادخل سليم الحقائب و التفت ينظر اليها و قال باندهاش

- واقفه كده ايه يا نجمه ؟ ادخلى 

ظلت صامته تنظر الى داخل الشقه بأنبهار  ثم قالت 

- ادخل هنا عادى ؟ 

اقترب منها و امسك يدها و جذبها برفق لتدخل الشقه ثم اغلق الباب و قال بابتسامه واسعه 

- نورتى بيتك يا نجمه 

- بيتى ؟ 

قالتها باندهاش و صدمه ... ثم دارت حول نفسها و هى تقول 

- يا بيه انا كبروا اكون خدامه هنا .... مش يكون بيتى 

- بيه و خدامه فى جمله واحده ليه كده يا نجمه حد مصلتك عليا عايزه تموتينى و لا ايه 

قالها ببعض المرح و تصنع الصدمه و خاصه و هو يضع يديه فوق خافقه بأداء كلاسيكى معروف 

لتقول هى سريعا

- بعيد الشر عنك يا بيه

اعتدل فى وقفته و ظهرت الجديه على ملامحه و هو يقول 

- تانى يا بيه ... هو فى زوجه بتقول لجوزها يا بيه ؟ 

هزت راسها بلا .... ثم قالت ببعض السخريه 

- بس يا بيه الموقف هنا مختلف ... و المقامات محفوظه 

اغمض عينيه بضيق شديد ثم قال 

- مقامات ايه يا نجمه ؟ يا نجمه انا اتحديت اهلى و خسرتهم علشان اكسبك انتِ ... و انتِ تقوليلى مقامات ... انتِ مراتى و مبقاش بينا دلوقتى حاجه اسمها مقامات و لا كان فى من الاساس 

كانت تستمع الى كلماته باندهاش و عدم تصديق فصعب على من مثلها عاشت عمر كامل من الشقاء و المرار و التعب ان تصدق ان الحياه سوف تفتح لها ابوابها على اتساعها 

عادت من افكارها على لمسه يده ليدها و هو يسير بها قائلا 

- تعالى بقا افرجك على الشقه ... و لو فيها اى حاجه مش عجباكى قوليلى و هغيرها فورا 

كانت الصدمه ترتسم على وجهها و عدم التصديق ليبتسم لتعابيرها التى تجعله يشعر انه يفعل شىء بطولي خارق للطبيعه 

كانت مع كل ركن فى المنزل يزداد انبهارها و اعجابها و عدم تصديقها من انها نجمه ابراهيم الفتاه البسيطه التى لم تعلم من الحياه شىء سوا غرفتها الصغيره و عملها فى الحقل و احيانا فى بيت عائله الزيني 

الان اصبحت تسكن فى بيت لو ظلت تحلم طوال حياتها لن تحلم بشىء بسيط منه 

كانت تقف فى منتصف غرفه النوم ... اخر غرفه فى تلك الجوله الذى اخذها بها سليم تركها تتأمل كل مكان بها و خرج يحضر حقيبته و تلك الحقيبه القماشية الخاصه بها

حين دلف من الباب تحركت سريعا بشىء من الخجل و حملت (( بأجتها )) منه و هى تنظر ارضا 

ان ملابسها رثه و تخجل حقا من تبديلها لما ترتديه لتردتى ملابس اقل منها 

شعر بها حقا ... و يعلم بما تفكر ... و لكن كل ذلك لا يمثل له اى شىء يكفى انها اصبحت زوجته و هى ستعلم بنفسها انها اهم لديه من بعض ملابس لا قيمه لها 

- انا هخرج بره لحد ما تغيرى هدومك براحتك ... و لو عايزه تخدى حمام فى حمام فى الاوضه 

ثم اخذ ملابسه البيتيه وغادر الغرفه لتظل هى واقفه مكانها ... تسال نفسها ماذا تفعل هنا .... و كيف طاوعته في كل ما حدث ... اين هى منه ... و كيف لها ان تصدق انها اصبحت زوجته و كل شىء يثبت لها ان ليس لها دور و لا مكان سوا خدمته فقط 

اقتربت من (( بأجتها )) و فتحتها تحاول البحث فيها عن اى شىء يناسب على الاقل جمال و بهاء تلك الغرفه 

وجدت تلك الملابس التى كانت أهدتها لها يوما الحجه وفيه و دلفت الى الحمام تنظر بداخله بصدمه فهى لا تعلم كيف تستخدمه و لكنها مؤكد لن تطلب منه المساعده ... لتحاول و ترى 

و بعد معاناه طويله خرجت من الحمام ترتدى تلك  البيجامه التى لم ترتديها من قبل و كانها كانت تعلم انها لا تليق بغرفتها الصغير و ها هو مكانها المناسب 

كانت تجفف شعرها امام المرآه  حين طرق سليم الباب و فتحه و ظل منتظر بابتسامته التى تخطف الانفاس و قال 

- ممكن  ادخل ؟ 

ليتصلب جسدها بالكامل من الخجل ليقترب منها و هو يقول 

- ايه الحلاوه و الجمال ده 

و كانت هى تنظر ارضا تذوب خجلا فذراعيها غير مغطيان و خصلاتها الطويله تنسدل على ظهرها بطولها المميز مما جعل قلبه يتقافز داخل صدره بسعاده و اعجاب .... و عينيه التى عشقتها من اول لحظه تعشقها من جديد 

لم يستطع منع نفسه من الاقتراب منها ... لم يستطع ان تكون بين يديه بتلك القوه و الجمال ولا يضمها الى صدره و يتمتع ببريق النجمه 

فى صباح اليوم التالى استيقظت نجمه بعد نوم عميق و مريح ... فبرغم خجلها و كل ما حدث بالامس الا انها و لاول مره تشعر انها حقا انسانه تستحق حياه كريمه و مريحه ... تستحق الحب و الاحترام ... و سيلم اعطاها ذلك الاحساس بكرم كبير  ... كان يتعامل معها برقه شديده و كانها مصنوعه من زجاج 

نظرت بجانبها و لم تجده لتتذكر كم كانت خجله و بشده بسبب نومها بجانبه و كانت تأخذ طرف السرير و تضم قدميها اليها بشده ليجنبها هو بقوه لتصطدم بصدره و همس بجانب اذنها فى نفس اللحظه التى احتضنت ساقه ساقيها بقوه حانيه و يد تحاوط كتفها و اليد الاخرى وضعت فوق خصرها 

- ده مكانك من النهارده ... و اوعى تفكرى تبعدى عن مكانك ده و الا هيكون فى عقاب شديد جدا جدا






الرابع عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close