اخر الروايات

رواية نجمة ليلي الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة مجدي

رواية نجمة ليلي الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة مجدي 


 


                                              

اليوم القصه مختلفه ... اليوم القصه واقعيه .. عن أحداث حقيقه ... و أخت بطله قصتى معنا هنا .. و هى إللى طلبت منى كتابه تلك القصه من أجل شقيقتها

اليوم لا أريد كلمات شكر او تعليقات مثل أبدعتى أو أحسنتى ...أريد أن ندعوا جميعا بالرحمه لصاحبه القصه وأن يجعل قبرها روضة من رياض الجنه و أن يلهم أهلها الصبر و السلوان و أن يجمعهم بها بعد عمر طويل فى الفردوس الأعلى و أن يجعل مرضها و كل لحظه ألم عاشتها فى ميزان حسناتها


+




                              

اسكربت رقم 12


+




                              

كانت غارقه  فى غيبوبتها التى فرضتها عليها حالتها الصحيه و الجراحه الكبيره الذى حدثت لها ... بعيده تماما عن كل ما يحدث حولها من خوف و قلق من والدتها التى ترى صغيرتها أصغر أولادها تحارب شبح الموت فى كل دقيقه و أخت تعتبرها ابنتها البكر و أخويها اللذان كانا بالنسبه لها الأب الذى فقدته منذ كان عمرها سنه و نصف

كانت هى ترى كل ما حدث لها منذ وعت على تلك الحياه القاسيه و كأنه فلم سينمائى

طفله صغيره و هى بعمر السنه و نصف فقدت الوالد و الحامى منذ كانت صغيره فقدت كلمه (( بابا )) و إحساس الأمان بوجود السند و الداعم القوى

كبرت بين أحضان والدتها التى لم تبخل عليها يوما بالحب و الحنان و كذلك أخوتها ... فدائما ندا كانت الداعم القوى و بئر الأسرار لها و كان كل من عبد الله  و على الأخ و الصديق و حصن الأمان بالنسبه لها ... كانت دائما تشعر أنها مميزه خاصه مع كل هذا الحب الذى يحاوطها من كل أسرتها ... لم يبخل أحد عليها بشئ الجميع كان يشعر بها ابنته المميزه و المدلله و المجاب لها كل ما تريد فالجميع كان يحبها بسبب أخلاقها الطيبه و روحها الهادئه و قلبها الأبيض

فتاه فى ريعان شبابها تحارب المرض بأبتسامه واسعه لم تغادر وجهها لآخر لحظه فى حياتها ... فتاه كانت تتقبل كل ما كان بحياتها برضا و بكلمه الحمد لله ... فتاه أنتهت حياتها لكنها تركت ذكرى لن تمحى يوما .. و سيظل كل من قابلها يوما أو أحبها يتذكرها و يدعوا لها بالمغفره و الرحمه و يذكر لها مواقف كثيره و ضحكات أكثر و ستظل الدعوات من أجلها مستمره

(( و خلينا نحكى القصه على لسان صاحبتها ))

أنا سما محمد  فتاه فى العشرين من عمرى .. من أسره مصريه  بسيطه مكونه من أب توفى منذ تسعه عشر عاما و  أم طيبه كطيبة بلدنا الحبيب و حنون و ثلاث أخوه جمع بينهم الحب و الدم

ندا و هى الأخت الكبرى و لديها تسعه و عشرون عاماً متزوجه و لديها ثلاث أبناء 

و الأخ الأوسط  لديه سبعه و عشرون عاما ليسانس حقوق و هو الأن يؤدى الخدمه العسكريه

و الأخ الثالث  لديه ثلاث و عشرون عاماً خريج لغه عربيه (( أزهرى )) و يقوم الأن بتحضير رسالة الماجيستير

و أخر العنقود ... أنا  بطله القصه

دول عيلتى الصغيره خلينى أحكى ليكم بقى حكايتى و قصتى و متنسوش تدعولى .... و أنا عندى سبع سنين أصيبت بمرض السكر و تعايشت مع الأمر  و براعيه أمى أصبح  الأمر شىء طبيعى فى حياتى كنت طفله لذيذة و مرحه آخر العنقود بقى و كنت قريبه من كل أخواتى خصوصاً أختى ندا ... ندا دى أحلى حاجه فى حياتى أختى و صاحبتى و أمى التانيه ...  لما أتجوزت سابت فراغ كبير فى البيت و فى حياتى لكن كمان هى ما بعدتش عنى كتير و ولادها كانوا مالين عليا حياتى ... كمان اخواتى الرجاله   أنا مش بحس أنهم أخواتى بس بشوف فيهم بابا إللى ملحقتش أشوفه و كمان هما أصحابى إللى مقدرش أستغنى عنهم ... حياتى كانت ماشيه طبيعى جداً و أنا السنادى فى سنه تانيه خدمه إجتماعيه و ليا أصحاب كتير .. كمان جسمى صغير كده و قصيره بس أيه نينجا ... متكيفه مع مرضى ما هو أصلا عادى يعنى ده نص الشعب المصرى عنده السكر أو الضغط ..... لحد فيوم و بالتحديد من ثلاث شهور  تعبت جداً و فقد الوعى أكثر من مره .. كنت دائما حاسه بالغثيان و ديماً حاسه  بدوخه و أستمر الأمر معايا لبعض الوقت لحد ما قررت والدتى أنها تودينى للدكتور و غيرلى دوا السكر بس الصداع مكنش عايز يسيبنى ساعتها الدكتور قال لماما أنها تودينى لدكتور أنف و أذن و حنجره و لما روحت للدكتور و كشف عليا قال أن ودنى الشمال مش بسمع منها كويس و عملت إشاعات و تحليل و مقياس سمع و كل حاجه ... لكن فجأه عينى الشمال كمان مكنتش شايفه بيها كويس و طلعت من عند دكتور الأنف و أذن و الحنجره على دكتور العيون و قال ساعتها أن فى نزيف فى العين جاى من المخ و أنى لازم أروح لدكتور مخ و أعصاب و فعلاً ماما جريت بيا لدكتور المخ و الأعصاب و طلب إشاعات و تحاليل كتير جداً و نتيجتهم أن فى فص فى المخ بيرشح على العين الشمال و الأذن الشمال و أنى لازم أعمل عمليه تسليك و بعدين نشيل الورم بالأشعاع الذرى ... أمى كانت خايفه عليا جداً و علشان تطمن و ديتنى لدكتور تانى و قال نفس الكلام أنى لازم أعمل عمليه تسليك و بعدين نشيل الورم لكن كمان كل الدكاتره أجمعوا على أن مينفعش دكتور يعملها لوحده ... نزلنا القاهره ورحنا لدكتور كبير و قال نفس الكلام و أنى محتاجه العمليه بس طلب ننتظر أسبوع علشان فى جهاز مهم لازم أقعد عليه بعد العمليه .. قعدت أسبوع فى القاهره و أول الأسبوع الثانى يوم الحد عملت مسحه كورونا و الأتنين أتحجزت فى المستشفى و الثلاثاء عملت العمليه

لكم أن تتخيلوا كل تلك الأحداث على شابه صغيره ... ينقلب عالمها فجأه من المرح و الضحك و السعاده لركض بين عيادات الأطباء و التحاليل و الإشاعات ... و أيضاً لكم أن تتخيلوا كل هذه  الأحداث ماذا تفعل بقلب أم ترى ابنتها تتألم و تعانى الويلات ...و فى هذا السن الصغير تتعرض لكل هذا الكم من الألم و العذاب .... و كم يعانى أخوتها و هم يرون أختهم الصغيره تعانى كل تلك الويلات و لا يستطيع أى منهم التخفيف عنها ... كم كانت الساعات التى مرت عليهم و هى داخل غرفه العمليات كالدهر(( دلوعه العائله )) و آخر العنقود... تواجه الموت كل دقيقه داخل تلك الغرفه بمفردها و رحمه الله ترافقها ...  مر الوقت بين دعوات أم يتقطع قلبها و ينزف دماً و قرأة ندا للقرآن و قلق و خوف أخوتها الرجال الذين لم يستطيعوا حتى الجلوس و الشعور بالراحه

دخلت غرفه العمليات الساعه تسعه الصبح و خرجت الساعه سته المغرب و دخلت غرفه العنايه فضلت فيها يوم الثلاث و خرجت الأربع رغم أن من المفترض أفضل فيها أكثر من كده و لما الدكتور خرج من العمليات شرح لأمى و أخواتى إللى حصل فى العمليه

(( - الورم كان بين العصب السادس و السابع و كان متشعب جداً ... أنا كنت بقص الورم وأشيله و أخيط ... و أقدر أقول أن العمليه نجحت و نتمنى من الله أن الفتره الجايه تتم على خير ))

فوقت و فتحت عيونى و شوفت فرحه أمى و أخواتى  و شوفت أمى لما سجدت لله شكر .. و كنت بسمع دعواتها ليا بأن ربنا يكمل شفايا على خير ... يوم الخميس كان أخويا قاعد بيأكلنى  وهو عمال يضحك معايا و يهزر و أنا كنت ساعات بشوفه أتنين و ثلاثه و حسيت أن الدنيا كلها بتلف بيا و أغمى عليا أخويا جرى ينده الدكتور و لما الدكتور كشف عليا و طلع عندى ضيق فى التنفس و قعدت على جهاز التنفس الصناعى خمس أيام و نص و كنت بتكلم مع أمى و أخواتى بالورقه و القلم كنت شايفه الخوف فى عنيهم رغم الإبتسامه إللى مرسومه على وجوهم كنت عارفه هما قد أيه خايفين عليا و قلوبهم موجوعه ... و فى اليوم السادس خرجت من العنايه و بقيت قادره أتكلم و كانت كل حاجه كويسه و تانى يوم وقت العشا أغمى عليا تانى و القلب وقف لمده نص ساعه و لما رجع تانى يدق بعد معاناه كبيره كانت النتيجه أنى دخلت فى غيبوبه لمده ثلاث أيام و كل شويه القلب يقف و يرجع تانى .. و اليوم التاسع لوجودى فى المستشفى القلب وقف و رفض يشتغل تانى ... و قتها أمى كانت جايه تزورنى و رفضوا يدخولها و قالولها أدعيلها مرت ساعه كامله و هى هتموت من الخوف عليا ... لحد ما أخويا قرب منها و قال

(( - ربنا كان له عندنا أمانه و أخدها ... إن لله و إنا إليه راجعون ))

و قتها أمى سجدت من تانى فى الأرض ... و قالت بكل الألم و حرقه قلب أم و الحزن على حته من قلبها فرقتها و للأبد (( الحمد لله على كل حال ... اللهم أجرنى فى مصيبتى و أخلفنى خير منها

(( صعب أوصفلكم حال أمى و أخواتى .. وولاد أختى صعب أوصف إحساس أسره صغيره شهدت على معانة طفله مع المرض فى كل لحظه  ..... أتحرمت من الأب ... و كان عمرها قصير ... قلب أمى إللى أتوجع و دفنته معايا ... و قلب أختى إللى كانت أمى التانيه إللى بيبكى بالدم على فراقى ... أخواتى الرجاله و آخر العنقود مش معاهم فى البيت .. الهزار و الضحك البسمه إللى أختفت من حياتهم زى ما كانوا بيقولوا ... مكه بنت ندا إللى كل يوم تسأل عليا و تقول أنا عايزه سما هى فين كل ده بتاخد حقنه أنا عايزه أروحلها (( بعيد الشر عنك يا قلب خالتو)) و لما ندا تقولها أنى فى الجنه تقولها لأ أنا عايزه أروحلها أنا عايزه أشوف الجنه و دلوقتى مر أكتر من شهرين  و مش قادره تنسانى و كل يوم قبل ما تنام تقول أنا زعلانه منك يا سما أنتِ تروحى الجنه و تسيبى مكه (( و أنتِ كمان وحشتينى يا قلب سما و ربنا يطول فى عمرك ))


+




                              

أنا كده قصتى خلصت .. الألم خلص و أنتهى .. الوجع راح ... لكن سيبت و للأسف وجع كبير جوه قلب أمى و أخواتى و ناس كتير عانت بسبب فراقى .... أنا ربنا رحمنى برحمته و أصطفانى إن حسناتى تزيد مع كل اااه ألم قولتها .. وأختار أمى أنها تمر باختبار صعب و كبير علشان الجنه ان شاء الله تكون من نصيبها (( كان نفسى أقولها أنى بحبها ... و أنها كانت كل حاجه فى دنيتى ... كان نفسى أبوس إديها ... كان نفسى أشوف ندا .. و أحضن مكه ... كان نفسى أشوف عيون أخويا الكبير  و هى بتضحك و ابتسامه اخويا الصغير و حنانه ... أنتوا هتوحشونى اووووى ))


+




                              



+

            

الثالث عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close