اخر الروايات

رواية ظلمات حصونه كامله وحصريه بقلم منة الله ايمن

رواية ظلمات حصونه كامله وحصريه بقلم منة الله ايمن 




                                              
-الفصل الأول-
متنسوش تعملوا فولوا وتصويت ☆ عشان اول ما تنزل توصلكوا

+


❈-❈-❈

+



يُطالعها باستنكار مندهشا من غضبها المبالغ فيه!! هو لم يقل لها شئ لكى تغضب إلى هذه الدرجة! هو فقط طلب منها قليلا من الوقت لكى يكون جاهزا لمثل هذه الخطوة، ليضيف زافرا بتأفف:

+


- هو أنا ممكن أفهم أنتي متعصبة أوى كده ليه دلوقتى؟ أنا كل اللى طلبته منك شوية وقت مش أكتر! على الاقل أكون جاهز أتقدم لأهلك

+


رمته بنظرة حادة تدل على ما تحمله له من غضب وأعتراض على كلامه، هى لا تريد أن تستمر معه فى علاقة ليس لها أية مُسمى سوا أنهم أصدقاء!! بالأساس هى لا تعترف بمثل هذة العلاقات بين الشاب والفتاة، لتعلق زاجرة إياه فى حدة وغضب يتطاير من عينها:

+


- بقولك أيه يا أدهم أنا مش عاجبني الهبل اللى بينا ده، أحنا بقالنا سنه كامله بنقول نفس الكلام، أديك وقت أيه أكتر من كده؟ أنت خلاص دى أخر سنه ليك فى الكليه وهتتخرج وهتشتغل فى شركة باباك، يعنى معندكش حجه! وأنا بقى بصراحة جو الصحبيه اللى بينا ده مبقاش عاجبني، أنا عايزه أرتباط رسمى يا كده يا كل واحد يروح لحاله؟

+


قالت جملتها الاخيرة وهى تشعر بالغضب الشديد لدرجة إنها كادت أن تلكزه فى صدره، ولكنها تمالكت غضبها لكى لا تفسد الامر بينهم:

+


لاحظ "أدهم" كل ذلك الغضب ليدرك إنه لا مفر، يجب أن يستمع إليها لكى لا تظن أنه لا يريدها أو يتهرب منها، فهو يريدها أن تكون معه دائما ولكنه كان يريد أن يُكون نفسِه قبل أي شئ، ولكن ما الضرر من أرتباط رسمى لكى يتخلص من ثرثرة تلك العندية:

+


- يا ديانة أنا كنت عايز أستنى شوية لحد ما أأسس شركة لنفسي، مبقاش شغال عند حد عشان لما أجى أكلم باباكي أقوله أنا أدهم نصار مش أبن بكرى نصار، كنت عايز أعمل أسم لنفسي بس خلاص هعمل أيه؟

+


نظر لها وهو يبتسم بحب وأكتراث شديد لغضبها مُعقبا:

+


- أمري لله يا ستي، حدديلي معاد مع باباكي يوم الخميس عشان أجيب بابا وماما ونيجى نشرب الشاى عندكم

+


أبتسمت بكثير من الراحة لتخلصها من تأنيب الضمير التى كانت تشعر به تجاه  والديها، فهى لطالما لم تخفي عنهما شيء طوال السنوات الماضية، ولكن ذلك الشيء لم تكن تريد أن تحدثهم فيه إلا عندما يكون رسمي، لتحاول أن تلطف الأجواء قليلا مُعقبة بمرح:

+


- أمممم هفكر

+


رفع حاجباه بأستنكار على كلمتها، ليجيبها مُعقبا ببعض من المشاكسة:

+


- هتفكري! خلاص أنا رجعت فى كلامي 

+


لكزته "ديانة" فى صدره بقليل من الأنزعاج قائلة بحنق:

+




                
- أنت غلس وبارد

+


أجابها "أدهم" وهو يطيل النظر داخل زرقاوتيها مبتسما بمشاعر صادقة:

+


- بس بحبك

+


صمتت لبعض من الوقت ويبدو عليها شيء من التوتر ثم أبتسمت له بقليل من الحرج وهى تنظر إلى الأسفل مُعقبة بإقتضاب:

+


- وأنا كمان..

+


❈-❈-❈

+


دلف بهيئته المُهيبة بطول قامته وعرض منكبيه ونظرة زرقاوتاه القاتمة التى تقطع أنفاس جميع من حوله، متحركا بخطوات ثابتة متجها نحو مكتبه موجها حديثة إلى أحد الأشخاص عبر جهازه الخلوى مُعقبا بإقتضاب ورسمية شديدة:

+


- تمام معادنا النهاردة فى الشركة

+


أنهى مكالمته موجها حديثة نحو مساعدته مُلقيا عليها أومره بصرامة:

+


- بلغي إياد إني وصلت وفى مكتبي

+


أومأت له بالموفقة بينما دلف هو مكتبة نازعا سُترته معلقا إياها ومُشمرا أكمامه إلى منتصف ذراعيه، توجه إلى مكتبه وجلس على كرسيه ليضغط على الزر الذى بجانبه محدثا مساعدتة أمرا إياه بحدة:

+


- خليهم يبعتولي القهوة بتاعتي

+


أنهى حديثه دون إنتظار أى رد منها، نظر إلى تلك الملفات أمامة مُتفحصا إياها عازما على أن يُلقى بهم نظرة مُتابعا لما يحدث فى شركته! وإذا كان كل شئ على ما يرام؟

+


وما إن بدا بتفحصهم حتى قاطعه دخول والده إلى المكتب ويبدو عليه الغضب الشديد، وما الجديد فى هذا يبدو إنه قد تعرض كالعادة لواحدة من تلك المناقشات الحادة بينه وبين سيدة القصر

+


وكيف يصعب عليه إدراك الأمر فهو يُعاني منه منذ سنوات، كلما حدثت بين والدة وزوجته مناقشة حادة حول ذلك الموضوع يأتى والده لينفث فيه عن غضبه ويحمله مسؤلية البحث عن تلك الفتاة، ليزفر "جواد" بملل وصاح وكأنه غير منتبها لتعابير وجه والده:

+


- صباح الخير يا هاشم بيه

+


رمقة "هاشم" بنظرة تحمل الكثير من الغضب والنفور مُعقبا بضيق:

+


- مفيش خير لحد ما تجبلي البت دى وترميها هنا تحت رجلي

+


أغمض "جواد" عيناه مُحاولا التخلص من كل هذا الغضب الذى شعر به عند التحدث عن تلك الفتاة وعن كل ما يرتبط بها وبذكر إسمها من ماضي أليم لم يُشفى منه أحدا إلى هذا اليوم، ليعقب "جواد" بغرور وثقة:

+


- واضح إن دى خناقة كل مرة مع المدام، على العموم متقلقش أنا قربت منها أوى وأكيد هجبها المرة دى

+


ضيق "هاشم" ما بين عيناه متحدث بإستفسار:

+


- أنت عرفت حاجة جديدة؟

+


نهض "جواد" متوجها نحو نافذة مكتبة مستنشقا بعضا من الهواء النقي، ليستعيد هدوئه مرة أخرى وأضاف مُفسرا:

+



        
          

                
- جالى خبر إن فى القاهرة فى كلية إدارة أعمال فى بنت طالبة أسمها "ديانة شرف شمس الدين الدمنهورى" وفى سنه تانيه، يعنى عندها ٢٠ سنة

+


نهض "هاشم" فى عجل وتوجه ناحية "جواد" ممسكا بذراع مردفا بحدة:

+


- أبعت هتهالي دلوقتى حالا يا جواد

+


أبتسم "جواد" بشيء من السخرية مُضيفا بإستهزاء:

+


- أخطفها يعنى يا هاشم بيه؟! بالعقل وكلها يومين والست هانم هتبقى تحت رجليك فى الفيلا..

+



❈-❈-❈

+


دلفت المنزل بسعادة عارمة والبسمة منيرة وجهها الحليبى الملائكى، وقفت تحاول تنظيم أنفاسها قبل الدخول لوالدها لكى تقص عليه ما حدث بينها وبين "أدهم" وتخبره بأنه يود زيارتهم وتأخذ منه ميعاد ليأتي هو وأسرته كى يستعدوا لذلك، طرقت على باب مكتب والدها طرقتين بيدها الصغيرة حتى أستمعت إلى صوت أبيها يسمح لها بالدخول

+


دلفت "ديانة" الغرفة متوجه نحو والدها مُعانقة إياه من خلف ضهره وهو جالسا على الكرسي يقرأ فى أحد كتبه، لتعقب بكثير من الحب والود:

+


- حبيبى يا أحلى وأجمل بابا فى الدنيا كلها

+


رمقها "محمود" بنظرة أستفستار رافعا إحدى حاجباه مُعقبا بنبرة يملأها الشك:

+


- أيه الحنية والحب المبالغ فيهم دول؟! شكلك عايزة حاجة وحاجه كبيرة كمان!

+


حمحت "ديانة" بحراج فوالدها دائما ما يُكشفها ويعرف نواياها، أبتسمت له بحب مُضيفة بصدق:

+


- بصراحة أه فى حاجة وحاجة مهمة أوى كمان

+


فتح "محمود" عينيه على مصرعها مُصطنعا الدهشة مُعقبا بمرح:

+


- ياااه بصراحة وحاجة مهمة مع بعض!! أستر يارب

+


أبتسمت "ديانة" على مشاكسة والدها لها، ثم أضافت بابتسامة هادئة وهى ترمقة على أستحياء مُعقبة:

+


- بصراحة كده ومن غير لف ودوران فى شاب زميلي فى الكلية عايز يجي هو وأهله يقابلوا حضرتك

+


أعتلت الصدمة وجهه "محمود" فهو كان يعلم أنه سيأتى يوما مثل هذا اليوم، ولكنه غير مُستعد بعد، فهو متعلق بها كثيرا، ليس من السهل عليه أن يُفارقها بتلك السرعة، رمقها "محمود" بنظرة أستفسارية وكم تمنى أن يكون على خاطئ مُردفا بتسأل:

+


- عريس؟

+


أومأت له "ديانة" برأسها بكثير من الحرج والحياء، بينما هو أبتسم لها نصف أبتسامه لم تلامس عيناه وقد أمتلاء قلبه بكثير من الحزن، وأضاف مُستفسرا بقليل من العتاب:

+


- مستعجلة أوى كده ليه! زهقتى مننا خلاص؟!

+


رمقته "ديانة" بكثير من الحب ثم أحتضنته بقوة مُعبرة عن مدى حبها الشديد له مردفة بتوضيح:

+



        
          

                
- يا حبيبى هو أنت شايفنى رايحة أتجوز دلوقتى!! دى هتبقى مجرد خطوبة، ده طبعا بعد أذنك

+


أومأ لها "محمود" بمزيد من الحزن على رغبتها فى الذهاب والأبتعاد عنهم، ليعقب بإستفسار مُتمنيا أن يجد ما يجعله يرفض تلك الخطبة من بابها:

+


- وده فى سنه كام!! وأبن مين!! ومن عيلة مين؟!

+


أبتسمت على طريقة والدها المنزعجة التى لا تلائمه، فهى مدركة جيدا إنه يبحث عن شيء يجعله يتهرب من تلك الخطبة الأن، ولمنها تعلم جيدا أن هذا من حبه الشديد النابع لها، لتجيبه بهدوء:

+


- أسمه أدهم بكرى نصار، أبن بكرى نصار صاحب شركة نصار للاستراد والتصدير، فى أخر سنة فى الكلية وهيخلص وهيشتغل مع باباه

+


شعر "محمود" أنه لا مفر ولن يجد مخرج من ذلك المأذق، ليزفر فى حنق مبتسما نصف أبتسامة لكى لا يكسر قلب أبنته مُعقبا:

+


- أمري لله قوليله يجيب اهله ويشرفنا يوم الخميس الجاي، أما نشوف مجايبك!!

+


غمرت البسمة وجهها وسريعا ما أحتضنت والدها بحب مُعقبة بلهفة:

+


- شكرا يا أحلى بابا فى الدنيا كلها

+


❈-❈-❈

+


••

+


يجلس هذا الفتى الذى لم يتخطى العاشرة من عمره بعد بصحبه شقيقته التى تصغره بستة أعوام، يلعبان ويمرحان فى حديقة هذا القصر الذى يصرخ بالثراء والفخامة، كانت أيضا مديرة المنزل تجلس معهم لمراقبتهم وحفظ سلامتهم، نعم فهم مازلوا أطفالا

+


هتفت الفتاة صاحبة الأربع أعوام بغضب طفولي وبرائة موجة الحديث نحو شقيقها مُعقبة بإنزعاج:

+


- أيه ده يا جواد أنت بتغث

+


رمقها هذا "جواد" بغضب طفيف وملامح منزعجه مُعقبا بحنق:

+


- لا أنا مش بغش، أنتى اللى فاشله وعيب تقوليلي بتغش دى، أنا هروح أقول لماما وأخليها تعاقبك

+


اسرع "جواد" فى الركض تجاة داخل القصر، بينما أدركت "زينة" إنها أوقعت بنفسها فى مازق كبير وسوف تُعاقب على ما تفوهت به، لتصيح به كى يتوقف ولا يخبر والدتهما هاتفة:

+


- أثتنى بث يا جواد والله مث قصدى، تعالى بث انا اثفه طيب

+


كانت تناديه ولكن دون فائده، فهو بالفعل أصبح داخل القصر ولم يلتفت لها قط:

+


- ماما يا ماما.

+


دلف "جواد" إلى القصر وهو يُنادى على والدته، بينما أستوقفة صوت الشجار من الطابق العلوى ويبدو أنه صوت والدته!!

+


كاد "جواد" أن يصعد الى هذا الطابق ليعرف ماذا يجرى!! ولماذا يتشاجرون بهذه الطريقة!!

+



        
          

                
أوقفه صراخ والدته وهى تسقط من أعلى الدرج لتقع أمام عيُنيه أرضاً مُلقاه على بطنها فاقدة النطق أو الحركة، والدماء تسيل من بين قدميها

+


صاح "جواد" بكثير من الخوف والفزع صارخا:

+


- مامااا

+


•••

+



فاق من شروده على صوت تلك الفتاة التى جلست فوق ساقيه بدلال وعُهر، لينهض "جواد" بسرعة لتسقط هى أرضا أسفل قدميه، ليرمقها بحدة وأشمئزاز قائلا:

+


- جرا أيه يا وسخة أنتي! هتنسى نفسك ولا أيه! أنا أمتى سمحتلك تقعدي على رجلي؟

+


أجابته الفتاة بتوتر وأرتباك شديد من ذلك الغضب الذى سيطر عليه دون سابق إنذار أو تحذير قائلة بتلعثم:

+


- أنا أسفة يا جواد بيه، أنا بس لاقيت حضرتك سرحان قولت ألفت إنتباهك

+


أنحنى "جواد" قليلا ليقوم بجذبها من شعرها بكثير من الضيق والغضب راغما إياها على الوقوف، عازما على أن يُخرج كل ما يحمله من ألم وغضب بسبب تلك الذكرة للسيئة التى راودته على تلك العاهرة التى أحضرها مقابل المال، حسنا لتعمل لكى تحلل هذا المال:

+


- واضح إنك مستعجلة أوى ومش بتحبي تضيعي وقت، حلو أديكي لفتي إنتباهي أهو تعالي بقا عشان تخلصي اللى جيتي عشانه

+


تقدم وهو لايزال جاذبا خصلاتها وأتجه بها نحو الفراش وسريعا ما ألقى بها عليها، رمقها بإهتمام شديد متفحصا إياها من أعلى رأسها حتى أسفل قدميها بعناية شديدة، نعم تلك ليست أول مرة يراها بها ولكنه دائما ما يهتم بأن يتأكد من نظافة جسد العاهرة التى يستأجرها

+


تحركت يده نحو سترته نازعا إياها وهو لايزال يرمقها بنظرات حادة أثارت القلق داخل قلبها، ليقطع ذلك الصمت المخيف وهو يفك أزرار قميصه أمرا إياها بحدة وإقتضاب:

+


- لحظة واحده وملاقيش خيط على جسمك

+


ليس من الجيد النقاش معه الأن فهو يبدو فى مزاج سيء للغاية وليس من مصلحتها إثارة غضبه الأن، سريعا ما أمتثلت لأوامره وتخلصت من كامل ملابسها دون ترك قطعة قماش واحدة على جسدها

+


فى تلك الأثناء كان تخلص هو الأخر من كامل ملابسه وألقى بها على الأريكة وعاد إليها مرة أخرى ليجدها مستلقية على ظهرها متوسدة الفراش فى إنتظاره

+


رمقها باشمئزاز وانزعاج شديد لتصنعها ذلك الغباء مُعقبا بنبرة يُغلفها التهديد:

+


- أنتي نسيتي بتنامي أزاى ولا عايزه تطلعي عفاريتي عليكي على المساء؟

+


فطنت جيدا ما يقصده، هى تعلم إنه لم يضاجعها من قبل سوا وظهرها مولى له، ولكن ذلك أكثر ما يثير فضولها فى كل مرة لها معه، لا تكترث لأسلوبه الفظ ولا لمعاملته القاسية ولا حتى لعلاقته العنيفة التى لا تمثل سوا مجرد علاقة جنسية عابرة خالية من أي مشاعر أو حتى لذة، مجرد إفراغ رغبة شهوانية

+



        
          

                
طالعته بعيون مليئة بالفضول حول ذلك الأمر مُحاولة الاستفسار قائلة:

+


- ليه دايما بتصمم على الوضع ده!!

+


- أنتي متسأليش ليه! أنتي تنفذي وبس

+


قال جملته الأخيرة وهو يرغم جسدها على الالتفاف ليصبح ظهرها فى مقابلته ووجها فى مقابلة الفراش، ليمد يديه ويرفع خصرها ليكون فى مستوى جسدة وسريعا ما قام بفتح ذلك الكيس الذى كان بحوذته منذ البداية وسريعا ما أرتدى ذلك الواقى وأقتحمها دون رحمة أو تمهيد

+


ليبدأ معها بتلك الممارسة العنيفة الخالية من المشاعر والرحمة والأنسانية، مجرد ممارسة يفرغ بها كل ما يحمله من ألمًا وحسرة داخل تلك العاهرة بمنتهى القسوة والعنف

+


كانت تصرخ بكثير من الألم مُحاولة أستعطافه لكى يهدأ من حدة دفعاته ولكن دون فائدة، كل مرة تطلب منه أن يقلل من عنفه يزداد أكثر، وكيف له أن يقلل من عنفه وقسوته!! فهو يشعر بالراحه والسلام من سماعه لصوت هذا الصراخ ليُهون عليه ما يشعر به، أو لنكون أكثر وضوحا ليشغل عقله عما يدور بداخله من ذكريات أليمة

+


كل مرة كانت تصرخ بها تلك العاهرة كان يشعر وكانه هو من يصرخ لكى يتخلص من كل هذا الضعف والإنكسار، كم يتمنى أن يصرخ الان ولكن كيف له أن يصرخ!! لقد صرخ وبكاء كثيرا فى الماضى ولكنه الأن رجلا والرجل لا يصرخ بل يجعل تلك العاهرات هن من يصرخن

+


أمتدت يده اليسرى لتجزب شعرها مُقربا إياه نحوه بينما يده اليمنى تحاوط خصرها مثبتا إياها أسفل منه، لينحني بجسده ليقترب من أذنيها هامسا لها بفحيح يشبه فحيح الأفاعي قائلا:

+


- عايزه تعرفي ليه بصمم على الوضع ده؟ عشان مش بحب أبص فى وش اللى زيك وأنا بعمل كده، عشان أحنا مش هنحب فى بعض، أنتي مجرد واحده شمال جايه تعملي اللى أنا عايزه وتأخدي حسابك وتغوري من هنا

+


لم يكترث لتلك التى تصيح أسفله طالبة لراحمة وكادت أن تفقد وعيها من شدة عنفه معها، حتى إنه لم يلاحظ إنها لم تنتبه إلى حديثه بسبب ما تعانيه أسفله، بل كان كل ما يعنيه هو أن يتخلص من تلك الرغبة ويصل إلى ذروته

+


بعد دقائق مرت على كلاهما بصعوبة كبيرة، هى تعاني من ألم شديد فى منطقتها بسبب عنفه، وهو يعاني من تفكيره وذكرياته التى كانت تدفعه ليزداد قسوة وحدة إلى أن أنتهى منها، تركها لتسقط بوجهها وجسدها على الفراش تشعر بكثير من الألم

+


نهض من على الفراش وألتقط تلك الوارقة التى تحمل مبلغ كبيرا من المال لم يسبق وتقاضته عاهرة مثلها من قبل، ليلقيه بجانبها وتوجه بعدها إلى المرحاض

+


سريعا ما أنتهى من أخذ حمامه وأرتداء ملابسه، وشرع فى الذهاب نحو باب الغرفة موجها حديثه نحوها غير مهتما بما إن كانت تستمع إليه أم فاقدة للوعى مردفا:

+



        
          

                
- أرجع ملقكيش هنا

+



❈-❈-❈

+


دلفت غرفتها بعد أن تناولت العشاء بصحبة عائلتها، بينما لحقت بها تلك المشاكسة الصغيرة ويبدو عليها الكثير من ملامح الفضول والأهتمام، لتجلس فى مقابلتها مُعقبة بنبرة أستفسارية قائلة:

+


- أنا سمعت بابا وماما بيتكلموا على عريس جي!! العريس ده يخصك صح؟!

+


ضحكت "ديانة" على طريقة تلك الفتاة الفضولية التى لا تسمح لشئ أن يحدث فى هذا المنزل دون علمها، لتجيبها مردفة ببعض من المرح:

+


- أيوه يا مخابرات البيت، العريس ده يخصني

+


أعتدلت فى جلستها وقد أعتلت وجهها القليل من ملامح العبث مضيفة بعتاب:

+


- كده من غير ملوكه حبيبتك ما تعرف

+


تغيرت ملامح وجهها من العبث إلى الفضول والأهتمام الشديد هاتفة بحماس:

+


- أبقى أعاتبك بعدين المهم قوليلى بقى مين ده! وعرفتيه أزاى! وقالك أيه! وأنتي قولتيله أيه و...؟!

+


- حيلك حيلك، يالهوى ده بابا وماما نفسهم مسألونيش الاسئله دى كلها؟!

+


صاحت بها "ديانة" بصدمة بعد أن شعرت بالتشتت من كثرة أسئلتها وعدم أعطئها الفرصة للرد، أغمضت عينيها للحظه مُحاولة ترتيب الحديث لكى تُجاوبها على كل تلك الاسئلة، لتعقب مردفة بإبتسامة هادئة موضحة:

+


- أسمة يا ستي أدهم، وكان زميلي فى الكلية وخلاص دى أخر سنه ليه، أتعرفنا على بعض من سنة والعلاقة أتطورت وأصريت عليه إن عشان علاقتنا تستمر لازم يكون فيه أرتباط رسمي وبس

+


غمزتها "ملك" بقليل من المكر رافعة إحدى حاجبيها مُعقبة:

+


- من سنة يا نمس أنت من غير ما كوكى حبيبتك تعرف؟!

+


أبتسمت لها "ديانة" بود موضحة لها الأمر كى لا تنزعج منها قائلة:

+


- والله يا كوكى الموضع كان زماله مش أكتر، بس فجاة لقيته بيقولى أنه بيحبتي و...

+


قاطعتها "ملك" بفضول شديد مُردفة بإستفسار:

+


- طب وأنتي؟ بتحبيه؟؟

+


صمتت "ديانة" قليل من الوقت لا تعلم ماذا تقول!! فهى لم تسال نفسها هذا السؤال من قبل! أهى حقا تحبه؟ أم أنه الشخص المناسب فقط؟ لتجيبها بتشتت وتردد طغى على ملامحها:

+


- بصي هو أنا مش عارفة أسمي اللى بينا ده حب ولا لا، بس أنا مرتاحة معاه، يعني تفكيرنا قريب من بعض وكذلك سننا، مستقبله كويس، عنده كرير وبيحلم بإنه يبني نفسه بنفسه، أهله ناس محترمين، هو شخصية طيبة وحنين ومحترم وحاسه أنه فعلا بيحبني و...

+


قطع حديثها هذا الصوت الرجولي الذى أقتحم خلوتهم وهو يدلف الغرفة مُعلقا ببعض من المرح:

+



        
          

                
- يعنى نقول مبروك يا عروسه؟!

+


أبتسمت "ديانة" على جملة أخيها المرحة، لتنهض من مكانه مسرعة فى أحتضانه بحب وأشتياق مردفة بإنزعاج طفيف:

+


- أنا والله كرهت شغلك اللى حرمنا منك على طول ده

+


بادلها "مالك" العناق وأحتضن شقيقته الاخرى مردفا بتهكم:

+


- لا مهو واضح الأشتياق وأخد حدة معاكي، فقولتي تلاقي اللى يعوضك يا أختى!!

+


لكزته "ديانة" فى صدره مُعنفة إياه عما قاله مُعقبة بقليل من الغضب:

+


- محدش فى الدنيا كلها يعوضنى عنك، يا مالك أنت ضهري

+


أبتسم لها "مالك" بحب وحنان وهو يضم كلاهما إلى صدره مره أخرى مُعقبا بمشاعر صادقة:

+


- ربنا ميحرمنيش منكوا أبدا

+


رد كلاهما فى انٍ واحد بحب وحنان متبادل قائلتان:

+


- ولا منك يا حبيبى

+



❈-❈-❈

+


صف سيارته بالمرأب الخاص بقصر عائلة "الدمنهوري" ثم تقدم بخطوات ثابتة نحو الداخل، ليلتقي بها أمامه ويبدو عليها ملامح الإنزعاج وعدم الرضا بمجرد أن رأت وجهه مالعادة، لتزجره فى حنق هاتفة بحدة:

+


- أيه اللى جابك هنا يا جواد؟ مش خلاص أشتريت فيلا جديدة وأستقريت فيها بعيد عننا ونسيتنا! جاي تورينا وشك تانى ليه؟

+


أغمض عينيه بإنزعاج شديد محاولا أمتصاص غضبهِ، هو لا يسمح لأحد أن يتحدث إليه بتلك الطريقة المتهكمة، ولكنها ليست كأحد، لا يستطيع أن يُعاملها كالاخرين، هى لها مكانة خاصة للغاية لديه، أو بالأحرى لها معاملة خاصة

+


تقدم إليها "جواد" بهدوء وأنحنى لكى يُقبل جبهتها بإقتضاب وأحترام لا يسطيع أن يظهر عكسه مُعقبا بكلمات ذات مغزى:

+


- أنا أنسى أي حاجة فى الدنيا إلا إني أنساكوا

+


رفعت "هناء" أحد حاجبهيا بأستهزاء على حديثه مُضيفة بتهكم:

+


- وليه لا! زى ما نسيت إنك لازم تجيب بنت لبنى فى أسرع وقت قبل ما تكمل الواحد وعشرين سنة أو على الاقل تتأكد إنها ميتة؟!

+


زفر بكثير من الغضب والكراهية لتلك الفتاة التى يرغمه الجميع على الوصول إليها وأحضارها، ومن والدتها التى كانت السبب فى كل ما عانه منذ طفولته إلى يومنا هذا، ومن تلك الشيطانة القابعة أمامه والتى لها نصيب الأسد من طفولته المريرة، ليهتف مُجيبا على حديثها مردفا بحدة وحزم:

+


- هجيبها، وقريب أوى كمان هتكون تحت إيدي

+


أبتسمت له بأستهزاء شديد كالعادة مُحاوله أستفزازه قائلة:

+


- أتمنى تكون قد كلمتك المره دى!

+


ها قد نجحت فى إستفزازه وكاد أن يخبرها أنه بالفعل أوشك على الوصول إليها، لتقاطعة شقيقته متحدثة نحوه وهى تهبط الدرج معقبة بمرح ومشاكسة:

+



        
          

                
- جواد!! أيه ده أنت هنا بجد!! يا سلام يا ولاد هو النهاردة العيد ولا أيه؟!

+


لأنت ملامحة قليلا بإبتسامة مقتضبة مجاملا إياها، لطالما كان كالحجارة لا يملك أي إحساس أو مشاعر تجاه أيه أحد، ولكنه معها يُحاول أن يكون ليس ذلك الشخص القاسي الجامد، هى تكاد تكون نقطة ضعفه الوحيدة، نعم هى شقيقته الوحيدة ويعتبرها طفلته بل وأكثر من ذلك، أحتضنها "جواد" متحدثا إليها بإستنكار:

+


- مكبرين الموضوع أوى أنتوا على فكرة، ده هو شهر اللى غبت فيه عنكوا، أرجع ألقيكوا اللى بتقولي أيه اللى جابك والتانية بتقولى هو العيد النهاردة!!

+


ضحكت "زينة" بصخب على حديث شقيقها وعلى ملامحه التى تحولت من الجمود إلى الإستنكار والقليل من الإنزعاج مُعقبة بعتاب:

+


- وأنت يا جواد شايف إن الشهر ده مدة قليلة!! ولا أنت بقى عجبتك العيشة لوحدك؟!

+


تنهد بقليل من الملل وتحولت ملامحه للبرود وأشاح بعينيه بعيدا عنها مُعقبا بإستسلام:

+


- أيوه أنا عجبتني العيشة لوحدي أرتحتوا بقى؟! ولو سمحتوا معدش حد يتكلم معايا فى حوار إني عايش لوحدي ده تانى، أنا مرتاح كده اوى

+


نظرت له "زينة" بكثير من التأثر والعتاب ولكنها فضلت أن تنهي ذلك الحديث خاصة بعد أن شعرت بتوتر العلاقه بين كلا من "جواد" و" هناء"، فعزمت على أن تُغير مجرى ذلك الحديث وتبعد كلاهما عن بعض، لتُعقب موجهة حديثها نحو "جواد" قائلة:

+


- طب بقولك أيه ما تيجى أرسمك، والله قمر وهطلعك قمرين، تعالى كده معايا

+


مدت يدها ممسكة بذراعه وهى تبتسم بحماس مصطحبة إياه إلى مرسمها الخاص الموجود بحديقة منزلهم، بينما كانت "هناء" ترمقهم بإنزعاج شديد، تلك الفتاة المدللة التى لم تنجح فى فرد سيطرتها عليها من البداية، ولكنها لن تسمح لأحد أن يجعل ما زرعته داخل "جواد" يروح هبائا ولو حتى كلفها الأمر أكثر مما فعلت

1


❈-❈-❈

+


لما منذ أن أتى إلى القصر وهو يراها تبكي هكذا وتحاول إخفاء بكائها عن الجميع وخاصة والدتها!! لماذا تبدو مثل الزهرة الدابلة؟! هو لم يراها تبكي من قبل!! دائما ما كان يراها وبسمتها على وجهها، يجب أن يعلم ماذا يجري بالضبط؟ ماذا فعلت تلك الغبية وتحاول إخفائه!! تقدم إليها ببضع خطوات حتى أصبح يقف امامها مباشرة

+


كانت "سلمى" شاردة الذهن تبكي على ما فعلته بنفسِها، لتلاحظ ذلك الجسد الماثل أمامها بطول قامته وعرض منكبيه يضع يده بجيبه بغرور وكبرياء، لتهب واقفة مردفة برهبة:

+


- جواد بيه!

+


ليقابلها "جواد" بنظرات حادة متفحصة إياها بهدوء شديد مما أثار فزعها مُعقبا بإيتفسار:

+


- بتعيطي ليه؟

+


جففت دموعها بسرعة فى لهفه وإرتباك مُعقبة برهبة:

+



        
          

                
- لا أبدا مفيش حاجة، حضرتك تأمرني بحاجة..؟!

+


رمقها بنظرة جامدة دبت الرعب داخل قلبها، ثم قبض على ذراعها بحدة وصاح بها بنبرة غير قابلة لنقاش:

+


- لما أسال على حاجه تردى عليا من غير كدب أحسنلك

+


أنفجرت "سلمى" فى البكاء عندما تذكرت ما حدث لها وأخذت ترتجف بين يديه، ليزيد من حدة قبضته على ذراعها وهتف بها مُعقبا بنهي:

+


- من غير عياط، أتكلمي من غير عياط

+


هبطت راقعة عند قدميه فى توسل وبكاء مُستعطفة إياه مردفة بألحاح وإنكسار:

+


- أبوس رجلك يا جواد بيه، أبوس رجلك ألحقني، أبوس رجلك ألحقني ومتفضحنيش أو تقول لأمي بالله عليك

+


أدرك سريعا إنها قد فعلت مصيبة ويبدو إنها تخُص العرض، ليرمقها ببرود ثم توجه ناحية الطاوله لسحب أحد الكراسي ليجلس عليه واضعا قدم فوق الاخرة بإستعلاء مردفا بهدوء مخيف:

+


- أسحبيلك كرسي وتعالي أترزعي هنا قدامي

+


فعلت ما أمراها به ليرمقها ببرود مُعقبا بإستفسار:

+


- هببتي أيه؟

+


أخفضت رأسها بالارض خجلا مما فعلته، ولكن ليس لديها خيار أخر، عليها أن تستنجد بأحد وإلا ستندم كثيرا، لتعزم على أن تُخبره لكى يُساعدها فى مصببتها تلك، تحدثت بندم وبكاء مُعبر عن حجم كارثتها هاتفة:

+


- من سنة كده بعد ما خلصت الثانوية العامة أتعرفت على شاب من عندنا من الحي، كان معروف عنه أنه أخلاقة كويسة، قربنا من بعض وحبينا بعض أوى والحب ده أتطور وبقى ..

+


شعرت بالخجل م نأن تكمل ما حدث، ليزجرها "جواد" راغما إياها على الأستمرار فى الحديث مُعقبا بإهتمام:

+


- كملي يا سلمى، كملي ومتنسيش حاجه

+


أبتلعت بمرارة وإرتباك ثم أخذت نفسا طويلا مُكملة:

+


- بقى يقولي أنه بيحبني وهيتجوزني وإني مراته وربنا شاهد علينا، وأنه عايز يتأكد إني بحبه وبثق فية وأنا كنت مصدقاه وسبته يقرب مني، لحد ما جيه يوم و...

+


••

+


- يبقى أنتي مش بتحبيني ولا بتثقي فيا يا سلمى

+


أتسعت عينيها بصدمة مما صاح به، كيف له أن يقول إنها لا تحبه، هى لم يخفق قلبها لأحد غيره، هى لم تسمح بالأساس لأحد غيره أن يقترب منها ويدلف حياتها، صاحت به هى الأخرى والدموع تملئ عينها مُعقبه بإعتراض عما بدر منه:

+


- أنت أزاى بتقول كده يا خالد، دا أنا محبتش حد فى الدنيا دى كلها غيرك، بس اللى أنت بتطلبه ده صعب أوى

+


جذبها إليه مقربا إياها منه مُطالعها ببعض النظرات الحنونة مطمئنا إياها هاتفا بهدوء:

+



        
          

                
- يا بت أنا بحبك، بس أنا حاليا تعبان ومحتاج الحاجه دى أوى، أنتى حبيبتي ومراتي المستقبليه ولازم تساعديني، يعنى دلوقتي أنا لو روحت عملت كده مع واحده تانية مش هتزعلى؟!

+


نظرت له بإنزعاج وإستكار من مجرد فكرة أنه سوف يفعل هذا الشيء مع فتاة غيرها لتزداد حيرتها، ليضغط عليها بعد أن لاحظ تشتتها وقرر أن يستغله ضدها، ليعقب مُصطنعا الضيق والأستسلام:

+


- خلاص يا سلمى مش هنعمل حاجه، بس على فكرة ده معناه إنك مش بتثقي فيا، وبما إن مفيش ثقة بينا يبقى مينفعش يبقى فى جواز بينا، أو حتى ممكن تكوني خايفه إنى أعرف حاجه كده ولا كده!!

+


قال جملته الاخيرة بنبرة يملئها الشك، ليجن جنونها من سماع تلك الكلمات، لتصيح به بإنفعال شديد هاتفة ببكاء:

+


- أنت بتقول أيه يا خالد؟ أزاى تفكر فيا كده!! كل ده عشان بقولك إن الموضوع صعب عليا، أنا عمري ما سبت شاب غيرك يمسك إيدي حتى، أكيد هبقى خايفه ومرعوبة من فكرة إننا نعمل كده، ده غير إني خايفه إنك تسيبني أو تتخلى عني أو تقول عليا بنت مش كويسة عشان سبتلك نفسي؟!

+


نهاها عن ذلك التفكير رافضا إياه مُعقبا بوضوح وإصرار وبعض من الصدق:

+


- يعنى بردو مش واثقه فيا يا سلمى!! يا بت أفهمي أنا مقدرش أبعد عنك، وبعدين هقول عنك مش كويسة أزاى إذا كان أنا اللى طالب ده منك!! وكمان أنا هتأكد بنفسي دلوقتى إنك كويسة ومحدش لمسك قبلى ولا أيه؟!

+


أثر على أن يُعيد نفس الحديث حول تلك النقطة ليضيق عليها نطاق التفكير وتستسلم له، أومأت له براسها بالموافقة على ما ينوى فعله، ليبتسم لها بإنتصار مقربا إياها إلى صدره هامسا:

+


- طب يلا بينا بقى يا حبيبة قلبي

+


أمسك يداها وتوجه بها إلى الغرفة مُغلقا الباب خلفه، دلفا معا لتذهب وتجلس على الفراش فى تلبك، رمقها كالاسد الذى يكاد ينقض على فريسته، أقرب منها وجلس بجانبها على الفراش، ةسريعا ما بدأ فى مداعبتها وأنهال عليها بالقُبل الحاره ويده تعبث داخل ملابسها إلى أن أصبحت كالغائبة عن الوعى بين يدية لا تعلم متى جردها من ملابسها!

+


لتصبح أمامه عارية تماما وهو يحاوطها بين ذراعيه، أذابها فى لذة لمساته المتفرقة على ثائر جسدها وشغف ونعومة قُبلاته، لم تفق من تلك اللذة والمتعة إلا عندما أنتهى مما كان يريده وفقدت عذريتها، لتستيقظ على مصيبة كبيرة قد أرتكبتها فى حق نفسها وحق والدتها التى لا تستحق منها ذلك

+


•••

+


أنهارت من البكاء ندما على فعلته فى حق نفسها، بينما هو لم يتاثر بشئ مما قصته عليه، بل ناظرا لها منتظرا أن تُكمل ما بدأته، لتضيف بندم ومرارة:

+



        
          

                
- فضل كل فترة يطلب منى نعيد اللى عملنا ده لحد من أسبوع كده، كان بقالي فترة تعبانة أوى، حتى ماما لاحظت إني تعبانهدة فقالتلي أروح أكشف، وفعلا روحت وأخدت واحده صحبتى معايا وأكتشفت إني حامل، جريت عليه عشان أقوله بس رده وقتها صدمني

+


••

+


- ألحقني يا خالد أنا فى مصيبة

+


شعر بالفزع من هيئتها المروعة وخوفها الشديد والواضح عليا ليهتف مستفسرا:

+


- مصيبة أيه يا بت! مالك؟

+


أنهارت فى بكائها مُضيفة بندم:

+


- أنا حامل يا خالد

+


صُدم مما قالته وأرتبك لبعض من الوقت، فهذا الشئ لم يكن فى حسبانه مُطلقا، هو لا يستطيع تحمل تلك المسؤلية الان، ليجد أن أسلم حل له هو التخلى عنها، ربما سيكون حينها شخص ندل ولكن هذا سيكون أفضل لكلاهما، أستدعى ثباته ليحدثها بنبرة قاسية:

+


- من مين يا زباله؟!

+


صُعقت من هذا السؤال ومن ردة فعله الغير متوقعة، ماذا يقصد بهذا السؤال! هل فقد عقله، لتصيح فيه بحدة وبكاء مُعقبة بهجوم:

+


- من مين أزاى يعنى!! هو أنا كنت أتهببت مع حد غيرك؟!

+


رماها بنظرة أحتقار كانت كافية بالنسبة لها أنه قاصدا كل كلمة يقولها، مُعقبا بحدة:

+


- وأنا أعرف منين يا طاهرة!! اللى تسيب نفسها لواحد قبل الجواز ومفيش بينهم حاجة، تسيب نفسها لأي حد تاني

+


قبض على ذراعها بقسوة وملامح جامدة وكأنه شخص أخر غير ذلك الذى تعرفه، مُضيفا بتحذير:

+


- إياكى أشوف وشك تاني ولا حتى بالصدفة صدقيني هفضحك يا سلملى، ومش بس كده أنا كمان هوري الناس كلها صورنا وأحنا مع بعض فى السرير، وساعتها لا أنا ولا غيرى هنعبرك

+


صمت قليلا وهو يرائ معالم الصدمة على وجهها، ليتنهد بصعوبة حاول جاهدا عدم إظهارها قائلا:

+


- أنا لو منك أروح أنزل العيل ده وأعمل عمليه وأرجع بنت زى الأول تاني ولا من شاف ولا من دري وأظن أمك معاها فلوس من شغلها عند الناس الأغنية، بس الأهم إني معدتش عايز أشوف وشك تاني، أنسيني أنتي فاهمة؟

+


دفعها بعيدا عنه ثم أعطاها ظهره تاركا إيها لتتحمل مسؤلية ما حدث بمفردها، لتسقط فى أرضا منهارة بسبب ما أستمعت له، ظلت تبكي وتصفع نفسها على وجهها على ما فعلته بنفسِها، ولكن ما هى فائدة الندم بعد فوات الأوان؟

+


•••

+


ظلت تبكي بحرقة وقهر على ما حدث لها وهى تلقي عليه تلك التفاصيل المريرة، لتضيف من بين دموعها فى ضعف وإنكسار:

+


- سابني ومشى ومن ساعتها بكلمه مش بيرد عليا وأنا مش عارفة أعمل أيه!!

+


كانت تنتظر من أي شيء أن يصرخ عليها، أو يسبها أو حتى يخبر والدتها بما قصته عليه، ولكن ردة فعله لم تكن تتوقعها على الإطلاق، فاجائها "جواد" بعدة صفاعات ممتالية على وجهها

+


شعرت بالفزع والرعب الشديد منه ومن فهلته، فهو لم يسبق له أن يفعل هذا الشيء معها أو مع أي شخص يعمل لديه، لتنظر له برهبة وزعر وهو يصيح بها بغضب وإنزعاج:

+


- دول عشان أنتي واحدة زبالة ورخيصة واللى المفروض أعمله دلوقتي هو إني أقوم أخدك وأطلع على أى مكان تاني غير هنا وأعمل فيكى أوسخ من اللى هو عمله بكتير وأنزلك أنا الجنين ده بطرقتي

+


طالعته بكثير من الفزع والزعر غير قادرة على التفوه بأية كلمة، بينما هو أكمل حديثة رامقا إياها بإشمئزاز وهجوم صريح منه قائلا:

+


- مبصتيش لأمك المكسورة عليكي من بعد موت أبوكي عشان تربيكي وتعلمك وتدخلك كلية انتي أصلا متستهليهاش، هو وسخ وأبن ستين كلب بس ميتلامش عشان أنتي اللى رخيصة، عشان كده وساخته طلعت عليكي

+


أنحنت لتقبل قدمه بضعف وإنكسار مُعقبة ببكاء مرير:

+


- أبوس رجلك يا جواد بيه، أه أنا زبالة وأستاهل كل اللى يجرالي، أعمل فيا اللى أنت عايزه بس أستر عليا، أمى لو عرفت حاجة هتروح فيها، أبوس أيدك أسترني

+


لحظات من الصمت وهو يتفرسها بنظرات جعلتها ترتجف من داخلها من شدة خوفها منه، ليكسر هذا الصمت هاتفا بنبرة إشمئزاز:

+


- اللى أنا هعمله ده مش عشانك أنتي لا ده عشان أمك بس، أنتي هتيجى معايا دلوقتى واللى هقوله هيتنفذ ومش عايز أسمع نفسك مهما حصل وإلا والله هدفنك أنتي وهو فى تربة واحدة صاحين

+


أومأت له برأسها موافقة إياه عما قاله مُعقبة برعب:

+


- حاضر يا جواد بيه

+


يتبع...



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close