رواية ظلمات حصونه الفصل الثاني 2 بقلم منة الله ايمن
-الفصل الثانى-
+
متنسوش تعملوا فولوا لصفحه وتضغطوا على النجمه☆ عشان تعملوا تصويت لرواية
+
❈-❈-❈
+
هتفت والدة "أدهم" بابتسامة ودودة موجهة حديثها نحو "منال" مضيفة بحماس:
+
- أومال فين العروسة يا مدام منال؟ مش هنشوفها ولا أيه!!
+
ابتسمت لها "منال" بود مُتبادل وكثير من الترحاب مُعقبه بسعادة:
+
- أكيد طبعا، مالك أخوها راح يندهلها
+
بينما غمرت البسمه وجه "ديانة" بعد سماعها صوت أخيها مُعلنها عن موافقة والدها مُعقبا بابتسامة وهو يغمزها ببعض من المرح:
+
- تعالي يا عروسة كلمي بابا عشان عايزك
+
ارتسمت السعادة على وجه "ديانة" بينما صاحت "ملك" بقليل من المرح وهى تُقبلها:
+
- ألف ألف مبروك يا قلبى وأخيرا هنخلص منك الحمدلله
+
ضحك كلا من "ديانة" و"مالك" على طريقة "ملك" المرحة، لتقوم "ديانة" بضربها بخفه على ذراعها مُعقبة بمرح مشابه يغلفه الكثير من الحب:
+
- عقبالك يا أم سبعة وسبعين لسان
+
صاحت "ملك" بكثير من اللهفة والحماس مردفة بتمنى:
+
- يارب يا أختي
+
رمقها "مالك" بنظرة صارمة على لهفتها تلك لتتفهما "ملك" وتفضل الصمت بدلا من وقوع نزاع حاد بينهم الأن، بينما أمسك بيد "ديانة" وخرج معا متوجهان إلى غرفة الضيوف، دلفت "ديانة" بصحبة أخيها إلى تلك الغرفة التى يجلسون بها مُتحدثة بخجل:
+
- مساء الخير
+
طلت عليهم بزروقاوتيها البارقتان مُرتدية ذلك الفستان الكشميري الحريري تاركة العنان لشعرها المُتدلي منه بعض الخصلات المنسدله على وجهها مما ذادتها جمالا، بالأضافة إلى ذلك الحذاء ذو الكعب المرتفع مما جعلها تبدو فى غاية الجمال والاناقة
+
نظر جميع من فى الغرفة لها بإعجاب كبير، هى حقا شديدة الجمال حتى أن "أدهم" صُدم حينما رائها، بالتاكيد فهو لم يراها بهذه الأنوثة والأناقة من قبل، ليشعر بالرضا على نفسه إنه قام بتلك الخطوة وتقدم لها بطلب الزواج ولم يُضيع تلك الفرصة من يديه
+
لفت انتباه الجميع صوت والد "أدهم" بابتسامة فخر بإختيار أبنه مردفا بحماس وسعادة:
+
- طب يا جماعة أنا بقول مفيش داعى نضيع الوقت أكتر من كده، أحنا نقرا الفاتحة النهاردة والخطوبة زى ما أتفقنا الخميس الجاي
+
ابتسم "محمود" بسرور لرؤيته البسمة على وجه أبنتة مُجيبا على حديث "بكرى" مردفا بموافقة:
+
- على خيرة الله
+
❈-❈-❈
+
يقف فى منتصف الغرفة التى لا يوجد بها أية مخرج سوا ذلك الباب المغلق جيدا الذى لا يستطيع فتحه، ليعود ويجلس على ذلك الفراش منتظرا أن ياتي إليه أحد ليخبره لما هو هنا!! وماذا يردون منه!! والأهم لماذا أحضروه تلك الرجال إلى هنا بهذه الطريقة؟!
+
جلس "خالد" يفكر من الذى يمكن أن يُحضره بتلك الطريقة الإجرامية ولماذا؟! ظل يفكر فى تلك الطريقة التى أحضروه بها، تلك السيارة السواد التى أقتحمت شارعهم وأخذته من بين الناس رغما عنه وفرت به أتية به إلى هذا البيت الغريب عنه!!
+
كان شاردا الذهن إلى أن قطع تفكيره دخول ذلك الشخص الغريب والغامض والذى يبدو إنه من ذي الطبقة العُليا بصحبة رجاله والذين يبدوا عليهم أنهم حُراس له، ليسرع "خالد" بالنهوض واقفا أمامه مُصيحا بغضب وانزعاج:
+
- أنت مين وعايز مني أيه؟! وأزاى أصلا تجبني لحد هنا بالطريقة دى و...
+
لم يُنهى "خالد" جملته بل قاطعته صفعة قوية أسكتته من أحد رجال الحراسة الموجودين بالغرفة، ليرمقة ذلك الشخص الغريب عنه وهو يخلع نظارته بهدوء وكبرياء مردفا ببرود:
+
- أولا يا خالد لما تيجب تتكلم معايا تتكلم بأدب ده طبعا لو عايز تخرج من هنا على رجليك!! ثانيا بقى أنا أبقى مين!! أو عايز منك أيه!! أو جبتك هنا ليه!! كل الأسئلة دي أنت اللى هتعرف أجابتها لوحدك
+
حول "جواد" بنظره بعيدا عنه حتى وصل بنظراته إلى باب الغرفة و"خالد" يتبعه بعينيه، وبمجرد أن وقعت عينيه على هذا الباب حتى فُتح ودلفت منه "سلمى" برعبة وخوف، لينظر لها "خالد" فى صدمة مُدركا إنه أوقع بنفسه فى مأزق كبير جدا، ليغمض عيناهُ بغضب مُمذوج بكثير من القلق، بينما حدثه "جواد" بهدوء مريب بعض الشيء مُبتسما بسخرية:
+
-؛طبعا يا خالد أنت عارف سلمى عز المعرفة، وعارف كمان أنت عملت معاها أيه بمنتهى الوساخة والندالة، بس أنا بقى مش جيبك هنا عشان أقولك أنت غلط والكلام الفارغ ده لا، أنا جيبك هنا عشان أنت فعلا غلط واللى غلط لازم يدفع تمن غلطته يا خالد
+
جلس "جواد" على إحدى الأرائك الموجودة فى تلك الغرفه، وهو يُطالع "خالد" بنفس تلك النظرات الباردة والابتسامة الساخرة مُضيفا:
+
- أنا طبعا عارف إن مش أنت لوحدك اللى غلط وإنها هى كمان غلطت ولازم هى كمان تتعاقب، بس عقبها هيكون مختلف عنك شويه، وعقبها هو إنها هتنزل الجنين اللى فى بطنها وتتحرم منه وتقريبا كفاية أوى اللى هى عاشته بسببك الفترة اللى فاتت دي، ده لوحده كفيل أنه يربيها ويعرفها غلطها فين، إنما أنت بقى أنا شايف إنك لسه متربتش فقولت لأزم أربيك بنفسي، عشان الغلط ميتقررش تاني
+
قال جملته الأخيرة وهو يرمقه بشبح ابتسامة لم تتحرك لها شفتيه كثيرا، بالإضافة إلى ملامحة التى أصبحت قاسية مُضيفا بحدة:
+
- الراجل يا خالد بيتربط من لسانه، واللى بيقول كلمة لازم يبقى قدها ولو مش قدها يستحمل نتيجة أخطائه وأنت مش راجل وعشان كده لازم تتحاسب وتتربى من أول وجديد وتدفع تمن غلطتك
+
رجع "جواد" بظهره إلى الخلف وأكمل حديثه مُعقبا بسخرية:
+
- سمعت إنك قولت لسملى جملة عجبتني أوى بصراحة قولتلها "أنا لو منك أروح أنزل العيل اللى فى بطني ده وأعمل عملية وأرجع بنت تاني ولا من شاف ولا من درى" وأنا عجبتني فكرتك أوى وهنفذها بس مش فى سلمى لوحدها لا، وفيك أنت كمان
+
شعر "خالد" بالتوتر من حديث "جواد" وكاد أن يُصيح به، ليجد بعض الحراس يحملونه ويلقون به على الفراش، ومن ثم أنهالوا عليه وأخذوا يجردونه من ملابسه بالكامل ويثبتونه على ذلك الفراش جيدا، بينما صاح "خالد" بهم فى فزع ورعب وهو يصرخ مستنجدا ب "سلمى" هاتفا:
+
- أنتوا... أنتوا بتعملوا فيا أيه؟! فيه أيه يا سلمى!!
+
قال أسمها وهو يصرخ من شدة الرعب الذى شعر به مما يفعلون به هؤلاء الرجال، بينما شعرت "سلمى" بالخجل من رؤيته هكذا يُجرد من كامل ملابسه ولا يستره أية شيء لتُبدأ هى فى البكاء، نعم هى لا تعلم ما الذى سوف يفعله به "جواد" ولكن الذى أستنتجته أنه سيجعله يندم كثيرا وسيظل يُعاني مدة كبيرة مما سيفعله به
+
لاحظ "جواد" بكاء "سلمى" ليرمقها بنظرة حادة دبت الخوف داخل قلبها، ولم ينقذها من تلك النظرات التحذيرية البصرية سوا دخول ذلك الرجل حاملا بيده تلك الحقيبة، ليُنهض "جواد" ويقف معه أمام الفراش المثبت عليه "خالد" وأخذ يحدثه ببرود غير مكترث لأي شيء:
+
- أهلا يا دكتور، أظن الموضوع كده بقى سهل خالص، أهو جاهز قدامك يعنى مجرد إبرة بنج موضعي ونخلص الحوار ده
+
أومأ له "الطبيب" بالموافقة على حديثه، وكيف له أن لا يوافق فهو يعرف جيدا من يكون "جواد الدمنهورى" ليهتف مُعقبا بإنصياع:
+
- تحت أمرك يا جواد بيه
+
صاح "خالد" بكثير من الزُعر والفزع وهو عارٍ الجسد تماما مُثبت على الفراش من قبل رجال "جواد"، هناك رجلان مُمسكان بيديه الاثنان مفرقان بينهم ورجلان أخران مثبتان قدميه مُباعدان بينهما جدا بإحكام لدرجة أن "خالد" لا يستطيع الحركه مُطلقا، وهذا لفتح المجال لهذا الطبيب كى يقوم بعمله:
+
- بنج أيه وحوار أيه اللى هيخلص أنت ناوي على أيه؟!
+
قال "خالد" جملتة تلك بصراخ شديد ويبدو عليه ملامح الرعب والفزع مما يدور فى مخيلته، ليرمقه "جواد" ببرود وهو يتقدم إليه نحو الفراش ليصبح يقف بين ملتقى ساقيه بالظبط ويطالعه باشمئزاز مُعقبا:
+
- بما إنك طلعت عيل وسخ ملكش كلمة وجبان وقذر كده، فأنا قررت أسمع بنصيحتك وأنهي الحاجة الوحيدة اللى بتربط بينك وبين الرجالة عشان متبقاش وصمة عار عليهم وتتضاف ليهم وأنت مش منهم، اللى بيقول كلمة يبقى قدها ولو طلع عيل خ** زيك كده يستحمل بقى اللى يجراله وبما إنك طلعت خ** فى كلمتك يبقى نخليك كده بجد بقى
+
فطن "خالد" ما ينوى عليه "جواد" وماذا يريد أن يفعل به، ليصرخ "خالد" بفزع ورعب مما هو مقبل عليه الأن:
+
- تخليني أيه؟ وتنهي أيه؟ أنت مجنون؟! يا سلمى!!
+
قال جملته الاخيرة وهو ينظر إليها بتوسل مُستنجدا بها، لتنظر هى أرضا وهى لا تستطيع التوقف عن البكاء، ليدرك حينها أنه قد كسر قلبها وأنهى على كل هذا الحب التى كانت تحمله له فى ذلك اليوم عندما تخلى عنها وطعنها فى شرفها، ليبدأ فى البكاء بقوة من شدة خوفه مما سيحدث له خلال ثوانٍ
+
بينما قام "جواد" بالجلوس مرة أخرى على هذا الكرسي بجانب الفراش لكى يُتابع ما أمر به "الطبيب" أن يفعله
+
لاحظ "خالد" أقتراب "الطبيب" منه بعد أن أنتهى من إعداد كل ما سيحتاج إليه بجانبه على طاولة صغيرة، ثم رائه وهو ممسكا بإحدى الأبر الطبية بيداه مفرغا ما بداخل ذلك الامبول بتلك الأبرة ومقتربا منه
+
كاد قلب "خالد" أن يتوقف من شدة الرعب، هو الأن على وشك أن يفقد رجولته إلى الأبد وهذا بسبب عملته الرخيصة والدنيئة تلك، والتى لم يكن ينوي أن يفعلها مُطلقا والان هو يندم على كل ما فعله، ليصرخ برعب وفزع عندما رأى "الطبيب" يقترب منه:
+
- أبوس أيدك يا جواد بيه، أبوس رجلك بلاش كده، هعملك اللى أنت عايزه بالحرف، بس كله إلا كده
+
توقف الطبيب منتظرا أوامر "جواد" بينما ابتسم هو ابتسامهة لم تلامس عيناه وهو يتابعه بسخرية وهدوء أعصاب مُعقبا:
+
- أنا أصلا مش عايز منك حاجة يا خالد، أنا بس عايز أربيك وأعلمك درس تحلف بيه طول عمرك، بس أنت عارف إن الواحد عشان يتعلم الدرس لازم يدفع التمن غالي، ورجولتك هى تمن غلطتك وعشان متضحكش على أي بنت تانية بأسم الحب والجواز والشويتين دول، أصل ديل الكلب مبيتعدلش فلازم يتقطع، أما بقى بالنسبة ل سلمى فأنا هعرف أعوضها كويس أوى
+
نظر "جواد" نحو "الطبيب" مرة أخرى مُتحدثا بإستفسار:
+
- وقفت ليه يا دكتور؟! أنا مطلبتش منك توقف!! كمل
+
تقدم "الطبيب" تجاة "خالد" المُثبت أمامه جيدا والذى لم يتوقف عن الصراخ والبكاء، ليجلس بين قدميه المثبتتان من قبل هذان الرجلان، وأمتدت يده لكى تمسك برجولته حاقننا إياه بذلك المخدر لكى يبدا فى عمله!!
+
لاحظ "جواد" فزع "سلمى" وبكائها الشديد ليدرك إنها قد رق قلبها لهذا الندل مرة أخرى ليزجرها بحنق:
+
- أطلعي برا يا سلمى
+
نظرت له بضعف وترجي بأن يتوقف عما يفعله ولكنها لا تستطيع أن تطلب منه ذلك، هى تعتبره فرد من عائلتها بل كل عائلتها، هى ترعرعت فى بيتهم وتحت رعايتهم، كادت "سلمى" أن تخرج من الغرفة ليوقفها صوت "خالد" مستنجدا بها صارخا بهستريا موجها حديثه نحوها ونحو "جواد" قائلا:
+
- لا يا سلمى متسبنيش، أبوس أيدكوا متعملوش فيا كده أبوس أيدك يا جواد بيه، بالله عليكى يا سلمى هعملك كل اللى أنتى عايزه، والله العظيم هتجوزك وهعترف بالطفل وعمرى ما هزعلك، أبوس رجلك يا سلمى ألحقينى، أبوس إيدكوا بلاش كده بالله عليكوااا
+
كان يصيح بكل كلمة وهو يصرخ بفزع ورعب، أرتجف قلب "سلمى" من البكاء والحسرة، لتُسرع وتلقي بنفسِها تحت قدمي "جواد" بترجي وضعف متوسلة:
+
- أبوس رجلك خلاص يا جواد بيه، أنا مش عايزة منه حاجة خلاص، سيبه يمشي أبوس رجلك سيبه خلاص مش عايزة حاجة بالله عليك
+
نظر لها "جواد" بغضب شديد من ضعفها هذا أمام ذلك العاهر، ليصيح بها بحدة وحنق:
+
- أنا مش قولتلك أطلعي برا، يلااا
+
أسرعت "سلمى" بالخروج من الغرفة بسبب صراخ "جواد" عليها، بينما "خالد" ظل يصرخ بنهي من أن يفعلوا به هذا الشيء ويبتروا رجولته، وأزداد صراخه عندما راى تلك الاداة الحادة تقترب من رجولته أكثر، ليرتجف قلبه من الخوف ويصرخ نهيا بتلعثم وهسترية:
+
- لا أبوس رجليكوا، بالله عليك يا جواد بيه حرمت والله، والله ما هعمل كده تانى وهصلح غلطتي، بلاش كده، بلاش كده يا جواد بيه، أبوس رجلك لااا
+
كاد "الطبيب" أن يفعلها بعد أن أمسك برجولة "خالد" بإحدى يديه وباليد الاخرة ذلك المشرط الطبي، ليوقفه صوت "جواد" نهيا إياه بحدة:
+
- لحظة يا دكتور
+
نهض "جواد " من مكانه وأخذ يقترب من الفراش، ثم أنحنى مُلاقيا أعينه بأعين "خالد" الذى كاد أن بتوقف قلبه من الصراخ مُعقبا ببرود:
+
- هى كلمة واحده ومش هقررها تاني، أبعت أجيب المأذون ونخلص؟ ولا أخلي الدكتور يكمل شغله وبردو هنخلص؟
+
أومأ له "خالد" برأسه كالمجنون موافقا على حديثه صارخا بلهفة:
+
- أيوه أيوه هات المأذون والله هعملكوا اللى أنتوا عايزينوا بس بلاش الدكتور أبوس رجلك
+
ابتسم "جواد" ابتسامة سطحية لم تلامس عيناه ليضيف بهدوء:
+
- معلش يا دكتور تعبناك معانا بس خليك بردو لو حبينا نغير رأينا ولا حاجة
+
أعتدل "جواد" فى وقفته ووجه حديثه نحو الرجال الممسكين ب "خالد" مُعقبا برسمية:
+
- سيبوه يلبس وأبعتوا هاتولي ماذون حالا
+
❈-❈-❈
+
كان قلب "سلمى" يرتجف من شدة الرعب بسبب ما تيقنت منه وأن "جواد" لن يتراجع عن قراره، أزداد فزعها عندما توقف "خالد" عن الصراخ، لتُخمن أنه قد تجرد من رجولته أو ربما يكون قد مات؟ شرعت فى البكاء وأخذت تلعنه وتلعن نفسها بداخلها، فهو من أوصل كلاهما الى هذا الحال، هو من فعل بنفسه وبها ذلك الشيء
+
توقفت "سلمى" عن البكاء عندما رأت "جواد" يخرج من الغرفة هو وكل من كانوا معه بالإضافة إلى ذلك الطبيب، لتبتلع برعب يبدو أن الدور قد جاء عليها وحان وقت أن تُجهض ذلك الجنين، ليقطع تفكيرها صوت "جواد" زافرا بحنق:
+
- الماذون جي فى السكة، أدخلي أقعدي معاه وشوفي نفسك لسه عايزة يكتب عليكى ولا لا وفى الحالتين أنا هعرف أحميكي
+
شعرت "سلمى" بالسعادة العارمة بأنها سوف تتزوجه ولن ينفضح أمرها أمام أحد، ولكنها تذكرت ما فعله به "جواد" لتشعر باليأس والحزن مرة أخرى، ولكن يكفيفها الأن أنه سيتزوجها وسيعترف بذلك الطفل، كادت "سلمى" أن تدلف الغرفة ليوقفها "جواد" مستهزا:
+
- على فكرة أنا معملتلوش حاجة، لسه زى ما هو، موقتا بس لحد ما نعرف ردك أيه!!
+
فطنت ما يقصده وابتسمت براحة وأمتنان ثم دلفت إلى الغرفة لتُصعق مما رأته، "خالد" جالسا على الفراش مرتديا سرواله الدخلي فقط ولا يتوقف عن البكاء كالاطفال، ألتقطت "سلمى" ملابسه من على الأرض وأقتربت لتجلس بجانبه على الفراش، لكى تُهدى من روعته وبمجرد أن جلست بجانبه أرتمى داخل صدرها وأخذا يبكي بهسترية ويعتذر بندم:
1
- أنا أسف يا سلمى والله العظيم مش هتتقرر تانى سامحيني، أنا بحبك والله بحبك أوى، أنتي عارفة ظروفي عشان كده عملت معاكي كده لكن انا والله العظيم بحبك
+
أخذت "سلمى" تربط على كتفيه مُهدئة إياه مُتحدثه بحب وتسامح:
+
- مسمحاك يا خالد، متخفش محدش هيعملك حاجة، بس قوم ألبس عشان المأذون زمانه جي
+
قطع حديثهم صوت طرقات أحد رجال "جواد" معلنا عن وصل المأذون، لتردف "سلمى" فى حرج مجببة إياه:
+
- أحنا جاين أهو
+
❈-❈-❈
+
- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى الخير
+
صاح "المأذون" بتلك الجملة مُعلنا عن إتمام عقد القيران، لتملئ الفرحة قلب كلا من "سلملى" وحمدت ربها على إنهاء ذلك الأمر بتلك الطريقة، ليحطم فرحتها تلك صوت "جواد" مُعقبا بحدة:
+
- معلش يا عم الشيخ هتستنى شوية عشان هنطلق تاني
+
تفاجئ "المأذون" من هذا الطلب الغريب وكاد أن يتحدث نهيا عن هذا الأمر، ليقاطعه "خالد" الذى تحدث بخفوت وإنكسار مُوجها حديثه نحو "جواد" قائلا:
+
- بعد أذنك يا جواد بيه ممكن أتكلم مع حضرتك كلمتين على إنفراد!!
+
رفع "جواد" حاجباه فى استنكار وأضاف مستهزئا:
+
- هو البنج أثر عليك ولا أيه!! الدكتور معملش حاجه لسه!!
+
شعر "خالد" بالحرج الشديد من كلمات "جواد" ذات المغزى المهين له، ليهتف على أستحياء:
+
- أنا عايز أتكلم مع حضرتك فى حاجة بعد أذنك
+
زفر "جواد" فى حنق ولكنه وافق على طلبه ليعلم فى ماذا يريد أن يتحدث معه، ليعقب بملل:
+
- تعالى ورايا
+
دلف "جواد" إلى إحدى الغرف بصحبة "خالد" مُغلقا الباب خلفه مُعقبا باسهزاء:
+
- خير يا سيد الرجالة!!
+
شعر "خالد" بالحرج من كل تلك الأهانات التى يتلقاها من قبل "جواد"، ولكنه يعلم إنه يستحق ذلك ليستجمع شجاعته وعقب بنبرة يغلفها الانكسار:
+
- أنا مش عايز أطلق
+
ألتفت إليه "جواد" مبتسما بسخرية قائلا:
+
- أيه بقيت راجل كده فجاه؟!
+
يكفى إلى هذا، لما يصمم على إهانة دون معرفة أسبابه لفعل هذا، لقد كان نذل هو لا ينكر ذلك ولكن لمالم يسأله أحد عن سبب نذالة تلك، لتمتلئ العبرات عيني "خالد" مُضيفا بإنكسار:
+
- متفكرش إني وحش أوى كده، أنا حبيت سلمى بجد وأكتر مما تتخيل كمان، بس اللى حصل ده كان غصب عنى، كنت مستنى منى أيه!! أنا شاب خريج كلية تجارة بتقدير جيد جدا أتخرجت وطلع عيني على وظيفة ملقتش أضطريت أشتغل سواق على عربية عشان يا دوب أقدر أكفي مصاريفي الشخصية، هروح أزاى بقى أخطب وأجيب شبكة وأعمل عفش وأشتري شقة وأعمل فرح منين كل ده؟! من المائة جنية أُجرتي من كفيتي على العربية طول النهار والليل!!
+
ابتسم بمزيج من الانكسار والاستهزاء أيضا على حالهته المتعسرة تلك، ليكمل حديثه ودموعه تتساقط من عينيه:
+
- لا وكمان أخلف عشان أجيب عيال أحرمهم!! يبقى الناس بتاكل لحمه وفراخ وأنا أكلهم فول وفلافل عشان ده اللى على قد حالى، ممكن أجبلهم اللحمه مرة فى الشهر لكن مقدرش أجبها كل أسبوع، قولي أنت بقى لو مكانى كنت عملت أيه غير إنك تكون ندل؟!!
+
كان يطالعه بهدوء شديد منصطا جيدا لكل كلمة يقولها، ليأخذ نفسا عميقا بعد أن أنتهى "خالد" من حديثه، ليهتف بعدة كلمات مقتضبة دون التأثر بكل ما أستمع إليه مستفسرا:
+
- طب وأيه اللى غير رأيك دلوقتى وخلاك فاجأة كده مش عايز تطلق؟!
+
مرر يده على وجهه مُزيحا تلك الدموع التى خانتة وتهاوت من عيناه دون إرادة منه مضيفا بحسرة:
+
- عشان مش ضامن الدنيا هتقابلني فى واحدة تانية تحبنى وأحبها زى سلمى ولا لا!! عشان مش ضامن إن غلطة إني أنام مع واحدة بحبها وتحمل مني دي هتتكر تانى ولا لا!! عشان مش عايز أخسرها أو أخسر اللى فى بطنها.
+
أغمض عينيه بألم ليُكمل حديثة مُعتقبا بصدق واستسلام:
+
- ظروفى وحشة!! خلاص أدى الله وأدى حكمته، اللى حصل حصل وأنا مش هضيع الفرصة الحلوة الوحيدة اللى حصلتلي من إيدي، هأخدها ونعيش فى بيت أمى وأبويا واللى ربنا يقسم بيه هنعيش بيه وده اللى ربنا كتبه وأنا موافق بتدبير ربنا
+
أومأ له "جواد" بالموافقة وهو ينهض مُتوجها ناحية باب الغرفة، ليلتفت إليه قبل أن يخرج من الغرفة مُضيفا بنهى:
+
- مفيش طلاق، هستناك بكرة فى الشركة عندى، هبعتلك عربية بالسواق تجيبك ولو لعبت بديلك أو مجتش أنت عارف هجيبك أزاى
4
❈-❈-❈
+
فى أحد الشليهات الخاصة بالطبقة العُليا بمحافظة الأسكندرية، كانت تجلس بهدوء تام وعزلة لا تُحاول الأختلاط بأحد أو الهروب من ذلك المكان، كيف لها أن تهرب من كل هؤلاء الرجال الذين يُحاوطونها وتلك الفتاة التى تجلس معها ولا تفارقها ولو لحظة واحدة، حتى أن تلك الفتاة لا تسطيع القراءة والكتابة، فكيف لها أن تطلب منها المساعدة وهى غير قادرةعلى الكلام، لو كانت فقط قادره على الكلام ما كانت لتكون هنا من البداية
+
دلف إليها بغروره وغطرسته المعتادة يطالعها باستحقار مثل كل مرة يراها بها، ليلتفت إلى تلك الفتاة أمرا إياها أن تتركهم بمفردهما لبعض الوقت، وبالفعل أمتثلت تلك الفتاة إلى أوامره وغادرت الغرفة على الفور، بينما تقدم هو تجاهها راميا إياها بنظرات التوعد والتشفي قائلا:
+
- أخيرا يا لبنى بعد عشرين سنة فى عذاب وحيرة ووجع قلب وقلة راحة لناس عايشة وناس ميتة، خلاص كله هيرتاح.
+
أعتلت وجهها بعض من ملامح الاستنكار وعدم الفهم رامقة إياه باهتمام تحاول أن تستنتج ما يحاول الوصول إليه، بينما أكمل هو متحدثا باستهزاء:
+
- بصي بقى أنا عندي خبرين والاتنين أحلى من بعض، الخبر الاول هو إننا خلاص لقينا ديانة وهجبهالك عشان تشوفيها
+
شعرت "لبنى" بالفزع والرعب مما أستمعت إليه وقد أتسعت عينيها بصدمة وأخذ قلبها يرتجف بهلع شديد، لترمقه بنظرات الضعف والانكسار محاولة إستعطافه وأن يخرج أبنتها خارج ذلك الموضوع بينهم، بينمت أدرك هو ما تحاول الوصول إليه، ليبتسم بتشفي على ذلك الألم الذى يراه بعينيها عوضا عن تلك السنوات الذى ظل يتألم فيها بسبب عملتها الحقيرة
+
تقدم "هاشم" ليقترب منها قليلا وهو يضيف بنبرة يملئها التشفي والراحة مُعقبا بتوعد لا يريد منه فقط سوء جعلها تشعر بألمه ونيران قلبه، ولم يكن متأكدا من تنفيذ ما سوف يتفوه به:
+
- بس يا خسارة هيبقى ده اللقاء الأول والأخير وهو ده الخبر التاني إنكم انتوا الاتنين هتموتوا فى نفس اليوم اللى هجبهالك فيه، شوفتي أنا حقاني أزاى؟! زى ما قتلتيهم هما الاتنين مع بعض، أنتي وبنتك كمان هتموتوا مع بعض
+
بكت "لبنى" بقهر شديد وهى تُحاول أن تتحدث ولكن دون فائدة، لتلعن حظها على تلك الصدمة التى حدثت لها بهذا اليوم المشؤم وما نتج عنه فقدانها للنطق
+
شعرت بالعجز الشديد وما كان أمامها سوا أن تُسرع فى التوجه إليه وترمي بنفسها تحت قدميه مُترجيه إياه بنظرات الانكسار والضعف، لما لم يشعر بالراحة مما تفعله الان!! لما لا يشعر بالإنتشاء على ذلك الألم والدموع التى تفيض من عينيها رعبا وقهرا!!
+
لا يجب عليه أن يشعر بالضعف الأن ولا يجب أن يتذكر سوا شيء واحد، أن تلك المرأة دمرت أسرته بالكامل بداية من زوجته وطفلهم نهاية بشقيقيه معا، ليركلها بقدميه بعيدا عنه بمنتهى القسوه والجحود صائحا بغضب وألم يحرق قلبه:
+
- أبعدى عنى يا حقيرة، أوعى تفكري تقربي مني تاني يا زبالة، وحيات غلاوت اللى حرقتي قلبي عليهم لحرق قلبك زى ما عشت عشرين سنة قلبي محروق.
+
ذهب "هاشم" وتركها تبكي وتنتحب بألم ورعب مما هى مقبلة عليه هى وأبنتها، بل والجميع.
+
❈-❈-❈
+
دلفت المساعدة الخاصة به إلى المكتب مُعلنة إياه عن وصول "خالد" إلى الشركة مُعقبة برسمية واحترام:
+
- مستر جواد الشاب اللى حضرتك بلغتنا بمعاده وصل وفى إنتظار حضرتك برا
+
ضيق "إياد" ما بين حاجبيه باستنكار ثم حول نظراته نحو "جواد" مردفا باستفسار:
+
- شاب مين ده؟!
+
رفع "جواد" عينيه عن حاسوبه موجها حديثه نحو مساعدته هاتفا بهدوء:
+
- خليه عندك برا لحد ما أقولك تدخليه
+
أومأت له الفتاة بالموافقة وسريعا ما غادرت مكتبه لإنتظار أوامره، بعد أن عقبت برسمية:
+
- تحت أمرك يا فندم
+
حول نظره نحو "إياد" الذى لم يتوقف عن مطالعته بنظرة الاستفسار تلك منتظرا منه أن يُجيبه على سؤاله، أغمض عينيه بإستسلام وعزم على أن يخبرهما حدث وما يريد منه:
+
- هقولك عشان عايز منك حاجات كتير هتعملهالوا
+
قص عليه "جواد" كل ما حدث بداية من حديثه مع "سلمى" وعلقتها بهذا الشاب، نهاية بما فعله به وزواجه هو وسلمى وتلك المحادثة التى دارت بينه وبين "خالد"
+
صُعق "إياد" مما أستمع إليه من صديقه، هو لم يتعجب كثيرا لما فعله "خالد"، بالعكس فهذا يحدث كل يوم بين الشباب القذر والفتيات الساذجة ولكن ما صدمه حقا هو رد فعل "جواد" وما كاد أن يفعل، ليصيح بعدم تصديق:
+
- أنت طبعا مكنتش هتعمل فى الواد كده!!
+
مالت شفتايه بابتسامة جانبية مُستهزاً بحديث صديقه مُعقبا بجدية وإصرار:
+
- لا وحياتك أنا مكنتش هعمل غير كده وبالمرة أشوفله عريس هو كمان قبل ما أشوفلها
+
ضحك "إياد" بصخب على حديث "جواد" وطريقته الفظة فى التعامل مع تلك الامور الحساسة ليُضيف بمرح:
+
- دا أنت جاحد يا جدع، يعنى تأخد من الواد أعز ما يملك وكمان تشوفله عريس
+
- والله كنت هخليه يقعد جمبها زيه زيها، هو زبالة وهى رخيصة ويستاهلوا كل اللى يجرالهم، بس اللى منعني الطفل اللى فى بطنها عشان ملوش ذنب فى حاجة
7
قال جملته تلك وهو لايزال ثابت دون تاثر أو حتى التحرك من مكانه، بينما "إياد" قد تأثر بحديثه مردفا بقليل من الشفقة:
+
- عندك حق بس بردو يا أخى حرام عليك ده زمان الواد قلبة كان هيقف من كتر الخضة
+
لم يهتم "جواد" كثيرا لذلك التعاطف ليصلط زرقاوتيه داخل حاسوبه مُضيفا بجدية:
+
- المهم دلوقتي إن الولد ده خريج كليه تجارة عايزك تشوفله أى حاجه عندنا تكون مناسبة ليه وبمراب كويس وكمان عايزك تشوفله شقة كويسة عندنا وتخصم نص إجارها من مرتبه كل شهر وياريت لو تكون شقه مفروشة كاملة
+
رفع "إياد" حاجبيه بإندهاش من طلب "جواد"، هو لم يراه لطيفا لهذه الدرجة مع أحدا من قبل، من أين أتى بكل هذا العطف! قطع تفكيره صوت "جواد" مُتحدثا إلى مساعدته أمرا إياها بأن تسمح ل "خالد" بالدخول
+
دلف "خالد" المكتب بخطواط ثقيلة، هو إلى الأن لا يعلم لماذا طلب "جواد" مقابلته اليوم فى الشركة وماذا يريد منه، ليحمحم مردفا بحرج:
+
- صباح الخير يا جواد بيه
+
- أهلا يا سيد الرجالة
+
قال جملة وهو لايزال ينظر إلى حاسوبه دون إكتراث، بينما شعر "خالد" بالحرج من كلماته خصيصا لأن "إياد" كان يجلس معهم ويصلط نظراته عليه، لينتشله "جواد" من هذا الخجل مشيرا له بالجلوس
+
بمجرد أن جلس "خالد" أغلق "جواد" الحاسوب الذى أمامه رامقا "خالد" بنظرة جامدة مُضيفا بحزم وإقتضاب:
+
- أسمعني كويس يا خالد عشان أنا مبحبش أعيد كلامي مرتين، عشان كده أفهمني كويس أوى، أنت هتتعين عندي هنا فى الشركة
+
أشار بيده تجاه "إياد" مُكملا حديثه مُعقبا بوضوح:
+
- مستر إياد هو اللى هيبقى المسؤل عنك وليك شقة مفروشة بالكامل، وهيتخصم كل ده من المرتب كل شهر، كده يبقى فاضل الجواز هتتقدم لأمها زيك زي أى عريس وهى هتوافق بعد ما تعرف إنك أتوظفت، أهلك أو أمها محدش فيهم يعرف عن أى حاجه حصلت ولا حتى بالصدفة، المأذون اللى كتب عليكوا هيجي تاني وهتتفق معاه، الفرح يتم وكل حاجه، أظن أنت ممكن تحل مشكله المنديل وولدتها والكلام ده ولا دي كمان عايز حد يحلهالك
+
شعر "خالد" بالحرج الشديد من كلماته ومن نظرات "إياد" الذى يطالعه بتفحص شديد، بينما رمقه "جواد" باستهزاء مُضيفا:
+
- بعد الجواز بسبع شهور تكون ولدت وتقولوا أنه أبن سبع شهور والكلام ده ويبقى الحوار خلص
+
لم يستطيع "خالد" التفوه بكلمة واحدة أمام فضل "جواد" عليه، لا يعلم ماذا يقول أو ماذا يفعل!! ليطالعه بامتنان شديد مردفا بكثير من الحرج:
+
- أنا بجد مش عارف أقولك أيه على كل اللى عملته معانا، بجد شكرا يا جواد بيه
+
يتبع...