اخر الروايات

رواية رهينة لاجل الحياة كامله وحصريه بقلم هاجر السيد

رواية رهينة لاجل الحياة كامله وحصريه بقلم هاجر السيد 



في الليل ، الساعة كانت ١:٤٥ بعد نص الليل)
كانت ليلان خارجة من باب المعمل، لابسة بالطو أبيض فوق هدومها، شنطتها على كتفها، وبتدور في المفاتيح علشان تفتح عربيتها.
مدت إيدها...
وفجأة، كل حاجة اسودت.
كيس اتشد على وشها، وحركة سريعة خلت الأرض تتسحب من تحت رجليها.
------
بعد كام ساعة…
صوت حفيف…
ريحة خشب قديم…
صوت كرسي بيتحرك.
وجع خفيف في دماغها.
ليلان بصوت مبحوح:
"آااه... إيه ده؟ أنا فين؟"
كانت مربوطة على كرسي، في أوضة شبه مكتب قديم، فيلا كبيرة بس شكلها غريب... زي ما تكون من برة قصر ومن جوا مستخبية من الدنيا كلها.
الباب اتفتح.
دخل راجل طويل، لابس جاكيت جلد، دقنه خفيفة، وعنيه سودا بتلمع كأنها بتقرا اللي قدامها من جوه. وكان رسلان العناني
...
ليلان:
"إنت مجنون! إنت خطفتني! إزاي تتجرأ تعمل كده؟!"
رسلان انفجر فيها بصوت عالي، وهو بيقفل الباب وراه بعنف:
"آه! مجنون! وهافضل مجنون طول ما بشوف أخويا بيموت قدامي ومفيش أي دكتور بيعرف يعمله حاجة!
كل يوم بشوفه بيضعف… وأنا عاجز.
فبلاش تيجي تعمليلي فيها ضحية دلوقتي!"
ليلان:
"بس ده مش مبرر! اللي عملته ده جريمة! أنا مش آلة تحللك مشاكلك بالعافية!
أنا بني آدمة… وليا حياة! وليا أهل دلوقتي مش عارفين أنا فين!!"
رسلان وهو بيقرب منها، صوته بقى أهدى بس نبرته خنقة:
"أهلك؟
أبوكي اللي سافر أمريكا وسابك؟
ولا أمك اللي عايشة في شقة صغيرة وبتقضي أيامها في مستشفى مع حفيدتها المريضة؟
أنا أعرف كل حاجة عنك… ومش جاي ألعب."
ليلان اتصدمت:
"إنت… إزاي؟! إزاي تعرف عني كل ده؟!"
رسلان:
"أنا راجل مابرحمش في الشغل،
كنت هاجي أطلب مساعدتك… بس لما شوفتك قفلتي على نفسك في المعمل ٤ أيام من غير نوم ولا أكل، عرفت إنك مش هتسمعي كلام حد.
فـ كان لازم أتصرف."
ليلان بصوت مرتعش، عنيها بتلمع بالغضب:
"أنا كنت هشتغل على العلاج… بس مش كده! مش وإنتوا خاطفيني!
أنا مش لعبة في إيدك!
ومهما كنت بتدافع عن أخوك، ده لا يديك الحق تعمل كده!
أنت مريض أكتر من المريض اللي عايز تنقذه!"
رسلان اتنفض زي ما حد ضربه في كرامته. بصلها بعنيه وفيها غليان، سكت دقيقة... وبعدين ضرب بقبضته في الحيطة، لحد ما الحيطة نفسها اتشرخت.
رسلان وهو بيزعق:
"أنا مش طايقك!! فاهمة؟!
مش طايق صوتك، ولا شكلك، ولا عنادك!
بس مضطر أستحملك!
عشان أخويا! عشان الواد اللي كان بيجري ورايا في البيت، وبيلعب بعربيتي القديمة!
الواد اللي دلوقتي بيعيش على أنبوبة تنفس ومش قادر يقول اسمي!"
لحظة صمت تقيلة نزلت في الأوضة. ليلان دمعت، بس ما اتكلمتش. حست لأول مرة إن ورا القسوة دي في كسر كبير… راجل بينهار، بس بيخبي ده تحت طبقة غليظة من الغضب.
دخل جاسر بهدوء، وهو بيحاول يخفف الجو:
"هو أنا داخل في وقت مش مناسب؟ ولا إنتوا خلاص بدأتوا مرحلة الطلق؟"
ليلان بصت له من فوق لتحت بغيظ:
"إنت كمان غريب زي صاحبك!"
جاسر وهو بيضحك:
"أنا؟ ده أنا مسالم خالص. أنا بس المساعد، السايس، القهوجي، وأوقات بطبخ لما رسلان يكون عنده نوبة نكد زي دلوقتي."
رسلان قاطعه بصوت تقيل:
"جاسر، خلي بالك منها.
لو فكرت تهرب، اربطها في السرير.
وخلي بالك من ملفات البحث… متسيبش حاجة قدامها."
ليلان قامت، وبصت لرسلان بعين متحدية:
"أنا مش ههرب… مش عشانك، ولا عشان طريقتك القذرة، عشان اخوك اللي حاسه انه محتاج مساعدتي فعلا
رسلان بصلها ببرود، كأنه بيقاوم حاجه جواه:
"متتعاطفيش معاه… ده مش هيفيدنا بحاجة."
ليلان:
"أنا بتعاطف معاه، مش معاك. إنت ممكن تبقى السبب اللي يعطل علاجه.
أنا مش هشتغل وسط الصراخ ده.
عايزة أوضة، جهاز تحليل، مراجع، ومكان أكون فيه لوحدي.
ولو يوم واحد بس حسيت إنك بتراقبني أو بتتحكم في شغلي… هموت التجربة بإيدي."
رسلان وهو بيبص لها بحدة:
"لو لمحت إنك بتلعبي… هدفن التجربة، وانتي معاها."
---
في الطابق التاني…
دخل جاسر، وهو مبتسم:
"إزيك يا طنط؟"
الأم بصوت ضعيف:
"مين البنت اللي كانت بتزعق تحت؟"
جاسر:
"دي الدكتورة… اللي هتحاول تعالج سيف.
وشكلها عنيدة… بس دماغها كبيرة."
الأم بصوت حزين:
يارب… مش قادره أشوف ابني بيموت كده
------
باب سري اتفتح جوه حيطة مزينة، دخلت ليلان وراء رسلان
جوه أوضة صغيرة، جوها بارد ورطب. على السرير كان سيف، شاب صغير، عينيه مغمضة، جسمه ضعيف بشكل يخض، وماسك جهاز أكسچين صغير بيتنفس بيه بالعافية.
ليلان بهدوء:
"ده عنده التهاب عصبي نادر… من النوع المتحور. أنا فعلاً كنت شغالة على علاج له… بس التجارب كانت ناقصة."
رسلان بصوت خافت:
"اشتغلي… وأنا هوفرلك كل حاجة محتاجاها."
ليلان رفعت عينيها، بصت له، وقالت:
"بس ده مش معناه إني نسيت إنك خطفتني… ولا إنك راجل خطر."
رسلان بنبرة هادية لكنها تقيلة:
"راجل خطر… ممكن. بس مجرم؟ لأ.
أنا مش بخطف علشان فلوس، أنا بخطف علشان حياة."
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close