رواية عيون لا تنام الفصل الثامن 8 بقلم ايمان سالم
عيون لا تنام // بقلم إيمان سالم
+
تعجبت من كلماته بشدة: طب وأنت هتعمل كده ليه!
عاوز اساعدك صدقيني
هتفت بتعجب وقلق طفيف: شكرًا أنا مش محتاجه مساعدة من حد
اوقفها بترجي:ارجوكي اسمعيني أنا مقدرتش أرجع النور لعنيا من تاني فانفسي اساعد أي حد هنا وفي أي مكان أنه يرجع يشوف من تاني وخصوصا أنتِ بالذات
+
تعجبت أكثر متحدثه: طب ليه أنا بالذات؟!
ساعدتني قبل كده وهتف عقله "مسيرك هتعرفي كل حاجة في وقتها"، ارجوكِ وافقي علي طلبي اعتبرية اخر طلب هطلبه منك كأني واحد داخل علي الاعدام ونفذي طلبه من غير ما تسألي
انتفضت متحدثه: عيسى ياريت متتكلمش بالشكل ده تاني أنا مش مرتاحه لكلامك كلامك غريب جدا وخوفني !!
+
متخفيش من حاچة و هستني موفقتك
حتي لو وافقت العملية هتتكلف كتير وأنت الوقتي مفيش معاك فلوس مش عاوز احطك في موقف وحش مع اهلك ولا أحط نفسي قبلك
متخافيش انا كلمت منار وهتساعدني اوفر فلوس العملية من غير مشاكل
تنهدت متحدثه بخوف: أنا مش عاوزه استغلك يا عيسى
+
رد في ألم لا تعرف مصدره لكنه يرتسموعلي وجهه: أنا اللي بترجاكِ توافقي هتبقي بتستغليني ازاي بقي؟!
أجابتةفي تردد: مش عارفه بس حاسه اني خايفه من الموضوع ده اوي!
متخافيش يا ضى بكرة لما يرجع النور لعنيكِ من تاني هتعرفي إن كان معايا حق وهتفتكريني بالخير
ردت في لهفة: ليه أنت هتروح فين بعد كده ؟!
هبقي موجود بس أنتِ اللي مش هتبقي موجودة اكيد هتخرجي من هنا لحياتك من تاني
+
صمتت تفكر فيما قال كلامه كله غريب ومساعدته لم تتوقعها ماذا ستفعل هل تقبل أم ترفض شعوران بداخلها متضادان يفتكان بكل ذرة بها ؟
لكنها في الآخر طلبت مدة للتفكير فيما قال وتستخير ربها
وافق وسيظل ينتظر موافقتها بفارغ الصبر
+
----------------------------
+
الدار خلال الايام السابقة كانت مرجوجه بعض الشئ بسبب ما حدث بين رائف ومروان وخصوصا المسئولين كانوا يريدون معرفة ما حدث لكن لم يخبرهم أحد بشئ حتي رائف احتراما لرغبة ميسون ،أما مروان فكان كالفهد الجريح الذي ينتظر الوقت المناسب بعد هجوم فاشل ويرسم خطة جديدة شديدة الدقة والاحكام حتي يتجنب ما حدث سابقا ليسترد حقه ويعوض خسارته فهو لن يخسر مرة آخري مهما كلفه الأمر لانه بكل بساطة لم يعتاد الخسارة يوما
1
رتب افكاره وهذا هو الحل الوحيد الذي توصل له بعد تفكير طويل وارق؛ كسرها لن يحدث الإ بأن يسلبها أعز ما تملك هو الحل الوحيد حتي يسيطر عليها وعلي عنادها وايباءها فهي لن ترضخ له بإسم الحب فهي حقا غير رحمة فكر بوضع منوم لها بالطعام الوارد لغرفتها ولكن هذا يتطلب حرص شديد حتي يصل لها الطعام دون خطأ ودون غيرها
+
وما خطط له قد كان وتناولت وجبة العشاء وبدأت تشعر بأعراض غريبة تشويش ودوار غريب لم تشعر به من قبل ولم تسيطر علي نفسها حين سقطت ارضا مرتطمة بقوة وكأن الدنيا انطفئت في عينيها بلحظة واحدة
+
سمع رائف سقوطها، لم يعرف أنها هي لكن قلبه قبض بشدة استغفر وهو يتجه للنافذة يحاول الهدوء من التوتر الذي أصابه دون سبب واضح !
+
كان مروان في غرفته يحسب الدقائق وكانت كل دقيقة وكأنها سنه من الصبر نظر بعد وقت لساعته وجده التوقيت المناسب من حيث كل شئ فاتجه لغرفتها ونظر لغرفة رحمة يبتسم بخبث ويتذكر ايامه معها من الان سيمتلك رحمة جديدة شاءت أم أبت لن يتركها اليوم غير وهو منتصر
+
دلف الغرفة وجد جسدها مسجي علي الارض ابتسم بمكر وكأنه ذئب جائع، خلع كنزته والقاها علي الفراش ثم اقترب منها يدور حول جسدها وينظر لها بغروره المعتاد نعم فهي الان ضعيفه بين يديه لن ينجدها أحد منه، لن تصرخ كسابق ولن تتمكن من الحفاظ علي نفسها لقد سقطت في شركه كما خطط بدقة، يتأملها ماليا ودني منها يرفع رأسها بين يديه يهمس لها اما عينيها المغلقة: شيفاني دلوقتي، لا، بس أنا شايفك كان نفسي اشوف رده الفعل علي وشك لما تلاقيني قريب منك كده بس بسيطة هشوفها لما تفوقي يااااه يا نجمة شفتي محدش يعرف هنا إنك نجمة غيري أنا بس يا نجمة،وقرب رأسها منه ينظر لها بضعف متحدثا: أنتِ السبب فضلتِ في سمايا مش راضيه تبعدِ عني لحد ما جيه الوقت اللي لازم امسكها فيه بين ايديا وأحسها لازم احسك كل حاجة فيكِ تبقي ملكِ وبس، انتِ أول حد ابقي عاوزه بالشكل ده ومش هضيع الفرصة دي من ايديا متزعليش من اللي هعمله لاني مضطر لكده عشان تكوني معايا
+
رفعها بين يديه وعيونه تومض برغبة تمناها منذ آمد طويل والان سيحقق امنيته بعد صبر ولن يمنعه أحد حتي هي وضعها علي الفراش وازال رابطه رأسها ومشط شعرها بيده حولها وكأنها قرص شمس يفرد اشعته مرر يده علي كل انش بوجهها يتأملها عن قرب لم يحظي بفرصة كتلك ليكون قريب منها بتلك الصورة أنها نجمة حقا ينقص أكتمال المنظر عينيها الحبيبة له، نظر لجسدها بشهوة أنتهي وقت الكلام وجاء وقت الفعل خلع قميصه ودني منها ينتهك ما ليس من حقه
+
كان في خضم مشاعره تجاهها كل لمسه منه لها تحي قلبه وتهلكه كم تمني رضاها وقد حصل عليه حتي وهي غائبه عن الوعي الاهم انه لم يستمع لكلماتها القاسية او يري نفورها منه حتي وهي جسد بلا روح لن يفرق معه شئ المهم النتيجة المرجوه وهو امتلاكها
+
كان يتنصت علي الباب شعر بشئ يخبره انه في الداخل لكن لا يوجد صوت، قلبه مقبوض لن يخسر شئ إن تنصت عدة لحظات حتي يطمئن عليها ولم يتمالك نفسه حين سمع صوت مروان المحشرج :بحبك يا نجمـــه، يعلم جيدا أن الاسم ليس لها لكنه فزع واتجه لاقرب شئ وجده فكانت عصاه حملها ودلف الغرفة بهدوء شديد كالمرة السابقة لم يشعر مروان إلا بسقوط العصا بقوة علي رأسه من الخلف لقد حدد مكانه من انفاسه وهمساته لها
سقط مروان علي الفراش هو الاخر لجوار ميسون فاقدا للوعي
1
اقترب يحاول الوصل لوجهها بتدقيق السمع اخيرا وجدها مرر يده علي وجهها حاول ايقاظها لكنه خمن ما حدث لها بانه وضع منوم لها في شئ ولكن كيف ذلك لا يعلم فكر سريعا ماذا يفعل ولم يجد نفسه الا وهو يطرق غرفه ضي
+
كانت نائمة فالوقت متأخر فزعت ونهضت من علي الفراش تحاول التركيز ماهذه الضوضاء همست بتوتر واضح: مين!
جائها الصوت المتوتر هو الاخر: أنا رائف
تعجبت: دكتور رائف!
نهضت من علي الفراش تقف خلف الباب وهي تضبط حجابها متسأله بريبة: خير يا دكتور رائف في حاجة !
ميسون فاقده الوعي لو سمحتي تعالي معايا بسرعه
صرخت بإسمها و فتحت الباب سريعا تعلم انه لا يكذب، اتجهت معه في صمت حتي دلفت الغرفة والعجيب انه اغلقها خلفه شعرت برهبه جاهدت علي اخفائها
تحدث مباشرة: مروان هنا كمان
همست بتعحب: استاذ مروان!
ايوه هو، انا ضربته وهو كمان فاقده الوعي
صرخت وهي ترجع للخلف :ايـــه!
+
رائف بتحذير: اهدي ارجوكِ لو حد عرف وجي هي اللي هتضر
ليه عملت في كده، حصل ايه أنا مش فاهمة حاجة؟
هفهمك كل حاجة بس ياريت تهدي ،قص لها ما حدث سريعا وما يظنه بكت بشدة علي حال صديقتها
تحدث بحنانه المعهود: لو بتحبيها بلاش تعملي كده وساعديني اطلع مروان من هنا عشانها هي
ترجعت بذعر متحدثه: أنا!! أساعدك!!
ايوه انتِ متخفيش احنا هنطلعه علي طول قبل ما يفوق ويعمل حاجه
+
وبالفعل سحبه وهي معه ثم وضعه في جزء جانبي من الممر حتي لا يراهم أحد واتجهوا لغرفتها تحدث بتوتر: ممكن تغير لها هدومها وانا هقف بعيد
همست في نفسها ولو حتي قريب مش هتشوف حاجه
اتجهت تخرج لها ملابس من خزانتها وبدأت في تبديل ملابسها بصعوبة كبيرة حمدت الله انها لم تكن عارية تماما اي انه لم يتمكن من فعلته الدنيئه حمدت الله كثيرا ولكنها لن ترتاح الا بإستيقاظها والاطمئنان عليها ابدلت ملابسها
اقترب بعدها يتحسس نبضها وانتظام انفاسها وقلبه يعتصر من الالم ادمعت عينيه يتذكر زوجته واولاده هل سيخون عهدهم بتفكيره بميسون لا يعلم! لكن ما يعلمه جيداً أن هناك خطوة لابد من تنفيذها وها قد آن الاوان لن ينتظر أكثر من ذلك
+
استيقظت بعد مدة لم يخبرها أحد بما حدث بطلب من رائف وفسرت ضي تبديل ملابسها لانها كانت ضيقه وهي غائبه عن الوعي ولم تعرف بما حدث لها
+
لم تتخيل ضى أن هناك شخص بمثل هذة الاخلاق والرحمة رغم ما سيقدمه عيسي من مساعده مادية كبيرة الا ان المساعده المعنوية غي نظرها اكبر بكثير من أي شئ مادي مهما بلغ قيمته
+
مر يومان علي الجميع ،مروان في المستشفي اثر الضربة فهناك نقطة من الدماء تجمعت وان لم تصرف بالادوية سيلجأون لتدخل الجراحي رغم ما فيه الانه سيجن ويعرف من فعل به ذلك رغم احساسه بأنه رائف الا انه لا يعلم لانه لم يراه لقد فقد وعيه سريعا
+
كانت تجلس كعادتها في الحديقة لكنها اصبحت اهدي من قبل لا تعلم لماذا هذا الشعور الذي يتملكها شعور بالالم
جلس مقابلا لها بعد ان القي السلام
تحدث بحنان فياض: عمله ايه يا ميسون
اجابته في ايجاز: الحمدلله بخير
لو طلبت منك حاجة ممكن تحققيها لي
حاجة ايه وانا لو اقدر مش هتاخر ؟!
عاوز اتجوزك
+
انتفضت روحها وتحدثت بتعجب: ايه تتجوزني!
ايوه يا ميسون أنتِ الشخص اللي نفسي اكمل معاه حياتي
صمتت متعجبه لقد فجأها بطلبه ثم تحدثت :طب ليه أنا بالذات وليه دلوقتي؟!
+
هحكيلك حكايتي يمكن تعرفي السبب ورا طلبي ده: أنا كنت متجوز قبل كده وكان معايا ولد وبنت
شهقت متعجبه من حديثه كان هذا فوق توقعها متزوج وانجب سابقا اين هم الان؟
انا كنت بحبها جدا يمكن اكتر من ولادي، خسرتها بسبب خلاف ما بينا راحت وهي زعلانه كان نفسي اراضيها اعتذر لها مشت علي طول وسبتني في اول خلاف بينا ،خمس سنين واول مشكلة مقدرتش تتحملني سبتني ببساطة ومشت
+
عمرها انتهي لحد كده متحملش نفسك فوق طاقتها
+
حاسس بذنب والم فوق كتافي حاسس إن ظهري مكسور بعدهم، وخسرت بعدها نظري كل حاجة اسودت في وشي كنت كاره الحياة ومتجنبها مش عاوزها تاني لحد ما ضحكتك أنتِ نورتها
+
ضحكتي!
ايوه ضحكت يا ميسون هي الحاجة الوحيدة اللي كانت بتخترق كل الابواب اللي قفلها علي نفسي أنا بحبك يا ميسون
+
بتحبني!
ايوه مستغربه ليه انتِ انسانه فيكِ كل حاجة حلوه اي راجل يتمناها
+
بس انا عميا!
بس قلبك منور كل حاجة حوليكِ واهه أنا زيك برده أعمي
+
صمتت تحاول الهدوء واستيعاب ما قال همست بعد وقت: أنت متأكد من اللي بتقوله ده
ايوه متأكد
هترضي بكوني عميا عشان زيك مش كده
لا يا ميسون حتي لو بشوف كنت هحبك بقلبي مش بعينيا
نزلت دمعه ازالتها هامسه: أنا موافقة
هتف في حنان: بس بلاش نتكلم في حاجة دلوقتي خليني سعيد باللحظة دي ارجوكِ
ضحكت من قلبها ضحكتها التي تعزف علي وتر قلبه هامسة: حااضر
+
------------------------------
+
-عندي لكم خبر حلو
-قولي يا منار
-الدكتور اللي كنا هنسافر له بارة هينزل مصر كمان عشر أيام
-تحدثت بخوف: لا بجد ،بسرعه كدا!!
عيسى بحنان: إيه! خايفة يا ضي ؟
ضى: اه، جدااا
منار: متخافيش دا دكتور شاطر جدا أنا هتواصل معاه وهحاول نكون من ضمن العمليات اللي هيعملها هنا عشان منسفرش دا كده وفر علينا جهد كبير
عيسي وهو يمسك يدها: ربنا يخليكِ ليا يا منار
منار وهي تقبل وجنته بقوة: انت تؤمر يا عيسي وانا اعملك كل اللي انت عاوزه
عيسي وهو يضمها: مش عاوز اكتر من وجودكم في حياتي وكانت كلمته الاخيره بمرار ظاهر في حروفها
ضمت منار يده تعطيه الدعم الذي لم يطلبه لكنها شعرت به من خلال حديثه
+
تحدثت بفرحة رغم الخوف: يعني هعمل العملية كده علي طول وممكن اشوف تاني
منار: ايوه يا ضي ان شاء ،اهلك عرفوا الموضوع
تبدلت ابتسامتها متحدثه: ايوه عرفوا وموافقين
عيسى: الحمدلله دا اهم حاجة عندي
همست في نفسها «هيوفقوا طبعا بدل مش من فلوسهم»
+
مش معقول يا رائف كل حاجة عاوزها بسرعه كده
وفيها ايه لما اكون بحبك وعاوزك جمبي علي طول
بخجل واضح: مفيهاش حاجة بس ازاي خلال اسبوع نتتمم كل حاجة
ليه لا ؟! اهلك موافقين، وانتِ رجعتي بيتك وانا كمان يبقي ليه التأخير
مش عارفه حاسه اني خايفه
ضم يدها متحدثا: اوعي تخافي طول منا جمبك
انت عارف يارائف انا هنا في الدار من امتي وكنت معزوله عن العالم ازاي انا حاسه الوقتي ان الحياة بقت جديدة عليا غريبة
رائف بألم: لو قلت لك وأنا كمان هتصدقيني
تنهدت بأسمه: رائف
والله كل حاجة هتعدي صدقيني واحنا مع بعض
اجابته بثقه: مصدقاك
دي اكتر كلمة كنت محتاج اسمعها منك
+
تنتظر الدعم من الجميع لكن الكلمة منه لها دعم خاص دعم لروحها المكسورة ولقلبها المحطم
-ان شاء الله هتشوفي تاني
-انا خايفه اوي يا عيسى
متخافيش ربنا معاكِ و اهلك حوليكِ وجمبك
جنب نفسه من تلك الدائرة كم ازعجها ذلك لكنه مهما قال يكفي ما فعله لاجلها لن تغضب منه
+
دخلت غرفه العمليات والجميع في انتظارها مرت اكثر من خمس ساعات والقلق بدأ يتوغل بقلبه تذكر ذلك اليوم وانه هو سبب الرئيسى لما هي فيه الآن!
1
تفاعل حلووووو وتوقعاتكم عشان أنزل الفصل الاخير بكره
دمتم بخير
+