رواية عيون لا تنام الفصل التاسع 9 والاخير بقلم ايمان سالم
عيون لا تنام // بقلم إيمان سالم
+
ذهاااااب.....
عندما كان يقود السيارة بسرعه جنونية ليلحق بتلك الفتاة الذي ظن يوما أنها تعشقه وظهرت أمامه "ضى" لم يكن يعرفها في ذلك الوقت ولم يستطيع احكام سيطرته علي السيارة فصدمها بقوة ،أوقف السيارة بعدها ونزل لحظه واحدة نظر لها نظره خاطفه ولم يهتم لامرها فتركها وصعد السيارة من جديد دون أن يشعر بأدني شفقه علي تلك الفتاة المسجية علي الأرض غارقة في دمائها، كانت "ضى" لقد سلبها نور عينيها في لحظه واحده وتركها ليلحق بفتاة أحبها وخاف فقدانها ،لكن هذا كان بمثابة إختبار له إن تركها في تلك الحالة ستتركه الآخري بل وسيصبح مثلها وبالفعل مع سرعته الزائدة التي لم يقل منها تظهر امامه سيارة كبيرة وكان آخر نور رأه في حياته نور تلك السيارة، لقد استيقظ بعد مدة في غرفة محاط بإجهزة كثيرة لم يري منها شئ، صراخ وألم لن ينساه يوما ،لكن لن يفيد نسي الفتاة وقتها لم يتذكر سوى نفسه كان يريد أن يرجع له نور عينيه من جديد بإي شكل كان ،لكن أراده الله نفذت ويشاء القدر أن يتعرف علي ضى لم يعرفها في الأول وأنها هي الفتاة التي صدمها بسيارته لكن عندما سردت تفاصيل حادثتها لاخته علم بذلك الامر لم يخبر أحد حتي منار شعر بإلم كبير وقتها وظل يفكر كيف يمكن تعويضها تذكر عندما اخبرته أنها يمكن أن تري لكن اختها لن تدفع تكاليف العملية لانها باهظة الثمن عقد العزم علي أن يساعدها لتسترد بصرها وها قد كان ليتها تنجح وسيختفي من حياتها إلي الابد
+
بعد وقت خرج الطبيب طمئنهم أن العملية تمت بخير وستهظر النتيجة بعد عدة أيام كان في قلبه فرح وحزن ممتزجان معا
فرح بإنها ستري مرة آخري حتي وإن كان الثمن فقدانها وهذا كان حزنه الأكبر انه سينسحب من حياتها كما دخلها سيكون مجرد طيف حملته الايام لكنه تمني أن يكون آخر ذكراه في حياتها بأن يعود بصرها من جديد سيكون هذا هو عذائه في ايامه القادمة
دلف غرفتها عندما حانت الفرصة تحسس ببطئ حتي وصل ليدها المسجية علي الفراش ضمها ونزلت عبراته همس لها بصوت اجش من فرط ما يشعر به من الم :خليكِ فكراني يا ضى أوعي تنسيني حتي لو كنت وحش واذيتك في يوم من الايام أوعي تنسيني سمعاني ياضى
+
وصلت كلماته لعقلها الباطن بعيدا لكنها لم تستطيع الرد عليه تشعر أنه حلم
+
تركها وغادر كانت في الخارج "منار" تنتظره سارت لجواره وهي تشعر بأن هناك شئ خفي يحدث حاولت أن تصل له لكنها فشلت طلب منها ان يغادر تلك الدار لدار اخري ترجته ان يعود للبيت ،آبي وفضل أن يبتعد عن الكل في ذلك التوقيت لم يتواجه بعد مع اهله لانه لم يسامحهم بعد ،لكنهم فكوا الحصار عليه وبدأت منار تذهب وتأتي له حينما تشاء .... بحثت عن طلبه "دار بعيده جدا" وبالفعل وجدتها كانت بسيطة ،هادئة، ليس بها نفس امكانيات الاخري لكنه رضي بها وشعر براحه حينما وطئت قدمه ارضها كان يريد السكينة والانعزال ووجده تماما
+
كانت تنتظره كل يوم أن يحضر لكنه لم يأتي كل فترة تزورها منار بمفردها وفي كل مرة تود سؤالها عنه لكنها خجلت حيائها منعها ..... وفي ذلك اليوم كان يقف وكأنه علي جمر مشتعل والاخري قلبها ينبض بشدة فهذا اليوم ستظهر نتيجة العملية اما بالايجاب او بالسلب كان يدعو الله في مكانه ان يعود لها بصرها ربما لم يدعو لنفسه مثلها رغم رغبته وقتها بأن يبصر
+
لم تصدق نفسها عندما فتحت عينيها لتري من جديد تري كل شئ حولها نظرت لكفها المفرود تراااه! ، بكت بدموع فرحة لقد عوض الله صبرها لقد استجاب لاحد دعواتها تبكي وتنظر للجميع تتأمل وجههم التي اشتاقت لها تنتظر أن تري وجه غير مألوف لها يكون وجهه بحثت في الوجه جميعهم لم تراه رغم أنها تشعر بأنه قريب احتضنها الجميع وجاء دور منار همست لها بجوار اذنها ببكاء: عيسي فين يا منار مش موجود ليه ؟
لم تعرف بما تجيبها لكنها اردفت بالم: تعبان شويه ومعرفش يجي بس بيبلغك سلامه وهيجيلك في أقرب وقت
همست لها: لا يا منار أنا حاسه ان في حاجة تانية الله يخليكِ لو تعرفي حاجة قوليلي
اجابته بصدق رغم الألم :والله معرف حاجة يا ضى صدقيني
-خليه يجي قوليله اني مستنياه
تعجبت من قولها لكنها همست لها في تأكيد :هقوله وكانت آخر كلماتها وابتعدت عنها سريعا تشعر بالاختناق لا تعلم لماذا!
كانت الفرحة كبيرة لكنها تشعر بأن هناك شئ ناقص ..... ربما وجوده لجوارها!
+
غادرت منار بعد وقت ،في السيارة حدثته بحزن يظهر علي صوتها المختنق: ليه كده يا عيسى ليه مطلعتش أنت عارف إنها سألتني عنك النهاردة ولأول مرة
التفت لصوتها بتعجب ودق قلبه لكلماته ود لو يركض لها الآن يلبي سؤالها لكنه تراجع وظل صامت مقيد الفكر والأرجل
اكدت له: سألتني وقالت لي انها مستنياك وحلفتني اقولها اللي اعرفه وانا معرفش حاجة بس واضح إن فعلا في حاجة كبيرة قلبي بيقلي كده ولازم اعرفها دلوقتي منك يا عيسى
منار متضغطيش عليا ارجوكِ انا تعبان!
مش ضغط يا عيسي بس لازم اعرف وإلا مش هنيجي هنا تاني ابدًا
صمت متألم ثم تحدث في يأس: ماشى يا منار هحكيلك بس اوعي تقوللها حاجة ارجوكِ
مش هقول حاجة يا عيسي مش هقول صدقني
+
سرد لها ما حدث بالتفصيل كانت في حالة ذهول تحاول ترتيب افكارها وترتيب ما قال وبعد لحظات من الصمت قررت أن تبتعد عن ضى تماما هي الاخري حتي لا تتأذي العلاقات بمعرفتها لشئ فضلت أن تظل بينهم ذكره طيبة
فأخبرته بما قررت: معاك حق يا عيسي لازم تبعد والافضل إننا نبعد كلنا
همس في حسرة: وأنتِ كمان هتبعدي يا منار
ايوه هبعد لان بعد اللي عرفته ده مش هقدر ابقي زي الاول واخاف اضعف واقولها كل حاجة
بس انا كنت بطمن عليها بوجدك جمبها وبعرف اخبارها منك
معلش يا عيسى كده أفضل وأنا هبقي أعرف اخبارها من بعيد وهقولك
+
مر شهر كامل ثلاثون يوم في كل يوم يولد لديها أمل بأن ستراه ويموت بداخلها خيبة شديدة لم تشعر بها من قبل ، ستفقد عقلها لتعرف ما الذنب الذي اقترفته ليبتعد عنها بتلك الصورة حتي منار هي الاخري ابتعدت وكأن شئ لم يكن تتسأل ماذا حدث؟ ما السبب وراء ابتعادهم ... لاتعرف!
+
لم يخرجها من حزنها سوى دخول نجمة "ميسون" كم عرفت بعد ذلك أنه اسمها الحقيقي والذي اصر عليه رائف بإن تنادي به واخبرت الجميع بهذا تركت أسم ميسون تماما إرضاء له فهو يراه نجمته ولكن ليس كالباقين فهي نجمته العالية التي مهما وصل لها ستظل عاليه ساطعه في سماء قلبه ويريدها عاليه دائما
+
نجمة بفرحه كبيرة : بعد يومين فرحي أنا ورائف
بجد!! مبروك يا ميسون الف مبروك
نجمة بلاش ميسون عشان رائف ميزعلش مننا
ياااه للدرجة دي بتخافي علي زعله
جدااا يا ضي متعرفيش رائف ده حنين عليا ازاي ،ربنا بيحبني قوي إنه يبعت لي حد زي رائف يدخل حياتي لو تشوفيه بيعاملني ازاي كأني كاملة دا لوحده بيفرح قلبي
بكت ضى متأثرة بكلماتها البسيطة التي لمست قلبها فتحدثت من بين دموعها :ربنا يسعدك انتِ تستهلي كل خير ورائف كمان طيب اوي
مالك يا ضى حسه انك زعلانه احكيلي فيكِ ايه صوتك مش هو صوتك حاسه بـ حزن فيه
مفيش حاجة يا حبيبتي
ضى هو انا معرفكيش ولا عشان مش شيفاكي احكيلي يمكن اقدر اساعدك
مش عاوزه اشغلك واضايقك بمشاكلي
انا سمعاكِ قولي يالااا
هقولك ايه دخل حياتي زي الطيف وخرج نفسي اعرف بعد عني ليه بالشكل ده عملت له ايه يا ميسون هموت من التفكير ليه عمل معايا كده ليه؟ لما هو هيبعد عني ليه يعلقني بيه بالشكل ده عملت له ايه يعملي فيا كده؟! أنا بموووت من بعده وبموت من الفكر
+
صمتت تستوعب كلماتها ثم تحدثت بعقلانيه: اكيد في حاجة كبيرة يا ضي هي اللي خلته يبعد عنك
نفسي اعرفها عشان ارتاح واعرف ليه ساعدني لما وهو هيبعد
خلاص اسألي عنهم عن عيلته وروحي لاخته اكيد هتقولك لو ضغطي عليها
أنت شايفه كدا
ايوه انتِ شكلك بتحبيه حاولي مرة اخيرة مش هتخسري حاجة
خايفه اخسر كرامتي واحترامي لنفسي
صدقيني انتِ هتخسري فعلا لو معملتيش كده هتفضلي تعبانه اكتر لو معرفتيش السبب
+
مرت ايام تفكر فيما قلته لها ميسون وقررت انها ستبحث عنهم وبالفعل الان تقف امامها بكل ثقه وعزم
تفاجئت منار بوجدها امامها كثيرا لكنها اقتربت تحتضنها متحدثه بود: عامله ايه وحشتيني اوي
اجابتها بحزن مختصر : لو كنت وحشتك زي ما بتقولي كنت سألتي عني بعد آخر مرة سألتك فيها عنه
أربكتها كلماتها فهتفت: معلش يا ضى ظروف شغلتني عنك الفترة اللي فاتت
-اهه أنا عاوزه بقي اعرف ايه هي الظروف دي
نظرت له برجاء ثم تحدثت: بلاش يا ضي عشان خاطري خلي علاقتنا زي مهيا بلاش حاجة تدمرها او تغيرها
وليه تقولي كده مجايز لا، أنا عاوزه اعرف ايه اللي بعد عيسى عني وبعدك انتِ كمان
اجابتها منار بضعف: بدل ما انتِ مصره كده تعالي وانا هقولك كل حاجة
+
في مطعم صغير كانت تجلس أمامها تستمع للحكاية من البداية بإهتمام حتي اخرها لم تظهر اي رده فعل ولو بسيطة علي ملامحها الجامدة
انهت منار كلماتها بقولها الهامس: سامحيه يا ضى ولو بتحبيه هو في المكان ...... صدقيني هو بيحبك بجد و مكنش عاوزك تعرفي حاجة عن الموضوع ده أنهت جملتها وانسحبت سريعا تركتها علي صمتها المطبق وغادرت لكنها كانت تدعي الله بأن لا تتركه برغبتها هي بعدما علمت كل شئ
+
مرت أيام آخري ونار في قلبها وعقلها لم تحزن منه قط كما تخيلت منار لكن الموقف فجائها كليا كيف كانت حياتها قبل وبعد دخوله ربما كان وجوده كطيف عابر لكنها تعلمت بسببه اشياء كثيرة وتغيرت حياتها أكثر ما عادت مثل سابق هل ستعطيه فرصه؟ نعم فهو يستحقها بقوه يكفي ما فعله لاجلها بعدما علم بذنبه معها ....لقد كفر عنه تماما يكفي انه لن يري مجددا، ارتدت ثوبها وحجابها وامسكت حذائها تنظر لها والدموع تتساقط من عينيها فهو مماثل تماما لحذائها القديم كان السبب في جبر كل شئ قلبها وبصرها حتي حذائها المفضل لديها طلب من منار أن تأتي لها بواحد مثله تماما لم تراه الا بعدما أبصرت إرتدته والدموع تتساقط أرضا لجواره ثم رفعت رأسها في ايباء ماعدا هذا وقت الدموع ازالتها واتجهت للدار الموجود بها تشعر بأن قلبها يقفز فرحا وخوفا من رؤيته لكنها علي يقين بأن تلك الخطوة صحيحة تماما
+
وصلت لغرفته بعد أن سألت في الخارج واخبرتهم انها قريبته تقف علي الباب مرتجفة ... لحظات وطرقت الغرفة فجائها صوته الذي اشتاقت له: ادخل
فتحت الباب ودلفت خطوة واحده تنظر له ولاول مرة تراه بعينيها لا بقلبها تتأمل كل إنش به سالت العبرات دون توقف لا تصدق أنها رأته أخيرا كم تخيلته في عقلها بالألاف الصور وجاء أفضل منهم جميعا
تعجب من يقف هناك صامت فتحدث بتعجب :مين اللي في الاوضه؟!
+
مازالت لا تصدق انها تراه نعم تراه لكنها حزنت فهو لا يراها فعلي صوت نحيبها
شعر بقبضه قوية اجتازت قلبه وهمسه تخبره بأنها هي «ضى» ضيه المفقود همس من جديد لكن بدأ صوته مرتجف قليلا: مين؟
جائه صوتها العذب: أنا يا عيسى
نهض من مكانه بفزع وعلامات التعجب والفزع تظهر عليه كليا
تحدث بقسوة وارتباك: انتِ انتِ هنا بتعملي ايه !!
بكلمات لينه رغم قسواتها: جايه اشوفك بدل انت مجتش تشوفني
ادار وجه يحاول السيطرة علي مشاعرة المتخبطة الثائرة وتحدث بتوتر وكلمات جافة مقتضبه: حتي لو جيت مش هشوفك لاني اعمي زي منتي عارفه
-انا عاوزاك تشوفني بقلبك يا عيسي زي منا شفتك بقلبي
مين قالك اني هنا منار مش كده؟
-ايوه هي يا عيسى وقلت لي كل حاجه
+
تجمدت اطرافه عند ذلك القول وتوقف قلبه فقط صدي الكلمة يتردد "كل حاجة" اتبعت في آسي: ليه يا عيسي بعدت عني ليه مقولتليش الحقيقة بنفسك!!
+
صمت طويل قطعه متحدثا :كنت عاوزاني اقولك ايه أني السبب ورا كل اللي حصلك ده!
-لا تقولي إنك بتعوضني عن اللي حصل منك مثلا
-انتِ شيفاني كده ،لو قلت لك اني فكرت في الموضوع قبل ما اعرف اني السبب اكيد مش هتصدقيني!
يعني انت فكرت تعملي العملية قبل ما تعرف انك السبب في الحادثه بتاعتي
ايوه هو ده اللي حصل فعلا ولم عرفت صممت اكتر، عارف انك مش هتصدقي عشان كده بعدت
+
تحدثت بمكر: واصدقك ازاي وليه تعمل كده اصلا!!
تحدث سريعا وبغضب كبير: عشان حبيتك يا ضى..... انتزعت منه ما ارادت
صمت يلعن نفسه علي ما قال ،كان هذا ما ينقصه الان انها تعلم انه يحبها
لكن كانت المفاجأة الاكبر له قولها: وانا كمان بحبك يا عيسي
شعر بأن الارض تدور به لكنه دوران اخر في فلك اخر «فلك حبها» فجلس علي المقعد خلفه يلتقط أنفاسه نبضات وخفقات عاليه لا يصدق ما قالته هل هي حقا تحبه ؟!
+
في الطريق يسير لجوارها ممسك بيدها كأنها طفلته الصغيرة تحدثت بحب وخجل : رائف الناس حولينا تقول علينا ايه طب أنا مش شيفاهم ومكسوفه أنت مش مكسوف ؟!
لا ،كان جوابه قاطعاً لازم كل الناس تعرف أنى بحبك اد ايه يا نجمتي
ربنا يخليك ليا يا حبيبي
نظر لها بعينان تومض بالعشق وقبل يدها الممسك بها علي مرئ الجميع كانت تشعر بأنها في تلك اللحظة ملكت الدنيا اكمل في قبضتها
+
كان امامهم ممسك بطفلته صاحبه الاربع سنوات وهي تهتف بفرحه طنط ندمة«نجمة» هناك اهي يا بابا
كان ينظر لها بالفعل قبل هتاف صغيرته وينظر لرائف كيف يقبل يدها هكذا شعر بالغيرة منه تسأل في شك هل مازال يحبها ولكنه تركها منذ وقت طويل .....لكن بالفعل مازال قلبه يحمل لها شئ لن ينسي وقت معرفته برجوعها البيت ليس فقط بل خطبتها علي شخص مكفوف كان يشعر بذهول تركها لان والدته "خالتها" اعتبرتها عائق في حياته ستعيق مسيرته في كل شئ فتم اقصائها و مضى القرار لم يعترض كانت الانا لديه أعلي من حبه لها هل يندم الآن؟! لكن لما الندم ؟!! نظر لطفلته الصغيرة الممسكة بيده تري هي العوض عن خسارته نجمة .... لا ليس هناك من يعوض مكانه الحبيب حتي زوجته لم تعوض مكانتها ولم تحاول فالحياة بينهم روتينية لاقصي درجة
+
لكنه دقق النظر فرائف يري امامه فهو يسير دون عصاه .....كيف ذلك ؟!
اقترب منهم في عجالة متحدثا ازيك يا نجمة ازيك يا رائف
رائف ببسمة حانية وهو ينظر له: حاسس اني اعرفك من صوتك
خرج صوتها ازيك يا نضال ده نضال يارائف ابن خالتي
+
اومأ رائف متحدثا ايوه افتكرت خلاص الوقتي عرفت شكلك مش بس صوتك
سأله بتعجب: أنت مش كفيف
لا عملت عملية قريب والحمدلله نجحت والفضل بعد ربنا لنجمة العملية كانت بسيطة بس أنا كنت رافض لكن لما هي طلبت مني مقدرتش أرفض طلبها وعملتها والحمدلله
هتف في الم وصل لها: اكيد بتحبها قوي علي كده
نجمة دي حياتي
ضمت يده بقوة وكذلك هو الاخر
كان ينظر ليديهم المضمومة في ألم وحسرة لقد خسرها حقا
+
تحدثت بود ازيك يا روحي ونزلت لمستوي ابنته تقبلها
كان ينظر لها بألم فيوما ما تمني أن يكون له طفله منها نجمته كما كان يدعوها لاكنها الاقدار أصبحت ملك شخص آخر تضوى في سمائه رغم عتمتها
+
انسحب بهدوء شديد كان لقاء غريب وخصوصا عليه: توقع زواج كفيف من كفيفه قد ينجح فهم متناسبون لبعضهم البعض لكنه الآن مبصر ويعاملها بتلك الطريقة لقد ظلمها معه ،الآن فقط علم ذلك تمني لو تعود الايام لكان دافع عنها بكل قوته نظر خلفه لسرابهم بألم وحسرة لم يفق من شروده الا علي سحبت يد الصغير تدفعه ليكمل المسير للامام، نعم فهي محركه الوحيد في تلك الحياة فسار معها مجبرا يتألم
+
ابتسمت نجمة في نفسها وتذكرت نضال نعم كان به صفات جميلة وكثيرة ولكنه أناني ليس كرائف زوجها وحبيبها اكملت المسير مع زوجها تضم يده بحب فهو حقا يستحق كل الحب منها والتقدير
+
كما تدين تدان ،خسر مروان معظم امواله لقد استغله احدهم كما استغل رحمة وغيرها والآن هو قعيد علي كرسى متحرك لقد اجري عمليه وكانت مضاعفتها شلل لا يقدر علي الحركة يحتاج من يدفعه ولن يجد فماله نفذ وحياته تبدلت تماما جبروته وغروره انتهي تذكر الماضي بكل ما فيه لا يمتلك إلا التحسر علي ما مضى من حياته يشعر بالغضب والقهر لكل من حوله أصبح عصبي المزاج كلماته بل صرخاته عنيفه في كل من حوله حتي بات مكروه من الجميع
+
تقف أمام النافذة تري الزهور بأشكال متنوعه وألوان مختلفة كثيرة جاء من خلفها وضمها متحدثا: بحبـك
همست: اموت واعرف بتعرف مكاني ازاي يا عيسى؟!
ضحك هامسا: بعرفه بقلبي
-عيسي قولي الله يخليك بتعرف أنا فين أزاي متضحكش عليا ؟
-والله زي ما بقولك قلبي بيعرف انتِ فين لوحده
كنتِ سرحانه في إيه بقي ؟
+
بشوف الورد يا عيسى شكله بيعطيني طاقة رهيبه ،أنت لو شفته هتعرف، ثم صمتت معتذرة أنا اسفه يا عيسي مقصدش والله
لو هشوفه اكيد هشوفه اوصفيلي اللي انتِ شيفاه أنا عاوز اشوفه بعنيكِ أنتِ
يااااه يا عيسى منظر جميل اوي الجنينة واسعة الاشجار بتغطيها من بعيد بشكل جميل و الأرض الخضراء زي اللي لبست فستان من الزهور بكل الالوان متدرجة كانها قوس قزح و العصافير في الاقفاص واللي بارة بتطير وبتغرد سامع صوتها مش كده
ايوه سامعه
بتطير كانها فنان بيرسم لوحته من علي شجرة لشجرة بفن ومرجيحه بعيدة بين الشجرتين عارفها طبعا ،شفت المنظر حلو ازاي
ودايما بلاقيك الفارس بتاعي وسط الشجر مادد لي ايده وبيستناني
+
انا الفارس بتاعك ثم اتبع في ضحكة قصيرة لكنها مغلفة بالالم: فارس مبيشوفش للاسف!
عمري ما حسيت بالكمال إلا معاك يا عيسي أنت الوحيد اللي بتكملني
اقولك حاجة انا عمري ما شفت الجنينه بعيني حلو كده زي عينك يا ضى يمكن فقدت بصري بس ربنا اعطاني عيونك انتِ اشوف بيها الدنيا أحلي وأجمل من ما كنت شايفها زمان أنا اتغيرت كتير يا ضى
عارف يا عيسي انت كنت دعوتي اللي بيني وبين ربي وحققها لي
يارتني قابلتك من زماااان يا ضي
لا يا عيسى مكنتش هتحبني زي دلوقتي
كنت هحبك بقلبي وعيني أنتِ تتحبي في كل الأوقات ياضى
ضمته هي الآخري بقوة تتمني أن يديم الله محبتها في قلبه مدي الحياة
+
تمت بحمد الله