رواية ظلمات حصونه الفصل الثامن 8 بقلم منة الله ايمن
-البارت الثامن-
+
+
❈-❈-❈
+
"تحذير هذا المشهد للبالغين فقط"
+
جذبها من خصلاتها راغما إياها على النهوض والوقوف أمامه والنيران تتأكله، ليصرخ بها مستفسرًا:
+
- أيه هي بقى الذكريات الحلوة اللي عشتوها مع بعض وهتفضلي فكراها يا وس** يا بنت الوس**.
+
صفعها عدة صفعات لدرجة إنها لم تستطع التحدث، فقط كل ما يصدر منها هو صوت صراخها من ألم صفعاته.
+
بينما زاد من شدة جزبه لشعرها بغضب كبير لتتأوه هى بألم، ولكنه لم يكترث لألمها فهو ولأول مرة يصل إلى هذه الدرجة من الغضب وفقدان السيطرة على نفسه، هو المعروف عنه إنه لا يغضب ولا يثور بل هو شخص لديه ثبات إنفعالي وهادئ، لا يستطيع أحد أن يفقده أعصابه بإستثناء "هناء"، ولكنها أستطاعت أن تُيقظ هذا الوحش بداخله لتُصيبها لعنته.
+
ظلت "ديانة" تصرخ بين يديه وهي لا تستطيع التحدث من كثرة الألم وإنه لا يترك لها مجالا للحديث، ليصعقها بسؤاله والغضب يتطاير من زرقاوتيه وهو مازال على قبضة شعرها:
+
- أنتي مش بنت بنوت صح؟
+
أتسعت عينيها بصدمة من سؤاله، وكان لسانها أنعقد من الصدمة، كيف يسألها سؤالا كهذا؟ ألم يستمع إلى والدها وهو يخبر المأذون الذي عقد قرانهما إنها بِكرًا!! بماذا فسر حديثها إلى "أدهم".
+
من شدة إرتباكها وهلعها كادت أن تفسر له ما قصدته بحديثها ولكنه لم يعطيها الفرصة وباغتها بسؤال آخر وهو يرمها بنظرة تدب الرعب داخل قلبها مردفا باشمئزاز:
+
- ويا ترا أنهي ع** من الاتنين اللي نام معاكي الوس* اللي كنتي نايمة فى بيته ولا الخ** التاني اللي كنتي ماشيه معاه وكنتي بتكلميه دلوقتي وأنتي على ذمتي يا ش*****.
2
لم تستطع أن تحتمل تلك الإهانة والكلمات التي ينعتها بها، هو لا يُشكك فى أخلاقها فقط بل يسبها بالشخص الذي كانت تراه دائمًا أخًا لها ولم تراه غير ذلك ولو لمرة واحدة، بل ويسبها أيضا بالشخص الذي أحبها وظلت طوال معرفتها به تُعامله بحدود، حتى لم تكن تسمح له بلمس يدها، كيف له أن يقول عنها هذا الكلام؟
+
شعرت بالكثير من الغضب تجاه ذلك الحقير الذي تمادى كثيرًا، لتستطيع التملص من قبضته على شعرها لتقوم بصفعه على وجهه وهي ترمقه بتقزز صارخة فيه:
+
- أخرص يا حيوان يا قذر، أنا أشرف من أهلك.
+
"جواد الدمنهوري" الرجل الذي يخشاه الجميع ويتلاشوا الوقوف أمامه للحديث فقط، تأتي تلك العاهرة اللعينة وتقوم بصفعه!! هذا الفعل لم يتجرأ على أن يفعله أحد الرجال، إذا سيريها ماذا يفعل هذا الحيوان القذر بها.
+
رمقها بأعين تزرف النيرات وملامح صارمة جعلت جسدها يُقشعر من شدة الرهبة، وبلحظة قبض على عنقها بغضب مما جعلها تظن إنه سيخنقها ويأخذ روحها، وهذا ما كاد أن يفعله قبل أن تضربه فكرة أكثر منها ألمًا.
+
ليسحبها تجاه الفراش مُلقيا إياها فوقه رامقها بنظرة مرعبة مردفا بإقتضاب:
+
- هنشوف.
+
أنقض عليها مُمزقا ذلك البنطال الخفيف الذي كانت ترتديه منذ أن جأت معه إلى هذا البيت بين صرخاتها الهالعة، ثم أخذ يستعمله فى تكبيل يديها ووضعهما خلف ظهرها ليشل حركتها.
+
ومن ثم أدار جسدها ليجعلها فى موجه وجهه ويديها بين ظهرها والفراش وسريعا ما هبط عند قدميها وهي تصرخ فيه بفزع وهلع:
+
- هتشوف أيه؟ أنت أتجننت.
+
لم يكترث لصُراخها وسريعا قام بخلع سروالها الداخلي لتصرخ بذعر وفزع مما هى مُقبلة عليه، وبمجرد أن نزعه عنها حاولت الدفاع عن نفسها بقدر ما أستطاعت.
+
لتقوم بدفعه بقدميها فى صدره مُحاولة منها لدفاع عن نفسها، فى أول مرة نحجت فى إبعاده عنها ولكنه سريعًا ما عاد إليها مرة أخرى، لتحاول مرة أخرى ولكنها لم تنجح هذه المرة، ليقوم بالسيطرة على قدميها بين يديه مردفا باشمئزاز:
+
- هشوف أنتي فعلا أشرف من أهلي ولا لأ! مع إني متأكد إنك متعرفيش عن الشرف حاجة غير مجرد الاسم اللى بعد أسمك فى شهادة الميلاد، وده مش غريب على بنت لبنى.
+
ترك قدميها تسقط على الفراش أبتعد عنها قليلا، ثم قام بخلع سترته وإلقائها أرضا، مُلحقها بتحرير أزرار قميصه ونزعه عن جسده، بينما عاد إليها مرة أخرى ومازال القيص بيديه.
+
شعرت "ديانة" بالرعب من نظرة "جواد" لها التى تحمل الكثير من الغضب والتوعد ليصدمها بقبضته على قدميها ثم قام بإبعادهما عن بعضما وسريعا ما جلس بين قدميها مثبتا اياهما بركبتاه ولايزال ممسكا بقميصه.
+
عُريها وتقيدها أمامه بهذه الطريقة وحدهم كافيان لتوقيف قلبها، لماذا خلع عنها ملابسها وقيدها بهذه الطريقة؟ ماذا سيفعل بها؟
+
الكثير من التخيلات تنههش رأسها، ليخرجها من دوامة تلك الأسئلة أقترابه الشديد منها، لتعود للصُراخ الهستيري مرة أخرى:
+
- أنت هتعمل أيه؟ أبعد عني.
+
رمقها باشمئزاز مُصرًا على إنها ليست عذراء وإنها تدعي البرأة فقط، مزق قميصه الذي نزعه عن جسده منذ لحظات وقام بلفه حول أصبعين يده اليُمنى بعد إن جلس أمامها مباشرة على الفراش، مُجيبا إياها بإستهزاء:
+
- مكنتش عايز أعمل فيكي كده، كنت هوديكي لدكتورة تتصرف هي معاكي، بس واضح كده إنك من النسوان الش***** اللي بتحب الأهانة والذل، وأنا مش هحرمك من حاجة.
+
أدركت ما يود أن يفعله بها بعد أن ألتقط ساقيها مرة واحدة وجلس بينهما مفرقهم عن بعضهم، لتصرخ "ديانة" بفزع وذعر مما أوشك على فعله بها:
+
- لأ لأ، متعملش كده، أرجوك لأ، أبعد عن.. آآآآه.
+
صرخت بألمًا كبير بعد أن أخترقها دفعة واحدة بواسطة يده وقام بفض غشائها بتلك الطريقة المُهينة المعدومة من الرحمة والانسانية، تاركا لها ألمًا لا يُوصف أو يُحتمل هذا لم يكن ألمًا بجسدها فقط بل فى روحها أيضا، لتسكن بحسرة بعد أن شعرت بدمائها تسيل من بين قداميها.
+
بينما هو بمجرد أن رأى تلك الدماء نهض بفزع ورعب مُلقيا ذلك القميص المُلطخ أرضًا، فقد تذكر تلك الدماء وهى تسيل من بين قدمي والدته عند سقوطها من أعلى الدرج، لُيزيد فوق ذلك صدمته بكونها عذراء ولم يمسُها شخصا قط، رمقها بنظرة تخبط وسريعا ما توجه نحو المرحاض تاركًا إياه على نفس وضعيتها تلك.
+
❈-❈-❈
+
ألقت بجسدها فوق الفراش بعد أن بدلت ملابسها، فقد عادت منذ قليل من خروجتها مع إحدى أصدقائها، تململت فى الفراش مُستدعية النوم، ولكن أفاقها رنين هاتفها.
+
تناولته متفقدة هواية المتصل، من الذى سيحدثها فى هشا الوقت، لتعتدل فى جلستها فور إن علمت أن المتصل هو "مالك" وسريعًا ما قامت بالرد، لياتها صوته مُعتذرا:
+
- أنا أسف جدًا لو كنت بكلمك فى وقت زي ده.
+
أجابته بلطف مُحاولة عدم إشعاره بالحرج:
+
- لا ولا يهمك عادي، أنا أصلا لسه صاحية، خير فى حاجة ولا أيه!!
+
شعر بالغباء الشديد لعدم إنتظاره لصباح الغد، لماذا دائما يندفع هكذا كالحمار المُتهور، ليحمحم بقليل من التوتر:
+
- أحم، لا أبدًا متقلقيش، أنا بس كنت عايز منك خدمة.
+
أنصت إليه جيدا بإهتمام مُعقبة:
+
- تحت أمرك.
+
تنهد بهدوء وهو يرتب الكلمات داخل رأسه قبل أن يخبرها بها ولايزال يشعر بقليل من الأرتباك والحرج:
+
- فى الحقيقة أنا كنت عايز أشوف بيت لأهلى عشان عايزين يجوا يعيشوا هنا فى اسكندرية عشان يبقوا جنب ديانة، وبصراحة أنا معرفش حد فى إسكندرية والوقت إتأخر إني ألاقي سمسار وأنا محتاج البيت فى أسرع وقت، فلو ممكن تساعديني.
+
عقبت بحماس قد تعجبت هي نفسها له مُضيفة:
+
- أكيد طبعا متقلقش، أنا أعرف سماسرا كتير بيشتغلوا مع بابا من وقت ما كنت بدور على مكان أعمله مرسم، سيب الموضوع ده عليا.
+
شعر بالراحة لوجود حل لديها لهذا الأمر لأن والدته لن تهدأ إلا عندما تأتي لترى "ديانة" ولهذا عليه أن ينتهي بسرعة ليضيف:
+
- لو كده ممكن نتقابل بكرا عشان نخلص بسرعة.
+
تعجبت من تسرعه هذا ولكنها لم تعلق عليه، وافقت على طلبه بإحترام:
+
- خلاص تمام بكرة إن شاء الله وهستنى منك تليفون تقولى هنتقابل فين وأمتى.
+
شعر بالأمتنان الشديد تجاها على مساعدة، ليضيف بلطف:
+
- شكرا جدا يا أنسة زينة على مساعدتك ليا.
+
لتجيبه بود ولطف متبادل:
+
- العفو على أيه بس، ده أقل واجب.
+
أبتسم بخفوت دون أن تلاحظ مُعقبا:
+
- تصبحي على خير.
+
فعلت هى الأخرى نفس الشيء مُجيبة:
+
- وأنت من أهله.
+
❈-❈-❈
+
ظل شاردًا تحت تدفق المياه بعد أن تخلص كامل ملابسه، بينما لم يتخلص من تلك الرجفة التى سيطرت على سائر جسدن منذ أن رأى تلك الدماء تنسدل من بين قدميها مثلما رأى والدته، يُدرك جيدا أن هذه الدماء هى عُذريتها التى لم يتوقع أن تكون لازالت موجودة بالفعل.
+
ضرب الحائط وهو يشعر بالغضب الشديد مما فعله، هو لم يرِد أن يفعل هذا أو يرى تلك الدماء، ولكنها هس من أجبرته على فعل ذلك، بالإضافة إلى حديث "هناء" الذي أثار غضبه كثيرا، وأيضا تلك الكلمات التي سمعها من تسجيل صوت "ديانة" لهذا الحقير، فكل هذا جعله لا يفكر جيدا ويفقد السيطرة على نفسه، اللعنة عليه.
+
أغلق صنبور المياه ثم تناول إحدى المناشف المُنطوية على الرف وقام بلفها حول خصره، ثم خرج من المرحاض ليجدها على نفس حالتها التي تركها عليها.
+
تعجب من سكوتها الغريب حتى إنها لم تُحاول أن تنهض أو تحرر نفسها، لدرجة إنه ظنها فقدت الوعي، أقترب منها متفقدها ليندهش من مظهرها.
+
هى مازالت متسطحة على الفراش مُكبلة بنفس الطريقة التي قيدها بها، حتى أن قدميها لايزالان مبتعدتان عن بعضهما والدماء تُلطخهما، بينما هي تنظر إلى سقف الغرفة والدموع تنسدل من عينيها فى حالة صمت تامة.
+
شعر بالقليل من الندم على فعلته بها وإنه لم يكن يحق له ما فعله، هو أفقدها أعز ما تملك بتلك الطريقة المُهينة التي لن يفعلها سوى من ليس لديهم أخلاق أو رحمة، بحياته لم يفعل هذا الشيء مع إمرأة من قبل.
+
تقدم إليها ببعض الخطوات حتى أصبح قريب منها للغاية، ولكنها لم تنظر إليه قط والدموع لاتزال تهبط من عينيها دون صوت، ليشعر بقليل من الشفقه تجاهها والإشمئزاز الشديد من نفسه، لماذا فعل هذا الشيء؟ اللعنة على تلك الشيطانة "هناء".
+
أقترب منها وكاد أن يتلمس وجنتها دون أن تراه، ليزجر نفسه بغضب مما كاد أن يفعله، أهو كاد أن يمسح دموعها؟ أيُحاول أن يُخفف عن أبنة المرأة التى أبكته هو وشقيقته كل هذه السنوات!
+
ما هو الخطأ الذى فعله بها؟ هو فقط فعل ما كان سيفعله أي رجل بمكانه دخل على زوجته وجدها تتحدث إلى شخض أخر وتمدح ذكرياتهما معا، هى من أضطرته لفعل هذا.
1
شعر بالحقد الشديد تجاهها وقام بجذبها من ذراعها حتى أجلسها على الفراش وسريعا ما فك قيودها، ليهتف موجها حديثه نحوها بإشمئزاز:
+
- قومي نضفي القرف اللي أنتي فيه ده وبلاش سهوكة بنات عشان أنا عارف الجو ده كويس أوي.
+
تركها وتوجه نحو غرفة تبديل الملابس، بينما ظلت "ديانة" تتابعه بعينيها بنظرات الكراهية والإحتقار حتى أختفى من أمامها.
+
نهضت من الفراش مُتجهة إلى المرحاض وهى تشعر بألم شديد فى جزئها السفلي، فهو لم يكن رحيما معها ابدًا وألمها بشدة، فتحت صنبور المياه مُحاولة التخلص من هذا الألم بواسطة المياه الدافئة.
+
أنتهت من أخذ حمامها وقامت بإلتقاط إحدى المناشف القطنية الكبيرة وقامت بلفها حول جسدها وتقدمت لفتح الباب، لتجده يجلس على الفراش بعد أن قام بإرتداء أحد البناطيل القطنيه ومازال عاري الصدر.
+
لم تكترث له ولم تتفوه بأية كلمة وسريعا ما توجهت نحو غرفة تبديل الملابس مُتحاشية النظر له، ليشعر هو بالغرابة من ردة فعلها الغير متوقعة، هى حتى لم تغضب أو تصرخ به كباقي النساء إذا حدث لهم شيئا كهذا!
+
التشتت هو أقل ما يصف هذا التناقض الذي يحدث بداخله على ما يفعله بها، هناك صوت يخبره إنها تستحق ما يفعله بها، وصوت أخر يُخبره إنه يظلمها وإنها لا تستحق هذا وإنها ليس لها ذنب فى كل ما حدث فى الماضي.
+
نهض مُتجها نحو الشرفة مُحاولا أن يهدأ قليلا ويُصمت هذا الشجار الذى يحدث بداخله، بينما خرجت "ديانة" من غرفة تبديل الملابس مُرتديه أحد قمصانه سوداء اللون، فهى لم يكن لديها ملابس سوا ذلك السروال التي كانت ترتدية أسفل فستانها وهو قد مزق كلاهما.
+
ليس لديها سوا ملابسة لترتديها، ولهذا أرتدت ذلك القميص الأسود والذي يصل إلى منتصف فخذيها وهذا لصغر حجم جسدها مقارنة له، ولكنها لم تجد شيء مناسبا لترتديه أسفله، لهذا لم ترتدي شيء غيره.
+
تفاجأت عندما لم تجده فى الغرفة وظنت إنه ذهب لينام بغرفة أخرى، ولكنها لاحظت وجوده بالشرفة، لتدرك إنه يخطط لنوم معاها اليوم أيضا بنفس الغرفة ولكنعا لن تستطيع أن تثق فيه أن ينام بنفس الغرفة معها بعد ما فعله بها،خصيصا وهى ترتدي هذه الملابس.
+
أتجهت نحو باب الغرفة الذي ظنت إنه تحطم مما فعله ولكنه وجدته لايزال بخالة جيدة، لتغلقه جيدًا ثم أتجهت نحو الشرفة وأحكمت غلق زجاجها جدا من الداخل وأغلقت الستائر نصف غلقة.
+
أستلقت على الفراش وهى تشعر بقليل من السكون بعد أن أطمئنت من عدم وجوده بجوارها هذه الليلة، لتغمض عينيها مُحاولة النوم وإخماد تلك الحسرة الموجودة بقلبها.
+
شعر "جواد" بالقليل من البرد أثر وقوفه بالشرفة دون ملابس علوية ليعود إلى الغرفة مُحاولا فتح الباب ليجده لا يُفتح، نظر داخل الغرفة ليجدها مُظلمة وهي نائمة على الفراش والغطاء فوقها ويبدو عليها النعاس.
+
لعن تلك الغبية، كيف لها أن تغلق الشرفة قبل أن تتأكد أن ليس بها أحدًا، سيحاسبها على هذا لاحقا، أخذ يطرق على الزجاج مُحاولا إيقاظها ولكن دون فائدة، ليصيح بغضب وهو يشعر بزيادة البرودة:
1
- أصحي يا غبية أنتي.
+
فقد الأمل من أستيقتذها ليزفر بحنق وأتجه إلى أحد المقاعد وأستلقى عليه مردفا بغيظ مكتوم بين اسنانه:
+
- أدي أخرة الحنية يا سي جواد، قال صعبانة عليك قال.
+
❈-❈-❈
+
أستيقظت "زينة" من نومها على صوت رنين هاتفها مُعلنا عن وجود إتصالا لها، فركت عينيها ثم نظرت إلى هاتفها لتجده "مالك"، لتلتقطه وتجيب عليه بقليل من النعاس:
+
- أمم ألو
+
شعر بالخجل الشديد كونه أيقظها من نومها ليعقب بحرج:
+
- صباح الخير، أنا أسف لو كنت صحيتك.
+
أعتدلت فى جلستها مُحاولة إيفاق نفسها بعد أن لاحظت حرجه منها، لتُجيب بهدوء:
+
- صباح النور، مفيش أسف ولا حاجة أنا أصلا كنت هصحى دلوقتي.
+
لاحظ "مالك" مُحاولتها لعدم إشعاره بالاحراج ليضيف:
+
- طب أنا هسيبك دلوقتي تفوقي وتغيري هدومك ولو ينفع أبقى أعدي عليكي عشان نشوف موضوع البيت ده وبالمره نفطر سوا.
1
أبتسمت "زينة" على لطافته معها لتوافقه على طلبه:
+
- مفيش مشكلة أديني ساعة واحدة وأكون جاهزة.
+
هتف مبتسما بأعجاب على ذوقها معه قائلا:
+
- تمام الساعة تسعة بالظبط هكون عندك.
+
أغلقت معه المكالمة لتبتسم دون أى مبرر منها عن سبب أبتسامتها، وشعر بداخلها بالغرابة لإهتمامها الشديد له، ما الذي يحدث لها؟ هل هي مُعجبة به! زجرت نفسها سريعًا على ما تفكر به وهى تضرب رأسها بيدها قائلة:
+
- روحي خدي شاور وبطلي هبل.
+
❈-❈-❈
+
فتح عيناه ليجد نفسه نائمًا على وجهه فوق تلك الاريكة الموجوده بالشرفة، لينهض راغمًا نفسه على الأستيقاظ من ذلك النعاس، أعتدل فى جلسته ثم أخذ يمرر يده على شعره مُساويا إياه.
+
نهض مُتجها نحو زجاج الشرفة الذي ظن إنه لايزال مُغلقا وإنها نائمة، ليتفاجى بالزجاج مفتوحًا والغرفة منظمة ومرتبة ومفارش الفراش مُبدله، حتى قميصه المُلطخ بالدماء أختفى.
+
شعر بالقلق من أن تكون أستغلت نومه وهربت من البيت، ليُسرع فى البحث عنها فى جميع أركان الطابق العلوي ولكنه لم يجدها، ليهبط الدرج ليبحث عنها فى الطابق السُفلى للمنزل.
+
كاد أن يخرج من البيت ليسأل الحرص عنها ولكن فى طريقه وجدها تجلس على إحدى الطاولات بالمطبخ وتتناول الطعام دون صوت.
+
شعر بالإنزعاج منها ولكنه حاول أن يُكبر الأمر، لذا توجه نحوها وهنا أستطاع أن يرى ما ترتدية، أليس هذا قميصه! ما الذي تفعله بقميصه؟ نعم اللعنة على غبائه، هي لم تحضر ملابسها وعو قد مزق لها ما كانت ترتديه، لهذا ترتدي ملابسه.
+
للخظة شعر إنه يريد أن يبتسم ولكن سريعا ما تلاشت تلك الفكرة من راسه، ليجلس على الطاولة فى مقابلتها مُتدعيا غطرسته أمرًا إياها برود:
+
- قومي حضريلي الفطار.
+
أتاها صوته لتشعر بالقشعريرة فى سائر جسدها، فقد أصبحت تكره أنفاسه ليس صوته فقط، ولكنها لم تكترث له حتى إنها لم ترفع عينيها خارج صحنها وكأنه غير موجود.
+
بينما غضب هو من تجاهلها له ليزجرها بغضب وحدة:
+
- بكلمك!!
+
مرة أخرى تتجاهله وكأنها لا تسمعه، ليشتعل غضبا وسريعًا ما قبض على ذراعها جاذبًا إياه مُضيفًا بغيظ:
+
- لما أكون بكلمك تبصيلي وتردي عليا.
+
سريعا ما ألتقت "ديانة" إحدى شوك الطعام من على المائدة بيدها الأخرى وقامت بغرسها داخل ظهر كف يده، ليتركها متألمًا بعد أن شعر بأختراق يده وراى تلك الدماء.
+
لترمقه بهدوء وملامح باردة لا يبدو عليها أية إنفعال أو غضب مُعقبة:
+
- أخر مرة تفكر تحط إيدك عليا فيها، عشان المرة الجاية هتبقى السكينة هي اللي راشقة فى قلبك مش الشوكة.
+
تركته ونهضت مُتجه نحو الدرج لكي تصعد إلى الغرفة، بينما كاد هو أن يلحقها ويُحطم رأسها ليوقفه صوت جرس المنزل، ليتغير مساره مُتجها إلى الباب مُتسائلًا من سيأتى له باكرًا هكذا:
+
تأكد من صعودها إلى غرفتها وفتح الباب ويده لاتزال ينسدل منها الدماء، ليأتيه صوته المازح بعد أن دلف دون أستئذان أو النظر إليه مردفا بمشاكسة:
+
_-لا مهو أحنا مش مكتوب كتابنا عشان لما نكون شادين مع بعض متكلمنيش، فى عندنا شغل يا بيه وحضرتك مش بترد على تليفونك و...
2
توقف "إياد" بصدمة عندما ألتفت إلى "جواد" ورأى تلك الدماء تنسدل من يده، ليصيح فيه بشيء من الصدمة:
+
- أيه ده فى أيه! أنت بتنتحر ولا أيه؟
+
رمقه "جواد" بملل من مُزاحه السخيف بالنسبة له، فهو لا يُحب المُزاح ولكن صديقه كل مرة يشعر إنه كاد أن يخسره يعود إليه مرة أخرى دون أن يطلب منه حتى، وكأن صديقه يشعر إنه يحتاج إليه فما المانع أن يُسايره فى مزاحه حتى لا يضطر أن يعتذر منه على ما فعله، ليبادلة بتأفف:
+
- والله لو مكتوب كتابنا لطلقك الثانية دي.
+
ضحك "إياد" بشدة على كلمات "جواد" الذي يعلم جيدا إنه يحاول أن يراضيه بها، فهو قليلا جدا ما يسمح لاحد أن يمزح معه، ليُسايره "إياد" بعد أن تأكد من عدم وجود "ديانة" مردفا بصوت أنثوى صارخًا كالعاهرات:
1
- لا يا جواد لا، أوعى تعمل كده، أهون عليك تطلقنى قبل ما ندخل.
+
قال كلماته الأخيرة بهمس حتى لا تسمعه "ديانة" ليجيبه "جواد" باشمئزاز مصطنع:
+
- أنا كنت عارف من الأول إنك عيل مش تمام
+
ضحك "إياد" بصوته كله بينما أبتسم "جواد" على صديقه ومزاحه، ليرمقه "إياد" بجدية بعد أن توقف عن الضحك مُستفسرًا:
+
- لا بجد أيه اللي حصل لأيدك؟
+
أختفت أبتسامة "جواد" بعدما تذكر ما فعلته "ديانة" بيده لتتحول إبتسامته إلى غضبًا كبير، ليلاحظ "إياد" تغير ملامحه ليعقب بقلق:
+
- فى أيه؟
+
زفر "جواد" بضيق وقد توجه إلى المياه وقام بغسل يده وتناول بعض المناديل الورقية مُجيبًا إياه:
+
- مفيش أتخبط فى أيدي.
+
علم "إياد" أن "جواد" يكذب عليه، فهذا ليس إرتطامًا عاديًا، وتأكد من تفكيره عندما رأى تلك الشوكة على المائدة ملطخة بالدماء، ليدرك إنه حدث هنا معركة منذ قليل، هو كان متأكدًا أن تلك الفتاة ليس بضعيفة على الأطلاق.
+
ولكنه لم يتحدث حتى لا يُغضب "جواد" وتسوء الامور، ليعقب بإستفسار:
+
- طب أيه محتاجة خياطة؟ أجيبلك دكتور؟
+
حرك "جواد" رأسه بالنفى وهو يقوم بلف أحد الأشرطة حول يده هاتفًا:
+
- لا مش مستهله أنا تمام.
+
أطمئن "إياد" عليه مُعقبًا براحة:
+
- طب تمام يلا أطلع اجهز عشان عندنا اجتماع مهم الساعة تسعة.
+
أومأ له "جواد" بالموافقة بينما ألتفت متوجها إلى الدرج مُعقبًا:
+
- تمام هلبس وأنزل.
+
❈-❈-❈
+
صعدت سيارته بخفة مُبتسمة له بينما أنطلق "مالك" بالسيارة، لتهتف "زينة" مُعتذرة:
+
- أنا أسفة إني خليتك تستنى كتير.
+
أبتسم لها بهدوء مُعقبًا:
+
- لا عادي ولا يهمك.
+
صمت الاثنان وهما يشعران بالحرج من بعضهما، فهما لا يعرفان عن بعضهما سوا أسمائهم فقط، ليكسر "مالك" هذا مُمازحًا إياها:
+
- تحبي نروح نفطر فين ولا أنتي بعتيني وفطرتي!
+
ضحكت له "زينة" بلطف مُعقبة:
+
- لا متقلقش لسه، وهفطرك فى أحلى حتة فى أسكندرية كلها، أطلع على الكورنيش.
+
أبتسم لها "مالك" مُعجبًا بشخصيتها المرحة والواثقة بنفسها، ليجد إنه لم يلتقى بفتاة مثلها من قبل، نظر إلى الطريق مستمعًا إلى إرشادتها.
+
❈-❈-❈
+
كانت تجلس بغرفتها بعد أن رحل من المنزل، الأن تشعر بالراحة لعدم وجوده معها بنفس المكان وكانت مُمتنة كثيرًا عندما صعد إلى الغرفة ودلف حجرة تبديل الملابس دون الحديث إليها، كم تتمنى أن يظل هكذا ولا يتحدث معها أبدا إلى أن تستطيع أن تتخلص منه.
+
على الرغم من وجود هاتفها وذلك التلفاز معاها إلا إنها تشعر بالملل الشديد، بالإضافة إلى تفاصيل ما حدث ليلة أمس، كلما تفكر فيما حدث تشعر إنها تريد البكاء والصراخ إلى أن يتمزق حلقها.
1
لا تعرف ماذا يريد منها؟ أو إلى أين ستصل تلك العلاقة! أو متى سينهي هذا الزواج؟ ولكن كل ما تعرفة إنها تكره وستنتقم منه فى أقرب فرصة تصح لها.
+
كسر هذا الصمت صوت جرس الباب مُعلنا عن مجئ أحدا، لا تعلم من الذي سيأتي إلى هنا ولكنها متأكدة إنه ليس هو وإلا لكان فتح بمفتاحه، الرنين لا يتوقف وهي تهبط الدرجة بسرعة مُتمتة بإنزعاج:
+
- أنا مش فهمه أزاى فيلا كبيرة زي دي مش جايب حد يشتغل فيها أو يفتح الباب حتى!
+
أتجهت نحو الباب وسريعا ما فتحه، لتقع عينيها على تلك المراة، لتتعجب مما ترأه تلك السيدة الواقفة أمامها بملامحها الحادة للغاية ونظرة عينيها غير مريحة بالمرة، ترتدي ملابس رسمية عبارة عن تنورة تصل لما بعد ركبتها بقليل وفوقها سترة من القماش لونهما أسود، وترمقها بتفحص شديد ونظرة ثاقبتة مُضيفة بتهكم:
+
- أنتي بقى بنت لبنى؟
+
يتبع...
+