رواية ظلمات حصونه الفصل التاسع 9 بقلم منة الله ايمن
-الفصل التاسع-
+
+
استمتعوا بالفصل🌺♥️
+
❈-❈-❈
+
قطبت جبينها وأعتلت وجهها ملامح التعجب مما ترمي إليه هذا المرأة! من تكون تلك هذه المرأة؟ وماذا تريد منها؟! ماذا تعني بكلمة "بنت لبنى" الذي يُناديها بها الجميع؟ ما هو الشيء الذي لا تعرفه؟
+
بينما مازالت "هناء" ترمقها بنظرات حادة، لتُقابلها "ديانة" بثابتتان وهدوء مجيبة إياها:
+
- أيوه أنا بنت لبنى، مين بقى حضرتك؟
+
صدحت ضحكة "هناء" الساخرة بأركان المنزل بعد أن دلفت إلى البيت دون أن تسمح لها "ديانة" بهذا، بينما شعرت "ديانة" بالغضب من وقاحة تلك المرأة وأستهزائها الواضح فى ضحكتها.
+
كادت "ديانة" أن تتحدث ولكن سريعا ما قطعتها "هناء" مجيبة سؤالها بغرور وغطرسة:
+
- حضرتي أبقى هناء الدمنهوري بنت عم أبوكي ومرات عمك هاشم أبو جوزك، يعنى أنا أكون حماتك.
+
ألتهمت "ديانة" شفتها السفلية داخل فمها مرطبة إياها وهي تهز برأسها بتأكيد، وظنت أن تلك المرأة هي والدة ذلك الحقير لترمقها بهدوء وثبات على عكس ما بداخلها من غضبها تجاهها هي وأبنها مُعقبة:
+
- أه أهلا، بس أبن حضرتك مش هنا.
+
أبتسمت "هناء" بسخرية مُضيفة بمكر:
+
- ومين قالك إني جايه لجواد! أنا جيالك أنتي.
+
رمتها "ديانة" بنظرة إستفسار وبداخلها لا تطمئن لتلك المرأة، زيادة عليه إنها شعرت بالغضب تجاهها لكونها والدة ذلك القذر، ولكنها عزمت على المحافظة على بثباتها متمتمة:
+
- خير!!
+
تنهدت "هناء" بخبث وبدأت فى التقدم نحو "ديانة" وأخذت تدور حولها بنظرات إفتراس لجسدها بأكمله هاتفة بثقة:
+
- عايزه أشوفك يا بنت لبنى واملي عيني منك قبل ما تروحي لأمك.
+
نظرت إليها "ديانة" بصدمة متمتمة:
+
- ماما!
+
لاحظت الأخرى صدمتها عند ذكر أسم والدتها، لتشعر بالإنتصار والراحة لكونها ترى أبنة "لبنى" أمامها الأن وستقص عليها طريقة موت والدتها لكي تُشعل نار الغضب والإنتقام فى قلبها تجاه "جواد" و"هاشم".
+
هكذا ستضمن موتها على يد "جواد"، إذا تراجع عن قرار قتلها، ستقتله هي وحينها إما أن يدافع عن نفسه ويقتلها أو يقتلها "هاشم" أو تُعدم وهكذا تكون حققت إنتقامها.
1
هتفت "هناء" وهي تنظر لها بطريقة غير مريحة ونظرات يصعب على الأخرى تفسيرها قائلة:
+
- أه ماما، أمك اللي هي أصلا السبب فى كل حاجة وحشة حصلت وهتحصل.
+
قضبت "ديانة" ما بين حاجبيها بعدم إستعاب وكادت أن تتحدث، لتُقاطعها "هناء" مُضيفة بإختصار:
+
- أنا عارفة إنك مش فاهمه حاجة بس هحاول أختصرلك، أنا جايه أقولك إن جواد هيقتلك ويبعتك لأمك زي ما هاشم زمان قتل لبنى بعد ما هي قتلت أختى تهاني أم جواد وزينة، قتلتها هي واللي فى بطنها وشلت ماجدة، وده كان السبب فى موت شرف أبن عمي.
+
شعرت "ديانة" بالتخبط والتشويش وعقلها لم يعد يستوعب أي حرف مما تتفوه به "هناء" لتصيح بها فى صدمة وعدم إدراك:
+
- أيه الكلام الفارغ اللى بتقوليه ده! أنا مش فاهمة حاجة! أنتي عايزة أيه بالظبط؟
+
أستغلت "هناء" تشويش "ديانة" وأدركت أن هذه هي فرصتها لجعل تلك النيران تزداد ولا تخمل سوا بالدماء، لتضيف بمكر:
+
- أنا عايزه أحكيلك على اللي حصل زمان، يعني على الأقل تبقي عارفة إنتي بتدفعي تمن أيه بالظبط، من ٢٠ سنة لبنى كانت قاعدت فترة طويلة جدا بعد الجواز مش بتخلف ومحدش عارف المشكلة كانت أيه؟ ويشاء القدر إنها تحمل بعد الجواز ب٥ سنين، طبعا كانت فرحانة جدا بيكي لدرجة انها مكنتش بتسمح لحد يقرب منك خصوصًا العيال الصغيرة، وقتها جواد كان عنده ١٠ سنين وزي أي طفل راح يلعب معاكي، لبنى كانت وحشة جدا ويتحب المشاكل زعقتله وراحت أتخانقت مع تهاني أختي على السلم فى الفيلا، وفى نص الزعيق أتعصبت عليها وزقتها من على السلم.
+
أتسعت عينها بصدمة وأرتجف قلبها مما تستمع إليه بينما أكملت الأخرى حديثها:
+
- ولأنها كانت حامل مستحملتش الواقعة ونزفت، فى الوقت ده كان فى حد شايف الحوار ده كله وكانت عمتك ماجدة هي اللي واقفة، طبعا لبنى أترعبت بسبب اللي عملته وخافت إن ماجدة تحكي اللي حصل، قامت رميها من فوق ونزلت على دماغها وده أتسببلها فى شلل كلي، كل ده أنا كنت شايفاه بس لبنى مخدتش بالها إني شايفاهم وإلا كانت حاولت تقتلني أنا كمان، أول ما هاشم دخل وقتها قولتله على اللي حصل وكلمنا شرف وقولناله ولما عرف مستحملش الصدمة وعمل حادثة وهو جي ومات وبعدها تهاني واللى فى بطنها كمان ماتوا.
+
أنهت "هناء" جملتها بصحبة تلك الدموع التي تساقطت من عينيها ألمًا على ما تذكرته، بينما شعرت "ديانة" بالصدمه لما تفوهت به تلك المرأة، هي لا تصدق إنها لديها أم فعلت كل هذا.
+
كلا لا يمكن ان تكون والدتها فعلت هذه الأشياء، بالتأكيد والدتها ليست قاتلة! تلك المرأة كاذبة، لتصرخ فيها بهستريا وعدم تصديق:
+
- أنتي كدابة، أكيد أنتي متفقة مع الحقير اللي أسمه جواد ده عشان تقوليلي الكلام ده عشان الورث بتاعي، أنا أصلا مش عايزة حاجة، خدو كل حاجة بس متعملوش فيا كده، مش بعد كل السنين دي تيجي تقوليلي إن أمي كانت مجرمة.
+
أستطاعت "هناء" أن تصل إلى ما كانت تريده وسحبت "ديانة" إلى داخل اللعبة معهم، إنهيارها هذا أكبر دليل على نجاحها، لتُضيف بتأكيد:
+
- أنا مش كدابة يا بنت لبني دي الحقيقة، أمك قتلك أختي وأبنها وحاولت تقتل بنت عمي وأتسببت فى موت أبوكي.
+
سقطت "ديانة" أرضا ودموعها تتسارع فى الهبوط غير مستوعبة ما أخبرتها به "هناء"، هل حقا والدتها فعلت كل ذلك! كيف لها أن تفعل هذا؟ وهل حقا قتلها عمها؟ شعرت بالذعر الشديد لكونها وسط هؤلاء الناس، فهم ليسوا بعائلتها بل هم أعدائها الذين يريدون أن ينتقموا منها على شيء ليس لها ذنبًا فيه.
+
الأن علمت لما تزوجها "جواد" ولماذا يفعل هذا بها، لترمقها "هناء" بخبث وأكملت حديثها:
+
- وقتها هاشم مكنش قادر يصدق إن لبنى عملت كده وقرر إنه يسألها ليه عملت كده وأزاي قدرت تعمل كده فى تهانى وماجدة، وأقسم إنه يقتلها لأنها حرمته من كل حاجة، قتلت مراته وهى حامل فى أينه، حاولت تقتل أخته وخلتها تعيش مشلولة طول عمرها، حرمت عياله من أمهم، اتسببت فى موت أخوه، كان لازم يقتلها ويقتلك زي مع عملت فى تهانى واللي فى بطنها، لكن فى اليوم ده على ما وصل البيت كانت هي هربت، بس لما لاقوها مكنتيش معاها وقتها هاشم قتلها بس مرتحش، حلف إنه لازم يلاقيكي ويأخد حق مراته وبنته منك، ولما يأس إنه يلاقيكى كان جواد كبر واستلم هو المهمه دي.
+
صاحت "ديانة" وقت خارت قواها ولم تعد تستطيع أن تستمع إلى أكثر من هذا، لتحاول أن تجعلها تصمت صارخة:
+
- كفاية بقى، أسكتي مش عايزة أسمع حاجة.
+
جففت "هناء" دموعها رامقة "ديانة" بحقد وكراهية مُعقبة:
+
- لو كان فى أمل واحد فى المية إن هاشم يسامحك عشان بنت أخوه، فدلوقتي مع جواد مفيش أمل، لأني أنا اللى ربيته على القسوة والكره وإنه ياخد حقه منك ومن أمك، ومفيش حاجة توجع ليني حتى وهى ميتة غير عذاب بنتها.
+
شعرت "ديانة" بأن هناك شيء خاطئ، تلك المرة بالتأكيد تكذب عليها، بالتأكيد هناك شيء ما هي لا تعرفة، ولكنها لن تنكسر هكذا وتجعلها تنتصر عليها.
+
نهضت وهي تجفف دموعها عازمة على أن لا تستسلم لهؤلاء الشياطين الذين يقومون بتعذبيها تارة بالضرب والأخرى بالإعتداء الجسدي والآن يعذباها بإخبرها بأن والدتها دمرت عائلة بأكملها، ليس عليها أن تستسلم لهم وإذا كانوا يريدون حربًا؟ فلنبدأ إذًا.
+
أقتربت "ديانة" من "هناء" بعد أن أستجمعت كل طاقتها وشجاعتها حتى لا يظهر عليها ما تحمله داخلها من كسرة وألم، لتهتف بتحدي:
+
- أنا مش مجبرة أصدق أي كلمة من اللي قولتيهم دول، ولا أنا خايفة من حد لا منك ولا من اللي بتقولي عليه عمي ولا من جواد بتاعكوا ده ذات نفسه، ودلوقتي بقى أطلعي برا.
+
شعرت "هناء" بالغضب الشديد تجاه هذه الفتاة، ولكنها بارعة فى الحفاظ على هدوئها وثباتها، لتبتسم لها بأستهزاء متمتمة:
+
- صحيح اللي خلف مماتش، أنتي آه شبة أبوكي أوي، لكن جواكي عند وغطرسة ووقاحة أمك، بس أوعدك إني هخلي جواد يكسر مناخيرك قبل ما يكسر دماغك، وخدي دي كلمة مني يا بنت لبنى.
+
تقدمت "هناء" نحو باب المنزل عازمة على المغادرة، وقبل أن تخرج منه ألتفتت إلى "ديانة" مرة أخرى ورمقتها بكثير من التحدي مُتمتمة بصوت مسموع:
+
- يا أنا يا أنتي.
+
ما إن غادرت "هناء" المنزل حتى سقطت "ديانة" أرضًا مُستسلمة لهذا الإنكسار والحسرة التي ضربت قلبها، لتبكي بانهيار على ما استمعت إليه غير قادرة على التفكير.
+
❈-❈-❈
+
فى إحدى المقاهي الراقية المُقابلة لشاطئ البحر كان يجلس بصحبتها يتناولان القهوة بعد أن أنتهيا من العثور على المنزل المناسب، وضع فنجان قهوته أمامه بعد أن ارتشف منه مُعقبًا بإمتنان:
+
- شكرا بجد يا زينة على تعبك معايا، وأسف جدا إني ضيعتلك اليوم النهاردة على الفاضي.
+
أخفضت هي الأخرى فنجانها وأبتسمت له بخفة مردفة بمرح:
+
- أنت عارف أنت قولت كام شكرا وكام أسف النهاردة! ومش عارفة ليه أصلا!
+
أبتسم "مالك" على حديثها وعلى خفة دمها، وقرر أن يتخطى هذا الحرج وأن يبدأ بالمبادرة بالتحدث كي يتعرف عليها أكثر، ليهتف بإهتمام:
+
- ممكن تكلميني شوية عن نفسك؟
+
للحظة شعرت بالمفاجأة والحرج من طلبه، ولكن سريعا ما سيطرت على نفسها وتخطت تلك المفاجأة ظنًا منها إنهما قد يكونا أصدقاء، لتجيبه:
+
- أنا يا سيدي زينة الدمنهوري طبعا بالاسم بس، لأن معروف عن عيلة الدمنهوري إنها كلها مهندسين وشغلهم كله فى مجال العقارات، بس أنا مش بحب المجال ده، عشان كده دخلت كليه فنون جميلة لأني بحب الرسم جدا، عندي المرسم بتاعي ومتخرجة بقالي سنتين.
+
أبتسمت له بمرح بعد أن أنهت حديثها مُقتبسة من حديثه مُضيفة بإهتمام:
+
- وأنت بقى، ممكن تكلمني شوية عن نفسك؟
+
ضحك بخفة على ما اقتبسته من حديثه، مُجيبًا إياها بحماس:
+
- أنا يا سيدتي مالك الصاوي عندي ٢٨سنة خريج كلية سياحة وفنادق، كنت بشتغل فى شركة سياحة كبيرة فى شرم الشيخ بس حاليًا نقلت هنا إسكندرية، معنديش فى حياتي كلها غير بابا وماما وديانة وملك.
+
ضيقت ما بين حاجبيها بإستنكار وقليل من الإهتمام الذي لم تنجح فى إخفائه مستفسرة:
+
- مين ملك؟
+
لاحظ "مالك" إهتمامها وسرعة إستفسارها ليبتسم رغما عنه مُجيبًا إياها:
+
- ملك دي أختي الصغيرة عندها ١٩ سنة بس مصيبه حرفيا.
+
شعرت "زينة" بقليل من الحرج من سؤالها السريع والغير مبرر، من يكون هو لتستفسر عن شؤون حياته بهذه الطريقة عند ذكره لأسم فتاة! ما دخلها إن كانت شقيقته أم حبيبته.
+
شعرت "زينة" بالإحراج الشديد ثم نهضت سريعا مُعقبة بإرتباك:
+
- طب السواق وصل برا، أنا لازم أمشي.
+
نهض "مالك" هو الآخر بلهفة وتلقائية غير مدرك لما يفعله أو يتفوه به متسائلا:
+
- مش هشوفك تانى؟
+
نظرت نحوه عدة لحظات لا تعلم بماذا تجيبه! ماذا يحدث لها بالضبط؟ لما تشعر وكانها ندمت على طلبها لرحيل؟ لماذا تشعر إنها تريد البقاء بصحبته أكثر؟
+
أبتسمت له مُحاولة عدم إظهار ذلك الإرتباك مُضيفة بود:
+
- أكيد طبعا، أي وقت تحتاجني أنا موجودة، باي.
+
رحلت من أمامه وهي تُسرع فى خطواتها هاربة كي لا يرى رجفة قدميها بسبب هذا التوتر، بينما ظل هو مُتابعًا إياها بعينه حتى خرجت من المكان وأختفت عن بصره.
+
❈-❈-❈
+
كانت تستعد وتُعد حقيبتها بعد أن أخبرهم شقيقها أنه قد وجد منزلا مناسبا لهم، عليهم الأستعداد للإنتقال إلى هناك قبل أن تجن والدتها من قلقها على "ديانة".
+
أوقفها صوت رنين هاتفها مُعلنًا عن إتصالًا، لتلتقطه مُتفحصة هوية المتصل لتجده رقمًا غير معروف، لتنتابها الغرابة ولكنها أجابت عليه:
+
- أيوه مين!
+
أتاه صوتها العذب ليشعر برجفة خافتة تملكت جسده، ما الذي يحدث لهذا الجسد العاهر كلما سمع صوتها! سريعُا ما سيطر على نفسه مُعقبًا بمرح:
+
- فى حد فى الدنيا يرد على حد بيتصل بيه يقوله أيوه مين؟ ليه بخبط عليكي!
+
ضحكت بشدة على طريقته المرحة التي لا تفشل فى إضحاكها، وهذا بعد أن أدركت إنه هو بعد الاستماع إلى صوته وحديثه المرح، لتهتف بتلقائية:
+
- أزيك يا أستاذ إياد!
+
أبتسامة بلهاء أعتلت محياه لكونها علمت إنه هو المتصل قبل أن يخبرها، وهذا يعنى إنها لم تنساه أو تنسى نبرة صوته، وهذه بداية جيدة للغاية، يبدو إنها تشعر بشيء تجاهه مثله هو أيضا، ليسالها بنبرة ماكرة:
+
- وعرفتي منين إني إياد وأنا مكنتش إديتك رقم تلفوني! معقول لسه فاكرة صوتي؟
+
حمحمت "ملك" بحرج بعد أن أدركت غباء ما تفوهت به، كيف لها أن تتسرع هكذا، هي بالفعل لم تنسَ نبرة صوته، بل وتتذكر جيدا حديثه معها، حتى إنها تكاد تعرف كام مرة أبتسم وهو يتحدث معها، اللعنة على هذا الغباء، لتُحاول إصلاح الامر مُعقبة بإرتباك:
+
- أصل.. أصل أنت الوحيد اللي أخدت رقمي قبل ما أسجل رقمك، وأنا عادة محدش بياخد رقمي إلا لو متسجل عندي، عشان كده قولت ده أنت.
+
أبتسم على ذكائها ومرواغتها معه مدركًا أن تلك الفتاة ليست كما تبدو أبدا، بل إنها أذكى مما توقع بالإضافة إلى تلك المشاكسة والرقة، وبالرغم من إنه يعلم إنها تصطنع أعذارا، إلا إنه لم يُشعرها بشيء، ليعقب بإستسلام:
+
- عندك حق، أنتي تكسبي.
+
توترت من هذه الطريقته التي لم يسبق لأحد أن تعامل معها بها، تشعر بمزيج من الإنجذاب والقلق معا تجاهه، لا تعرف ماذا تسمي هذا الشعور! ولكن ما تعرفه إنه يأخذ حيزا كبيرا فى تفكيرها، والأن يفرض نفسه ليأخذ مكانه فى حياتها.
1
حاولت السيطرة على تفكيرها الذي لا يتوقف، مُضيفة برسمية:
+
- خير يا أستاذ إياد!! فى حاجة ولا أيه؟
+
لاحظ "إياد" إستدعائها لتلك الرسمية بينهم، ليُصر هو على أن يزيحها من طريقهمة ويبدأ فى إستدراجها نحوه أكثر، لا يعلم لماذا يفعل هذا الشيء، أهذا بسبب زير النساء الموجود بداخله، أم إنه حقا ينجذب نحو تلك الصغيرة، ليردف بنبرة لحوحة:
+
- ما بلاش أستاذ دي بقى عشان نعرف نتكلم، متحسسنيش إني قد والدك يعني! دا أنا لسه صغير وعسل.
+
أبتسمت "ملك" على طريقته التي لا تخلو من المُزاج والضحك وأضافت بخفوت:
+
- تمام.
+
أبتسم هو الأخر وعقب بحماس:
+
- حيث كده بقى عملتوا أيه فى حوار البيت الجديد ده؟ لقيتوا مكان كويس ولا أتصرف أنا!
+
كان يود أن يضرب عصفورين بحجر واحد، أن يجعلها تُعجب بمساعدته لهم، وأن يكون على علم بمكان مكوثهم، ولكنها خيبت أمله:
+
- لا الحمدلله مالك لقى مكان كويس وأحنا بنستعد أهو عشان ننزل اسكندرية بكره.
+
على الرغم من إنزعاجه من عدم مساعدته لهم، إلا إنه بتلقائية شعر بالحماس لكونها أتية، نعم فشل ما كان ينوى عليه ولكن يكفيه إنها ستكون قريبة منه حتى يستطيع التقرب منها أكثر، ليُضيف بمرح:
+
- لا دا أنا ألحق بقى أفرش اسكندرية كلها من رمل الشواطئ وأطلع عرايس البحر بنفسهم يستقبلوكوا.
+
كيف له ان يفعل هذا! هو حقا مُراوغ ويستطيع الضحك على العقول بكلامه المعسول ذاك، هذا الملعون ماذا ينوي أن يفعل؟ هي فتاة صغيرة لا تُدرك مدى مراوغته أو التعامل معه حتى، ولكنها عليها أن تتواخى الحذر منه، لتُحمحم بخجل:
+
- شكرًا.. يا إياد.
+
أبتسم هو من طريقة نُطقها لأسمه، تلك الطريقة المترددة فى إخراجها، ولكنها أخيرا قالتها دون ألقاب، ليشعر ان هذه نقطة لصالحه وهتف بحماس:
+
- بكرة إن شاء الله هتابعك على الواتس أول بأول لحد ما توصلوا بالسلامة.
+
لم تعد تحتمل تلك الأفكار حوله فى رأسها، هي تلاحظ إنه يشتتها كثيرا كلما تفوه بأي كلمة، عليها الإنتهاء من هذه المكالمة بسرعة:
+
- إن شاء الله، يلا بقى تصبح على خير.
+
إنتبه إنها لم تعد تحتمل طريقته معها فى الحديث، ليبتسم على توترها ورقتها هذه وأستسلم لإنسحابها:
+
- وأنتي من أهله يا أجمل بنوته.
+
لم يُعطيها فرصة للحديث أو التعليق وسريعا ما أنهى المكالمة، ما الذي قاله الأن؟ هل يُغازلها! رمت بنفسها على الفراش وكأنها فقدت وعيها، لا تعلم كيف عليها أن تتصرف مع هذا الشخص الذي تشعر وكأنه يُرغمها على الأنجذاب له!
+
ماذا يحاول أن يفعل بالضبط؟ هل يُحاول إستدراجها؟ نهضت مره أخرى بعد أن حركت رأسها محاولة منها أن تخرج تلك الأفكار من رأسها وعادت لإكمال حقيبتها مرة أخرى.
+
❈-❈-❈
+
فى المساء كانت تجلس تُفكر فى حديث "هناء" لها، فكرة أن والدتها قاتلة تشعرها بالانكسار والحسرة، كيف يمكن هذا؟ تذكرت ما فعلته فى الصباح بعد مغادرة تلك المرأة التي تُدعى "هناء" من المنزل.
+
تذكرت عندما صاح رنين جرس المنزل مرة أخرى بعد عودتها من الخارج، لتظن إنها تلك المرأة قد عادت مرة أخرى، لتقسم تلك المرة إنها ستقتلع عينيها من وجهها.
+
ولكن عندما فتحت الباب وجدتهم فتاتين فى العشرينات من عمرهما وتحملان الكثير من الحقائب بإيديهما، لتعرف بعدها إنهما تعملان فى شركة ذلك الحقير وإنه من أرسل لها تلك الحقائب.
+
وبعد أن غادرت هاتان الفتاتان تسللت إلى أنفها رائحة تُشبة الطعام، لتتفحص الحقائب لتجدهم بعضا من الملابس الرسمية وأخرى من الملابس المنزلية وأخرى داخلية وبعض الحقائب الملونة والأحذية، وهناك حقيبة أخرى مستقلة كرتونية استنبطت إن ما بداخلها بيتزا.
+
أيظن إنها تحتاج إلى هذه الأشياء الذي أرسلها؟ أيظنها بحاجة إلى بعض الطعام أو الملابس والأحذية! اللعنة عليه هذا الحقير، كل ما تحتاجه هو مغادرة هذا المنزل والابتعاد عن رؤية وجهه الكريه.
+
ألقتهم بعيدا عنها عازمة على أن لا تأخذ أي شيء منه، ولكن عندما نظرت إلى نفسها ووجدت نفسها لاتزال ترتدي قميصة هذا، أعادت التفكير بالأمر مرة أخرى، لن يحدث شيء إذا استعارت من هذه الملابس القليل لتستطيع مغادرة هذا المنزل.
+
••
+
بدلت ملابسها بسرعة عازمة على أن تهرب من هذا الحصن اللعين الذي حاصرها فيه، نجحت فى الخروج من باب البيت ولكنها لم تستطع الخروج من تلك البوابه التي وجددت عليها من يمنعها.
+
- خير يا مدام حضرتك محتاجة حاجة.
+
نظرت نحو هؤلاء الرجال ذو البدل السوداء وتلك الأسلحة والأجهزة الاسلكية، لتدرك أنهم طاقم حرس لتُعقب بضيق:
+
- محتاجة أخرج من هنا.
+
أخفت وجهه إلى الأرض بأسف مُضيفا بهدوء وأحترام:
+
- أنا أسف جدًا يا مدام ،معنديش أوامر بخروج حضرتك.
+
قست ملامحها بكثير من الغضب والإنفعال مُردفة بحدة وسخط:
+
- يعني أيه؟ محبوسة أنا هنا يعني ولا أيه مش فاهمة؟
+
أجبها باقتضاب ولايزال وجهه فى الأرض مُلتزم بحدوده:
+
- أنا أسف يا هانم، بس دي أوامر جواد بيه.
+
شعرت بالغضب لكونها لا تستطيع الخروج بسبب ذلك الحقير الذي يظنها حبيسة عنده، لتفقد الأمل وتعزم على الرجوع إلى المنزل مرة أخرى زافرة بحنق وكراهية:
+
- جواد زفت على دماغك ودماغه.
+
•••
+
الغضب الشديد هو كل ما يستحوذ عليها بسبب فكرة إنه يحدد إقامتها بتلك الطريقة، من يظن نفسه ذلك المعتوه هو حتى لم يترك لها هاتفها بعد ما حدث ليلة أمس لقد أخذه منها.
+
قطع شرودها دخول "جواد" إلى الغرفة فجأة، لتشعر بالقليل من الفزع من وجوده، هي لم تشعر به أو بصوت سيارته! ولكنها سريعا ما سيطرت على نفسها محاولة الثبات كي لا يظنها خائفة.
+
بينما قام هو بخلع سترته ويليها قميصه وألقاهم على الفراش ثم توجه إلى المرحاض دون النظر إليها، كل هذا و"ديانة" تُتابعه بنظرها بحذر دون التفوه بأي كلمة.
+
بعد وقت ليس بكبير خرج هو من المرحاض ولا يستره سوى تلك المنشفة الملتفة حول خصره، وواحدة أخرى بيده يُحاول بها تجفيف شعره، بينما تلك القطرات تنسدل على جسده مما يجعله يبدو مثيرا للغاية.
+
لاحظ "جواد" مراقبتها له ليرمقها ببعض نظرات المكر وكأنه يدعوها لليلة جامحة، لتدرك هي ما تعنيه نظرته تلك وإنه يظن إنها معجبة بجسده، لترميه بنظرات الأشمئزاز وأشاحت بنظرها بعيدا عنه، ليبتسم هو باستهزاء على تفكيرها وتوجه إلى غرفة تبديل الملابس.
+
بعد لحظات خرج من الغرفة وهو يرتدي ذلك السروال القطني الداخلي الذي بالكاد يصل إلى نهاية مؤخرته، وبالطبع يُبرز رجولته كثير مما يجعلها تشعر بالتوتر والأرتباك والخجل بالتاكيد.
+
بينما هو كان قد لاحظ منذ مجيئه إنها قد بدلت ملابسها وترتدي من الملابس الذي أرسلها لها صباح هذا اليوم، ولكنه لم يكن يريد أن يعلق على هذا الأمر الأن، هو فقط يريد النوم.
+
تقدم بعض الخطوات نحو الفراش وكاد أن يستلقي عليه، لتزجره هي مُردفة بإنفعال:
+
- أنت بتعمل أيه!
+
لم يكترث لسؤالها ولا لملامح الغضب التي أعتلت وجهها، وأستلقى على الفراش مواليا إياها ظهره، بينما شعرت هي بالغضب من تصرفه ذلك، لتجد نفسها تدفعه بيدها وقدمها حتى أستطاعت أن تسقطه أرضًا مُضيفة بإنتصار:
1
- أنا معنديش مشكلة أنك متردش عليا، بالعكس دي أحسن حاجة، بس عندي مشكلة إنك تتخمد جنبي.
+
يتبع...