اخر الروايات

رواية ظلمات حصونه الفصل السادس 6 بقلم منة الله ايمن

رواية ظلمات حصونه الفصل السادس 6 بقلم منة الله ايمن 


                                        
-البارت السادس-

+


لو سمحتوا متنسوش التصويت أضغطوا على دى ☆ وأعملوا متابعة عشان تشجعوني أنزل أسرع ويوصلكوا أي حاجة أنزلها♥️♥️

+


❈-❈-❈ 

+


أعتلت ملامح البغضاء والكراهية وجه "مالك" عندما رأى "جواد" الذي تعرف عليه فور الإستماع إلى نبرة الغرور تلك في حديثه وهو يقف أمامه بمنتهى الكبر والاستعلاء، بينا أضاف "جواد" وهو يطالعه بنظرت إستهزاء مُعقبا: 

+


- أنت عندك أخوات تايه وجي تدور عليهم هنا! 

+


- فين ديانة يا جواد؟ 

+


هتف "مالك" بتلك الكلمات وهو يُطالعه بحدة وأستعداد تام للهجوم عليه فى أية لحظة إن لم يطمئن عليها الأن، بينما أستطاع "جواد" أن يستنتج أن هذا الشاب بالتأكيد إبن تلك العائلة التي كانت تأوي هذه الفتاة فى منزلهم، ليشعر بالغضب الشديد من فكرة تواجدها بذلك المنزل طوال تلك السنوات مع شاب غريب تحت سقفًا واحد، سوف يشرب من دماء تلك العاهرة لا محال. 

2


أستطاع "جواد" أن يخفي غضبه ذاك عن الظهور أمام الجميع مُضيفا بنبرة ساخرة: 

+


- أنت شكلك كدبت الكدبة وصدقتها، أنت ملكش أخوات هنا، أختك هناك فى بيتكوا مش عندي. 

+


أندفع "مالك" بمنتهى الغضب نخو "جواد" مُمسكا به من تلابين قميصه ساحبًا إياه إليه بكراهية كازّا ما بين أسنانه الملتحمة قائلا: 

+


- بقولك ديانة فين؟ 

+


صُعق كلا من "زينة" و "إياد" مما فعله "مالك" خوفا من ردة فعل "جواد" الذى لم يستطع أحدًا إلى يومنا هذا أن يتحدث معه بمثل هذه الطريقة من قبل. 

+


بينما اشتعلت نيران الغضب فى أعين "جواد"، ليست فقط من طريقة هذا الحقير وما يفعله معه، بل أيضا لأنه تجرأ وزكر أسم زوجة "جواد الدمنهورى" على لسانه لأكثر من مرة، ويظن إنه يستطيع أن يأخذها منه، على كلا هو لن يمرر كونها كانت تجلس طوال تلك السنوات بجوار ذلك المتعجرف. 

+


لم يستطع "جواد" أن يُسيطر على نفسه أكثر من ذلك ليباغته بلكمة قوية كادت أن تُسقطه أرضا، ولكن فاجئه "مالك" الذي بادله هو الأخر بلكمة مماثلة له، لتشتعل النيران فيما بينهم وبدأ ذلك الشجار القوي الذي لم يستطع أيا من "إياد" أو "زينة" إنهائه أو الفصل بينهم. 

+


تدخلت بينهما بسرعة مُتحملة تلك الآلام التى تملكت جسدها بمجرد لمس كلاهما جسدها وهما يتشاجران، تلك الجلدات لم تكن هينة أبدا وكان من الضروري أن لا تنهض من الفراش لبعض الوقت حتى لا تتأذى أكثر، ولكنها أتت عندما استمعت لصوت ذلك الشجار بين ذلك الذى يُدعى زوجها وشقيقها الذى كانت تتمنى لو أن يكون شقيقها حقا. 

+


فرقت "ديانة" بين "جواد" و "مالك" اللذان صُدما من تدخلها بينهما، والجزء الأكبر من الصدمة كان من نصيب "جواد" الذي تفاجئ من جرأتها التي جعلتها تتدخل بينهما وتجعل يدين ذلك الحقير تتلمس جسدها، أتظنه شقيقها حقا تلك العاهرة! هو لا يفهم فى الأساس من أين جاءت بتلك القوة التي جعلتها تتحمل تلك اللمسات!! 

+



     

                
بينما "مالك" قد صُدم من وجودها وتدخلها فيما بينهم، فهو ظن أن ذلك الحقير قد يكون حبسها أو فعل بها شئ، ولكنه أدرك انه فعل بها الأسوء عندما لاحظ علمات الصفع على وجهها بجانب ملامح الألم والمعانة، ليشتعل غضبا وكراهية لذلك "الجواد" عديم الرحمة وتوعد بداخله أن يقتله بأبشع الطرق الممكنة. 

+


سريعا ما تدخل كلا من "زينة" و"إياد" لمُعاونة "ديانة" فى الإيحال بين "جواد" و"مالك" حتى لا يشتبكان مرة ثانية، بينما أبعدت "ديانة" "مالك" مردفة بصوت يملئه الضعف ويبدو عليه الألم والمعانة موجهة الحديث نحوه بترجي: 

+


- عشان خاطري أمشى يا مالك،  أنا كويسة متقلقش 

+


امتعضت ملامح "مالك" بالرفض متحدثا بحزن وأسئ على صغيرته التى تربت بين يديه، ليُحاوط وجهها بين كفيه وهو يشعر بالعجز والضعف لإدراكه إنها تتألم ولكنها لا تستطيع أن تتحدث ليصيح قائلا: 

+


- أمشي أزاى وأسيك كده!! عمل فيكي أيه الحيوان ده؟ 

+


تحجرت الدموع فى عينيها تتمنى لو تستطيع أن تختبئ بين أحضانه وتجعله يأخذ لها حقها من ذلك الوحش عديم الرحمة، هى تراه شقيقها حقا وليس مجرد أخ بالتبني، لكنها أدركت ما يستطيع ذلك "الجواد" فعله وإنه يستطيع إذائه بمنتهى السهولة، لتعزم على أن تُبعد شقيقها عن ذلك الخطر ولو على حساب نفسها: 

+


- عشان خاطري يا مالك أمشي، لو أنا بجد غالية عندك أمشي، وأنا هبقى أطمنك عليا بس عشان خاطري أمشي دلوقتي. 

+


كاد أن يرفض ولكن أوقفة تلك النظرة المُلحة فى زرقاوتيها والتي أكدت له إنها لن تستطيع أن تأتي معه، بالإضافة إلى إنه لن يستطيع أن يتخذ ضد ذلك الحقير أية إجراء قانوني، ولهذا لم يكن يريد أن يضعها معه فى المشاكل، عليه أن يتراجع ولو لقليل من الوقت. 

+


استسلم "مالك" لرغبتها بينما توجه بنظراته تجاه "جواد" الذى مازال ينظرة له بغضبًا وكراهية مُعقبا بتوعد: 

+


- أنا همشي دلوقتي بس مش هسيبك يا جواد، ولو فكرت تأذيها بس والله العظيم هقتلك بإيدي. 

+


حاول "جواد" التملص من بين يدي شقيقته وصديقه ولكنهم منعوه عن فعل ذلك، بينما توجه "مالك" نحو الباب وفى لحظات كان رحل من المنزل باكلمه، لتلتفت "ديانة" نحو "جواد" بعد أن تأكدت من رحيل شقيقها رامقة إياه بنظرات الكراهية والغضب ثم توجهت لتقف فى مقابلته بكل غرور وتحدي هاتفة: 

+


- أيًا كان سبب كرهك ليا، مشكلتك معايا أنا بس، حذاري تقرب من أخويا أو أي حد من عيلتي أو حتى تفكر تأذيهم، لأني أنا اللى وقتها مش هرحمك. 

+


وفى لحظه كانت توجهت لذلك الدرج صاعدة إلى تلك الغرفة غير مُهتمة لوجود أيًا من "إياد" أو "زينة" بينما شعر "جواد" بغليان دمائه من طريقتها تلك أمامهم وكاد أن يذهب خلفها ليُلقنها درسًا ليوقفه صوت شقيقتة مُستفسرة: 

+



        
          

                
- أنا بقى عايزة أعرف أيه اللى بيحصل ده يا جواد؟ أنت أتجوزتها عشان تنتقم منها! طب هي ذنبها أيه؟ 

+


رمقها "جواد" بنظرات تصرخ بالغضب والإنزعاج ولكنه لا يُريد ان يُري شقيقتة كيف يكون الجانب المظلم له، يكفي أن الجميع يراه إنسان قاسي القلب حاد الطباع وأيضا جاف المشاعر، لا يريد أن يُزيد عليهم إنه شخص بلا رحمة لا يشفق أو يرحم خصمة مهما كلفه الأمر. 

+


نظر نحو "إياد" الذي مازال واقفًا دون التفوه بأية كلمة، ليزجره "جواد" بلهجة أمرة تعبر عما بداخله من غضب وضيق: 

+


- إياد تاخد زينة تروحها وبعدين تجيلي على الشركة. 

+


أدرك "إياد" ما تحمله نبرة صديقه وإنه يتلاشى الحديث مع "زينة" حتى ولو بقليل من الوقت، هو الان ليس بحالة مزاجية تسمح له بالتحدث أو التوضيح لأي أحد، بينما "زينة" شعرت بالغضب من شقيقها الذي لم يكترث لحديثها بل ويتهرب من المناقشة معها أيضا لتصيح فيه بغضب وعتاب: 

+


- لا يا جواد مش همشي قبل ما.. 

+


- قولت تروحي يا زينة. 

+


صرخ بها "جواد" بصوت جمهوري مما جعلها تنتفض فى وقفتها من شدة الفزع، فتلك الطريقة لم يصبق وأن عاملها بها من قبل، لم يسبق لها وأن رأت زرقاوتية بهذه القتامة قط، ما الذي حد له بالضبط وما الذي ينوي فعله. 

+


لاحظ "إياد" رجفة جسد "زينة" أثار سماع صراخ شقيقها، ليشعر بالشفقة عليها وتقدم إليها بخطوات ثابتة موجها حديثه نحوها: 

+


- لو سمحتي يا زينة أسمعي الكلام دلوقتي وتعالي أروحك وهو لما يبقى كويس هيجي بنفسه ويتكلم معاكي. 

+


شعرت "زينة" بخيبة الأمل تجاه شقيقها الذي تراه بهذا الوجه لأول مرة فى حياتها، بل ويصيح فى وجهها وهو لم يفعلها من قبل، أستسلمت لإقتراح "إياد" وألتقطت حقيبة يدها من فوق الطاولة ثم سارت معه فى إتجاه الباب. 

+


بينما رفع "جواد" نظره تجاه الأعلى ومن ثم صعد الدرج مُتجها إلى غرفتها وهو يكاد أن يُحطم أسنانه من فرط غضبه، ولكنه عندما وصل إلى باب الغرفة أستطاع أن يسيطر على غضبه، هو لا يريدها أن تموت بين يديه على كل حال، ليس الأن على الأقل. 

+


فتح الباب بهدوء ليجدها تقف فى شرفة الغرفة بكل كبرياء وغرور وكأنها ليست تلك الفتاة التى كان يجلدها بتلك منذ قليل، من أي شيء مصنوعة تلك الفتاة!! أهي من الفُلاز لهذا لا تُكسر؟ أي تكن فهو عليه أن يُكسرها ويُحطم هذا الغرور ويُريها كيف تتعامل معه. 

+


طالعها من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها، يستطيع أن يراها من الخارج فقط ولا يغلم ما الذي يدور بداخلها، هي تبدو صامدة ولكنها ليست كذلك، هي ترتعب بداخلها من هذا الشخص الذى فُرض عليها، حتى إنها لم تسطيع أن تُفكر فى هذا الزواج، لتجد نفسها زوجة لهذا الشخص الظالم القاسي المُتجرد من كل معالم الرحمة والأنسانية. 

+



        
          

                
عليها الصمود ومواجة ذلك القدر بمفردها وأن لا تورط أحدا من أسرتها بهذا الأمر، ذلك "الجواد" يبدو وكأنه يستمتع بإذاء غيرهِ ورؤيتهم يخضعون له ويطلبون الرحمة، إذا فلنبدأ اللعبة، إذ كنت تعتقد إنك حاكم الكون فأنا هي الفتاة المُتمردة التى ستكسر غرور ذلك الحاكم ليصبح أضعف من الجواري، أنتظر وسترى يا سيد "جواد" المغرور. 

+


أقترب "جواد" من الشرفة حتى أصبح يقف خلفها مباشرة لا يُبعده عنها سوا تلك السنتيمترات القليلة، لتشعر بأنفاسه الحارقة وسخونة جسده الضخم وهي ترتطم بظهرها لتُدرك أنه يقف خلفها، أغمضت عينيها مُحاولة الثبات وتنظيم أنفاسها التى تعالت دون إرادتها، ليقترب هو من أُذنِها بخُبث ومُراوغة مُهسهسا بمكر: 

+


- من الواضح كده إنك عنيدة وإن الحزامين اللى أخدتيهم دول مأثروش فيكي، بس على فكرة أنا لسه ببدأ معاكي، أوعدك يا مراتي الجميلة إني هكسر عِنادك وغرورك ده وأخليكي تنزلي تحت رجلي تتمني الرحمة ومش هنولهالك. 

+


لم تكترث لذلك الوصف الذى وصفها به وهو غير مُدرك إنه لتوه نادها بزوجتي الجميلة، هو لم يكذب هو حقا يراها جميلة، بينما ألتفتت هي إليه بأعيُن يملأها التحدي والغرور وأنشق ثغرها بشبح إبتسامة لم تلامس عيناها مضيفة بتهكم: 

+


- من الواضح كده إن جواد الدمنهورى مش واخد باله هو بيتكلم مع مين؟ بس أنا هوضحلك نقطه ممكن تكون غايبة عنك. 

+


أقتربت منه بمزيد من التحدي والكبرياء وأصبحت زوقاوتيهما متلاقيتان بكثير من الحدة والجراءة: 

+


- لو أنت جواد الدمنهوري فأنا كمان ديانة الدمنهوري ومن الواضح إن العند اللي مش عجبك ده نقطة مشتركة بينا، يعني لو أنت مستنيني إني أتكسر قدامك! ده ممكن يحصل بس مش قبل ما أنت كمان تتكسر قدامي. 

1


حسنا لقد طفح الكيل من تلك الفتاة اللعينة التي لا تتوقف عن إثارة غضبه، هى حقا تقوده لقتلها فى الحال ولكن كلا، ليس بهذه السهولة هو لن يفعلها، فإذا كان الموت بمثابة طلقة الرحمة بالنسبة لها فهو لن يُطلقها الأن. 

+


ولكنه لم يستطيع السيطرة على عضبه لتمتد يده جاذبة إياها من شعرها مُلقيا بها فوق الفراش، وبلمح البصر كان مُعتليها لتصبح بين قدميه ووجه مُلاقيا لوجهها، مما جعله وكانه يُحاوط جسدها بساقيه. 

+


أخذ صدرها يعلو ويهبط من كثرة التوتر والفزع فحركته السريعة تلك لم تترك لها مجالا للفرار منه أو الابتعاد عنه ولو قليلا، هى الأن مُحاصرة بين يديه وبسبب حركته تلك أصبحت الحركة شئ مستحيل بالنسبة لها، ولكنها مازلات تُحافظ على ثباتها أمامه. 

+


أخذ يقترب من أذنيها كثيرا لدرجة أن شفتاه لأمست عنقها مما جعلها تقشعر وذاد إرتباكها، وأنعدمت سيطرتها على حركة جسدها، ولكنها لن تستسلم مهما كلفها الامر، بينما أقترب هو من أذنها بمراوغة ومكر هامسا بهدوءه وبروده المعتاد: 

+



        
          

                
- جواد الدمنهوري مبيكسرش يا زبالة يا بنت الزبالة، ورحمة أمى يا بنت لبنى لوريكي الذل والاهانة وكسرة النفس على حق، وبعدها هقتلك وانا بستمتع بروحك الوسخة وهى بتطلع فى إيدي وبكره تشوفي. 

+


شعرت بالارتباك والرجفة تسير بداخل قلبها، هو يسيطر عليها من جميع الجهات، مقيد جسدها ويشوش عقلها، قد نجح في تجريدها من ذلك التحدي وجعلها تُظهر ذلك التوتر أمامه، بينما هى لا تستطيع فعل شيء أمام قوته البدنية وتلك النظرة التي تؤكد على كل ما تفوه به. 

+


أبتعد عنها قليلا لتتلاقى زرقاوتاهما ليرئ بعينيها نظرة لم يرها فى أعيُن إمرأة من قبل، تلك العينان يصرخان بالعند والتمرد وما هذه اللمعة الملعونة التى تُجبره على عدم مُغادرة عينيه عن هاتين الزرقاوتين الصافيتين. 

+


اللعنة لما يقترب منها بهذه الطريقة!! لما لا يستطيع التحكم بنفسه والابتعاد عنها؟ أحقا هو يتقدم نحو شفتيها!! يشعر أن شفتاه مُتعطشتان لتلك الورديتان اللتان أخذتا يرتجفان من مجرد أقترابه منها بتلك الطريقة؟ 

+


ظلت تنظر له وأصبح جسدها كالمشلول بين يديه، لما يقترب منها بتلك الطريقة! ماذا سيفعل ذلك الملعون؟ أحقا هو مُقبل على ملامسة شفتيها!! هل سيُقبلها؟؟ 

+


لم تعُد تستطيع المُقاومة أكثر من ذلك، فقد خارت قواها بين يديه كلما أقترب منها أكثر لدرجة إنها أصبحت تشعر بأنفاسه الحارقة وهى تُزيد من لهيب شفتيها، لتُغمض عينيها بكثير من الخجل والإرتباك وبعض من الإستسلام الفطري. 

+


كاد أن يستسلم لتلك الرغبة المُلحة، بينما بلمح البصر أمتعضت ملامح وجهه مما هو مُقبل عليه، أهو كاد أن يُقبل أبنة المرأة التى قتلت والدته! تلك المرأة التى حرمته هو وشقيقته من والدتهما؟ اللعنة عليه. 

+


شعر بالخذي الشديد من نفسه ومما كاد أن يفعله، ليبتعد عنها بكثير من البغضاء والكراهية التى طغت على ملامحه، لتفتح هي عينيها بمزيج من الصدمة والراحة، فقد صُدمت من إبتعاده المُفاجئ وشعرت بالراحة لانها تخلصت من مُحاصرته لها. 

+


رمقها باشمئزاز واحتقار راميا عليها خطأ ما حدث وكأنها هي من أوشكت على تقبيله مُضيفا: 

+


- أنتي أرخص واحدة شافتها عنيا، ومش مستغرب ده لانه طبيعي على بنت لبنى. 

+


أتجه نحو باب الغرفة وبسرعة كان مُغادرا إياها، بينما أعتدلت هي فى جلستها وظلت أثار جملته الأخيرة تتردد على مسمعها وتنهش فى قلبها، ماذا فعلت لينعتها بالرخيصة ذلك الحقير المغرور. 

+


أحتضنت قدميها وظلت تبكي بحرقة شديدة عساها أن تتخلص من ذلك الألم الذي ينهش صدرها، أو يساعدها ذلك البكاء فى السقوط فى نوم عميق لا تستيقظ منه أبدا. 

+


❈-❈-❈ 

+


يجلسان بسيارته بعد أن أمر السائق الخاص بها أن يعود هو بسيارتها ليقوم هو بتوصيلها إلى المنزل كما طلب منه صديقه، بمجرد أن تحرك بالسيارة شرعت هى فى الهجوم عليه بتلك الاسئلة التى لا حصر لها والتي لا يعلم بماذا سوف يجيب عليها؟ 

+



        
          

                
- أنا بقى عايزة أفهم كل اللى بيحصل ومفيش حد عنده رد على أسئلتي غيرك أنت يا إياد، مهو أصلا جواد معندوش صاحب غيرك! وكمان أنت معاه طول الوقت، أكيد عارف كل حاجة عن الموضوع ده و... 

+


- ما تهدي يا شيخة، أيه!! زن زن زن زن، أديني حتى فرصة أرد عليكي. 

+


أجابها "إياد" بتلك الكلمات بإنفعال زائف محاولا تلطيف الأجواء، لترمقه "زينة" بنظرت عتاب على صياحه بها، ولكنها شعرت أيضا بالحرج من صراخها به وإنفعالها عليه وهو لا ذنب له فى شيء، لتُغمض عينها كى تهدأ ثم تنهدت مُعتذرة: 

+


- أنا أسفة بجد يا إياد انى أتعصبت عليك، معلش أنت عارف إني بعتبرك زى جواد بالظبط وأكيد مقدر خوفي عليه. 

+


تنهد بقليل من الحزن على كلمتها التي تؤكد له كل مرة إنها لا تُفكر به سوى كأخ فقط، ليبتسم لها بهدوء مُجيبا: 

+


- لو أنا فعلا زي جواد متقوليش انا أسفة دي تاني، وبالنسبة لجواد متخفيش عليه، أنا مش هسيبه يعمل حاجة مُتهورة أو يأذي نفسه. 

+


أبتسمت بسعادة لوجود صديق مثل "إياد" في حياتها هي وشقيقها والذي يُعوضهما عن وجود شقيق أخر لهما، بينما لايزال شعور القلق ينتابها لتضيف بتحذير: 

+


- مالك أخوها مش هيسكت يا إياد و... 

+


قطع حديثها مطمئنًا إياها قائلا: 

+


- متقلقيش أنا هنزله القاهرة وأحاول أهديه وأطمنه بس مش هعرف جواد، أطمني أنتي بس ومتخافيش. 

+


شعرت بقليل من الراحة بعد حديث "إياد" لها، لتتنهد بهدوء مُتمنية: 

+


- ربنا يستر. 

+


❈-❈-❈

+


•• 

+


- دي مين دي اللي موقعاك على بوزك كده! 

+


ابتسم "شرف" مٌجيبًا أخيه بسعادة بالغة: 

+


- بنت كانت زميلتي فى الجامعة، حبيتها وأنا فى سنة تالتة بس هي كانت لسه فى سنة أولى واتفقنا إنها بعد ما تخلص نروح نُطلبها من عمها عشان والدها متوفي. 

+


صُعق الجميع من مما تفوه به وهذا لأنهم كانوا يظنون إنه سيتقدم بطلب الزواج من "هناء"، ولكن خاب ظنهم جميعا وخصيصا "هناء" التي تتغيرت ملامح وجهها ولم تتحمل تلك الصدمة وسريعًا ما شرعت فى الركض إلى خارج المنزل، بينما لحقتها "ماجدة" كى تواسيها وتخفف عنها وتابعتهم "تهانى". 

+


أسرعت فى الركض والخروج من البيت حتى وصلت إلى حديقة المنزل ثم شرعت فى البكاء المرير على أحلامها الوردية التى تحطمت جميعها برفة عين، هذا الحبيب الذى ظلت تنتظره لسنوات طوال، لن يكون لها بعد كل هذا الحب العشق. 

+


لماذا لم يحبها كما أحبته؟ ماذا كان عليها أن تفعله ليبادلها نفس المشاعر! يبدو أن "ماجدة" كان على حق، لم يكن عليها أن تبني هذا الكم من الأمال عليه وتعطيه كل هذا الحب بدون مقابل، سقطت أرضا من كثرة بكائها تود أن تصرخ بكل ما تحمله من ألم وحسرة داخل قلبها. 

+



        
          

                
أسرع إليها كلا من "ماجدة" و "تهانى" لتخفيف عنها ومُواستها على ما تشعر به، جلست "ماجدة" وقامت بإحتضانها وشرعت فى البكاء هى الاخرى حزنًا على أبنة عمها وصديقتها المقربة لتضيف بتأثر: 

+


- متزعليش يا هناء والله ده غبي وميستهلكيش. 

+


أجهشت "هناء" فى البكاء وأخذت شهقاتها تتعالى بين كلماتها: 

+


- ليه! ليه يا ماجدة! ليه محسش بيا؟ ليه محبنيش زي ما أنا حببته؟ كنت أعمله أيه طيب! طب، طب التانية دي أحسن مني فى أيه؟ طب أعمل أيه عشان أخليه يحبنىطي! روحي يا ماجدة، روحي قوليله إني بحبه. 

+


تبدلت ملامحها من الضعف والكسرة إلى الكراهية والحدة، بينما أتسعت عينيها بشكل مُخيف وأصبحت شديدة الاحمرار ولازالت دموعها تنهمر دون توقف مُردفة: 

+


- أنا هقتلها يا ماجدة، هقتلها لو أخدت شرف مني، شرف ده بتاعي لواحدي يا ماجدة، عمرى ما هسيبها تتهنى بيه لحظة واحدة وأعتبرى ده وعد من واحدة قلبها أتكسر ومات وعمره ما هيرجع زي الاول تاني. 

1


••• 

+


- شفتى يا ماجدة! قولتلك إني عمري ما هسيبها تتهنى بيه أبدا، مش أنا اللي يتكسر قلبى على حاجه وغيري ياخدها ويتهنى بيها. 

+


تهاوت الدموع من أعيُن "ماجدة" بحسرة على كل ما حدث بالماضى، لتُزيد "هناء" ألمها وتذكرها بهذا العجز الذي حدث لها، هذا لم يُفرَق فقط بين "شرف" و"لبنى"، بل أيضا بسبب هذا الحادث الذي أصابها أفترقت هي عن زوجها الذي لم يُحالفها الوقت كي تُعبر له عن مدى حبها له، ليصيبها هذا العجز اللعين بعد زواجهما فقط بعام واحد. 

+


•• 

+


- أهلا أهلا يا عامر حمدلله على السلامة. 

+


أبتسم "عامر" بإمنتنان على ترحيب أبناء عمه له مردفا: 

+


- الله يسلمك يا هاشم أنت وشرف، والله لسه نازل مصر من يومين يا دوب أخدت نفسي من السفر وجتلكم على طول، معلش بقى طبيت عليكوا زى القضا المستعجل. 

+


رمقة "هاشم" بنظرت عتاب شديدة على ما تفوه به مُضيفا: 

+


- عيب يا عامر متقولش كده، ده بيتك ومطرحك تنور فى الوقت اللى يعجبك. 

+


ابتسم له "عامر" بإطمئنان، وشعر أن هذا هو الوقت المناسب للبدء فى حديثه الذي أتى إليهم بخصوصه: 

+


- طب صلى على النبى بقى يا عم هاشم، الأجازه اللى فاتت من تلات سنين أنا كنت عايز أطلب منك طلب، بس موت عمى وجعنا كلنا وقولت أستنى لحد ما نقدر نفوق من الحزن ده، وبصراحه مش قادر أستنى أكتر من كده. 

+


أعتلت ملامح الفضول وجه كلا من "هاشم" و"شرف" من حديث "عامر"، ليشعران بالقلق من أن يكون أبن عمهم يقع فى مأزق أو ما شابه، ليهتف "هاشم" مستفسرًا: 

+



        
          

                
- خير يا عامر قلقتي فى أيه؟ 

+


أرتسمت البسمة على وجه "عامر" لإكتراث أبناء عمه لأمره مُضيفا: 

+


- لا خير يا هاشم متقلقش، أنا بصراحة كده جي عشمان فى ربنا ثم فيكم إنكوا توافقوا على طلبي، أنا جي طالب إيد ماجدة يا هاشم. 

+


شعر كلاهما بالسعادة العارمة من طلب أبن عمهم، فهم لن يجدوا أفضل من "عامر" ابن عمهم ليأتمنوه على شقيقتهما، ليُجيبه "هاشم" بابتسامة ودودوة: 

+


- والله يا عامر أنت متتعتيبش، بس أنت عارف يا أبن عمي لازم نأخد رأيها عشان نتطمن عليك وعليها إنكوا هتعيشوا مرتاحين طول العمر. 

+


- حقك يا هاشم، دى الأصول يا أخويا ومحدش يزعل من الاصول. 

+


تحدث "عامر" بتلك الكلمات وهو بداخله يتمنى أن توافق عليه "ماجدة"، هى لطالمة كانت بالنسبة له كما يقولون "سيدة الحُسن والجمال" فى نظره، ليبتسم له "شرف" بحب قائلا: 

+


- أنا هقوم أفاتحها فى الموضوع وأجي أطمنك إن شاء الله. 

+


توجه "شرف" نحو الدرج صاعدا إلى غرفة شقيقته كى يُعرض عليها الامر، ليجدهم يجتمعون كل من شقيقته وزوجته وزوجة أخيه وشقيقتها ليعقب بود: 

+


- متجمعين عند النبي إن شاء الله. 

+


أبتسم الجميع له بحب وقد قدموا المشيئة أيضا، ليوجه حديثه تجاه شقيقته وزوجته قائلا: 

+


- تعالي يا ماجدة عايزك، وأنتي كمان يا لبنى. 

+


أنصرف ليلحق به كلاهما بفضول من سبب طلبهم، بينما ظلت "هناء" ترمقهم بنظرات الحقد والكراهية مُضيفة: 

+


- شايفة! شايفة بيعمل أيه! قال تعالي يا ماجدة أنتي ولبنى قال، وأحنا هوا كأننا مش موجودين. 

+


تبدلت ملامح "تهانى" إلى الأسئ على حال شقيقتها، لتهاتفها بعتاب: 

+


- ما تنسي بقى يا هناء، تلات سنين عدو وأنتى لسه مطلعتيش شرف من دماغك!! 

+


رمقتها "هناء" بكثير من الغضب مجيبة إيها بحدة: 

+


- وعمري ما هطلعه يا تهانى، شرف هيكون ليا فى يوم من الأيام وبكره تشوفي. 

+


بينما بالغرفة يجلس "شرف" بجانب شقيقته منتظرا ردها على ما أخبرها به وهو أن "عامر" طلبها للزواج، بينما "ماجدة" قد أصبح وجهها شديد الاحمرار من كثرة الخجل، هى لطالما كانت مُعجبة بشخصية "عامر" ولكنها لم تظن يومًا إنه سيتقدم لزواج منها! هذا وكأنه حلم، ليردد "شرف" سؤاله: 

+


- ها يا ماجدة أيه رأيك؟ 

+


ابتسمت له "لبنى" بعد أن رأت علمات القبول على وجه "ماجدة" لتجيبة بدلا منها: 

+


- السكوت والكسوف دول علامات رضا يا شرف. 

+


نظر نحو شقيقته بمشاكسة مُعقبًا: 

+



        
          

                
- لأ، أسمعها منها الأول. 

+


لتبتسم "ماجدة" بخجل شديد مردفة بإستياء من مشاكسة شقيقها: 

+


- خلاص بقى يا شرف، موافقة. 

+


••• 

+


أغمضت "ماجدة" عينيها بكثير من الألم والحسرة على تلك السعادة التى لم تستطيع أن تنعم بها سوا لعام واحد فقط، بينما "هناء" لم ترأف عليها وعلى بكائها لتُزيد من ألمها مُعقبة. 

+


- لبنى هي السبب يا ماجدة، هي السبب فى موت تهانى وشرف وعجزك، هي السبب فى كل حاجة، هي اللى دخلت حياتنا بوظتها وفى الأخر ماتت بسهولة، بس لأ أنا مش هسكت، أنا هطفى ناري فى بنتها، هخلي جواد يعذبها لحد الموت، هخليه يطلع فيها السواد والقسوة اللى زعتهم جواه طول العشرين سنة، استني واتفرجي على بنت لبنى وهى روحها بتطلع على إيد جواد. 

+


❈-❈-❈ 

+


أستغلت عدم وجوده وعزمت على الأتصال بأخيها عساها تستطيع أن تهدئه وتمنعه من فعل أية شيء يضعة بمشكلة مع ذلك الحقير التي تذوجته رغما عنها، الأن هي أصبحت مدركة ما يستطيع فعله بالضبط بعد كل ما فعله معها. 

+


لم يكن هاتفها المحمول بحوزتها بسبب تلك الطريقة التي أخذها بها من منزل عائلتها بالإضافة إلى حالة الصدمة التي كانت فيها، لذا لم يكن أمامها سوا أستخدام ذلك الهاتف الأرضي الموجود بالمنزل. 

+


- مالك، أنا ديانة. 

+


قالتها بعد أن أجاب على إتصالها، ليأتيها صوته المهتم جدا لأمرها والغاضب جدا من ذلك الشخص الذي تزوجها، ليهتف بإنفعال وإكتراث: 

+


- ديانة، طمنيني عمل فيكي أيه الكلب ده؟ 

+


لا تستطيع قول أي شيء له حتى لا تحسه على فعل شيء يجعلها تندم فيما بعد بسبب حزنها عليه، لهذا فضلت أن تكذب عليه بدلا من إقاع أحد من عائلتها فى مشكلة مع ذلك الشخص. 

+


لتحبس دموعها مُصطنعة الثبات متمتمة: 

+


- معملش حاجه يا مالك صدقني، أطمن يا حبيبي أنا كويسة. 

+


لن يستغرق وقت كثير ليستطع تميز صوتها سوا كانت تكذب أو تقول الحقيقة، ولهذا أستطاع التعرف على كذبها بسهولة، ليصرخ فيها بحزن وغضب شديد: 

+


- كويسة أزاي يا ديانة! دا أنا شوفت صوابع أيده معلمة على خدك، أنا مشيت بس عشان شوفت فى عينك نظرة رجاء وفهمت إنك خايفة من حاجة، لكن أنا مكنتش هسيبك لو حتى هموت. 

+


لا تملك رفاهية الإفصاح عن ذلك البكاء والصراخ بذلك الألم الذي تشعر به، كل ما فى أستطاعتها أن تذرف تلك الدموع فى صمت لكي لا يستمع لها ويتأكد إنها تكذب فيما تقول بسبب خوفها الشديد عليه: 

+


- صدقني أنا كويسة يا مالك، وجواد ده خلاص بقى جوزي، صحيح أنا لغاية دلوقتي مش عارفة هو عايز مني أيه؟ بس لو الموضوع موضوع فلوس أو أملاك هتنزله عنها وأرجع البيت عندنا تاني. 

+



        
          

                
مسح على وجهه بغضب شديد وبعض من الندم بسبب عدم تواجدة فى المنزل ليلة أمس لكي يحميها من كل ما حدث، اللعنة على هذا العمل الذي تسبب فى إبعاده عنها فى أكثر أوقاتها إحتياجا له، ليضيف بإنفعال: 

+


- لو مكنتيش فى بيته دلوقتي وكنتي عندي وفى حمايتي كنت قولتلك مش هتتنزلي عن حقك ومحدش هيقدر يدوسلك على طرف، بس من حظي الزفت إنه لما جيه يأخدك أنا مكنتش موجود وإلا مكنتش سبته يأخدك أبدا وكنت حافظت عليكي أنتي وفلوسك، بس لو حريتك من الحقير ده قصاد ورثك وفلوسك سبيه يولع بيهم. 

+


بالأساس هي لم تكن تعلم إنها لديها عائلة، فهل سيفرق معها إن كانت غنية أو فقيرة أو ستتمسك بتلك الأموال مقابل حريتها؟ ليحترق بهم هى ليست بحاجة لهم: 

+


- ده اللى أنا هعمله، أول ما يجي هكلمه وهعرفه لو الموضوع موضوع فلوس أنا مش عايزاهم وفى المقابل يطلقني، المهم متقلقش عليا وطمن ماما. 

+


لا يثق بهذا "الجواد" لذا عليه أن يتخذ الحظر ويظل بجانبها إذا أحتاجته: 

+


- حاضر، وأنتي كمان متقلقيش أنا هشوف بيت هنا عشان أكون جمبك لحد ما تخلصي من الموضوع ده. 

+


يجب أن لا يظل هنا لأنها لا تضمن إن كان الميراث هو كل ما يريده ذلك "الجواد"، لذا تريد إبعاد "مالك" عن هنا وتتعامل منها له دون نقاط ضعف، لذا حاولت أن تمنعه قائلة: 

+


- بس يا مالك. 

+


قاطعها "مالك" مُصرا على قراره: 

+


- مبسش يا ديانة، مش هسيبك مع الحيوان ده، أنا هفضل هنا جمبك عشان وقت ما تحتاجيني، المهم خدي بالك من نفسك ولو داسلك على طرف كلميني. 

+


استسلت لإصراره مُحاولة السيطرة على غضبه كي لا يفعل شيء، لكنها ستظل حريصة كل الحرص على إبعادة عن هذا الأمر: 

2


- حاضر يا مالك، ربنا ميحرمنيش منك أبدا. 

+


❈-❈-❈

+


دلف إلى مكتبه وهو يستشيط غضبًا مما كاد أن يفعله، ماذا فعلت له تلك اللعينة لتُجبرة على ما أوشك أن يفعله؟؟ أين كان عقله الأحمق وهو .. اللعنة، حتى بمجرد التفكير بهذا الأمر يشعر بالضيق الشديد . 

+


توجه نحو مكتبه مُحدثا سكرتيرته أمرًا إياها بإخبارهم بتحضير كوبًا من القهوة السادة لهو، فهو يشعر بالكثير من التخبطات فى راسه. 

+


أستمع إلى تلك الطرقات على باب مكتبه ليظن انه العامل احضر له القهوة فسمح له بالدخول، ولكنه وجده إنه "إياد" وهذا كان أخر ما يتمنى قدومه الأن، هو لا يستطيع التحدث فى أية شيء الأن. 

+


كاد "إياد" أن يتحدث ليوقفة "جواد" زاجرًا إياه بتحذير: 

+


- بقولك أيه يا إياد أنا مفياش دماغ خالص لأي كلام دلوقتي، أجل كل حاجة لوقت تاني. 

+


لأحظ "إياد" ملامح الغضب والضيق على وجه صديقه ليحاول لاستفسار مُطمئنا عليه: 

+


- مالك يا جواد فيه أيه!! 

+


صلت "جواد" نظره بهذا الحاسوب الموضوع أمامه مُحاولا تلاشي الحديث معه مُضيفا بإقتضاب: 

+


- مفيش حاجة. 

+


أغلق "إياد" الحاسوب بإندفاع وعشم زائد مُعقبا بإلحاح: 

+


- لا فيه، هو أنا أول مرة أشوفك كده و... 

+


قاطعة "جواد" صارخا به فى غضب ونفاذ صبر: 

+


- وبعدين يا إياد، مش قولتلك مفيش حاجة؟ 

+


شعر "إياد" بالصدمة من طريقة صديقه معه وكاد أن يتكلم ليقاطعه صوت "جواد" الملئ بالحدة والجمود: 

+


- روح على مكتبك يا إياد حالا 

+


صُدم "إياد" من رد "جواد" وسريعا ما خرج من المكتب دون التفوه بأي كلمة، ليشعر "جواد" بالغضب الشديد من هذه الطريقة التى عامل بها صديقه الوحيد، ولكنه ليس بذلك الشخص الذى يعتذر. 

+


ضاق صدره من كل ما حدث فى هذا اليوم الذي  يبدو وكانه لن يفوت بسلام، ليتجه ناحية الباب صافعا إياه خلفه بكثير من الحدة والغضب. 

+


يتبع... 

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close