اخر الروايات

رواية عيون لا تنام الفصل الخامس 5 بقلم ايمان سالم

رواية عيون لا تنام الفصل الخامس 5 بقلم ايمان سالم



                        
انتهز الفرصة واقتحم غرفتها في ذلك التوقيت وجدها علي الفراش تبدو مظاهر التعب علي وجهها والالم خفي تحت طيات نظراتها العجيبة نظرات حادة كشفرة نصل حاد وممزقة كثياب باليه مزج رهيب في نظرتها المكسورة تلك خلع حلته بعصبية مفرطة والقاها علي المقعد هاتفا بسخط: لما انتِ تعبانه ليه مبلغتنيش يا رحمة، هه
لم تجبه بشئ وازدردت ريقها بتوتر تعلم من نبرة صوته تلك أن القادم لن يروقها ولكن لم تهتم وظلت صامته
أتبع في غضب وكأنه يغار: إزاي يدخل عندك الاوضه راجل غريب ويمرضك كمان 
ابتسمت ابتسامه غريبة ولاول مرة يراها منذ امد تضحك نظر لها بسخط ود طحن عظامها تلك الفاجرة التي تضحك لكن توقف تفكيرة مع همسها الجاد والحاد: غريب! منت كمان غريب! لتكون بتغير عليا وأنا معرفش !
اتسعت عيناه بغضب وهمس بفحيح لوث اذنها : انت ..…..و بتاعتي عارفه يعني ايه ولا تحبي اعرفك دلوقتي
همست بضغينه لم تخفيها ولم يعد يهمها اخفائها: لا عارفه يا مروان طبعا أنا ..….…. ، زيك بالظبط

+



                        
نظر لها نظره نارية وأتجه لها جاذبا ذراعها بقوة شعرت بأنه قد خلعه من مكانه صرخت وهي تنهض معه تجلس علي ركبتيها علي الفراش تلهث وانفاسها متسارعه تحدث بجنون زلزل كيانها : انتِ عارفه الوقتي انتِ ايه

+



                        
لم تجبه مع ابتسامه سخرية جعلته يشتعل اكثر واكثر
انتِ ولا حاجة
أنا طول عمري احسن واحده لحد معرفتك بقيت ..…… 
-قصدك ايه؟
لم تجبه كالعادة وظلت انفاسها لاهثه
همس بفحيح مخيف : أنا ممكن ارميك بارة لـ كلاب السكك تنهشك بس مش عاوز اعمل معاكِ كده
ردت في سخرية: ليه هصعب عليك مثلا
جوابه كان قاطع ولاذع: لأ
عارفه من غير ماتقول لان واحد زيك معندوش ضمير ولا اخلاق اكيد أنا آخر همه مش كده برده 
نظر لها في هيجان ونيران تشتعل بداخله وتحدث: أنا معنديش أخلاق يا بنت .....
بغضب وانفاس عاليه: ايوه انت ولا عندك اي حاجة تخص البنأدمين من أصله انت حيوا……

+



                        
صفعها بقوة جعلها ترتمي علي الفراش هادراً بعنف : أنا حيواااااان يا بنت ..…… 
بنهجان وانفاس متلاحقه دون أن تبكي وكأن شعورها بالالم قد مات: ايوه حيوا…… واقل منهم كمان والله أنا كده بظلمهم 
هعرفك مين هو اللي حيوان يا رحمة وانقض عليها أمسك طرف ثوبها وشقه لنصفين بقوة .... لم تبدي أي رده فعل واحده ،سوي رجفه اصابتها من أعمق جزء في قلبها المنكسر واغمضت عينيها لن تقاومه مهما فعل ..… لن تفيد المقاومة بشئ فهو انتهكها منذ زمن 
وقت مر عليها طويل مؤلم ….. لكنها لم تتألم جسديا وكأن الالم هو الاخر لم يعد يطاوعها لتشعر به، لقد فقدت الشعور بكل ما حولها حتي هو 

+



                        
تركها بعد وقت وهو ينهج بقوة ويدلك كف يده واصابعه ببعضها البعض أنها تؤلمه من صفعها …. تؤلمه! .... اذا كيف هي حالها؟! من صفعت!!

+



                        
متكوره علي الفراش في عالم آخر انفصلت عن ذلك العالم لعالم آخر عندما لامسها اصبحت تلك هي راحتها الانفصال عن العالم الذي يتواجد به ..… وكأن روحها تريد الخلاص من قيد وجدها معها وهي مجبره علي ذلك 

+



                 

                
ارتمي بجسده علي المقعد غاضب ممن ياتري منها أم نفسه؟!! 
نظر لها نظره علي استحياء وكأنها ستراه ،أبعد وجه سريعا يتنهد بقوة منظرها مؤلم كيف له أن يفعل بها ذلك ....«حيوان» ليس هناك صفه آخري تليق به وبما فعل سوي تلك .… لقد صدقت عندما قالت ذلك ... اصبحت كلماتها تضغط عليه بشده لانها تعريه امام نفسه قبلها، أصبح بلا وجوه تزينه أمامها لقد ظهر وجه الحقيقي وانتهي وعندها فقدت شغفها به الذي كان يسعده لأبعد الحدود كسرها بأبشع الصور ،اعطته كل ما تملك كل شئ لترضيه فقط لكن المقابل كان هلاكها ودمارها

+



هز رأسه بعنف وغضب من نفسه ومنها كيف لها ان تخرجه عن شعوره بتلك الطريقة كيف يصل معها لتلك النقطة ؟
نهض من مكانه متجها له يشعر بتأنيب الضمير «وهل لديه ضمير كي يؤنبه؟ بالطبع لا » 

+



نظر لوجهها الملئ بالكدمات والاصابع المطبوعه عليه والدماء تسيل من طرف شفتها السفليه شعر ببعض الشفقة عليها فمد يده بمنديل ليوقف نزفها ابعدت رأسها سريعا عنه متحدثه بقسوة رغم نبرتها المرتجفه: ابعد عني مش خدت اللي أنت عاوزه خلاص ابعد متلمسنيش تاني …. أمشى 
همس بخشونه: همسح الجرح اللي في شفتك ده ... بينزف
لا سيبه حتي لو دمي كله هيتصفي مش عاوزاك تلمسني ولا تساعدني 
رد بنبرة قوية: انتِ مجنونه منا كنت معاكِ الوقتي وكنت لامس كل حاجه فيكِ 
ردت في قهر: أطلع بارة
قبض علي فكها بقسوة صرخت متفاجئة أكثر من المها لقبضته عليه
تحدث بقوة: بطلي بقي تعنديني افهمي إن العند مش هيغير حاجه من اللي حصل بنا بل العكس هيخليكِ تتأذي اكتر افهمي بقي واؤجعي زي الاول 
رفعت يدها ليده الممسكه بفكها وهمست في ضغف: عمري ما هسمحك علي عملته فيا وهستني اليوم اللي يترد لي فيه حقي واحس ساعتها إني خذت حقي منك هستني اليوم ده يا مروان 
بتحلمي لان عمر ما حاجة من دي هتحصل 
هحلم وهفضل أحلم لحد ما يجي يوم ويتحقق الحلم 
دفعها بقوة لترتطم بالفراش متألمة وغادر الغرفة والغضب يفتك به لم يخرجه من تلك الحالة إلا رؤيتها تغادر للحديقة تغير مزاجه سريعا وكأن ما كان فيه لم يحدث من الأساس أسرع في خطواته خلفها

+



ظلت رحمه علي الفراش لم تنهض بعد تفكر في شئ واحد هل ما تتمناه أن يحدث سيتحقق يوما ما ام انه مجرد حلم لن يصل لمرتبه الحقيقة....انها لا تعلم حقا !!

+



أسرع في خطواته يلحقها يعلم مكانها الخاص الذي لا تذهب له إلا نادرا جدا لكنه أسعد الأوقات لديه يراه فيه بشكل آخر فتح الغرفة سريعا متجها لتلك النافذة يفتحها قبل وصولها يترقب ان تخطو قدمها المكان وبالفعل لحظات معدودة وظهرت كنجمة في ليلة كاحلة تنير السماء الصافية بشكل خاص وكأن كل ما في السماء اختفي وسمح لها بالظهور لتكون الأولي و الوحيدة كـ نجمته الخاصة تزين سماء قلبه وعقله الماجن

+



اسمها وصفتها هي "نجمة" الأسم الذي لا يعرفه أحد هنا سواه من ملفها لقد حفظه عن ظهر قلب بكل ما فيه من تفاصيل
اتجهت بشرود علي غير عادتها في تلك المكان من الحركات الطفولية التي تثيره دائما، لكنها تلك المرة حزينة بقدر كبير يظهر جليا علي وجهها لا يفهم ما حدث وما احزنها بتلك الصورة هل مازالت تتألم ... لكن خطواتها لا تظهر ذلك فمشيتها طبيعية ضغط كفه بقوة وهي ترقد علي الارض ببعثرة وتفرد يديها لجانبها وهي تتمدد ورأسها لأعلي تفكر فيه ،هذا المكان لا تخطوه عادة إلا إذا اصابها الحنين له "نضال" روحها المكسورة .… اغمضت عينيها وهو مازال يتابعها بدقه ، تفكر فيه بقوة لقد اشتاقت له تذكرته أكثر من مرة لاكثر من سبب وفي كل مرة تحاول أن تسيطر علي شعورها نحوه واشتياقه الواهي تريد أن لا تخطو ذلك المكان ولكن قلبها الخائن الذي يحن له ويشتاقه رغم ما اصابه منه، تتذكر ذلك اليوم جيدا عندما فقدت وعيها امام مرئ الجميع
ذهاااااب.........
في جمع عائلي رائع كانت تقف فتاة في رابيعها وردة مشعه "نجمة" وهي نجمة في كل شئ حتي عينيها سبحان من سواها وهي لا تري بها تقف في مرح لجوار شجرة تستند عليها قليلا وهناك من يجلس علي المقاعد المتواجدة في الحديقة وهناك من يجلس علي الحشائش الرائعه وكانت من ضمن ذلك الجمع بفستانها الوردي "سما" ابنه خالتها التي تكبرها بعامين

+



        

          

                
تحدت خالتها الكبري «والدة نضال »بسعاده رأها الجميع وأحسته البريئة بقلبها الساذج: واحنا متجمعين كده حبيت اتكلم النهاردة بالنيابة عن نضال في موضوع مهم وهيفرحكم كلكم 
شعرت بضربات قلبها البكر تقفز في صدرها شعرت بأن وجهها اصابته سخونه من فرط توترها فركت يديا تنتظر ان تتابع خالتها الحديث خجله لكنها تتمني سماع ما تشعر به في قلبها 
- أنا هخطب لنضال، هلل البعض وصاح البعض الاخر ،اتبعت في حماسة: وطبعا العيلة كلها عرايس حلوين فمش معقول اسيب القمرات بتوعنا واجيب له واحده من بارة العيلة، اكدت اختها الاصغر والدته سما: عين ما عملتي والله 
عشان كده قدام الكل اهه بقول: سما مش لحد غير نضال ..... 
تجمدت وتجمد قلبها عند تلك الجملة «سما مش لحد غيرنضال » تتكرر في عقلها "نضااااال " دوي هائل تشويش ذبذبات واخر شئ استمعت له المباركات من الجميع والذي لم تراه تلك النظرة المتفحصة منه العاجزة ربما عن التقدم خطوة واحده تجاهها رغم شعورة بأنها ليست علي مايرام
وهذا آخر شئ قبل أن تسقط امام الجميع فاقدة للوعي ....وفاقدة لشئ أكبر منه تحولت المباركات لصراخات ونداءات بإسمها «نجمة……نجمة فوقي» استمعت لنجمة من الجميع عدي الصوت الذي انتظرته غائبه عن الوعي لكن اصواتهم تخترق عقلها الغائب خيبة امل مضاعفه ... قلبها ينتظر كلمة منه ،مواساه له حتي لو بالكذب ... ستفرق معها بالتأكيد .... خيبة اصابتها ربما هو خيبة حياتها الوحيدة "نضال"

+



كانت غير طبيعية كعادتها لم يستطيع الصبر علي رؤيتها بتلك الحالة غادر الغرفة متجه للحديقة لها متناسي أي شئ آخر من حوله.... غريب ما يفعله حقا هو غير ذلك وصل للحديقة اقترب منها في خطوات حذرة للغاية يعلم ان حاسة السمع لديهم قوية وقف في مكان يراها بوضوح صدم عندما وجدها تبكي لم يري دموعها من قبل وبتلك الصورة خطوة واحده واستفاق لنفسه من التقدم نحوها لازاله دموعها كان علي قرب منها
تنبه فجأة 

+



كانت في عالم آخر لم تستمع له ربما لو كانت في حالتها الطبيعية لعرفت بوجودة منذ وقت 
ابتعد عنها وابتعد عن المكان أكمل مسرعا ربما لو بقي دقيقة اخري لكانت بين احضانه يواسيها ويقبلها بشكل جنوني ومع اخر خطوة له قبل ان يختفي استمعت لصوت اسفله رجله تلك الخطوة كانت خاطئه منه ولم يحسبها جيدا 
نهضت سريعا تددقق السمع ..…. لكنه كان قد غادر بالفعل
متأكدة تماما أنها استمعت لاقدام ليس صوت عابر هنا شخص ربما لجوارها او أبتعد لا تعلم لكنها لن تتحدث وتفصح عن خوفها او عن معرفتها أن هناك من يتابعها ..…كانت تتنفس عاليا بعض الشئ وتفكر ياترا من يكون ذلك الشخص المختبئ ليراقبها وماذا يريد منها؟!

+



وصل للنافذة من جديد وجدها جالسة بتلك الصورة تعجب بشدة من تغيرها وظل يتابعها حتي غادرت المكان بعد وقت قصير وهي في حالة يرثى لها

+



مر يومان وفي نفس التوقيت تقريبا يجلس هناك ينتظرها ... لكنها لم تأتي لقد فقد الامل في رؤيتها من جديد فقرر أن يذهب لها فأتجه لممر الغرف ينتظر أن يستمع لصوت أحد الممرضين او غيرهم يعرف مكان الغرفة ليسأله عنها وبالفعل كان من حسن حظه ان تسير ريم في تلك اللحظه ويستمع لخطواتها 
تحدث بإرتباك واضح: لو سـ ـمحتي
توقفت ريم تدقق السمع: لا تعرفه انتظرت يكمل
فأتبع: ممكن بس أسألك سؤال
ردت بتعجب: اتفضل!
-هي غرفة ضى فين
تعجبت بشدة: ضى!!
-ايوه
اتفضل معايا هوديك
اتجهت تقوده لغرفتها ثم تركته وعاودت السير للحديقة

+



طرق الباب بتوتر وكان علي وشك التراجع والمغادرة لكنه استمع لصوتها الاجش: مين؟
توقف يجمع ما سيقول،كم يشعر الان بثقل الاعتذار علي لسانه فهو غير معتاد عليه لكنها فتحت الغرفة وانتهي الامر 
اخرجت رأسها قليلا كعادتها تسأل: مين؟!
همس من جوارها: أنااا
صرخت وهي تتراجع مذعورة للخلف
تحدث بتوتر: انا اسف مقصدتش افتكرتك شايفـ….. أناااا اسف
وضعت يدها علي قلبها متحدثه: حصل خير
اتبع في تردد احسته : أنا آســف علي حصل مني
لم تجبه بشئ
اتبع أنا كنت قليل الذوق معاكِ يومها جداوكان لازم اعتذر لك
مفيش داعي للاعتذار أنا يومها اتفاجئت بوجودك هناك مكنتش اعرف انك موجود، فتخضيت وبرده عاملتك بإسلوب وحش، أنا اسفه أنا كمان 
أنا المفروض اشكرك علي اللي عملتيه معايا قبل كده وانتِ متعرفنيش
ردت في تعجب: متشكرنيش، لازم الناس تساعد بعضها حتي لو متعرفش بعض
تنهد بثقل متحدثا: مش كل الناس كده وارتفعت انفاسه فجأة 
تحدثت بتوتر: أنت كويس يا أستاذ ....
همس بها: عيسى
اقتربت خطوة اخري منه ترفع وجهها قليلا متحدثه :أنت كويس يا عيسى
ممكن كوباية مايه لوسمحتي
ترددت في ان تقول: ممكن تتفضل لو حاسس انك تعبان وانا هخلي الاوضه مفتوحه 
-مش عاوز ازعجك
بتوتر تحاول اخفاءه فلاول مرة تقريبا تستضيف رجل في غرفتها وهي من عرضت عليه ايضا، مسحت وجهه وهي تهتف: لا ابدا …. اتفضل
دلف الغرفة وكأنه كان ينتظر ذلك لا يعلم لماذا …. ربما شعوره بأنها مثل منار،حتي في رقه صوتها .... ربما ذلك السبب هو من يحركه نحوها 

+



ناولته كوب الماء …. وهي تفكر بأنه سيشرب حتما ويغادر 
ولكنها صعقت عندما طلب منها بكل جراءه ..….

+



فوووت ورأيكم في الفصل
دمتم بخير 💗



+


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close