اخر الروايات

رواية بعدسة مكسورة الفصل الخامس 5 بقلم ميرنا ناصر

رواية بعدسة مكسورة الفصل الخامس 5 بقلم ميرنا ناصر


" أوقات فكرة تيجي في بالك وتفضل تكبر؟
لحد ما تتحول لقرار.
ده اللي حصل ليّ.
من فترة، مساعد تيّام الخاص قال لي جُملة وهو بيحكي عن الحادثة،
_"بقايا العربية لسه موجودة في الجراج، تيّام بيه محتفظ بيها هناك."
وقتها، ما فكرتش كتير.
لكن النهارة، بعد الموقف دا بالذات
... الفكرة دي أنارت لي طريقًا واحدًا:
ابحث هناك.
ووصلت.
الجراج كان شبه مظلم، إلا من خيط ضوء شاحب بيتسلل من نافذة مكسورة في السقف.
الرائحة خانقة… معدن صدئ وزيت قديم ، كأنها ذكرى مجمدة على الجدران،
ما بتموتش… ما بتتبددش… بس بتفضل هناك، زي الأشباح اللي مش لاقية مخرج.
وقفت عند العتبة، بصيت له.
جالس على الأرض، ظهره مسنود على العربية، العربية اللي بقت جُثة من معدن وزجاج مهشّم، كأن الزمن داسها برجله وسابها كده، من غير حتى نظرة أخيرة.
رفع عينيه لي ببطء."
=نورين؟"
كان صوته خشنًا ،مش بس خشن... مجروح، مهزوز، مكتوم.
صوت حد بيتكلم من بئر قديم، عميق ومظلم، وأخيرًا قرر يفتح بابه.
اقتربت منه، بصمت.
عينيا ما فارقتش وشه، اللي لأول مرة، كان حقيقي.
أضعف، أصغر...لكن حقيقي.
جلست على قرب مسافة منه، من غير ما أسأله إذا كان عايزني أعمل كده ولا لأ.
عارفة إنه محتاج وجودي،حتى لو مش هيقول.
_عرفت إنك هتيجي هنا...
"قالها بهدوء، من غير ما يرفع عينه.
كأن الجملة مش بس كلام، كأنها اعتراف."
= انتِ الوحيدة اللي فيهم هتفكري صح، وتيجي هنا.
مش بس علشان ذكية...لكن الأغرب بتفهميني بسرعة.
سكتّ لحظة. بص للعربية، كأنها تابوت لجزء منه لسه عايش جواه.
= أخيرًا... حاسس إني عرفت أعيّط.
ثم صمت.
الدمعة ما سقطتش.. لكنها علقت هناك، في عينه، بتستأذن قبل ما تمشي على خده.
ما اتكلمتش.لكن انتظرته.
_"كنت فاكر إني نسيت…
"قالها ببطء، كأنه بيقيس الكلمات قبل ما تخرج،
كأنه خايف لو قالها بسرعة، يختل توازنه."
=بس لما ابتديت أفتكر... كل حاجة رجعت مرة واحدة.
مش الحادثة… لأ… اللي قبلها.
اللي خلّى الحادثة تحصل.
بصيت له في صمت.
لكن عيني كانت أقوى من أي كلام.
أنا سامعة، مش بوداني… بقلب بيحاول يستوعب هو دخل في إيه.
انتظرته إنه يكمل.
كان لا يزال ينظر للعربية، كأنها المكان الوحيد اللي يسمح له يفكر من غير خوف.
سكت تيّام لحظة.
كأنه لسه بيشوف الصور، على جدران قلبه.
كان فيه ارتباك في عينه…مش خوف، مش ندم، كأن الندم بقى عادة قديمة خلاص.
قال بهدوء مخيف:
= ماقدرتش أسكت.
صوته كان أهدى، بس كأنه بيحكي عن جريمة عمره،
مش تقرير صحفي.
= الصور دي ماكنتش عادية…
ماكانوش مجرد ناس وقفين في الصحراء.
_أنا مش فاهمه حاجة..مين دول وايـه اللي الصحراء دي؟!!..وانت روحت صحراء ليـه؟
=كنت عامل مشروع تصوير ضخم...
كان عن المناظر الطبيعية... التكوينات الصخرية في سيناء.
وكان المشروع واخد دعم كبير، ومتابع من جهات كتير.
واللي خلاني أروح هناك، إنّي كنت سامع إشاعات عن حاجة بتحصل في المنطقة... حاجات غريبة.
ملهاش علاقة بالسياسة لكن ليها، علاقة بـ إهدار محميات طبيعية...وأثريات.
روحت من غير ما انظم مع الفريق المتابع..
وحدي ومعايا احدث كاميرا.
يومها وأنا فوق هضبة عالية، شفتهم.
عربيات سودة.
ناس بتمشي بتوتر.
وكان في راجل... سياسي مشهور... معروف... كنت قريت عنه قبل كدا وكان مرشح لمنصب كبير.
.. وكنت عارف إن له تاريخ مريب من بابا بس محدش عارف يمسك عليه حاجة... وكمان الناس من كتر المثالية اللي بيرسمها بتقول إشاعات.
"شهقت بخفوت، لكني لم اقاطعه"
= مقدرتش أمسك نفسي...
طلّعت كاميرتي وابتديت أصوّر.
كنت لوحدي... وكان في زوم قوي... كنت بعيد عنهم.
بس الصور اللي طلعتها...
كانت كافية تدين أي حد فيهم.
كنت شايف تبادل شنط، ناس بتبدّل وكلام وأحاديث وأوراق.
والسياسي اللي كنت بصوره..
كنت متأكد إنه بيخبّي كارثة.
بدأت أرتّب اللقطات… مشهد ورا مشهد.
من فوق الهضبة، لحد ما ركب عربيته.
طلعت منهم... قصة.
عملت فيلم كامل من الصور.
فيلم صامت... ١١ دقيقة،
بس ماكانش عادي...
وشوش معروفة في الخلفية،علاقات...
وأماكن المفروض إنها مراكز أبحاث.
طلعت... مسرح لجريمة قويـــة.
" أنا كنت سامعة،
مش بوداني...
بقلب بيحاول يستوعب هو دخل في إيه.
سكت تيام ثانية، ثم ابتسم ابتسامة محطمة:"
= كنت فاكر إن اللي بعمله عمل بطّولي.
إنّي بعمل حاجة عظيمة...
"وقف، مش بالكلام،
بحركة حاجبه اللي توتر فجأة.
ضحك، بس كانت ضحكة مالهاش صوت...ثم سألته:
— كنت ناوي تنشره؟
هزّ راسه ببُطء:
= مكنتش خدت قرار.
بس كنت حاسس إني مش آمان...ومش فاهم ومضغوط.
أسئلة كتير حواليا...وناس بتعدّي من جنبي وتسكت.
ماكانوش صحفيين.
كانوا عيون... كنت متراقب...وكل ده كان خوف يمكن...معرفش..معرفش..
نمت نوم عميق..لأول مرة، أكتر من ١٨ ساعة.
" مدّ إيده على رجله الشمال.
كان بيمسكها بحنان غريب، كأنها كانت مرة سليمة."
= تاني يوم،
ماقدرتش أشيل الكاميرا.
مش قادر حتى أبص فيها.
رُحت البحر، قاعدت قدامه،
وجات هي..."
"قاطعته، رغم إني ماكنتش ناوية:"
— خطييتك!
"بصلي لأول مرة من ساعة ما ابتدينا الكلام.
العينين دي... كانت حزينة، بس مش ضعيفة."
— _"آه.
خطيبتي..ملك.
"السكوت نزل زي سقطة حجر في بير ساكن.
نفسي ضاق فجأة، بس ما اتكلمتش.
كمل، وأنا قلبي بيقرأ ملامحه قبل كلامه:"
— حكيت لها كل حاجة.
فرجتها الصور.
وإني لازم أبلغ.
اتوقعت تقوللي نخبّيهم، نهرب.. لإنها حد خواف لأبعد حد..لكن هي كانت مصممة نبلغ.
وقتها قولت معقول "ياتيام...خطيبتك البنت تكون جريئة ووطنية أكتر منك."
قالت لي نبلغ سوا الصبح.
"قالها بوجع متماسك، وهو ممسك برجله الشمال"
لكن... اللي حصل؟ تاني يوم الصبح، رنيت عليا وقالت ليّ أن عربيتها عطلت في الطريق بعتت لي المكان..
وروحت بكل ثقة .
ولأول مرة، شُفت الغدر وهو لابس وش بني آدم…
الخسة كانت في طريقة كلامها، ناعمة بس بتقطع
والندالة؟ كانت في ضحكتها اللي ما هزّتش طرف عينها وهي بتطعنني.
أما الخيانة… فكانت في نظرتها،
في الهدوء اللي كان بيقول بكل وقاحة:
"أنا ماعملتش حاجة غلط."..." سامحني يا تيام"
كانت بتتنفس الغدر،
بتمشي بالندالة،
وبتضحك بالخيانة…
وكأن كل القبح اللي في الدنيا
قرر يتجمع في ملامحها ويحط التاج فوق راسها
"شهقت وعيوني فيها دموع "
_سَلِمتك ليهم.
=كـ أضحية...خدوا مني الكامير..سحبوا منها الهارد..وكسروها...ضَربت بكل قوتي...كل الحرس بتاعه..لحد في لحظة جات لي فرصة هرب..
كنت ببص لها..وكأني بستنجد بيها...ومعرفش ليه حسيت إن هما اللي سابوا لي مساحة للهرب.
وكنت فوق الكوبري...وبدوس على العربية فرامل..مفيش.
الفرامل سايبة وقتها فهمت.
فهمت ضحكتها كأن الموت محتوم..متحاولش ياتيام.
قررت ألقي نفس خارج العربية.
" مقدرش يتنفس...دموعه انهمرت بشدة.
وكأن روحه تسحب"
_ رجلك الشمال!!. الموضوع له علاقة.
"هز رأسه ببطء "
_ علقت في حزام الآمان...حاولت أشدها..اسحبها..كأنها أخر أمل..طوق النجاة.
بس كان الموضوع خلص.
صحيت فوقت في المستشفى.
= وعرفت إني بقيت تيام...المصور العالمي بس بعدسة مكسورة..بنص بني آم .
"ظل صامت، وصوته اختفى بين أنفاسه.
كأن الهوى اللي داخله مش قادر يطلع بكلام،
كأن كل شيء جواه قرر ينهار… بس بصمت.
نظرت له، بس المرة دي مش بنظرة شفقة...
دي كانت نظرة فيها نار، وعيني بتلمع بشجاعة.
قلت له بهدوء…
بس الهدوء ده؟ كان جواه عنف العاصفة."
_ أنت مش ضحية، يا تيّام.
ولا حتى خسران.
"لفّ راسه ببطء، مستغرب نبرتي
كان متوقّع يسمع المواساة، مش الحقيقة.
بس أنا قررت أقول الحقيقة كفاية طبطبة الحقيقة الكاملة"
_ أنت بطولتك مش في الصور اللي اتسحبت منك…
ولا في الكاميرا اللي اتكسرت.
بطولتك الحقيقية… في إنك شُفت الحقيقة،
ووقفت قدّامها، لوحدك، وصوّرت.
كنت لوحدك… بس ماتهزّتش.
دي مش جبروت كاميرا،
ده جبروت قلب.
"سكتت لحظة، لكن عيوني ماتهزتش عنه.
شفت فيه كل شيء…
بس أكتر حاجة شفتها؟ كان الألم اللي مش راضي يتكلم."
_ وحتى بعد ما خانتك أكتر واحدة كنت فاكرها أمان…
وراحت لأعدائك، أنت لسه عايش.بتتنفس.
وحتى وإنت بتنهار… مافقدتش إنك تكون إنسان.
"قرّبت منه خطوة، وقلت بصوت أخف، لكنه مش أقل قوة:
_عارف إيه اللي بيخوفهم فيك؟
مش الصور.
ولا الفيلم.
ولا حتى الحقيقة.
مدّت إيدي ، وأشارت فقط لقلبه.
_ اللي بيخوفهم… هو أنت.
إنك فاكر.
وعقلك صاحي.
وإنك لسه قادر تقوم… حتى لو برجل واحدة.
وإنك لسه ممكن توصل للناس… حتى لو بعدسة مكسورة زي ما أنت بتقول.
أنت بطل،يا تيّام، حتى وإنت فاكر نفسك ضايع.
والمكان اللي وقعت فيه… هو نفس المكان اللي هتقوم منه.
" بصّيت له لحظة...
وشُفت دموعه بتنزل أخيرًا، بصدق.
كأنه لأول مرة يسمح لنفسه يحزن.
= أنا تعبت، نورين...
"صوته كان مكشوف…لا فيه قوة، ولا فيه مقاومة.
لكن كان حقيقي.
" تبادلنا نظرات، فيها شيء أعمق من المواساة.
كان فيها تصميم.
ابتسمت بهدوء."
_ قوم... وخلّ تعبك يبقى أول مشهد في الفيلم الجديد.
" سكت تيّام شوية... صوته اختفى بين أنفاسه، كأنه بيكسر جدار جواه، جدار قديم، متشقق، لكنّه لسه واقف... بالكاد.
رفع عينه لي، كانت فيها تردد وخوف...
بس مش خوف من الإجابة.
خوف من الحقيقة لو كانت قاسية.
خرج صوته واطي، كأنه حرف مكسور وسط سطور غير مكتملة."
=هو أنا... في أمل؟ يعني... أقوم؟
أمشي؟
أنا ما سألتش السؤال ده من سنتين...
بس بسألك إنتي...
عشان عارف إنك هتجاوبيني بصدق.
"بصّيت له بعمق...
ما خبّتش عنيّا زيه،
ما انكسرتش من نظرته،
كنت عارفة إن دلوقتي في أهم لحظة بينّا...
قلت له بهدوء، لكنه كان واضحًا أكثر من أي شيء مسموع."
_ للأمانة؟ احنا مش في رواية،ولا فيلم.
أحنا واقعيين.
وبالعلم… وبالطب؟ لاء.
مفيش أمل إن رجلك اليمين ترجع زي الأول...
الأعصاب اللي اتقطعت في الحادثة… ما بتُجبرش.
مافيش عملية تقدر ترجعها زي ما كانت.
"سكتت لحظة...
شُفت نظرته وهي بتسقط، ببطء… كأن الأرض اتسحبت من تحت رجله الباقية.
لكنني كمّلت بسرعة، قبل ما يغرق في الألم أكتر."
_ بس في ثغرة... محدش خدّ باله منها.
حتى دكتور هاشم مش مصدقها...ولا اهتم بيها.
"رفع عينه لي باستغراب.
في لمحة لحظة، كان فيه شرارة أمل… صغيرة، بس موجودة.
كملت، بخطواتي الأقرب إليه، وبنبرتي الأكثر يقينًا."
_لما رجلك اتعصرت في الحادثة… الأعصاب الطرفية في الجزء السفلي من الرجل الشمال اتدمرت.
بس فيه نوع من الخلايا العصبية بيسموها Peripheral Nervous System.
ودي بتختلف عن الأعصاب بتاعة النخاع الشوكي.
الأعصاب الطرفية… عندها قدرة جزئية إنها تتجدد.
بس ده بيحصل في حالات نادرة جدًا… وبشروط.
"لاحظت أنفاسه تتسارع، كأنه ماسك خيط رفيع بين إيديه… خايف يقطعه لو تحمس زيادة."
_ أنا لما شُفت استجابتك في الجلسة اللي فاتت...
رجلك ما اتحركتش، صح...
بس عضلة الفخذ فوق، حصل فيها انقباض لا إرادي...
والمخ سجّل الإشارة.
"رفعت صباعي وأشرت، كأنني بحط نقطة وسط جملة مش واضحة."
_ وده معناه إن الطريق مش ميت.
هو بس... نايم.
أو مقفول من كتر الخوف.
بس لو قدرنا نوقّظ الخلايا دي، وندرب المخ يستجيب لها من تاني...
في احتمال.
"كتم أنفاسه، استناني أكمّل."
_ خمسين في المائة نسبة مش كتيرة...
بس مش صفر...مش مستحيلة
"سكت، بصّيت له.
ما كنتش مستنية رد، كنت مستنية قراره."
_ والنص التاني من المعادلة... هو إنت.
اللي هتقرره.
هتحارب؟
ايـه هتستنى حد يجاوب مكانك؟
"نظر ليّ بصدمة ثم قال وهو محاولًا الإدراك:
= اشرحي ليّ أكتر.
_ بالراحة..وركز معايا الرجل اليمين للأسف مستحيل ترجع زي الأول، لأنها فقدت الاتصال العصبي تمامًا.
لكن الرجل الشمال... هي مش ميتة.
لسه فيها عضلات بتشتغل بنسبة بسيطة، ولسه فيه استجابة عصبية حتى لو ضعيفة.
ودي الثغرة اللي بكلمك عنها.
لو اشتغلنا عليها بقوة، ولو جسمك استجاب، في أمل إنك تقدر تمشي عليها.
حتى لو بعكاز، حتى لو بخفة... هتقدر تقف.
وهتقدر تعتمد عليها.
لكن دا محتاج شغل كتير... ووقت... وجُهد منك.
" تيّام رفع راسه ببطء...
عيونه قابلت عيوني، وكل نظراته كانت حاجة واحدة:
صدمة."
= بجد؟ أنا...
أنا ممكن أقوم؟ حتى لو على رجل واحدة؟
"صوته كان بيرتعش، بس عنيه كانت بتعيط لأول مرة من غير خجل.
شُفت اللحظة، شُفت الأمل اللي بيرتعش جواه، وشُفت وجعه وهو بيواجه نفسه بعد سنين من السكوت.
ابتسمت، والدمعة في عيني كأنها بتوثق الجملة اللي هقولها."
_هتقدر..... بس بشرط...
_ إيه؟
"سألني بنَفَس متلاحق، كأنه بيستعجل باب الحياة قبل ما يتقفل تاني."
_إنك تصدّق.
وتقاتل.
وتستحمل.
وتقوم كل مرة تقع فيها.
لأن الطريق طويل، ومرهق، وأحيانًا هيخونك جسمك.
لكن لو فضلت تقاتل،هتقف.
وهتمشي.
وهترجع بطل... حتى لو على نص خطوة.
" تيّام سكت.
بس كان سايب كل حاجة جواه تطلع في دموع،
زي طفل صغير، حد قاله إنه لسه ممكن يحلم."
= هنبدأ إمتى؟
"قالها بحماس، كأنه أخيرًا رجع يتنفس.
كأن الحياة، لأول مرة، بدأت تبان قدامه بشكل حقيقي.
لكن...
اللحظة ما كملتش.
الصمت اتقطع.
حاجة خبطت الباب بشدة.
اتلفّت بخضة.
تيّام...
وشّه اتبدّل بالكامل.



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close