رواية ظلمات حصونه الفصل الرابع 4 بقلم منة الله ايمن
-الفصل الرابع-
+
متنسوش التصويت☆
+
❈-❈-❈
+
••
+
جلست بصحبة والدتها ويبدو عليها الكثير من ملامح الضيق والانزعاج، هى إلى الأن لم تجد ردا على سؤالها الذى حيرها لكثير من الوقت، ليأتيها قول "منال" بحب وحنان مُعلقة باستفسار:
+
- أيه يا حبيبتي مالك زعلانه ليه؟ وأيه هى الحاجة المهمة اللى عايزاني فيها!!
+
نظرت لها بضيق ممزوج بالحزن والحسرة على هذا السؤال الذى لطالما تمنت أن تجد له إجابة مُقنعة تستطيع أن تصدقها:
+
- أنا بقالي سنين بسألكوا عن أهلى الحققين وكل مرة بتضحكوا عليا بكلمتين يهدوني وتقولولي لما تكبري هنفهمك الباقي، أظن دلوقتي إنى كبرت بما فيه الكفاية وبقيت فى ثانوية عامة وحقي أعرف الحقيقة
+
صمتت لاهثة مُحاولة استنشاق بعض الهواء الذى شعرت وكانه انقطع عنها مرة واحدة بفعل ذلك الثوران التى تملكها، وما زاد من ألمها هو صمت والدتها وهى تتبادل معاها النظرات الغير مفهومة بالنسبة لها، لترمقها والدموع ملئت عينيها مُضيفة بشك:
+
- هو أنا لقيطة؟
+
صاحت "منال" بحرقة نافية هذا الكلام ببكاء:
+
- لا يا ديانة مش لقيطة ومتقوليش كده تاني، أنتي عندك أب وأم وكانوا ناس طيبين أوى بس الله يرحمهم ماتوا ومكنش عندهم أهل، أحنا كنا نعرفهم ولما ماتوا أخدناكي تعيشي معانا عشان حبناكي أوى وعشان كان نفسنا يبقى عندنا بنت قمر زيك كده
+
انهارت "ديانة" من البكاء وكم شعرت بالراحة من هذا الحديث، وهذا يعني أن ذلك الرجل الموجود إسمه خلف أسمها فى شهادة الميلاد هو والدها الحقيقي وليس مجرد أسم مزيف وضعته الحكومة خلف إسمها لتكون لديها إثبات شخصية مثل باقي الناس
+
ارتمت بين أحضان والدتها ممتنة جدا لها على ذلك الحب الذى قدمته لها عوضا عن أهلها الحقيقين، هى لم تشعر يوما بتفريق بينها وبين أخويها بل بالعكس كانت تشعر وكأنها أقرب لوديهم منهم هما نفسهم وخصيصا والدها، لتعقب بحب وامتنان:
+
- أنا بحبك أوى يا ماما أنتي وبابا ومالك وملك
+
بادلتها "منال" العناق مردفة بصدق:
+
- وأحنا كمان بنحبك أوى يا قلب ماما
+
•••
+
كيف بعد كل تلك السنوات يظهر لها عائلة فجأة هكذا؟لماذا لم يبحثوا عنها من قبل؟ لماذا تخلوا عنها منذ عشرون عاما؟ لماذا لم يخبرها والديها إنها لديها عائلة حقيقة! أم إنهم حقا لم يكونوا يعلموا بوجود ذلك الشقيق لودها؟
+
كانت لتظن أن ذلك الشاب يكذب وإنه ليس من عائلتها، ولكن لو كان حقا يكذب، فكيف علم إنها تنتمي لتلك العائلة المعروفة بإسم "الدمنهورى"! ولكن هذا يثبت صدق حديث والدتها فى هذا اليوم عن كونها لديها أبوين وعائلة حقا
+
ابتسمت بتهكم وهى تُفكر فى تلك الطريقة التى أخبروها بها إنها لديها عائلة! أرسلوا لها ذلك المغرور الوقح الذى أجبرها على الزواج منه وإلا سيقتل كل أفراد أسرتها التى تبنتها، يا له من شخصا حقير حقا
+
أجهشت فى البكاء عندما تذكرت ما فعله ب "أدهم"، هى لم تكن تتخيل أن يحدث لهم هكذا أبدا، نعم هى لم تكن تحب "أدهم" بعد وما كان بينهم فقط إنجذاب بسيط تطور بمرور الوقت وأصبحت تشعر تجاه بالراحة والتفاهم وإنه سيكون الشخص المناسب لها
+
ظلت تبكى بشدة على ما يحدث لها، لماذا دائما تواجه العواقب فى حياتها؟ لماذا لم تكن حياتها هادئة كباقي الفتايات؟ لماذا دائما تقع فى تلك الصعوبات بداية من نشأتها مع أسرتة ليست بأسرتها نهاية بزوجها من شخص لم تختاره ولم تكن تراه من قبل؟
+
قطع بكائها دخول ذلك الوقح إلى الغرفة بتلك الطريقة الهمجية دون أية إستأذان، جففت دموعها بسرعة كى لا تكون ضعيفة أمامه، بينما دلف "جواد" إلى الغرفة بصمت ودون النظر نحوها حتى، ليبدأ فى خلع سترته وقميصه دون الدخول إلى غرفة تبديل الملابس
+
ابتلعت "ديانة" ريقها بتوتر أثر فعلته تلك، ولا تعلم ما الذى ينوي فعله؟ لماذا يخلع ملابسه هنا؟ تُرى لماذا يخطط! والسؤال الأهم إلى أين يريد أن يصل بأفعاله تلك؟ هبت واقفة وهى تصيح فيه بغضب زاجرة أياه بحنق:
+
- أنت بتعمل أيه يا بني أدم أنت؟
+
رفع "جواد" كتفيه بلامُبلاة وكأن لا يفهم ما ترمي له مُصطنعا التلقائية:
+
- أيه بقلع هدومي! أنتي عامية ولا ايه؟
+
تنهدت وهى تفرق جبهتها مُحاولة إستدعاء الهدوء والتقليل من غضبها مُضيفة:
+
- أنا عايزه أفهم دلوقتى حالا أنت عايز مني أيه بالظبط؟
+
أنتهى من فتح أخر زرار بقميصه ليرفع نظره نحوها متفحصا ردود أفعالها بشدة وغضبها الذى تحاول تحجيمه بالإضافة إلى ذلك التوتر البادي على حركات جسدها الغير منتظمة، ليبتسم بسخرية وهو يخلع قميصه مجيبها بغير إكترث لسؤالها عاملا على إستفزازها:
+
- أنتي مش هتقلعي ولا أيه!! هتفضلي أعدالي بالفستان كده كتير، دا أنتي عروسة حتى وأنا مش حد غريب عليكي، أنا جوزك ومن حقي أشوفك زي أي واحد ما بيشوف مراته فى ليلة زي دي
+
قال جملته الاخيرة وهو يغمزها بوقاحة ومكر، عازما على إغضابها وإيقاعها فى الأخطاء معه، بينما أدركت هى ما يعنيه بكلماته تلك ووقعت فى مصيدته مُصيحة فيه بغضب شديد وهى تتقدم نحوه بإندفاع لا إرادي:
+
- ليلة أيه يا أبو ليلة؟ أنت مصدق نفسك ولا أيه؟ أوعى تكون مفكر إني عشان جيت معاك هنا ووافقت على الفيلم اللى مثلنا هناك ده تبقى خلاص جوزي بجد، أنا جيت معاك هنا وطاوعتك على الهبل اللى عملناه ده بس عشان أمنع المشاكل وأحمي الناس اللى ربوني منك، وكمان عشان أعرف أنت عايز مني أيه بالظبط؟ لكن هتسوق فيها وتقولي جوزك وحقي والتخاريف، أنا مش مراتك وأنت ملكش أي حقوق عندي فاهم ولا لا؟
+
تقدم "جواد" عدة خطوات هو الاخر نحوها ليصبح لا يفصل بينهم سوا خطوة واحدة، لتشعر "ديانة بالإرتباك من هذا الاقتراب الشديد بينهم وأخذت فى الرجوع إلى الخلف لكى تحافظ على مسافة بينهم حتى أرتطمت فى الجدار خلفها
+
ولكن دون فائدة فهو لا يتوقف عن الاقترب منها إلى أن أصبح قريبا منها للغاية لدرجة إنها شعرت إنه سوف يلتصق بها عما قريب، لتتعالى أنفاسها من شدة التوتر والارتباك، سريعا ما أشاحت بوجهها إلى الجهة الأخرى وهى يهتف بها فى تحدي:
+
- لا مش فاهم وصوتك ده ميعلاش عليا تانى وإلا هتدفعي تمن ده غالي أوى، اتفقنا يا مراتي؟
+
قال جملته مُهددا إياها كى تكُف عن هذا العناد الذى لا يُطيقه، بينما هى فقد شعرت بالريبة مما قاله ولكنها لم تُبين هذا أمامه وتظاهرت بالقوة والثبات، أبتعد عنها قليلا لتشعر هى بالراحة وأخذت نفسا عميقا وكانه كان يستحوز على كافة الهواء الموجود بالغرفة
+
أبتعد عنها ليذهب ويتناول تلك الحقيبة الصغيرة التى أحضرها معه منذ دخوله إلى الغرفة، ترى ما الذى يوجد بتلك الحقيبة التى تشبه حقيبة الهداية، ليعود لها مرة أخرى مُلقيا بها لها مُردفا بحزم:
+
- ألبسي ده
+
ضيقت ما بين عينيها فى عدم تصديق من تصرفاته تلك التى لا تسطيع وصفها أو تفسير أيا منها إلا بأن هذا الشخص بالتأكيد مخُتل، هى لم ترَ ما الموجود بتلك الحقيبة ولكنها أندهشت من طريقته، لتهتف بطلقائية مُستفسرة:
+
- هو أيه ده؟
+
- أنتي متسأليش، أنتي تنفذي اللى بقول عليه وبس
+
قال جملته الاخيرة بصياح محدقا إياها بغضب وتوعد بعد أن ألقى بتلك الحقيبة فى وجهها، بينما كاد قلبها أن يتوقف من شدة الفزع من ملامحه التى تحولت فى أقل من ثانية من ابتسامة استهزاء إلى صراخا كاشفا عن حدة أنيابه وقتامة زرقاواتيه
+
لا تعلم ما بداخل تلك الحقيبة ولكنها أومأت برأسها باستسلام ظننا منها إنها قد تتخلص منه لتنتهى تلك الليلة البائسة، ولكنها لا تعلم أن تلك اليلة لم تبدأ بعد، أخذت تلك الحقيبة وأسرعت فى التوجه إلى غرفة تبديل الملابس الخاصة بهذه الغرفة موصدة الباب خلفها بإحكام
+
❈-❈-❈
+
••
+
- صباح الخير يا عمي
+
قالتها بعد أن دلفت إلى هذا البيت الكبير الملئ بالدفئ والأمان، فهو من أكبر بيوت صعيد مصر ويعود إمتلاكه إلى أكبر عائلات الصعيد "عائلة الدمنهوري" المعروفة بالحب والتماسك والأرتباط العائلي
+
صاح بترحاب كبير مُعانقا إياها مردفا بحب:
+
- صباح الفل والعسل عليكي يا جلب عمك، أيه يا بت شمس الواحد معيشوفكيش واصل غير كل فين وفين ولا أيه
+
ابتسمت له "ماجدة" بحب واحترام مردفة بأدب:
+
- ما أنت عارف يا عمى أبوى مبيخرجناش من البيت غير كل فين وفين، بيجولى عشان أنتي لسه صغيرة وأخاف يحصلك حاجة
+
ابتسم لها بحب مُعقبا:
+
- شمس عنديه حج يا ماجدة يا بتي، أنتي فعلا صغيرة، وكمان عشان أنتي البت الوحيدة على الولدين يعني أنتي الفاكهة بتاعته، أني كمان بترعب على تهانى وهناء بس اللى مطمني إن تهانى كبرت وخلصت مدرسة، إنما هناء مُتعبة وعايزه تكمل علامها وأني الصراحة مفياش دماغ عاد
+
تغيرت ملامح وجهها من البسمه للعبوث من حديث عمها مُعلقه بمضض:
+
- لا يا عمى أنا وهناء عايزين نكمل علامنا وندخل الجامعة مع بعض، ده الحلم الوحيد اللى بنحلم بيه
+
ابتسم لها بإعجاب على إصرارها وتعلقها الشديد بأبنته فهو يشعر بالسعادة عندما يرى حبهما لبعضهما، فهما سوف يصبحان بيوم من الأيام فى بيت واحد كما أتفق هو وشقيقه أن يأخذ فتاتيه لولديه، ليعقب بحب:
+
- لو أنتي هتبجي معاها يا ماجدة أنا هبجى مطمن
+
ابتسمت له بسعادة وكادت أن تتحدث ليقاطعها هبوط "هناء" درجات السلم مُهرولة لها بسعادة مُتوجه لتعانقها بإشتياق مردفة بحب:
+
- أيه ده!! ماجدة عندينا!! وحشتيني يا جلبى
+
بادلتها "ماجدة" العناق بحب مردفه بحب مماثل:
+
- وأنتى كمان يا هناء وحشتيني جوى
+
أقتربت من أذنها هامسة لها دون أن يلاحظ عمها مردفة بحماس:
+
- عندي ليكي خبر حلوو جوي
+
حمحمت "هناء" بتوتر موجة الحديث نحو والدها:
+
- طب يا أبوى أحنا هنطلع فوج أحنا بجى
+
أومأ لها بالموافقة هاتفا:
+
- طب يا حبيبتي بس أجهزي عشان أحنا معزومين عند عمك شمس على الغدا النهاردة
+
شعرت "هناء" بالكثير من الفرحة بعد ما خمنت تلك المفاجأة التى تُقصدها "ماجدة"، أسرعت الفتاتان فى الصعود إلى غرفة "هناء" كى لا يستمع إليهما أحد:
+
- خبر أيه طمنيني، اللى جيه فى دماغي صُح
+
ابتسمت لها "ماجدة" بإعجاب على ذكائها وسرعة بديهتها فى اكتشاف الأمر قبل أن تخبرها، لتردف بتهكم:
+
- أه يا أختي اللى جيه فى دماغم، هاشم وشرف جاين النهاردة البلد وسمعت كمان أبوى بيتكلم معاهم فى التليفون وهيتكلموا فى جواز
+
اتسعت أعيُن "هناء" بصدمة بينما توسع ثغرها من كثرة الفرحة والسعادة التى شعرت بها، فهى منذ زمن متيمة بحب شرف وتعد الأشهر والليالى منتظرة هذا اليوم بفارغ الصبر، لتصيح بساعدة كبيرة:
+
- صُح يا ماجدة!! شرف هياجي يطلبني لجواز؟
+
زجرتها "ماجدة" مُعقبة:
+
- يا بت أتجلي شوية أنتي مدلوجه إكده ليه، وبعدين أنا معَرِفش مين فيهم اللى جاي يتجوز، وكمان أنتي ناسية إن شرف لسه بيدرس وهاشم هو اللي خلص علام من زمان يعني الأحج بالجواز دلوجت هو هاشم مش شرف.
+
امتعضت ملامحها "هناء" فى ضيق وحنق مُعقبة:
+
- أنتي مبتكمليش حاجة حلوة للاخر أبدا؟ ولو بردو شرف يعتبر خلص، هو فى أخر سنة ليه فى الجامعة يعنى زماناته خلص وممكن يكون جاى يطلب يدى هو كمان.
+
رمقتها بتحذير كى لا تبني أمال وينكسر قلبها بالنهاية:
+
- بردو متعشميش نفسك بحاجة لسه فى علم الغيب والله أعلم أيه اللى هيحصل النهاردة على الغدا
+
لم تكترث "هناء" بحديث "ماجدة" هى بالفعل شيدت أمالها على أن "شرف" أتٍ تلك المرة كى يطلب يدها، لتنهض بحماس وسعادة كبيرة وأخذت تستعد لمقابلة هذا الحبيب الغائب لتُملى عينيها من رؤية وجهه المُحبب إلى قلبها
+
لاحظت "ماجدة" فرط سعادتها لترمقها بحب وعاطفة مردفه بتمني:
+
- يارب لو ليهم خير فى بعض أجعلهم من نصيب بعض
+
•••
+
قطع تفكير "ماجدة" دخول "زينة" إلى غرفتها مبتسمة لها بحب وسعادة، فهى أعتادت أن تاتي لرؤيتها كل ليلة لتتحدث معها قليلا، وحتى وإن لم تجد منها رد هى تكتفى بتلك النظرات الحنونة التى تعطها لها مُعوضتها عن فراق والدتها:
+
- عمتو القمر الجميلة ست الكل عاملة أيه؟
+
رمقتها "ماجدة" بكثير من الحب تلك الفتاة الجميلة تُشابه والدتها كثيرا ،حتى فى طيبة قلبها وكانها نسخة مُصغره عنها
+
أكتفت "زينة" بتلك الابتسامة مُدركة ما تود "ماجدة" قوله دون كلام، فهى تتعرف على ردها من مجرد النظر إلى تعبيرات وجهها لتردف بحب وعاطفة:
+
- وحشتيني أوى يا روخ قلبي، تعالي بقى أما أصدعك زى كل يوم وأحكيلك عملت أيه فى يومي
+
هذة هى العلاقة ببن "ماجدة" و "زينة" كلا منهما يُعوض الأخر بما ينقصه، "ماجدة" تُعوضها مكان والدتها ولو فقط بالاستماع لهاومشاركتها تفاصيل يومها، هذا فقط ما بوسعها أن تفعله، أن تجلس أمامها وتستمع للحديث فقط وهى لا تستيطع الحركة لو الكلام منذ هذا اليوم المشؤم، هذا اليوم الذى تدمر فيه كيان هذا البيت بأكمله، فتُحاول على قدر الإمكان أن تتقرب من تلك الفتاة الوحيدة التى تهتم بها وكأنها والدتها
+
بينما على الجانب الأخر "زينة" التى تقوم بتعويض "ماجدة" عن الكثير من الأشياء التى حُرمت منها بسبب هذا الحادث التى تعرضت له، ومن أهم الأشياء التى تُحاول أن تُعوضها عنها هو غياب أبنتها التى تقيم بالخارج مع والدها لتُكمل دراستها وتاتي إليهم فى الاجازات، أو لربما تُعوض نفسها، لتصبح "ماجدة" هى الشخص الوحيد المقرب لها، هى الوحيدة التى تشعر بالرحه عند التحدث إليها على عكس "هناء" التى لم تشعر تجاهها بأي مشاعر قط، لربما حقا القلب يشعر بمن هو الحبيب ومن هو الغريب
+
❈-❈-❈
+
جلست بغرفة تبديل الملابس مُشتتة التفكير مما يحدث معها، كيف له أن يُعاملها بتلك المُعاملة الرخيصة ويسمح لنفسه أن يُملي بأوامره عليها ويصنها ستنصاع له، أيظنها بتلك السذاجة وسيغويها بفستانِ أو حذاء أو حتى بعض الألماس، أم يريدها أن ترتدي ما فى تلك الحقيبة لكي يأخذها إلى باقي أسرته لكى يُعلمهم إنه يستطيع أن يتحكم بها من الأن؟
+
إلى الأن لم تكن تعلم ما فى داخل هذه الحقيبة، لتعزم أمرها على أن تفتحها وتعلم ما الموجود بداخلها، وبالفعل فعلت ذلك وما إن رأت ما تحتوي عليها شعرت بالغضب الشديد وألقتها أرضا بعيدا عنها، كما شعرت أيضا بالتوتر من مجرد أن رأت تلك الصورة
+
هو كان عبارة عن ثوب نوم أسود اللون قصير يصل إلى نهاية المؤخرة يشف ما تحته من مفاتن الجسد، ملحق معه سروالا رفيعا لا يُمكنه حجب شيء يُبرز الخصر والمؤخرة ولا يحتوى على حمالة صدر
+
ما هذا الشيء الذى أحضره ذلك الحقير؟ كيف صور له عقله القذر إنها يمكن أن ترتدي له شيء كهذا! كيف يراها هذا الوقح وماذا يريد منها بالضبط؟ يبدو إنه فسر هدوئها معه وكأنه ضعف أو انكسار، يجب أن توقفه عند حدهِ الان قبل أن يتمادى
+
التقت هذا الرداء من على الارض مرة أخرى، وسريعا ما خرجت له ويبدو عليها الغضب والتمرض رافضة تلك الصورة التى يراها بها، وجدته جالسا على إحدى الأرائك عارى الصدر ولا يرتدى سوء بنطالا جينز
+
تسارعت خطواتها فى التوجه نحوه ووقفت أمامه غير متوازنة من شدة انفعالها، ألقت ذلك الثوب بوجه صارخة بحنق:
+
- دا تلبسه أنت.
+
رفع زرقاوتيه نحوها والنيران تتطاير من كلاهما، لتواجه هى الأخرى بنظرات الغضب والنفور من فعلته مُصيحة بحزم وإنفعال:
+
- اسمع بقى يا زفت أنت متفكرش إني ضعيفة أو خايفة منك عشان سكتالك لحد دلوقتي، أنا مبخفش من حد، ولو أنا وافقت على العبط اللى أنت جيت عملته عندنا فى البيت ده، فأنا عملت كده عشان خفت على الناس اللى ربوني زي بنتهم ومحبتش أتسببلهم فى أب مشاكل أو ضرر، وعشان كده وافقت على إني أمضي على القسيمة، لكن ده ميعتبرش جواز لأني مش موافقه عليه، أما بقى القرف اللى أنت جايبه ده يا تلبسه أنت، يا تروح تديه لواحدة زبالة من اللى أنت تعرفهم، إنما أنا لا.
+
أخذت نفسا عميقا حتى تهدا بعد الشيء ولكن دون فائدة لتكمل بنفس الغضب:
+
- أزاي عقلك القذر صورلك إني هوافق ألبس القرف ده؟
+
شعر بالغضب الشديد من تطاولها عليه ولكنه سريعا ما تحكم فى غضبهِ قبل أن يُكسر عظام وجهها، فقد راقت له هذه اللعبة مع قطته المتمردة تلك، نهض "جواد" من فوق الأريكة رامقا إياها بتحدي وثقة مُجيبا إياها بحدة:
+
- هتلبسيه ورجلك فوق رقبتك ولو ملبستهوش بمزاجك هلبسهولك أنا بمزاجي
+
رمقها من أعلى رأسها لأسفل قدميها بمكر ووقاحة مضيفا:
+
- وأنا بصراحة مايل أوي للحل التاني
+
لكزته فى صدره بقوة مصيحة فى وجهه بغضب شديد:
+
- أنت قليل الادب وقذر وأبن ك...
+
كادت أن تضربه مرة أخرى وتُكمل سُبابها، ليقاطعها هو ممسكا يديها محاوطا خصرها بهم ومن ثم فى حركة سريعة أدارها وعكس يديها ممسكا بكفيها من الخلف وضغط عليهما بقوة كى يشعرها بالعجز لاصقا ظهرها بصدرهِ العاري، ليهمس لها بانفاسه الحارقة فى عنقها مُعقبا بمزيد من وقاحته:
+
- أنا لحد دلوقتى مورتكيش أى حاجة من قلة أدبي وقذارتي، بس لو تحبي تجربيها أن معنديش أي مانع لده
+
ألقى بها فوق الفراش ثم التقط ذلك الثوب من على تلك الأريكه متوجها نخوها مُعقبا بتوعد ومكر:
+
- أنا لحد أخر لحظة كنت بتعامل معاكي بأدب، بس أنتي اللى حبيتي تشوفي قلة أدب ووقاحة جوزك عاملة أزاى؟
+
تقدم نحوها بخطوات ثابتة ونظرات حادة دبت الرعب والفزع بقلبها ولأول مرة لا تستطيع أن تخفي خوفها وتوترها منه، لتصيح به بتأهب وزعر:
1
- أنت هتعمل أيه يا ح...
+
لم تُكمل جملتها لتجده أخذ يجردها من ذلك الفستان التى كانت ترتديه الحريري، ولكنه لم ينحج فى نزعه بسبب مقاومتها الشديدة له وهى تدفعه فى صدره بعيدا عنها صارخة بهلع:
+
- أبعد عني، هصوت وألم عليك الناس كلها يا كلب
+
قبض على كفيها الصغيرين التى كانت تدفعه بهم مُعقبا بغضب وحزم:
+
- مهما تعملي أو تصرخي محدش هيفكر ينجدك من إيدي، أنتي مراتي وفى بيتي وفى أوضة نومى وعلى سريري، واضح كده إنك متربتيش كويس بس هعيد تربيتك من أول وجديد، وإيدك دى لو أترفعت عليا مرة تانية هكسرهالك
+
قال جملته الأخير وهو يزيد من شدة قبضته على يدها، لتصرخ هى متألمة، حتى شعر إنها كادت أن تنكسر فى يديه ليخفف من قبضته بعض الشيء رامقا إياها فى بتحذير مُعقبا:
+
- اللى أنا أأمر بيه يحصل سواء بمزاجك أو غصب عنك، قدامك خمس دقايق بس لو ملبستهوش فيهم، أقسملك بالله أنا اللى هقلعك هدومك ملط وألبسهولك بإيدي، بس تقريبا لو أنا اللى قلعتك مش عارف هنحتاج تلبسبه أصلا ولا لا؟
+
قال جملته الاخيرة بنبرة لاعوبة جعلت جسدها يرتجف مش شدة التوتر، أومأت له برأسها موافقة إياه على طلبه، وسريعا ما التقطت ذلك الثوب وفرت نحو الغرفة متهربة منه
+
أغلقت الباب ثم سقطت أرضا تبكي بصمت على ما تمر بهمنذ عدة ساعات متمنية أن يكون هذا كابوس وسوف تستيقظ منه عما قريب، هى بحياتها لم تقع فى مثل هذا المأزق، ماذا عليها أن تفعل الأن؟ كيف لها أن ترتدي مثل هذا الشيء أمام ذلك الحقير وماذا سيفعل بها بعد ذلك؟ أجهشت فى البكاء بحرقة تأهبا منا هى مُقبلة عليه
+
تذكرت أن الوقت الذى حدده لها أقترب على الإنتهاء، وإن لم تنفذ ما طلبه سوف ينفذ تهديده، نهضت سريعا بعد أن استمعت إلى صوته مُصيحا بتحذير:
+
- فاضل دقيقتين لو خلصوا قبل ما تطلعي أنا اللى هدخلك وساعتها مش هيحصل كويس
+
مر الوقت بسرعة وأنتهت الدقيقتان ولم تخرج بعد، بينما نهض "جواد" مُتوجها نحو الغرفة عازما على أن ينفذ ما قاله لها، كاد أن يفتح الباب ليمنعه خروجها مرتدية ذلك الثوب
+
وقفت أمامه ونظرت له بحدة وجمود وكأنها لم تكن منهارة منذ ثواني معدودة، هى حقا أرتدت ذلك الثوب ولكنها أرتدته فوق ملابسها المُجوده أسفل الفستان، هذه الملابس المُكونه من تلك الحماله وذلك البنطال الخفيف التى ترتديه الفتايات أسفل ملابسهن ليُخفى جسدهن
+
بينما "جواد" شعر بالغيظ الشديد من فعلتها تلك، وأخذ يتفحصها بشدة ليحدث شيء لم يكن يتوقعه مطلقا، فقد شعر بقليل من الاثارة نحوها، هو حقا لا يستطيع رويتها عارية ولكن تلك الملابس برزت جميع انحاء جسدها، ثديِها الممشوقان المرتفعان لأعلى وتلك المؤخرة البارزةالتى تُثير أي رجل مهما كانت قوة تحكمة بنفسه
+
أشتعلت بداخله نيران الانتقام من جديد، يريد أن ينتقم منها بأخذ كامل حقوقه بأبشع الطرق المهينة والمؤلمة ولكن ليس الان، لن يفعلها الان لابد أن يُهينها ويذيقها شتىء أنواع العذاب بكل الطرق الممكنة كى يبرد ناره من تلك اللعينة، ليعقب بملامح مشمئزة من منظرها:
+
- ايه ده؟
+
رفعت حاجبيها بإستنكار مصطنع وكأنها لا تعي ما يقصدة مردفة بهدوء:
+
- اللى أنت طلبته!
+
رماها بنظرات إحتقار وتقليل من شأنها وكأنه ينظر إلى عبدة تعمل لديه وأنحنى ليلتقط قميصة ليرتديه مرة أخرى يليه سترته، رمقها بإستخفاف وإستهزاء بها قائلا:
+
- كان عندك حق، القميص ده المفروض أروح أديه لواحدة ست بتفهم، جتك القرف
+
قال كلماتة الاخيرة باشمئزاز ثم تركها وذهب من الغرفة بل من المنزل بأكمله، لتأخذ هى نفسا عميقا مردفة بتمني وكراهية:
+
- روح إلهي ما ترجع.
5
❈-❈-❈
+
يوما شاق جدا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ذهابه لإحضار تلك الفتاة وكل تلك الأشياء التى حدثت دون التخطيط لها، هو لم يكن مُخططا لزواج منها، كان سوف يحضرها رغما عنها من وسط ذلك المنزل ولكنه وجد أن تلك الطريقة سوف تلفت الأنظار له وتتسبب فى مشاكل كثيرة، ليجد أن أنسب حل أن يتزوجها لتكون ملكا له ولا يستطيع أحد إنقاذها من بين يديه
1
لا يعلم لماذا يشعر بالغضب منذ أن رأها بذلك الثوب الذى أمرها أن ترتديه! هو لم يريد أن يفعل معا شيء حتى إنه لم تكن لديه رغبة فى ممارسة الجنس وظن إنه سوف يذهب لنوم بمجرد أن يشعرها ببعض من الإهانة وهو يقلل من أنوثتها وإنها ليست مثيرة بالنسبة له، ولكن ما حدث كان عكس ذلك تماما
+
لقد شعر بالرغبة الشديدة فى تملكها لا يعلم من أين أتّ أو حتى كيف؟ هى لم تكن عارية على كل حال، ولكن بمجرد أن صور له عقله إرتدائها لهذا الثوب دون ملابس أشعره بكثير من الإثارة، خصيصا بعد أن رائ إنحائات جسدها بوضوح بفضل تلك الملابس الضيقة التى كانت ترتديها أسفل الثوب
+
توقف بسيارتة فى المرأب الخاص بأحد منازله الذي أبتعاها لإحضار العاهرات بها والتنفيث عن تلك الرغبات المرهقة جدا بالنسبة له، فرجل مثله شره جنسيا لا يستطيع منع نفسه من إخراج ذلك الكبت خصيصا بعد ما رأه منها، حتى ولو كان بطريقة مُحرمة مثل هذه، ويا لا غباء فعلته تلك
1
ترجل من سيارته سايرًا نحو الدخل، وبمجرد أن دلف المنزل صاحت تلك المرأة بكثير من الدلال والعُهر مرحبة به:
+
- جواد بيه أنا بجد مصدقتش نفسي لما كلمتني وقولتلي إنك عايزيني، كنت فاكره إنك زعلت مني أخر مره، بس الظاهر كده إني كنت غلطانة وإني وحشتك
+
قالت جملتها الأخيرة بسعادة كبيرة وهى ترفع كتفها بدلال، لطالما تمنت بداخلها أن تكون مميزه بالنسبة له حتى ولو كانت ستحمل لقب العاهرة المفضلة، فهو بالنسبة لها مثل خاتم سليمان الذى يحقق كافة الأمنيات، وكيف لا يكون هكذا وهو فى كل مرة يحضرها بعد إنتهائه منها يعطيها مبلغ لم تكن لتحلم به
+
بينما فى نفس اللحظة اندفعت يد "جواد" لجذبها من خصلاتها الصفراء الملولوة بعنف شديد، هو لا يشتاق لاحد خصيصا هؤلاء العاهرات الذى يستاجرهن بالمال وتلك العاهرة يجب ألا تتخطى حدودها معه، جذبها نحوه بحدة راميا إياها ببعض من الكلمات المتتقزة:
+
- جواد الدمنهورى مبيوحشهوش حد وخصوصا اللى زيك، أنتي مجرد ساعة نجسه بقضيها وأديكي تمنها على الجذمة
+
اشتدت جذبته لخصلاتها لتتاوه هى بألم شديد وهو يكمل حديثه بحزم:
+
- متنسيش نفسك مره تانيةوتفكريني عشقك فى الضلمة ولا حاجة، عشان مضطرش كل مره أفكرك إنتي أيه وشغلك أيه؟
+
كادت أن تبكي بين يديه من شدة ألم جذب شعرها وألم حدة كلماته التى يذكرها لها فى كل مرة يحضرها بها، تركها مُلقيا إياها أرضا بنفور شديد وكأن رغبته بها تلاشت وشعر بالإشمئزاز منها
+
هدأت قليلا تلك الألام التى كان تشعر بها وأقنعت نفسها أن تثير غضبه تلك الليلة كى لا ترفضها وينفرها، لتقترب من قداميه مُحاولة إكتساب رضائه مرة أخرى محتضنة إياها بطريقة أثارته مرة أخرى مضيفة بعُهر:
+
- عندك حق يا جواد بيه، أنا مينفعش أنسى نفسي، أنا عارفه كويس أنا أبقى أبه، أنا خدامة مزاجك واللى تأمر بيه أعملهولك، واللى متأمرش بيه كمان
+
أردفت بتلك الجمله وهى تنظر إليه برغبة وإثارة شديدة ثم دفعت يدها إلى ما بين مُلتقى ساقيه متحسسة إياه، وبمجرد أن شعرت بإستجابته لها وهو يثقبها بخاصتيه دون كلام أتجهت أصابعها نحو سحاب بنطاله مُحاولة تحرير رجُلاته
+
بينما شعر "جواد" برغبة شديدة فى وضعها أسفله ولن يتركها سوا وهى تصرخ مستغيثة بمن ينجدها من بين يديه، سوف يخرج فيها غضب كل ما عناه اليوم بسبب تلك الفتاة التى لم يقرر بعد ما سوف يفعله بها، ليجذب هذه المرأة من شعرها موقفا إياها مرة أخرى وتوجه بها نحو الغرفة مُلقيا بها على الفراش وبدأ فى التخلص من ثيابه ولتفعل هى ما تعود عليه معه
+
❈-❈-❈
+
جلست بجانبها كالمعتاد تتحدث معها فى كل شيء يحدث وقلبها مطمئن بإنها لن تنطق بحرف، يا لها من مزحة! بالطبع لن تنطق بحرف واحد، وكيف لها أن تنطق وهى منذ اكثر من عشرون عاما وهى لا تتكلم ولا تتحرك حتى
+
هى تُشابه جدا جُملة جسد بدون روح، ليس إلا قليلا من الهواء يتحرك بداخلها، ذلك الحادث المؤلم يترك أثاره عليها إلى هذا اليوم
+
ابتسمت لها "هناء" بحماس وسعادة كبيرة زاففة ليها تلك الأخبار السارة جدا بالنسبة لها بحماس شديد:
+
- عندي ليكي حتة خبر بمليون جنيه يا ماجدة، بس طبعا أحلى من أخبارك
+
أدركت "ماجدة" ما تحاول أن ترمي له بجملتها الأخيرة رمقة إيها بقلق، هى تعلم أن "هناء" لن تكون بتلك السعادة إلا عندما تحدث مصيبة كبيرة، بينما أكملت الاخرى بابتسامة مكر:
+
- مش جواد لاقى ديانة.
+
شحب وجه "ماجدة" بشدة وأزدادت ضربات قلب بشكل كبير من شدة فزعها من ذلك الخبر، هى لطالما تعلم نوايا "هناء" تجاه "ديانة" وما زراعته بداخل "جواد" كل تلك السنوات من إنتقام، بينما صدع صوت ضحكة "هناء" المليئه بالخبث والمكر مُعلقة على ملامح "ماجدة":
+
- متخافيش أوى كده لسه مموتهاش، ده كمان أتجوزها
+
صعقت "ماجدة" من تلك الكلمات التى لم يستطيع عقلها أن يفسرها، كيف ل"جواد" أن يتزوجها؟ هو أكثر شخصا يود قتلها بدم بارد بل وبأبشع الطرق المُمكنة بسبب ما عانه لسنوات طوال بسبب والدتها، كيف له فى ليلة وضُحاها أن يتزوجها!!
+
ظلت "ماجدة" تفكر ويبدو عليها الاستنكار مما يحدث لترمقها "هناء" باستهزاء مُعقبة:
+
- لا لا خيالك ميروحش لبعيد أوي كده، جواد أتجوزها عشان يذلها أكتر ويكسرها ويتلذذ بتعذيبها عن إنه يقتلها بسهولة كده ويريحها، وأنا بقى يا ماجدة أوعدك إنى هفضل أقويه عليها لحد ما روحها تطلع فى إيده، هخليه يعذبها أكتر من عذابي اللى أنا اتعذبته فى حب أبوها، فاكرة؟
+
••
+
انتهى الجميع من تناول الطعام واجتمعوا فى تلك الغرفة بعد أن أخبرهم "شمس" إنه يريهم فى شيء هام، لينصاعوا إلى طلبه مُهتمين بما يريد التحدث فيه
+
هتف "جابر" بحب واحترام لشقيقه الكبير مستفسرا:
+
- خير يا شمس يا اخوي! حاجة أيه اللى مهمة وعايز تجولهالنا
+
ابتسم "شمس" بحب وإمتنان لشقيقة الصغير مُعقبا:
+
- هو اأنت يا جابر يا أخوي ولد سبع شهور ولا أيه؟ مستعجل على رزقك على طول إكده!! عايزين نتحدد فى جواز يا أخوي
+
اعتلت السعادة وجه "هناء" وقد استعدت لسماع أكثر شئ تمنت أن تستمع إليه فى حياتها، بينما ابتسم "جابر" بسعادة لأخيه فهو بدأ فى تنفيذ إتفافه معه بأن يأخذ بناته لولديه، ولكنه لم يُظهر إنه قد فهم الامر مضيفا بإستفسار مُصطنع:
+
- يا أخوي ألف بركة، بس جواز مين عاد؟
+
ابتسم "شمس" على مُراوغة أخاه له ولكنه لم يريد أن يبادله المراوغة أمام بتاته، ليتدخل "هاشم" مُجها حديثه نحو الده بإحترام:
+
- بعد إذنك يا أبوي أنا اللى هجوله
+
أومأ له والده بالموافقة بينما شرع "هاشم" فى الحديث نحو عمه بود شديد:
+
- صلي على النبي بجا يا عمي، أنت خابر أنا بحبك جد أيه وأبوي كمان هيحبك جد إيه، وعشان أنت وهو مش إخوات وبس انتوا كمان إصحاب وجريبين لبعض جوى، وعشان إكده أنا اقترحت على أبوي إن الاخوة والحب ده مش لازم يخرج برانا، وعشان إكده أحنا عايزين نجوي حبنا لبعض وطالبين يد بتك تهانى تكون مرتي وشريكة حياتي طول العمر
+
كادت تهانى أن يُغشى عليها من فرط سعادتها، هى منذ طفولتها وهى تحلم أن تكون زوجة ل "هاشم"، فهى لا ترا أية رجل أخر سواه ولم يدق قلبها لأحد غيره
+
ابتسم "جابر" بعد سماع تلك الكلمات من "هاشم" وبعد أن رائ البسمة والسعادة على وجه أبنته، ليعقب بهدوء موجها حديثه نحو "هاشم":
+
- شوف يا هاشم يا ولدي أني البتين دول هما اللى طلعت بيهم من الدنيا ومش طالب حاجه غير إني أشوفهم مرتاحين وعشان إكده عايز أسألك سؤال يا ولد أخوي، هتخلى بالك من بتى وتخافظ عليها زيي إكده يا هاشم؟
+
ابتسم له "هاشم" بحب وأحترام مجيبا بصدق:
+
- بتك هتكون هديتي يا عمي والهدية يتحافظ عليها وتتصان جوا العين، بتك فى عني وفى جلبي يا عمي
+
بادله "جابر" الابتسامة مُعبا براحة:
+
- مبروك عليك تهانى يا ولدي
+
شرع كلا من والدة "هاشم" ووالدة "تهانى" بتناول التهاليل وأمتلئت الفرحة أرجاء المنزل، بينما وقفت "هناء" موجهة نظرها نحو "شرف" منظرة منه أن يتحدث هو الاخر ولكن دون فائدة، هو أكتفى بإحتضان شقيقه مُهنئن إياه وأحتضن عمه هو الاخر، ليقابله عمه مُعقبا بحب:
+
- عجبالك يا شرف يا ولدي
+
ابتسم له "شرف" بحب واحترام مُضيفا:
+
- الله يبركلنا فى عمرك يا عمري، بس أنا لسه جدامى شويه على ما أخلص الجامعة بتاعتي واجف على أرض صلبه زي هاشم إكده، أدعيلي أنت بس
+
ربط "جابر" على كتفه مُعقبا بتمني:
+
- ربنا يوفجك ويعطيك كل اللى هتحلم بيه يا ولدي
+
استمعت "هناء" إلى تلك الكلمات وفى لمح البصر انصرفت بعيدا عنهم وأخذت تبكى بحرقة وخيبة أمل على ذلك الحلم التى لم تصل إليه بعد، لتلاحظ "ماجدة" ابتعادها لتُسرع فى الذهاب إليها لكى تواسيها:
+
- متزعليش يا هناء أنا جولتلك بلاش تعشمي نفسك بحاجة لسه منعرفش هتحصل ولا لا يا حبيبتي، خصوصا إن شرف أخوي متكلمش معاكي جبل إكده فى حاجة ولا بان عليه حاجة أبدا
+
انزعجت "هناء" من حديث "ماجدة" المُحطم لأملها التى لا تسمح لشيء أن يُحطمها مُقابلة إياها بعضب وضيق:
+
- ما هاشم أهاه مكنش بيتكلم مع تهانى فى حاجة أبدا وفجاة طلب يدها وواضح إنه هيحبها جوي، ليه شرف ميكونش هو كمان هيحبني بس هيستحي يجول؟ أني مش هستسلم يا ماجدة وأنتى لازم تدخلي تجوللهم إننا عايزين نكمل تعليمنا وندخل جامعه فى إسكندرية ونروح إنعيش معاهم
+
اتسعت عينين "ماجدة" بصدمة مما تتفوه به "هناء" مُصيحة:
+
- يالهوي يا هناء وتفتكري هيوافجوا، ده ممكن يكسرونا لو جولنا إكده
+
- لا يا أختي متخفيش هيوافجوا مش تهانى هتتجوز هى وهاشم وهيروحوا يعيشوا فى إسكندرية، أحنا كمان نروح إنعيش معاهم وأهو نبجى مع أخواتنا وتحت عنيهم
+
اقنتعت "ماجدة" بحديث "هناء" ثم دخلت لكى تعرض الفكرة على أهلهم، فى البداية لم يرحبوا بالفكرة أبدا، ولكن وافقوا فى النهاية بعد إلحاح كبير من قبل "هناء" و "ماجدة" والذى ساعدهم تدخل "شرف" الذى حل الموضوع بإنه سيعيش بشقته الخاصه ويترك لهم المنزل ليكى يكونوا على راحتهم مع "هاشم" و"تهانى" وإنه سيزورهم دوما.
+
•••
+
ابتسمت "هناء" بألم وقد تهاوت إحدى دموعها دون إرادتها وهى تتذكر تلك الأشياء التى لو كانت سارت مثل ما أرادت لكان لم يحدث كل ما حدث من ألم وحسرة لهذة العائلة بأكملها
+
نهضت "هناء" مُتوجة نحو باب الغرفة مردفة بتوعد:
+
- تصبحي على خير يا ماجدة، ولا أقولك معدش فيه خير أبدا، كل اللى جى سواد يا بنت عمي
+
❈-❈-❈
+
صباح اليوم التالي..
+
فركت عينيها بقليل من أثار النعاس التى لم تفارقها بعد وهى تستيقظ من نومها مُدركة إنها شعرت بالتعب الشديد ليلة أمس ولم تستطيع مُقاومة هذا النعاس فاستسلمت له، تنقلت بعينيها فى أنحاء الغرفة متُفحصة إياها بإنزعاج، هذا المكان مازال غريبا عليها
+
وقعت عيناها على الجانب الاخر لفراشها الذى كان كبيرا جدا على كل حال، لتصرخ بزُعر وصوت عالٍ وهى تنتفض من مكانها مُعتدلة فى جلستها، لدرجة إنها أيقظته من نومه العميق
+
هى لم تشعر به عندما عاد ليلة أمس، متي جاء؟ وكيف سمح لنفسه أن ينام بجانبها وبتلك الطريقة المغزية، هو مُجرد من جميع ملابسه ولا يستره سوا ذلك السروال الداخلى القصير الذى لا يصل سوا لمنتصف فخذيه
+
بينما شعر "جواد" بالفزع من صراخها ليفتح عينيه مرة واحدة رافعا راسه ليعلم ما الذى يحدث، ولكنه سريعا ما زفر براحة وضع راسه على الوسادة مرة أخرى بعد أن تأكد إنه لا يُجد شئ خطر سوا صوتها المزعج، تمتم بين نعاسة ببرودة المعتاد:
+
- بتنوحي ليه على الصبح؟ أنا لسه جيت جمبك!!
+
صاحت به ويبدو عليها ملامح الغضب والانزعاج وهى تسحب هذا الغطاء واضعة إياه عليها مرة أخرى:
+
- أنت بتعمل أيه هنا؟ وأزاى تنام جمبي وبالمظر ده؟
+
فتح إحدى عينيه رامقا إياها باستنكار ثم أغمضها مرة أخرى مُضيفا بهدوء وبرود قاتل:
+
- شكلك من النوع اللى بينسى بسرعة، بس أنا مش من النوع اللى بيحب يقرر كلامه فهقولهالك للمرة الاخيرة، ده بيتي وأنتي مراتي وحقي أعمل اللى أنا عايزه فى بيتي مع مراتي
+
تأففت بضيق وغضب وهى تضرب كف بأخر مُقبة بحدة:
+
- تاني هيقولي مراته! أنت يا بني أدم أنت مبتفهمش؟ ما تقولي عايز مني أيه وتخلصنى بقى!!
+
جذبها فى لحظة واحدة لتستقر أسفل بعد أن أعتلها رامقا إياها بحدة كبيرة لاهثا من بين اسنانة، وفى أقل من الثانية تحولت ملامحه من الهدوء القاتل إلى الغضب والضيق الكفافيان لحرق مدينه بأكملها:
+
- عايز أذلك وأكسرك وأوجعك، عايز كل حته فى جسمك تصرخ وتترجاني إني أرحمها وأنا مش هرحمها، عايز أشوفك بتبكي بدل الدموع دم وأنا بنتقم منك على كل اللى أنا عنيته بسببك أنتي وأمك، عرفتي أنا عايز منك أيه!!
+
لم تكن يوما ممن يهابوا أحد أو تخيفهم بعض كلمات، ولكن ما فعله وتفوه به حقا جعلها ترتجف من الداخل، وجودها أسفل منه فى ذلك الوضع وهو عاري الجسد بالإضافة إلى تلك الكلمات التى تفوه بها أفزع ما مرت به يوما
+
لا تعلم لماذا يفعل معها كل هذا ولماذا يريد الانتقام منها؟ هى لم تفعل له شيء بل هى لم تراه قبل ليلة أمس! لماذا إذا يريد الانتقام منها بتلك الطريقة
+
دفعها بغضب وقسوة راغما إياها على الابتعاد عنه وقد تحولت ملامحه للهدوء مرة أخرى بعد أن سيطر على غضبه، لتسرع هى فى الفرار بعيدا خوفا من أن يعيد ما فعله مرة أخرى، ليهتف بها بنبرة أمرة لا تقبل النقاش:
+
- تقومي دلوقتي زى الكلبة تحضريلي الحمام والفطار
+
رمقته بنظرة تمرد أدرك هو معناها جيدا، ولكنها سريعا ما نهضت تاركة الفراش مُستغلة ذلك لكى تبتعد عنه ولو قليلا من الوقت
+
توجهت إلى المرحاض وأغلقت الباب خلفها بإحكام خوفا من أن يقوم بفعل وقح من أفعاله، بينما رمقها هو بكثير من الحقد والكراهية مُعقبا بتوعد:
+
- ورحمة أمى لعيشك أيام أسود من اللى أنا عشتها بكتير
+
❈-❈-❈
+
خرجت من الحمام بعد أن أنتهت من تجهيزه له وكادت أن تفر من الغرفة بأكملها، ليسرع هو بالإمساك بها قابضا على ذراعها وجذبها إليه لتكون فى مواجهته:
+
- رايحة فين؟
+
سعرت بالقلق والتوتر أثر قبضته وطريقته الغير مريحة تلك، ولكنها سيطرت على نفسها وهى تسحب يدها منه بتحدٍ وقوة نجحت فى إظهارها:
+
- رايحة أحضرلك الطفح زى ما طلبت، وسيب إيدي
+
تملكه الغضب الشديد من طريقتها وجرائتها فى الحديث معه، تلك الغبيه تدفعه لقتلها الان ولكن هو لا يحبذ هذه الفكرة حاليا، كل ما يفكر به الان هو أن ينتقم منها ويريها كيف يكون العذاب حقا
+
رمقها بحدة وتوعد وسريعا ما جذب خصلاتها بيديه، لتتأوه هى بألم كبير لدرجة إنها شعرت وكانه اقتلع شعرها فى يديه، بينما أقترب هو من أذنيها هامسا لها ببرود وهدوء يخطف الأنفاس:
+
- قصدك زي ما أمرت، أنا مبطلبش أنا بأمر بس، وبعدين مسمهوش طفح أسمه أكل، وكمان الفطار بيكون بعد الحمام يا عروسة
+
رمقها بنظرة ماكره ثم أكمل:
+
- وأنا بقى مش جايلي مزاج أستحمى لوحدي
+
توسعت زرقاوتِها من شدة الصدمة مما تفوه به، لقد أدركت جيدا ما يفكر فيه، لتبتلع ريقها بتوتر مُحاولة الفرار من بين يديه، ولكنه أحكم قبضته عليها جيدا، لتصرخ به بهلع أخرجته فى صورة غضب وهى تزجره بحدة:
+
- وأنا مالي تستحمى ولا تولع، سيب إيدي بقولك وأبعد عني
+
ضيق زرقاوتيه وهو يرمقها بالكثير من الخبث والمكر وسريعا ما أنحنى ليحملها وصار متوجها نحو المرحاض لتصبح كالعصفورة بين يديه:
+
- فى بلد أبويا وأبوكى الراجل لما بيأمر مراته بحاجة بتنفذها بمزجها أو غصب عنها
+
أوصد الباب جيدا بعد أن دلف بها إلى الداخل ومازال حاملا إياها، ثم أنزلها تحت المياة بقسوة لدرجة إنها كادت أن تنزلق قدميها وتسقط أرضا لولا تشبثها فى صنبور المياه، لترمقه بكثير من الغضب الممذج بالقلق والتوتر صارخة فيه بحدة:
+
- أفتح الباب وسيبنى أطلع
+
رمقها بلامبلاة مُعقبا بهدوء:
+
- أنتي هبلة يا بت ولا أيه؟ مسمعتيش عن المثل اللى بيقول هو دخول الحمام زي خروجه!
+
كادت أن تصيح به مرة أخرى بينما قاطعها وهو ينحني متخلصا من سرواله الداخلي بمنتهى الوقاحة وكأنها ليست موجودة
+
بينما شهقت هى بصدمة مما فعله وسريعا ما وضعت يدها فوق عينيها وهى تلتفت موالية له ظهرها بكثير من الخجل، هى لم يسبق لها أن ترى رجلا فى هذا الوضع من قبل، أو مرة ترى فيها جسد رجل عاري من قبل
+
شعر بالانتصار الشديد وهو يراها بهذا التوتر ولم يستطيع أن يخفي ابتسامته المتشفية بها، ولكنه أراد أن يزيد من غضبها أيضا ليضيف بإستهزاء:
+
- لا صدقت إنك وش كسوف
+
جذب يديها باعدا إياها عن عينيها مقربها نحوه بجرأة كبيرة، حينها لاحظ ثقل أنفاسها وصدرها الذى يعلو ويهبط من شدة الارتباك، أزداد شعوره بالرضا من نفسه ورمقها بهدوء على عكس ما بداخلة من كراهية نحوها
+
اقترب منها بشدة إلى أن أستطاع أن يستنشق رحيق أنفاسها، لا ينكر إنه شعر بقليل من الإثارة لفكرة تواجدها معه فى مرحاض واحد وهو عاري الجسد هكذا، لو لم تكن ألد أعدائه لكان أخذها أسفله على تلك الأرضية ليفعل بها ما يشاء
+
ولكن سريعا ما تحكم فى نفسه متوقفا عن تلك التخيلات الحميمة التى لا يجب أن يفكر فيها، خاصة تجاه تلك الفتاة فهو لا يريد أن يفعل معها ذلك الشيء، فمن المفترض إنه يشمئز منها ولا يجمعه بها سوا الإنتقام، اقترب من أذنها هامسا لها بهدوء مُضيفا بثبات:
+
- تروحي تجيبي الشاور والشامبو من على الرف وتيجي هنا عشان تكملي باقى أوامري
+
لا تدري لماذا إنصاعت لما قاله! هل خافت منه أم تستغل كل فرصة ممكنة للابتعاد عنه حتى لا يقوم معها باي فعل حقير مثله؟
+
توجهت لإحضار ما طلبه وقامت بوضعه على حافة المغطس الخاص به ثم أدارت وجهها لكى تبتعد عنه، ولكن منعتها قبضته التى حاوطت يديها:
+
- رايحة فين؟
+
رمقته بنفاذ صبر من أفعاله تلم صائحة بحدة:
+
- جبتلك اللى أنت عايزه أهو، عايز مني أيه تانى؟
+
أجابها بهدوء قاتل وكأن ما سيقوله شيء عادي هاتفا:
+
- زي أي ست فى حمام واحد مع جوزها، حميني يا مراتي
+
ضيقت ما بين حاجبيها باستنكار لا تعلم ماذا يقصد ذلك الغبى المغرور! أهو حقا يظن إنها ستلمس جسده وتمرر يدها على جميع أنحائه؟، كلا فهى شعرت بالخجل الشديد من مجرد التفكير فى هذا الأمر
+
كان التعجب والإندهاش كل ما يظر على تعبير وجهها بالأضافة إلى تلك الحمرة، بينما هو كان مازال محتفظا ببروده وهدوء أعصابه، لتشعر بالغضب تجاهه مدركة ما يفعله، هو يتلذذ بإهنتها وشعورها بذلك الخجل والتوتر أمامه
+
ييدو أن توترها وصدمتها من كل ما عانته منذ ليلة أمس جعلوه يظن إنها تخاف منه، حسنا إذا لتريه من تكون هى وإنها لا تخشى أحد، رفعت حاجبيها باستنكار مُعقبة:
+
- ليه! أنت مشلول ولا مكسح؟
+
جذبها من ذراعها بقسوة وغضب مما تفوهت به مُتحدثا إليها بأسنان ملتحمة مُعقبا:
+
- لا دي ولا دي بس مزاجى كده، ولو مبتعرفيش أنا ممكن أقلعك هدومك وأعلمك، أيه رأيك؟
+
توسعت زرقاوتيها بصدمة كبيرة من وقاحته الغير متناهية، لا تعلم ماذا تفعل بهذا المأذق التى تورطت به؟ لماذا يفعل بها هذه الاشياء؟ إلى ماذا يريد أن يصل بتلك الأفعال الحقيرة
+
ماذا لو رفضت هذا الطلب؟ ماذا سيفعل؟ أحقا سينفذ ما تفوه به؟ ماذا لو أن نفذه حقا! ماذا ستفعل؟ ليس أمامها خيارا أخر، يجب أن تُطيعه وإلا لا تعلم ماذا سيفعل ذلك الوغد
+
وضعت من هذا المستحضر على يديها وفركته بغيظ شديد وأخذت تمرر يدها على جسده بغضب وإحتقار وهى تتحاشى النظر إليه
+
بينما شعر هو بقشعريرة لم يجربها من قبل، لينتابه التعجب مما حدث، هذه ليست المرة الأولى له أن تلمسه إمرأة بل إنه يعتاد هذا الامر، ولكن لماذا شعر بهذا الاحساس الان؟
+
كانت يدها تتنقل على جسده بسرعة وغضب ولكنه يستمتع بكل لمسة منها، يشعر بالارتخاء بين أصابعها وهى تتنقل بداية من أكتافه هابطة نحو صدره ثم إلى بطنه وتعلو مرة أخرى ليشعر بإعادة الكرة من جديد
+
ظلت تتلمس جسدة واضعه ذلك السائل عليه مُتحاشية النزول إلى منطقتة رجولته أو مجرد النظر إليها، بينما لاحظ هو هذا الامر ولكنه لم يود أن يجعلها تتقرب منه أكثر حتى لا يفقض السيطرة على نفسه ويأخذها أسفله الان
+
رمقتة باشمئزاز بعد أن أنتهت من ذلك الامر ومن تجفيفة أيضا بعد أن أمرها بفعل ذلك، أبتعدت عنه وخرجت من هذا المكان قبل أن تقتله، أخذت نفسا عميقا وكانها كانت مُحاصرة بأحد الأماكن وينقطع عنها الهواء
+
بينما ذهب ليجلس هو على الفراش بمنتهى الغرور والكبر وهو لايزال بتلك المنشفه الملتفه حول خصرة أمرا إياها بمزيد من المكر:
+
- الهدوم اللى هلبسها عندك على الكنبه هاتيها وتعالي أقعدي تحت رجلي وساعديني ألبس
+
لقد طفح الكيل، لا تستطيع السيطرة على نفسها بعد الان، يجب أن تريه من يكون أيا كان ما سوف يحدث
+
اسرعت فى التوجه إلى الأريكة ملتقطة ملابسه ثم عادت إليه مرة أخرى ويبدو عليها التمرض والنفور لتقف أمامة بغيظ شديد مردفة بحدة:
+
- بقولك أيه أنا فاض بيا وأستحملتك كتير يا زفت أنت، غسلتك أخر تغسيلتك ونشفتك وكمان عايزني أقعد تحت رجلك ألبسك؟ لبسك جن ينططك أنت وأهلك كلهم
1
قالت جملتها الاخيرة وهى تلقي الملابس بوجهه بطريقة مُهينة له، وفى خلال لحظات كانت تشعر بالإرتجاف والفزع من تلك النظرة التى رمقها بها وتحول زرقاوتيه إلى تلك القتامة المُفزعة..
1
يتبع...
+