رواية كيف اعيش معك الفصل الثالث 3 بقلم حسناء محمود


ذهبت لمار لحجره الضيوف حانقه على ما فعله عمر بها
ما بال هذا الـ عمر لماذا يفعل هكذا
لماذا يفعل بها جميع الناس هذا وليس عمر وحده
ليس لها ذنب سوى انها ولدت فتاه
فى مجتمع يرى من تثور على خطأ او ترفض ان تعيش ذليله فى عالم الماديات الحقير فتاه عاهره ينهش فى عرضها كل من هب ودب ! لمجرد انها هربت من عائلتها
اكيد واحده مش محترمه
دى اكيد عملت حاجه واهلها عرفوا
دى اكيد دى اكيد دى اكيد
يترك الناس السبب الرئيسى ويحكمون على رد الفعل فقط !
شردت لمار اكثر فى افكارها المتشابكه تلعن الناس وتلعن حظها الذى وضعها فى عائله ماديه لا تراها سوى خزينه نقود متنقله !
وبعد دقائق قطع شرودها دخول الداده الغرفه
الداده : ايه يابنتى مشيتى ليه
لمار باستغراب : مشيت ليه ؟ يعنى كنت استنى يقول ايه اكتر من كدا
الداده بأسف : معلش حقك عليا
لمار : لا حقك عليا انا انى حطيتك فى الموقف دا
النصيب بس اللى خلانى اقع قدام عربيته
يلا الحمد لله
الداده : خلاص يابنتى انا كلمته وان شاء الله يوافق تشتغلى هنا
لمار : انا مش هستنى الاذن من سى السيد عشان يوافق او لاء
انا همشى ياداده وربنا كبير
الداده : يانهار ابيض تمشى فين يابنتى وهو انتى ليكى مكان تقعدى فيه
لمار بحزن : هحاول ادور على اى شغل انا دكتوره صيدلانيه ومعايا شهاده اكيد هلاقى ان شاء الله
الداده : مينفعش يابنتى الدنيا وحشه واديكى شوفتى
لمار : مفيش بايدى حاجه معلش ياداده متضغطيش عليا وكتر الف خيرك لحد كدا
الداده بحزن : يعنى هتسبينى دا انا اتعلقت بيكى من يوم واحد بس
لمار : والله وانا كمان بس معلش بقى النصيب وان شاء الله لما ابقى احسن وحقى يرجعلى هجيلك تانى
الداده : طب بصى يابنتى انا عندى شقه كنت عايشه فيها انا والمرحوم جوزى ولما مات عشت معاهم هنا
بصى هى فى مكان شعبى شويه بس اهو اى حاجه لحد ما ربنا يكرمك اقعدى فيها
لمار بفرحه : يااه بجد ياداده مش عارفه اشكرك ازاى
وقامت واحتضنتها
انتى لسه بتعرفينى ان الدنيا فيها خير
الداده : متخافيش يابنتى ربنا مش بيسيب حد واكيد حطنى سبب فى طريقك
لمار : الحمد لله
الداده : بس خليكى لبكره وهاجى معاكى اعرفك الطريق وننضف الشقه بقالها كتير متفتحتش
لمار : لا بالله عليكى خلينى اروح انهارده انا مش مستحمله اقعد هنا
الداده بتفكير : طب بصى خلينا لوقت الغدا اخلص الاكل ونروح سوا
لمار : ماشى اتفقنا
------------------------------------------------------------
وفى وقت الغدا تجمع الجميع على مائده الطعام كما هو معتاد فى هذه العائله,,,,,,,,
ممدوح : ها يا عمر اخبار الشركه ايه
عمر : الشغل واقف شويه
الزراعه مبقتش قد كدا اليومين دول
ممدوح : وبعدين ؟
عمر : مفيش خلاص كلها شهر وموسم الحصاد يبدأ ونشتغل
بالمناسبه يا ممدوح انا سألت على لمار ولقتها فعلا بنت كويسه ممكن تشغلها عندك فى صيدليه المستشفى حتى عشان خاطر الداده
ممدوح : طيب وماله مفيش مشكله
سلمى بغيظ : ياسلام ما صدقت انت
عمر : ها هنبدأ بقى اقوم انا احسن
وبالمره اقول للداده
ممدوح : خليها تجيلى بكره فى المستشفى وانا هظبط الموضوع
غادر عمر واتجه لغرفه الضيوف
ممدوح ونظر لسلمى : عجبك كدا كل مره تحرجينى قدام اخويا
سلمى : وهو حد غريب يعنى ما هو ابن عمى برده
ممدوح : سلمى قولتلك مليون مره مبحبش كدا انتى امتى هتعقلى
سلمى بغيظ : يعنى هتتخانق معايا عشانها
ممدوح : لا عشانها ولا عشان غيرها انا هقوم احسن .....
----------------------------------------------------------------
طرق عمر باب الغرفه
وكانت الداده ولمار فيها
لمار : اتفضل
عمر : مساء الخير
الداده ولمار : مساء النور
عمر : احم انا كنت عايزك فى حاجه يا انسه لمار
لمار بـلامبالاه : خير ؟
عمر : انا وافقت ع شغلك وكلمت الدكتور ممدوح هيستناكى بكره الصبح فى المستشفى بتاعته هوصى عم احمد السواق ياخدك لحد هناك
قال هذه الجمله والتفت سريعا ليغادر الغرفه
استوقفته لمار قائله : استنى لو سمحت
التفت اليها فى هدوء : نعم ؟
لمار بكبرياء : شكرا لمجهودك بس انا خلاص صرفت نظر ومش عايزه اشتغل انا ماشيه اصلا
ضاقت عينيه واقترب منها نظر فى عينيها مباشره وقال بصوت
غاضب : لعب عيال هو عشان تقولى عايزه اشتغل وترجعى فيه
تدخلت الداده اخيرا بعد ما اعتادت ان تشاهد مبارايات الكلام بين لمار وعمر !
: لا يابنى مش قصدها بس ..
قاطعتها لمار : استنى ياداده لو سمحت
وردت بسخريه
حضرتك انا بس مش عايزه اشغل عندك واحده شبهه زى افرض قاتله قتيل ولا حاجه اضرك برده ؟ طب دا حتى عيب
نظر لها عمر للحظات ثم ابتسم ورد ببرود : اممم طيب مفيش مشكله لما تحتاجى الشغل روحى لدكتور ممدوح هو هيتصرف
وانصرف بكل هدوء مما اغضب لمار التى اعتقدت انها قد اغضبته ولكن ياجبل ما يهزك ريح !
الداده : ليه كدا يابنتى انتى محتاجه الشغل دا مش احسن من المرمطه
لمار بعند : لا انا كرامتى اهم من اى حاجه
الداده : ايه اللى دخل الكرامه بس دلوقتى
لمار : معلش ياداده سبينى براحتى
يلا عشان نمشى
-------------------------------------------------------
وبعد عده ساعات
كانت لمار تقف على اعتاب شارع شعبى فى السيده زينب
كما نراه فى المسلسلات
الشوارع الضيقه المزدحمه والبيوت التى من شده تلاصقها تحسبها واحده
وجوه الناس البسيطه و المحلات الصغيره المنتشره فى ارجاء الحى
الداده : ياااه الشقه وحشتنى اوى
لمار : انتى مجتيش هنا من زمان
الداده : من 5 سنين من يوم ما جوزى توفى
عمر وممدوح مكنوش بيرضوا اجى ودايما كانوا يبعتوا عم احمد يطمن على الشقه
لمار بابتسامه : طيب يلا انا سبب اهو انك تيجى تانى
الداده : طب يلا بينا واحفظى كويس عشان متوهيش بعد كدا
سارت الداده وخلفها لمار لتريها الشقه
وبعد بضعه بيوت انحرفت يمينا ووقفت
نظرت الداده للاعلى واشارت
:اهى هى اللى فى الدور التالت
ثم توجههت للعماره وصعدت السلم المؤدى للدور الثالث
فتحت الداده الباب وكان التراب مسيطر و الظلام سيد الموقف
الداده : بسم الله ولجنا ، وبسم الله خرجنا ، وعلى ربنا توكلنا
السلام عليكم
رددت ورائها لمار دعاء دخول المنزل
دخلت الداده ثم اضاءت الشقه
الداده : الحمد لله اللمبه لسه شغاله
تعالى يا لمار
دخلت لمار ودارت عيناها فى هدوء داخل الشقه والتى كانت تتكون من غرفتين وصاله بسيطه
تعالى افرجك على اوضه حنان
قالت هذه الجمله واتجهت الى احدى الغرف
لمار بتساؤل : حنان مين ؟
الداده بابتسامه : بنتى الله يرحمها
كانت عروسه زيك كدا وتوفت مع ابوها فى حادثه
لمار بحزن : البقاء لله ربنا يرحمها
الداده بتنهيده : امين يارب
واهو ربنا عوضنى بيكى يابنتى ولا ايه
لمار بابتسامه : اانا اللى ربنا عوضنى بيكى
الداده : طب يلا بينا ايديك معايا عشان نلحق ننضف قبل ما الليل يليل عليا
---------------------------------------------------------
وفـى الفيلا
ممدوح بتعجب : ياسلام طب وليه مشيت !
عمر : ياسيدى وانا مالى ما تسأل الداده وبعدين احنا هنوجع دماغنا ليه ما احنا عملنا اللى علينا وخلصنا
ممدوح : تمام بس مستغرب طب راحت فين ؟
عمر : الداده قبل ما تنزل قالتلى انها هتوديها الشقه بتاعتها
يارب بس مترجعش منكده وترجع تفتكر تانى
ممدوح : هى مبتنساش اصلا عشان تفتكر بس اطمن مدام هتخدم حد هتبقى مبسوطه ما انت عارفها
عمر بتنهيده : معاك حق
ممدوح : احم طب بقولك ايه عايزك فى حاجه
عمر : ها ؟ كدا انا قلقت
ممدوح : يعنى اسامه هيجى كمان كام يوم كدا على الغدا
عمر بغضب : وايه اللى هيجيب البنى ادم دا هنا حد قالك تعزمه !
ممدوح : مش انا ياسيدى هو اللى عزم نفسه اقوله ايه اتحرجت
عمر : بنى ادم لزج
طيب كويس انك قولتلى عشان مجيش فى اليوم دا
ممدوح : برده مفيش فايده ؟
عمر بحزم : ايوه انت عارف ان مفيش بينا عمار
ممدوح : ماشى اللى يريحك
---------------------------------------------------------------
فى الشقه ,,,,,,
لمار : خلاص ياداده كفايه كدا روحى انتى وانا هكمل
الداده : لا طبعا هتعملى كل دا لوحدك
لمار : مش كل دا ولا حاجه احنا نضفنا الاساسى فاضل بس الاوضه والصاله
روحى عشان متتعبيش وانا هبقى اتسلى واعملهم انا
جلست الداده لتستريح ثم ردت قائله : انتى عنيده اوى يابنتى
لمار ضاحكه : ههههههه طول عمرى اصلى طالعه لامى الله يرحمها
الداده : ياااه دى زمانها كانت تاعبه باباكى
لمار : لا والله دا كان بيموت فيها
الداده : هههههه الله يرحمهم
قامت الداده واخرجت بعض النقود من يدها
وقالت : خدى دول يابنتى خليهم معاكى
لمار : لا ياداده ربنا يخليكى انا لسه باقى معايا فلوس كانوا فى جيبى قبل ما يحصل اللى حصل
الداده : ليه يابنتى هو انا مش زى امك خديهم ياستى لحد ما تشتغلى وابقى رديهم تانى
لمار باحراج : خلاص ماشى ربنا يخليكى ليا
الداده : تعالى انزلى معايا فى محل تحت العماره ع طول عشان تجيبى اكل
لمار : حاضر هغسل وشى بس من التراب دا
وبعد قليل نزلت لمار والداده واشترت بعض الطعام وتعرفت على البائع الطيب والتى قد اوصته الداده كثيرا على لمار
ولم يفوتها ايضا توصية جيرانها المقربون حتى يطمئن قلبها
الداده : مش عايزه اى حاجه تانيه يابنتى
لمار : لا ربنا يخليكى كتر الف خيرك
الداده : ماشى يابنتى خدى الرقم دا لو عوزتى اى حاجه اتصلى عليا وانا ان شاء الله يومين وهجيلك
لمار : حاضر انا هنزل من بكره ادور على شغل ان شاء الله
الداده : ماشى يابنتى ربنا يوفقك وابقى طمنينى يلا سلام عليكم
لمار : وعليكم السلام
وبعد ان خرجت الداده بدقائق احست لمار بالوحشه
ولكنها لم تبالى فقد اعتادت عليها منذ اعوام
قامت لمار وفتحت اذاعه القرأن الكريم لكى يأنس وحشتها
ودعت الله انا يوفقها ويرزقها عمل فى الايام القادمه......