اخر الروايات

رواية كيف اعيش معك الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم حسناء محمود

رواية كيف اعيش معك الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم حسناء محمود 


الحلقه الثالثه والثلاثون ♥

استيقظت لمار فى الصباح الباكر نظرت بجوارها وجدت عمر مازال نائما وعلى وجهه تلك الابتسامه الرقيقه .. ابتسمت لمار تلقائياَ
ونهضت من الفراش بهدوء شديد حتى لا توقظه .. دخلت الى مطبخهم الخاص وبدأت فى تحضير الفطور ..
قضت وقتاً ليس بالكثير وعادت مره اخرى الى الغرفه .. اقتربت من فراشه بهدوء ..

لمار بهدوء : عمر .. عمر

فتح عمر عيناه بسرعه وجد لمار واقفه بجواره نهض فوراً وقال بسرعه : لمار ! ايه فى ايه حصلك حاجه انتى كويسه ؟

قاطعته لمار : ايه مفيش حاجه اهدى بس انا كويسه

زفر عمر بارتياح وقالت لمار : انا اسفه خضيتك كنت بصحيك عشان نفطر سوا

عمر بابتسامه : اصلك اول مره تصحينى وبعدين انا سمعت صح ؟ انتى عامله فطار ؟ ليه هى الدنيا اتهدت

لمار ضاحكه : حتى اول ما بتصحى لسانك طويل طب تصدق انا غلطانه هروح افطر لوحدى

امسك عمر بيدها بسرعه قائلا : خلاص خلاص بهزر استنى انا جاى اهو

لمار : ماشى مستنياك فى المطبخ

خرجت لمار من الغرفه .. ابتسمت فى داخلها دائما اول ما يشغل بال عمر سلامتها .. ولكن .. سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما ذكرها عقلها بوضعهم الحالى ..
وضعت يدها على رأسها لتسكت صوت عقلها وجلست تنتظر عمر ..

لم تشعر لمار بوجود عمر الذى كان يراقبها لطالما احب عيناها الزرقاوتان وهى شارده ..
ابتسم عمر واقترب منها بسرعه قائلا : بخ انا جيييييييت

وضعت لمار يدها على قلبها وقالت بسرعه : عمر حرام عليك خضتنى

عمر ضاحكاً : وانتى من امتى مش بتتخضى

لمار بضيق : شكلك رايق على الصبح

عمر بهيام : ومين ميبقاش رايق لما يصحى على العيون الزرقا دى

ابتسمت لمار بخجل وقالت : طب اقعد يارايق عشان تفطر

عمر : هييه و أدى قاعده ياستى قوليلى بقى عينكى زرقا لمين ؟

لمار بابتسامه : لماما الله يرحمها

عمر : اااه عشان كده عمو وقع فيها واتجوزها

لمار ضاحكه : مش بالشكل على فكره

عمر : منا عارف ومش بتكلم على الشكل بس روح عنيكى حلوين

لمار باستغراب : روح عنيا ازاى يعنى

عمر : يعنى لو انتى روحك وحشه هتظهر فى عينك مش سااعات كده بتلاقى ناس عنيها جامده ؟ اهى دى بقى روح العين

لمار : ومنكم نستفيد

عمر مشاكساً : عدى جمايل

لمار : طب كل وانت ساكت

عمر : ماشى انتى جهزتى كل حاجه عشان السفر ؟

لمار : اه كله تمام

عمر : انا هروح الشغل اظبط شويه حاجات واجى قبل الظهر اخدك ونروح ناخد سهام

لمار : وانا هكون حضرت الاكل لينا

عمر : لا اكل ايه وهتتعبى نفسك انا اصلا حجزتلنا فى شاطئ خاص وفيه اكل كويس

لمار : لا عادى مش هتعب ولا حاجه

قام عمر من مكانه واقترب منها امسك يدها وقبلها برقه قائلا : تسلم ايديكى الفطار حلو اوى ومتتعبيهاش اكتر من كدا

ابتسمت له لمار تلقائياُ واكتفت بايماءه بسيطه .. تركها عمر وذهب الى الغرفه ارتدى ملابسه وذهب الى عمله

وبعد خروجه هاتفت لمار صديقتها لتؤكد عليها معادهم ..

---------------------------------------------------------------------

عمر : يعنى كده كل حاجه تمام ؟

سعد : اه انا اتفقت مع مندوبين وفعلا بدأوا ينزلوا ويتفقوا مع محلات الورود الكبيره ودا بالنسبه للنوع الجديد

عمر : تمام اوى وبالنسبه لللاجتماع اتحدد ؟

سعد : اه انا خليته بعد بكره تكون رجعت من اسكندريه واستريحت يوم عشان تبقى فايق

عمر : ان شاء الله عشان نبقى جاهزين للمناقصه

سعد : متقلقش لحد دلوقتى كل حاجه تمام

عمر : ماشى وانا هاخد الورق معايا البيت وهشوفه بكره عشان ابقى خلصت اخر حاجه قبل الاجتماع

سعد بقلق : هطلعه بره المكتب ليه دا ورق مهم

قاطعه عمر قائلا : متقلقش انا هحطه فى اوضتى محدش بيدخل فيها

سعد : ربنا يستر

عمر : يارب .. يلا انا هقوم عشان متأخرش عليهم

سعد : ايوه ياعم يسهلوا

عمر ضاحكا : يسهلوا ايه شايفنا رايحين لوحدنا اهو كله عشان خاطر الاستاذ عمرو

سعد : معلش ياعم عمرو طول عمره جدع معانا جه الوقت اللى نخدمه مره

عمر : ع راسى من فوق عقبال ما نتفقلك ياصاحبى

سعد : ان شاء الله يلا انت عشان متتأخرش اكتر من كده وانا هقوم معاك اروح مكتبى

عمر : ماشى يلا بينا

توجه عمر الى الفيلا ليقل لمار .. وقف خارجا وامسك هاتفه اخبرها بانتظاره لها امام البوابه الخارجيه .. نزلت لمار بسرعه واستقلت السياره ..

لمار : مبروك على العربيه

عمر : عجبتك ؟

لمار : اه بحب اللون الازرق

عمر : جبتها على لون عنيكى

ابتسمت لمار بخجل واكمل عمر قائلا : انا غلطان انى لبستك الحجاب

لمار باستغراب : ليه ؟

عمر : اصلك احلويتى زياده فيه

لمار ضاحكه : انت مفيش فايده فيك

عمر : بذمتك مش معايا حق ؟

لمار بجديه : عمر اطلع بينا على المستشفى سهام فى الشغل

وضع عمر يده على رأسه قائلا : اخ كنت هنسى

لمار : تنسى ايه ؟

عمر : ورق مهم هحطه فى الخزنه استنينى ثوانى هطلع بسرعه واجى شوفتى حلاوتك دى بتنسينى الدنيا كلها

وكزته لمار فى ذراعه قائله : اطلع بسرعه يلا عشان منتأخرش

ضحك عمر وذهب مسرعا .. جلست لمار مسترخيه فى انتظاره .. دقائق معدوده وعاد ثانيه ثم توجههوا الى سهام ..

---------------------------------------------------------------------

عمر : خليكوا هنا بقى انا هكلم عمرو اقوله على مكانا واجى

التفت عمر الى لمار التى كانت تجلس بصحبه سهام حول منضده امام البحر مباشره ..

سهام بتردد : هو .. هو لازم يجى ؟

وكزتها لمار فى ذراعها وضحك عمر بشده قائلا : ايه يا دوك اجمدى كده انتى خايفه ليه ؟

سهام بغضب : ااه لمار ايدك صعبه ثم التفت الى عمر : مش خايفه بس ..

عمر : متقلقيش احنا معاكى اهو يلا خليكوا هنا انا جاى ع طول

ابتعد عمر قليلا وامسك بهاتفه ..

عمرو : ايوه

عمر : ايوه يابنى انت فين ؟

عمرو : انا على البوابه خلاص اهو انتوا فين بظبط

عمر : ادخل يمين وامشى على طول احنا ع الشط بظبط مفيش ناس كتير

عمرو : خلاص تمام انتوا هتقعدوا معانا ؟

عمر : اومال عايز تستفرد بالبت لوحدك

عمرو ضاحكا : استفرد ايه ياعم انا بقول عشان اعرف اتكلم معاها يعنى

عمر : متخافش شويه وهسيبكوا انا ولمار بس مش هنبعد عنكوا برده ها مش هنبعد

عمرو : ايه ياعم انت هتذلنا وبعدين انت مش عندك شغل خد مراتك وروحوا وانا هصرف نفسى

عمر : لا يا فالح مش ورايا شغل انا قولت كده بس عشان لمار ترضى تيجى اسكندريه

عمرو : يعنى مصلحه مشتركه اهو بلاش رخامه بقى

عمر ضاحكا : والله يابنى مش بتراخم بس مينفعش وهى مكسوفه لوحدها اصلا متزودش انت بس عشان الموضوع يعدى على خير وانا هسيبكوا لوحدكوا متقلقش

عمرو : حاضر انا خلاص وصلت انت فين بظبط

عمر : على البحر بظبط امشى قدام شويه هتلاقينا

عمرو : ماشى سلام

اغلق عمر الخط وعاد اليهم ثانيه

سهام : انا قلقانه اوى

لمار : ياحبيبتى من ايه ما احنا معاكى اهو

سهام : لمار هموت من الكسوف بجد

لمار : شوف البت اللى كانت بتشجعنى طلعتى كلام فى الفاضى

سهام : اوووف تصدقى انك رخمه

لمار ضاحكه : خلاص بهزر

سهام : بقولك ايه اوعوا تمشوا وتسيبونا لوحدنا

لمار : لا يابنتى نسيبكوا ايه احنا قاعدين اهو

سهام : طب خلاص خلاص عشان عمر جاى

جلس عمر بجوار لمار قائلا : عمرو جاى دلوقتى

اعتدلت سهام فى جلستها وأومأت لمار برأسها .. وفى هذه اللحظه وصل عمرو ..

عمرو مبتسماً : السلام عليكم جميعا

عمر : وعليكم السلام اقعد

عمرو : ازيك يا مدام لمار

لمار بابتسامه : الحمد لله تمام حمد الله على سلامتك

عمرو : الله يسلمك ثم التفت الى سهام بابتسامه مشرقه : ازيك يا انسه سهام

سهام بصوت مبحوح : الحمد لله

عمر : ها تشربوا ايه بقى ؟

لمار : لا انا مش عايزه اشرب عايزه ايس كريم

عمر : دا انتى داخله على طمع بقى

لمار بزهو : دا اكيد

عمر : طيب وانتى يا سهام ؟

سهام بصوت منخفض : زى لمار

عمر : وانت يا كابتن ؟

عمرو مقلداً سهام : زى سهام

نظرت له سهام بضيق بينما ضحك عمر بشده وقال : طب خلاص هنروح نطلب بقى يلا يا ليمو

لمار : ماشى يلا

نظرت لها سهام بتحذير ولكن تجاهلتها لمار وامسكت بذراع عمر ومشوا سوياُ وما ان ابتعدوا حتى على صوت لمار بالضحكات

عمر بضيق : وطى صوتك متضحكيش بصوت عالى كده

لمار ضاحكه : معلش مش قادره امسك نفسى على شكل سهام هتولع فيا

عمر : انا كنت خايف تقوليلى لا

قاطعته لمار : لا منا فهمت بقى وحبيت اعمل فيها مقلب بس برده مش عايزين نسيبهم لوحدهم

عمر : متقلقيش هنطلب الاوردر بسرعه ونرجع بس شويه كده وهنقوم نقعد فى التربيزه اللى جنبهم عشان يعرفوا يتكلموا

لمار مبتسمه : ماشى يلا بينا

لم يسد الصمت كثيرا سرعان ما قطعه عمرو قائلا : انا مبسوط اوى انك وافقتى نقعد مع بعض

اكتفت سهام بايماءه بسيطه ولم ترد

اكمل عمرو كلامه : اعرفك بنفسى انا عمرو صحفى فى جريده .. وعندى 26 سنه وحيد اهلى ماما متوفيه بس بابا موجود اخويا الوحيد مسافر بره ومليش صحاب غير
عمر وسعد و عبد الرحمن

انتظر عمرو قليلاً لم يجد منها رداُ فأكمل كلامه : بصى انا عارف انى رخمت عليكى فى الفرح مع انى كنت بهزر والله ومش قصدى بس يعنى ..و صمت قليلا ثم قال
لفتى نظرى وكنت عايز اعرف انتى مين ممكن بقى تقوليلى انتى مين ؟ ولا هتفضلى ساكته كده

احمرت وجنتا سهام خجلاً تشجعت قليلاً وردت قائله : انا سهام

أوما عمرو برأسه مبتسماً لتُكمل كلامها .. تنحنحت سهام واكملت : صيدلانيه هكمل 24 سنه قريب .. ليا اخ فى ثانوى .. ماما موجوده بس بابا توفى .. كان ليا صحاب كتير

صمتت قليلاُ فقال عمرو متسألاُ : وراحوا فين ؟

سهام : يعنى كل واحده فيهم اتجوزت وبقى ليها حياتها

عمرو مبتسماً : وانتى بقى متجوزتيش ليه لحد دلوقتى

سهام ساخره : ايه شايفنى كبرت على الجواز

عمرو بسرعه : لا والله مقصدش بس انا كنت مفكرك قد لمار و..

قاطعته سهام قائله : متجوزتش عشان ملقتش اللى انا عايزاه

عمرو : ممكن اعرف بقى ايه اللى انتى عايزاه

صمتت سهام ولم تجيب

عمرو : لو مش عايزه تجاوبى دلوقتى خلاص نغير السؤال

سهام : لا عادى .. بابا وماما اتجوزوا عن حب كنت شايفه ان علاقتهم ناجحه جدا وكان نفسى وصمتت قليلا واكملت انى ابقى زيهم اخد واحد بحبه وبيحبنى

بس انا عمرى ما حبيت .. وانا فى ثانوى كنت شايفه انى لسه صغيره ولما روحت الكليه كنت مركزه فى الدراسه وبس رغم ان كان فيه زمايل ليا كتير فتحوا الموضوع
معايا بس انا مكنتش فاضيه او مش عارفه ليه .. ولحد دلوقتى كل اللى بيتقدموا بيبقى جواز تقليدى مجرد شافنى وعجبته ..
زى ما تبقى دخلت محل وشوفت حاجه عجبتك ورحت تشتريها .. كله بيعتمد على الشكل وبس محدش شاف سهام من جوا وعجبته وقال ايوه عايزاها
تنهدت سهام وصمتت ..

عمرو مبتسماُ : تعرفى انتى مشكلتك مش انك كنتى صغيره او مشغوله بالدراسه الحب مش مرتبط بوقت معين هو بيبقى حاجه كده فجأه بتحصل متعرفش
امتى وازاى .. " الحب عمره ما كان بشروط " انتى بس ملقتيش الروح اللى تحسى معاها كده مش اكتر

رفعت سهام رأسها مبتسمه فلقد اعجبها كلامه بشده .. اكمل عمرو كلامه قائلا : انا سألتك انتى ليه متجوزتيش لحد دلوقتى وكنت متوقع انك هترديلى السؤال بس مسألتيش

هعتبر انك سألتى وهقولك متجوزتش لحد دلوقتى عشان برده مش مقتنع بجواز الصالونات اهلى يخترولى واحده واروح اتقدم عجبنى شكلها واتفقت مع اهلها على فلوسها
اشيل وامشى انا دايما شايف ان الجواز اكبر من علاقه ماديه جسديه وخلاص وفى نفس الوقت شايف ان الحب لوحده مش كفايه فى شويه حاجات قبله
ومعاه لازم تبقى موجوده

سهام بتساؤل : ازاى ؟

عمرو : بصى مش احمد شوقى قال نظره فابتسامه فسلام فكلام فموعد فلقاء ؟
انا بقى شايف انه نظره برده وارتياح للروح وقبول من الطرفين ومعاد عند اهلها ودا اللى انا عملته معاكى

ابتسمت سهام خجلاً فاكمل عمرو حديثه متشجعاُ : دا بظبط اللى حصلى معاكى من اول مره شوفتك حسيت فيكى حاجه مختلفه مرتاح ليكى من غير ما اعرفك
ولما كلمتك واتراخمت عليكى طبعا

ضحكت سهام برقه عند قوله ذلك وأومأت برأسها ..

عمرو : دا كان يوم كتب الكتاب وفضلتى فى بالى طول الوقت وانا اول مره بنت تعلق معايا بالشكل دا ولما سألت عليكى وعرفتى انك صاحبه لمار فرحت جدا
ومعرفش ايه السبب ويوم الفرح عينى منزلتش من عليكى غضب عنى وبعدين بقى ياستى حسيت انى وقعت وقولت لا لازم اخد خطوه واعرفك ..

ابتسمت سهام وزادت حمره وجنتها . .

لمار : شكلهم مندمجين اوى فى الكلام

عمر : اه طب بصى ما تيجى نقعد على التربيزه اللى جنبهم دى لحد ما يخلصوا

لمار: لا ما تيجى نقعد على الرمل

عمر : هتبوظى هدومك

لمار : لا لا منا عامله حسابى ومعايا هدوم زياده لينا

عمر مبتسماً : خلاص يلا بينا ياستى

سهام بتردد : يعنى انت عمرك ما حبيت قبل كده ؟

عمرو : بصراحه ؟ هى مره واحده وكانت من طرف واحد وتقدرى تقولى اعجاب بس مش اكتر كانت زميلتى فى الكليه وفضلت معجب بيها الاربع سنين
واليوم اللى اتشجعت فيه عشان اقولها لقتها اتخطبت

ضحكت سهام وقالت : حظوظ

عمرو : الحمد لله ان نصيبى مجاش معاها ازاى كنت هضيعك كده

ابتسمت سهام واخفضت رأسها ثانيه

عمرو مشاكساً : ها هنكتب الكتاب ونعلى الجواب امتى بقى

سهام باستغراب : كتب كتاب

عمرو مقاطعا : اه من مش عايز فتره الخطوبه تطول عشان نبقى براحتنا يعنى وكده

سهام : ومين قالك انى وافقت على خطوبه اصلا

عمرو بخبث : قلبى قالى

سهام بجديه : ع فكره لسه مخلصناش كلامنا ولا سألتك اللى انا عايزاه

عمرو : خلاص خلاص بهزر اتفضلى يافندم اسألى براحتك

سهام : قولى الاول بتصلى ؟ ولو بتصلى مواظب عليها ولا بتصلى سطر وتسيب سطر ؟

عمرو : الحمد لله مش بسيب فرض بس بصراحه مش بصلى كله فى المسجد يعنى اوقات اجازتى ولو معنديش شغل كتير مثلا بنزل

سهام مبتسمه : الحمد لله طب وبتدخن ؟

عمرو : ولا بطيق ريحتها

سهام بتردد : وهتسيبنى اشتغل ؟

عمرو مبتسماُ : اكيد طبعا مش بعد كل سنين الدراسه والتعب دا هقولك اقعدى فى البيت بس هطلب منك حاجه واحده بس انك متفضليش شغلك على بيتك

سهام : اه دا اكيد طبعا

عمرو : انا عايز اسألك سؤال مهم الاول وبعد كده كملى اسئله براحتك

سهام : اتفضل

عمرو : الاهم من كل دا انتى مرتاحه ليا ؟ حاسه بقبول يعنى ؟

صمتت سهام خجلاُ .. نظر له عمرو مترجياُ فتشجعت قليلاُ واومأت برأسها موافقه ..

ابتسم عمرو ابتسامه واسعه قائلا : الحمد لله بدايه مبشره عايزين بقى نتفق على شويه حاجات ...

عمر : بتعملى ايه اتعدلى

لمار بطفوليه : ايه ياعمر عايزه انام على الرمل

عمر : تنامى فين الناس حوالينا

لمار : حوالينا ايه مفيش غيرنا تقريباُ على الشط

عمر متبرماُ : لا برده متناميش كده

وضع عمر يده تحت خصرها ورفعها اليه مباشره نظر لها قليلاُ وقال : كده حلو

احمرت وجنتا لمار من حركته المفاجأه وصمتت .. التفت عمر ناحيه عمرو وسهام وقال : سهام بتضحك يا فرج الله

ضحكت لمار بشده على جملته وقالت : طب يدوب نلحقهم بقى

عمر : لا سبيهم احنا كده كده شايفينهم وبلاش نقطع كلامهم

لمار : ماشى بس صدقنى سهام هتولع فيا

عمر ضاحكاُ : متخافيش لو حصل نصيب ان شاء الله هتشكرك

لمار : يا رب

ساد الصمت قليلاً .. قاطعته لمار قائله بسرعه : عمر ايه دا مش انت عندك شغل كده اتأخرت ؟

عمر : لا منا كدبت كدبه بيضا وقولت اقولك عندى شغل عشان توافقى تيجى

لمار عابسه : ع فكره انا بحب البحر لو قولتلى كنت جيت عادى

عمر : بتحبى البحر ؟

لمار : اه اوى

عمر مبتسماُ : يا بخته

ضحكت لمار قائله : متوهش بجد متكدبش تانى

عمر : حاضر

قامت لمار من مكانها واقفه .. تمشت قليلاُ الى الامام ..

قال عمر : راحه فين ؟

لمار : عايزه اتمشى فى الميه شويه

صمت عمر واكملت لمار نحو المياه .. بللت قدمها قليلاُ .. ثم كشفت عن ساقيها وتوغلت اكثر .. وقفت لمار يمتد امامها البحر بزرقه مياهه وامواجه المتقلبه
كتقلب مشاعرها نحو عمر ! .. تاره تنفر منه وتاره اخرى تحب قربه هى كذلك منذ بدايه عهدها به ولكن ما جد عليها ميلها نحو قربه اكثر ! ..
ابتسمت لمار عند تذكرها قول عمر الموج الازرق فى عيناكى يجرجرنى نحو الاعمق .. عقدت ذراعيها امامها أخذت نفس عميق تستنشق به رائحه البحر المحببه لقلبها
أغمضت عينيها لتستمتع بصوت الامواج .. وفجأه

حُملت من ذراعيها .. صرخت لمار وفتحت عيناها بسرعه .. وقف عمر حاملاُ اياها ضاحكاُ بشده .. احمرت وجنتا لمار من الغضب وصرخت به : عمر انت بتهزر خضتنى

عمر مشاكساُ : منا عارف انك اتخضيتى

حاولت لمار التخلص منه ولكنه زاد من قبضته عليها وقال : متحاوليش مش هنزلك

لمار : يووه يا عمر بلاش رخامه

ادارها عمر وحملها بيديه كالاطفال قائلا : اهدى بقى ايدى هتوجعنى هنزلك الميه

لمار بسرعه : لا لا مش عايزه انزل

لم يعطى لها بالا وتوغل عمر اكثر فى المياه حتى وصلت الى منتصف ساقه

لمار بترجى : عمر كفايه عشان خاطرى

عمر : بتخافى من الميه ؟

لمار : اه انا اخرى اقف على الشط بس

عمر بحنيه : بتخافى وانتى معايا ؟

لمار : عمر مش وقته عشان خاطرى

عمر مهدئاُ : متخافيش انا شايلك مش هسيبك

تذمرت لمار ولكنها بدأت فى الهدوء تدريجياً

عمر مشاكسا : ايه احساسك وانا شايلك كده

لمار : حاسه انى بنت اختك

عمر ضاحكاُ بشده : لا انتى بنتى مش بنت اختى قوليلى بقى بتخافى من الميه ليه ؟

لمار : عشان غرقت وانا صغيره وعندى عقده منها

عمر : طب غمضى عينك واسمعى الموج كدا وحسى بالميه مش هتخافى

نظرت له لمار ولم تستجيب فقال عمر : يلا غمضى

اطاعته لمار وأغمضت عينيها .. نظر عمر اليها وابتسم فكانت فعلا كطفلته .. انزلها عمر تدريجياُ كادت ان تلامسها المياه .. فتحت لمار عينيها بسرعه
وصرخت قائله : لا عمر ارفعنى بجد بخاف

عمر : حاضر حاضر اهدى بس خايفه من ايه

لمار : لا عشان خاطرى

رفعها عمر اليه ثانيه .. وبعد ثوانى انزلها فجأه .. صرخت به لمار ثانيه .. دار بها عمر ضاحكاً بشده

لمار بغضب : خرجنى يا عمر

عمر : خلاص والله مش هعمل حاجه تانيه بصى هنزلك تقفى جنبى

لمار : لا الميه هطولنى

عمر : لا متخافيش انا واقف اهو

انزلها عمر من يديه بهدوء .. وأمسكها من خصرها .. وقفت لمار بجواره وصلت المياه الى ما بعد منتصف ساقيها فارق الطول بينها وبين عمر فتشبثت به .. ..

عمر : لسه خايفه ؟

زادت لمار من قبضه يدها عليه وقالت : يعنى كده احسن شويه

ابتسم قبلها على رأسها وضمها اليه .. ابتسمت لمار تلقائياً ووقفا معاً يستمتعان بالمياه

سهام : انا هروح انادى عليهم الايس كريم هيسيح

عمرو بخبث : الايس كريم برده ولا مكسوفه منى

سهام باحراج : لا الايس كريم

التفت عمرو ناحيه لمار وعمر قائلا : هما واقفين هناك وشكلهم منسجمين بلاش نفصلهم

سهام بحيره : طب هناكل لوحدنا ؟

عمرو : خلاص خليكى هقوم اناديهم واجى

عمر : انا كان نفسى من زمان اجى معاكى لمكان فيه بحر

لمار : اشمعنى ؟

صمت عمر قليلا ثم رد بابتسامه قائلا : مش عارف

لمار : لا بجد قولى

وقف عمر امام لمار امسك بوجهها وقال بهدوء : لمار هو انتى مش ممكن تسامحينى ؟

نظرت له لمار باستغراب فأكمل حديثه قائلا : مش ممكن ننسى اللى حصل ونكمل حياتنا مع بعض ؟ انا عارف انى غلطت بس مش عايز طلاق

تنهدت لمار وأغمضت عينيها ..

عمر بترجى : ممكن يا لمار ؟

نظرت له لمار بتردد لم تعرف بماذا تردُ .. انقذها صوت عمرو مناديا لهم

اقترب عمر منه قليلا ليرد عليه لحقت به لمار وسمعت عمرو يقول : يلا الايس كريم جه وهيسييح وسهام عايزاكوا

لمار بسرعه : ماشى انا راحه اهو يلا يا عمر

امسك عمر بيدها قائلا : استنى

لمار : اتأخرت على سهام هسبقكوا انا

خرجت لمار من المياه وتوجههت ناحيه سهام .. عرف عمر انها تتهرب من سؤاله او انها تجيب عنه !

عمرو : هو انا جيت ف وقت مش مناسب ؟

عمر مبتسماً بسرعه : لا ياصاحبى مفيش حاجه دا احنا قولنا نستنى لما تنادوا علينا ايه الاخبار

عمرو بفرحه : الحمد لله كله تمام فاضل اتفق معاها اروحلها البيت امتى

عمر : الف مبروك يا صاحبى

عمرو : الله يبارك فيك يلا بينا عشان منتأخرش عليهم وهحكيلك بعدين

وقفت سهام عندما جاءت لمار عليها مسرعه .. جلست لمار تنفست الصعداء وقالت : اقعدى وقفتى ليه

سهام : مالك جايه بتجرى كده ليه ؟

التفت لمار ورائها وجدت عمر وعمرو فى طريقهما اليهم فقالت : مش وقته هقولك بعدين اقعدى

سهام باستغراب : حاضر

لمار : ايه الاخبار ؟

سهام : دا انا هولع فيكوا على اللى عملتوه دا

لمار ضاحكه : ايه يابنتى هو انا عملت حاجه

سهام : ماشى ماشى لما نبقى لوحدنا

لمار : يعنى تمام ؟

سهام بابتسامه : الحمد لله

لمار : يافرج الله على رأى عمر

سهام : طب وطى صوتك جم خلاص

جلس عمر بجانب لمار وعمرو بجانب سهام وقال مازحاً : ايه اكلتوا الايس كريم من غيرنا

عمرو : ياراجل طب تصدق انا غلطان انى جيت ناديت عليك

عمر ضاحكاً : لا اصيل يا خويا

عمرو للجميع : طب كلوا يلا بقى

بدأ الجميع فى تناول المثلجات " الايس كريم " ساد الصمت قليلا .. قطعه عمرو قائلاً : ايه رأيك يا عمر تيجى معايا بكره نتقدم لسهام ؟

ابتلعت سهام ما بفمها بسرعه وقالت : لا بكره ايه انا لسه هقول لماما ودا اكيد هياخد وقت

ضحكت لمار وعمر .. نظرت لهم سهام بعدم فهم وقالت : بتضحكوا على ايه ؟

تطوع عمر بايضاح الامر قائلا : ماماتك عارفه على فكره

سهام بصدمه : ايه ! بتتكلم بجد !

لمار : ايوه طبعا انا قولتلها عشان عارفه ان من جواكى مش هتحبى انها متبقاش عارفه

سهام : بس هى كده هتزعل منى او زمانها زعلت فعلا

لمار بانكار : لا مش زعلانه بالعكس

قاطعتها سهام : انا عارفه ماما كويس

عمر : متخافيش كلمتين منك هيهدوا الموضوع دى مناسبه حلوه وكانت مستنياها

سهام بقلق : ربنا يستر

عمرو : يعنى كده مش هينفع بكره ؟

عمر : اصبر على رزقك سهام تروح انهارده ان شاء الله تقولها وترد علينا وع اساس ردها نشوف هتروح بكره ولا وقت تانى

سهام : ان شاء الله

عمرو فرحاً : طب يلا بالمناسبه دى عازمكوا على اكله سمك جامده فى اكبر مطعم فيكى يا اسكندريه

عمر مازحاً : ابو شيماء اتهوااااااااااااااار

ضحك الجميع وقالت لمار : خلاص هقوم اغير هدومى المبلوله دى ونشوف هتودينا فين ؟

سهام : خدينى معاكى اظبط الطرحه

عمر : وانا كمان هغير هاتيلى الهدوم يا لمار

لمار : ماشى يلا بينا

عمرو : وانا هعمل ايه هنا هاجى معاك يا عمر

قام الجميع وذهبوا لتبديل ملابسهم ..
دخلت سهام بصحبه لمار الى حمام السيدات .. وقفت لمار تخرج ما بحقيبتها .. فجأه احتضنتها سهام بشده وما ان انتهت حتى قالت لمار : ايه فى ايه

سهام مبتسمه : انتى اجدع صاحبه قابلتها فى حياتى عملتى كل دا عشانى

لمار ضاحكه : عملت ايه يا هبله انتى

سهام : قولتى لماما وريحتى ضميرى وكمان بسببك قابلت انسان كويس وهكمل معاه عمرى

لمار مبتسمه : من بعض ما عندكم يا سيمو المهم انتى مرتاحه لعمرو ؟

سهام بفرحه : جدا دا طلع توأمى اللى كنت مستنياه

لمار مشاكسه : زيدى يا زيدى

سهام ضاحكه : اه خدى فرصتك بقى

لمار : ولسه

سهام : عملتى ايه مع عمر ومالك كنتى جايه بسرعه ليه ؟

قصت عليها لمار كل ما حدث ..

سهام باستغراب : بس اشمعنى دلوقتى بيقول كده

لمار بحيره : مش عارفه والله ياسهام انا اتصدمت بصراحه

سهام : طب وهتعملى ايه ؟

لمار : برده مش عارفه

سهام : انتى حاسه ايه ؟ شايفه انك تقدرى تكملى ؟

لمار : انا حاسه بحاجات كتير .. فى الاول مكنتش طيقاه ولا طايقه اسمع صوته حتى .. بعد كده الاحساس دا بقى بقل تدريجى عارفه لما تحسى ان حد بيقتحمك من جوا ؟ بيسيطر على كل حاجه
حاجه كده عامله زى الادمان .. اه بحس انى مش عايزه اشوفه ومضايقه منه بس بيبقى احساس لحظى بيروح مع اول ابتسامه منه او اول كلمه نظره او حتى لما بيجى وابص عليه بس
انا وصلت بيا انى صحيت لقيتنى نايمه على كتفه تخيلى ! .. مش عارفه افكر

سهام بابتسامه : لمار مفهاش كلام انتى بتحبيه !

لمار : بحبه ! بحب واحد أذانى ودمر حياتى ؟ طب تيجى ازاى

سهام : تيجى زى حالتك دلوقتى

لمار : لا دا تعود مش حب تعود وعشره يمكن لما يغيب عنى هرجع ابقى كويسه انا هكمل اتفاقى معاه وهنتطلق

سهام : انا من رأى تفكرى بهدوء اكتر من كده دى حياه مش اى حاجه وانا متأكده انك هتوصلى للرأى الصح

لمار بتنهيده : ان شاء الله يلا هدخل اغير عشان متأخرش اكتر من كده

دخلت لمار لتبدل ملابسها وتركت سهام تُعدل من حجابها دعت فى سرها " ربنا يهديكى للخير يا لمار "

انتهى الجميع من تبديل ملابسهم .. ذهبوا بصحبه عمرو الى احد مطاعم المأكولات البحريه المشهوره فى الاسكندريه .. قضوا وقتاً ممتعاً سوياً وانتهى اليوم بالاطمئنان لبعضهم وبالقلق والحيره عند البعض الاخر ..

اوصل عمر ولمار سهام الى منزلها وعادوا ثانيه .. وصلوا فى ساعه متأخره وجدوا الكل نيام صعدوا فى هدوء الى غرفتهم ..
دخل عمر اولا الى الحمام ليبدل ملابسه .. بينما وقفت لمار امام المراه تخلع حجابها فى شرود .. احست لمار بألم فى معدتها .. تحسست مكان الالم بهدوء .. خرج عمر فى هذه اللحظه
نظر اليها وجد بعض علامات التعب تغزو وجهها تدريجياً .. اقترب منها بلهفه قائلا
: مالك انتى تعبانه ؟

لمار : اه بطنى وجعانى اوى

عمر : من ايه !

لمار : مش عارفه يمكن ..

لم تُكمل لمار كلامها جرت نحو الحمام وافرغت ما بجوفها .. دخل عمر ورائها وقف خلفها ربت على كتفها بحنان الى ان انتهت .. رفعت لمار رأسها والتفت اليه قائله : معلش ..

عمر بحنان : معلش ايه انتى مراتى المهم تعالى ارتاحى فى السرير وانا هجبلك دكتور

لمار : لا مش مستاهله تقريبا اخدت برد من البحر

عمر : طب اجبلك دوا ايه ؟

لمار : لا مش عايزه هنام واصحى ابقى كويسه

عمر : يعنى تبقى صيدلانيه ومش راضيه تاخدى دوا

لمار بتعب : عمر مش قادره اتكلم والله مش عايزه دوا لو صحيت ولسه تعبانه هاخد

عمر : خلاص هعملك حاجه سخنه تدفى بطنك ودى مفهاش لاء

لمار باستسلام : حاضر

عمر : يلا غيرى هدومك بحاجه تقيله عشان تدفى انا هروح اعمل نعناع واجى

لمار : حاضر

خرج عمر وبدلت لمار ملابسها ثم توجههت الى الفراش .. ارتفع رنين هاتفها المحمول معلناً عن اتصال امسكته لمار ونظرت الى الشاشه وجدت المتصل سهام ..

لمار : السلام عليكم

سهام : وعليكم السلام

لمار بقلق : ايه ياسهام فى حاجه ؟

سهام بفرحه : ماما وافقت ومعرفتش انام من غير ما اعرفك

لمار : بجد مبارك عليكى ياحبيبتى

سهام : الله يبارك فيكى قولى لعمر بقى يعرف عمرو ان ماما مستنياه بكره بعد صلاه المغرب وخالى هيبقى موجود

لمار : حاضر ياحبيبتى

سهام : انتى هتيجى طبعا مش هعرف اتصرف لوحدى

لمار : لو عمر هيجى هاجى معاه

سهام : لا مليش دعوه بعمر لازم تيجى

لمار : حاضر ان شاء الله هقوله وارد عليكى الصبح

سهام : مال صوتك انا صحيتك ؟

لمار : لا دا انا بطنى وجعانى شويه

سهام بقلق : من ايه ما انتى كنتى كويسه ؟

لمار : تقريبا اخدت برد ورجعت متقلقيش عمر بيعملى نعناع وان شاء الله هتدفى وابقى كويسه

سهام : ماشى ياحبيبتى خلى بالك من نفسك وحنى على الواد الغلبان اللى بيعملك نعناع دا

لمار بضحكه خفيفه : تصبحى على خير يا سهام

انهت لمار المكالمه ودخل عمر فى نفس اللحظه وبيده كوب من النعناع الساخن .. جلس بجوارها فى هدوء قائلا : النعناع جاهز

لمار بابتسامه : شكراً

عمر : يلا اشربى بالشفا

لمار : هستنى يبرد شويه مش بحب السخن

عمر : لا لازم تشربيه سخن عشان يدفى معدتك يلا سمى الله

وضع عمر الكوب على فم لمار ارتشفت منه قليلا ثم امسكت به قائله : تسلم ايديك تعبتك

عمر بحنان : تعبك راحه

لمار بسرعه : سهام اتصلت وقالت ان ماماتها وافقت ومستنيه عمرو بكره بعد صلاه المغرب انت هتروح معاه ؟

عمر : اه ان شاء الله

لمار : طب سهام عايزانى معاها وكده

عمر : ما انتى اكيد جايه معانا

لمار بابتسامه : تمام

انهت لمار اخر ما تبقى فى الكوب .. اخذه عمر من يدها واعاده الى المطبخ وعاد ثانيه .. اقترب منها عمر وضع الغطاء عليها ودثرها جيداً به

لمار : انت مش هتنام معايا ؟

رد قائلاً : انا قاعد جنبك اهو لما تنامى هنام

لمار : انت زمانك تعبان ايه هيخليك تقعد انا كويسه اهو

مسح عمر على رأسها وقبلها بحنان قائلاً : هطمن عليكى الاول وانام يلا تصبحى على خير

اشتعل جسد لمار اثر اقترابه منها .. زادت ضربات قلبها فى عنف .. اكتفت بايمأه بسيطه وادارت له ظهرها بسرعه لتخفى تعابير وجهها التى تقطر فرحاً !

جلس عمر بجوارها يمسك بلجام نفسه عن احتضانها بشده .. فهو يعلم الان برفضها التام له !

---------------------------------------------------------------------------------------

بدأ اليوم ببهجه وسعاده .. وقفت لمار تراقب سهام بفرحه عند ارتدائها لفستان وردى رقيق يتخلله بعض الورود الزرقاء البسيطه وعليه حجاب من نفس لونها يظهر بياض بشرتها النقى وجمال ملامحها الرقيقه ..

سهام بقلق : بجد حلو الطقم عليا ؟

لمار : للمره الالف وربنا تحفه عليكى وزى القمر

سهام : قلقانه اوى تفتكرى هعجب باباه ؟

لمار بثقه : افتكر ونص وبعدين المهم ان العريس عاجبه انتى هتتجوزى عمرو مش ابو عمرو

سهام : ايوه بس لازم برده ابقى حلوه

لمار : والله حلوه ولو وحش مش هرضى انك تخرجى بيه اساساً

سمعوا طرقات خفيفه على باب غرفه سهام .. دخلت امها الى الغرفه قائله : يلا ياسهام خالك بينادى عليكى

سهام : ماما مش هعرف اشيل عصير انا

الام : متخافيش انا قدمته خلاص تعالى بس معايا عشان يشوفوكى

سهام بقلق : ربنا يستر

لمار مطمئنه : يلا ياعروسه روحى وانا هنا اهو مستنياكى

سهام : طب ما تيجى معايا

لمار : اجى فين بس دلوقتى اطلعى انتى وساعه قراءه الفاتحه هاجى ع طول

الام : يلا يابنتى اتأخرنا على الناس

سهام : حاضر حاضر

خرجت سهام بسرعه .. توجههت الى غرفه استقبال الضيوف .. اعجب بها الجميع ولم يستطع عمرو رفع عينيه عنها لحظه ! ..
لم تشعر سهام بشئ سوى باحتراق وجنتيها من شده الاحمرار والخجل رفعت رأسها لمره او اثنتين ليراها الاب الذى اعجب بها كثيراً وردد قائلا : الفاتحه يا جماعه

خرجت لمار بسرعه من الغرفه عند سماعها لجملته فكانت تقف وراء الباب .. رددت فاتحه الكتاب معهم جميعاً بفرحه غامره .. انتابها ذلك الالم الذى تتجاهله منذ بدايه اليوم .. ضغطت لمار على نفسها
وتناست ألمها عند انطلاق زغاريد ام سهام ..
تم تحديد الخطبه فى نهايه الاسبوع .. باركت لمار لسهام بسعاده جلس الجميع يتسامرون سوياً .. قامت لمار واستأذنت من سهام لتتركها مع عريسها واهله وعادت بصحبه عمر الى الفيلا ..

عمر : انا مبسوط اوى عشانهم

لمار : وانا كمان ربنا يباركلهم

عمر : امين يارب انتى هتطلعى فوق ؟

لمار : لا هروح لسلمى الجنينه زمانها مستنيانى

عمر : ماشى وانا هخلص شويه شغل فى المكتب

لمار : تمام ربنا معاك

توجههت لمار الى الجنينه وجدت سلمى تلعب مع أسر فى مكانها المعهود .. ابتسمت لمار ودخلت سلمت عليها وقبلت أسر ثم جلست بجوارها ..

سلمى : حمد الله على السلامه

لمار : الله يسلمك

سلمى : ها احكيلى عملتوا ايه بسرعه وايه اللى حصل واتفقتوا على ايه ؟

لمار ضاحكه : براحه حاضر هو انا هطير

سلمى : اصلى متشوقه اوى

لمار : هو انا هحكيلك فيلم مفيش ياستى الحمد لله الموضوع تم على خير والخطوبه اخر الاسبوع فى بيت سهام ان شاء الله

سلمى مصفقه : الله حلو اوى دا

لمار ضاحكه : حرام عليكى خضيتى الواد

سلمى : اصلى فرحانه بجد الاتنين لايقين على بعض ما شاء الله الطيبون للطيبات

لمار بابتسامه : اه فعلا الحمد لله

وضعت لمار يدها على بطنها فى ألم ..

سلمى بسرعه : مالك انتى تعبانه ؟

لمار : اه من امبارح بطنى وجعانى

سلمى : حاسه بايه ؟

لمار : مش عارفه مغص غريب كده اول مره احس بيه ورجَعت امبارح ومش طايقه اكل خالص حتى معرفتش اكل عند سهام تقريبا اخدت برد امبارح من البحر

سلمى ضاحكه : برد ايه يا هبله دى اعراض حمل

لمار بصدمه شديده : حمل !

سلمى باستغراب : اه مالك مستغربه كده انتى مكنتيش عايزه دلوقتى ولا ايه ؟

صمتت لمار من هول الصدمه .. اتى لها الذى لم تضعه فى حسبانها بالمره .. افاقت لمار من شرودها على صوت سلمى ..

سلمى : لمار .. لمار مالك يابنتى اتسمرتى كده

لمار : معاكى لا اصل مجاش فى بالى خالص

سلمى : متقلقيش انا كنت زيك كده برده بصى احنا نتصل بدكتور بكره من المستشفى يجيلك

لمار بسرعه : لا لا بلاش يجي

سلمى بخبث : ليه عايزه تعمليها مفجأه لعمر

لمار بضيق : اه هعملها مفجأه

سلمى بتفكير : اممم خلاص بكره ان شاء الله نروح لدكتوره صاحبتى شاطره اوى وممكن تتابعى معاها كمان ..

لمار : ان شاء الله بقولك ايه انا طالعه انام دايخه اوى ومش قادره اقعد

سلمى : عارفه ياحبيبتى سلامتك ومتخافيش مش هجيب سيره

لمار : ياريت تصبحى على خير

صعدت لمار الى غرفتها .. دخلت فى فراشها .. دقائق من الشرود ثم بكاء شديد .. حمل ! لم تتوقع ان يحدث لها .. لم تضعه فى بالها نهائياً .. ظنت ان الامر سينتهى بالطلاق
وكل منهما فى طريقه .. تلك المُضغه التى فى احشائها ما ذنبها فى كل ما حدث لها ! .. احست لمار بصعود عمر .. ادارت ظهرها بسرعه واغمضت عينيها ..
وبالفعل دخل عمر الى الغرفه .. احست به يقترب منها .. وضع الغطاء عليها وقبلها فى حنان .. ثم ذهب لتبديل ملابسه ..
ارادت لمار ان تستدير له وتلكمه فى وجهه بشده .. هو من فعل بها كل هذا .. هو من قلب لها كل موازين حياتها ..
عاد عمر ثانيه ونام بجوارها مبتسماً يتركها فى افكارها لتستقبل غدا بكل اخباره


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close