اخر الروايات

رواية كيف اعيش معك الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم حسناء محمود

رواية كيف اعيش معك الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم حسناء محمود 


الحلقه الثانيه والثلاثون♥

استيقظت لمار فى الصباح الباكر وجدت نفسها ممسكه بذراع عمر واضعه رأسها على كَتفه .. انتفضت وابتعدت سريعاً نظرت اليه وجدته فى سبات عميق ..
زفرت بارتياح وتممت بالحمد انه لم يشعر بها هكذا .. ادرات له ظهرها والتصقت بالحائط حتى تمنع نفسها من الاقتراب منه ثانيه ..
استغربت لمار كثيراً انها لم تشعر بنفسها وهى نائمه بجواره هكذا .. تباً لذلك ستجبره على شراء سرير اخر لتتجنب ما حدث ..
راحت لمار ثانيه فى النوم مازالت الوقت مبكر على الاستيقاظ ..

استدار عمر هو الاخر وابتسم من فعلتها هى لا تتذكر شيئاً .. استيقظت فجأه فى الليل أحس عمر بحركتها استدار اليها سألها ما بها لم تجيبه نامت ثانيه
وبعد بضع دقائق وجدها تمسك بذراعه وتضع رأسها على كتفه وراحت فى سبات عميق .. أحس عمر بسعاده متناهيه ها هى لمار تشعر بالامان فى قربه
حتى لو لم تعترف له هكذا فى الحقيقه ولكنها اعترفت فى عالم الاحلام .. لم يستطع عمر النوم من فرحته وظل يراقبها طوال نومها ..

بعد ساعه واحده رن مُنبه عمر بصوت رقيق .. اغلقه عمر وقام بهدوء من الفراش حتى لا تشعر به لمار .. توجه الى الحمام الملحق بالغرفه
أخذ حمامه اليومى وخرج .. وجد لمار مستيقظه وتجلس على فراشها ..

عمر بابتسامه : صباح الخير

لمار : صباح النور

عمر : معلش المنبه صحاكى ؟

لمار : لا عادى انا صحيت لوحدى انت نازل الشغل ؟

عمر : اه ان شاء الله ومش هتأخر

لمار : طب انا هنزل اشترى شويه حاجات للسفر مع سلمى

عمر : هى سهام وافقت ؟

لمار : لا بس انا متأكده انها هتوافق

عمر ضاحكاً : ياواد يا واثق انت ماشى انزلى بس خلى السواق يوصلكوا ومتروحوش لوحدكوا

لمار : ماشى

انتهى عمر من ارتداء ملابسه وقال : يلا انا نازل مش عايزه حاجه ؟

لمار : مش هتفطر طيب ؟

عمر : لا مستعجل عندى مشوار قبل ما اروح الشركه

لمار : ماشى ربنا معاك

عمر : يارب يلا سلام

خرج عمر وبدأت لمار فى ترتيب الغرفه .. مشطت شعرها وارتدت حجابها دخلت الى الشرفه سقت الزهره بعض المياه استنشقت عبيرها بابتسامه
راقبتها وهى تبتلع المياه لتروى بها جذورها وتزداد بها جمالا ونضاره ثم دخلت مجدداً الى الغرفه ونزلت الى الاسفل .. وجدت الداده وسلمى ينتظرونها ..

لمار : صباح الخير

الداده : صباح الفل على عيونك يا حبيبتى

سلمى : صباح النور

لمار : ايه اللى مصحيكى بدرى كده يا سلمى

سلمى بتعب : أسر كان سخن طول الليل

لمار بلهفه : بجد ياحبيبى الف سلامه عليه طب والحراره نزلت ولا لسه

سلمى : لا الحمد لله نزلت كتير ونايم دلوقتى

الداده : وانتى كمان يا سلمى افطرى واطلعى نامى

سلمى : لا انا هروح اشترى حاجات مع لمار

لمار : تشترى ايه بقى انتى منمتيش طول الليل اهو

سلمى : لا اصل فى حاجات انا محتاجاها فعلا هنزل اجبها وارجع انام براحتى قبل ما أسر يصحى

لمار بتفكير : طب خليكى واشتريلك انا الحاجه دى

سلمى : لا لا هاجى معاكى

الداده : سبيها يابنتى دماغها ناشفه انا هقوم اجيب الفطار وااجى

لمار : استنى يا داده هاجى معاكى وانتى يا سلمى اسبقينا على الجنينه بقى

سلمى : حاضر

تناولوا فطورهم سوياً ثم استأذنت الداده وذهبت لتباشر اعمال المنزل وصعدت سلمى لترتدى ملابسها وظلت لمار تنتظرها .. أمسكت لمار بهاتفها وقررت الاتصال بسهام لتعرف رأيها الاخير ..

لمار : السلام عليكم

سهام : وعليكم السلام ايه مصحيكى بدرى كده

لمار : ايه هو انتى فاكره نفسك انتى بس اللى بتصحى ؟

سهام : ايوه ما انتى بقيتى فاشله ومش بتيجى الشغل

لمار ضاحكه : هاجى بعد ما نيجى من اسكندريه ان شاء الله

سهام : نيجى ؟ حرف النون دا ميتحطش تانى فى الجمله

لمار : لا هيتحط غصب عن عينك انجزى ردك ايه

سهام : ارد اقول ايه بقى بعد غصب عن عينك دى

لمار : سهام انجزى فات اسبوع وعمر فك الخياطه وخف ونزل شغله وانتى لسه بتدلعى

سهام بضيق : مش بتدلع يا لمار

لمار : اومال ايه كل دا

سهام بتنهيده : خايفه

لمار : من ايه بس ياحبيبتى هو اانا بقولك اتجوزيه ؟ بقولك هتقعدوا مع بعض اتكلموا واسمعيه عجبك وحصل قبول ماشى معجبكيش خلاص ايه مشكلتك بقى

سهام : انا بس مش حابه جواز الصالونات دا

لمار : يا مفتريه وهو انتى راضيه تدخليه بير سلم بيتكوا اصلا

سهام : اعمل ايه يعنى طب هو لازم نروح اسكندريه مينفعش هنا ؟

لمار بضيق : انتى هتجننينى يا بنتى مش انتى اللى مش راضيه تتقابلوا هنا ولا عندكوا فى البيت

سهام : اه بس ممكن نروح اى نادى

لمار : بقولك ايه عمر حجز خلاص وكمان عنده شغل هيعمله وهو يوم ونرجع اعتبريه رحله ياستى واهو فرصه تشوفيه يوم كامل وتتعاملى معاه

سهام : مش عايزه اعمل حاجه من ورا ماما

لمار : والله انتى حيرتينى منا قولتلك نقولها ونخلى الموضوع قدامها

سهام : لا انتى مش عارفه دا ممكن يعمل بينى وبينها مشاكل

لمار : خلاص متخافيش ان شاء الله اليوم هيعدى وربنا يكتبلك اللى فيه الخير انتى فى الشغل دلوقتى ؟

سهام : اه لسه داخله اهو

لمار : ماشى انا هنزل مع سلمى اشترى لبس لينا عشان البحر و

قاطعتها سهام قائله : لا بحر ايه انا مش نازله

لمار : يابنتى اقصد نقعد قدامه يعنى

سهام : اااه بحسب

لمار : بقولك ايه انا هقفل سلمى جت يلا بكره الصبح ان شاء الله هنفوت عليكى ناخدك متنسيش تاخدى اجازه بقى

سهام : حاضر سلام

التفت لمار الى سلمى قائله : خلاص خلصتى ؟

سلمى : اه يلا بينا

لمار : ماشى تعالى نشوف السواق الاول

سلمى : عادى منا ممكن اسوق وخلاص

لمار : لا دى اوامر الاستاذ عمر

سلمى ضاحكه : انتى ربنا وقعك فى واحد يلا يكون فى عونك

لمار ضاحكه : طب يلا يلا قدامى

-----------------------------------------------------------------------------------------

سعد : اى كان مين اللى باعتها لازم تحفظها فى المحضر

عمر : مش ناقص وجع دماغ انا يا سعد

سعد بعصبيه : ممدوح طلع معاه حق وفى حد ورا اللى حصل فى العربيه افرض جرالك حاجه انت ولمار تفرح كده ؟

عمر : ربنا يستر بس

سعد : بعد ما نخلص شغل هنروح نثبتها فى محضر رسمى

عمر مستسلماً : حاضر أمرى لله

سعد : انت عامل ايه معااها ؟

عمر مبتسماً : لمار ؟ كويس الحمد لله

سعد باستغراب : بجد ؟

عمر : بص هو شويه بتبقى كويسه وشويه بتقلب عم عبده

سعد ضاحكاً بشده : عم عبده ازاى

عمر : يعنى الاسبوع اللى فات دا كانت حنينه اوى على غير العاده يعنى ودا اكيد عشان الحادثه بس اول كام يوم طلعت عينى

سعد : حقها بصراحه

عمر : منا عارف بس يعنى الحمد لله حاسس انها بدأت تهدى معايا عن الاول

سعد بابتسامه : ربنا يهديكوا ياصاحبى ويحنن قلبها عليك

عمر رافعها يده للسماء : يااااااااااارب دا حلم عمرى انها تسامحنى وتنسى حكايه الطلاق دى

سعد : ان شاء الله ميبقاش فيه حاجه وحشه

عمر : يارب يلا بقى نشوف شغلنا

سعد : طيب انت بتقول ان التهجين بتاع الورده نفع معاك صح ؟

عمر : ايوه بقالها اكتر من شهر والنمو طبيعى وكل حاجه كويسه نقدر بقى ننزل بيها فى السوق

سعد مفكراً : بس مش شايف ان ممكن يقولوا بعيد عن تخصص الشركه ؟

عمر : ليه ؟ احنا شركتنا معدات زراعيه وكل مايخص الزراعه وبعدين احنا مهندسين زراعيين طبيعى دا يبقى شغلنا

سعد : خلاص نتوكل على الله وننزل من اول الشهر

عمر : تمام ومحتاجين شويه مندوبين يلفوا على محلات الورود الكبيره

سعد : اه اكيد دا هيحصل ان شاء الله

عمر : بالنسبه لموضوع السماد دا فى مناقصه جديده عايزين نستعد ليها

سعد : انا مستعد وعملت كل الدراسات عن الموضوع دا بس تفتكر الفلاحين هيبقبلوا بفكره السماد الطبيعى ؟

عمر : وليه ميقبلوش احنا هنبقى ارخص من سعر السوق وكمان مش هيبقى عليهم اى ضرر فيه وهنزل معاهم مهندسين كتير يعلموا ويفهموهم ان كده احسن ليهم

سعد بحيره : مش عارف انا قلقان انت عارف هندخل تانى مناقصه ومشاكل وقرف وكمان شركات السماد الكبيره مش هتسيبنا فى حالنا

عمر : ما احنا كمان شركه كبيره ولينا اسمنا وعملائنا كتير الحمد لله وبعدين مدام حاجه هتفيد الناس اكتر ان شاء الله ربنا يبارك فيها

سعد : يارب دا احنا هنوفر فلوس وصحه كمان

عمر : ربنا يكرمنا هو معاد المناقصه امتى ؟

سعد : كمان اسبوع

عمر : خلاص وعايزين اجتماع بعد بكره ان شاء الله عشان نبقى مستعدين

سعد : تمام كده بص بقى على شويه الاوراق اللى عندك دى لحد ما انا اشوف شغلى

عمر : ماشى

انغمس عمر فى عمله عده ساعات متتاليه نظر فى ساعته تفجأ من مرور الوقت بسرعه وقرر الاتصال بزوجته للاطمئنان عليها ..
رفع عمر هاتفه واتصل بها عده مرات ولكن دون جدوى ! .. بدأ الخوف يسرى فى قلبه اتصل مره ومره ومره اخرى ولكن لم يُرد عليه ..

-----------------------------------------------------------------------------------------

سلمى : والله تحفه عليكى

لمار بضيق : انا مش شايفاه كده ولا قادره اتأقلم على لبس المحجبات دا

سلمى : طب اهدى بس وصلى على نبى

لمار : عليه الصلاه والسلام

سلمى : لفى وبصى لنفسك فى المرايه كده

لفت لمار فى اتجاه المراه كانت ترتدى جيب طويله لونها ابيض بها نقط سوداء تنزل بوسع الى اسفل وعند الخصر بها شريط من الستان الاسود معقود بشكل " فيونكه " ترتدى فوقها قميص ابيض من الحرير
بداخل الجيب

سلمى : شايفه ؟ زى القمر اهو اصلا استايل الواسع المنفوش دا بيليق معاكى عشان انتى رفيعه

لمار بضيق : بس انا بحب البناطيل اكتر

سلمى : والله دا احلى عليكى وكمان هيعجب عمر جدا

قالت سلمى سبباً جعل لمار تصمم على عدم شرائه ولكنها وافقت مرغمه تحت اصرار سلمى !

لمار : طيب خلاص اشترينا ارتاحتى ؟

سلمى ضاحكه : طب مدام انت مضايقه اتحجبتى ليه

لمار : عمر اللى صمم

سلمى بجديه : لا لو انتى مش مقتنعه بيه مفروض مكنتيش تلبسيه الحجاب دا تلبسيه عشان ربنا م ش عشان جوزك

لمار : بصى بصراحه هو عمر اللى قال وانا مكنتش عايزه بس لما لبسته وشوفت نفسى بيه حسيت انى عايزه البسه وانى غلطت لما استنيت كل دا

سلمى بابتسامه : اااه جبنا ورا اهو وبقينا ندافع عن الناس

لمار بسرعه : لا والله بتكلم بجد اصلا لو انا مكنتش حباه مكنتش هلبسه لو حصل ايه

سلمى : طيب ياحبيبتى ربنا يهدينا كلنا وبعدين انا عارفه ان التغيير فى الاول بيبقى رخم انا برده اول ما اتحجبت الموضوع كان صعب عليا بس دلوقتى انا مرتاحه ومبسوطه

لمار مبتسمه : حاضر

سلمى : طيب احنا كده خلصنا لسه فى حاجه تانيه ؟

لمار : اه عايزه اشترى طقم حلو كده لسهام

سلمى بغمزه : دا عشان المقابله برده ؟

لمار ضاحكه : اه انا حاسه انها هتستهبل وهتيجى باى لبس فا انا هدبسها بقى

سلمى : للدرجه دى مش موافقه ؟

لمار : اه دماغها ناشفه اوى

سلمى : بس على فكره عمرو انسان محترم جدا وان شاء الله يحصل بينهم قبول

لمار : ما المشكله ان تقريبا عمرو هزر معاها وهى اضايقت منه

سلمى : اضايقت ليه دا دمه خفيف والله

لمار : ربنا يهديها

سلمى : ان شاء الله تعالى نبص بصه هنا كده ولو مفيش نشوف حاجه تانيه

وفى هذا الوقت رن هاتف سلمى بصوت مرتفع اخرجته من حقيبتها ونظرت الى المتصل ..

سلمى : دا عمر

لمار باستغراب : عمر ؟

سلمى : استنى اشوف عايز ايه

ردت سلمى على هاتفها : السلام عليكم

عمر بسرعه : وعليكم السلام سلمى انتى فين مع لمار ؟

سلمى : اه يا عمر فى حاجه ولا ايه ؟

عمر بضيق : هى مبتردش على موبايلها ليه بتصل بقالى ساعه مبتردش

سلمى : طب استنى كده والتفت الى لمار قائله : لمار بسرعه شوفى موبايلك عمر اتصل كتير

لمار بعدم فهم : لا مسمعتش اى حاجه
وبحثت فى حقيبتها لم تجد هاتفها قالت لسلمى : استنى شكلى نسيته فى البيت

سلمى : طب خد يا عمر لمار معاك

لمار : الو

عمر بعصبيه : ممكن اعرف مبترديش على موبايلك ليه

لمار متصنعه الهدوء : نسيته

زفر عمر وقال : طيب يا لمار انتى كويسه ؟

لمار : انا كويسه متقلقش و مع سلمى فى الموول

عمر : طب خلصتوا ولا ايه ؟

لمار : اه يعنى لسه حاجات بسيطه

عمر : خلاص انا كمان خلصت شغل هاجى اخدكوا انتوا فى مول ايه ؟

لمار : مول ..

عمر : ماشى قولى لسلمى تخلى بالها من موبايلها لما اوصل تحت هكلموا

لمار : ماشى سلام

اعطت لمار الهاتف الى سلمى وبدت على ملامحها الضيق .. تفهمت سلمى الوضع وقالت مهدأه لمار : معلش هو قلق عليكى بس لما مردتيش

لمار بضيق : كان لازم يحط عذر فى دماغه زى انى ناسيه الموبايل او مش سامعه هو حاجه غريبه يعنى

سلمى : حطى نفسك مكانه كده اكيد كنتى هتقلقى برده وبعدين انتى عارفه عمر بيحبك وبيخاف عليكى قد ايه اعذريه برده يا ليمو

ابتعلت لمار ريقها وابتسمت بتوتر عند " بيحبك وبيخاف عليكى " وقالت : ماشى يلا بينا نكمل قبل ما يجى

سلمى : يلا

انهى عمر اخر ما تبقى من عمله وذهب اليهم فى الموول ليقلهم الى المنزل بسيارته .. وصلوا سوياً الى الفيلا استأذنت منهم سلمى وصعدت لتنام ثم صعدت لمار الى غرفتهم لتضع مشتراياتها
دخل عمر الى الداده ليطمئن عليها وصعد هو الاخر الى الغرفه ..

طرق عمر باب الغرفه ودخل بهدوء وجد لمار تمشط شعرها سارحه فى المراه

قال عمر مازحاً : متبصيش فى المرايه كتير ممكن تتلبسى

التفت له لمار وعادت مره اخرى لتمشيط شعرها ولم ترد عليه

اقترب عمر منها ببطئ وضع يده على كتفها و ادراها اليه انتفضت لمار وابتعدت عنه جذبها امامه مره تانيه فقالت بغضب : نعم !

عمر : نعم كمان دا انتى شكلك زعلانه منى خالص

لمار بضيق : مش زعلانه هزعل من ايه

عمر : انا اسف عارف انى زعقت فيكى بس والله غصب عنى

لمار : مش مبرر ياعمر انت عارف انى مبحبش حد يزعقلى

عمر بحنان : خلاص بقى انا اسف متزعليش

لمار : طيب ياريت تبقى اخر مره

اقترب منها عمر اكتر قائلا بهمس : حاضر تؤمر مولاتى بأى حاجه تانيه ؟

رجعت لمار الى الوراء لاقترابه منها فاقترب منها اكثر حتى لاصقت الحائط وقف أمامها ينظر فى عينيها مباشره .. سجدت بأعينها فى الارض هرباً من نظراته التى كادت ان تفتك بها
وردت بهدوء للتخلص منه : لا مفيش حاجه خلاص عدينى بس عايزه انام شويه
عمر بنفس النبره : ولو مبعدتش ؟

لمار : هبعدك انا

وبالفعل دفعته لمار الى الامام ولكنها لم تؤثر فيه .. اقترب عمر من وجهها ببطئ أنفاسه الحاره تلفح وجهها
كاد ان يفعل شيئاً ولكنه تراجع فى اخر لحظه أغمض عينيه بشده قبلها على جبينها برقه وقال بصوت متهدج : متقدريش تبعدينى
هسيبك عشان تنامى وهصحيكى على الغدا

قال عمر جملته واختفى فجأه من امامها .. ظلت لمار واقفه فى مكانها تنظر الى الفراغ الذى تركه بذهول يتنفض صدرها بالشهيق والزفير وكأنها خرجت لتوها من سباق الالف متر ..
كيف استطاع ان يقترب منها الى هذا الحد ..
تلك المشاعر التى تغزونى من اين جاءت لم يسبقه احد فى فعلته ولم تشعر بتلك الاحسايس من قبل .. وقفت لمار امام المراه تنظر الى وجنتاها شديده الحمره باستغراب .. توجهت الى سريرها ببطئ
كالمخموره لا تشعر بشئ سوى خدر يسرى فى جسدها .. وضعت رأسها على المخده وراحت فوراً فى سبات عميق ..

نزل عمر بسرعه من الغرفه الى مكانه المفضل فى الجنينه " كوخه الخشبى " الذى لم يُكمل بناءه .. جلس عمر وصدره يختلج بمشاعر عده متناقضه ..
بالكاد استطاع ان يسيطر على نفسه امام زرقه عيونها .. اراد ان يضمها اليه بشده حتى تتكسر عظامها .. اراد ان يحتويها حتى تتعانق روحهما .. ان يُقبلها حتى تنصهر شفاها ولكن ! ..

كان قد عاهد نفسه الا يقترب منها ولكنها تصَعب عليه ذلك يوماً بعد يوم .. كيف له ذلك وهو يعشق كل تفصيله فيها .. عيونها ، ضحكتها ، خجلها ورقتها حتى فى نوباتها العصبيه يعشق انعقاد حاجبيها واحمرار وجنتيها
وأذنيها .. يعشق رائحه شعرها التى تشعره انه لم يتنفس قبلها .. كل فعله صغيره منها تهز كيانه بشده .. يريد قتل نفسه الاف المرات فى الدقيقه على فعلته معها .. ليته طلب منها الزواج وقبلت برضاها
ولكنه كان واثقاً انها لن توافق عليه .. تنهد ببطئ .. لم يكن امامه سوى ذلك الحل .. هو من وضع نفسه فى هذه المشكله وعليه ان يتحملها .. اما ان تقترب منه واما ان تزيدها بعداً عنه ..

--------------------------------------------------------------------------------------

استيقظت لمار على هزه خفيفه .. فتحت عيناها ببطئ وجدته عمر ..
ابتسم لها عمر قائلا : ايه كل دا نوم بقالى ساعه بصحيكى

لمار بتثاؤب : هى الساعه كام ؟

عمر : احنا بقينا بعد العشا وكل اللى ف البيت اتغدوا وانا مستنيكى وميت من الجوع بصراحه

جلست لمار فى الفراش قائله : انا مش عارفه مالى بقيت بنام كتير اوى

عمر بقلق : تعبانه ؟

لمار : مش عارفه انت مأكلتش ليه بدل ما تستنى كل دا

عمر : قولت اكل معاكى

لمار : هى الداده عمله اكل ايه ؟

عمر بزهو : لا انا هأكلك انهارده من طبيخى

لمار باستغراب : بتعرف تطبخ ؟

عمر : لا بعرف البخ بصراحه وقولت نلبخ شويه فى المطبخ اللى هنا

لمار ضاحكه : طب خليك هعمل انا مطبختش من زمان

عمر بغمزه : اه من ساعه المكرونه البشاميل

لمار مبتسمه : لسه فاكر ؟

عمر : ودى تتنسى ؟

لمار باحراج : طب اعملك ؟

عمر : لا مبحبش اكل تقيل بليل بصراحه ومتقوليش طماع انا نفسى فى بيتزا مارجريتا بتعرفى ولا اوفر تلبك معوى واسعاف واطلب دليفرى ؟

لمار باستنكار : تلبك معوى طب انا مش هعمل حاجه ولبخ زى ما انت عايز

عمر بسرعه : لا ياستى خلاص بهزر معاكى قومى بس اغسلى وشك وقوليلى اجيب ايه عشان تعملى بيه البيتزا

لمار مفكره : اممم ماشى بس هتدفع

عمر مؤكدا : طبعا طبعا

لمار : ماشى هقوم اصلى ونشوف ايه اللى موجود فى المطبخ وايه اللى مش موجود

وبالفعل تركته لمار لتصلى فرضها .. ابتسم عمر فقد تحقق مراده ونسيت لمار موقفها منه فى اول اليوم ..
انهت لمار صلاتها وتوجههت مع عمر الى المطبخ الموجود بجناحهم .. كان المبطخ عباره عن مساحه متوسطه مربعه على الطريقه الايطاليه يتوسطه منضده دائريه وفى الجوانب وضعت الاجهزه الكهربائيه
يتوسطهم حوض المطبخ وحامله الاطباق من فوقه ..
ابتدت لمار فى فتح العٌلب الموجوده واحده تلو الاخرى ثم قالت ..

لمار : امم بص الدقيق موجود هنا وكل حاجه تقريبا محتاجين الجبن بس والزتون انزل المطبخ اللى تحت كده وشوف فى موزريلا وزتون اسود ولا لاء

عمر : ماشى وكمان اشوف فلفل الوان بحبه مع البيتزا

لمار موافقه : ماشى اكون انا عجنت الدقيق عشان يلحق يخمر

عمر متسائلا : بس مش هتاخد وقت لحد ما تخمر ؟

لمار : لا احنا فى الصيف نص ساعه وتبقى جاهزه انزل انت بس عشان نلحق نقطع الحاجه

عمر : ماشى

نزل عمر كما قالت له لمار وبدأت هى فى عمل عجينه البيتزا ..

صعد عمر ثانيه ممكسه بأشياء كثيره فى يده .. كانت لمار تضع اناء فى الفرن .. التفت له ضاحكه وقالت : ايه يابنى كل دا

عمر : دى حاجات ملهاش علاقه بالبيتزا بس حسيت اننا ممكن نحتاجها

لمار : طب هات عنك ورينى جبت ايه

امسكت منه لمار بعض الاشياء ووضعتها على المنضده

لمار : حلوه الجبنه دى طب مكنش فيه زتون شرايح ؟

عمر : لا دا اللى لاقيته بقولك ايه بتحبى البيبسى ولا الكولا ؟

لمار : بحب السفن

عمر مشاكساً : اه دا عشان هشاشه العظام بقى وكده على اساس ان السفن مفيد

لمار ضاحكه : اه دا اقتناع نص الامهات المصريه بس انا من غير حاجه بحبه عشان الصودا

عمر : امم حظك حلو كان فى سفن تحت استنى اجيب

لمار بسرعه : لا لسه هتنزل خلاص هشرب معاك انت بتحب انهى فيهم ؟

عمر مبتسماً : البييبسى

لمار : ماشى وانا كمان يلا بقى ايدك معايا قطع الزتون شرايح صغيره

عمر : طب والفلفل ؟

لمار ضاحكه : يادى الفلفل حاضر هقطعه اانا

عمر متسائلا : هو انتى دخلتى العجينه الفرن ازاى مش لسه هتخمر ؟

لمار : اه دخلتها من غير ما افتحه عشان دافى وهيسرع فى التخمير اكتر ركز فى التقطيع عايزاها صغيره لحد ما اعمل الصلصه

عمر : علم وينفذ

ساد الصمت قليلا وبدأ كل منهما فى عمله ثم قطعه عمر مره اخرى قائلا : انتى كلمتى سهام ؟

لمار : اه كلمتها انهارده قبل ما انزل

عمر : وقالت ايه ؟

قصت عليه لمار الحوار الذى دار بينها وبين سهام

عمر باستغراب : وهى ماماتها فعلا متعرفش ؟

لمار : لا طبعا انا قولتلها بينى وبينها بس سهام متعرفش

عمر : بس كده سهام مش هتزعل ؟

لمار : مكنش ينفع نعمل حاجه زى دى من غير علم طنط واكيد كانت هتزعل منى هى وافقت بالعافيه واكدت علينا ميبقوش لوحدهم واطمنت لما عرفت انك هتبقى موجود

عمر : اكيد سهام دى زى اختنا وان شاء الله الموضوع يعدى على خير بس انا مش عارف هى ليه رافضه الجواز اوى كده

لمار : لا هى مش رافضه بس كانت عايزه يجيلها حد يعرفها كويس مش مجرد شاف شكلها وعجبته جه اتقدم

عمر مفكراً : امممم معاها حق برده بس على فكره عمرو مش من النوع بتاع جواز صالونات كانت اتجوز من زمان هو فعلا معجب بيها

لمار : هنشوف بكره ربنا يقدملهم اللى فيه الخير ها خلصت ؟

عمر مشيرا فى الطبق : اه كده كويس ؟

لمار : اه تمام قطع الفلفل زى ما انت عايز بقى

عمر : بحبه حلقات كده ومبعرفش اعمله

لمار ضاحكه : طب استنى هعلمك

وقف عمر بجانبها امسكت لمار بواحده من الفلفل وباليد الاخرى سكيناً حاد قائله : بص قطعه من اخر الفلفله لاولها كده
وبدأت فى التقطيع الى ان انهته والتفت الى عمر قائله : ها ايه رأيك ؟

نظر عمر فى عيناها بهيام ورد قائلا : حلوه جدا

لمار بجديه : هى ايه دى ؟!

عمر بنفس الهيام : الفلفله

وكزته لمار بظهر السكين فى ذراعه قائله : ركز فى التقطيع

عمر : اه اه مش كده السلاح يطول

لمار ضاحكه : تصدق انا غلطانه ابعد كده خلينى اخلص

ضحك عمر وابتعد عنها جلس فى الجهه المقابله لها من المنضده .. بدأت لمار فى خطوات عمل البيتزا يراقبها عمر بابتسامه مشرقه .. يراها تقطع بسرعه وتفرد العجين تضع عليه صلصه البيتزا ..
تروح وتجئ فى المطبخ بسرعه .. يراقب كل تفصيله فيها الى ان انتهت ووضعت البيتزا فى الفرن الكهربى لبضعه دقائق واخرجتها ووضعتها امامه وهو مازال سارحاً فيها ..

وضعت لمار يدها امام عينيه قائله : هييه عمر انت هنا لسه ولا هاجرت ؟

افاق عمر من شروده : نعم

لمار : نعم الله عليك ياخويا البيتزا جهزت يلا طلع البيبسى من التلاجه

عمر ضاحكاً : حاضر حاضر

جلب عمر المشروبات وجلساً سويا يأكلان البيتزا ويتضاحكان .. انهوا طعامهم فردد عمر قائلا : الحمد لله الذى اطعمنا من فضله

رددت وراءه لمار الدعاء وقالت : ايه رأيك

عمر : من غير مبالغه بجد احلى بيتزا اكلتها فى حياتى تسلم ايديك

لمار مبتسماً : بالهنا والشفا

عمر : انا هنزل اتمشى شويه فى الجنينه تيجى معايا ؟

لمار : ماشى يلا بينا

-----------------------------------------------------------------------------

نزلوا سوياً الى الجنينه يستمتعوا بالهواء البارد المنعش .. التفت عمر قائلا لها : لو عايزه تشيلى الطرحه شليها ممدوح مش هنا والجناينى نام

خلعت لمار حجابها فورا ونفضت شعرها .. ضحك عمر قائلا : ايه انتى ما صدقتى

لمار مبتسمه : اه اصلى بحب احس الهوا فى شعرى

عمر مبتسماً : يابخت الهوا

لمار بجديه : نعم ؟

عمر : لا ياباشا مفيش حاجه

لمار : صحيح هو ممدوح فين مبقتش اشوفه خالص

عمر : ممدوح ياستى فى اسبوع العيادات المجانيه

لمار بعدم فهم : عيادات مجانيه ايه ؟

عمر شارحاً : بصى هو كل فتره كده بيعمل اسبوع كشف وعلاج مجانى عشان الناس اللى مش قادره وفى الفتره دى بيبقى مشغول جداً حتى ساعات بيبات فى المستشفى

لمار مبتسمه : ماشاء الله عليه لو كل الدكاتره كده مكنش حد مات من الفقر والتعب

عمر بابتسامه : فعلاً ممدوح طول عمره كده بيخترع حاجه عشان يساعد بيها الناس

لمار : وعشان كده ربنا مباركله فى ماله واهله سلمى دى تتحط الجرح يطيب بصراحه

عمر : اه فعلا الحمد لله

لمار بخبث : وانت بقى مش هتعمل حاجه للفقرا

عمر ضاحكاً : لا ياستى انا بعمل لكل الناس مش الفقرا بس

لمار : بتعمل ايه بقى ؟

عمر : يعنى اليومين دول شغال ع شويه حاجات كده عايز اعمل سماد طبيعى بدل الكيماوى اللى بيدمر الصحه وكمان بيضيع الطعم الاصلى للمحصول

لمار : اه فعلا السماد الكيماوى بيسبب امراض كتير جدا

عمر : ان شاء الله الفلاحين تقتنع ونرجع للطبيعى تانى

لمار مبستمه : ربنا يقدرك

عمر : وانتى بقى مش هتعملى حاجه فى شغلك دا ؟

لمار : كان عندى طموح اول ما اتخرجت بس راح دلوقتى

عمر : راح ازاى يعنى ؟

لمار بتنهيده : يعنى لما كنت بدرس كانت مااما وبابا لسه موجودين كنت بقول لما اتخرج هعمل كذا وكذا بس يعنى بعد ما توفوا حياتى اتلقبت وزى ما انت شايف بطلع من مشكله ادخل فى مشكله تانيه

عمر : انا مقتنع جدا ان مفيش حاجه اسمها طموح بيروح ممكن اه تيجى فتره ويحصل حاجه همتك تقل بس طموحك بيفضل جواكى محتاجه بس زقه صغيره كده قوليلى بقى كنتى عايزه تعملى ايه ؟

لمار : كنت عايزه اعمل مستشفى كبيره ليا انا وماما بحكم انها دكتوره وانا امسك الصيدليه ونعمل قسم للمحتاجين واكملت ضاحكه وكان عندى امل اكتشف دوا من غير اثار جانبيه على المريض

عمر بجديه : وبتضحكى ليه ؟ هما اللى اكتشفوا قبلك ازيد منك فى حاجه ؟ ولا انتى اقل منهم فى حاجه ؟

لمار بحيره : لا بس يعنى ظروفى و

قاطعها عمر قائلا : اللى بيتحجج بالظروف هيفضل مكانه صدقينى فى ناس بيبقى عندها ظروف قهريه بس عشان عندها طموح وحلم بتوصل

نظرت له لمار مبتسمه فأكمل قائلا : يعنى مسمعتيش عن المعاقين اللى اتحدوا اعاقتهم وحققوا انجازات رياضيه ؟ انتى كده حرام عليكى مدام ربنا اداكى القدره والعقل والفلوس والتعليم ومعملتيش بيهم حاجه هتتسألى عليهم

لمار بشرود : تفتكر اقدر اكمل واوصل للى انا عايزاه ؟

عمر مشجعاً : افتكر جدا على فكره ممدوح شكرلى كتير فيكى وقال انك ذكيه ولماحه وكان نفسه متشتغليش شغل مكتبى وتبقى فى معامل

لمار مبتسمه : مش غريب انك بتشجعنى اشتغل واثبت نفسى ؟

عمر : وايه الغريب فى كده ؟

لمار : يعنى الزوج المصرى مش بيتعامل كده معظمهم بيبقوا عايزين البنت تقعد فى البيت وتربى الاولاد وحتى لو مفيش اولاد يفضلوا فى البيت

عمر : انتى نفسك بتقولى اهو معظمهم يعنى مش كلهم هما اه كتير بس مش كل الناس زى بعض انا عن نفسى شايف ان نجاحك هيبقى برده نجاح ليا مين ميفرحش ان مراته تبقى حاجه كبيره

لمار : فعلا معاك حق

عمر : على فكره انتى ممكن تبدأى مع سهام بما انكوا صحاب ونفس التخصص وماما وبابا الله يرحمهم هيفرحوا بيكى جدا

ابتسمت لمار وقالت بهدوء : ان شاء الله

توقف عمر فجأه ووضع يده على بطنه وقال : ايه دا !

لمار بسرعه : ايه مالك ؟

عمر : انا هضمت البيتزا وبدأت اجوع تانى

تعالت صوت ضحكات لمار بشده ثم قالت : خضتنى والله اعملك اكل تانى ؟

عمر : لا ياستى انا عامل ريجيم

لمار :ايوه ايوه واخده بالى

عمر : طبعا طبعا

لمار : بقولك ايه احنا هنروح اسكندريه ع امتى كده ؟

عمر : على الضهر ان شاء الله هناخد سهام وعمرو هيقابلنا هناك انا بردان انتى مبردتيش ؟

لمار : اه الجو برد فعلا طب خلاص اطلع انت وانا هكلم سهام واجى

عمر : لا رجلى على رجلك وكلميها فوق

لمار ضاحكه : طيب يلا بينا

صعدا الى غرفتهما دخلت لمار الى الشرفه حدثت سهام فى الهاتف واخبرتها بما قالها عمر ثم عادت مره اخرى للغرفه .. وجدت عمر نائماً فى الفراش مبتسماً .. ابتسمت لمار هى الاخرى ونامت بجواره
التصقت بالحائط حتى تتفادى اقترابها منه .. استلقت على ظهرها اغمضت عينها فى هدوء .. لاول مره تشعر احاسيس مختلفه فى اللحظه حينها .. لا تعلم ماذا يحدث لها ولكن كل ما تعلمه فى هذه اللحظه انها سعيده وكفى !


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close