رواية كيف اعيش معك الفصل الثلاثون 30 بقلم حسناء محمود
الحلقه الثلاثون 
انتفضت لمار عندما وجدت نفسها فى فراش عمر .. نظرت بجوارها بسرعه لم تجده ..
زفرت بضيق حاولت تذكر ما حدث هى لم تنام بجواره أمس .. تلقائياً وضعت يدها على ملابسها اطمئن قلبها ..
جلست فى فراشها تهدأ من روعها .. سمعت باب الغرفه يُفتح ..
دخل عمر حاملاً صنيه أغلق الباب واقترب من السرير ..
عمر بابتسامه : صباح الخير يا عروسه
نظرت له لمار بغضب وصمتت
تجاهلها عمر وأكمل قائلا : احنا بقينا الضهر كل دا نوم مش المفروض العروسه اللى بتصحى الاول ولا ايه ؟
رفعت لمار رأسها ونظرت فى عينه مباشره وقالت : انا ايه اللى جابنى ع السرير ؟
عمر : اممم عادى لقيتك نايمه على الكرسى صعبتى عليا شلتك وجبتك هنا
لمار بعصبيه : وانت مالك انام ولا منامش حد وكلك محامى عنى ؟!
عمر ببرود : لا انا جوزك مش محتاج ابقى محامى عنك
لمار : انت تانى ؟ انت مصدق نفسك ؟ انت لا جوزى ولا زفت
تمالك عمر نفسه حرك المقعد الوحيد فى الغرفه وضع عليه صنيه الطعام اولا ً ثم وقف بهدوء قائلا : كنتى بتقولى ايه ؟ مش جوزك
ولا زفت
بالنسبه لعقد الجواز والمأذون والفرح كانوا ايه ؟
لمار بنفس نبره العصبيه : عمر انت عارف ان دا كله تمثيل ودا مش معناه ابدا انى اصحى الصبح الاقيك جنبى
عمر : انا شايف ان دا وضع طبيعى جدا لاى اتنين متجوزين
قاطعته لمار بنبره صوت اعلى : لاى اتنين متجوزين فى الدنيا الا احنا يا عمر
جز عمر على اسنانه بعصبيه وامسك بذراعها قائلا : بصى يا لمار انتى تعملى اي حاجه فى الدنيا الا انك تعلى صوتك عليا
انا جوزك بمزاجك او غصب عنك مش عايز اسمع كلام كتير فى الموضوع دا ومتخلنيش اتصرف تصرف ميعجبكيش
نظرت له لمار بصدمه ولم تنطق لاول مره يحدثها عمر بهذه الطريقه أمسكت بدمعه كادت ان تفلت منها وادارت وجهها بعيداّ عنه
زفر عمر بضيق عندما رأها هكذا وقال بهدوء : يلا عشان نفطر
لم تجيبه لمار وظلت صامته ..
عمر : لمار ؟ بقولك يلا عشان نفطر
لمار : مش عايزه افطر انت
عمر : مفيش حاجه اسمها مش عايزه انهارده يوم طويل واكيد ناس كتير هتيجى
لمار : مش عايزه اشوف حد يا عمر انا هفضل هنا
نظر لها عمر واقترب منها بهدوء جلس بجوارها ابتعدت عنه لمار جذبها اليه وربت على كتفها بحنان وهمس لها :
انا مش عايزك تبقى زعلانه كده انا عمرى ما هعمل حاجه غصب عنك
رفعت له لمار رأسها وقالت فى حزن : ما انت خلاص عملت يا عمر عايز ايه تانى
عمر بتردد : مينفعش ننسى ونبدأ حياه جديده ؟
ابتعدت عنه قليلا وقالت : هنبدأ حياه جديده وانت مدتنيش اختيارات يا عمر ؟
انا لسه لحد دلوقتى معرفش انت عملت كده ليه مش قادره اصدق
نظر لها عمر بأسى كاد ان يتحدث ولكنه اعرض عن الكلام فقط صدر منه تنهيده ..
صمتت لمار هى الاخرى وغرقت فى تفكيرها ..
واخيرا .. قطع عمر الصمت قائلا بهدوء : ماشى يا لمار اللى يريحك بس برده لازم ناكل
لمار : هو حد طلع الفطار ؟
عمر : لا انا نزلت جبته قبل ما حد يطلع ويعملك دوشه وتصحى
نظرت له لمار باستغراب وصمتت .. نهض عمر وأتى بصنيه الطعام مجدداً بينما نهضت لمار ودخلت الحمام ..
وبعد خروجها جلست بجواره وبدأوا فى تناول الطعام ..
عمر : ع فكره عمك جه الفرح امبارح بس خالك مدخلوش
لمار بصدمه : بجد ؟ ليه ؟
عمر بضيق : عشان جايب ابنه معاه وخالو جه يقولى ادخله قولتله لاء .. عندك مانع ؟
لمار بتفهم : لا بس كده عيب برده
عمر : لو كان جه لوحده كان يشرفنا بس الشخص التانى دا لاء
لمار : طب هو قال حاجه ؟
عمر : لا
صمتت لمار وابتلعت طعامها ونهضت من مكانها
عمر : ايه مش هتكملى أكلك ؟
لمار : الحمد لله شبعت وعايزه الحق صلاه الظهر
عمر بابتسامه : اول مره اعرف انك بتصلى
لمار بسخريه : ايه منا مسلمه وبصلى زيكوا عادى
تجاهلها عمر وقال : طيب الحقى صلاتك عشان العصر هيأذن
توضأت لمار وصلت فرضها ثم جلست امام المراه تمشط شعرها و التفت الى عمر الذى كان يتابعها فى صمت قائله :
هو احنا هنفضل هنا كتير
عمر : المفروض اننا عرسان وهما اللى هيطلعوا مش احنا اللى ننزل
وقفت لمار امامه قائله : بس انا بزهق من القاعده فى الاوضه عايزه انزل
فكر عمر قليلا ثم قال : طيب البسى وهننزل
لمار باستغراب : البس ايه منا كده لابسه
عمر : فين اللى لابسه هتنزلى بالبيجامه وبشعرك كده
لمار بعدم فهم : ماله شعرى ؟
نهض عمر من مكانه وفتح دولابها ثم اخرج منه عباءه استقبال بيضاء اللون ومعها الحجاب الخاص بها ورفعها امام لمار قائلا :
خدى البسى دى
لمار : نعم ؟ من امتى وانا بلبس عبايات وبعدين انا مش محجبه وايه الهدوم دى اصلا مش دى اللى جبتها
عمر ببرود : مين قال انك مش محجبه ؟ لا انتى محجبه
لمار : قصدك ايه !
عمر : قصدى انك مراتى وانا بقولك انتى محجبه ومفيش نزول بشعرك تانى
لمار بعصبيه : هو غصب ؟ انت واخدنى وانا بشعرى مش بحجاب
رد عمر قائلا : ومالك مضايقه من الحجاب مش انتى لسه قايله انك مسلمه وبتصلى زينا برده ؟
لمار : ايوه قولت كده بس ..
قاطعها عمر قائلا : وهو اللى أمرك بالصلاه مأمرش بالحجاب ؟!
بٌهتت لمار ولم تجيبه فأكمل عمر قائلا : انا اعرف ان المسلمات بيبقوا محجبات غير كده لا
لمار بضيق : انا عايزه البسه عن اقتناع
عقد عمر ذراعيه امام صدره وقال : وانا مش هستنى حضرتك لحد ما تقتنعى احمدى ربنا انى صبرت عليكى لبعد الفرح
لمار : يعنى ايه ؟
عمر : يعنى اسمعى الكلام والبسى يلا عشان ننزل زى ما انتى عايزه
لمار : بس اانا مبحبش العبايات
عمر : وانا بشتريلك لبسك البنت اللى ف المحل قالت ان العرايس بيلبسوا العبايات دى فى الصباحيه ودى الوحيده اللى جبتهالك
الباقى لبس محجبات شيك هيعجبك
لمار بضيق : وبالنسبه للبس اللى انا اشتريته ارميه ؟
عمر بخبث : ومين قالك ارميه انتى هتلبسيه ليا انا وبس
نظرت له لمار بغضب وخطفت منه العباءه ومشت الى الحمام لتبدل ملابسها..
دخلت لمار بسرعه قبل ان ترتكب جريمه شنيعه وتقتله بسكين بارد .. استفزها عمر كثيراً وما يضايقها اكثر انها لا تستطيع رده عن افعاله فهو زوجها الشرعى
امام الله زفرت لمار بشده وارتدت العباءه ووضعت الحجاب على شعرها ولم تنظر لنفسها فى المراه ثم خرجت بسرعه صافعه باب الحمام ..
انتبه عمر لخروجها من الحمام وقف امامها مبتسماً وقال : زى القمر بس ايه اللى انتى عملاه دا ؟
لمار ببرود : ايه تانى فى اى اوامر ؟
ضحك عمر وقال : هو عشان انا خايف عليكى ومش حابب غيرى يشوف شعرك الحلو دا يبقى اوامر انتى لفه الحجاب غلط استنى
ازال عمر الحجاب ووضعه ثانيه بطريقه صحيحه ثم امسك بذراعها واوقفها امام المراه وقال : ها ايه رأيك بقى ؟
نظرت لمار الى المراه لم تنكر بينها وبين نفسها انها اجمل بكثير فى الحجاب ولكنها لم تظهر له ذلك ..
وكأن عمر سمع ما بنفسها لفها اليه ثانيه وقال مشاكساً : متنكريش انك احلى بالحجاب وعشان كده انا بفكر انقبك مش احجبك بس
ابتعدت عنه لمار بسرعه وقالت بصدمه : نعم !!
ضحك عمر كثيرا على تعبيرات وجهها ورد قائلا : بهزر ياستى متتصدميش كده
لوت لمار شفتيها بغضب و صمتت ..
وفجأه سمعوا طرق ع باب الغرفه ..
---------------------------------------------------------------------
وفـى غرفه نوم فخمه حديثه الاثاث .. استلقى أيمن فى فراشه غارق فى سبات عميق بعد ليله طويله من تعاطى المخدرات و اللهو مع اصدقاء السوء ..
دخلت والدته واضاءت نور الغرفه ..
سهير : انت يا زفت قوم
تملل أيمن فى فراشه بضيق ورد قائلا : ايه فى ايه ؟
سهير بضيق : كل دا نوم اصحى
جلس أيمن مضطرا : قومت فى ايه بقى مضايقه ليه ؟
سهير : عملتوا ايه امبارح ؟
أيمن : فى ايه ؟
سهير بعصبيه : عند الزفته اللى اسمها لمار ركز معايا
أيمن متذكراً : اه معملناش حاجه خالها رفض يدخلنا
سهير بصدمه : ايه يعنى ايه رفض يدخلكوا ازاى دا حصل
أيمن بلامبالاه : مش محتاجه ترجمه لما روحنا قال شكرا انكوا جيتوا بس عريسها مش موافق انى ادخل
سهير : وانت روحت مع بابا ليه اصلا
أيمن بضيق : قابلته وانا داخل وصمم انى اروح معاه قال عشان يصلح الامور
سهير بضيق : طول عمره بيتصرف من دماغه
أيمن : خلاص بقى يولعوا كلهم ف بعض انا عايز انام فى حاجه تانيه ؟
قامت سهير بعصبيه : نام ما انت مبتعملش غيره
-----------------------------------------------------------------------
سلمى : لا طبعا تنزلى فين انتى عبيطه ؟ انتى العروسه اللى عايزك هيطلع هنا
لمار باستغراب : هيطلع هنا فى اوضه نومى !
سلمى ضاحكه : اوضه نومك ايه يابنتى ما انتى ليكى اوضه للاستقبال هنا والتفت الى عمر : ايه ياعمر انت مفرجتهاش على الجناح ولا ايه ؟
عمر : لا هو احنا لحقنا
سلمى بغمزه ما انتوا كان معاكوا الليل كله
احمرت وجنتا لمار ووكزها عمر فى ذراعها : خليكى فى حالك وانزلى قوليلهم اننا جاهزين
سلمى ضاحكه : حاضر حاضر بس بقولك ايه خف مع شهنده هما مولعين نار لوحدهم اصلا وبصراحه معاهم حق
عمر : معاهم حق ايه انتى عبيطه ؟ منا كلمت عمتو وعزمتها وهى اللى مجتش اعمل انا ايه يعنى
سلمى : بس كلمتها بعد كتب الكتاب
عمر : انتى شوفتى كانت الدنيا ملخبطه ازاى وملحقناش نكلم حد وبعدين ما انتى عارفه حتى لو كنت كلمتها قبل كتب الكتاب مكنتش هتيجى برده
سلمى : عارفه بس كنا نعمل اللى علينا
عمر مقاطعاً : سيبك منهم ويلا طلعيهم مش كفايه جايين اول ناس دا انا مشوفتش اخويا حتى
ضحكت سلمى كثيراً واوقفتها لمار متسائله : هو خالو لسه مجاش ؟
سلمى : لا لسه احنا لسه العصر متقلقيش
لمار : طب وسهام ؟
سلمى : سهام روحت بيتها
لمار بصدمه : ليه؟!
سلمى : مش عارفه هى صحيت بدرى وقالت لازم تمشى وهتبقى تكلمك لما تصحى
لمار : ماشى هبقى اكلمها
سلمى : تمام هنزل اجيبهم بقى
قالت سلمى جملتها وخرجت من الغرفه ..
التفت لمار لعمر قائله : هو ايه اوضه الاستقبال دى
امسك عمر بذراعها قائلا : تعالى نروح هناك وهعرفك
خرجوا من غرفه نومهم أغلق عمر الباب ومشى فى المقدمه وتبعته لمار خلال ممر طويل بعض الشئ .. انحرف عمر يميناً وفتح باب غرفه .. دخلت وراءه لمار ..
وجدت غرفه واسعه مربعه يتوسطها الاثاث الحديث يغلب عليها اللون البنى بدرجاته المختلفه من سجاد ومقاعد وثيره واريكه كبيره وفى اخر الغرفه توجد ثلاجه صغيره
للعصائر .. أعجبت لمار بتناسق الوان الاثاث مع السجاد وبعض البورتريهات الموضوعه على الحائط ..
عمر : ها ايه رأيك بقى ؟
لمار باعجاب : حلوه
عمر بزهو : اختيارى دى
نظرت له لمار بلامبالاه وقالت : اول مره اعرف ان فيه اوض تانيه هنا
عمر : فيه لسه اوضه كمان للاطفال و مطبخ صغير المهندس للى عمل تصميم الجناح اللى فوق كان ذكى شويه بدل ما يحط اوضه الاستقبال اول حاجه والباقى جوه عكس
لمار : اه فعلاً
قاطع حديثهم دخول سلمى والداده مصطحبين شهنده وشهاب ..
اقتربت الداده من لمار واحتضنتها مردده : صباحيه مباركه يا عروسه
ابتسمت لها لمار قائله : ربنا يخليكى يا داده
بينما ارتمت شهنده على عمر محتضنه اياه قائله بعتاب : كده برده يا وحش تتجوز وتسيبنى
التفت لها لمار وصمتت تضايق عمر منها وابعدها عنه بسرعه قائلا : اسيبك فين يا شهنده ما احنا موجودين اهو
مد شهاب يده الى لمار قائلا : الف مبروك يا عروسه
بدالته لمار التحيه : الله يبارك فيك
عمر : اتفضلوا ياجماعه
جلس الجميع وذهبت الداده لاحضار المشروبات ..
شهاب بخبث : ايه ياعمر كل دا سلمى بتصحيك دا احنا بقالنا ساعه تحت
عمر بهدوء : معلش اصلكوا جيتوا بدرى شويه
توتر شهاب من احراج عمر له ونظر اليه بضيق تحدثت سلمى بسرعه لتدراى الموقف : حلو الفستان اللى انتى لابسه دا يا شهنده
شهنده : ميرسى يا سوسو والتفت الى لمار : مبروك الحجاب يا مدام انتى برده يليق عليكى جو العبايات دا
لمار بابتسامه صفراء : الله يبارك فيكى عقبالك واكملت باقى الجمله بضغط ع حروفها يا انسه شهنده
ضاقت عينا شهنده بغضب ولم تجيب عليها .. ابتسم عمر للمار ووضع ذراعه حلو كتفها وضمها اليه قائلا : وعمتو مجتش معاكوا ليه ؟
شهاب : عمتك مضايقه منك وانت اكيد عارف
عمر : منا اعتذرتلها الموضوع جه بسرعه
شهنده : ولو برده كان لازم تيجى لحد عندها
عمر ضاحكا : حاضر من عنيا
احضرت الداده المشروبات وتسامر الجميع لبعض الوقت ثم تركوهم وذهبوا ..
سلمى : انا مش قولتلك خف عليهم يا عمر
عمر : وعايزانى اعمل ايه ييعنى اسكت لتلميحاتهم السخيفه
سلمى : طيب خلاص انت حر
الداده : لمار خالك تحت ومعاه ممدوح كان مستنين شهاب وشهنده يمشوا
لمار بسرعه : طب انزله ؟
عمر : استنى ننزل سوا
سلمى : طب هسبقكوا انا والداده بقى
وبعد خروج سلمى والداده ..
عمر : لمار انتى زعلتى ؟
لمار : زعلت من ايه ؟!
عمر : يعنى من رخامه شهنده عشان الحجاب وكده
لمار : لا عادى رأيها عمره ما يهمنى مدام دى حاجه بينى وبينك
عمر بابتسامه : ايوه بينى وبينك طبعا ثم غمز لها : عجبنى ردك عليها
لمار : انا بعرف اخد حقى كويس
عمر ضاحكاً : ياجامد دا انا كده هخاف منك
نظرت له لمار بلامبالاه وقالت : مش يلا ؟ اتأخرنا على خالى
عمر : طيب يلا بينا
وبالفعل نزلت لمار بصحبه عمر وكأى عروس طبيعيه قضت يومها وسط تهنئه خالها وعائلته وبعض الاقارب والاصدقاء المقربين جدا منهم ..
مر اليوم بسلام وترك الجميع العرسان لكى يستريحوا .. سبقت لمار عمر الى غرفتهما .. دخلت الغرفه وقفت امام المراه للحظات تتذكر اطراء الجميع على حجابها .. قبل زواجها لم يكن الحجاب فى تفكريها
نعم كانت تصلى فروضها وتقرأ القران من وقت لاخر لكنها تعودت على عدم ارتداء حجابها ولكن الان ترتاح كثيرا لشكلها نفسياً وجسديا ..
بدلت لمار ملابسها ثم امسكت بهاتفها واتصلت بسهام ..
سهام : السلام عليكم
لمار : وعليكم السلام يا وحشه
سهام ضاحكه : كنت مستنيه مكالمه تأنيب الضمير دى
لمار : طب ما انتى عارفه انك هتزعلينى مشيتى ليه ؟
سهام : لمار انا بقالى كام يوم عندك وسايبه ماما وبصراحه اتحرجت اقعد وانتى مش موجوده
لمار : مش موجوده فين ما احنا فى نفس البيت
سهام : انا قولت هتطولى بقى واتكسفت
لمار : ماشى بس انا زعلانه برده
سهام : متزعليش هجيلك والله المهم قوليلى عملتى ايه وحصل ايه ؟
قصت لمار عليها كل ما حدث أمس
سهام باستغراب : يعنى غير الديكور عشان تنامى جنبوا دا مجنون والله
لمار بضيق : مجنون بعقل دا شكله هيطلع عينى
سهام ضاحكه : يلا ومن اعمالكم سُلط عليكم
لمار : انتى بتهزرى يا سهام قوليلى اعمل ايه ؟
سهام : هتعملى ايه فى ايه انتى لسه اول يوم ولسه شهر ولا حاجه على الطلاق كملى لحد ما نشوف هنوصل لايه
زفرت لمار بضيق قائله : طيب ربنا يسهل
سهام : متزعليش كل حاجه هتبقى تمام
لمار : يارب بقى
اغلقت لمار الخط مع سهام وتوجهت الى الشرفه الموجوده بالغرفه وجدتها واسعه وتطل على جنينه الفيلا .. شردت فى حياتها واحداثها الكثيره خلال شهرين فقط حدث ما لم يحدث خلال عشرون عاما
هربت من زوجه عمها وابنها واحده تعاملت معها بجشع وقسوه لا ترى فيها سوى مال وورث فقط والاخر لا يرى فيها سوى جسد وشهوه وعمها ايضا لم يكن بتلك القسوه ولكن لم يدافع عنها امامهم
بل انضم اليهم من اجل المال فقط .. تذكرت اللحظه التى هربت فيها من اعتداء " أيمن " ووقوعها امام سياره " عمر " تلك الحادثه التى غيرت مجرى حياتها لا تعلم الى الافضل ام الاسوء ولكن
غيرتها كلياً من فتاه بريئه مدلـله لا تعلم شيئا عن ضمائر الناس وشرورهم تتعامل معهم بحسن نيه الى فتاه عاقله تتحمل الامور تدرك حقائق ونفوس من حولها .. كان " أسامه " احد اهم الاسباب فى ذلك التغير
بعد موقفه المتخاذل معها وهجره لها فى اكثر اوقات حياتها احتياجاً للمساعده ادركت لمار حقيقه بعض الناس مثل " أسامه " الشخصيه التى تلمع كالذهب الرخيص من بعيد
ولكنها عن قرب تجدها كالحديد الصدأ ما تعرفه الان انها لم تحبه ولكنها كأى انثى تقع فى شباك الاهتمام والكلام المعسول ..
مر طيف " عمر " أمامها .. " عمر " ذلك الشخص الذى قلب موازين حياتها .. لا تستوعب ما حدث يحيرها موقف عمر معها .. فى بعض الاحيان يصبح لها مصدر الامان وفى احيان اخرى
تشعر معه بالغربه والكره والنفور الشديد منه .. انه الشخص الوحيد الذى يجعلها تشعر باحاسيس متناقضه امامه فى ان واحد لا تعلم لماذا فعل بها هكذا لقد وضعها امام الامر الواقع الذى يصعب الانفلات منه
ولكنها ستكمل معه الطريق للنهايه فى قراره نفسها تعلم ان لله حكمه فى ذلك ستصبر حتى تراها وتفهمها
تنهدت لمار ورددت بصوت واضح : الحمد لله
عمر مازحاً : يااااه هما العيال شيلوكى الهم بدرى ولا ايه
انتفضت لمار فزعاً وقالت : عمر !
عمر ضاحكاً : مش هتبطلى تتضخى بقى
لمار بعصبيه : وانت مش هتبطل سخافه فى اختراع اسمه نخبط على الباب
عمر : ع فكره انا بقالى ساعه بنادى عليكى وانتى اللى سرحانه
نظرت لها لمار بضيق وصمتت
أكمل عمر قائلا : ماشى هعديلك سخافه دى وتعالى اوريكى حاجه
لمار : حاجه ايه ؟
جذبها عمر من يدها الى الداخل قائلا : ياستى تعالى بس
دخلا سوياً واوقفها عمر قائلا : غمضى عنيكى بقى ثوانى
أغمضت لمار عينيها بضيق حتى سمعت صوته يقول : ها فتحى كده ايه رأيك ؟
نظرت لمار الى يده التى تحمل هاتفاً محمول من احدث الانواع وقالت باستغراب : ايه دا ؟
عمر : موبايل ليكى
لمار : ليه منا معايا واحد
عمر بتنهيده : لمار انا عارف مين اللى جابه ليكى ومش عايز اى حاجه من ريحته تبقى فى حياتنا
نظرت له لمار بصدمه .. أكمل عمر حديثه : الموبايل دا احدث واحسن والخط بتاعه فيه وكل حاجه جاهزه حتى الارقام بالنسبه للموبايل القديم شوفى اى حد محتاجه ياخده انا مش عايز اشوفه فى ايديك تانى
لمار : بس دا هديه يا عمر و..
قاطعها عمر بضيق : لمار أسامه مكنش بيحبك ولا عمره هيحبك
لمار : يعنى انت اللى حبتنى ؟
عمر : حتى لو انا مبحبكيش ودا مش موضوعنا انا بتكلم ع اسامه اللى انتى مش عارفه حقيقته واللى كان عايز منك حاجه واحده بس و
قاطعته لمار : اه دى اللى انت اخدتها صح ؟
زفر عمر بضيق وقال : اللى تشوفيه يا لمار انا هنام
لمار بعصبيه : مضايق ليه ؟ مش دى الحقيقه وهتنام دلوقتى عشان بواجههك بيها
عمر باستسلام : تصبحى على خير
لمار : انا مش عايزه انام جنبك هنام فى اوضه الاطفال
عمر بعصبيه : الاوضه فاضيه مفيهاش سراير مش هقربلك يا لمار متخافيش
توجه عمر الى فراشه وأغمض عينيه بضيق ونام .. ظلت لمار واقفه مكانها لبعض الوقت يتردد حوارهما فى أذنها .. لم تجد بُد من نومها بجواره استسلمت واستلقت فى الفراش
حاولت ابعاد نفسها عنه قدر الامكان وتدثرت جيدا بغطائها .. و على عكس ظنها وخوفها من الارق وعدم النوم بعد دقائق معدوده راحت فى سُبات عميق !! ..
القى عمر نظره اخيره عليها ثم ادار لها ظهره وزفر فى ضيق .. تتردد فى رأسه جمله واحده " انت اللى عملت كده لازم تستحملها " ..
----------------------------------------------------------------------------------
استيقظت لمار فى اليوم التالى على هزه خفيفه .. فتحت عيناها ببطئ وانتفضت جالسه ..
عمر بسرعه : ايه يا لمار انا عمر
زفرت لمار بارتياح ونامت ثانيه قائله : فى ايه ؟
عمر : بقالك كتير نايمه مش هتصحى نفطر ؟
لمار : هنفطر بدرى كده ؟
عمر مبتسماً : بدرى من عمرك احنا بعد الظهر
لمار بصدمه : بجد ؟ انا نمت كل دا
عمر ضاحكاً : اه وسلمى تحت جعانه وعامله صداع عشان مستنياكى
لمار : حاضر هنزلها هو انت فطرت ؟
عمر : لا طبعا وانا اقدر افطر من غيرك يلا صلى والبسى ومتنسيش الحجاب عشان ممدوح تحت
قال عمر جملته وتحرك بسرعه خارج الغرفه
نظرت لمار للفراغ الذى تركه باستغراب .. بدأت لمار تقتنع ان عمر ممسوس من احد الجان الذى يغير حالته بين يوم وليله واحياناً فى لحظه واخرى
ابتسمت لمار لنفسها ثم نهضت من فراشها اغتسلت وصلت فرضها ولبست عباءه اخرى رقيقه وحجابها من نفس لون العباءه ونزلت الى الجنينه ..
وجدت لمار عمر وسلمى جالسان حول المائده وبجوارهم ممدوح كان يلاعب ابنه " أسر " .. ابتسمت تلقائيا والقت التحيه مبتسمه : صباح الخير
سلمى : صباح ايه يا هانم احنا بعد الظهر اسمها جود افتر نون
لمار ضاحكه : اعمل ايه يعنى عمر سابنى نايمه
ممدوح : صباح الفل يا عروسه سيبك من مراتى دى على طول مدفع كده
وضعت سلمى يدها على خصرها قائله : بقى كده مدفع ماشى شوف مين هيربيلك ابنك
ضحك ممدوح بشده واقترب من زوجته وقبل جبينها قائلا : هو انا اقدر استغنى ياجميل
عمر : الله مش قدامنا ياعم
ممدوح مشاكساً : ايه انت فاكر نفسك العريس بس هنا ولا ايه
لمار ضاحكه : خلاص يا جماعه هطلع تانى مدام وجودى عامل ازمه
امسكها عمر بسرعه من ذراعها قائلا : ع فين هو دخول الحمام زى خروجه اقعدى انا ميت من الجوع
سلمى : اه اه وانا عندى نفس المشكله
ضحك الجميع وجلست لمار بجوار عمر لتناول الفطور وعاد ممدوح ارضاً يلاعب أسر ..
لمار : هى فين الداده ؟
سلمى : فى المطبخ كالعاده
لمار : اه مش بتبطل شغل ربنا يديها الصحه
ممدوح : وانتى بقى يا مدام هترجعى شغلك امتى انتى وصاحبتك سايبين الدنيا تضرب تقلب
لمار ضاحكه : سهام هترجع بكره وانا مش عارفه امتى
ممدوح بخبث : ايه ياعمر هتمنع المدام من الشغل بقى وكده
عمر مبتسماً : أكيد لا تشتغل براحتها هو انا اتجوزتها عشان احبسها
ممدوح مصفقاً : ياجااامد لا عجبتنى
ضحكت لمار واطمئن قلبها وفر عمر عليها كثيرا من العند والتحدى ..
اكملوا فطورهم وصعدت سلمى وممدوح الى جناحهم وظل عمر ولمار فى مكانهم ..
قطع عمر الصمت قائلا : لمار اطلعى البسى هاخدك مشوار
لمار باستغراب : هنروح فين ؟
عمر : اصبرى على رزقك
لمار : مش هنخلص من مفجأتك بقى
عمر ضاحكا : ايه مش بتحبى المفجأات ؟
لمار بتنهيده : بحبها
عمر : طب يلا بسرعه البسى وانا مستنيكى
صعدت لمار الى غرفتها لترتدى ملابسها ونزلت اليه ثانيه .. عند رؤيتها اطلق عمر صفير اعجاب قائلا: ايه القمر دا
.. ارتدت لمار فستان وردى اللون طويل فوق جاكت قصير لونه كحلى وحذاء وشنطه من نفس اللون وحجاب يجمع
بين هذه الالوان .. بدت لمار رقيقه بجمالها الهادئ الذى يكلله حجابها ..
احمرت وجنتا لمار وقالت : مش يلا بينا ؟
عمر مبتسماً : يلا
اصطحب عمر لمار الى سيارته وخرجوا سوياً .. انطلق عمر على شريط الطريق الصحراوى ...
لمار : احنا طالعين على الصحراوى ليه ؟
عمر مشاكسا : متخافيش مش هخطفك
لمار : لا بجد
عمر : خلاص دقيقه ونوصل وهتعرفى بنفسك
تفجأ عمر بدخان يخرج من مقدمه سيارته اوقفها على الفور .. حاول عمر فتح باب السياره ولكنه مغلق
لمار بخوف : عمر في ايه
عمر بعصبيه : مش عارف فى حاجه غلط فى العربيه
امسكت لمار بذراعه : انا خايفه
عمر : اصبرى بس ياحبيبتى متخافيش الباب شكله معلق
حاول عمر فتح جميع ابواب السياره ولكن دون جدوى .. زاد الدخان حتى انعدمت الرؤيه خارج السياره ورأى عمر لهب النار يتصاعد مع الدخان ..
توتر عمر كثيرا حاول بقوه اكثر فى كسر الباب
قال بعصبيه : لمار ابعدى وشك لورا بسرعه
نفذت لمار كلامه .. ضغط عمر على زجاج السياره مرات عديده حتى كسره ..
عمر : يلا يا لمار حاولى تخرجى نفسك بره العربيه
لمار بخوف : لا مش هعرف
عمر : يلا ياحبيبتى عشان خاطرى انا هخرجك قومى بس كده
لمار : وانت ياعمر
عمر بعصبيه : مش وقته يا لمار بسرعه العربيه هتولع بينا
نظرت له لمار بتردد .. رفعها عمر فى مواجهه النافذه .. اخرجت لمار رأسها ببطئ ثم رجعت مره ثانيه الى الوراء قائله : مش عارفه اخرج فيه ازاز لسه
بسرعه ابعد عمر باقى الزجاج بيده جرحت يده ونزفت بسرعه صرخت لمار : ايديك يا عمر
عمر بسرعه : متخافيش اطلعى انتى بس واجرى بسرعه يا لمار اوعى توقفى
أومات لمار برأسها بسرعه واخرجت رأسها دفعها عمر الى الامام .. وقعت خارج السياره ثم وقفت
عمر بسرعه : اجرى يا لمار يلا
لمار ببكاء : وانت
عمر بصراخ : اجرى بقولك
جرت لمار مسافه قصيره ووقعت ارضاً ترتعش لم تحتمل قدميها الجرى أغمضت عيناها بشده عند سماعها صوت الانفجار يدوى ..
وقفت دقيقه تستوعب الامر .. نظرت وراها بسرعه وعادت جرياً الى السياره ..
وجدت عمر واقعا بجوار السياره .. اندفعت تجاهه وجهه ملطخ بالدماء يده تنزف بشده هزته بعنف صارخه : عمر رد علياً
رد عمر بضعف : متخافيش و ..
لم تستطع لمار سماع باقى جملته صمت عمر هزته لمار ثانيه ولكن لا حياه لمن تنادى ..

انتفضت لمار عندما وجدت نفسها فى فراش عمر .. نظرت بجوارها بسرعه لم تجده ..
زفرت بضيق حاولت تذكر ما حدث هى لم تنام بجواره أمس .. تلقائياً وضعت يدها على ملابسها اطمئن قلبها ..
جلست فى فراشها تهدأ من روعها .. سمعت باب الغرفه يُفتح ..
دخل عمر حاملاً صنيه أغلق الباب واقترب من السرير ..
عمر بابتسامه : صباح الخير يا عروسه
نظرت له لمار بغضب وصمتت
تجاهلها عمر وأكمل قائلا : احنا بقينا الضهر كل دا نوم مش المفروض العروسه اللى بتصحى الاول ولا ايه ؟
رفعت لمار رأسها ونظرت فى عينه مباشره وقالت : انا ايه اللى جابنى ع السرير ؟
عمر : اممم عادى لقيتك نايمه على الكرسى صعبتى عليا شلتك وجبتك هنا
لمار بعصبيه : وانت مالك انام ولا منامش حد وكلك محامى عنى ؟!
عمر ببرود : لا انا جوزك مش محتاج ابقى محامى عنك
لمار : انت تانى ؟ انت مصدق نفسك ؟ انت لا جوزى ولا زفت
تمالك عمر نفسه حرك المقعد الوحيد فى الغرفه وضع عليه صنيه الطعام اولا ً ثم وقف بهدوء قائلا : كنتى بتقولى ايه ؟ مش جوزك
ولا زفت
بالنسبه لعقد الجواز والمأذون والفرح كانوا ايه ؟
لمار بنفس نبره العصبيه : عمر انت عارف ان دا كله تمثيل ودا مش معناه ابدا انى اصحى الصبح الاقيك جنبى
عمر : انا شايف ان دا وضع طبيعى جدا لاى اتنين متجوزين
قاطعته لمار بنبره صوت اعلى : لاى اتنين متجوزين فى الدنيا الا احنا يا عمر
جز عمر على اسنانه بعصبيه وامسك بذراعها قائلا : بصى يا لمار انتى تعملى اي حاجه فى الدنيا الا انك تعلى صوتك عليا
انا جوزك بمزاجك او غصب عنك مش عايز اسمع كلام كتير فى الموضوع دا ومتخلنيش اتصرف تصرف ميعجبكيش
نظرت له لمار بصدمه ولم تنطق لاول مره يحدثها عمر بهذه الطريقه أمسكت بدمعه كادت ان تفلت منها وادارت وجهها بعيداّ عنه
زفر عمر بضيق عندما رأها هكذا وقال بهدوء : يلا عشان نفطر
لم تجيبه لمار وظلت صامته ..
عمر : لمار ؟ بقولك يلا عشان نفطر
لمار : مش عايزه افطر انت
عمر : مفيش حاجه اسمها مش عايزه انهارده يوم طويل واكيد ناس كتير هتيجى
لمار : مش عايزه اشوف حد يا عمر انا هفضل هنا
نظر لها عمر واقترب منها بهدوء جلس بجوارها ابتعدت عنه لمار جذبها اليه وربت على كتفها بحنان وهمس لها :
انا مش عايزك تبقى زعلانه كده انا عمرى ما هعمل حاجه غصب عنك
رفعت له لمار رأسها وقالت فى حزن : ما انت خلاص عملت يا عمر عايز ايه تانى
عمر بتردد : مينفعش ننسى ونبدأ حياه جديده ؟
ابتعدت عنه قليلا وقالت : هنبدأ حياه جديده وانت مدتنيش اختيارات يا عمر ؟
انا لسه لحد دلوقتى معرفش انت عملت كده ليه مش قادره اصدق
نظر لها عمر بأسى كاد ان يتحدث ولكنه اعرض عن الكلام فقط صدر منه تنهيده ..
صمتت لمار هى الاخرى وغرقت فى تفكيرها ..
واخيرا .. قطع عمر الصمت قائلا بهدوء : ماشى يا لمار اللى يريحك بس برده لازم ناكل
لمار : هو حد طلع الفطار ؟
عمر : لا انا نزلت جبته قبل ما حد يطلع ويعملك دوشه وتصحى
نظرت له لمار باستغراب وصمتت .. نهض عمر وأتى بصنيه الطعام مجدداً بينما نهضت لمار ودخلت الحمام ..
وبعد خروجها جلست بجواره وبدأوا فى تناول الطعام ..
عمر : ع فكره عمك جه الفرح امبارح بس خالك مدخلوش
لمار بصدمه : بجد ؟ ليه ؟
عمر بضيق : عشان جايب ابنه معاه وخالو جه يقولى ادخله قولتله لاء .. عندك مانع ؟
لمار بتفهم : لا بس كده عيب برده
عمر : لو كان جه لوحده كان يشرفنا بس الشخص التانى دا لاء
لمار : طب هو قال حاجه ؟
عمر : لا
صمتت لمار وابتلعت طعامها ونهضت من مكانها
عمر : ايه مش هتكملى أكلك ؟
لمار : الحمد لله شبعت وعايزه الحق صلاه الظهر
عمر بابتسامه : اول مره اعرف انك بتصلى
لمار بسخريه : ايه منا مسلمه وبصلى زيكوا عادى
تجاهلها عمر وقال : طيب الحقى صلاتك عشان العصر هيأذن
توضأت لمار وصلت فرضها ثم جلست امام المراه تمشط شعرها و التفت الى عمر الذى كان يتابعها فى صمت قائله :
هو احنا هنفضل هنا كتير
عمر : المفروض اننا عرسان وهما اللى هيطلعوا مش احنا اللى ننزل
وقفت لمار امامه قائله : بس انا بزهق من القاعده فى الاوضه عايزه انزل
فكر عمر قليلا ثم قال : طيب البسى وهننزل
لمار باستغراب : البس ايه منا كده لابسه
عمر : فين اللى لابسه هتنزلى بالبيجامه وبشعرك كده
لمار بعدم فهم : ماله شعرى ؟
نهض عمر من مكانه وفتح دولابها ثم اخرج منه عباءه استقبال بيضاء اللون ومعها الحجاب الخاص بها ورفعها امام لمار قائلا :
خدى البسى دى
لمار : نعم ؟ من امتى وانا بلبس عبايات وبعدين انا مش محجبه وايه الهدوم دى اصلا مش دى اللى جبتها
عمر ببرود : مين قال انك مش محجبه ؟ لا انتى محجبه
لمار : قصدك ايه !
عمر : قصدى انك مراتى وانا بقولك انتى محجبه ومفيش نزول بشعرك تانى
لمار بعصبيه : هو غصب ؟ انت واخدنى وانا بشعرى مش بحجاب
رد عمر قائلا : ومالك مضايقه من الحجاب مش انتى لسه قايله انك مسلمه وبتصلى زينا برده ؟
لمار : ايوه قولت كده بس ..
قاطعها عمر قائلا : وهو اللى أمرك بالصلاه مأمرش بالحجاب ؟!
بٌهتت لمار ولم تجيبه فأكمل عمر قائلا : انا اعرف ان المسلمات بيبقوا محجبات غير كده لا
لمار بضيق : انا عايزه البسه عن اقتناع
عقد عمر ذراعيه امام صدره وقال : وانا مش هستنى حضرتك لحد ما تقتنعى احمدى ربنا انى صبرت عليكى لبعد الفرح
لمار : يعنى ايه ؟
عمر : يعنى اسمعى الكلام والبسى يلا عشان ننزل زى ما انتى عايزه
لمار : بس اانا مبحبش العبايات
عمر : وانا بشتريلك لبسك البنت اللى ف المحل قالت ان العرايس بيلبسوا العبايات دى فى الصباحيه ودى الوحيده اللى جبتهالك
الباقى لبس محجبات شيك هيعجبك
لمار بضيق : وبالنسبه للبس اللى انا اشتريته ارميه ؟
عمر بخبث : ومين قالك ارميه انتى هتلبسيه ليا انا وبس
نظرت له لمار بغضب وخطفت منه العباءه ومشت الى الحمام لتبدل ملابسها..
دخلت لمار بسرعه قبل ان ترتكب جريمه شنيعه وتقتله بسكين بارد .. استفزها عمر كثيراً وما يضايقها اكثر انها لا تستطيع رده عن افعاله فهو زوجها الشرعى
امام الله زفرت لمار بشده وارتدت العباءه ووضعت الحجاب على شعرها ولم تنظر لنفسها فى المراه ثم خرجت بسرعه صافعه باب الحمام ..
انتبه عمر لخروجها من الحمام وقف امامها مبتسماً وقال : زى القمر بس ايه اللى انتى عملاه دا ؟
لمار ببرود : ايه تانى فى اى اوامر ؟
ضحك عمر وقال : هو عشان انا خايف عليكى ومش حابب غيرى يشوف شعرك الحلو دا يبقى اوامر انتى لفه الحجاب غلط استنى
ازال عمر الحجاب ووضعه ثانيه بطريقه صحيحه ثم امسك بذراعها واوقفها امام المراه وقال : ها ايه رأيك بقى ؟
نظرت لمار الى المراه لم تنكر بينها وبين نفسها انها اجمل بكثير فى الحجاب ولكنها لم تظهر له ذلك ..
وكأن عمر سمع ما بنفسها لفها اليه ثانيه وقال مشاكساً : متنكريش انك احلى بالحجاب وعشان كده انا بفكر انقبك مش احجبك بس
ابتعدت عنه لمار بسرعه وقالت بصدمه : نعم !!
ضحك عمر كثيرا على تعبيرات وجهها ورد قائلا : بهزر ياستى متتصدميش كده
لوت لمار شفتيها بغضب و صمتت ..
وفجأه سمعوا طرق ع باب الغرفه ..
---------------------------------------------------------------------
وفـى غرفه نوم فخمه حديثه الاثاث .. استلقى أيمن فى فراشه غارق فى سبات عميق بعد ليله طويله من تعاطى المخدرات و اللهو مع اصدقاء السوء ..
دخلت والدته واضاءت نور الغرفه ..
سهير : انت يا زفت قوم
تملل أيمن فى فراشه بضيق ورد قائلا : ايه فى ايه ؟
سهير بضيق : كل دا نوم اصحى
جلس أيمن مضطرا : قومت فى ايه بقى مضايقه ليه ؟
سهير : عملتوا ايه امبارح ؟
أيمن : فى ايه ؟
سهير بعصبيه : عند الزفته اللى اسمها لمار ركز معايا
أيمن متذكراً : اه معملناش حاجه خالها رفض يدخلنا
سهير بصدمه : ايه يعنى ايه رفض يدخلكوا ازاى دا حصل
أيمن بلامبالاه : مش محتاجه ترجمه لما روحنا قال شكرا انكوا جيتوا بس عريسها مش موافق انى ادخل
سهير : وانت روحت مع بابا ليه اصلا
أيمن بضيق : قابلته وانا داخل وصمم انى اروح معاه قال عشان يصلح الامور
سهير بضيق : طول عمره بيتصرف من دماغه
أيمن : خلاص بقى يولعوا كلهم ف بعض انا عايز انام فى حاجه تانيه ؟
قامت سهير بعصبيه : نام ما انت مبتعملش غيره
-----------------------------------------------------------------------
سلمى : لا طبعا تنزلى فين انتى عبيطه ؟ انتى العروسه اللى عايزك هيطلع هنا
لمار باستغراب : هيطلع هنا فى اوضه نومى !
سلمى ضاحكه : اوضه نومك ايه يابنتى ما انتى ليكى اوضه للاستقبال هنا والتفت الى عمر : ايه ياعمر انت مفرجتهاش على الجناح ولا ايه ؟
عمر : لا هو احنا لحقنا
سلمى بغمزه ما انتوا كان معاكوا الليل كله
احمرت وجنتا لمار ووكزها عمر فى ذراعها : خليكى فى حالك وانزلى قوليلهم اننا جاهزين
سلمى ضاحكه : حاضر حاضر بس بقولك ايه خف مع شهنده هما مولعين نار لوحدهم اصلا وبصراحه معاهم حق
عمر : معاهم حق ايه انتى عبيطه ؟ منا كلمت عمتو وعزمتها وهى اللى مجتش اعمل انا ايه يعنى
سلمى : بس كلمتها بعد كتب الكتاب
عمر : انتى شوفتى كانت الدنيا ملخبطه ازاى وملحقناش نكلم حد وبعدين ما انتى عارفه حتى لو كنت كلمتها قبل كتب الكتاب مكنتش هتيجى برده
سلمى : عارفه بس كنا نعمل اللى علينا
عمر مقاطعاً : سيبك منهم ويلا طلعيهم مش كفايه جايين اول ناس دا انا مشوفتش اخويا حتى
ضحكت سلمى كثيراً واوقفتها لمار متسائله : هو خالو لسه مجاش ؟
سلمى : لا لسه احنا لسه العصر متقلقيش
لمار : طب وسهام ؟
سلمى : سهام روحت بيتها
لمار بصدمه : ليه؟!
سلمى : مش عارفه هى صحيت بدرى وقالت لازم تمشى وهتبقى تكلمك لما تصحى
لمار : ماشى هبقى اكلمها
سلمى : تمام هنزل اجيبهم بقى
قالت سلمى جملتها وخرجت من الغرفه ..
التفت لمار لعمر قائله : هو ايه اوضه الاستقبال دى
امسك عمر بذراعها قائلا : تعالى نروح هناك وهعرفك
خرجوا من غرفه نومهم أغلق عمر الباب ومشى فى المقدمه وتبعته لمار خلال ممر طويل بعض الشئ .. انحرف عمر يميناً وفتح باب غرفه .. دخلت وراءه لمار ..
وجدت غرفه واسعه مربعه يتوسطها الاثاث الحديث يغلب عليها اللون البنى بدرجاته المختلفه من سجاد ومقاعد وثيره واريكه كبيره وفى اخر الغرفه توجد ثلاجه صغيره
للعصائر .. أعجبت لمار بتناسق الوان الاثاث مع السجاد وبعض البورتريهات الموضوعه على الحائط ..
عمر : ها ايه رأيك بقى ؟
لمار باعجاب : حلوه
عمر بزهو : اختيارى دى
نظرت له لمار بلامبالاه وقالت : اول مره اعرف ان فيه اوض تانيه هنا
عمر : فيه لسه اوضه كمان للاطفال و مطبخ صغير المهندس للى عمل تصميم الجناح اللى فوق كان ذكى شويه بدل ما يحط اوضه الاستقبال اول حاجه والباقى جوه عكس
لمار : اه فعلاً
قاطع حديثهم دخول سلمى والداده مصطحبين شهنده وشهاب ..
اقتربت الداده من لمار واحتضنتها مردده : صباحيه مباركه يا عروسه
ابتسمت لها لمار قائله : ربنا يخليكى يا داده
بينما ارتمت شهنده على عمر محتضنه اياه قائله بعتاب : كده برده يا وحش تتجوز وتسيبنى
التفت لها لمار وصمتت تضايق عمر منها وابعدها عنه بسرعه قائلا : اسيبك فين يا شهنده ما احنا موجودين اهو
مد شهاب يده الى لمار قائلا : الف مبروك يا عروسه
بدالته لمار التحيه : الله يبارك فيك
عمر : اتفضلوا ياجماعه
جلس الجميع وذهبت الداده لاحضار المشروبات ..
شهاب بخبث : ايه ياعمر كل دا سلمى بتصحيك دا احنا بقالنا ساعه تحت
عمر بهدوء : معلش اصلكوا جيتوا بدرى شويه
توتر شهاب من احراج عمر له ونظر اليه بضيق تحدثت سلمى بسرعه لتدراى الموقف : حلو الفستان اللى انتى لابسه دا يا شهنده
شهنده : ميرسى يا سوسو والتفت الى لمار : مبروك الحجاب يا مدام انتى برده يليق عليكى جو العبايات دا
لمار بابتسامه صفراء : الله يبارك فيكى عقبالك واكملت باقى الجمله بضغط ع حروفها يا انسه شهنده
ضاقت عينا شهنده بغضب ولم تجيب عليها .. ابتسم عمر للمار ووضع ذراعه حلو كتفها وضمها اليه قائلا : وعمتو مجتش معاكوا ليه ؟
شهاب : عمتك مضايقه منك وانت اكيد عارف
عمر : منا اعتذرتلها الموضوع جه بسرعه
شهنده : ولو برده كان لازم تيجى لحد عندها
عمر ضاحكا : حاضر من عنيا
احضرت الداده المشروبات وتسامر الجميع لبعض الوقت ثم تركوهم وذهبوا ..
سلمى : انا مش قولتلك خف عليهم يا عمر
عمر : وعايزانى اعمل ايه ييعنى اسكت لتلميحاتهم السخيفه
سلمى : طيب خلاص انت حر
الداده : لمار خالك تحت ومعاه ممدوح كان مستنين شهاب وشهنده يمشوا
لمار بسرعه : طب انزله ؟
عمر : استنى ننزل سوا
سلمى : طب هسبقكوا انا والداده بقى
وبعد خروج سلمى والداده ..
عمر : لمار انتى زعلتى ؟
لمار : زعلت من ايه ؟!
عمر : يعنى من رخامه شهنده عشان الحجاب وكده
لمار : لا عادى رأيها عمره ما يهمنى مدام دى حاجه بينى وبينك
عمر بابتسامه : ايوه بينى وبينك طبعا ثم غمز لها : عجبنى ردك عليها
لمار : انا بعرف اخد حقى كويس
عمر ضاحكاً : ياجامد دا انا كده هخاف منك
نظرت له لمار بلامبالاه وقالت : مش يلا ؟ اتأخرنا على خالى
عمر : طيب يلا بينا
وبالفعل نزلت لمار بصحبه عمر وكأى عروس طبيعيه قضت يومها وسط تهنئه خالها وعائلته وبعض الاقارب والاصدقاء المقربين جدا منهم ..
مر اليوم بسلام وترك الجميع العرسان لكى يستريحوا .. سبقت لمار عمر الى غرفتهما .. دخلت الغرفه وقفت امام المراه للحظات تتذكر اطراء الجميع على حجابها .. قبل زواجها لم يكن الحجاب فى تفكريها
نعم كانت تصلى فروضها وتقرأ القران من وقت لاخر لكنها تعودت على عدم ارتداء حجابها ولكن الان ترتاح كثيرا لشكلها نفسياً وجسديا ..
بدلت لمار ملابسها ثم امسكت بهاتفها واتصلت بسهام ..
سهام : السلام عليكم
لمار : وعليكم السلام يا وحشه
سهام ضاحكه : كنت مستنيه مكالمه تأنيب الضمير دى
لمار : طب ما انتى عارفه انك هتزعلينى مشيتى ليه ؟
سهام : لمار انا بقالى كام يوم عندك وسايبه ماما وبصراحه اتحرجت اقعد وانتى مش موجوده
لمار : مش موجوده فين ما احنا فى نفس البيت
سهام : انا قولت هتطولى بقى واتكسفت
لمار : ماشى بس انا زعلانه برده
سهام : متزعليش هجيلك والله المهم قوليلى عملتى ايه وحصل ايه ؟
قصت لمار عليها كل ما حدث أمس
سهام باستغراب : يعنى غير الديكور عشان تنامى جنبوا دا مجنون والله
لمار بضيق : مجنون بعقل دا شكله هيطلع عينى
سهام ضاحكه : يلا ومن اعمالكم سُلط عليكم
لمار : انتى بتهزرى يا سهام قوليلى اعمل ايه ؟
سهام : هتعملى ايه فى ايه انتى لسه اول يوم ولسه شهر ولا حاجه على الطلاق كملى لحد ما نشوف هنوصل لايه
زفرت لمار بضيق قائله : طيب ربنا يسهل
سهام : متزعليش كل حاجه هتبقى تمام
لمار : يارب بقى
اغلقت لمار الخط مع سهام وتوجهت الى الشرفه الموجوده بالغرفه وجدتها واسعه وتطل على جنينه الفيلا .. شردت فى حياتها واحداثها الكثيره خلال شهرين فقط حدث ما لم يحدث خلال عشرون عاما
هربت من زوجه عمها وابنها واحده تعاملت معها بجشع وقسوه لا ترى فيها سوى مال وورث فقط والاخر لا يرى فيها سوى جسد وشهوه وعمها ايضا لم يكن بتلك القسوه ولكن لم يدافع عنها امامهم
بل انضم اليهم من اجل المال فقط .. تذكرت اللحظه التى هربت فيها من اعتداء " أيمن " ووقوعها امام سياره " عمر " تلك الحادثه التى غيرت مجرى حياتها لا تعلم الى الافضل ام الاسوء ولكن
غيرتها كلياً من فتاه بريئه مدلـله لا تعلم شيئا عن ضمائر الناس وشرورهم تتعامل معهم بحسن نيه الى فتاه عاقله تتحمل الامور تدرك حقائق ونفوس من حولها .. كان " أسامه " احد اهم الاسباب فى ذلك التغير
بعد موقفه المتخاذل معها وهجره لها فى اكثر اوقات حياتها احتياجاً للمساعده ادركت لمار حقيقه بعض الناس مثل " أسامه " الشخصيه التى تلمع كالذهب الرخيص من بعيد
ولكنها عن قرب تجدها كالحديد الصدأ ما تعرفه الان انها لم تحبه ولكنها كأى انثى تقع فى شباك الاهتمام والكلام المعسول ..
مر طيف " عمر " أمامها .. " عمر " ذلك الشخص الذى قلب موازين حياتها .. لا تستوعب ما حدث يحيرها موقف عمر معها .. فى بعض الاحيان يصبح لها مصدر الامان وفى احيان اخرى
تشعر معه بالغربه والكره والنفور الشديد منه .. انه الشخص الوحيد الذى يجعلها تشعر باحاسيس متناقضه امامه فى ان واحد لا تعلم لماذا فعل بها هكذا لقد وضعها امام الامر الواقع الذى يصعب الانفلات منه
ولكنها ستكمل معه الطريق للنهايه فى قراره نفسها تعلم ان لله حكمه فى ذلك ستصبر حتى تراها وتفهمها
تنهدت لمار ورددت بصوت واضح : الحمد لله
عمر مازحاً : يااااه هما العيال شيلوكى الهم بدرى ولا ايه
انتفضت لمار فزعاً وقالت : عمر !
عمر ضاحكاً : مش هتبطلى تتضخى بقى
لمار بعصبيه : وانت مش هتبطل سخافه فى اختراع اسمه نخبط على الباب
عمر : ع فكره انا بقالى ساعه بنادى عليكى وانتى اللى سرحانه
نظرت لها لمار بضيق وصمتت
أكمل عمر قائلا : ماشى هعديلك سخافه دى وتعالى اوريكى حاجه
لمار : حاجه ايه ؟
جذبها عمر من يدها الى الداخل قائلا : ياستى تعالى بس
دخلا سوياً واوقفها عمر قائلا : غمضى عنيكى بقى ثوانى
أغمضت لمار عينيها بضيق حتى سمعت صوته يقول : ها فتحى كده ايه رأيك ؟
نظرت لمار الى يده التى تحمل هاتفاً محمول من احدث الانواع وقالت باستغراب : ايه دا ؟
عمر : موبايل ليكى
لمار : ليه منا معايا واحد
عمر بتنهيده : لمار انا عارف مين اللى جابه ليكى ومش عايز اى حاجه من ريحته تبقى فى حياتنا
نظرت له لمار بصدمه .. أكمل عمر حديثه : الموبايل دا احدث واحسن والخط بتاعه فيه وكل حاجه جاهزه حتى الارقام بالنسبه للموبايل القديم شوفى اى حد محتاجه ياخده انا مش عايز اشوفه فى ايديك تانى
لمار : بس دا هديه يا عمر و..
قاطعها عمر بضيق : لمار أسامه مكنش بيحبك ولا عمره هيحبك
لمار : يعنى انت اللى حبتنى ؟
عمر : حتى لو انا مبحبكيش ودا مش موضوعنا انا بتكلم ع اسامه اللى انتى مش عارفه حقيقته واللى كان عايز منك حاجه واحده بس و
قاطعته لمار : اه دى اللى انت اخدتها صح ؟
زفر عمر بضيق وقال : اللى تشوفيه يا لمار انا هنام
لمار بعصبيه : مضايق ليه ؟ مش دى الحقيقه وهتنام دلوقتى عشان بواجههك بيها
عمر باستسلام : تصبحى على خير
لمار : انا مش عايزه انام جنبك هنام فى اوضه الاطفال
عمر بعصبيه : الاوضه فاضيه مفيهاش سراير مش هقربلك يا لمار متخافيش
توجه عمر الى فراشه وأغمض عينيه بضيق ونام .. ظلت لمار واقفه مكانها لبعض الوقت يتردد حوارهما فى أذنها .. لم تجد بُد من نومها بجواره استسلمت واستلقت فى الفراش
حاولت ابعاد نفسها عنه قدر الامكان وتدثرت جيدا بغطائها .. و على عكس ظنها وخوفها من الارق وعدم النوم بعد دقائق معدوده راحت فى سُبات عميق !! ..
القى عمر نظره اخيره عليها ثم ادار لها ظهره وزفر فى ضيق .. تتردد فى رأسه جمله واحده " انت اللى عملت كده لازم تستحملها " ..
----------------------------------------------------------------------------------
استيقظت لمار فى اليوم التالى على هزه خفيفه .. فتحت عيناها ببطئ وانتفضت جالسه ..
عمر بسرعه : ايه يا لمار انا عمر
زفرت لمار بارتياح ونامت ثانيه قائله : فى ايه ؟
عمر : بقالك كتير نايمه مش هتصحى نفطر ؟
لمار : هنفطر بدرى كده ؟
عمر مبتسماً : بدرى من عمرك احنا بعد الظهر
لمار بصدمه : بجد ؟ انا نمت كل دا
عمر ضاحكاً : اه وسلمى تحت جعانه وعامله صداع عشان مستنياكى
لمار : حاضر هنزلها هو انت فطرت ؟
عمر : لا طبعا وانا اقدر افطر من غيرك يلا صلى والبسى ومتنسيش الحجاب عشان ممدوح تحت
قال عمر جملته وتحرك بسرعه خارج الغرفه
نظرت لمار للفراغ الذى تركه باستغراب .. بدأت لمار تقتنع ان عمر ممسوس من احد الجان الذى يغير حالته بين يوم وليله واحياناً فى لحظه واخرى
ابتسمت لمار لنفسها ثم نهضت من فراشها اغتسلت وصلت فرضها ولبست عباءه اخرى رقيقه وحجابها من نفس لون العباءه ونزلت الى الجنينه ..
وجدت لمار عمر وسلمى جالسان حول المائده وبجوارهم ممدوح كان يلاعب ابنه " أسر " .. ابتسمت تلقائيا والقت التحيه مبتسمه : صباح الخير
سلمى : صباح ايه يا هانم احنا بعد الظهر اسمها جود افتر نون
لمار ضاحكه : اعمل ايه يعنى عمر سابنى نايمه
ممدوح : صباح الفل يا عروسه سيبك من مراتى دى على طول مدفع كده
وضعت سلمى يدها على خصرها قائله : بقى كده مدفع ماشى شوف مين هيربيلك ابنك
ضحك ممدوح بشده واقترب من زوجته وقبل جبينها قائلا : هو انا اقدر استغنى ياجميل
عمر : الله مش قدامنا ياعم
ممدوح مشاكساً : ايه انت فاكر نفسك العريس بس هنا ولا ايه
لمار ضاحكه : خلاص يا جماعه هطلع تانى مدام وجودى عامل ازمه
امسكها عمر بسرعه من ذراعها قائلا : ع فين هو دخول الحمام زى خروجه اقعدى انا ميت من الجوع
سلمى : اه اه وانا عندى نفس المشكله
ضحك الجميع وجلست لمار بجوار عمر لتناول الفطور وعاد ممدوح ارضاً يلاعب أسر ..
لمار : هى فين الداده ؟
سلمى : فى المطبخ كالعاده
لمار : اه مش بتبطل شغل ربنا يديها الصحه
ممدوح : وانتى بقى يا مدام هترجعى شغلك امتى انتى وصاحبتك سايبين الدنيا تضرب تقلب
لمار ضاحكه : سهام هترجع بكره وانا مش عارفه امتى
ممدوح بخبث : ايه ياعمر هتمنع المدام من الشغل بقى وكده
عمر مبتسماً : أكيد لا تشتغل براحتها هو انا اتجوزتها عشان احبسها
ممدوح مصفقاً : ياجااامد لا عجبتنى
ضحكت لمار واطمئن قلبها وفر عمر عليها كثيرا من العند والتحدى ..
اكملوا فطورهم وصعدت سلمى وممدوح الى جناحهم وظل عمر ولمار فى مكانهم ..
قطع عمر الصمت قائلا : لمار اطلعى البسى هاخدك مشوار
لمار باستغراب : هنروح فين ؟
عمر : اصبرى على رزقك
لمار : مش هنخلص من مفجأتك بقى
عمر ضاحكا : ايه مش بتحبى المفجأات ؟
لمار بتنهيده : بحبها
عمر : طب يلا بسرعه البسى وانا مستنيكى
صعدت لمار الى غرفتها لترتدى ملابسها ونزلت اليه ثانيه .. عند رؤيتها اطلق عمر صفير اعجاب قائلا: ايه القمر دا
.. ارتدت لمار فستان وردى اللون طويل فوق جاكت قصير لونه كحلى وحذاء وشنطه من نفس اللون وحجاب يجمع
بين هذه الالوان .. بدت لمار رقيقه بجمالها الهادئ الذى يكلله حجابها ..
احمرت وجنتا لمار وقالت : مش يلا بينا ؟
عمر مبتسماً : يلا
اصطحب عمر لمار الى سيارته وخرجوا سوياً .. انطلق عمر على شريط الطريق الصحراوى ...
لمار : احنا طالعين على الصحراوى ليه ؟
عمر مشاكسا : متخافيش مش هخطفك
لمار : لا بجد
عمر : خلاص دقيقه ونوصل وهتعرفى بنفسك
تفجأ عمر بدخان يخرج من مقدمه سيارته اوقفها على الفور .. حاول عمر فتح باب السياره ولكنه مغلق
لمار بخوف : عمر في ايه
عمر بعصبيه : مش عارف فى حاجه غلط فى العربيه
امسكت لمار بذراعه : انا خايفه
عمر : اصبرى بس ياحبيبتى متخافيش الباب شكله معلق
حاول عمر فتح جميع ابواب السياره ولكن دون جدوى .. زاد الدخان حتى انعدمت الرؤيه خارج السياره ورأى عمر لهب النار يتصاعد مع الدخان ..
توتر عمر كثيرا حاول بقوه اكثر فى كسر الباب
قال بعصبيه : لمار ابعدى وشك لورا بسرعه
نفذت لمار كلامه .. ضغط عمر على زجاج السياره مرات عديده حتى كسره ..
عمر : يلا يا لمار حاولى تخرجى نفسك بره العربيه
لمار بخوف : لا مش هعرف
عمر : يلا ياحبيبتى عشان خاطرى انا هخرجك قومى بس كده
لمار : وانت ياعمر
عمر بعصبيه : مش وقته يا لمار بسرعه العربيه هتولع بينا
نظرت له لمار بتردد .. رفعها عمر فى مواجهه النافذه .. اخرجت لمار رأسها ببطئ ثم رجعت مره ثانيه الى الوراء قائله : مش عارفه اخرج فيه ازاز لسه
بسرعه ابعد عمر باقى الزجاج بيده جرحت يده ونزفت بسرعه صرخت لمار : ايديك يا عمر
عمر بسرعه : متخافيش اطلعى انتى بس واجرى بسرعه يا لمار اوعى توقفى
أومات لمار برأسها بسرعه واخرجت رأسها دفعها عمر الى الامام .. وقعت خارج السياره ثم وقفت
عمر بسرعه : اجرى يا لمار يلا
لمار ببكاء : وانت
عمر بصراخ : اجرى بقولك
جرت لمار مسافه قصيره ووقعت ارضاً ترتعش لم تحتمل قدميها الجرى أغمضت عيناها بشده عند سماعها صوت الانفجار يدوى ..
وقفت دقيقه تستوعب الامر .. نظرت وراها بسرعه وعادت جرياً الى السياره ..
وجدت عمر واقعا بجوار السياره .. اندفعت تجاهه وجهه ملطخ بالدماء يده تنزف بشده هزته بعنف صارخه : عمر رد علياً
رد عمر بضعف : متخافيش و ..
لم تستطع لمار سماع باقى جملته صمت عمر هزته لمار ثانيه ولكن لا حياه لمن تنادى ..