اخر الروايات

رواية عيون لا تنام الفصل الثاني 2 بقلم ايمان سالم

رواية عيون لا تنام الفصل الثاني 2 بقلم ايمان سالم


                                        

عيون لا تنام // بقلم إيمان سالم

+



                        
حكايته ياستي إنه ابن ذوات اهله زهقوا منه فرموه هنا عشان بقي أعمي 
شهقت وهي ترفع يدها علي شفتها في ألم متحدثه بجذع: لا اله الا الله لحظة صمت ثم اتبعت: هي ليه الناس بقت قاسية قوي كده ، أهل يرموا ابنهم بسهولة عشان ايه

+



                        
ميسون وهي تقدم لها كوب الشاى بحرص .... عشان مبقوش بشر أصلا بقوا حيوانات في غابة وبضحكة ساخرة ده حتي الحيوانات عندهم رحمة عنهم كمان

+



                        
اومأت برأسها تؤيد كلماتها في ألم ثم تسألت بفضول اخواته عملوا فيه كده؟
ارتشفت ميسون القليل من الشاى واجابتها: والدته هي اللي جابته مع اخوه من يومين 
صدمه اصابتها همست بإختناق:ايه امــه كمان ! هي في ام تعمل كده في ابنها... طب ازاااااي ده؟
ميسون وهي ترتشف مرة اخري من الكوب: آه والله زي ما بقولك كده
-طب ليه عملوا فيه كده؟

+



                        
-مش عارفة تفاصيل كتير بس اللي عرفته عشان تاعبهم عاوز يعمل عمليه بأي شكل عشان يشوف تاني وعمل كتير ومفيش فايدة زهقوا منه وجابوه هنا عشان يخلصوا منه ومن تعبه لانه مش قادر يقتنع انه هيكمل حياته كده مش هيشوف تاني
-يعني عشان كده بس يرموه هنا لا اله الا الله، تعرفي أنه صعب عليا اوي وخصوصا بعد اللي قلتيه ده الله يكون في عونه صعب اوي اللي حصله 

+



                        
ميسون وهي تضع الكوب علي الطاولة: كلنا كده حالنا أصعب من بعضه يا ضى مش هو بس 
ابتلعت غصه مريرة واومأت بالايجاب كأنها تراها وهمست ببسمة ساخره: معاكِ حق فعلا حالنا أصعب من بعضه 
ميسون: ادي ياستي حكايته
ضى: حكاية صعبة تقطع القلب 
ميسون وهي تنهض: انا هخرج الجنينة شوية اشم هوا تعالي معايا
ضى في اعتذار: لا انا هروح اوضتي، روحي انتِ 
ميسون بضجر: مش هتبطلي الوحدة دي بقي
ضي وهي تتجه للباب بحذر: الوحدة دي بقت العالم بتاعي خلاص وضحكت متابعة واتعودت عليها وبحبها «للاسف» وفتحت الباب مغادرة

+



                        
ميسون وهي تقف تجذب شال علي اكتافها هامسه في الم : ياريت الوحدة تنفع تبقي العالم بتاعي أنا كمان ..… بس صعب «فهي تكره الوحده منذ كانت صغيرة تخافها بشدة وكانت محاطة دائما بدفء الجميع حتي ذلك اليوم الذي قلب حياتها رأسا علي عقب انطفأت شموعها واستبدلت الجميع بوحدتها التي تكرهها فباتت تعيش الحياة كارهه لها ولنفسها ولكل شئ ولكنها تتخطئ كل هذا بخروجها من غرفتها للحديقة فتلك الجدران ماهي إلا سجن يسرق كل شئ حلو بداخلها احتضنها في آلمها واحتضنته مرغمه لكنها رغم ذلك لم تحبه يوما »

+



                        
نفضت الافكار "الخائبة" كما سمتها من رأسها واتجهت للحديقة ذلك المكان الذي يتواجد فيه الجميع تسأل عن هذا وتستمع لهذا وتضحك وتتحدثت ،تعرف الاسرار وقصصهم المتنوعه..… هذا ما يخرجها من تلك الوحدة ويشعرها بالدفء من جديد، يعيد لروحها قليلاً مما فقدت بتواجدها هنا 

+



                        
في الغرفة مازال جاثيا علي ركبتيه لا يصدق ما يحدث لو احدهم أخبره بأن هذا سيحدث له يوما ما لكان نعته بالجنون نعم الجنون ما هو فيه الان لا يمت للعقل بصله ..…امه واخواته يتخلون عنه ،لا بل يلقون به في هذا المكان تاركين اياه خلفهم دون أن يرف لهم جفن، تسأل عقله في ريبه ياتري من صاحب الفكرة ياترا من نفذ منهم ... ام كلهم فعلوا ذلك ليتخلصوا منه ،هل اصبح عبء عليهم ... التلك الدرجة عندما فقد عيناه فقدهم جميعا اين حبهم له؟! ... هل تغير حبهم له ام انه لا يوجد حب من الاساس ياليت ما حدث لم يحدث تذكر ذلك اليوم الـمشئوم الم مزق روحه مع تذكره لما مر به ... ولحياته السابقة وما كانت عليه شتان فهناك فرق كبير الآن فقط شعر برغد الحياة التي كان يحياها وتسأل رغم عنه ماذا الآن هل حياته ستفني هنا في ذلك المكان المجهول والمؤكد من أنه سئ ؟ هل تركوه للابد ولن يرحل من هنا وإذا كان كذلك فلما الحياة الآن .... فالموت والحياة بتلك الصورة سيان ووجهان لعملة واحده وهو الهلاك …. اقرب شئ خطر علي نفسه الموت ولكن كيف وهو لا يعرف شئ هنا .... حتي قدماه غير قادرة علي حمله للنهوض لتفحص المكان الموجود به شعور طاغي بالضعف
ضرب بكفيه الارض بقوة مع صرخه هزت الارجاء واخترقت قلوب الجميع فكل من هنا يحمل جزء من الالم داخل قلبه في منطقه مظلمة بعيدة تلك الصرخة لمستها هي خصوصا وانارت المها من جديد فشعرت بالشفقة عليه وما يشعر به الان ولكنها مسألة وقت وسيعتاد كل شئ هنا مثلهم فالوقت كفيل بكل شئ

+



                
نهض بعد صرخته تلك كأنها بعثت لديه الطاقة كان ثائر يتخبط هنا وهناك لا يعرف شئ حتي اصتدمت قدماه بقوة في السرير صرخ وهو يندفع ارضا علي حافه الكومود ليطول مؤخرة رأسه غاب عن الوعي في لحظات ممددا علي الارض جثه دون روح

+



كان الممرض الجالس في الخارج أمام غرفته قد ترك مكانه عندما ناده زميل آخر ولم يعرف بما حدث له

+



حدث له ذلك وهي تسير لغرفتها المقابلة له واستمعت لسقوطه وصرخته الاخيره قبض قلبها وضمت ثوبها علي صدرها تشعر بشئ سئ حدث معه وانتفضت ربما عادت ذكرتها لتلك الليلة الاليمة التي حطمتها خرجت من ذلك الشعور المتملك لها وضربات قلبها التي تصدح بقوة للباب تتحسس مقبضه وتفتحه سريعا تحاول ان تستمع لشئ ولكن لا صوت حاولت الدخول بحذر فهي لا تعرف الغرفة ولم تدخلها من قبل ولكن معظم الغرف هنا نفس الترتيب سارت خطوات بسيطة حتي اصطدمت رجلها التي كانت لا تسير بل تزحف بها ببطئ بجسده علي الارض ففزعت وتوقفت سريعا لحظة واحدة ثم نزلت اسفل في خوف كل ذلك يحدث وكأنها غائبه عن الوعي حاولت امساك يده تحس النبض وجدته فرفعت يدها لوجهه عند انفه تحديد لتشعر بأنفاسه الضعيفة ضربته علي وجه ليفيق ولكنه لم يستجيب نهضت للخروج سريعا لتستدعي احد لانقاذه فهي لن تعرف تتصرف في شئ وفي طريق خروجها اصتدمت بالمقعد فردها بعنف كادت تسقط هي الاخري هدأت من خطواتها خوفا والما حتي وقفت علي الباب لا تعرف ماذا تفعل هل تتجه لغرفة المسئولين ام التمريض لكنها وجدت اقدامها تسوقها لغرفة ميسون من جديد طرقت ثلاث مرات وفوقهم علي غير العادة ثلاث وثلاث حتي ايقنت انها خارج الغرفة ... تذكرت وجودها بالحديقة 

+



فاتجهت الي هناك تستمع للاصوات حتي علمت مكانها توجهت لها متحدثه ميســون عاوزاكِ في حاجة مهمة تعالي معايا بسرعــه
ميسون وهي تنهض متفاجئة من وجودها وقلقها الواضح في نبرة صوتها المرتجف: في ايه يا ضي، خيـــر! ايه اللي حصل معاكِ ؟
ضى وهي تجذب يدها تعالي معايا بسرعه وهقولك كل حاجة

+



اخبرتها ضى بما حدث كانت متفاجئة تماما وصلت الغرفة كان الباب علي مصرعيه دخلت في ثقة بخطوات رغم سرعتها النسبية لكنها حذره واثقة وكانت تتبعها ضى ولم تتمكن من تفادي الاصتدام بشئ كصديقتها ولكنه كان اقل ضررا من المرة الاخري فلم تصاب بنفس القوة
احتكت رجلها بجسده المسجي علي الارض انخفضت تتحسسه حتي وصلت لرأسه حاولت افاقته بضربه برفق علي رأسه لم يستجيب لها 
همست بشئ من الخوف: هو ماله 
ميسون وهي تتجول بيدها بحركه ماهرة علي رأسه حتي أحست بجزء به تورم تحدثت في تأكيد شكله وقع وخد خبطة جامدة سببت فقدان الوعي ده اندهي لاي حد من اوضه الممرضين بسرعة 
هتفت ضي في ارتباك معرفش حد فيهم روحي انتِ معلش يا ميسون وانا هفضل هنا معاه 
نهضت ميسون وهي تزفر بحنق من تلك التي لا تريد الاحتكاك بأحد وصلت غرفة الممرضين طرقت الباب 

+



جئها الصوت من الداخل: أدخل 
فتحت الباب ودلفت خطوتين متحدثه : حد يجي معايا بسرعة في واحد مغمي عليه وتنفسه ضعيف 
تفاجئ مروان من وجودها نهض من علي مكتبه متحدثا بجدية وهو يتفحصها من اعلها حتي أخمص قدمها : مغمي عليه هو مين ده ؟! واقترب منها 
تراجعت خطوة للوراء هاتفه المستجد هو اللي فاقد الوعي ياريت تلحقه 

+



تخطاها مروان سريعا لحجرته التفتت لتغادر هامسه : ازاي مخدتش باللي انها مش اوضه الممرضين وزفرت من جديد وهي تتجه للغرفة الاخري حيث ضى
وصل مروان وصرخ في الممرض المناوب له باللوم ،الإهمال والتقصير وأحضر الطبيب
تم اسعافه لم تكن الإصابة كبيرة ولا يوجد نزف حمد الله مروان علي ذلك لأن اهله قد أوصي عليه كثيرا وخصوصا أخته والمال الوفير الذي أعطته لهم بجانب المال المدفوع كان علي وشك خسارة كل هذا لو كان حدث له شئ

+



اختفت ميسون وضي بعد حضور الطبيب كل منهما لحجرتها ومنهم من كانت تفكر به لا تعلم لماذا ولكن ما حدث له لمسها بقوة اشغل فتيل من الذكريات كانت تنظن انه انطفئ وانتهي

+



في غرفة مجاورة كانت ممددة علي الفراش تضم جسدها بيديها ما عادت تبكي علي شئ لقد نفذ دمعها منذ أمد اصبحت عيناها الآن صحراء قاحلة وما عادت تشعر بشئ سوي شعوران فقط كرهها لنفسها وكرهها له حتي ما عدت تتمني رجوع الماضي لتغير شئ لقد انهزمت وانهزم كل شئ جميل بداخلها خسرت في تلك المعركة اهم شئ وهو روحها النقية تري هل المعارك تعاد ليفوز من خسر بها شئ؟ بالطبع لا …… كذلك هي الآن خاسرة وانتهي الامر 

+



دخل الغرفة عليها في سكون الليل وجدها علي الفراش جسد مسجي كان الروح فارقته لا يرف لها جفن رغم عينيها المفتوحة 
جلس علي المقعد المجاور لها واشعل سيجارته ،تناول نفسا طويلا وكتمه قليلا قبل أن يخرجه متحدثا مع ابخرة الدخان : هتفضلي كده كتير …. أنا زهقت منك 
لم يتحرك لها ساكنا وكأنها جماد لا يستمع لشئ
تطلع لجسدها بنظرات شيطانية خبيثة هاتفا : قومي اللبسي حاجة تانية من اللي بحبها عليكِ واللي كنتِ بتلبيسيها لي مخصوص فاكرة ولا نستيها

+



اسبلت بعينيها تتذكر ما مضي لم تذرف ولو دمعه انتهي وقت الدموع مع انتهائها ولن يعود مجدداً 

+



اقترب منها علي الفراش ينفث الدخان لجوارها وهمس بصوت به رغبه تعلمه جيدا وهل شئ اخر يحركه لها سوي الرغبة الحيوانية 
كانت تلك الكلمات في الماضى ليس البعيد تعشقها تتمني ان تسمعها في كل وقت، أما الآن اصبح جسدها ينفر منه يرتجف عندما يدنو منها مطالبا بحقه الباطل فيها 
قرب يده في حركه بطيئة يمررها علي شعرها نزولا لجسدها وتوقف علي خصرها وتنفس بقوة وهو يجذبها له بقسوة 
شهقت وهي تبعد رأسها عنه ما عادت قادرة حتي علي الشعور به، انفاسه و رائحته باتت تخنقها 
تحدث بصوت اجش من فرط رغبته بها: وحشتيني قووي يا رحمة 
همست بصوت مضطرب: مش هينفع 
تحدث متعجبا وهو يداعب وجهها:هو ايه اللي مش هينفع
-اللي جاي لي عشانه يا مروان 
-ضماها بقوة اكبر هامسا بفحيح مخيف تعلمه جيدا: مش هينفع ليه؟
خرجت آنه من بين شفتيها وهمست تبرر: عشان تعبانه ومش هينفع ،افهم أنت بقي 

+



ارخي قبضته وقد علم ما ترمي له رغم شكه بالامر وتحدثت بغضب: مبتكذبيش عليا مش كده 
عبس وجهها بشدة 
اتبع متحدثا وهو ينهض: قفلتي الليلة يا رحمة ماشي الليالي جاي كتير ومش هسيبك المرة الجاية وخرج من غرفتها التفتت بعد خروجه وبصقت بقوة متحدثه بنفور شديد: امشى اطلع باااارة اطلع بارة حياتي كلها بقي ونهضت من علي الفراش سريعا تتناول من الخزانة ملابس اخري دلفت الحمام وخلعت ما ترتديه كل ما يحمل عبقه تلقيه ارضا بقوة وتصرخ وهي تدهسه بقدمها كأنها تريد تمزيقه: حيوااااا….، حقييير، سافــ…. منك لله ابعد عني وارحمني بقي 

+



تفاعل حلو ورأيكم مهم

+



  
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close