اخر الروايات

رواية عيون لا تنام الفصل الثالث 3 بقلم ايمان سالم

رواية عيون لا تنام الفصل الثالث 3 بقلم ايمان سالم


                        
في غرفته
يقف ينفث الدخان عاليا اصبحت الحجرة أشبه بحريق مشتعل من كثرة الادخنة في ذلك الوقت من الليل مازال متواجد في الدار لا يعلم لماذا لم يغادر رغم عدم وجود سبب يضطره لذلك غير أنه يفكر فيها بكل جوارحه وتمني لو يفرغ تلك الطاقة المكبوته ومشاعره تجاهها عند رحمة لكنها رفضته لسبب يعلم تماما أنه كاذب باتت هي الاخري تكرهه ككل امرأة تدخل حياته .... «امرأه هل كانت رحمه امرأة ...!!» هز رأسه ينفض كل تفكير لن يفيده بشئ ؛ لانه لن يتركها حتي يحصل علي غيرها تلك هي طريقته المعتادة ،لن يترك ما في يده حتي يطمئن علي وجود صيد جديد وثمين

+



                        
كانت في حمامها مازالت تبكي سنين ضاعت من عمرها علي وهم اسمه الحب لقد اعطته كل ماتملك ولو كانت تملك اكثر ما تأخرت عنه لن تنسي ذلك اليوم الذي قال لها احبك وأنه يريد الزواج بها كانت أسعد فتاة في العالم ورغم كسرتها بطلبه الزواج منها سريا لوقت حتي تتحسن أحواله إلا أنها كانت سعيدة لم ترفض كانت تطمح فيه خيرًا ظنته عوضها القادم عن كل ما فقدت في الحياة صدقته بكل جوارحها بقلبها البكر فخذله بل كسره و سلبها نفسها و مالها كل شئ حتي باتت لا تملك شئ حتي كرامتها ووجودها الآن في الدار تكرما منه عليها يتكرم عليها من اموالها ،هكذا اصبحت حياتها ،ذكريات مؤلمه موجعه تشعر بالذل والامتهان ،لكن اصعب شئ علي الاطلاق أنها ليست «زوجته» تحركت الدموع بعد جفاف طويل ظنت أنها لن تراهم مجددا لكن الدموع تحركت كبركان يريد الانفجار بكت بحرقه وقهر حالها ساعات من البكاء المميت وهل البكاء سيعيد شئ مما مضى وانتهي، لاااا لن يفيد حتي لو بكت دما،  نهضت بعد وقت طويل وملابسها مبللة لفراشها ترتمي عليه غير مهمتمة لملابسها المبتلة ولا لرجفة جسدها البارد ،اغمضت عينيها هروبا من كل شئ ومن الام الذي يمزق روحها غافلة عن آلم جسدها 

+



                        
مر يومان واليوم هو الجمعة ..…
تحسنت حالته لان الاصابة لم تكن قوية،نهض من فراشه مازال يشعر بثقل فى رأسه ولكنه اليوم غريب قلبه يخفق بقوة وجنون وغزات غريبة متتالية غير معتاد عليها تنهد وهو يجلس علي مقعد بعيدا عن الفراش قابض لرأسه بين يديه يتنفس بقوة يحاول الهدوء قدر المستطاع لان ما زاده الانفعال إلا ضرارا وخسائر 
تمهل يفكر «خسائر» وهل سيخسر شئ اغلي مما خسر ابتسم بسخرية علي حالة وما اصابة ابتسم يشعر انه بدأ يعتاد الالم ويتعايش معه

+



                        
في حجرة الاطباء والمشرفون
كانت تجلس علي المقعد امامه تشعر بتوتره مما زاد توترها وقلقها عليه فسألته بـ نبرة مترددة لمعرفة الاجابة:هو جراله جاحة 
ازدرد مروان ريقه وتنحنح ليجلي صوته متحدثا: هو كويس الحمدلله الوقعة اللى حصلت مآثرتش عليه
صرخت وهي تضع يدها علي فمها بتعجب وخوف: لااااااا ايه اللي بتقوله ده !!
رفع يده في حركه سريعه لتهدئتها متحدثا: اهدي اهدي والله هو كويس ولو عاوزه تشوفيه عشان تتطمني اتفضلي معايا
تنهدت والدموع تتساقط هامسه: «اشوفه» ثم صرخت به ايوه لازم اشوفه طبعا عشان اطمن 
نهض مروان مشيرا لها بعمليه: اتفضلي معايا
سارت خلفه حتي وصل لغرفته تحدث بهدوء: اسيبك أنا بقي معاه براحتك

+



          

                
اومأت له برأسها وهي تفكر بأي وجه ستقابلة كيف ؟؟ لكنها حسمت امرها وهي تضع يدها علي مقبض الباب تتنفس بعمق مغمضة العينان
جاء من بداية الممر وجدها اوشكت علي فتح الباب ركض تجاهها بكل قوته، كانت قد فتحت الباب ورأته امامها يجلس منكس،مشعث الرأس ملابس متسخه اومأت بالنفي لا تصدق أنا هو بالفعل من يجلس امامها علي تلك الحالة المزرية شعرت بغصه مريرة المتها ادمعت عينيها تشعر بألمه تنفست بقوة مع تنهيده عميقة تتخيل انها تجري له تحتضنه تضمه بقوة وتزيل عنه كل هذا الحزن الذي تراه رغم انه لم يرفع وجهه لها اي مازال لا يشعر بوجودها 
وعلي حين غفله وجدت يد تسحبها من خصرها بقوة وتضع اليد الاخري علي فمها .... انتفضت تقاومه لا تعلم من هو تنظر يمينا ويسارا علها تجد احد  تستنجد به لكن لسوء حظها الممر خالي حتي بوابته استطاعت قبل ان يعبر بها البوبة ان تتملص منه ،التفت تصفعه علي صدره تنشنجت بقوة عندما رأته اخوها ماذا يفعل هنا!! ولما اخذها بتلك الصورة تمتمت بصوت مضطرب انت هنا ليه؟! أنت بتراقبني يا سليم
سليم وهو يضغط علي يدها بقوة انتِ ايه اللي جابك هنا مش انا منبه عليكِ انتِ بالذات متعتبيش عتبت الدار دي هااااا 
ضربته بكلتا يديها متحدثه دا اخونا يا سليم حرام عليك
صرخ بها بصوت هادي لكنه قاسى وعينان غاضبتان: اخرسي وامشي معايا يالا انا ليا كلام تاني معاكِ لما نروح البيت
ردت في تأكيد: انا مش ماشيه من هنا الا اما اشوفه واطمن عليه سامعني 
لم يترك لها الخيار وتحدث: ماأنتِ شوفته خلاص وجذبها من يدها بقوة لتسير خلفه
صرخت تتوسله:لاااا سبنييا يا سليم ، عيساااااااااى 
جذبها لجوار السيارة وفتح الباب دافعا اياها بقوة للداخل واغلق الباب متحدثا ابقي اعمليها تاني وانزلي يا منار
علّ صوت بكائها وهي تنظر للدار والسيارة تغادر بعد صعوده السريع وانطلاقة كالبرق محدثا صوت عالي بـ إطاراتها ..….

+



كان في الداخل مازال علي تلك الجلسه لم يشعر حتي بأن احدهم فتح باب الغرفة عليه لكن ما جعله ينتفض ذكرها لاسمه وصرخاتها تلك هزته كليا واقشعر جسده وتنبهت كل حواسه دفعه واحده ارتفعت انفاسه بالامل المفقود،صوتها وصل لقلبه مباشرة نهض عن مقعده يحاول تدقيق السمع بتركيز شديد لدرجة كتم انفاسه حتي لا تعوقه فهو لا يري شئ كم كره كونه أعمي في تلك اللحظه أكثر من أي وقت مضى اتجه للباب وجوده مفتوح خرج كالمجنون يتلفت يحاول استراق السمع من كل الاتجاهات عله يصل لشئ اتجه في المرر يتخبط في الحائط علي جانبيه وكاد ينزلق أرضا أكثر مع مرة وتعثر بالفعل مع فقدان الامل والصوت معا لكنه أكمل المسير يتسأل هل كان حلم أو وهم من خياله أم ماذا كان ؟يتصبب عرقا بشكل غريب رغم برودة الجو ومع تخطية لباب الخروج ووجود الدرج الصغير الذي يشمل خمس درجات فقط تفصله عن أرض الحديقة والممر المؤدي للبوابة انزلقت قدماه واختل توازنه وسقط مندفعا للامام صرخت ميسون بكل قوتها مع اصطدامه بها مما أدي لتوافد كل من كان بالجوار علي صرختها
سقط ارضا وهي الاخري جرحت رأسها واحدي اقدامها اما هو لم يصيبه شئ غير نهجان شديد دفع الجمع من حولهم تحت كلماتها الباكية الموبخه: انت مبتشوفش افهم بقي لسه مش مصدق نفسك كنت هتموتني يا استاذ انت 
كانت تعلم أنه الشخص الجديد كانت غاضبة وتبكي بقوة و حولها بعض الاصدقاء المتواجدين في الدار واتي سريعا علي الصراخ الممرض المنواب وخلفه مروان .... اقترب منها مروان يتحسس قدمها بخوف حقيقي ربما يظهر لاول مرة علي وجه الذي لا يحمل تعاطف لاي شخص من حوله مهما كان  
شعرت بملمس علي قدمها افزعها فاعتدلت بمساعدة احدي صديقاتها تبعد يده عن قدمها وكانها شعرت به 
نظر لها بتعجب خفي لماذا ابعدته هل تعرفه ام انها حركه عادية ليست له تحديدا وليس مقصود بهذا الاقصاء 

+



        

          

                
لكن ما اغضبه حقا عندما تفحص رائف قدمها ولم تعترض ... رفعه يده لخصلاته يتخللها بقوة ونظرته لها كانت كفيلة بإذابتها حيه إن رأتها تحمل حب مع كره شئ عجيب ليس له تفسير سوي الغضب منها مع الحب !
رائف مطمئنا لها: مفيش كسر ولا حاجه مجرد التواء متخافيش
تحدث مروان بغلظه انتبه لها الجميع: وعرفت ازاي وانت مشفتهاش 
ابتسم رائف بهدوء متحدثا: مش محتاجه نظر عشان اعرف انا دكتور ومجرد ما مسكت رجلها عرفت أنه مش كسر لان مفيش ورم فيه
ميسون بدموع: بس بتوجعني اوي
رائف وهو يحركها قليلا: هتبقي كويسه متقلقيش وهقولهم علي مسكن يجبوه لك لحد ما دكتور يشوفك برده ولا ايه يا أستاذ مروان 
مروان بإنفعال:ماشى،  يالا كل حد ملوش لازمه هنا يتفضل وقومي يا ميسون هوديكي اوضتك وأنت بسرعه بلغ الدكتور انه يطلب لنا دكتور عظام 
ميسون وهي تنهض بمساعده صديقاتها متجه للداخل:شكرا مش محتاجه مساعدة دلفت وخلفها رائف تحت نظرات استهجان وغضب من مروان كيف تتجاهل كلماته بتلك الصورة وتحدثه بتلك الطريقة؟! 

+



وصلت لغرفتها فتحت الباب وقبل دخولها تحدث رائف بإيجاز فهو شخص انطوائي قليل التحدث من الاساس :لو احتاجتي حاجة أنا في اوضتي
ميسون بصوت هامس متألم: شكرا علي اللي عملته 
مفيش داعي للشكر، عن اذنك

+



لكنهم استمعوا في تلك اللحظه لكلمات غريبة .... هي مكلتش الاكل بتاع امبارح 
-ايوه الاكل زي ما هو اهه
-طب والعمل
-انا مالي ياعم انا سبت لها الاكل الجديد وخدت القديم
-ماشي يالا كمل شغلك واحنا ملناش دعوة غير بشغلنا بس

+



كان بالفعل توقف واستمع لتلك الكلمات وهي الاخرى لم تدلف بعد مازالت علي اعتاب غرفتها تحرك رائف علي غير عادته لغرفتها يطرقها لم تجيب ظل امام الغرفة أنفاسه متلاحقة حتي وصلت اليه ريم بعد ان ساعدت ميسون في الجلوس علي فراشها وتركها لترتاح كانت مترددة بعض الشى لكنها تحدثت بإرتباك : محتاج حاجة يا استاذ رائف «فالكل يناديه استاذ رغم كونه طبيب لان معظهم لا يعلم انه طبيب»
تحدث رائف: ممكن تدخلي لها لاني مش هعرف ادخل ،شكلها تعبانه ومفيش حد جمبها 
كانت تستمع ميسون لكلماته من خلف الباب بعد مغادرة صديقتها ريم ونهوضها من علي الفراش مرة اخري رغم تألم قدمها إلا ان الفضول لم يترك لها مجال للراحة وتعجبت من نفسها كثيرا لانها ليست فضوليه ... لا تعرف سبب واضح لتصنتها عليهم في الخارج الآن إلا انها صمتت واسكتت افكارها بالقوة مستنده برأسها علي الباب واذنها ملتصقه به بشدة ليصل لها صوته الاجش العميق 
سوخنه ازااي يعني !
زي ما بقولك شكلها عندها حمي وبتهلوس بترد عليه من غير تركيز حتي
طب انا هدخل اشوفها تعالي معايا لو سمحتي

+



عبست وهي تستمع لكلماته وهمست دون وعي يدخل يشوفها في اوضتها لا دا رحمه دي مش سهله مدوارها مع الكل حتي انت يا رائف يا قطة مغمضة داخل لرحمة ثم نهرت نفسها متحدثه: وانتِ مالك يا ميسون يدخل لها ولا ميدخلش هو حر ثم ابتعدت عن الباب تزك بقدمها متحدثه: استغفر الله العظيم هو دا اللي كان ناقصني اتابع غيري أنا مالي واتجهت للفراش تستلقي عليه بشرود ولم تمنع افكارها من الذهاب والتفكير به من جديد ربما احداث اليوم قد اظهرته بشكل مختلف جذب تفكيرها له دون ارادتها ذلك الطبيب المنعزل

+



في حجرتها مازال يفعل لها الكمادات التي تساعده بها ريم واستجابت حرارتها وبدأت في الانخفاض درجة عن ذي قبل لكنها لم تنخفض كليا لازال الدواء لم يؤتي ثماره بعد .... همست لها ريم :أنت عاملة ايه دلوقتي
رحمة برجفه مازالت مستمرة: الحمدلله احسن
رائف: ليه مخدتيش دوا لما حررتك ارتفعت
صمتت لم تجيبه وهو يعلم لماذا، فقرر عدم الضغط عليها اكثر وسؤالها 
تحدث بود لريم: ممكن تعملي لها كوباية عصير
ريم بحنان: هعمل لها طبعا ثواني بس ونهضت من جواره متجه لغرفتها لصنعه لانها لا تعلم شئ هنا 
انتهز فرصة غياب ريم تحدث بكلمات قاسية نوعا ما: مفكرة لوأنتِ تعبتي حاجة هتتغير مفيش حاجة بتتغير الا اما احنا نتغير يا رحمة
صدمت من كلماته لا تعلم ماذا يقصد هل يعلم بعلاقتها بمروان ام ماذا يقصد لا تعرف ... لكنها همست بدموع وصوت مرتجف: تقصد ايه ؟؟

+



تفاعل وفوووت كتير عشان انزل فصل بالليل
دمتم بخير 

+



        
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close