اخر الروايات

رواية حرائق الحياة الفصل الثاني 2 بقلم مهرائيل اشرف

رواية حرائق الحياة الفصل الثاني 2 بقلم مهرائيل اشرف


الفصل الثاني
هند كانت بين الغيبوبة والوعي، بتسمع صوت سليم زي الحلم:
"هند، فوقي... أنا معاكِ، خلاص."
فتحت عنيها بشويش، الدنيا بتمطر حواليهم، ووشّه كان أول وش تشوفه بعد غيوم العمر...
عينين سودا، ملامح رجولية، وفيها خوف... آه، كان خايف عليها.
– "انتَ... انتَ مين؟"
مسح المطر من على وشها بطرف كُمّه وقال:
– "أنا سليم عبدالجواد، ابن الناس اللي عمرهم ما سابوا غلبانة في نص السكة."
حاولت تقعد، بس رجليها مش شايلاها.
– "متقومييش... انتي تعبانة، ووشك مصفّر. أنا هاخدك لدارنا... وإلا تباتي هنا تاكلك الكلاب؟!"
خافت... قلبها بيقولها تمشي، لكن جسدها قالها "خلاص كفاية هرب".
ركبها على حصانه، وغطّاها بالعباية، ومشي بيها وسط المطر، وهي بين التعب والأمان...
أول مرة من سنين تحس إن في حد حاميها.
---
وصلوا بيت عبدالجواد، بيت ضخم من بيوت العائلات الكُبرى، حجره كبير، وبوابة من الحديد الزخرفي.
فتح الباب بنفسه، ودخلها على أوضة صغيرة جنب الديوان، فيها سرير خشب، بطّانية صوف، وراديو قديم.
– "ارتاحي هنا، وهبعتلك أم سعاد تخدملك أكل وسُترة."
قبل ما يخرج، بص في عنيها وقال:
– "الدهب اللي كان معاكي... بتاع مين؟"
اتجمدت، قلبها ضرب، دمها جري في عروقها:
– "واحد... ماعرفوش، إدّاني الظرف وقاللي أمشي بيه."
– "وشكله؟"
– "كبير، لابس جلابية بيضا، كان راكب عربية سودة."
– (سليم بص بنظرة مريبة) "...تمام. ارتاحي دلوقتي."
خرج وسابها، لكنها حست إن فيه حاجة مش طبيعية.
ليه بيسأل؟
هو يعرف الراجل؟
ليه نظراته كانت فيها شك، مش بس خوف؟
---
في الديوان الكبير، سليم دخل على أبوه، الحاج عبدالجواد، كبير العيلة، راجل صعيدي أصل، لابس جلابية رمادية، ومعاه دايمًا مسبحته وهدوءه المرعب.
– "يا بوي... لقيناها مربوطة، وواحد غريب إدّاها ظرف دهب."
– "شكلها مش بسيطة يا سليم... البلد فيها حاجة بتحصل، وحنا ما نعرفش."
– "تشُك إنها مرسولة؟ جاسوسة؟"
– "كل شيء وارد... بس كمان، يمكن تكون بريئة... بس بريئة منين؟ هي طافية منين؟ مالهاش أهل؟ اسمها الحقيقي إيه؟"
---
في نفس الوقت، هند كانت ماسكة الظرف...
فتحته وهي خايفة، جواه كان فيه مش بس دهب وفلوس،
كان فيه ورقة صغيرة مكتوب فيها:
> "سليم هو الطريق... بس الطريق فيه دم."
وقع الظرف من إيدها، وعينها وسعت من الصدمة.
مين كتب الرسالة؟
إزاي يعرف اسم سليم؟
وإيه المقصود بـ (الطريق فيه دم)؟




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close