اخر الروايات

رواية حرائق الحياة الفصل الثالث 3 بقلم مهرائيل اشرف

رواية حرائق الحياة الفصل الثالث 3 بقلم مهرائيل اشرف



الفصل الثالث
الليل نزل تقيل على بيت عبدالجواد، لكن الأتقل كان في قلب "هند".
متحضنة البطّانية، وعنيها على الظرف، ولسانها بيتمتم:
– "يعني إيه سليم هو الطريق؟ وإيه الدم؟ هو ذنبي إيه في اللي بيحصل؟"
دموعها غرقت الوسادة، وهي بتفتكر اليوم اللي قلب حياتها:
من سنة، كانت قاعدة في مخزن مهجور على طرف البلد، بتستخبى من الناس اللي بيطاردوها.
كانت شافت "حاجة"... حاجة ما كانش المفروض تشوفها.
رجالة بالسلاح، قاعدين يفرغوا شُوالات من عربية كبيرة...
فلوس، دهب، و... دم.
وهي واقفة مستخبية، حسّت إن في حد وراها.
لفت، لقت الراجل اللي إدّاها الظرف، لابس نفس الجلابية البيضا.
بصّ في عنيها وقال:
– "لو اتكلمتي، هيموتوا ناس كتير... وإنتِ أولهم."
رجع صوت الذاكرة يرنّ في ودنها…
وشها شحب، قلبها بيرقص من الخوف، ولسانها ناشف.
---
فجأة... الباب خبط خبطتين تقال.
دخل سليم، عينه على الظرف، وعلى وشها لون غريب:
– "إنتي قريتي الرسالة؟"
هزّت راسها بـ آه، بس ملامحها كانت زي اللي شاف موت.
– "قوليلي، مين الراجل ده؟ أنتي تعرفيه منين؟"
سكتت لحظة، وبعدين فجّرت:
– "أنا شُفتهم... كنت ماشية في طريق الغيط، شفت عربية بتنزل شُوالات... كان فيها دهب وفلوس... وكان فيه قتيل، مقتول فعلاً... والراجل ده كان واقف."
سليم سكت، ملامحه تغيّرت، وخطوته رجعت خطوة لورا:
– "الراجل ده... جلابية بيضا؟ عربية سودة؟"
– "أيوه."
شد سليم نفسه وقال بهدوء مرّ:
– "ده... عمّي، صبري عبدالجواد."
الصدمة ضربت في قلب هند قبل ما توصل عقلها.
– "إيه؟! يعني... الراجل اللي إداني الفلوس هو..."
– "آه، وهو كمان... أكبر تاجر سلاح في الصعيد كله."
---
برا البيت، كان في واحد بيراقب.
لابس أسود من فوق لتحت، بعينين زايغة، وماسك تليفون.
اتكلم بصوت واطي:
– "البت لسه عايشة... ولسه في بيت عبدالجواد."
الصوت من الناحية التانية ردّ:
– "يبقى الليلة... تتصفّى، هي وسليم كمان."
---
المشهد الأخير في الفصل:
هند قاعدة قدام سليم، عنيها مليانة دموع، وهو بيبص ليها بنظرة مختلطة ما بين الحماية والشك.
– "يعني اللي شُفتيه... ممكن يهدّ عيلتنا كلها."
– "أنا ما طلبتش أشوف حاجة... بس ربنا كتبلي كده. وأنا... ما عدتش قادرة أهرب."
سليم قام، وبص في الأرض، وبعد لحظة قال:
– "ما عادش ينفع نهرب... ولازم نعرف اللي جاي، ومين اللي هيخرج حي."


الرابع من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close