اخر الروايات

رواية كيف اعيش معك الفصل السادس والعشرين 26 بقلم حسناء محمود

رواية كيف اعيش معك الفصل السادس والعشرين 26 بقلم حسناء محمود 


الحلقه السادسه و العشرون ♥

اشرق الصباح ببطء على العروس المنتظر .. تسلل شعاع شمس داخل غرفتها .. تمللت فى فراشها .. احست بباب حجرتها يفتح بهدوء شديد .. ظلت مغمضه العينين لتكشف ما يحدث .. شخصين داخل حجرتها .. يقتربان بهدوء نحو فراشها .. سمعت "شششش" .. احدهما يشير بالصمت للاخر .. مرت ثوانى معدوده .. وضع يده بهدوء يلمس شعرها ! .. فتحت عيناها بسرعه .. شهقت بصدمه .. " خالو ! "
لم تعرف لمار كم مر عليها من الوقت وهى بداخل حضن خالها .. سيطرت عليها احاسيس متناقضه .. فرحه .. حزن .. امان و خوف ..
ابعدها خالها بهدوء مبتسما قبلها على جبينها ثم قال : ايه يا لم لم وحشتك اوى كده ؟
ابتسمت لمار ابتسامه واسعه وقالت : وحشتنى لم لم كمان

ربت على كتفها : خلاص ياحبيبتى مش هسيبك لوحدك تانى و حقك هيجيلك لحد عندك

وقف عمر متابعا للموقف باعين صامته وقلب منفجر بالمشاعر المختلفه .. فرح كثيرا لفرحه لمار .. ولكنه خاف كثيرا ايضا ان ترجع فى كلمتها له .. طمأن نفسه بوعد خالها بموافقته على زواجهما .. احس بالغيره الشديده منه .. اراد ان تشعر لمار بهذه الفرحه معه هو وفى احضانه وتكون له وحده .. سرعان ما نفض عنه افكاره وافاق من شروده على صوت الخال ..

الخال : ايه يا عمر ساكت ليه ؟

عمر مبتسما : بتفرج على اللحظه العاطفيه دى

رد الخال ضاحكا : معلش ياسيدى هاخدها منك شويه بس اهى هتبقى معاك طول العمر

ارتجفت لمار عند سماعها لهذه الجمله ترددت فى اذنها " طول العمر " .. ماذا فعل عمر لخالها جعله يثق به بهذه السرعه !
انتبهت لخالها قائلا : يلا يا عروسه قومى افطرى عشان يومك طويل انهارده

لمار بسرعه : احنا هنعمل كتب الكتاب انهارده مش قولنا بكره
قالت جملتها الاخيره ونظرت لعمر
أومأ عمر برأسه قائلا : اه بكره

قاطعه الخال : ان شاء الله هنبقى بكره عشان ساره و ولاء يحضروا معانا
لمار بفرحه : ساره و ولاء اخيرا هينزلوا مصر

الخال بابتسامه : اه يا حبيبتى وكمان عبد الله وام عبد الله
لمار : وطنط كمان هتيجى ؟

الخال : اكيد هو احنا عندنا كام لم لم يعنى وبعدين بطلى كلام بقى وقومى عشان تاكلى

لمار : وانت يا خالو مش هتاكل معايا ؟

الخال : انا جيت من ساعتين والداده وام أسر صمموا افطر لحد ما نسيبك تصحى براحتك وقاعدين يشرحولى ازاى وشك يبقى رايق عشان المكياج والحاجات الغريبه بتاعتكوا دى يا عروسه

ابتسمت لمار ابتسامه متوتره عند سماعها كلمه " عروسه " وقالت : حاضر

نظر الخال الى عمر قائلا : يلا انا هسيبلك عريسك تودعيه 5 دقايق قبل ما نطرده بره الفيلا

قالت لمار بهدوء : ليه رايح فين

رد عمر مبتسما : سلمى طردتنى عشان مشوفش مراتى وهى بتجهز

ضحك الخال قائلا : بس يا عمر متقولش مراتك لسه بكره انت مستعجل على ايه ؟

نظر عمر الى لمار قائلا : لازم ابقى مستعجل مش بحبها ؟

نظرت له لمار متفاجأه وزادت ضربات قلبها وابتسمت بتوتر لا تعلم لما كل هذه المشاعر عند سماعها لكلمته الكاذبه ولكن كل الذى تعلمه فى هذه اللحظه ان انشقاق الارض وابتلاعها سيكون حظ عمرها السعيد
ابتسم الخال قائلا : خلاص اسيبكوا انا فى لحظه الحلوه دى ومش هبقى عزول ورفع اصبعه فى وجه عمر قائلا : 5 دقايق والاقيك بره الاوضه.

خرج الخال من الغرفه بهدوء .. ظل عمر واقفا فى مكانه ناظرا الى لمار .. تمنى لو كانت هذه اللحظه حقيقيه .. عريس وعروسه يجمعهم الحب والفرحه بزواجهم القريب .. ابتسم لها ابتسامه لا اراديه ..
نظرت له لمار ببرود قائله : هتفضل واقف كتير ؟
رد عمر بسخريه : لو عايزانى اقعد هقعد

لمار : لا عايزاك تطلع بره
رد عمر بسخريه : ال 5 دقايق لسه مخلصوش اقول ايه لخالك
لمار بنفاذ صبر : اطلع بره وقوله بتغير هدومها
نظر لها عمر للحظه ثم اقترب منها بسرعه وقال فى اذنها مباشره : متتعصبيش بس عشان تبقى عروسه حلوه بكره و خلى بالك من الميك اب محبش حد يشوف مراتى بميك اب زياده

ارتجفت لمار لاقترابه الشديد منها ولكلمه مراتى ! كيف يجرؤ هكذا .. راقبته لمار يخرج من الغرفه بكل غرور وثقه .. ارادت ان تتبعه وتسكنه بسكين فى ظهره .. ولكن لتهدأى يا لمار .. تفصلك ساعه او اقل عن اعترافك لخالك وسيتم ذلك بدون تدخلك !! ..

خرج عمر من غرفتها يشعر بحزن شديد لكم تمنى ان تسير الامور افضل من ذلك ولكنه هو من صنع لنفسه هذا الوضع .. ودع الجميع بعد توصياتهم الشديده على ضروره الاسترخاء و الاهتمام بالذهاب الى صالون حلاقه راقى والتأكيد على المؤذون الشرعى ..
توجه عمر الى منزل صديقه " سعد "
اتفق معه بأنه سيبيت معه حتى غد بناء على طلب " سلمى "
ضرب جرس باب شقه متوسطه فى المهندسين ..
فتح له سعح الباب ودعاه للدخول .. دخل عمر برفق الى غرفه المعيشه فهو يحفظ الشقه عن ظهر قلب ..

سعد بسخريه : الف مبروك يا عريس

تجاهل عمر سخريته وقال : الله يبارك فيك

سعد : خال العروسه جه ؟

عمر : ايوه جه الصبح

سعد : وعملت معاه ايه ؟

عمر : اتفقنا على كتب الكتاب بكره والفرح بعد شهر وحاولت اقنعه كتير نخلى الفرح بعد اسبوعين قال هياخد رأيها

سعد بسخريه : ومالك مستعجل على فرح كده ايه خايف الحمل يظهر بدرى ؟!

نهض عمر من مكانه بعصبيه ورد قائلا : بص يا سعد مضايق من وجودى قولى امشى بس هتفضل تجرح فيا كده انا مش ناقصك واسف ليك ياسيدى انى جتلك سلام

سعد بسرعه : اقعد ياعمر هتروح فين انا بطمن عليك

عمر بضيق : مكنش العشم ياصاحبى كنت فاكرك هتقف جنبى مش تنهش فيا

سعد بضيق : اقف جنبك فى الحرام !
عمر بعصبيه : كان عندى حل وقولت لا ؟ للمره المليون هقولك خوفت عليها من اسامه انا عارف انى غلطت وادينى بتحمل وبصلح غلطى

سعد بحزن : انت عارف انى اكتر واحد فى دنيا يتمنالك السعاده وتبقى مع اللى تحبها بس مش كده ياصاحبى

زفر عمر ولم يرد عليه

امسكه سعد برفق : اقعد يا عمر خلينا نشوف هتعمل ايه لبكره ..

تناولت لمار فطورها تحت توصيات سلمى الشديده
بضروره تناولها السلطه لصفاء بشرتها و مزاح خالها من حين لاخر .. قضت نصف النهار تحت يد المصففه تصنع لها المسكات و تجرب معها التسريحه التى تليق بها كأى عروس ..
تحملت لمار كل ذلك واتقنت دور العروس الفرحه بشده .. تخلل ذلك بعض المكالمات من بنات خالها وزوجته يهنؤنها ويعدون بمجيئهم فى الصباح وايضا استأذنت لمار ام سهام حتى تسمح بمجئ سهام ومكوثها معها اليوم و وافقت الام مرحبه بذلك حتى تكون سهام بجوار صديقتها ..
واخيرا تحقق للمار ما ارادت وانفردت بخالها قليلا فى الجنينه ..

تمشت معه لمار قليلا ثم جلسوا فى مكانها المفضل ..
بدأ خالها فى الحديث قائلا : تعرفى يا لم لم انا ردت فيا الروح اول ما عرفت انك بخير وشوفتك قدام عينى

ابتسمت له لمار فاسترسل فى حديثه : كنت هتجنن
وحاسس ان جرالك حاجه من ناحيه عمك وكل دا وهو ساكت حسابه معايا كبير اوى
ردت لمار بسرعه : ملهاش لازمه المشاكل

الخال مستنكرا : وعايزانى اسيب حقك كده انا لازم اربيهم
لمار : مش مهم ياخالو ادينا بقينا مع بعض الحمد لله
الخال مرددا : الحمد لله بس برده مش هسيب حقك كده
ابتسمت لمار بتوتر واكتفت بالصمت لا تعلم ماذا تقول له ومن أين تبدأ الحوار ..
قال الخال : عمر حكالى على كل حاجه بس انا حابب اسمع منك واطمن عليكى اكتر احكيلى ايه اللى حصل وازاى خلصت معاكوا على جواز
زادت ضربات قلب لمار .. جاءت اللحظه للتى تريدها اخيرا .. تنفست بعمق وردت قائله : انا كمان كنت عايزه احكيلك حاجات كتير ...


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close