اخر الروايات

رواية دماء علي اوراق الورود الفصل السادس والعشرين 26 بقلم آثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورود الفصل السادس والعشرين 26 بقلم آثر توفيق

الحلقة السادسة والعشرين
قال حاتم وهو يشعر بالصدمة 
حاتم : انت قصدك ايه يا حاج ؟ قصدك ان داليا مش بنت الدكتور محسن ؟
كاد مهاب ان يرد ردا غاضبا الا ان الحاجه عاليه ضحكت بسخرية وهى تقول لحاتم 
عاليه : سلامة عقلك يا استاذ حاتم انت يابنى مش بتقول انك مولود فى نفس الشارع وعارفها من يوم ما اتولدت ؟ انت مالك تهت مننا واللا ايه ركز شويه 
مهاب : وحيركز ازاى وهو عمال ينط فى الكلام يابنى انا خلقى ضيق اللى عاوز يفهم لازم يسمع اكتر ما بيتكلم 
حاتم : انا اسف يا حاج كمل 
مهاب : كنت باقول ايه ؟ اه كان محسن اخويا قاعد يتغزل فى ميساء اللى حكيت عليها دى وحسيت انه واقع فيها ولقيته اتكسف وحس انه مفضوح قدامى وقاللى 
Flash back 
محسن : انا مش باقول كده علشان انا باحبها او معجب بيها انا والله باساعدها لوجه الله من غير غرض لكن ...
ضحك مهاب بشدة وقال 
مهاب : لكن ايه يا دكتره ؟ من غير غرض وعمال تقول فيها شعر ؟
محسن : الله يا مهاب جرى ايه ؟ انت مش بتسال حلوه واللا لا ؟ عاوزنى اكدب واللا اديها حقها ؟
مهاب : لا اديها حقها ياخويا اديها حقها تالت ومتلت يعنى قصر الكلام نويت تتجوز ؟ على بركة الله 
محسن : لالا انا لسه باخد رايك ولا فكرت ولا نويت 
مهاب : لا نويت وعقدت العزم وباين فى عينيك طيب انا حاعمل نفسى مصدقك انك جاى تاخد رايى وباقول على بركة الله 
محسن : ايوه بس فيه مشكله انا عديت الاربعين والبنت يادوب عدت العشرين يعنى فرق حوالى عشرين سنه 
مهاب : عديت الاربعين ؟ والله شكلك لسه شباب ده محسن ابنى اللى فى اعدادى شكله اكبر منك باقول ايه انت فاتحتها فى حاجه ؟
محسن : لا انا ما كلمتش حد غيرك 
مهاب : خلاص لو عاوز تفاتحها الاول ماشى عاوز نروح انا وانت على اساس اننا جد ولو وافقت ننهى الموضوع على طول نتوكل على الله الاسبوع الجاى 
محسن : اسبوع ايه اللى جاى ؟ لا انا باقول نروح مع بعض بس بكره الجمعه اجازتى وانا كنت رايح عندهم باقول ابات هنا ونطلع مع بعض 
مهاب : بكره انت مستعجل قوى هاهاها ماشى يا دكتور على بركة الله فيه حاجه تانيه ؟
محسن : ايوه فيه مشكله تانيه بس اهم مش عاوز رجاء تعرف حاجه 
مهاب : بس ده حقك انت من حقك تتجوز واحده تانيه وتخلف وده لا عيب ولا حرام 
محسن : ايوه بس انا مش عاوز اجرح مشاعرها دى مهما كان عشرة عمرى 
مهاب : اصيل وابن اصول خلاص ماحدش حيعرف الموضوع ده غير انا وانت وعاليه 
محسن : طيب عاليه ليه ؟
مهاب : انا عمرى ما خبيت حاجه على عاليه لكن انت عارفها كويس عاقله وكامله وعمرها ما تطلع سرنا بره وطول عمرها بتعاملك زى اخواتها بالظبط 
محسن : بس بلاش تقول لعاليه دلوقت خليها بظروفها 
......................
تزوج محسن من ميساء واشترى لها شقة انيقة فى حى رشدى الراقى القريب من منزله واتفق معها ان يكون الزواج سرا لفترة مؤقتة حضره مهاب وعبد العزيز محامى الاسرة وزميل محسن حتى الدراسة الثانوية وصديق الطفولة وبعد اشهر قليلة حملت ميساء وكانت فرحة محسن طاغية اخيرا سيصبح ابا وان كان قد نعم باحساس الابوة مع ابنة زوجته الطفلة الجميلة داليا التى كان يحنو عليها اكثر مما يفعل الاباء الطبيعيين على ابنائهم ولم يكن يبخل عليها باى شيء مهما غلا مقابل ان يسمع منها كلمة بابا التى كانت تنعش روحه وتبهج قلبه وكان يتمنى ان ينجب ولدا جميلا فى مثل وسامته وعائلته او بنتا بجمال الصغيرة داليا وامها ميساء .
وشاء القدر ان تعانى ميساء فى حملها وتسوء حالتها فى الاشهر الاخيرة فاضطر محسن الى ادخالها مستشفى خاص لرعايتها فى الشهر الاخير للحمل ودأب على زيارتها يوميا والبقاء معها اطول وقت ممكن فاختلفت عاداته واصبح يتغيب كثيرا بعيدا عن المنزل ويضطر للمبيت احيانا بصحبة الصغيرة داليا حين تتغيب المربية عنها مما خلق شكا فى نفس زوجته رجاء دفعها لمراقبته والبحث خلفه فعرفت بسر زواجه من ميساء وانتظرته ليلا لمواجهته وحين حاول الانكار هاجت وصاحت فى وجهه قائلة 
رجاء : ما تكدبش عليا انا عرفت كل حاجه متجوز من واحده فلسطينيه اسمها ميساء وحامل وفى المستشفى دلوقت تحب اقول على رقم اوضتها كمان ؟ دى اخرتها يا محسن بتتجوز عليا ؟ انا رجاء الهوارى تتجوز عليا واحده صايعه وجربوعه زى دى ؟ 
محسن : احترمى نفسك انا صبرت عليكى كتير لكن حتغلطى فيها مش حاسكت 
رجاء : وكمان بتدافع عنها بنت الكلب دى ؟
اغتاظ محسن ورفع كفه ليهوى على وجهها بصفعة قوية قائلا 
محسن : قلتلك ما تغلطيش فيها الست دى مراتى وكرامتها من كرامتى انا ما عملتش حاجه غلط ده حقى 
رحاء : حقك ؟ وكمان بتمد ايدك عليا علشانها ؟ طيب والله لاكلم حامد اخويا وادفعك تمن القلم ده غالى انا حاحرق قلبك عليها 
امسك ذراعها بقسوة غير معتادة فيه 
محسن : انتى بتهددينى ؟ بتهددى محسن شركس ؟ انتى شكلك ما تعرفيش حاجه عننا انا لو غضبت وجبت اخرى حاولع فيكى وفى اخوكى وفى بلدك كلها فكرى بس تمسى شعره منها وانا اقسم بالله اعرفك معنى الندم الحقيقى كفايه متحمل اتحرم من كلمة بابا عشرين سنه ومش عاوز اجرحك لكن انتى ما تستاهليش انا باحافظ على مشاعرك وانتى عمرك ما حافظتى على مشاعر حد عملتلك كل اللى انتى عاوزاه وانتى عمرك ما فكرتى فى اللى انا عاوزه اسمعى يا بنت الهوارى لمى هدومك وسافرى لاخوكى انتى خلاص مش لازمانى انتى طالق ولو فكرتى فى يوم تقربى من مراتى اقسم بالله ادبحك بايدى انسى بقى دكتور محسن الطيب المحترم دكتور الجامعه ان الاوان اعرفك بمحسن شركس اللى يقدر يحمى مراته ويهد الدنيا على دماغك انتى واخوكى 
اتجه نحو باب الشقة لينصرف وقبل خروجه قال بحدة 
محسن : انا خارج وعاوز لما ارجع ما اشوفش وشك ورقتك حابعتها على بيت اهلك فى الاقصر وكل حقوقك حتاخديها 
......................
اتصلت رجاء باخيها طالبة منه الحضور ولكنه نصحها بالتزام الصبر ومصالحة محسن وقبول الامر الواقع وحين عاد محسن ليلا وجدها بانتظاره فى صالة المنزل باكية 
محسن : انتى لسه هنا ؟ مش قلت ارجع ما اشوفش وشك ؟ 
قامت بهدوء واتجهت نحوه وهى تنكس راسها وتقول بحزن  
رجاء : يعنى خلاص يا محسن هانت عليك العشره ؟ نسيت حبنا ونسيت رجاء اللى كانت كل حاجه عندك فى الدنيا ؟ معقول كل ده بسبب غلطه واحده ؟ انا معترفه بغلطتى ومستعده لاى عقاب لكن الطلاق قسوه قوى عليا ارجوك يا محسن سامحنى واعمل فيا اللى انت عاوزه ان شالله تقطع من لحمى مش حافتح بقى 
محسن : انا لا عاوز اقطع من لحمك ولا عمرى مديت ايدى عليكى قبل النهارده بقالنا عشرين سنه جواز عمرى ما ضربتك 
رجاء : بس ده حقك لما مراتك تغلط من حقك تربيها وتعلمها الادب وانا غلطانه ولو عاوز تضربنى تانى تحت امرك 
ركعت امامه وقبلت يده قائلة 
رجاء : ارجوك يا محسن ما تطلقنيش انا اسفه ابوس ايدك انا ماليش غيرك فى الدنيا انا عارفه انى مش حاخلف وانت بالنسبالى جوزى وحبيبى وابويا وابنى انا مستعده ابوس جزمتك واعيش خدامه تحت رجليك بس ارجوك بلاش الطلاق 
محسن : الطلاق خلاص وقع وانا مش حانكر يمين ربنا 
رجاء : دى طلقه واحده وتقدر تردنى انا عارفه ان قلبك كبير انا طول عمرى معاك عمرك ما زعلتنى ردنى وعمرى ما حاكرر الغلطه دى تانى ولو حصل اضربنى بالنار زى الكلبه انما تطلقنى وانا فى السن ده ؟ يعنى اى انسان بيغلط وربنا بيسامح واحنا البشر برضه لازم نسامح بعض 
امسك بذراعيها ورفعها عن الارض وقال بحزم 
محسن : طيب ومراتى وبنتى او ابنى اللى جاى ؟
رجاء : انت ليك عذر ومن حقك تتجوز وتخلف وانا مستعده اعيش معاها زى الاخوات ولو عاوز انا مستعده اعيش معاها خدامه تحت رجليها وتبقى ستى وتاج راسى 
محسن : انا مش مصدق رجاء اللى مناخيرها فى السما تقول كده ؟
رجاء : صحيح انا كانت مناخيرى فى السما لكن ده علشان انا زوجة الدكتور محسن ممتاز شركس انما طلاقك ليا خلانى حسيت انى وقعت على جدور رقبتى 
رق محسن لتذللها ولكنه كان حائرا فاستدار واعطاها ظهره قائلا 
محسن : خلاص انا حاسال شيخ على موضوع انى اردك ازاى وانتى بكره الصبح تسافرى تقعدى كام يوم عند اخوكى لحد ما نفسيتى تهدى من ناحيتك 
رجاء : مش حاقدر اسافر الا لما تردنى انا خايفه وحاسسه بالوحده 
احتضنته من الخلف وقبلت كتفه فانتزع نفسه منها قائلا 
محسن : رجاء ما ينفعش احنا دلوقت متطلقين استنى لبكره لما اسال الشيخ 
......................
قام محسن برد رجاء الى عصمته وسامحها على ما بدر منها وهى من ناحيتها ابدت له كثيرا من الطاعة واللين ولكن لم يمضى وقت طويل حتى جاءه اتصال من المستشفى فاسرع الى هناك وصحبته رجاء وحين وصل اخبره الطبيب ان الحالة الصحية لميساء انتكست بشدة وانه يجب ادخالها غرفة العمليات وتوليدها باسرع وقت والا ماتت هى والحنين . 
ووضعت ميساء طفلة جميلة ولكن شاءت ارادة المولى ان تموت ميساء اثناء الوضع ولكل اجل كتاب . 
بعد الوفاة اكتشف محسن ان هناك خطا فى الاوراق الثبوتية لميساء وانها قد دخلت لمصر بطريق التهريب وانه لا توجد شهادة وفاة باسم زوجها السابق ووسط كل تلك الصدمات اقترحت رجاء وحامد ان يتم تسجيل الطفلة باسم رجاء ولكن محسن ومهاب رفضا ذلك تماما الا ان حامد نجح فى اقناعهم بذلك تفاديا لما ستتعرض له الطفلة من مشاكل بسبب الجنسية الغير مثبتة لامها وبعدها ذهب محسن ومهاب لتسجيل الطفلة فى مكتب المواليد باسم ( داليا محسن ممتاز شركس ) واسم الام ( رجاء عبد السلام الهوارى ) 
وبعدها طلب منها محسن ان تسافر مع اخيها 
محسن : ده افضل حل لازم تسافرى تقعدى فتره لحد ما البنت تكبر شويه 
رجاء : لكن يا محسن انا عاوزه اربيها علشان احس بالامومه ناحيتها صدقنى انا اتغيرت وبمجرد ما اخدها فى حضنى حاحبها 
محسن : طيب وبالنسبه للبنت التانيه 
رجاء : لا ماليش دعوه بيها دى مش بنتى ومش ممكن احبها ابدا وبعدين كل ما اشوفها حافتكر امها وجوازك عليا 
محسن : يعنى عاوزانى ارميها فى الشارع ؟ يظهر انى غلطت لما كتبت بنتى باسمك منين حتحبى دى وتكرهى دى والاتنين اخوات ؟ ايه دى مش حتفكرك بامها ؟ طيب انتى عارفه انى سميتها داليا على اسم اختها ؟ اول واحده تقوللى يا بابا 
رجاء : انت ليه بتخلط الامور ؟ دى بنتك انت وعلشان كده قلبى انفتح لها ولما اشيلها بين ايديا حاحس بيها انما دى بنت مين قصدى ابوها مين وايه علاقتى بيه ؟ 
محسن : طيب ربيها علشان خاطر ربنا على الاقل تكون مع اختها 
رجاء : لا طبعا ولا تدخل بيتى وان كان علشان خاطر ربنا احنا ممكن نصرف عليها واى حد يتكفل بيها ونديله شهريه محترمه انما انا مستحيل المسها بايدى 
محسن : ليه هى جربانه ؟ انا فعلا اتاكدت انى غلطت ولازم اصلح غلطتى انا بكره حاروح مكتب الصحه واصلح الغلطه دى 
حامد : المشكله انك حتودى نفسك فى سين وجيم وتزوير لا قدر الله الموضوع خلاص تم وما ينفعش يتصلح 
محسن : اسكت من فضلك ماحدش طلب منك تتدخل فى شئون بناتى 
حامد : كده يا دكتور ؟ كتر خيرك انا بانصحك علشان ما تعملش حاجه يكون اخرها السجن لا سمح الله عموما بنتك انت حر فيها والاسم ده مجرد ورقه ولا انا ولا اختى رجاء لينا دعوه ببناتك من هنا ورايح سواء الكبيره او الصغيره 
محسن : خلاص يبقى وانت مسافر ابقى خد اختك معاك 
رجاء : كده يا محسن ؟ تهون عليك العشره ؟ 
محسن : ما تخافيش مش حاطلقك لكن لازم تبعدى شويه لانى بصراحه مش طايق ابص فى وشك اليومين دول واعملى حسابك تقعدى مده طويله مش اقل من سنه علشان حتى نقدر نقول للناس انك ولدتى فى الاقصر بس عاوزك لما تسافرى تتعلمى ما اسمعكيش تقولى بيتى تانى البيت ده بيتى انا وانتى فيه لانك مراتى واقدر اجيب البنت فيه غصب عنك  لكن مش حآمن عليها معاكى 
رجاء : طيب وانت حتعمل ايه مع البنت 
محسن : ولو ان مش شغلك لكن حاخدها لعاليه مراة اخويا
انتفضت رجاء وقالت بحدة 
رجاء : عاليه ؟ مش لاقى غير عاليه دى ؟
قال محسن بغضب
محسن : الست عاليه مراة اخويا ست عندها انسانيه ورحمه وحتربى البنت احسن تربيه وكمان هى لسه مخلفه من قريب والمولود مات وحترضع البنت الصغيره ويبقى الاتنين مع بعض ولو مؤقتا 
back
التمعت الدموع فى عيون عاليه فقامت قائلة 
عاليه : انا حاروح بعد اذنكم علشان احضر ال ...
ولكن خنقتها العبرات فلم تستطع ان تكمل عبارتها ووارت وجهها عنهم واعطتهم ظهرها ولكن مهاب امسك بيدها ونظر نحوها بعطف فربتت على كتفه تطمئنه على نفسها فقبل يدها بحنان وتركتهم ومضت وحاتم ينظر اليهم مذهولا ولا يصدق كل هذا الحب 
حاتم : شكلى قلبت عليكم المواجع يا حاج وصحيت جواكم جراح قديمه 
مهاب : عمرها ما ماتت يابنى الجراح عايشه جوانا بنضحك علشان نداريها لكن عمرنا ما نسينا 
حاتم : هو فيه حاجه حصلت للبنت التانيه ؟ ماتت ؟
مهاب : بعد الشر بنتى عايشه قلبى حاسس انها عايشه وحاشوفها 
حاتم : هى تاهت وهى صغيره ؟
مهاب : لا يابنى دى اتجوزت وسافرت مع جوزها وحرمتنى انى اشوفها مش عارف ليه ؟ ايه الغلطه اللى عملتها علشان اتحرم من نور عينيا مش عارف ؟ وباقول يارب لو عندى ذنب افقرنى وذلنى واحوجنى للناس وشلنى لكن خلينى اشوفها ولو مره واحده قبل ما اموت 
لم يتمالك مهاب نفسه من البكاء وهو يقول 
مهاب : انا خلفت ولدين غاليين عليا وباحبهم وهم زى ما شفتهم رجاله يفرحوا ويشرفوا لكن انا وعاليه كان نفسنا فى بنت ولما اخدنا داليا الكبيره علشان نربيها حسينا انها بنتنا وان ربنا بعتها لينا علشان يعوضنا عن بنت لينا اتولدت ميته حبيناها وكبرناها وربيناها على الغالى وبعدين اتجوزت وسافرت مع جوزها بره وكل اللى فاضل لنا منها جواب سابته مع مفتاح شقتها ومن يومها ما نعرفش عنها حاجه .
زاد بكاء مهاب حتى شعر باعياء وسقط ارضا فاتصل حاتم بمحسن ليحضر هو ونادر ويحملوه الى غرفته
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الاول 
دخلت الحاجه عاليه الى غرفتها دامعة العينين وجلست على مقعدها بجوار النافذة وامالت راسها الى الخلف وعادت بها الذكرى الى سنين مضت تذكرت حينما وضعت طفلة كانت تتمناها بعد ولدين اكبرهما فى الثالثة عشر والاصغر فى الثامنة من عمريهما ولكن ارادة الله ان تولد ميتة ليتحطم لها قلب عاليه فتلزم حجرتها لا تغادرها الا لتقابل اولادها حين عودتهم من المدرسة وخلاف ذلك لا تغادر حجرتها لاى سبب تبكى ليل نهار حتى جاء يوم كان اسعد ايام حياتها 
Flash back 
دخل الحاج مهاب اليها باسما وقبل راسها قائلا 
مهاب : الدكتور محسن معايا بره وعاوز يشوفك 
عاليه : طيب حاضر 
قامت لتخرج معه فقال بسرعة 
مهاب : لالا خليكى حاجيبه هنا بس هو على فكره مش لوحده معاه ضيوف حتفرحى لما تشوفيهم 
عاليه : ضيوف مين دول اللى حتجيبهم اوضة النوم  ؟
قبل راسها وابتسم قائلا 
مهاب : حتشوفى 
دخل محسن وهو يحمل بين يديه لفافة بها رضيعة وتمسك بملابسه طفلة فى نحو الخامسة من عمرها كانت اجمل ما رات عيناها كانت طفلة بيضاء الوجه جميلة الملامح لها شعر ذهبى ناعم وعينان زرقاوتان تميلان للاخضرار فقامت اليها كالمسحورة ولمحت نظرات الوجل فى عينيها وهى تضع اصبعها فى فمها وتختبئ خلف ساق محسن فامسكت بذراعها برفق وجذبتها اليها وانثنت على ركبتيها امامها قائلة 
عاليه : انتى .... انتى اسمك ايه ؟
داليا : داليا 
قبلتها واحتضنتها بقوة ثم التفتت لمهاب تساله 
عاليه : مين دى ؟ 
مهاب : هديه من ربنا يعوضنا بيها عن اللى راحت 
مدت يدها تمسك بيده وتقبلها قائلة 
عاليه : ما انحرمش منك طول عمرك بتجيبلى الحلو والغالى ربنا يخليك ليا 
ثم نظرت الى الطفلة بفرحة وقالت 
عاليه : انتى عارفه انا مين ؟ 
هزت الطفلة راسها بالنفى فاضافت 
عاليه : انا ابقى ماما ... ماما عاليه 
داليا : انتى حلوه قوى 
جذبت اليها لتحتضنها فارتج جسد الطفلة واخذت تبكى بحرقة فسالتها عاليه بجزع 
عاليه : مالك بتعيطى ليه ؟
داليا : اصلى خايفه 
عاليه : خايفه من ايه ؟
داليا : اصل بابا طلال سابنى وجه بابا محسن وماما ميساء سابتنى وجيتى انتى ماما عاليه وبعدين بابا محسن بقى عمو محسن مش عارفه ليه وعمو مهاب بقى بابا مهاب مش عارفه ازاى وانا دلوقت خايفه تسيبونى ومش عارفه حاروح لبابا وماما تانيين واللا حاقعد من غير بابا وماما خالص انا تعبت ونفسى اعيش مع بابا وماما يفضلوا معايا على طول 
عاليه : يا حبيبتى انا حافضل معاكى على طول ومش حاسيبك ابدا 
ثم ابعدتها عن حضنها قليلا لتتمكن من مسح دموعها واخذت تقبل وجهها ويديها حتى قال مهاب بحرج
مهاب : يا عاليه احنا قاصدينك فى معروف للدكتور محسن 
عاليه : من عينيا الاتنين اؤمر يا دكتور 
مد محسن يده بالرضيعة قائلا 
محسن : دى بنتى داليا 
وقفت عاليه لتتلقف منه الرضيعة وهى تسال 
عاليه : هو انت خلفت يا دكتور ؟ الف مبروك اومال يعنى رجاء كانت مخبيه انها حامل هو احنا حنحسدها ؟ احنا نفرح علشانك يا دكتور 
محسن : معلش يا ست الكل اصل .....المهم اننا عاوزين نسيبها امانه عندك تربيها وترضعيها لحد ما تتفطم  
عاليه : وهى رجاء ما رضعتهاش ليه ؟ 
محسن : رجاء ؟ رجاء مستحيل حترضعها 
عاليه : ايه هو ربنا زى ما نزع من قلبها الرحمه نزع من صدرها اللبن ؟ 
اشاح محسن بوجهه بضيق بينما قال مهاب 
مهاب : مالوش لازمه الكلام ده يا عاليه 
عاليه : لا مؤاخذه يا دكتور انا اسفه بس ايه ده ؟ 
قالتها وهى تنظر للرضيعة بدهشة وتجيل نظرها بين البنتين 
عاليه : البنتين دول شبه بعض بالتمام زى ما يكونوا اخوات 
اشاح محسن بوجهه بينما قال مهاب بارتباك 
مهاب : علشان كده الدكتور محسن سمى بنته على اسم اليتيمه دى 
عاليه : ما تقولش يتيمه دى حتبقى بنتى وعمرى ما احسسها باليتم ابدا على العموم مش مهم كفايه عليا انى حاعيش فى حضن حبايبى دول يا سلام على كرم ربنا 
بكت الرضيعة فقال محسن 
محسن : بقالها كتير ما اكلتش واكيد جعانه ياريت ترضعيها وانا حاطلع بره 
حملت عاليه الرضيعه باحدى يديها وامسكت الصغيرة باليد الاخرى واتجهت نحو فراشها وجلست عليه والرضيعة فى حجرها والاخرى بجوارها وهى تطوق عنقها بذراعها وهى تكاد تطير من الفرحة وقالت 
عاليه : يا سلام على عوض ربنا وكرمه عوضنى عن اللى راحت باتنين مره واحده بس مين يصدق ان شيطانه زى رجاء تخلف ملاك زى دى ؟
قالتها وهى تنظر لمهاب الذى ارتبك امام نظراتها وخرج من الغرفة متعللا بالبحث عن اخيه 
back
استمرت الحاجه عاليه تهيم مع ذكرياتها وتذكرت عندما اخبرها زوجها بقصة داليا وتعهدت له بكتمان الامر حتى عن اولادها خوفا عليها بسبب مشاكل دخول والديها لمصر فاقسمت ان تربيها كالاميرات والا تدع للحزن عليها سبيلا وتذكرت كيف ارضعت داليا الصغيرة حتى فطامها وذهابها لابيها وترك لها تلك الوردة التى عطرت حياتها وكبرت يوما بعد يوم امام ناظريها وتحت رعايتها لتصبح الشمس التى تضىء حياتها وتمنحها دفئا ونورا وتغمرها بالسعادة حتى قطع عليها حبل ذكرياتها دخول اولادها عليها يحملون ابيهم ويضعونه فى الفراش فهرعت اليه وجلست بجواره تدلك صدره وتمسح دموعه قائلة 
عاليه : الف سلامه عليك يا سيد الرجاله سلامتك يا جبل 
مهاب : فاتونا الغاليين يا ست الستات راحوا والفرحه معاهم وسابوا الحزن فى قلوبنا 
عاليه : راجعين يا حبيبى بمشيئة الله والله راجعين وقريب انا قلبى حاسس بيهم وكأنه شايفهم كانوا فى ضيقه واتفكت وخلاص زمانهم فى السكه على هنا تصدق ممكن الباب يخبط دلوقت تلاقيهم داخلين علينا 
مهاب : يسمع من بقك ربنا يا غاليه يا بنت الاصول 
.....................
استاذن حاتم فى الاطمئنان على الحاج مهاب عند المغرب فادخله محسن اليه ووجده ممددا فى فراشه يمسك بيده خطابا يقرأه فلما دخل قال له 
حاتم : الف سلامه عليك يا حاج ان شالله تكون احسن 
مهاب : احسن الحمد لله يابنى انا كويس بس افتكرت البنات 
حاتم : ربنا يجمع شملكم عن قريب ان شاء الله دلوقت انا حاستاذن وارجع لحضرتك وقت تانى 
مهاب : اقعد يابنى انت مش حتمشى من هنا الا لما تعرف حكاية محسن اخويا وبنته وارضها 
قرب حاتم مقعدا من فراش الحاج مهاب وجلس 
مهاب : اسمع انا حاختصر ولو انى كنت عاوز احكيلك كل حاجه بالتفصيل 
Flash back
محسن : قلبى مش متطمن يا مهاب يا اخويا 
مهاب : من ناحية ايه بالظبط ؟
محسن : من ناحية داليا بنتى انا حاسيبها تحت وصاية رجاء وانا حاسس انى غلطت غلطه كبيره قوى لما سجلت بنتى باسمها ودلوقت لو انا حصللى حاجه يبقى عليه العوض فى ارض البنت 
مهاب : ربنا يطول فى عمرك يا دكتور انت لسه فى عز شبابك 
محسن : هو الموت بالسن يا مهاب ؟ واللا القبر مكتوب عليه للكبار فقط ؟ وبعدين انا مش صغير انا قربت على الستين ولازم اعمل حاجه اضمن بيها حق بنتى 
مهاب : ايه رايك تكتب لها كل حاجه بيع وشراء ؟
محسن : وايه الفايده ورجاء هى الوصيه عليها ؟ اه لو ربنا طول فى عمرى لحد ما توصل لسن الرشد وتبقى حرة نفسها 
مهاب : طيب ايه الحل ؟
محسن : الحل الوحيد انى اكتب كل حاجه باسمك انت ولما تكبر تبقى تديها حقها انت الوحيد اللى اقدر اثق فيه واضمنه 
مهاب : ايوه يا محسن بس دى مسئوليه كبيره 
محسن : ومين قد المسئوليه دى غيرك ؟ اذا كنت انت شلت مسئوليتى انا وانا صغير مش حتشيل مسئولية بنتى ؟
مهاب : انت عارف ان داليا دى بنتى واغلى عندى من نور عينيا 
محسن : يبقى على خيرة الله وفيه حاجه كمان انت عارف انى اشتريت شقة رشدى علشان المرحومه ميساء ودلوقت عاوز اكتبها باسم داليا بنتها علشان البنت ما عندهاش حاجه امان من غدر الدنيا واحنا مش ضامنين اعمارنا 
مهاب : تصدق انت اخدتها من على طرف لسانى انا كمان كنت عاوز اكتبلها حتة ارض تأمنها البنت دى هى اللى خلتنى احس بحلاوة الدنيا وباحبها زى ما تكون من صلبى 
محسن : طيب وماله زيادة الخير خيرين انا حاجهز الاوراق مع الاستاذ عبد العزيز 
وبالفعل حرر محسن العقود وحرر توكيلا لاخيه لاتمام الاجراءات وبعد ان اتما كل شيء كما خطط له محسن تماما فتح حسابا جديدا باسم داليا فى فرع احد البنوك فى ايتاى البارود وحرر توكيلا داخليا لاخيه على الحساب واودع كافة الاوراق لديه وسافر على ان يعود مع البنات ولكنه تعرض لحادث سير اثناء عودته الى الاسكندرية وتوفاه الله قبل ان يخبر ابنته باى شيء 
End flash back
حاتم : يعنى معنى كده ان الدكتور محسن كتب العقود دى علشان يستامنك على ارض داليا علشان خايف من مراته تاخد حقوقها 
مهاب : الله ينور عليك وحقوقها كامله حتفضل محفوظه وامانه فى رقبتى لحد ما اسلمهالها انت عارف انى كل سنه باجيب محاسب من القاهره مخصوص يراجع الحسابات ويحسب نصيبها وابعت منه الشهريه بتاعتها والباقى احطه فى الحساب اللى ابوها فتحه هنا باسمها ما بارضاش اجيب محاسب من البلد ولا حتى من ايتاى علشان ما يجاملنيش رغم ان مراة نادر محاسبه وشغاله فى البنك اللى فيه كل حساباتنا وطبعا يعنى انا مش عاجز انى اصرف على بنت اخويا من جنيه لمليون لكن انا بابعت الشهريه من فلوسها علشان ما يكونش فيه مخلوق ولا حتى انا له فضل عليها تبقى عايشه وبتصرف من مالها انت عارف انى شايل فى الخزنه نسخ من كشوف الحسابات لحد ما تيجى تراجع وتتطمن ان كل مليم من حقها فى امان داليا دى يابنى غاليه عندى قوى 
حاتم : طيب ليه ما حاولتش تشرح لها 
مهاب : حاولت كتير لكن هى رفضت تقابلنى او تسمع منى وكنت خايف عليها علشان لسه صغيره لسانها يفلت بالكلام قدامهم يعملوا معاها حاجه وهى بعيد عنى اكتفيت انى اتابعها من بعيد عن طريق مراة نادر اصلها كانت صاحبتها بس ما كانتش معرفاها انها من ايتاى بس برضه انا غلطان كان لازم احاول تانى وتالت وعاشر لكن اخر مره رحت عندها المدرسه قالتلى انا عمى مات وكانت تعبانه قوى وانا كمان تعبت وقعدت فتره فى المستشفى فى حاله خطره ولما خرجت لقيت بنتى سافرت وسابتنى وسابت مفتاح شقتها عند البواب 
حاتم : لا احكيلى كده انا مش فاهم سافرت ازاى من غير ما تقول او تودعك ؟
مهاب : اصل بنتى جالها عريس كويس وهى لسه بتدرس كان شاب طيب ومؤدب وابن حلال ومستقيم ومحسن كان مستعجل على الجواز علشان يتطمن عليها لانها كانت بتسافر وترجع كل يوم علشان كليتها وفى نفس الوقت هو حاسس ان اجله قرب المهم اتجوزوا فى شقة امها فى رشدى وبعد العزاء جاتلى وقالتلى انها مسافره مع جوزها الامارات قلتلها اصبرى كام يوم وحاجيلك اسكندريه نتكلم لكن اتلهيت فى حكاية داليا وتعبت وعلى ما خرجت لقيتها سابت الجواب ده وسافرت ومن ساعتها مش عارف هى فين لسه بره واللا رجعت والدنيا عامله فيها ايه ؟ قلبى واكلنى عليها وبيقوللى انها بتعيش ايام مره حاسس بمرارة ايامها فى حلقى لكن باقول يارب اشوفها قبل ما اموت ولو بتعانى انا اخفف عنها واعوضها عن اللى شافته ومخى بيودى ويجيب يا ترى العريس ده كان اخلاقه غير ما شفناه واللا فيه حاجه تانيه حصلت ؟ مش عارف 
عاليه : اتطمن يا حاج انا شفت بشاره فى المنام ان ربنا فرج كربهم وفك ضيقتهم وانهم راجعين قريب لحضننا يدفونا ويتدفوا بينا 
مهاب : داليا دى يابنى كانت الورده اللى بتعطر بيتنا كانت حتة السكر اللى بتحلى ايامنا الاتنين يابنى مش دى ولا دى كانوا هم اللى بينوروا الدنيا كلها حوالينا بلاش تسالنى ولا تسال الحاجه بلاش تسال محسن ولا نادر اطلع لف على العزبه بيت بيت واسالهم واحد واحد من الكبير للصغير يقولولك ان كانوا هم فرحة الدنيا لكل العزبه كانت اللى تخرج منهم تتفسح بالكارته تنور السكه وتلاقى الفلاحين بيجروا عليهم فرحانين بيهم ومن يوم ما غابوا والشمس غابت والدنيا بقت ضلمه وبرد يارب يارب ردلى روحى ونور عيونى يارب
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الاول
الحلقة السابعة والعشرين نهاية الجزء الاول
________________
رسالة داليا الكبيرة للحاج مهاب 
________
    ابى الحبيب الغالى الحاج مهاب دمت بخير
اعتذر لاضطرارى للسفر دون وداع وارجو ان تبلغ اعتذارى لامى الحنون الحاجه عاليه فانا حقا اخشى لحظات الوداع ولا اريد ان اتجرع مرارتها .
وكذلك حدث امر مؤسف جعلنى اخشى مواجهتكم فبعد وفاة الاب الفاضل دكتور محسن ذهبت الى منزله لاشد من اذر ابنته واواسيها ولكنها لم تكن موجودة بالمنزل وهناك طردتنى امها شر طردة واهانتنى وعاملتنى بكل وقاحة قائلة 
( الدكتور محسن اللى لمك من الشارع خلاص مات ارجعى للشارع اللى جابوكى منه واوعى تعتبى البيت ده تانى ) 
وقد آلمنى كلامها جدا فبكيت وحاولت الخروج مسرعة الا انها استوقفتنى قائلة لتزيد جراحى ومهانتى 
( اسمعى يا بت انتى انا لو شفت خلقتك هنا تانى مش حاطردك وبس لا ده انا حاضربك بالجزمه ) 
انا اعرف انها تكرهنى وان كنت لا اعرف لذلك سببا ولذلك برغم الالام الشديدة من كلماتها الجارحة الا انى عقدت العزم وقتها ان اذهب لداليا عند المدرسة فقد كنت اعتبرها اختا وصديقة لى وانا لم اصادق فى حياتى سواها هى واولادك الاعزاء محسن ونادر ولكنى فوجئت بها تقابلنى بجفاء قائلة 
( من فضلك امشى وياريت ما تجيش هنا تانى انا مش عاوزه اشوفك ولا اشوف اى حد من طرف الحاج مهاب ياريت تسيبونى فى حالى وكفايه لحد كده ) 
انا لم افهم سر هذا الجفاء ولم افعل شيئا لاستحق كل تلك المهانة لم افهم ابدا كيف جف نبع الحب فجأة بعد وفاة الدكتور محسن ولكن ما حدث قد اخافنى ان يكون هذا التحول قد امتد اليكم وكنت قد وعدتنى بزيارة فى الاسكندرية ولكنك لم تحضر وطوال ايام لم اسمع منك او من ابنائك خبرا ورغم ذلك فكرت فى زيارتكم لتوديعكم قبل سفرى ربما افهم سر ما حدث او ربما وهو ما اتمناه الا تكونوا قد كرهتم وجودى بينكم مثل داليا وامها وقد سافرت فعلا حتى وصلت الى محطة ايتاى البارود ولكنى جبنت عن مواجهتكم خوفا من ان القى ما اكره على يديكم لقد خفت من تكرار التجربة الاليمة التى لقيتها على يد زوجة الدكتور محسن ولذلك فضلت الابتعاد فى صمت بل وطلبت من زوجى بالحاح التعجيل فى سفرنا حتى لا يغلبنى الشوق فاهرع اليكم والقى منكم الصد والجفاء وقتها لن ابكى بل ساقتل نفسى هربا من الخزى يعلم الله كم احبكم فانا لم ارى ابى الحقيقى ولم اعرف لى ابا غيرك وكذلك ماتت امى وانا صغيرة ولم اعرف حبا وحنانا سوى من امى الحاجه عاليه وليس لى اشقاء ولم اعرف معنى كلمة اخ الا عندما كنت فى كنف ابنائك محسن ونادر ولذلك لن اتحمل الصدمة على يديكم وستكون نهايتى سامحونى فقد اثقلت عليكم سنوات طوال لم ارى منكم الا عطفا وحنوا اكثر مما يمنحه الاباء الطبيعيين لابنائهم 
اشكركم على عطفكم وكرمكم واتمنى لو اقبل الارض الطاهرة بين اياديكم ولو ان ذلك لن يفيكم حقكم 
برجاء ان كان من الممكن ان تقبل لى يد امى الحنونة الحاجه عاليه اكون لك من الشاكرين واعلموا اننى لن انساكم ما حييت 
                                        ابنتكم العارفة بفضلكم 
                                         داليا طلال توفيق 
....................
انتهى حاتم من قراءة خطاب داليا الذى سمح له الحاج مهاب بقراءته والذى تركته مع مفتاح شقتها عند البواب وهو جالس فى شرفة الحجرة التى يقيم فيها قبل ان يطرق الباب ويدخل محسن قائلا 
محسن : خلصت الجواب ؟
حاتم : اه خلصت قوللى انت قريت الجواب ده ؟ 
دمعت عينا محسن وقال بحزن 
محسن : هو انا فاضللى منها غير الجواب ده ؟ 
حاتم : هو انت كان قصدك عليها لما قلتلى انك انت كمان ما قلتش ؟ 
محسن : اه ... انت عارف ؟ انا كنت عيل فى اعدادى يوم ما جابوها هنا كنت راجع انا ونادر من المدرسه لقينا ماما مش مستنيانا على الباب زى عادتها ولقيت ابويا وعمى محسن فى المضيفه سلمت على عمى وسالت على ماما خفت تكون عيانه بابا ضحك وقاللى امك فى اوضتها عاملالكم مفاجأه حتبسطكم قوى جريت انا ونادر على اوضتها ونادر سبقنى واول ما دخلت قلبى دق لاول مره لقيت ملاك فى الاوضه مخليها منوره زى ما تكون الشمس طالعه جواها لدرجة كانت داليا بنت عمى كانت لسه بيبى فى حضن ماما وما اخدتش بالى منها خالص ونادر طبعا جرى عليها وقعد يسالها على اسمها ويحاول يبوسها وهى تبعد عنه وتبصلى وانا اتسمرت على باب الاوضه نادر سال ماما قالتله دى اختكم جتلكم من عند ربنا نادر قال الله دى حلوه قوى ماما سالتنى عن رايى ما عرفتش ارد ولا انطق قامت قالتلى ياللا بقى وريها الاخ الكبير بيعمل ايه مع اخواته الصغيرين خدهم فسحهم بالكارته واشتريلهم حاجات حلوه اخدتهم فى الكارته لففتهم البلد حته حته وهى كانت فرحانه بالخضره والهوا والترعه وجبت تلات بواكى شيكولاته اديتها واحد ونادر واحد وخليت التالت فى جيبى ولما خلصت الشيكولاته سالتها عن رايها قالتلى انها حلوه اوى احلى شيكولاته داقتها اديتها الباكو التالت وكنت فرحان قوى لما لقيتها مبسوطه وبعد ما خلصت الشيكولاته باستنى فى خدى حسيت ان جسمى كله بيقشعر وعرفت انى باحبها 
هم حاتم بقول شيء ما الا ان نادر دخل عليهما فصمت حاتم ونظر لمحسن الذى قال وهو ينظر لاخيه 
محسن : نادر الوحيد اللى عارف كل حاجه اصلى عمرى ما خبيت عليه ولا هو عمره خبى عليا حاجه احنا اخوات واصحاب  
اقترب نادر من اخيه فربت على كتفه وقبل راسه واضاف محسن
محسن : نادر الوحيد اللى لما احس انى محتاج دموعى تنزل احط راسى على صدره وابكى وانا مش خايف ان حد يعرف رغم انه اخويا الصغير لكن وارث حنية عيلة شركس 
نادر : يا حبيبى يا محسن انا شارب الحنيه منك انت كمان انت ناسى اللى كنت بتعمله معانا من صغرك ؟
حاتم : احكيلى يا محسن كنتوا بتعملوا ايه وانتوا صغيرين وعايشين ازاى ؟
محسن : كنا عايشين فرحانين نلعب ونضحك ونجرى يمين وشمال انا كنت الكبير كنت اخد بالى منهم وهم بيلعبوا واكتر حاجه لما كان عمى محسن ييجى البلد ويجيب معاه بنته داليا اصلها كانت زى العصفوره كانت جميله ولطيفه وكل اللى يشوفها يحبها اما داليا بقى كانت زى الفراشه الرقيقه تملى قلبك بالفرحه لما تشوف بسمتها الجميله وتحس ان قلبك حينط من بين ضلوعك لما ضحكتها ترن وكانت بتحب الشيكولاته قوى وكانت بتقوللى انا لما باجيب الشيكولاته بتبقى حلوه بس لما انت بتجيبهالى بتبقى احلى ربنا يخليك ليا يا اخويا يا حبيبى انا لما باكون جنبك باحس بالامان مش عارف ايه اللى سكتنى وما قلتش ليها ولا لبابا انى باحبها وانا متاكد ان بابا ما كانش حيرفض لانه بيحبها لكن النصيب انا استنيت لما تخلص جامعه وجه صاحب النصيب اتقدم وهى فى الجامعه واتجوزها 
دمعت عيناه فمسح دمعته بطرف يده واضاف 
محسن : ربنا يهنيهم بس نتطمن عليها يمكن تكون محتاجه لينا ولو هى مش محتاجه لينا احنا محتاجين لها ومستحيل نستغنى عنها #دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الاول 
فى اليوم التالى تحسنت صحة الحاج مهاب وغادر غرفته الى حديقة المنزل وقرر حاتم العودة الى الاسكندرية بعد ان عرف كل شيء ولكن الحاج مهاب رفض سفره الا بعد الغذاء فوصل للاسكندرية بعد المغرب وهناك لم يجد فى نفسه الرغبة فى العودة الى منزله فتوجه الى القلعة وبقى هناك حتى اخر الليل ثم توجه الى المطعم الفاخر الذى شهد بداية قصة حبهما 
وصل الى المطعم بعد منتصف الليل وكان المكان هادئا فى هذا الوقت المتاخر وتذكر انه قد صحبها هنا اول مرة فى مثل هذا الوقت المتاخر كان هذا المكان الشاهد على قصة حبهما . هذا المكان شهد اول قبلاتهما معا تلك القبلة التى حركت قلبه وحواسه لاول مرة . هذا المكان الذى عرف فيها لاول مرة انه يملك قلبا وانه يحب حتى لو انكر ذلك وقتها . هذا المكان الذى .......
ولكن مهلا هذا المكان مناسب لام آيه ويمكنهم لاجله ان يوفروا لها عملا جيدا كيف لم يفكر فى ذلك من قبل ؟ 
نادى الجرسون وسال عن المدير طالبا مقابلته فى مكتبه ولكن مدير المطعم حضر اليه عند مائدته اكراما له فدعاه حاتم للجلوس 
حاتم : استاذ ادهم انا طالب منك خدمه كبيره وعارف انك قدها 
ادهم : تحت امرك يا حاتم بيه ايه المطلوب منى ؟
حاتم : فيه واحده ست معرفتى على قد حالها عاوزك تشغلها فى المطعم ظروفها صعبه ومحتاجه شغل 
ادهم : يا سلام غالى والطلب رخيص بكره تجيب صور اوراقها واشوف لها شغلانه كويسه 
حاتم : صور الورق معايا بس الحقيقه فيه مشكله صغيره 
ادهم : مشكلة ايه خير ؟ لو فى الامكان احلها 
حاتم : انت يمكن تفتكر الست دى فاكر الست اللى كانت بتشحت وطردتوها وانا قلت وقتها ان شكلها مش شحاته وبتمر بظروف صعبه ؟ اهى هى دى وفعلا توقعى كان فى محله الست دى معاها بكالوريوس سياحه وفنادق وكانت عايشه كويس جدا لحد ما جوزها مات واتبهدلت من بعده انا حاولت اساعدها لكن هى نفسها عزيزه وعاوزه تشتغل لما كانت بتشحت ما كانتش لاقيه حل تانى وكانت بتغطى وشها علشان ماحدش يعرفها 
ادهم : يا باشا مش مشكله خالص احنا نوفر لها شغل كويس يريحها علشان خاطر حضرتك ولو كانت مجتهده واثبتت كفائتها اكيد مرتبها حيزيد وطالما معاها مؤهل عالى يبقى اكيد حتترقى 
حاتم : الحقيقه مش دى المشكله انت فاكر كانت معاها طفله صغيره 
ادهم : اظن فاكر ان كان معاها طفله صغيره 
حاتم : هى دى المشكله مالهاش مكان تودى فيه بنتها لو امكن انها تجيبها معاها هنا والبنت هاديه ومش شقيه وبتسمع الكلام ولطيفه 
ادهم : اااه دى فعلا مشكله كبيره يا حاتم بيه ده موضوع صعب حله لازم تشوف حضانه او اى مكان للطفله دى علشان مش ممكن تيجى بيها لانها لو عملت اى ازعاج للعملاء امها حتمشى ومش لوحدها ممكن انا كمان امشى معاها وكمان طفله زى دى مسئوليه 
حاتم : اتطمن تماما من ناحية البنت البنت هاديه جدا ولطيفه والناس هنا حيحبوها ومش حتعمل اى مشكله بالعكس انت ممكن تلاقى العملاء بييجوا هنا مخصوص علشان بلعبوا معاها 
ادهم : صعب جدا يا حاتم بيه انا اسف 
حاتم : طيب احنا لو نشوف حضانه للبنت ولو فيه فرق فى المواعيد ساعه واللا ساعتين ممكن البنت تقعد فى بارك السيارات ولو حصلت منها اى مشكله انا المسئول 
ادهم : يظهر ان حضرتك مهتم بالست دى جدا يا حاتم بيه 
حاتم : انا فعلا مهتم جدا بالذات بالبنت ما عندكش فكره انا باحبها قد ايه 
ادهم : خلاص يا حاتم بيه ادينى صور ورقها واشوف ممكن نعمل ايه 
حاتم : دقيقه واحده اجيب الورق من العربيه 
خرج لاحضار الظرف وعاد سريعا وناوله لادهم الذى فتحه واخرج الاوراق يطالعها فنظر الى الشهادة الجامعية وتقديرها 
ادهم : ممتاز جايبه جيد جدا هى فلسطينيه ؟ 
حاتم : فلسطينيه ؟ مش عارف 
ادهم : دى اوراق الاقامه اهيه ومحتاجه تجديد هو حضرتك ما شفتهاش ؟
مد ادهم يده بالاوراق فاخذها منه حاتم وهو يقول 
حاتم : الحقيقه انا اخدت منها الظرف وما فتحتوش لحد ما سلمته ليك دلوقت 
ثم نظر الى الاوراق وقرا الاسم .... 
داليا طلال توفيق !
......................
صحا من نومه مبكرا وارتدى ثيابه ونزل للطابق السفلى فوجد سعديه تفتح الباب بمفتاحها 
حاتم : بنت حلال كويس انك ما اتاخرتيش 
سعديه : خير يا استاذ حاتم كنت عاوزنى فى حاجه ؟
حاتم : اه عاوزك فى حاجه ضرورى قوى اصلى عندى احساس انها قربت توصل 
ابتسمت وقد ادركت من يقصدها وقالت 
سعديه : ان شاء الله يا استاذ حاتم ترجع وتنور الدنيا كلها عن قريب ربنا كريم الحقيقه الانسه داليا دى انا ما شفتهاش كتير انما من اول نظره قلبى انفتح لها وحبيتها زى مديحه بنتى بالظبط
حاتم : وحشتنى قوى مش عارف لو شفتها وانا نازل دلوقت حيحصل لى ايه 
سعديه : حيحصل لك كل خير ان شاء الله ترجع وتملى عينك منها وبالك يرتاح 
حاتم : باقول ايه يا سعديه كنت عاوز اطلب منك طلب 
سعديه : تحت امرك لو تطلب عينيا 
حاتم : انا عاوزك تسيبى شقتى مش مهمه عاوزك تروحى شقة داليا تهويها وتروقيها علشان مقفوله بقالها فتره وانا عاوزها ترجع تلاقى شقتها نضيفه 
سعديه : يا سلام من عينيا اخلص المطبخ واروح 
حاتم : لالا سيبك لا مطبخ ولا غيره ياللا معايا دلوقت علشان اجيبلك المفتاح واروح انا مشوار يخصها اصلى لقيت اختها 
سعديه : هى ليها اخت ؟ 
حاتم : اه بس هى ما تعرفش رغم ان الشبه واضح قوى انما مش عارف حتى انا ما اخدتش بالى كنت اشوف اختها اقول بيتهيالى وافتكر انى بقيت باشوف كل الناس شبهها 
نزلا سويا الى عمارة داليا ونادى ابراهيم 
حاتم : مفتاح شقة الانسه داليا معاك يا ابراهيم مش كده ؟
ابراهيم : ايوه يا حاتم بيه فى الحفظ والصون زى ما وصيتنى 
حاتم : طيب اديه لسعديه علشان حتطلع تنضف الشقه وتديلك المفتاح وهى نازله 
ابراهيم : هى الست داليا خلاص راجعه ؟
حاتم : ان شاء الله قريب هو مافيش اخبار لكن انا قلبى حاسس بكده 
ابراهيم : يارب يا كريم وحشتنا كلنا والله بس انا باخلى احلام تطلع تهوى الشقه على طول علشان الست لو رجعت فى اى وقت تلاقى شقتها نضيفه 
حاتم : معلش خلى سعديه تطلع ولو احلام عاوزه تساعدها مافيش مشكله انا عاوز الشقه تبرق اصلها بتحب النضافه قوى 
.....................
دق جرس الباب فنظرت الى ساعتها بدهشة وفتحت لتجد امامها حاتم 
ام آيه : استاذ حاتم ؟ حمد الله على السلامه اتفضل 
حاتم : انا عارف ان الوقت بدرى بس بصراحه مش قادر اصبر اصلك وحشتينى قوى 
ام آيه : البيت بيتك انا حاصحى آيه 
حاتم : خليها نايمه انا جاى علشانك انتى 
مد يده ليمسك بيدها فنزعتها منه وهى ترتعش وتفكر فى كلماته 
ام آيه : فيه حاجه يا استاذ حاتم 
حاتم : طبعا فيه مش قلتلك وحشتينى ؟ انا طول الليل بافكر فيكى وما رحتيش عن بالى دقيقه واحده 
ام آيه : ايه الكلام الغريب ده يا استاذ حاتم من فضلك مالوش داعى الكلام ده 
حاتم : قوليلى يا داليا انتى ايه رايك فيا بصراحه 
تراجعت للخلف قليلا وهى تفكر فى تصرفاته الغريبة هذا اليوم وقالت بحذر 
ام آيه : حضرتك انسان محترم وكريم وافضالك علينا بس للاسف انا مش حاقدر ارد جمايلك عليا 
حاتم : لا تقدرى لو عاوزه ترديها تقدرى 
عاود الامساك بيدها فانتزعتها بعنف هذه المرة وتراجعت للخلف اكثر 
حاتم : انتى ليه ما قلتيش ان اسمك داليا من الاول ؟
ام آيه : انا اديتك صور اوراقى والاسم فيها مش مخبياه وانت حتى ما سالتنيش كنت بتقول على طول ام آيه انا عارفه ان اللى بتحبها اسمها داليا لكن انا مش هى احنا اتنين مالناش علاقه ببعض 
حاتم : انتى غلطانه انا شايف ان فيه علاقه كبيره جدا بينك وبينها انتى عاوزه تشوفى داليا ؟ 
ام آيه : حتفرق فى ايه اشوفها واللا لا ؟ انا عاوزه ربنا يجمع شملكم ويجازيك خير على اللى بتعمله معايا انا وبنتى لو نيتك تعمله لوجه الله اما لو ليك نيه تانيه يبقى ربنا يجازيك على نيتك 
حاتم : لكن انا عاوزك تشوفيها تعالى معايا 
ومد يده يحاول الامساك بيدها مرة ثانية فانفعلت قائلة 
ام آيه : يا استاذ حاتم من فضلك ما يصحش كده بعد اذنك اتفضل وانا شاكره لكل جمايلك عليا ومستعده ابيع لك الشقه دى قصاد فلوسك ولو ليك فلوس ممكن لما اشتغل اسددها انما ما عنديش طريقه تانيه اسدد بيها 
شعر حاتم انه تمادى فقال معتذرا 
حاتم : يظهر انى زودتها شويه ما تتعصبيش انا مش ....
ام آيه : شويه ؟ انا اسفه اقول حضرتك زودتها كتير كان لازم اعرف ان الدنيا صعب تضحكلى كل مره كانت بتطلع الضحكه صفره وراها غدر والمره دى كنت فاكره انها غير كل مره لكن خساره ... بعد اذنك اتفضل يا استاذ حاتم 
حاتم : انا اسف انا كنت باهزر معاكى بس ....
ام آيه : خلاص اظن الهزار انتهى شوف لو عاوز امضى على حاجه بفلوسك 
حاتم : ما تكبريش الموضوع قلتلك اسف وخلاص حاتكلم جد انا ....
ام آيه : لا جد ولا هزار ارجوك اتفضل وما تضطرنيش اصوت والم الجيران 
حاتم : لا ارجوكى انا عاوزك تسمعى كلمه واحده بس منى 
ام آيه : مش عاوزه اسمع حاجه ارجوك امشى 
كانت تشعر بالذعر بسبب مزاحه الزائد فاقتربت من البلكون وهمت بفتحه وهو تنوى ان تستغيث بالفعل لولا ان سمعته يقول بسرعة 
حاتم : ارحوكى انتى اسمعى واهدى شويه انتى تعرفى الدكتور محسن ممتاز ؟
توقفت يدها قبل ان تفتح البلكون وشعرت انها لم تسمع جيدا 
ام آيه : دكتور مين ؟ انت قلت مين ؟ انا ما سمعتش كويس 
حاتم : دكتور محسن ممتاز شركس 
ام آيه : انت تعرفه منين ؟ الله يرحمه ده كان ... انت تعرفه منين ؟ 
حاتم : يا شيخه حرام عليكى ليه بس ما قلتيش من الاول ؟
ام آيه : اصلى ما اعرفش انك تعرفه وبعدين ايه المناسبه انى اتكلم عنه ؟ انا شرحت ظروفى بعد موت جوزى اللى وصلتنى لانى احتاج وما كانش فيه اى داعى اتكلم عن اى حاجه قبل كده 
حاتم : معلش هو نصيب دلوقت بقى تعالى علشان تشوفى داليا انتى لسه خايفه ؟ 
خرج الى الصالة واشار اليها ان تتبعه حتى وصل الى السفرة التى تحتوى على خزانة بها مرآة كبيرة وقفا امامها واشار الى صورتها المنعكسة على صفحة المرآة قائلا 
حاتم : ايه رايك بقى فى داليا حبيبتى ؟ ايه رايك حلوه ؟
ام آيه : مش فاهمه 
حاتم : اصل داليا حبيبتى بنت زى الملاك شعرها بلون الذهب وعيونها بلون السما الزرقه ووشها اجمل من القمر بكتير شوفى وقولى ايه رايك 
ام آيه : استاذ حاتم انت حترجع تانى ل ....
حاتم : لالا علشان ما تزعليش هو فيه فرق بسيط انتى عيونك مخضره شويه وهى عيونها ازرق صافى وكمان انتى محجبه وما شفتش شعرك بس بيتهيالى حيبقى لون شعرها انا كنت باشوفك ابص الناحيه التانيه واقول اكيد بيتهيالى واكيد بقيت باشوف داليا فى كل الوشوش وما صدقتش الشبه الكبير قوى بينك وبين داليا محسن 
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الاول
ام آيه : داليا محسن ؟ قصدك ان حبيبتك تبقى داليا بنت الدكتور محسن ؟ 
حاتم : تمام اديكى فهمتى اخيرا بالذمه انتوا مش شبه بعض ؟ انا اكيد كنت اعمى علشان ما الاحظش الشبه بينك وبين داليا .... اختك 
ام آيه : بس داليا مش اختى الدكتور محسن الله يرحمه كان راجل كريم وبعد ما بابا سابنا كان بيتولانى انا وامى ويصرف علينا وبعد موت ماما مراته كانت بتكرهنى قوى ورفضت ياخدنى بيته اخدنى عند اخوه الحاج مهاب ومراته فى البحيره وهم اللى ربونى وكانوا احن عليا من اى حد تانى قابلته فى حياتى وعاملونى زى بنتهم لكن انا عارفه انهم ناس طيبين اتكفلوا بيا وربونى ومن غير عطفهم مش عارفه مصيرى حيكون ايه 
حاتم : هو انتى ما تعرفيش ان الدكتور محسن كان متجوز والدتك ؟ هى مش والدتك فلسطينيه واسمها ميساء ؟
ام آيه : متجوزها ؟ لا ما اعرفش هى فعلا اسمها ميساء وفلسطينيه لكن انا كنت صغيره قوى و?


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close