اخر الروايات

رواية دماء علي اوراق الورود الفصل السابع والعشرين 27 والاخير بقلم آثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورود الفصل السابع والعشرين 27 والاخير بقلم آثر توفيق


الحلقة السابعة والعشرين نهاية الجزء الاول 
الجزء ده مفقود من النص فى البارت السابق نظرا لطول الحلقات ٢٦ و ٢٧ نشرت قبل الفقد بشوية ومن بداية الجزء الثانى حانشر حلقة حلقة 
...........
صحا من نومه مبكرا وارتدى ثيابه ونزل للطابق السفلى فوجد سعديه تفتح الباب بمفتاحها 
حاتم : بنت حلال كويس انك ما اتاخرتيش 
سعديه : خير يا استاذ حاتم كنت عاوزنى فى حاجه ؟
حاتم : اه عاوزك فى حاجه ضرورى قوى اصلى عندى احساس انها قربت توصل 
ابتسمت وقد ادركت من يقصدها وقالت 
سعديه : ان شاء الله يا استاذ حاتم ترجع وتنور الدنيا كلها عن قريب ربنا كريم الحقيقه الانسه داليا دى انا ما شفتهاش كتير انما من اول نظره قلبى انفتح لها وحبيتها زى مديحه بنتى بالظبط
حاتم : وحشتنى قوى مش عارف لو شفتها وانا نازل دلوقت حيحصل لى ايه 
سعديه : حيحصل لك كل خير ان شاء الله ترجع وتملى عينك منها وبالك يرتاح 
حاتم : باقول ايه يا سعديه كنت عاوز اطلب منك طلب 
سعديه : تحت امرك لو تطلب عينيا 
حاتم : انا عاوزك تسيبى شقتى مش مهمه عاوزك تروحى شقة داليا تهويها وتروقيها علشان مقفوله بقالها فتره وانا عاوزها ترجع تلاقى شقتها نضيفه 
سعديه : يا سلام من عينيا اخلص المطبخ واروح 
حاتم : لالا سيبك لا مطبخ ولا غيره ياللا معايا دلوقت علشان اجيبلك المفتاح واروح انا مشوار يخصها اصلى لقيت اختها 
سعديه : هى ليها اخت ؟ 
حاتم : اه بس هى ما تعرفش رغم ان الشبه واضح قوى انما مش عارف حتى انا ما اخدتش بالى كنت اشوف اختها اقول بيتهيالى وافتكر انى بقيت باشوف كل الناس شبهها 
نزلا سويا الى عمارة داليا ونادى ابراهيم 
حاتم : مفتاح شقة الانسه داليا معاك يا ابراهيم مش كده ؟
ابراهيم : ايوه يا حاتم بيه فى الحفظ والصون زى ما وصيتنى 
حاتم : طيب اديه لسعديه علشان حتطلع تنضف الشقه وتديلك المفتاح وهى نازله 
ابراهيم : هى الست داليا خلاص راجعه ؟
حاتم : ان شاء الله قريب هو مافيش اخبار لكن انا قلبى حاسس بكده 
ابراهيم : يارب يا كريم وحشتنا كلنا والله بس انا باخلى احلام تطلع تهوى الشقه على طول علشان الست لو رجعت فى اى وقت تلاقى شقتها نضيفه 
حاتم : معلش خلى سعديه تطلع ولو احلام عاوزه تساعدها مافيش مشكله انا عاوز الشقه تبرق اصلها بتحب النضافه قوى 
.....................
دق جرس الباب فنظرت الى ساعتها بدهشة وفتحت لتجد امامها حاتم 
ام آيه : استاذ حاتم ؟ حمد الله على السلامه اتفضل 
حاتم : انا عارف ان الوقت بدرى بس بصراحه مش قادر اصبر اصلك وحشتينى قوى 
ام آيه : البيت بيتك انا حاصحى آيه 
حاتم : خليها نايمه انا جاى علشانك انتى 
مد يده ليمسك بيدها فنزعتها منه وهى ترتعش وتفكر فى كلماته 
ام آيه : فيه حاجه يا استاذ حاتم 
حاتم : طبعا فيه مش قلتلك وحشتينى ؟ انا طول الليل بافكر فيكى وما رحتيش عن بالى دقيقه واحده 
ام آيه : ايه الكلام الغريب ده يا استاذ حاتم من فضلك مالوش داعى الكلام ده 
حاتم : قوليلى يا داليا انتى ايه رايك فيا بصراحه 
تراجعت للخلف قليلا وهى تفكر فى تصرفاته الغريبة هذا اليوم وقالت بحذر 
ام آيه : حضرتك انسان محترم وكريم وافضالك علينا بس للاسف انا مش حاقدر ارد جمايلك عليا 
حاتم : لا تقدرى لو عاوزه ترديها تقدرى 
عاود الامساك بيدها فانتزعتها بعنف هذه المرة وتراجعت للخلف اكثر 
حاتم : انتى ليه ما قلتيش ان اسمك داليا من الاول ؟
ام آيه : انا اديتك صور اوراقى والاسم فيها مش مخبياه وانت حتى ما سالتنيش كنت بتقول على طول ام آيه انا عارفه ان اللى بتحبها اسمها داليا لكن انا مش هى احنا اتنين مالناش علاقه ببعض 
حاتم : انتى غلطانه انا شايف ان فيه علاقه كبيره جدا بينك وبينها انتى عاوزه تشوفى داليا ؟ 
ام آيه : حتفرق فى ايه اشوفها واللا لا ؟ انا عاوزه ربنا يجمع شملكم ويجازيك خير على اللى بتعمله معايا انا وبنتى لو نيتك تعمله لوجه الله اما لو ليك نيه تانيه يبقى ربنا يجازيك على نيتك 
حاتم : لكن انا عاوزك تشوفيها تعالى معايا 
ومد يده يحاول الامساك بيدها مرة ثانية فانفعلت قائلة 
ام آيه : يا استاذ حاتم من فضلك ما يصحش كده بعد اذنك اتفضل وانا شاكره لكل جمايلك عليا ومستعده ابيع لك الشقه دى قصاد فلوسك ولو ليك فلوس ممكن لما اشتغل اسددها انما ما عنديش طريقه تانيه اسدد بيها 
شعر حاتم انه تمادى فقال معتذرا 
حاتم : يظهر انى زودتها شويه ما تتعصبيش انا مش ....
ام آيه : شويه ؟ انا اسفه اقول حضرتك زودتها كتير كان لازم اعرف ان الدنيا صعب تضحكلى كل مره كانت بتطلع الضحكه صفره وراها غدر والمره دى كنت فاكره انها غير كل مره لكن خساره ... بعد اذنك اتفضل يا استاذ حاتم 
حاتم : انا اسف انا كنت باهزر معاكى بس ....
ام آيه : خلاص اظن الهزار انتهى شوف لو عاوز امضى على حاجه بفلوسك 
حاتم : ما تكبريش الموضوع قلتلك اسف وخلاص حاتكلم جد انا ....
ام آيه : لا جد ولا هزار ارجوك اتفضل وما تضطرنيش اصوت والم الجيران 
حاتم : لا ارجوكى انا عاوزك تسمعى كلمه واحده بس منى 
ام آيه : مش عاوزه اسمع حاجه ارجوك امشى 
كانت تشعر بالذعر بسبب مزاحه الزائد فاقتربت من البلكون وهمت بفتحه وهو تنوى ان تستغيث بالفعل لولا ان سمعته يقول بسرعة 
حاتم : ارحوكى انتى اسمعى واهدى شويه انتى تعرفى الدكتور محسن ممتاز ؟
توقفت يدها قبل ان تفتح البلكون وشعرت انها لم تسمع جيدا 
ام آيه : دكتور مين ؟ انت قلت مين ؟ انا ما سمعتش كويس 
حاتم : دكتور محسن ممتاز شركس 
ام آيه : انت تعرفه منين ؟ الله يرحمه ده كان ... انت تعرفه منين ؟ 
حاتم : يا شيخه حرام عليكى ليه بس ما قلتيش من الاول ؟
ام آيه : اصلى ما اعرفش انك تعرفه وبعدين ايه المناسبه انى اتكلم عنه ؟ انا شرحت ظروفى بعد موت جوزى اللى وصلتنى لانى احتاج وما كانش فيه اى داعى اتكلم عن اى حاجه قبل كده 
حاتم : معلش هو نصيب دلوقت بقى تعالى علشان تشوفى داليا انتى لسه خايفه ؟ 
خرج الى الصالة واشار اليها ان تتبعه حتى وصل الى السفرة التى تحتوى على خزانة بها مرآة كبيرة وقفا امامها واشار الى صورتها المنعكسة على صفحة المرآة قائلا 
حاتم : ايه رايك بقى فى داليا حبيبتى ؟ ايه رايك حلوه ؟
ام آيه : مش فاهمه 
حاتم : اصل داليا حبيبتى بنت زى الملاك شعرها بلون الذهب وعيونها بلون السما الزرقه ووشها اجمل من القمر بكتير شوفى وقولى ايه رايك 
ام آيه : استاذ حاتم انت حترجع تانى ل ....
حاتم : لالا علشان ما تزعليش هو فيه فرق بسيط انتى عيونك مخضره شويه وهى عيونها ازرق صافى وكمان انتى محجبه وما شفتش شعرك بس بيتهيالى حيبقى لون شعرها انا كنت باشوفك ابص الناحيه التانيه واقول اكيد بيتهيالى واكيد بقيت باشوف داليا فى كل الوشوش وما صدقتش الشبه الكبير قوى بينك وبين داليا محسن 
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الاول
ام آيه : داليا محسن ؟ قصدك ان حبيبتك تبقى داليا بنت الدكتور محسن ؟ 
حاتم : تمام اديكى فهمتى اخيرا بالذمه انتوا مش شبه بعض ؟ انا اكيد كنت اعمى علشان ما الاحظش الشبه بينك وبين داليا .... اختك 
ام آيه : بس داليا مش اختى الدكتور محسن الله يرحمه كان راجل كريم وبعد ما بابا سابنا كان بيتولانى انا وامى ويصرف علينا وبعد موت ماما مراته كانت بتكرهنى قوى ورفضت ياخدنى بيته اخدنى عند اخوه الحاج مهاب ومراته فى البحيره وهم اللى ربونى وكانوا احن عليا من اى حد تانى قابلته فى حياتى وعاملونى زى بنتهم لكن انا عارفه انهم ناس طيبين اتكفلوا بيا وربونى ومن غير عطفهم مش عارفه مصيرى حيكون ايه 
حاتم : هو انتى ما تعرفيش ان الدكتور محسن كان متجوز والدتك ؟ هى مش والدتك فلسطينيه واسمها ميساء ؟
ام آيه : متجوزها ؟ لا ما اعرفش هى فعلا اسمها ميساء وفلسطينيه لكن انا كنت صغيره قوى وكل اللى اعرفه ان بابا مشى واحنا كنا حنمشى من الشقه اللى كنا فيها والدكتور جاب لنا شقه قعدنا فيها وكان بييجى يزورنا كان بيدى ماما فلوس ويجيبلى لعب وشيكولاته وفساتين وبعدين ماما كانت مريضه وتعبت قوى وماتت ورحت عند الحاجه عاليه والحاج مهاب وولادهم والحاجه عاليه دى كانت احن عليا من احن ام فى الدنيا 
ابتسمت وهى تستعيد تلك الذكريات وتساقطت دموعها فى نفس الوقت فى تمازج عجيب 
ام آيه : كانت احلى ايام العمر لكن زى كل حاجه حلوه راحت 
كانت واقفة امام المراة فجلست على احد مقاعد السفرة واسندت ذراعها على المائدة واسندت خدها على يدها واضافت 
ام آيه : ايامها كنت باشوف محسن ابن الحاج مهاب كنت باحس بالامان وافهم يعنى ايه كلمة راجل كان طيب وحنين قوى ونادر كان زى العفريت كان بيعمل اى حاجه علشان يخلينى اضحك وماما عاليه قصدى الحاجه عاليه كنت باحبها حب ما اقدرش اوصفه ولسه باحبها لحد دلوقت بس يا خساره كل حاجه اتغيرت بعد موت الدكتور محسن مراته هانتنى وطردتنى وحتى داليا اللى انت جاى دلوقت تقول انها اختى عاملتنى وحش قوى مش عارفه ليه رغم انها قصدى ان انا عمرى ما كرهتها رغم ان كان وجودها دايما كان بيخلينى فى الضل والكل بينسانى ومع ذلك عمرى ما فكرت ازعلها 
دفنت وجهها بين كفيها وسمحت لدموعها بالسقوط 
حاتم : والحاج مهاب وولاده برضه عاملوكى وحش ؟
ام آيه : ابدا عمرهم لكن بصراحه بعد اخر مره قابلت داليا عند مدرستها خفت انهم برضه يتغيروا ولما رحت اشوفهم وصلت لحد محطة القطر فى ايتاى والخوف شلنى خصوصا ان الحاج مهاب كان وعدنى انه حيزورنى فى اسكندريه وما جاش ولا حد فيهم زارنى ولا سال عليا واتخيلت انى حاروح لحد العزبه ويطردونى زى .... 
تذكرت ذلك اليوم القاسى ولم تستطع نطق اسم رجاء واضافت 
ام آيه : فضلت على المحطه اكتر من ست ساعات مش قادره اخرج اروح الموقف بتاع البلد وفى الاخر ركبت قطر اسكندريه وقررت اختفى من حياتهم وكتر الف خيرهم على اللى عملوه معايا سنين وطلبت من جوزى نسافر باسرع وقت لانى كنت عايشه فى عذاب كل ليله احط راسى على المخده افتكر الحاجه عاليه وافكر انى تانى يوم الصبح اقوم جرى اروح لهم واترمى فى حضنهم ولما اصحى الصبح ارجع للخوف تانى واقول خلينى احتفظ بذكرى جميله ليهم 
حاتم : على فكره انتى فيه حاجات كتير قوى غايبه عنك وما تعرفيهاش انا كنت فى العزبه عند الحاج مهاب ولسه راجع امبارح وعرفت حاجات كتير قوى اولها يا ستى ان رجاء الملعونه اللى اهانتك دى مش ام داليا وعموما هى ماتت وما تجوزش عليها الا الرحمه وهى اصلا مالهاش اى اهميه عندى لكن المهم ان ام داليا تبقى ميساء امك الله يرحمها وانها كانت متجوزه دكتور محسن وماتت وهى بتولد داليا ما كانتش مريضه لكن انتى كنتى صغيره وما تعرفيش يعنى ايه جواز وحمل ولا فاهمه ان الدكتور محسن اتجوز والدتك وانك فعلا مسئوله منه وان اخوه الحاج مهاب لما اخدك يربيكى ده علشان انتى مسئولية اخوه لكن هم فعلا حبوكى جدا واعتبروكى بنتهم لكن ليه ماحدش حكالك حاجه ده ما اعرفوش بس احتمال ان فيه مشاكل فى الاقامه او الجنسيه كانت حتاثر على داليا لو اتعرفت اما بقى سبب جفاء داليا معاكى انا مش قادر افهمه انما هو فيه مشكله حصلت بينها وبين عمها بسبب الميراث وهى طبعا فاكراكى بنته 
ام آيه : ميراث ايه ؟ الحاج مهاب روحه فى داليا ولو طمعت فى زياده عن حقها ممكن يسيبلها الورث كله بس ترضى دى لما كانت تبوز فى وشه حتى بهزار كنا نخاف قلبه يقف ويحصل له حاجه 
حاتم : هو ده بقى اللى حصل الحاج مهاب راح لداليا عند المدرسه وطردته ووقتها جاتله جلطه شديده ودخل المستشفى وكانت حالته خطر وولاده الاتنين انشغلوا معاه واول ما خرج من المستشفى طلع عليكى فى رشدى لقاكى سبتى المفتاح عند البواب ومعاه جواب وسافرتى تصدقى انه كل يوم يقعد يقرا جوابك ويبكى ومن يوم سفرك لا هو ولا الحاجه عاليه دموعهم نشفت عليكى ومش هم وبس ومحسن ونادر وكل اهل العزبه طيب تعرفى ان شقة رشدى دى كتبوها باسمك ؟
كانت ام آيه تستمع لحاتم كمن يستمع لقصة خيالية يرويها مؤلف واسع الخيال بشكل مبالغ فيه واختلطت الامور فى ذهنها فلم تعد تعى اى شيء وثارت فى عقلها عدة تساؤلات عن كل ما سمعته كيف اصبحت داليا اختها وابوها اصبح زوج امها لقد فقدت اباها وامها وهى صغيرة وتلقفتها ايادى عديدة حتى زواجها وكلهم لم يخبروها بالكثير ثم ياتى حاتم الان ليخبرها بكل هذا دفعة واحدة ؟ لقد اصبحت تفتقد التركيز وتتمنى لو رات الحاجه عاليه الان لترتمى فى احضانها وتختبئ بداخلها من كل القسوة التى عانتها فى حياتها هى لا تريد ان تفهم شيئا هى فقط تتوق لبعض الحنان والحنان كله موجود هناك فى عزبة الباشا حيث اجمل واطيب ام راتها فى حياتها وحيث اعظم اب قابلته ذلك الرجل الذى رباها ومنحها الحب والامان هل قال حاتم انه يبكى لوعة على فراقها ؟ هى لم تره يبكى ابدا ولا تظن ان هذا امر ممكن الحدوث انها تعرف انه كان يحبها وهى الى الان تحبه وتتمنى ان تراه حتى ولو من بعيد . تتذكر عندما كانت صغيرة كانت تجلس على ركبته يلاعبها ويلاطفها حتى تضحك وتقبل وجنته فيصيح فى فرح وسرور وتلتمع عيناه كالاطفال فى ايام الاعياد كان يقول انها شمس حياته وست البنات حتى لو كان ينساها حينما تحضر داليا للعزبة ولكن حاتم يقول الان ان داليا اختها وهى لا تعرف ان كان ما يقوله صدقا ام انه يهذى ويخرف .
شعرت بالحيرة والشوق ونظرت الى حاتم وارادت ان تقول شيئا ما ولكنها عجزت عن الكلام ولم تجد ما يقال فوقفت وترددت كثيرا لا تجد ما تفعله ولا يسعفها عقلها عما يجب ان تفعله فعاودت الجلوس انها تشعر بالتخبط الشديد وتحاول جاهدة ان تستجمع افكارها حتى انقذها من تخبطها صوت جرس الباب فنظرت نحو الباب بدهشة وهى لا تدرى ما يجب ان تفعله فقال حاتم 
حاتم : مش حتفتحى الباب ؟
ام آيه : مش عارفه انا ما بقيتش عارفه حاجه ولا فاهمه حاجه من اللى انت قلتها ولا عارفه ارد اقول ايه ولا اعمل ايه الباب بيضرب اروح افتح الجرس ؟ ايه اللى انا باقوله ده هو انا اتجننت واللا ايه ؟
حاتم : مالك المفاجآت دى كلها اثرت عليكى ؟ طيب اهدى اصلى كلمت الحاج مهاب واكيد هو ده انا حاروح افتح 
ام آيه : الحاج مهاب ؟ الحاج مهاب مين ؟ بابا ؟ مش ممكن 
اندفعت جريا نحو الباب وفتحته لتجده امامها فوقفت امامه دامعة العينين وكادت تلقى بنفسها فى حضنه ولكنها تراجعت للخلف خطوة وظنت انها تتخيل اما هو فنظر اليها بعيون دامعة وتقدم الى الداخل وهو يقول بصوت مبحوح 
مهاب : داليا ؟ انتى داليا بنتى واللا انا باحلم ؟ انتى مش فاكرانى ؟ مش فاكره بابا مهاب حبيبك ؟ ما وحشتكيش ؟ مش عاوزه تاخدينى فى حضنك وتنسينى الحرمان اللى عشته فى بعدك ؟ 
فرد ذراعيه امامها واقترب منها ليحتضنها فنظرت الى الارض ووقفت صامتة ترتجف بشدة فنظر لها بحزن وسقطت ذراعاه بجانبه وقال 
مهاب : انتى زعلانه منى ؟ انا زعلتك فى حاجه ؟ لو زعلتك قولى وانا مستعد اصالحك واعمل اللى يرضيكى بس كفايه تحرمينى منك اكتر من كده 
لم تستطع الانتظار اكثر من ذلك واندفعت تلقى نفسها فى حضنه فاخذ يريت على شعرها ويقبلها قائلا 
مهاب : ااااااه يا شمس عمرى ونور عينيا من يوم غيابك عايش فى حرمان وظلام ليه يا غاليه تحرمى بابا من حبك وحنانك 
اخذت تغمر يده بالقبلات قائلة 
ام آيه : سامحنى سامحنى يا احلى واغلى واطيب اب انا عايشه فى حرمان من بعدكم انت وماما عاليه انا ... انا ...
ارتج عليها القول وتوقفت الكلمات فى حلقها فقال مهاب 
مهاب : خلاص يا حبيبتى خلاص يا حبة قلبى من جوه مش لازم اى كلام وكفايه انى شفتك قبل ما اموت 
دخلا سويا وجلس على الاريكة وهمت هى بالجلوس بجواره فامسك بيدها يجذبها اليه ويضعها فوق ركبته قائلا 
مهاب : لا تعالى على رجل بابا زى زمان فاكره واللا نسيتى ؟ واللا تحبى اعمل حصان والف بيكى زى زمان ؟ واللا اقول لك الاوضه دى ضيقه لما نروح البلد حاعمل حصان والف بيكى الجنينه كلها هناك فى بيتك 
ام آيه : بيتى ؟ وحشنى قوى بيتى يا بابا ووحشتنى ماما عاليه 
مهاب : حنروح لها يا حبيبتى دى مستنيه على نار اصلك وحشتيها قوى ووحشتى اهل العزبه كلهم دى حتى حيطان البيت زعلانه من يوم غيابك 
ضحكت وقبلت خده فالتمعت عيناه بفرحة كطفل اعطوه كيسا من الحلوى وهتف بسعادة 
مهاب : الله الله الله يا حلاوة الدنيا والله انا مستعد اشيلك على ضهرى حصان واروح بيكى كده لحد البلد ياللا بينا على البلد 
ام آيه : طيب استنى دقايق اصحى آيه 
مهاب : آيه مين انتى خلفتى ؟ هى فين ؟ 
داليا : لسه نايمه حادخل اصحيها 
وقفت والتفتت لتتجه نحو غرفة آيه ولكنها تسمرت فى مكانها حين وقع بصرها عليه !
كان هناك واقفا على الباب ينظر اليها بهدوء كما كان ينتظر دوما متطلعا اليها منتظرا ان تطلب اى طلب ليسارع بالتلبية .
محسن رمز الطيبة والحنان والرجولة والامان الذى اعتاد ان يجلب لها الحلوى ويتنازل لها ايضا عن قطعته محسن الذى كانت تشعر ان الشيكولاتة التى يشتريها لها احلى من تلك التى تشتريها لنفسها من نفس النوع .
وقفت امامه عاجزة عن النطق وعيونها تلتمع بالفرحة بينما هو صامت يرنو اليها بشوق يغالبه وبهدوء يليق به وضع يده فى جيبه واخرجها وبين يده باكو شيكولاتة من النوع الذى تحبه فلما رات الشيكولاتة وفرحة دامعة فى عينيه لم تتمالك نفسها ان تلقى بنفسها عليه وتتعلق بعنقه فى عناق ساهى عن وجود مهاب وحاتم ولم يخرجهما مما تاها فيه الا صوت آيه تنادى من غرفتها 
.....................
دخلت الى الغرفة بسرعة فوجدت الحاجه عاليه ترقد فى فراشها فاسرعت اليها وارتمت فى احضانها 
داليا ط : ماما ماما وحشتينى يا حبيبتى وحشتينى 
فتحت عاليه ذراعيها وقد شحب وجهها وبدا عليها الذهول وعجزت عن الكلام فاسرعت داليا تلقى بنفسها فى حضنها وتغرق وجهها ويديها بالقبلات بينما عاليه تمطر راسها وشعرها بقبلاتها المشتاقة بينما نادر يقف مبتسما يتابعهما مع ابيه واخيه 
نادر : حيلك يا ست داليا خلى شويه من الحب ده لاخوكى نادر والا انا ماليش لازمه 
داليا ط : نادر حبيبى واخويا وصاحبى 
قامت لتعانقه بينما حاول مهاب تلطيف الجو قائلا 
مهاب : مش انا يا عاليه اتعلمت السحر فى اسكندريه ؟ استنى اوريكى ياللا يا داليا 
عاليه : واخدها على فين 
مهاب : ما تخافيش دقيقه وحارجعها 
امسكها من يدها وخرج بها وعاد بعد دقيقة وهو يحمل آيه بين ذراعيه قائلا 
مهاب : ايه رايك بقى رجعت داليا صغيره تانى 
كانت آيه تشبه امها وهى صغيره حين دخل بها عليها اول مرة وحين راتها عاليه انتفضت من فراشها واسرعت تتلقف الصغيرة منها قائلة 
عاليه : حبيبتى حبيبتى ايه الجمال ده انتى اسمك ايه ؟
آيه : انا آيه بنت ماما داليا
عاليه : آيه وانتى آيه فى الحسن والجمال يا اخواتى قمر انا خايفه احسدك من حلاوتك 
آيه : هو انتى تيته عاليه ؟ انتى حلوه قوى 
عاليه : يا لهوى قولى كده تانى تيته عاليه 
حملتها وعادت تجلس فى فراشها وتضمها اليها فعادت داليا الى الغرفة وجلست بجوارها وقبلت يدها فمدت عاليه يدها تتحسس وجهها وهى لا تزال غير مصدقه انها معها 
عاليه : والله لحد دلوقت حاسسه انى باحلم وخايفه اصحى من النوم ما الاقيكيش بجد يا بنتى انتى رجعتى لحضتى تانى ؟ 
داليا ط : حبيبتى يا ماما انا اهه فى حضنك اللى عمرى ما حسيت بالدفا الا فيه طمنينى مالك قاعده فى السرير ليه ؟
عاليه : مافيش يا حبيبتى انا كويسه وزى الفل 
داليا ط : اومال مالك اوعى تكونى تعبانه ومخبيه عليا 
عاليه : والله يا حبيبتى ما فيه حاجه انا زى الفل طول ما انتى جنبى 
نادر : اتطمنى يا داليا ماما كويسه ومافيهاش حاجه هى من الفرحه الشديده ساعة ما حاتم كلمنا يبشرنا قامت تجرى وتقول اروح لها وقعت من طولها لكن الدكتور طمننا وقال من الفرحه هاتوها وهى تبقى كويسه 
داليا ط : حبيبتى يا ماما انا خلاص رجعت تانى لحضنك الدافى علشان تعوضينى قساوة الدنيا 
.......................
وفى مدينة الدمام نقل جاسم على الى بدروم بيته وابقاه هناك بعد ان اقنعه انه لن يستطيع اخلاء سبيله الا بعد استيفاء الاجراءات القانونية والسفر والا تم توجيه اتهامات اليه وقد حجز كاظم لداليا تذكرة فى الدرجة الاولى وحجز لعلى فى الدرجة السياحية واقامت خديجه حفلا كبيرا دعت اليه كل صديقاتها وصديقات داليا لتوديعها ورغم كل محاولات خديجه لاضفاء جو من المرح على الحفل الا ان الحزن لفراق داليا كان مخيما على الجميع 
ويوم السفر ذهبت الى المطار بصحبة خديجه وزوجها وكان الوداع حارا مليئا بالدموع بينما اصطحب جاسم على الى المطار واقنعه انه بذل جهدا كبيرا مع رؤسائه للموافقة على سفره دون ان يضعوا قيودا فى يديه او يحتجزوه باى من التهم وحذره من العودة مرة اخرى الى المملكة والا سيفتح كل الملفات التى اغلقها بصعوبة 
واخيرا طارت العصفورة الرقيقة لتعود الى شجرتها الوارفة من جديد اخيرا عادت داليا الى الوطن 
نهاية الجزء الاول والى اللقاء فى الجزء الثانى
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close