اخر الروايات

رواية كيف اعيش معك الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم حسناء محمود

رواية كيف اعيش معك الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم حسناء محمود 


الحلقة الثالثة و العشرون ♥

قضت لمار ليلتها ساهرة تُفكر فى مصيبتها .. لم يطمئن قلبها للحل الذى فرضه عقلها .. طلب المساعده من أسامه !
ولكن لا بُد ولا مفر من ذلك ليس لها أحد سواه ..
ماذا تفعل اتترك له الفيلا ؟ ولكن الى اين تذهب لا تستطيع الرجوع الى عمها بالتأكيد لن يتركها ثانيه بعد ان اتمت السن القانونيه ..
اتطلب مفتاح الشقه من الداده مره اخرى ؟ ولكن ماذا ستقول لها !
مر طيف ذكرى شروع " حسن " فى الاعتداء عليها ارتجف جسدها من المؤكد انه سينتقم منها ثانيه !
ابتسمت فى سخريه من رد اعتداء " حسن " هو نفسه الذى اعتدى عليها

حتى خالها اخر افراد عائلتها لا تعرف كيف تصل اليه ..
ذاكرتها لا تساعدها على حفظ الارقام وكل وسائل الاتصال به انقطعت منذ هروبها .. ااه لكم تحتاج اليه الان ولكن ماذا تقول له !
لقد ضاع عِرضكَ ! غبت طويلا وجئت لك هكذا .. ولكن من يحاسب الشاه على ذبحها !
لا ذنب فى كل ما حدث ..

تنهدت لمار ودعت ربها ان يرشدها للقرار الصحيح ويبقى جانبها فى محنتها .. اغمضت عيناها محاوله فى النوم ولكن دون جدوى .. نهضت من فراشها مره اخرى ونزلت الى الجنينه لعلها تجد
ما يريح قلبها من هواء بارد و ورود

------------------------------------------------------------------------------

انتفض عمر عندما سمع صوت باب يغلق .. حاول تهدئه نفسه لابد انه تهيأ له ذلك .. الفيلا كبيره ولا يستطيع سماع باب غرفتها وهو فى غرفته .. انتظر قليلا ولكن انتابه هاجس باحتمال هروبها
قام على الفور نزل بهدوء الى الطابق الموجود به غرفه لمار .. سمع صوت اقدامها عند السٌلم اقترب بهدوء شديد راقب نزولها بقلب منتفض .. انتظر حتى نزلت نزل ورائها
وجدها تفتح الباب الداخلى للفيلا المطل على الجنينه .. تنهد بارتياح وتخفى وراء احد المقاعد المنتشره فى البهو ..

نزلت لمار على السٌلم .. احست بخطوات ورائها .. لم تلفت واكملت طريقها .. ذهبت بخفه الى الباب الداخلى ودخلت الى الجنينه .. انتظرت قليلا و وقفت وراء الباب لترى هل حدسها صحيح ام لا ..
وجدته يتنفس بارتياح ثم ذهب وراء احد الكراسى .. ابتسمت بسخريه على افعاله هل يخاف الذئب بعد انا ذبح الشاه ؟ .. لابد انه ظن بخروجها من الفيلا وجاء ورائها للتأكد ..
تنهدت وتمنت من داخلها ان تُحقق ذلك فعلا ولكن ما من وسيله اخرى وعليها المكوث حتى اشعار أخر ..

انتظر عمر لدقائق ودخل ورائها الى الجنينه وقف بعيدا يراقبها وجدها تقف امام حوض زهورها المفضل عاقده ذراعيها شارده بحزن فى افكارها ..
شعر بالاسى نحوها .. لم يتمنى ان ينتهى الامر بهم هكذا .. انه عمر الذى لم يمس بنت بسوء طوال حياته حتى خطيبته لم يقترب منها ابدا او يؤذيها على الرغم من خيانتها له ..
ثم تأتى هى يحبها بل يعشقها ويفعل بها ما فعل ..
ولكن ما باليد حيله .. لقد حاول بطرق كثيره و لولا وجود أسامه وخوفه منه عليها لما فعل ذلك ..
أفاق من شروده على نظره استحقار مليئه بالغضب منها .. انتفض عمر لا اراديا عندما وجدها امامه .. ولكن بسرعه سيطر على اعصابه ومط شفتيه بسخريه ثم استدار وتركها !

وقفت لمار امام حوض الزهور المفضله لديها .. شردت فى اول حوار مع عمر عندما سألها على حبها للورود .. وايضا اول ظهور لاسامه بحياتها ..
اول اقتحام لهما فى حياتها .. أسامه بتعامله اللطيف والمرح الذى يجذبك اليه دون اراده .. عمر بتناقضه ومزاجيته الشديده وعِنده و ايضا حنيته الشديده التى اغرقها بها ..
لقد احبته كثيرا ووضعته فى منزله الاخ والامان بالنسبه لها .. ولكنه للاسف خيب ظنها فيه بشده خَيبهً لا رجوع فيها .. تتمنى من الله الا يكون أسامه مثلهُ ..
افاقت من شرودها على حركه خفيفه جاءت من ورائَهِا التفت بسرعه وجدت عمر شارد الذهن هو الاخر .. انتابتها حاله من الغضب الشديد ..
لماذا يرافقها كظلها الا تستحق بعض الراحه بعدما ارهقها جسديا ونفسيا !
وبدون تفكير ذهبت اليه غاضبه ارادت ان تصفعه على وجهه .. انتفض عمر فى اول الامر ولكن سرعان ما نظر اليها بسخريه وتركها وذهب بكل برود تحترق وتفور كالبركان وكأنه لم يفعل بها شيئا ً !
لم ينقذه منها سوى اذان الفجر الذى دوى فى السماء حاولت التماسك والسيطره على اعصابها زفرت بشده واستغفرت ربها ثم توجهت الى غرفتها لتصلى الفجر ..

صعد عمر الى غرفته بسرعه هدأ قليلا لم يعطها الفرصه للمواجهه ثانيه لن يتحمل ذلك فليكفيه ما يحمله من ذنب بداخله .. دوى اذان الفجر توقف عمر قليلا
يريد الذهاب الى الصلاه ولكن كيف يقابل ربه بعد فعتله بفتاه يتيمه الابوين احتمت به .. لا يستيطع ذلك ولكنه استعاذ بالله من الشيطان وتوجه للوضوء لعل الله يغفر له فعلته ..

انهت لمار صلاتها بعد بكاء طويل .. نهضت من مكانها وارتمت على فراشها بتعب .. يدق الصداع برأسها كالمطرقه .. تدور وتفور افكارها بشده .. بعد دقائق معدوده خارت قوه لمار وذهبت فى نوم عميق
اجبرها عقلها عليه حتى يهدأ قليلا ! ..

أما عمر بعد انهاءه للصلاه توجه الى الفراش محاوله للنوم ولكن دون جدوى .. وكيف ينام وهو يعلم انها لن تذوق طعم النوم هذه الليله ..

----------------------------------------------------------------------------------
وفى الصباح

انتفضت لمار على رنين هاتفها .. رفعته اليها وجدت المتصل سلمى .. ردت بسرعه

لمار : الو

سلمى : ازيك يا ليمو ايه دا انتى لسه نايمه

لمار : الله يسلمك اه

سلمى باستغراب : مروحتيش الشغل ؟

لمار بتثاؤب : هقوم اهو هى الساعه كام

سلمى : تقومى اهو فين يا بنتى ناموسيتك كحلى الضهر فاضله ربع ساعه ويأذن

لمار بخضه : بجد ؟ راحت عليا نومه

سلمى ضاحكه : اومال فين الباشمهندس عمر رحات عليه نومه هو كمان مصحكيش ليه

افاقت لمار عند نطق اسمه تواردت افكارها بسرعه وتذكرت كل ماحدث
تعلثمت لمار قائله : م مش عارفه يمكن خبط عليا وانا مسمعتوش

سلمى : ماشى انا قولت اطمن عليكوا احنا خلاص هنيجى على العصر كده ان شاء الله يكون ممدوح رجع من المستشفى س

لمار : ماشى بالسلامه مستنياكوا

اغلقت لمار معها بسرعه حتى لا تشعر بشئ .. نظرت الى هاتفها وجدت العديد من المكالمات التى لم يُرد عليها من سهام .. تيقنت لمار ان سهام قلقه من عدم ذهابها الى المستشفى اليوم ..
ولكنها لا تستطيع ان تطمئنها الان عليها اولا مقابله أسامه حتى تهدأ هى اولا .. اتصلت بأسامه تؤكد عليه معادهم وتخبره انها فى الفيلا ولم تذهب الى عملها ..
ثم توجههت لمار الى الحمام اغتسلت و صلت الظهر ثم ارتدت ملابسها وخرجت من غرفتها ..
نزلت لمار الى البهو توجههت الى باب الفيلا ولكنها وجدته موصد !
حاولت فتحه ولكن دون جدوى .. توجههت الى غرفه عمر بسرعه طرقت الباب بعنف .. فتح عمر لها بهدوء قائلا ..

عمر : نعم ؟

لمار بغضب : انت قافل باب الفيلا ليه ناوى تحبسنى معاك عايز تكمل عليا مثلا

عمر بنفس الهدوء : انا متعود اقفل الفيلا لما بكون لوحدى و ع عموم هفتحه اهو

الجم لسان لمار برده بعد ان تسرعت فى كلامها فاكتفت بنظره احتقار ثم نزلت الى الاسفل مره اخرى يتبعها عمر ..
وصلوا الى الباب فتحه لها عمر
والتفت اليها قائلا ببرود : ممدوح وسلمى هيرجعوا انهارده مش عايز كلام كتير احسن ليكى وليا ومستنى ردك انهارده بليل فى مكتبى

اتسعت حدقه عيناها وفغرت فاها من الصدمه عند سماعها لجملته اختفى من امامها قبل ان تستطيع الرد عليه قالها بكل وقاحه وتركها وذهب يتعامل معها وكأنه البرئ وهى المذنبه
ولكنها لن تصمت كثيرا على افعاله سترد له الصاع صاعين وسترى يا عمر ولكن لك وقتك وليس الان

ذهبت الى السائق وطلبت منه الذهاب بها فى مشوار وافق على الفور اعطته العنوان وذهبوا الى هٌناك ..
شردت لمار ماذا ستقول لاسامه ؟ اتقول له الحقيقه ! لا محتمل ان يتشاجر مع عمر من أجلها ويُفتضح أمرها .. هل تخفى الامر عليه حتى يتم زواجهم ؟
ولكن لا تستطيع فعل ذلك لن تغشه املار الذى سينتهى بفضيحه أمرها ايضاً .. لا تعرف ماذا تفعل او تقول
افاقت من شرودها على صوت السائق يُعلمها بوصولها شكرته وطلبت منه انتظارها ..

نزلت لمار من السياره وتوجههت الى المطعم الذى اعتادوا على ذهابه .. وجدت أسامه ينتظرها فى ركن هادئ .. تهادت فى مشيتها وتوجههت اليه
كما يقال تقدم قدم وترجع عشره اقدام .. اردات ان تختفى فى هذه اللحظه لاول مره فى حياتها تخاف من المواجهه ولكن هذه المره تختلف ..
رأها اسامه من بعيد ابتسم لها كعادته فتشجعت قليلا واخيرا ذهبت اليه .. جلست لمار فى المقعد المقابل له ..

أسامه بابتسامه واسعه : وحشتينى

لمار بتوتر : وانت كمان

أسامه : مروحتيش شغلك ليه ؟

لمار : مفيش راحت عليا نومه

أسامه : ماشى تشربى ايه بقى ؟

لمار بسرعه : اى حاجه بس بلاش فراوله

أسامه ضاحكا : اه خلاص حفظت

جاء اليهم النادل وطلب أسامه لهم عصير البرتقال انقبض قلبها فهذا هو عصير عمر المفضل .. نفضت تلك الذكرى بسرعه عن رأسها والتفت الى أسامه

أسامه : خير بقى ايه الموضوع المهم اللى قولتيلى عايزانى فيه

نظرت له فى توتر وقالت : اه .. لا عادى يعنى مش مهم اوى كده
انا كنت عايزه اشوفك عشان وحشتنى

ابتسم اسامه وامسك بيدها قائلا : وانتى وحشتينى اكتر بس برده قوليلى ايه الموضوع كان شكلك
قلقان وانتى بتتكلمى

نظرت له لمار قليلا ثم قالت : هى اختك هترجع امتى من امريكا

تفاجا أسامه بسؤالها وقال : اشمعنى فى حاجه ولا ايه ؟

لمار بتردد : لا اصل اصل انا متقدملى عريس و..

قاطعها أسامه : وايه هتوافقى عليه ؟

لمار بسرعه : لا مش قصدى بس اصلى رفضت كتير وكل شويه يسألونى ليه ومش عارفه ارد

رجع أسامه بظهره فى مقعده ونظر لها بتمعن ثم رد بهدوء شديد قائلا : لمار اظن انتى مسئوله عن نفسك كفايه عشان توافقى او ترفضى ومحدش لى دعوه بيكى منهم وسكت قليلا
ثم اكمل : وعموما اختى جايه كمان اسبوع اطمنى

ابتسمت له لمار بقلق .. جاء النادل وضع العصير امامهم .. اخذته لمار وارتشفت منه قليلا ..

نظرت الى اسامه الذى يتابعها بصمت قائله : هو انت ايه مواصفات اللى عايز تتجوزها ؟

ابتسم لها أسامه قائلا : انها تكون انتى

صممت لمار قليلا ثم اكملت : طيب من قبل ما تشوفنى

أسامه بتفكير : اممم تكون جميله محترمه ذكيه وانا اول واخر حد ف حياتها واكمل بخبث يعنى محدش لمسها غيرى

ارتجفت لمار عند اخر كلامه ولكنها تماسكت وقالت : يعنى افرض كان فى حد قبلك ومكنتش انت اول واحد ؟

أسامه : مكنتش اول واحد ايه ؟ يلمسها ؟

ابتلعت لمار ريقها بصعوبه و أومأت له برأسها

اعتدل أسامه فى جلسته ونظر اليها قليلا ثم قال بهدوء : حد لمسك قبلى ؟

نظرت له باستنكار وقالت بسرعه : هو انا بتكلم عليا ؟ انا بقول عموما

أسامه بهدوء مستفز : ردى علي سؤالى يا لمار حد لمسك قبلى !

نظرت له لمار وأومات فى استسلام وخفضت رأسها

قال أسامه بحده : مين دا يا لمار !

صمتت لمار ولم تجيب
ارتفع صوت أسامه قليلا مكررا سؤاله

قالت لمار كاذبه بسرعه : أيمن بن عمى

ضاقت عينا أسامه ونظر لها بتمعن شديد
ازدادت ضربات قلب لمار احست انه يعلم ما حدث لها ولكنها نفضت الفكره عن رأسها

واخيرا اكمل قائلا : مقولتيش قبل كده انه عمل فيكى حاجه !

لمار بتردد : مكنش ينفع اقول

أسامه : واشمعنى قولتى دلوقتى

لمار : عشان حسيت انه من حقك تعرف قبل الجواز

أسامه بسخريه : حسيتى ! امممم

رن هاتف أسامه رفعه بسرعه ونهض ليرد علي المتصل
استغربت لمار كثيرا اول مره يرد ع هاتفه وهما معا
دائما كان يرفض المكالمه او يتجاهلها ..
عاد اليها بعد دقائق .. اخرج محفظته والقى بنقود العصير

قائلا لها : انا لازم امشى فى مشكله فى شركه يلا عشان اوصلك

قالت له لمار : لا السواق مستنينى اتفضل انت

لم ينتظر أسامه حتى يطمئن عليها كما يفعل كل مره بل اكمل قائلا : ماشى انا همشى دلوقتى لما تروحى كلمينى

ثم تركها وذهب !
نظرت لمار لمقعده الفارغ بضيق واستنكار .. ما فعله يعد تأكيدا انه خيب ظنها ولن يقف بجانبها او يقبل بالزواج منها ..
ترقرت الدموع في عيناها لم تنكسر يوما امام احد وها قد حدث .. قامت لمار وتوجههت الى السياره .. وقد قررت شئ فى نفسها ستفعله .. أمرت السائق بالعوده الي الفيلا ثانيه ..

توجهه أسامه الى سيارته ركب وصفع الباب خلفه بشده امسك هاتفه بعصبيه وبعث رساله ..

" مبروك عليك الرهان "


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close