رواية كيف اعيش معك الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم حسناء محمود
الحلقه الحاديه و العشرون 
لمار : طيب هغير هدومى ومسافه السكه وابقى عندك
" مسافه السكه رايحه فين "
ألتفت لمار لمصدر الصوت باستغراب شديد قائله : سهام !
سهام بمرح : ايه ياختى شوفتى عفريت
احتضنتها لمار : تصدقى وحشنى هزارك الرخم
سهام ضاحكه : منا محبتش اوحشك قولت اجيلك بس شكلك سيبانى وماشيه
لمار: لا اصل كنت بكلم أسامه
سهام باهتمام : ايه هتشوفيه انهارده ؟
لمار :لآ أسامه تعبان ولوحده ولسه مفيش دكتور جاله انا قولتله هجيب دوا واروحله
سهام بصدمه : لوحده فين فى بيته ؟
لمار بتردد : ادانى عنوان شقته و ..
قاطعتها سهام بصوت مرتفع : وهتروحيله شقته لوحدك انتى هبله يا لمار
لمار : ششش وطى صوتك ايه اللى فيها
سهام : اللى فيها انك لاغيه عقلك مفيش حد عاقل يعمل كده يا لمار
لمار مدافعه : انا واثقه فيه
سهام : مبقولش خونيه بقول مينفعش تعملى كده
لمار بحيره : طب اعمل ايه دا تعبان وصعبان عليا وهو لوحده كده
سهام : يعنى ملهوش اصحاب !
لمار : بيقولى صاحبه فى الشغل لسه
سهام : قالك العنوان فين ؟
لمار : ش ...
سهام : طيب يلا اطلعى البسى هنروحله سوا ..
-----------------------------------------------------------------------------------
فى احد النوادى الراقيه والخاصه بأثرياء القوم .. جلست امرأه فى اوئل الاربعينيات ترتدى ملابس رياضيه .. تعبث بخصلات شعرها الاسود المنسدل
بملل ..
" معلش اتأخرت عليكى "
رفعت نظرها الى هذا الرجل القادمقائله : ولا يهمك يا رمزى
جلس رمزى فى المقعد المقابل لها جاءهم النادل على فور وطلبوا مشروب مثلج
ارتفع رنين هاتفه نظر اليه ثم ضغط رز يكتم الصوت وقال بتأفف : انا زهقت من الراجل دا
سهير باهتمام : مين ؟
رمزى بضيق : خال لمار زهقنى اتصالات معرفش ماله مركز اليومين دول معايا
سهير : لسه بيسأل عليها ؟
رمزى : ايوه ووصلت معاه انه يهددنى كمان
سهير باستنكار : يهددك ازاى يعنى !
رمزى : بيقولى انت اكيد عملت فيها حاجه البنت بقالها اكتر من شهر ونص مختفيه ومش عارف يوصلها وهينزل قريب لو ملقهاش هيبلغ عننا
سهير بغضب : هو فاكر نفسه مين يعنى
مط رمزى شفتيه قائلا : هو معاه حق بنت اخته برده وانا لو مكانه هعمل كده
سهير : وهتسكتله !
رمزى : انا بطلت ارد ومش عارف اعمل ايه
سهير : لسه مفيش اى اخبار عنها ؟
رمزى بضيق : مفيش يا سهير دورت كتير ومش فاضى كمان ورايا حاجات مهمه الفتره دى
سهير بغضب : يعنى ايه مش فاضى انت عارف انى اديت كلمه لساره عشان الفيلا وكمان ابنها عايز لمار
رمزى : طب اعمل ايه وابنك مبيعملش حاجه
سهير : انت عايز تفهمنى ان رمزى بيه رجل الاعمال المعروف بكل علاقاته دى مش عارف يجيب حته عيله زى دى !
رمزى : لا اعرف بس كده هعمل شوشره على نفسى وانا داخل على صفقه كبيره ومش عايز كلمه واحده عليا من اى اتجاه
سهير : وبعدين هنخلص امتى ولا خلاص هنسيبها كده
رمزى : خلاص هانت كلها اسبوع ولا اتنين والصفقه تتم وافضلها
سهير : لما نشوف اخرتها يا رمزى
--------------------------------------------------------------------------------------
نزلت سلمى الى الجنينه حامله معها أسر ولكنها لم تجد سوى الداده جالسه تحتسى كوباً من الشاى
سلمى : اومال فين لمار يا داده ؟
الداده : سهام صاحبتها جت واخدتها مشوار
سلمى باستغراب : مشوار ايه وسهام مين
الداده : دى الدكتور اللى معاها فى الشغل ومش عارف مشوار ايه بس لبست بسرعه وقالت مش هتتأخر
سلمى بتفكير : امممم ماشى بقولك ايه يا داده انا عايزه اروح لماما من يوم ما ولدت مروحتش كلمتها من شويه وقالت ان داده حسنيه عايزه تشوفك
الداده : وانا كمان يابنتى عايزه اشوفها
سلمى : خلاص نروح بكره ان شاء الله كلنا ونقضى اليوم هناك
الداده : ولمار هترضى ؟
سلمى : وليه لاء دى حتى ماما حبتها من يوم السبوع واكيد مش هتقعد لوحدها فى الفيلا احنا هناخد عمر كمان
الداده : خلاص شوفيها ونروح كلنا
سلمى : ماشى ان شاء الله هقوله لما يجى ....
--------------------------------------------------------------------------------------
سمع طرقات باب شقتهٌ قام بسرعه من فراشه توجه الى الباب وقف قليلا حتى تهدأ أنفاسه .. اغمض عينيه بتعب .. فتح الباب ببطئ
وجدها تقف على باب شقته
أسامه بتعب : انتى جيتى برده وتعبتى نفسك
لمار باحراج : تعبك راحه سلامتك
أسامه : هنفضل واقفين على باب ؟ اتفضلى
دخل أسامه يرشدها الى غرفه المعيشه والتى كانت عباره عن غرفه واسعه مفتوحه على الطراز الامريكى
يوجد اثاث رقيق حديث و تلفاز معلق وثلاجه عصائر صغيره
فجاه وقف متسمرا عند سماعه " تعالى يا سهام "
التفت بسرعه وجد فتاه اخرى مع لمار
نظرت له لمار باحراج لاحظت اندهاشه فقالت : دكتوره سهام جت معايا عشان نتطمن عليك
أسامه بغيظ مكتوم : اه اهلا وسهلا اتفضلوا
جلس أسامه على الاريكه مستمر فى تمثيله المرضى .. وجلسوا فى الاريكه المقابله له
نظرت له سهام بشك وقالت : حاسس بايه ؟
أسامه بتردد : انتى دكتوره تخصص ايه ؟
لمار بسرعه : دكتوره صيدلانيه برده
سهام بثقه : متخافش انا ليا خبره فى التشخيص وكمان هقدر اديك دوا كويس
امتقع وجه أسامه ونظر الى لمار التى بدورها نظرت له لتشجعه على قول اعراض مرضه
سيطر أسامه على اعصابه وقال : تقريبا هو دور برد من التكييف بس لمار كبرت الموضوع حاسس بسخونيه شويه و عضمى مكسر وبعطس كتير
سهام : لا الموضوع سهل ان شاء الله هكتبلك دوا وهننزل نجيبه ليك دلوقتى بس تسمح اشوف الحراره ؟
أسامه : اه اكيد
اخرجت سهام من حقيبه يدها ترمومتر الحراره وقالت له : حطه تحت لسانك
قالت له لمار بود : ان شاء الله هتبقى تمام
اومأ لها برأسه بعد ان وضع الترموتر أسفل لسانه .. وبعد دقائق قامت سهام ونزعته ونظرت فيه قائله باستغراب : بس حرارتك طبيعيه
أسامه بسرعه : اه منا قبل ما تيجوا اخدت دش ساقع تفتكرى ينزل الحراره بسرعه كده ؟
سهام بخبث : اه افتكر اوى هتاخد بنادول للبرد وهتبقى زى الفل
لمار بابتسامه : فى الاخر رسيت على باندول دا انا اللى تعبانه وكان مفروض تزورنى
أسامه بسرعه : ليه مالك ؟
لمار : ابدا امبارح جالى دور حساسيه وتعبت شويه ثم قالت بمرح : ايه مش باين على وشى ؟
نظر لها أسامه مليا ووجد بعض البثور التى تنتشر فى وجهها وعلى يدها : الف سلامه عليكى بس دا من ايه ؟
لمار مشاكسه : واحد كده شربنى عصير فراوله وانا عندى حساسيه منها
أسامه : بجد ! طب مقولتيش ليه يا لمار
لمار : عادى حصل خير
سهام : لمار مش يلا بينا عشان انا كده هتأخر ؟
أسامه : بسرعه كده انتوا حتى مشربتوش حاجه
لمار : معلش عشان اتأخرنا تحب اجبلك الدوا ؟
أسامه : لا خلاص صاحبى زمانه جاى
قالت له سهام بنبره سخريه : الف سلامه عليك يا أستاذ أسامه
أسامه بحده خفيفه : الله يسلمك يا دكتوره
خرجت سهام اولا وورائها لمار ولكن اوقفها أسامه قائلا بصوت منخفض : هتوحشينى على فكره
احمرت وجنتا لمار وابتسمت له : هكلمك لما اروح
نزلوا الى السائق الذى كان ينتظرهم ركبوا السياره
أشارت له لمار ان يتجه الى الفيلا ثانيه
اعترضت سهام : لا انا لازم اروح عشان متأخرش اكتر من كده
لمار : ياسلام مش كنتى جايه تقعدى معايا
سهام : اه وكمان دكتور ممدوح اللى خرجنى من الشغل مخصوص عشانك بس انتى بعتينى بقى وانا كده هتاخر على ماما
لمار بترجى : عشان خاطرى ياسهام تعالى شويه وانا هروحك للبيت وبعدين والله كان غصب عنى
سهام بتصميم : معلش خليها مره تانيه عشان خاطرى
لمار باستسلام : حاضر
واعطت العنوان للسائق
نظرت لها سهام قليلا وترددت فى قولها ولكنها تشجعت وقالت : انتى مصدقه انه تعبان !
لمار باستغراب : قصدك ايه !
سهام : قصدى انه مش تعبان وكان بيمثل عليكى يا لمار
لمار باستنكار : انتى بتقولى ايه ياسهام لا طبعا
سهام بغيظ : لا طبعا ايه يا بنتى اومال لو مكنتيش دكتوره وفاهمه شغلك بذمتك دا واحد تعبان ؟ دا حتى الحراره طبيعيه مش زى ما قالك فى الموبايل
لمار مدافعه : ما هو قالك يا سهام اخد دش ساقع
سهام : وهو لو تعبان وبرد فى العضم زى ما بيقول هيستحمل يحط ميه بارده على جسمه !
لمار : قصدك ايه
سهام : قصدى انك هبله ومضحوك عليكى ومش عارفه دماغك فين
لمار بصدمه : يعنى أسامه بيضحك عليا !
سهام : ايوه بيضحك عليكى
لمار : طب ليه ؟ ايه مصلحته
سهام بتفكير : اهو دا اللى معرفوش بس قوليلى واحد مثل انه تعبان وعارف ان فيه بنت جياله وهو لوحده فى شقته يبقى ايه !
لمار باستنكار : لا ياسهام اكيد انتى فاهمه غلط
سهام : لا ملهاش حل غير كده
لمار : " ان بعض الظن اثم "
سهام بتنهيده : ونعم بالله ياحبيبتى انا مش قصدى حاجه كل الموضوع انى خايفه عليكى وانتى طيبه وعلى نياتك
لمار بضيق : وهو لازم اشك فى الناس عشان مبقاش على نياتى
سهام : لا مش قصدى بس لازم تفكرى وخصوصا لما يكون قدامك كذا سبب يخليكى تأكدى شكوكك دى
تنهدت لمار واكتفت بالصمت فأكملت سهام قائله بحنان : لمار فكرى كويس وهتعرفى انا قصدى ايه وفى الاول والاخر احنا صحاب وانا خايفه عليكى
نظرت لها لمار بابتسامه هادئه وقالت : حاضر
شردت لمار طوال الطريق فى كلام سهام المنطقى جدا عقلها يؤيده وقلبها يرفضه !
أفاقت من شرودها على صوت سهام قائله : لمار انا وصلت
لمار : ماشى سلميلى على طنط كتير
سهام : يوصل انتى هتيجى بكره ؟
لمار : اه اكيد ان شاء الله
سهام : طيب اوعى متجيش عندنا شغل كتير جدا ومحتجاكى معايا
لمار : حاضر ان شاء الله
قبلتها سهام وقالت لها : يلا خلى بالك من نفسك
وعدتها لمار وأمرت السائق بالعوده الى الفيلا وعادت ثانيه الى شرودها ..
صعدت سهام الى منزلها .. لم تجد احد بالمنزل .. دخلت الى غرفتها وبدلت ملابسها .. نامت على فراشها مفكره فى كل ما حدث اليوم
حزنت كثيرا على صديقتها لم تريد ان تبدد فرحتها بأسامه ولكنها متأكده انه كاذب ومخادع من اول وهله رأته فيها لم ترتاح له ..
تعلم ان ذلك سيحزن لمار ولكن أفضل لها من ضرر قد يصيبها بسببه .. عاهدت نفسها لن تترك صديقتها هكذا حتى تتخلص من أسامه ..
ارتاح قلبها قليلا وراحت فى سبات عميق ..
---------------------------------------------------------------------------------
انهى عمر عمله وتوجهه الى منزله .. وصل الى بوابه الفيلا فى اللحظه نفسها من وصول لمار .. ترجل عمر من سيارته وذهب اليها
عمر باستغراب : لمار انتى نزلتى الشغل برده !
لمار مبتسمه : لا كنت فى مشوار
عمر : مشوار ايه
لمار بتردد : ممشوار ياعمر مع سهام صاحبتى كانت عايزه تجيب حاجات ولما جتلى نزلنا سوا
عمر بعتاب : مفيش فايده فيكى بتحبى تتعبى نفسك
لمار : منا متأخرتش وروحت وجيت بالعربيه فين التعب بقى
دخلوا سويا الى الفيلا والتفت لها عمر قائلا بمرح : وجبتيلى ايه معاكى بقى
لمار باستغراب : جبت ايه ؟
عمر بشك : مش قولتى اشتريتوا حاجات
لمار بسرعه : اه لا اقصد دى حاجات لسهام مش ليا
نظر لها عمر مليا اراد ان يستشف الاجابه من عيناها الزرقاء لم يعلم السبب ولكنه احس انها كاذبه وتخفى شيئا عليه
عمر : ماشى ياستى مش هتاكلى ؟
لمار بتعب : لا انا عايزه انام هاخد الدوا وانام شويه
عمر : لسه بدرى على النوم
لمار : معلش مصدعه شويه
عمر : ماشى تصبحى على خير
راقبها عمر الى انا صعدت الى غرفتها .. توجه بسرعه الى جراج الفيلا وجد السائق لا يزال هناك
عمر : ازيك يا عم عبده
السائق : بخير يا بشمهندس
تردد عمر قليلا : انت اخدت انسه لمار فين ؟
اجابه السائق بتلقائيه : عند بيت الاستاذ أسامه
عمر بسرعه : أسامه ! انت متأكد يا عم عبده
السائق : ايوه يا باشمهندس هو انا هتوه عن العنوان ثم قال بخوف : هو فى حاجه ؟
عمر : لا مفيش وصلت لمار لوحدها ؟
السائق : لا كان معاها واحده صاحبتها وطلعوا فوق شويه ونزلنا وصلتهم لبيت صاحبتها وجبتها تانى
عمر : طيب يا عم عبده شكرا
ترك عمر السائق وتوجه الى الداخل مجددا .. صعد غرفته صافعا الباب وراءه بشده ..
ظل يجئ ويروح فى الغرفه كعادته فى غضبه ..
هدأ عمر قليلا عندما تذكر ان سهام كانت مع لمار وليست بمفردها ..
" بدأتها بدرى يا أسامه ومضيعتش الفرصه وانا كمان لازم ابدأ "
أفاق من شروده على طرقات باب غرفته .. فتح الباب وجدها سلمى
سلمى : ايه ياعم انت اطرش بقالى ساعه بخبط
عمر : معلش مسمعتش
سلمى : اممم ماشى بقولك ايه احنا رايحين كلنا عند ماما بكره ما تيجى معانا
عمر : كلكوا مين ؟
سلمى : ممدوح والداده بس لمار موافقتش قالت عندها شغل كتير بكره
عمر : معلش يا سلمى مش هعرف بكره طب ما تخلوها بعده
سلمى بخبث : ومش هتعرف ولا مش عايز تيجى عشان ناس
عمر بسرعه : قصدك ايه ؟
سلمى :لا مفيش احسن متجيش وفرت عشان نبقى مطمنين على لمار واهو يخلى ليك الجو
عمر بهدوء : سلمى اطلعى بره انا مش فضيلك
سلمى مشاكسه : ماشى يابن عمى اطردنى بكره هتحتاجلى
خرجت سلمى من الغرفه وابتسم عمر لنفسه اخيرا تحققت الفرصه التى سينفذ فيها كل شئ !! ...
-----------------------------------------------------------------------------------
تمددت لمار على فراشها شارده فى كلام سهام .. سهام محقه فيما قالته وتعلم حقا انها تحبها وتريد لها كل الخير
ولكن لماذا يفعل أسامه هكذا !
هو يعلم انها تحبه و قريبا سيتزوجون اذا لماذا !
قطع تفكيرها رنين الهاتف
نظرت اليه ووجدته أسامه
لمار : الو
أسامه : وحشتينى
لمار : مش كنت لسه عندك ؟
أسامه بعتاب : وهو انا لحقت اقعد معاكى من صاحبتك الرخمه دى
لمار : انا كنت جايه اطمن عليك واجبلك دوا مش اقعد
اسامه : واللى جاى يطمن بيجيب صاحبه معاه ؟
لمار بتردد : يعنى ايه ؟ كنت عايزنى اجى لوحدى بيتك
أسامه متعلثما : لا مش قصدى انا فكرتك هتجيبى دكتور مش صاحبتى
لمار بنفاذ صبر : انا دكتوره وصاحبتى دكتوره برده
أسامه باستغراب : مالك يا لمار ؟
لمار : مفيش مصدعه وعايزه انام
أسامه : سلامتك يا حبيبتى انتى هتنزلى المستشفى بكره ؟
لمار : اه
أسامه : طب اشوفك بعد الشغل ؟
ترددت لمار قليلا فى الموافقه ولكنها وجدت نفسها تقول : معلش يا اسامه مش هينفع انا هخلص شغلى واروح مع سلمى عند اهلها
أسامه باستغراب : ليه ؟
لمار : كلهم رايحين وعايزنى اجى معاهم ومش هينفع اقول لاء .. يلا بقى تصبح على خير
أسامه بضيق : وانتى من اهله
اغلقت لمار معه واستسلمت للنوم العميق ..
اغلق اسامه معها و ألقى الكوب الذى بيده فى الارض من شده غضبه ثم امسك الهاتف ثانيا
أسامه : ايوه يازفت
على : دا بدل ما تقولى ألوو ؟
أسامه بغضب : اسكت خلاص بنحسك دا بصتلى فيها اهى جت ومشيت تانى
على باهتمام : ازاى !
قص عليه أسامه ما حدث
ضحك على كثيرا : طب والله تستاهل والبت دى حظها حلو
أسامه بغضب : انت معايا ولا معاها
على : مع الحق
أسامه : تصدق انك حيوان امشى انا غلطان انى اتصلت بيك جتك القرف
أغلق الهاتف فى وجه صديقه
" كده يا لمار طب والله منا سايبك "
----------------------------------------------------------------------------------
استقيظ الجميع وكعادتهم كل صباح تناولوا الفطور سويا فيما عدا عمر الذى تغيب
أوصل ممدوح لمار الى المستشفى وتوجههت الى الصيدليه
وجدت سهام جالسه على مكتبها
لمار : صباح الخير
سهام : صباح الفل عامله ايه انهارده
لمار : الحمد لله تمام
سهام : لسه الحساسيه تعباكى ؟
لمار : لا احسن الحمد لله
سهام : طييب يلا ورانا شغل كتير انهارده ولازم نخلصه قبل الظهر
أومات لها لمار برأسها وبدأت العمل معها
لم تستطع لمار التركيز فى عملها .. ترددت كثيرا حتى قالت : سهام
التفت لها سهام : ايوه يا ليمو
لمار : انا فكرت فى كلامك امبارح ..
ابتسمت لها سهام تحثها على تكمله كلامها
لمار بتنهيده : مش عارفه كلامك منطقى بس ايه اللى يخلى أسامه يعمل كده
سهام بحيره : انا فكرت كتير ومش عارفه اوصل لحل
لمار : اصله بيحبنى وعارف انى بحبه وهنتجوز وكمان انسان راقى ومتعلم وغنى و وسيم عنده كل حاجه كويسه
سهام : مش شرط على فكره فيه ناس ناقصه
لمار بتنهيده : مش عارفه بقى هو طلب منى نخرج انهارده بس انا موافقتش ودا أكدلى انه مش تعبان فعلا
سهام : انتى عايزه تعملى ايه ؟
لمار : لسه مقررتش
سهام : عموما خلي بالك منه وخلينا ورا الكداب لحد باب البيت
لمار : ماشى يلا نكمل
انهمكت الفتيات فى عملهم مر الوقت عليهم بسرعه ..
تراجعت سهام بمقعدها الى الوراء : اااه ياضهرى انا تعبت
لمار بتعب : وانا كمان بس خلاص احنا خلصنا اهو الحمد لله
سهام : اه يلا بقى نمشى انا مش قادره اكمل بقيه اليوم
لمار : كده مفيش اى شغل تانى ؟
سهام : حرام عليكى عايزه اكتر من كده يلا ياستى نمشى قبل ما حد يخترعلنا اى حاجه
لمار : طيب طيب خلاص يلا بينا
اغلقوا الصيدليه وتوجههت كل منهما الى منزلها ..
دخلت لمار الى الفيلا وجدت السكون يعم ارجاء المكان .. تذكرت بسرعه ذهابهم جميعا الى والده سلمى
زفرت فى ملل لازال اليوم طويل ولا تجد ما تفعل .. صعدت الى غرفتها وبدلت ملابسها بملابس مريحه وقررت استعاره روايه من مكتب عمر ..
نزلت السُلم وتوجههت الى المكتب .. فتحت الباب
شهقت لمار فزع فاتفض عمر من مكانه
عمر بسرعه : ايه فى ايه ؟
لمار : انت هنا ؟
زفر عمر : يخربيت عقلك خضتينى
لمار : انت اللى خضتنى معرفش ان فى حد معايا فى الفيلا
عمر بزهو : لا منا قولت بلاش اسيبك لوحدك بقى
لمار بمرح : كويس عشان الاقى حد يسلينى
عمر : ياشيخه ؟ طيب انا ماشى وسايبك
لمار بسرعه : بطل رخامه دا انا زهقانه حتى وكنت جايه اخد روايه من هنا اتسلى لحد ما تيجوا
عمر : اه ما انتى خدتى عليها بقى انا بعد كده هقفل مكتبى
لمار : متقدرش طبعا ويلا قدامى على جنينه
عمر ضاحكا : طيب هعملنا عصير واجى اسبقينى انتى
توجهت لمار الى الجنينه ثم عمر بعد ان جلب لهم العصير المثلج وجد لمار تجلس فى مكانها المفضل
عمر مشاكسا : كان فيه عصير فراوله بس مردتش وخليته برتقال
لمار : هههيهيي خفيف اوى
عمر : طيب اشربى اشربى
أخذت لمار كوب العصير وارتشفت نصفه
عمر : ايه يابنتى فين الرقه بتاعت البنت
لمار : اعمل ايه عطشانه بس العصير دا طعمه غريب شويه
عمر بتردد : غريب ازاى ؟
لمار : مش عارفه بس يمكن اكيد عشان انت اللى عمله طلع وحش
عمر : انتى عبيطه يا بنتى دا انا احسن واحد يعمل عصير برتقال اسكتى اسكتى
لمار : ماشى .. اخبار البيت اللى بتبنيه فى الجنينه ايه مشوفتوش من ساعتها
عمر مبتسمها : قربت اخلصه اهو بس قولنا دا مش بيت
احست لمار بتثاقل فى رأسها وقالت ببطئ : مش مهم .. المهم اخباره ايه
عمر بسرعه : مالك يا لمار
اشتد التثاقل فى رأس لمار حتى انعدمت الرؤيه نسبيه ولم تقوى على الرد عليه رجعت برأسها الى الوراء ومن ثم راحت فى سبات عميق !
اقترب منها عمر بحذر ونادى عليها : لمار .. لمار
هزها قليلا علها تستجيب ولكن لا حياه لمن تنادى !
ابتسم عمر ثم حملها وتوجه بها الى غرفته !!

لمار : طيب هغير هدومى ومسافه السكه وابقى عندك
" مسافه السكه رايحه فين "
ألتفت لمار لمصدر الصوت باستغراب شديد قائله : سهام !
سهام بمرح : ايه ياختى شوفتى عفريت
احتضنتها لمار : تصدقى وحشنى هزارك الرخم
سهام ضاحكه : منا محبتش اوحشك قولت اجيلك بس شكلك سيبانى وماشيه
لمار: لا اصل كنت بكلم أسامه
سهام باهتمام : ايه هتشوفيه انهارده ؟
لمار :لآ أسامه تعبان ولوحده ولسه مفيش دكتور جاله انا قولتله هجيب دوا واروحله
سهام بصدمه : لوحده فين فى بيته ؟
لمار بتردد : ادانى عنوان شقته و ..
قاطعتها سهام بصوت مرتفع : وهتروحيله شقته لوحدك انتى هبله يا لمار
لمار : ششش وطى صوتك ايه اللى فيها
سهام : اللى فيها انك لاغيه عقلك مفيش حد عاقل يعمل كده يا لمار
لمار مدافعه : انا واثقه فيه
سهام : مبقولش خونيه بقول مينفعش تعملى كده
لمار بحيره : طب اعمل ايه دا تعبان وصعبان عليا وهو لوحده كده
سهام : يعنى ملهوش اصحاب !
لمار : بيقولى صاحبه فى الشغل لسه
سهام : قالك العنوان فين ؟
لمار : ش ...
سهام : طيب يلا اطلعى البسى هنروحله سوا ..
-----------------------------------------------------------------------------------
فى احد النوادى الراقيه والخاصه بأثرياء القوم .. جلست امرأه فى اوئل الاربعينيات ترتدى ملابس رياضيه .. تعبث بخصلات شعرها الاسود المنسدل
بملل ..
" معلش اتأخرت عليكى "
رفعت نظرها الى هذا الرجل القادمقائله : ولا يهمك يا رمزى
جلس رمزى فى المقعد المقابل لها جاءهم النادل على فور وطلبوا مشروب مثلج
ارتفع رنين هاتفه نظر اليه ثم ضغط رز يكتم الصوت وقال بتأفف : انا زهقت من الراجل دا
سهير باهتمام : مين ؟
رمزى بضيق : خال لمار زهقنى اتصالات معرفش ماله مركز اليومين دول معايا
سهير : لسه بيسأل عليها ؟
رمزى : ايوه ووصلت معاه انه يهددنى كمان
سهير باستنكار : يهددك ازاى يعنى !
رمزى : بيقولى انت اكيد عملت فيها حاجه البنت بقالها اكتر من شهر ونص مختفيه ومش عارف يوصلها وهينزل قريب لو ملقهاش هيبلغ عننا
سهير بغضب : هو فاكر نفسه مين يعنى
مط رمزى شفتيه قائلا : هو معاه حق بنت اخته برده وانا لو مكانه هعمل كده
سهير : وهتسكتله !
رمزى : انا بطلت ارد ومش عارف اعمل ايه
سهير : لسه مفيش اى اخبار عنها ؟
رمزى بضيق : مفيش يا سهير دورت كتير ومش فاضى كمان ورايا حاجات مهمه الفتره دى
سهير بغضب : يعنى ايه مش فاضى انت عارف انى اديت كلمه لساره عشان الفيلا وكمان ابنها عايز لمار
رمزى : طب اعمل ايه وابنك مبيعملش حاجه
سهير : انت عايز تفهمنى ان رمزى بيه رجل الاعمال المعروف بكل علاقاته دى مش عارف يجيب حته عيله زى دى !
رمزى : لا اعرف بس كده هعمل شوشره على نفسى وانا داخل على صفقه كبيره ومش عايز كلمه واحده عليا من اى اتجاه
سهير : وبعدين هنخلص امتى ولا خلاص هنسيبها كده
رمزى : خلاص هانت كلها اسبوع ولا اتنين والصفقه تتم وافضلها
سهير : لما نشوف اخرتها يا رمزى
--------------------------------------------------------------------------------------
نزلت سلمى الى الجنينه حامله معها أسر ولكنها لم تجد سوى الداده جالسه تحتسى كوباً من الشاى
سلمى : اومال فين لمار يا داده ؟
الداده : سهام صاحبتها جت واخدتها مشوار
سلمى باستغراب : مشوار ايه وسهام مين
الداده : دى الدكتور اللى معاها فى الشغل ومش عارف مشوار ايه بس لبست بسرعه وقالت مش هتتأخر
سلمى بتفكير : امممم ماشى بقولك ايه يا داده انا عايزه اروح لماما من يوم ما ولدت مروحتش كلمتها من شويه وقالت ان داده حسنيه عايزه تشوفك
الداده : وانا كمان يابنتى عايزه اشوفها
سلمى : خلاص نروح بكره ان شاء الله كلنا ونقضى اليوم هناك
الداده : ولمار هترضى ؟
سلمى : وليه لاء دى حتى ماما حبتها من يوم السبوع واكيد مش هتقعد لوحدها فى الفيلا احنا هناخد عمر كمان
الداده : خلاص شوفيها ونروح كلنا
سلمى : ماشى ان شاء الله هقوله لما يجى ....
--------------------------------------------------------------------------------------
سمع طرقات باب شقتهٌ قام بسرعه من فراشه توجه الى الباب وقف قليلا حتى تهدأ أنفاسه .. اغمض عينيه بتعب .. فتح الباب ببطئ
وجدها تقف على باب شقته
أسامه بتعب : انتى جيتى برده وتعبتى نفسك
لمار باحراج : تعبك راحه سلامتك
أسامه : هنفضل واقفين على باب ؟ اتفضلى
دخل أسامه يرشدها الى غرفه المعيشه والتى كانت عباره عن غرفه واسعه مفتوحه على الطراز الامريكى
يوجد اثاث رقيق حديث و تلفاز معلق وثلاجه عصائر صغيره
فجاه وقف متسمرا عند سماعه " تعالى يا سهام "
التفت بسرعه وجد فتاه اخرى مع لمار
نظرت له لمار باحراج لاحظت اندهاشه فقالت : دكتوره سهام جت معايا عشان نتطمن عليك
أسامه بغيظ مكتوم : اه اهلا وسهلا اتفضلوا
جلس أسامه على الاريكه مستمر فى تمثيله المرضى .. وجلسوا فى الاريكه المقابله له
نظرت له سهام بشك وقالت : حاسس بايه ؟
أسامه بتردد : انتى دكتوره تخصص ايه ؟
لمار بسرعه : دكتوره صيدلانيه برده
سهام بثقه : متخافش انا ليا خبره فى التشخيص وكمان هقدر اديك دوا كويس
امتقع وجه أسامه ونظر الى لمار التى بدورها نظرت له لتشجعه على قول اعراض مرضه
سيطر أسامه على اعصابه وقال : تقريبا هو دور برد من التكييف بس لمار كبرت الموضوع حاسس بسخونيه شويه و عضمى مكسر وبعطس كتير
سهام : لا الموضوع سهل ان شاء الله هكتبلك دوا وهننزل نجيبه ليك دلوقتى بس تسمح اشوف الحراره ؟
أسامه : اه اكيد
اخرجت سهام من حقيبه يدها ترمومتر الحراره وقالت له : حطه تحت لسانك
قالت له لمار بود : ان شاء الله هتبقى تمام
اومأ لها برأسه بعد ان وضع الترموتر أسفل لسانه .. وبعد دقائق قامت سهام ونزعته ونظرت فيه قائله باستغراب : بس حرارتك طبيعيه
أسامه بسرعه : اه منا قبل ما تيجوا اخدت دش ساقع تفتكرى ينزل الحراره بسرعه كده ؟
سهام بخبث : اه افتكر اوى هتاخد بنادول للبرد وهتبقى زى الفل
لمار بابتسامه : فى الاخر رسيت على باندول دا انا اللى تعبانه وكان مفروض تزورنى
أسامه بسرعه : ليه مالك ؟
لمار : ابدا امبارح جالى دور حساسيه وتعبت شويه ثم قالت بمرح : ايه مش باين على وشى ؟
نظر لها أسامه مليا ووجد بعض البثور التى تنتشر فى وجهها وعلى يدها : الف سلامه عليكى بس دا من ايه ؟
لمار مشاكسه : واحد كده شربنى عصير فراوله وانا عندى حساسيه منها
أسامه : بجد ! طب مقولتيش ليه يا لمار
لمار : عادى حصل خير
سهام : لمار مش يلا بينا عشان انا كده هتأخر ؟
أسامه : بسرعه كده انتوا حتى مشربتوش حاجه
لمار : معلش عشان اتأخرنا تحب اجبلك الدوا ؟
أسامه : لا خلاص صاحبى زمانه جاى
قالت له سهام بنبره سخريه : الف سلامه عليك يا أستاذ أسامه
أسامه بحده خفيفه : الله يسلمك يا دكتوره
خرجت سهام اولا وورائها لمار ولكن اوقفها أسامه قائلا بصوت منخفض : هتوحشينى على فكره
احمرت وجنتا لمار وابتسمت له : هكلمك لما اروح
نزلوا الى السائق الذى كان ينتظرهم ركبوا السياره
أشارت له لمار ان يتجه الى الفيلا ثانيه
اعترضت سهام : لا انا لازم اروح عشان متأخرش اكتر من كده
لمار : ياسلام مش كنتى جايه تقعدى معايا
سهام : اه وكمان دكتور ممدوح اللى خرجنى من الشغل مخصوص عشانك بس انتى بعتينى بقى وانا كده هتاخر على ماما
لمار بترجى : عشان خاطرى ياسهام تعالى شويه وانا هروحك للبيت وبعدين والله كان غصب عنى
سهام بتصميم : معلش خليها مره تانيه عشان خاطرى
لمار باستسلام : حاضر
واعطت العنوان للسائق
نظرت لها سهام قليلا وترددت فى قولها ولكنها تشجعت وقالت : انتى مصدقه انه تعبان !
لمار باستغراب : قصدك ايه !
سهام : قصدى انه مش تعبان وكان بيمثل عليكى يا لمار
لمار باستنكار : انتى بتقولى ايه ياسهام لا طبعا
سهام بغيظ : لا طبعا ايه يا بنتى اومال لو مكنتيش دكتوره وفاهمه شغلك بذمتك دا واحد تعبان ؟ دا حتى الحراره طبيعيه مش زى ما قالك فى الموبايل
لمار مدافعه : ما هو قالك يا سهام اخد دش ساقع
سهام : وهو لو تعبان وبرد فى العضم زى ما بيقول هيستحمل يحط ميه بارده على جسمه !
لمار : قصدك ايه
سهام : قصدى انك هبله ومضحوك عليكى ومش عارفه دماغك فين
لمار بصدمه : يعنى أسامه بيضحك عليا !
سهام : ايوه بيضحك عليكى
لمار : طب ليه ؟ ايه مصلحته
سهام بتفكير : اهو دا اللى معرفوش بس قوليلى واحد مثل انه تعبان وعارف ان فيه بنت جياله وهو لوحده فى شقته يبقى ايه !
لمار باستنكار : لا ياسهام اكيد انتى فاهمه غلط
سهام : لا ملهاش حل غير كده
لمار : " ان بعض الظن اثم "
سهام بتنهيده : ونعم بالله ياحبيبتى انا مش قصدى حاجه كل الموضوع انى خايفه عليكى وانتى طيبه وعلى نياتك
لمار بضيق : وهو لازم اشك فى الناس عشان مبقاش على نياتى
سهام : لا مش قصدى بس لازم تفكرى وخصوصا لما يكون قدامك كذا سبب يخليكى تأكدى شكوكك دى
تنهدت لمار واكتفت بالصمت فأكملت سهام قائله بحنان : لمار فكرى كويس وهتعرفى انا قصدى ايه وفى الاول والاخر احنا صحاب وانا خايفه عليكى
نظرت لها لمار بابتسامه هادئه وقالت : حاضر
شردت لمار طوال الطريق فى كلام سهام المنطقى جدا عقلها يؤيده وقلبها يرفضه !
أفاقت من شرودها على صوت سهام قائله : لمار انا وصلت
لمار : ماشى سلميلى على طنط كتير
سهام : يوصل انتى هتيجى بكره ؟
لمار : اه اكيد ان شاء الله
سهام : طيب اوعى متجيش عندنا شغل كتير جدا ومحتجاكى معايا
لمار : حاضر ان شاء الله
قبلتها سهام وقالت لها : يلا خلى بالك من نفسك
وعدتها لمار وأمرت السائق بالعوده الى الفيلا وعادت ثانيه الى شرودها ..
صعدت سهام الى منزلها .. لم تجد احد بالمنزل .. دخلت الى غرفتها وبدلت ملابسها .. نامت على فراشها مفكره فى كل ما حدث اليوم
حزنت كثيرا على صديقتها لم تريد ان تبدد فرحتها بأسامه ولكنها متأكده انه كاذب ومخادع من اول وهله رأته فيها لم ترتاح له ..
تعلم ان ذلك سيحزن لمار ولكن أفضل لها من ضرر قد يصيبها بسببه .. عاهدت نفسها لن تترك صديقتها هكذا حتى تتخلص من أسامه ..
ارتاح قلبها قليلا وراحت فى سبات عميق ..
---------------------------------------------------------------------------------
انهى عمر عمله وتوجهه الى منزله .. وصل الى بوابه الفيلا فى اللحظه نفسها من وصول لمار .. ترجل عمر من سيارته وذهب اليها
عمر باستغراب : لمار انتى نزلتى الشغل برده !
لمار مبتسمه : لا كنت فى مشوار
عمر : مشوار ايه
لمار بتردد : ممشوار ياعمر مع سهام صاحبتى كانت عايزه تجيب حاجات ولما جتلى نزلنا سوا
عمر بعتاب : مفيش فايده فيكى بتحبى تتعبى نفسك
لمار : منا متأخرتش وروحت وجيت بالعربيه فين التعب بقى
دخلوا سويا الى الفيلا والتفت لها عمر قائلا بمرح : وجبتيلى ايه معاكى بقى
لمار باستغراب : جبت ايه ؟
عمر بشك : مش قولتى اشتريتوا حاجات
لمار بسرعه : اه لا اقصد دى حاجات لسهام مش ليا
نظر لها عمر مليا اراد ان يستشف الاجابه من عيناها الزرقاء لم يعلم السبب ولكنه احس انها كاذبه وتخفى شيئا عليه
عمر : ماشى ياستى مش هتاكلى ؟
لمار بتعب : لا انا عايزه انام هاخد الدوا وانام شويه
عمر : لسه بدرى على النوم
لمار : معلش مصدعه شويه
عمر : ماشى تصبحى على خير
راقبها عمر الى انا صعدت الى غرفتها .. توجه بسرعه الى جراج الفيلا وجد السائق لا يزال هناك
عمر : ازيك يا عم عبده
السائق : بخير يا بشمهندس
تردد عمر قليلا : انت اخدت انسه لمار فين ؟
اجابه السائق بتلقائيه : عند بيت الاستاذ أسامه
عمر بسرعه : أسامه ! انت متأكد يا عم عبده
السائق : ايوه يا باشمهندس هو انا هتوه عن العنوان ثم قال بخوف : هو فى حاجه ؟
عمر : لا مفيش وصلت لمار لوحدها ؟
السائق : لا كان معاها واحده صاحبتها وطلعوا فوق شويه ونزلنا وصلتهم لبيت صاحبتها وجبتها تانى
عمر : طيب يا عم عبده شكرا
ترك عمر السائق وتوجه الى الداخل مجددا .. صعد غرفته صافعا الباب وراءه بشده ..
ظل يجئ ويروح فى الغرفه كعادته فى غضبه ..
هدأ عمر قليلا عندما تذكر ان سهام كانت مع لمار وليست بمفردها ..
" بدأتها بدرى يا أسامه ومضيعتش الفرصه وانا كمان لازم ابدأ "
أفاق من شروده على طرقات باب غرفته .. فتح الباب وجدها سلمى
سلمى : ايه ياعم انت اطرش بقالى ساعه بخبط
عمر : معلش مسمعتش
سلمى : اممم ماشى بقولك ايه احنا رايحين كلنا عند ماما بكره ما تيجى معانا
عمر : كلكوا مين ؟
سلمى : ممدوح والداده بس لمار موافقتش قالت عندها شغل كتير بكره
عمر : معلش يا سلمى مش هعرف بكره طب ما تخلوها بعده
سلمى بخبث : ومش هتعرف ولا مش عايز تيجى عشان ناس
عمر بسرعه : قصدك ايه ؟
سلمى :لا مفيش احسن متجيش وفرت عشان نبقى مطمنين على لمار واهو يخلى ليك الجو
عمر بهدوء : سلمى اطلعى بره انا مش فضيلك
سلمى مشاكسه : ماشى يابن عمى اطردنى بكره هتحتاجلى
خرجت سلمى من الغرفه وابتسم عمر لنفسه اخيرا تحققت الفرصه التى سينفذ فيها كل شئ !! ...
-----------------------------------------------------------------------------------
تمددت لمار على فراشها شارده فى كلام سهام .. سهام محقه فيما قالته وتعلم حقا انها تحبها وتريد لها كل الخير
ولكن لماذا يفعل أسامه هكذا !
هو يعلم انها تحبه و قريبا سيتزوجون اذا لماذا !
قطع تفكيرها رنين الهاتف
نظرت اليه ووجدته أسامه
لمار : الو
أسامه : وحشتينى
لمار : مش كنت لسه عندك ؟
أسامه بعتاب : وهو انا لحقت اقعد معاكى من صاحبتك الرخمه دى
لمار : انا كنت جايه اطمن عليك واجبلك دوا مش اقعد
اسامه : واللى جاى يطمن بيجيب صاحبه معاه ؟
لمار بتردد : يعنى ايه ؟ كنت عايزنى اجى لوحدى بيتك
أسامه متعلثما : لا مش قصدى انا فكرتك هتجيبى دكتور مش صاحبتى
لمار بنفاذ صبر : انا دكتوره وصاحبتى دكتوره برده
أسامه باستغراب : مالك يا لمار ؟
لمار : مفيش مصدعه وعايزه انام
أسامه : سلامتك يا حبيبتى انتى هتنزلى المستشفى بكره ؟
لمار : اه
أسامه : طب اشوفك بعد الشغل ؟
ترددت لمار قليلا فى الموافقه ولكنها وجدت نفسها تقول : معلش يا اسامه مش هينفع انا هخلص شغلى واروح مع سلمى عند اهلها
أسامه باستغراب : ليه ؟
لمار : كلهم رايحين وعايزنى اجى معاهم ومش هينفع اقول لاء .. يلا بقى تصبح على خير
أسامه بضيق : وانتى من اهله
اغلقت لمار معه واستسلمت للنوم العميق ..
اغلق اسامه معها و ألقى الكوب الذى بيده فى الارض من شده غضبه ثم امسك الهاتف ثانيا
أسامه : ايوه يازفت
على : دا بدل ما تقولى ألوو ؟
أسامه بغضب : اسكت خلاص بنحسك دا بصتلى فيها اهى جت ومشيت تانى
على باهتمام : ازاى !
قص عليه أسامه ما حدث
ضحك على كثيرا : طب والله تستاهل والبت دى حظها حلو
أسامه بغضب : انت معايا ولا معاها
على : مع الحق
أسامه : تصدق انك حيوان امشى انا غلطان انى اتصلت بيك جتك القرف
أغلق الهاتف فى وجه صديقه
" كده يا لمار طب والله منا سايبك "
----------------------------------------------------------------------------------
استقيظ الجميع وكعادتهم كل صباح تناولوا الفطور سويا فيما عدا عمر الذى تغيب
أوصل ممدوح لمار الى المستشفى وتوجههت الى الصيدليه
وجدت سهام جالسه على مكتبها
لمار : صباح الخير
سهام : صباح الفل عامله ايه انهارده
لمار : الحمد لله تمام
سهام : لسه الحساسيه تعباكى ؟
لمار : لا احسن الحمد لله
سهام : طييب يلا ورانا شغل كتير انهارده ولازم نخلصه قبل الظهر
أومات لها لمار برأسها وبدأت العمل معها
لم تستطع لمار التركيز فى عملها .. ترددت كثيرا حتى قالت : سهام
التفت لها سهام : ايوه يا ليمو
لمار : انا فكرت فى كلامك امبارح ..
ابتسمت لها سهام تحثها على تكمله كلامها
لمار بتنهيده : مش عارفه كلامك منطقى بس ايه اللى يخلى أسامه يعمل كده
سهام بحيره : انا فكرت كتير ومش عارفه اوصل لحل
لمار : اصله بيحبنى وعارف انى بحبه وهنتجوز وكمان انسان راقى ومتعلم وغنى و وسيم عنده كل حاجه كويسه
سهام : مش شرط على فكره فيه ناس ناقصه
لمار بتنهيده : مش عارفه بقى هو طلب منى نخرج انهارده بس انا موافقتش ودا أكدلى انه مش تعبان فعلا
سهام : انتى عايزه تعملى ايه ؟
لمار : لسه مقررتش
سهام : عموما خلي بالك منه وخلينا ورا الكداب لحد باب البيت
لمار : ماشى يلا نكمل
انهمكت الفتيات فى عملهم مر الوقت عليهم بسرعه ..
تراجعت سهام بمقعدها الى الوراء : اااه ياضهرى انا تعبت
لمار بتعب : وانا كمان بس خلاص احنا خلصنا اهو الحمد لله
سهام : اه يلا بقى نمشى انا مش قادره اكمل بقيه اليوم
لمار : كده مفيش اى شغل تانى ؟
سهام : حرام عليكى عايزه اكتر من كده يلا ياستى نمشى قبل ما حد يخترعلنا اى حاجه
لمار : طيب طيب خلاص يلا بينا
اغلقوا الصيدليه وتوجههت كل منهما الى منزلها ..
دخلت لمار الى الفيلا وجدت السكون يعم ارجاء المكان .. تذكرت بسرعه ذهابهم جميعا الى والده سلمى
زفرت فى ملل لازال اليوم طويل ولا تجد ما تفعل .. صعدت الى غرفتها وبدلت ملابسها بملابس مريحه وقررت استعاره روايه من مكتب عمر ..
نزلت السُلم وتوجههت الى المكتب .. فتحت الباب
شهقت لمار فزع فاتفض عمر من مكانه
عمر بسرعه : ايه فى ايه ؟
لمار : انت هنا ؟
زفر عمر : يخربيت عقلك خضتينى
لمار : انت اللى خضتنى معرفش ان فى حد معايا فى الفيلا
عمر بزهو : لا منا قولت بلاش اسيبك لوحدك بقى
لمار بمرح : كويس عشان الاقى حد يسلينى
عمر : ياشيخه ؟ طيب انا ماشى وسايبك
لمار بسرعه : بطل رخامه دا انا زهقانه حتى وكنت جايه اخد روايه من هنا اتسلى لحد ما تيجوا
عمر : اه ما انتى خدتى عليها بقى انا بعد كده هقفل مكتبى
لمار : متقدرش طبعا ويلا قدامى على جنينه
عمر ضاحكا : طيب هعملنا عصير واجى اسبقينى انتى
توجهت لمار الى الجنينه ثم عمر بعد ان جلب لهم العصير المثلج وجد لمار تجلس فى مكانها المفضل
عمر مشاكسا : كان فيه عصير فراوله بس مردتش وخليته برتقال
لمار : هههيهيي خفيف اوى
عمر : طيب اشربى اشربى
أخذت لمار كوب العصير وارتشفت نصفه
عمر : ايه يابنتى فين الرقه بتاعت البنت
لمار : اعمل ايه عطشانه بس العصير دا طعمه غريب شويه
عمر بتردد : غريب ازاى ؟
لمار : مش عارفه بس يمكن اكيد عشان انت اللى عمله طلع وحش
عمر : انتى عبيطه يا بنتى دا انا احسن واحد يعمل عصير برتقال اسكتى اسكتى
لمار : ماشى .. اخبار البيت اللى بتبنيه فى الجنينه ايه مشوفتوش من ساعتها
عمر مبتسمها : قربت اخلصه اهو بس قولنا دا مش بيت
احست لمار بتثاقل فى رأسها وقالت ببطئ : مش مهم .. المهم اخباره ايه
عمر بسرعه : مالك يا لمار
اشتد التثاقل فى رأس لمار حتى انعدمت الرؤيه نسبيه ولم تقوى على الرد عليه رجعت برأسها الى الوراء ومن ثم راحت فى سبات عميق !
اقترب منها عمر بحذر ونادى عليها : لمار .. لمار
هزها قليلا علها تستجيب ولكن لا حياه لمن تنادى !
ابتسم عمر ثم حملها وتوجه بها الى غرفته !!