رواية ظلمات حصونه الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم منة الله ايمن
-الفصل الحادي والعشرون-
+
أخذ يتقدم نحوها بعد أن تخلص من سترته وحزام بنطاله، ثم قام بفك أزارار قميصه وهو يزيد من سرعة خطواته نحوها إلى أن أصبح قريب منها للغاية، فطنت ما يُفكر فيه ونوياه تجاهها، لتشعر بكثير من الرعب والفزع وحاولت الهروب سريعًا من بين يدي هذا المُغيب عن وعيه تماما.
+
وصلت إلى باب الغرفة وكادت أن تُمد يدها ووفتحه، منعها جسده الذي أصبح عاري وحاصرها بين يديه بعد أن تخلص من قميصه، شهقت "زينة" بفزع ورعب هازية بنبرة تحذرية:
+
- مالك أنت هتعمل إيه! فوق يا مالك أنت مش فى وعيك.
+
أقترب منها كثيرًا إلى أن أصبح جسديهما مُلتصقان ببعضهما جدًا مُحاوطًا إياها بين ذراعيه، حُصرت بين جسده أمامها والباب خلفها، هبط "مالك" نحو أذنها هامسًا بأنفاس حارقة جعلت جسدها يُقشعر من شدة الخوف والرعب مُردفًا بهمهمة ورائحة الخمر تفوح من فمه:
+
- ليه أبص فى حتة ورقة أنا معرفش أساسًا هي سليمة ولا لأ عشان أتأكد منها إنك منمتيش مع إياد! منا فى إيدي أتاكد بنفسي يا ست زينة.
+
أزادت أنفاسها وتسارعت ضربات قلبها من شدة الخوف، كادت أن تدفعه بعيدًا عنها وتهرب من أمامه فى الحال قبل أن يفعل شيء يجعلها تكرهه إلى الأبد، ولكن لم يحالفها الحظ فى تلك المرة وقد فات الأوان بالفعل، وقد تملكت منه تلك الفكرة الوضيعة.
+
أسرعت يده فى القبض على ذراعيها ساحبًا إياها خلفه نحوالأريكة، ألقى بها سريعًا على بطنها فوق أحد جانبي الأريكة، أصبح وجهها مُقابلًا للمقعد وبطنها مُقابلة لذلك الجانب وقدميها مُتدليتان إلى الأسفل تكاد تلمس الأرض، ممَ أدى إلى جعل مؤخرتها فى مقابلته مباشرة ويده على ظهرها راغما إياها على الأنحناء، صاحت "زينة" بعد أن أدركت ما ينوي عليه مُحاولة إيقافه صارخة:
+
- لا يا مالك متعملش كده، أرجوك يا مالك بلاش، فوق يا مالك.
+
لا يستطيع الاستماع إلى صرخاتها، فكل ما يستمع إليه هو صوت تلك العاهرة وهي تصيح بطلب المزيد من ذلك الحقير الذي كان يعتبره فى إحدى الفترات أقرب شخص له بل أقرب شخص إلى قلبه، أزداد شعوره بالحقد والكراهية ولم يعُد يُميز من تلك التي أسفله أهي "زينة" أم "عُلا"؟
+
بينما أمتدت يدها إلى خلف ظهرها مُحاولة إبعاده بعد أن فرق ما بين ساقيها بالفعل وأصبح يقف بينهما، التقط يدها التي حاولت إبعاده بواسطتها والتقط الأخرى مُقيدًا إياهما خلف ظهرها بيد واحدة من يديه، لتمتد اليد الأخر لترفع عنها فستانها وتجردها من سروالها الداخلي.
+
صرخت "زينة" بهسترية وهي على وشك أن تفقد أعز ما تملكه أية فتاة بالعالم هازية بذعر:
+
- لا يا مالك لا، أبوس إيدك يا مالك، أبوس رجلك متعملش كده.
+
ترقرت الدموع فى عيني "مالك" وهو يشعر بكثير من الألم والحزن، بينما أمتد يده مُحررة رجولته ظننا منه إنه بمجرد أن يفعل هذا سيتخلص من ذلك الألم الذي عانى منه لسنوات وبالكاد تعافى منه، لتأتي هي الأن وتجدد ذلك الألم بداخلة.
+
لم يكن يستمع إلا لتلك الصرخات التى تطالب بالمزيد من تلك العلاقة المحرمة المُصنفة تحت بند الخيانة ولا يستمع لصراخ تلك المسكينة بين يديه:
+
- مالك.. لا يا مالك، تعالى معايا عند الدكتوةر طيب، أسالها بنفسك بس بلاش كده يا مالك، مالك لا آآآه..
+
صرخة قوية ومتألمة صدحت بأركان المنزل بأكمله بسبب تلك الدفعة القوية والعنيفة التي تلقتها "زينة" للتو، ولكن بالمقابل تلك الصرخة لم تقلل من غضبه وأخذ يدفع بها غير مُهتما لصرخاتها المتألمة بشدة ولم يرى بقعة الدماء الصغيرة تلك التى لطخت عضوه الذكري، لا يهتم سوى بتلك الدفاعات مُتأملًا أن تقلل من ألمه وعذاب صدره.
+
أتجهت يده نحو شعرها جازبًا إياه إلى الخلف مقربًا شفتاه من أذنها وهو لايزال بداخلها هامسًا ببكاء يحاول إخفائه بين دفعاته القوية:
+
- ليه يا زينة، ليه تعملي فيا كده؟ ليه تعملى زيها؟ دا أنا حبيتك وعشقتك أكتر منها! قولت إنك غيرها وإنك أحسن وأنضف منها! ليه تخونيني زيها يا زينة ليه؟
+
كانت غير منتبهة لحديثه، لا تستمع سوى لصوت دفعاته العنيفة التي تقسم إنها مزقتها من الداخل يليها صوت صراخها الذي يحمل الكثير من الألم بسبب تمزق ما بداخلها، وأيضا حلقها الذي جُرح بسبب كل هذا الصراخ، ولسوء حظها أن البناية جديدة و"مالك" أول ساكن بها.
+
بينما ظل هو يدفع بها إلى أن وصل إلى خلاصه، بمجرد أن أنتهى شعر بكثير من الغثيان وأسرع إلى المرحاض مُفرغا كل ما بمعدته بسبب كثرة كمية الخمر الذي تناولها، ولم يرى قطرات الدماء الذي أخذت تنسدل من بين قدمي "زينة".
+
بمجرد خروجه من الغرفة، صارعت هي راغمة نفسها على الأعتدال والنهوض من فوق الأريكة وهي بالكاد تستطيع التقاط أنفاسها من بين شهقاتها، مُلتقطه بعض المحارم من تلك العلبة فوق الطاولة، وأخذت تمسح تلك الدماء من فوق جسدها وألقطها داخل سلة القمامة.
+
نهضت مرتدية سروالها الدخليه وأنزلت فستانها وأسرعت فى الخروج من المنزل خشية من أن يعود إليها مرة أخرى ويفعل بها ما فعله مرة ثانية.
+
خرجت من شقته مُحطمة جدًا بداخلها، بسبب ما فعله بها وتلك الطريقة التي أفقدها بها عذريتها، ولم يكتفي بذلك بل قام معها بممارسة تلك العلاقة المقززة ولم يرأف عليها كونها لاتزال عذراء، صعدت سيارتها وهي بالكاد تسطيع أن تتحرك، من حسن حظها إنها أحضرت السائق معاها وإلل لكانت الأن ميته بسبب حادث مروع، أنطلق السائق مُتجها نحو منزل "جواد".
+
تجلس بالمقعد الخلفي وتبكي بكثير من القهرة والحزن، الأن فقدت كل شيء، لم تدوم سعادتها بكونها لاتزال عذراء وأن "إياد" لم يفعل معها شيئًا لتتلأشى فرحتها تحت أغتصاب "مالك" لها، تعالت شقتها بألم وكأنها تُصارع الموت الذي يقوم بسحب أنفاسها لخروج تلك الروح النقية من هذا الجسد المُدنس بسبب فعلة الرجل الوحيد الذي أحبتة، كم تتمنى الأن أن تفارق روحها جسدها لتتخلص من هذا الألم الذي يفتك بها وكانه يُمزقها من الداخل.
+
❈-❈-❈
+
دلف المنزل بعد أن عاد من شركته لإحضار أحد الملفات المهمة التي جلبها إلى البيت كي يراجعها، ولكنه نساها اليوم وهو ذاهب إلى العمل والأن عاد لأخذه، صعد الدرج مُتجهًا نحو غرفته وسريعًا ما فتح بابها حتى تفاجئ بتلك التي شهقت بمجرد أن رأته وسقط ما بيدها، أقترب منها "جواد" بشك، إنه غير مُعتاد على تواجدها بغرفته، تقدم عدة خطوات وزرقاوتيه لا تُفارق خاصتها مُستفسرًا:
+
- أنتي بتعملى أيه هنا؟
+
توترت "ديانة" كثيرًا من وجوده، لم تكن تتوقع أن يعود فى هذا الوقت وما زاد توترها هو سؤاله لها، ماذا تقول له؟ إنها لا تعلم سبب ما تفعله! فقد جائت لتبحث عن قلمًا، لا تعلم متى وكيف تطور الأمر لينتهي بها مُسمكة بقميصة تستنشق رائحته؟
+
كان موضوعًا على الفراش أمامها ومن الوضح إنه نسى أن يضعه فى سلة الثياب المتسخة، شعرت بالحاجة الشديدة لحمله واستنشاق رائحته، لا تعلم سبب هذا التصرف؟ اللعنة على تلك الرغبة التي وضعتها بمثل هذا الموقف المُحرج مع أكثر شخص تكرهه بهذه الحياة، حمحمت بحرج وتوتر مُحاولة إخفائه مُجيبة بتلعثم:
+
- كنت.. كنت بدور على قلم.
+
لاحظ توترها وتلعثمها فى الحديث ليُدرك أن هناك شيئًا ما، أقترب منها أكثر وأخذت هي فى العودة إلى الوراء وهي تشعر بكثير من الرعب من أن يغتصبها مثلما فعل من قبل، ظلت تعود إلى الخلف كلما أقترب منها إلى أن التصقت بالحائط خلفها، طالعها بنظرات شك مُستفسرًا:
+
- بتدوري على قلم فى قميصي؟
+
أزدادت ضربات قلبها وأصبح العرق يتصبب من جبهتها بسبب شعورها بالخوف الشديد من أقتربه منها، وتواجده معاها بنفس الغرفة ولا يوجد سواهما فى المنزل، وأيضا من سؤاله لها التي لا تملك له أية إجابة منطقية، بينما ظل هو يتنقل بنظراته تارة على زرقاوتيها وتارة أخرى على شفتيها وبالكاد يمنع نفسه عن التقاطهما بفمه، هتفت هي فى النهاية بأرتباك:
+
- لا، أنا لقيته واقع على الأرض فشلته عادي.
+
أبتسم وقد راقه كثيرًا رؤيتها على تلك الحالة وهي تتعرق من كثرة التوتر، وتلك الحمرة التي كست وجهها بأكمله بالإضافة لذلك التلعثم فى كلماتها، شعر بلذة غير مُفسرة، ليستمر فى مشاكستها هامسًا:
+
- مش ملاحظة إنك بقيتي بتدخلي أوضتي كتير؟
+
زاد توترها من بسبب ابتسامته الماكرة والتي جعلتها تشعر ولأول مرة بالرغبة الشديدة فى تقبيله، ما الذي يحدث لها اليوم؟ عضت على شفتيها بحركة لا إرادية منها لكى تسيطر على رغبتها وأفكارها المنحرفة تلك.
+
بينما حركتها اللا إرادية تلك كان لها تأثير أخر عليه ولم يعد يستطيع التحكم بنفسه أكثر من ذلك، التقط شفتيها بقبلة ممتلئة بالشغف والرغبة مُعبرة عن مدى إحتياجه لها.
+
ولم تمر ثوانٍ حتى فاجأته "ديانة" بتجاوبه، ومبادلته تلك القبلة رغمًا عنها، تلك الرغبة المُلحة هي من أجبرتها وما كانت تلك سوى مجرد بداية، إنها تشعر بتأجج رغبتها الأن وإحتياجها الشديد له، جسدها يشتاق لأول لقاء جنسي بينهم، تلك المرة التي فعلها دون عنف أو قسوة، تحتاج للشعور بلماسته فى ذلك اليوم.
+
بينما صُدم "جواد" من فعلتها التي بدت له وكأنها طلب صريح منها بحاجتها إلى المزيد، ليعمق من قبلته أكثر وأخذ يضمها إلى صدره وهي تبادله، ليصنعان قبلة مليئة بالشغف والإثارة مُعبرة عن مدى احتياج كلاهما.
+
أمتدت يده لمحاصرة خصرها وتمني لو يسمعها منها ولو لمرة واحدة، ليسألها بهيام وأنفاسٍ مُتثاقلة:
+
- عايزاني يا ديانة؟
+
وقبل أن يأخذها على الفراش ويُلبي إحتياجهما، منعه ابتعادها المفاجئ وتوجهها إلى المرحاض وإغلاق الباب خلفها بسرعة، تابعها ظنًا إنها تهرب منه ولكنه توقف عند سمعها وهي تُفرغ كل ما بمعدتها.
+
شعر بالحزن الشديد مُستنتجًا إنها قد تقيأت بسببه أو بسبب قربه منها وإنها بالفعل لا تطيق رائحته، ليتنهد بأسى ملتقطًا ذلك الملف الذي جاء من أجله، خرج من غرفته هابطًا الدرج وهو ينادي على العاملة التي سريعًا ما كانت واقفة أمامه تنتظر أوامره، هتف وهو يهبط أخر سلمة بحدة وجمود:
+
- ديانة تعبانة شوية فوق، أعمليلها حاجة سخنة وطلعيهالها.
+
أومأت له باحترام وسريعا ما ذهبت لتنفيذ أمره، بينما خرج هو من الفيلا مُستقلًا سيارته مُتجها بها إلى الشركة وهو يشعر بالغضب الشديد من نفسه لأنه هو من أوصل الأمور بينهما إلى هذا الحد ويجب عليه تحمل العواقب إذا.
+
❈-❈-❈
+
تجلس وعلى وجهها ملامح الحزن والأسئ تنتظر "إياد" الذي طلب منها أن يتفابلان بأحد المطاعم لتناول الغداء والتحدث فى أمرًا ضرورى، وما هي إلا دقائق وأتى ساحبًا كرسيه وجلس فى مقابلتها مُردفًا باعتذار:
+
- أنا أسفه جدًا على التأخير والله غصب عني.
+
أبتسمت له "ملك" بإقتضاب ويبدو عليها ملامح الحزن والأسئ وعدم المشاكسة الذي أعتاد على رؤيتها مُردفة برسمية:
+
- ولا يهمك متأخرتش كتير ولا حاجة.
+
للحظات ظن "إياد" إنها علمت بما حدث بينه وبين "زينة" وأن "مالك" أخبرها بما رأه، ولكنه سريعًا نبه نفسيه أن "ملك" لو كانت علمت شيء لما كانت أتت لرؤيته، ليُحاوا التأكد من تخمينه مُستفسرًا:
+
- مالك يا حبيبتى! شكلك زعلانة من حاجة؟
+
تنهدت بحزن وكأنها كانت تتمنى أن يفتح معها مجال لتتحدث، زفرت بحزن وقد ترقرقت الدموع بأعينها مُجيبة بضيق:
+
- مالك بقاله يومين سايب البيت، أخد شقة لوحده ومش بيسمح لحد يروحله ومش بيرد على تليفونات حد ولا بيطمنا عليه.
+
قالت هذه الكلمات وتهاوت الدموع من عينيها، ليلتقط "إياد" يدها مُحاولا التخفيف عنها وهو يشعر بكثير من الحزن لأجلها:
+
- طيب بطلي عياط طيب وقوليلي، مقلكوش حاجة! يعني مثلا ساب البيت ليه؟
+
حركت رأسها بالرفض وقد أزداد بكائها وتُحاول التحدث من بين شهقاتها:
+
- لا يا إياد مقالناش حاجة، زيها زي من كام سنه لما خلص كليته بردو جيه البيت مضايق جدًا ولم هدومه ومشى، وقتها فضل أعد لوحده بعيد عننا سنه كاملة ومكناش نعرف حاجة خالص ومرجعش غير لما وصله إن ماما تعبت، أنا خايفه أوي يا إياد، خايفه يبعد عننا تانى، أنا مش عارفه ماله أو حصله إيه؟
+
تنهد بأسئ وقد أصبح متأكدا بما كان يدور برأسه مُتمتمًا بتلقائية:
+
- أنا بقى عارف.
+
ضيقت ما بين حاجبيه بإستنكار مُردفة باهتمام:
+
- عارف إيه؟
+
أبتلع بقليل من الارتباك مستسلُما لأن يخبرها بما حدث، ولكنه كان قلق من أن لا تصدقة، ولكنه لأبد من إخبارها على أية حال، نظر لها بتوصل مُردفًا بمصداقية:
+
- أنا هحكيلك على كل حاجة، بس قبل ما أقول أي حاجة لازم تكوني عارفة إني والله العظيم بقولك الحقيقة، والله العظيم أنا بحبك جدًا يا ملك وعمرى ما أقدر أعمل كده، ولأزم تصدقيني فى اللي هقولهولك ده.
+
تسرب شعور القلق والخوف إلى قلبها وأعتلى وجهها ألف علامة إستفهام طالبة التوضيح والأفصاح عن ما يريد أن يقوله، ليتنهد "إياد" بأسئ وأخذ يقص عليها كل ماحدث فى هذا اليوم بداية من ذلك الشخص الذي أتصل به وأخبره أن هناك سرقة فى شقته مرورًا بدخول "مالك" عليه هو و"زينة" فى هذا الوضع، نهاية بخروج "زينة" من عنده ويبدو عليها وكأنها أصبحت مجرد جثة متحركة، أضاف بصدق:
+
- والله العظيم هو ده كل اللي حصل، أنا ملمستش زينة ولا حتى بصوبع، أنا فوقت لقيت نفسي على الوضع ده وزينة جمبي وكأنها مصعوقه من الموقف وأتفاجئت بدخول مالك علينا.
+
وضعت يدها على فمها بصدمة ورعب وأيضا الكثير من التخبط، لا تعلم أتصدق ما أخبرها به "إياد" بأنه لم يفعل شيئا! أم تصدقه لأنه لو كان فعل شيء لما أخبرها؟ أم تشعر بالشفقة على "زينة" التي وجدت نفسها بفراش شاب ودماء عذريتها تُلتخ الشراشف بجانبها، ويُزيد عليها دخول شاب أخر ليراها بهذا المنظر وهي حتى لا تعلم ما الذي حدث!
+
ولكن لحظة! لماذا ترك "مالك" المنزل إذا؟ شعرت بالتشتت الشديد موجها حديثها نحو "إياد" مستفسرة:
+
- لو كلامك ده صح ليه مالك ساب البيت وعمل كده؟
+
تنهد "إياد" بحزن شديد على ما حدث ل "زينة" و"مالك" مُجيبًا بتأكيد:
+
- لأن مالك بيحب زينة وده اللي أستنتجته من كذا موقف شوفتهم فيه مع بعض، وكمان ده يفسر ليه هجم عليا وضربني. وليه بص ل زينة بالطريقة دى وكأنه بيقولها ليه عملتى كده! وأنتي أثبتلي إن تفكير صح بإن مالك ساب البيت وكمان مقالكيش حاجة لان صدمته فى زينة كانت أكبر من صدمته فيا.
+
أعتلت وجهها ملامح الحزن والشفقة من أجل شقيقها و"زينة"، ولكن إذ كان "إياد" لم يفعل شيئًا حقا مع "زينة"! فكيف إذا فقدت عذريتها؟ رفعت عينيها ناظرة ناحيته بشك مُستفسرة ببعض من الخجل:
+
- طيب.. إزاي.. إزاي يعني زينة فقدت عذريتها؟
+
لأحظ "إياد" نظرات الشك التي تخرج من عينيها، شعر بالحزن لعدم تصديقها إياه، وامتد يده لتحضن يدها مُحاول تبرئ نفسه أمامها مُعقبًا بصدق:
+
- عارفة يا ملك أنا هكون صريح معاكي، أنا قبل ما أعرفك كنت أعرف بنات بعدد شعر راسي، من كتر الستات اللي نمت معاها نسيت عددهم، عارف إني كنت على غلط بس عمرى ما غصبت واحده على حاجة وعمرى ما نمت مع بنت بنوت وضيعتها، مش معقول هسيب الدنيا كلها وأجي على بنت الناس اللي بعتبرهم أهلي وكمان أخت صحبي الوحيد وأعمل فيها كده، لتاني مرة هقولك والله العظيم وحياتك غلوتك اللي ما بقى عندي قدها أنا ما لمست زينة ولا عملت معاها حاجة ولا أعرف إزاي اللي حصل ده حصل؟
+
أحمرت وجنتيها بخجل بسبب ما قاله عن مُعاشرته لنساء، هي تعلم إنه كان يفعل مثل تلك الأمور، سبق وأن أعترف لها بكل شيء منذ بداية علاقتهما وأخذ أمامها عهدًا بأن لا يلمس أو يراى فتاة أو إمرأة غيرها، وبالطبع هي متأكدة إنه لم يفعل شيء ل "زينة"، ولكن ذلك اللغز سيفقدها عقلها، وأيضًا من الذي أحضر "زينة" ووضعها بفراشه وخدره هو أيضًا ووضعه بجانبها بالفراش.
+
ظلت تُطالع وهي تُفكر فى طريقة لكشف ما حدث ومعرفة السر وراء وجود كلاهما بفراش واحد، بينما "إياد" كان يخشى أن تكون غير مُصدقة إياه وأن يخسرها للأبد، كاد أن يتحدث ولكن قاطعته "ملك" التي أخذت تصيح بلهفة:
+
- أنا جاتلي فكرة يا إياد هتخلينا نعرف إيه اللي حصل بالظبط؟
+
أنتبه إليها بأهتمام شديد، كم يتمنى أن يثبت برائته أمام الجميع وخصوصًا "زينة"، أستفسر بلهفة:
+
- فكرة إيه؟
+
أجابته "ملك" وهي تتمنى أن توضح لهم فكرتها تلك ما حدث فى هذا اليوم، لكشف الحقيقة أمام كلا من "مالك" و"زينة" الذان يبدو عليهما إنهما قد تحطمان كثيرًا:
+
- أنت الشقة بتاعتك أكيد فى مكان راقي وأكيد العمارة دي فيهل جراش وكمان فى تحت العمارة محلات أو على الأقل أكيد فيه سوبر ماركت كبير صح؟
+
أوماء لها بالموافقة ولم يعد يطيق الانتظار، إنه مُتحمس لسماع فكرتها:
+
- عايزه توصلي لإيه يا ملك؟
+
زفرت براحة من كونهم سيعرفون الحقيقة مُضيفة:
+
- عايزه أقولك إن أكيد الجراش أو السوبر ماركت أو حتى مدخل العمارة نفسها أكيد فيه كاميرات مراقبة وأكيد فى بواب، وأكيد سهل نوصل لتسجيلات الكاميرات ونسأل البواب عن إيه اللي حصل يوميها.
+
عاد بظهره للخلف مُتنهدًا براحة بسبب تلك الفكرة التي حقا ستظهر برائته، وستوضح لهم ماذا حدث فى هذا اليوم بالتفصيل؟ ليرمق "ملك" باعجاب مُردفًا بمدح وغزل:
+
- أنا مش بس حبيبتي زي القمر وأحلى من بنات الدنيا كلها، لا دي كمان أذكاهم.
+
أشاحت بوجهها بعيدًا عنه حتى لا يرى تلك الحمرة التي أعتلت وجها من شدة خجلها من مدحه لها ونظراته الغير بريئة، ليبتسم على خجلها مُضيفًا بمكر:
+
- أحنا هنتكسف من دلوقتى! لا بقولك أيه طولي بالك معايا شويه، دا أنا لسه بقولك كنت أعرف ستات قد إيه وتوبت على إيدك يبقى تستحملي أنتي بقى وتسدي مكان الستات دي.
+
لم تعد تستطيع التحكم فى خجلها أكثر من ذلك، نهضت من أمامه مُحاولة إخفاء ووجها الذي أصبح شديد الأحمرار مُتهربة منه:
+
- هروح الحمام.
+
فرت سريعًا من أمامه مُتجهة نحو المرحاض، ليضحك على خجلها مُتوعدا لها بعد الزواج أن يجعلها تتخلى عن هذا الخجل مُستبدلة إياه بكثير من الجرأة والإثارة، بالأضافة إلى مشاكستها وطفولتها التي تُسلبه عقله ليتمتم بهمس:
+
- لا أربع سنين الجامعة إيه! دا أنا مش هقدر أستحمل أربع شهور كمان؟
+
❈-❈-❈
+
عادت إلى البيت وهي بالكاد تستطيع أن تمشي، بالأضافة إلى أثار تلك الدماء التى لم تتوقف عن الانسدال من داخل فرجها وملابسها الغير مرتبة، أمتنت كثيرًا لهذا الهدوء بالمنزل وعدم تواجد أحد وخصوصًا "ديانة" التي ستسألها عما حدث بينها وبين "مالك"؟
+
بالطبع إذا رأتها بتلك الحالة ستكتشف الأمر، أسرعت فى الصعود إلى غرفته ودموعها لا تتوقف عن الهبوط بسبب ما تعرضت له فى هذان اليومين، دلفت غرفتها وسريعًا ما ألقت بنفسها على فراشها وأمتدت يدها لسحب إحدى الوسائد واضعة إياها أسفل وجهها وصرخت وصرخت وصرخات كثيرة وقوية.
+
نعم تلك الصرخات مكتومه ولكنها تحمل كل ألمها وحسرتها والكثير من أوجاع الجسد والقلب والروح، وخيبة الأمل فى الشخص الوحيد التي أحبته وأطمأنت له، ليكون هذا الشخص هو من يغتصبها ويسلبها شرفها وأحترامها لنفسها بعملته الدنيئة تلك.
+
لم تكن تنتظر منه أن يُصدقها بسهولة أو يضمها إلى صدره، ولكنها أيضا لم تنتظر منه أن يُهاجمها ويقيدها ويجردها من ملابسها بل وجردها من شرفها أيضا، جردها مما يجعل الفتاة مميزة بين كل الفتيات، جردها ممَ ظلت أربعة وعشرون عامًا تُحافظ عليه وتحميه، جردها من إحترامها وأعتزازها بنفسها، سلبها ما هو حقا لها والذي لا يُسمح لأحد أن يسلبها أياه سوا برضائها.
+
ماذا فعلت له ليفعل بها كل ذلك! لما لم يستمع لها ولو لمرة واحدة؟ لما رماها بجريمة الخيانة وعين نفسه القاضي عليها ليُعاقبها بمثل هذا العقاب دون أن يملك أية دليل ضدها؟
+
ماذا سيفعل عندما يكتشف فظاعة ما فعله! هل سيندم؟ هل سيبكي ويتزلل لها كي تُسامحه! هل سيلعن نفسه وغبائه على تسرعه بالحكم عليها! أم سيصنع لنفسه مبررًا! ولكن ما هو عذره؟ هل سيكون عذره إنه كان ثمل وغير واعًا لما يفعله؟ أم سيكون عذره تلك الفتاة التي كان يصرخ باسمها ويقول لها إنه خانته كما فعلت تلك الفتاة؟
+
أم سيكون عذره إنه رأها فى هذا الوضع وإنه محق فى ردة فعله، لأنه رجل والرجال لا تُحكم عقلها فى تلك الأمور! أم ستكون هي عذره؟ إنها ذهبت كي توضح له الأمر وهو بتلك الحالة، ليصبح هذا مصيرها وعقابها على إهتمامها بأثبات برأتها أمامه؟ اللعنة عليه وعلى صورتها أمامه، أغمضت عينيها بكسرة وهي تُقسم على أن لا تسامحه مهما فعل أو مهما قدم لها من مبررات، لن تسامحه ولو قدم لها جميع أعذار العالم بأكمله.
+
نهضت مُتجهة نحو المرحاض وهي مُحطمة جدًا وكأنها أصبحت جسد بلا روح، سريعا ما تخلصت من ملابسها لتلقى بنفسها أسفل تدفق المياه وأخذت تبكي بحسرة وألم، كم تتمنى أن تُفارق روحها جسدها بتلك اللحظة، كم تتمنى عدم موجة كلا من والدها و"جواد" و"ديانة" و"هناء" و"ماجدة"، ماذا ستقول لهم عندما يسألوها عن سبب عدم زوجها فيما بعد؟
+
كيف ستخبرهم إنها لن تتزوج لأنها فقدت عذريتها ومن سيتزوجها سيظن إنها مجرد عاهرة قد تخلت عن شرفها من أجل شهوتها وملذتها، أم تقوم بغش الجميع وتخضع لعملية زراعة عُذرية مُصطنه وتغش نفسها قبل أن تغش الجميع، أزداد نحيبها وتعالت شهقاتها بألم بعد أن أختلطت دموعها بتدلك المياة التي تنسدل على وجهها.
+
لم تشعر كم من الوقت لبثت أسفل المياه ولكنها لأحظت إنها تقف أسفلها منذ فترة طويلة بسبب ذلك الشكل الذي تحول إليه جسدها، فقد أنكمش جلدها بسبب الوقوف للكثير من الوقت أسفل المياه، أوصدت ذلك الصنبور وسريعا ما التقطت تلك المنشفة وقامت بلفها حول جسدها مُتجهة نحو غرفة تبديل الملابس.
+
أرتدت منامتها وتوجهت نحو فراشها عازمة على النوم وكم تتمنى أن لا تستيقذ مجددًا، صعدت فراشها وكادت أن تغفو من شدة الإرهاق والتعب، ليوقفها صوت طرقات على باب غرفتها، أعتدل فى جلستها وعملت على أن لا يظهر عليها شيئًا مُردفة بثبات:
+
- أدخل.
+
دلفت "ديانة" الغرفة وأغلقت الباب خلفها وتقدمت للجلوس أمامها مستفسرة:
+
- إيه يا زينة! مقولتيش لداده تعرفني ليه إنك جيتي؟
+
حاولت "زينة" جاهدة عدم إظهار أى شيء أمامها، مُحاول صنع أية عذر:
+
- معلش جيت ملقتكيش أفتكرت إنك نايمة.
+
توترت "ديانة" عند تذكرها ما حدث بينها وبين "جواد" وتلك القبلة التي تبادلها معا وتلك الرغبة التي كانت تصرخ بداخلها، لولا شعورها بالغثيان لكان تطور الأمر كثير، شعرت بكثير من الحرج وأضافت بتلعثم:
+
- أه.. فعلا كنت نايمة، المهم عملتي إيه؟
+
أجابتها بألم تحاول أن تخفيه وأصبحت دمُعها على وشك السقوط مُتمتمة بضعف وصوت مبحوح:
+
- ملقتهوش.
+
لأحظت "ديانة" دموعها وخمنت إنها بسبب عدم التقائها ب"مالك" وإنها لم توضح له الأمر بعد، لتحاول التخفيف عنها:
+
- معلش يا حبيبي يومين بس كده يهدى ونحاول معاه.
+
أومات لها "زينة" بالموافقة وهى تشعر بداخلها كم إنها تود الصراخ ولكنها سيطرت على نفسها مُتمتمة بقهر:
+
- إن شاء الله.
+
يتبع...
+