رواية دماء علي اوراق الورود الفصل العشرين 20 بقلم آثر توفيق
الحلقة العشرين
انصرف جاسم واخذت داليا تدير الفنجان بين يديها وهى شاردة حتى افاقت من شرودها وهى تشعر بيدين ناعمتين تحيطان بجانبى راسها وقبلة تنطبع على راسها مع صوت انثوى ناعم يقول
خديجة : انا اسفه
توافدت النساء تباعا على داليا يعتذرن لها ويحاولن التسرية عنها بعدما لمسن حاجتها للصحبة ومعاناتها مع الوحدة وانصرفت بعدها كل الى مائدتها بعد ان تبادلت بعضهن مع داليا ارقام الهواتف بينما بقيت المرأة الاولى التى قبلت راسها وبدات بالاعتذار وكانت هى ام الطفلة الجميلة التى هددتها لتجلس معها طالبة التعرف عليها
خديجه : انا خديجه الدوسرى ام فهد اولا انا باعتذر وعارفه انى غلطانه لكن والله غصب عنى انتى عارفه اى ام تخاف على اولادها ولما حد يقول ..... القصد خلينا نفتح صفحه جديده وننسى الماضى
داليا : صدقينى انا مش زعلانه وعاذره كل واحده منكم ولو كنت مكانكم كان ممكن اعمل كده لكن انا كنت بافضفض واطلع اللى جوايا انتى ست ذوق وجميله وبنتك بسم الله ما شاء الله زى القمر بصراحه انا كان نفسى اسلم عليها وابوسها بس مش اكتر اول مره اتكلم مع طفله وقلت يمكن يكون حظى معاهم احسن
خديجه : حبيبتى بعد ما نقعد براحتنا اخدك معايا نتغدى فى بيتى ويكون الولاد رجعوا من مدارسهم وتشوفى كاظمه وتلعبى معاها براحتك
داليا : اسمها كاظمه ؟
خديجه : على اسم ابوها ابوها اسمه كاظم وعندى غيرها فهد وسعيده لكن كاظمه احب واحده لقلبى اصلها شبهى وكمان علشان اسم ابوها
كان الوقت الذى قضته داليا فى بيت خديجه الدوسرى هو امتع وقت قضته منذ وصولها للمملكة فبعد الغذاء جلسوا فى الحديقة واستمتعت باللعب مع كاظمه وسعيده ما شاء لها اللعب حتى نسيت همومها ونسيت حتى المشكلة التى تتعرض لها حتى اصابها التعب فجلست على الارجوحة بجوار خديجه
خديجه : تعرفى انك جميله جدا وروحك اجمل خساره انى ما عرفتكيش من زمان
داليا : وانتى كمان زى القمر كل شيء فى الدنيا ربنا جعله باوان انتى جيتى فى وقت كنت محتاجه ليكى عارفه لو ما كنتيش انتى النهارده كان زمانى موتت نفسى
خديجه : بعد الشر عنك ليه كده ؟ ما تقوليش كده ابدا طول ما انا عايشه انا عارفه ان جواكى هموم كتير احكيلى .. اعتبرينى اختك واتاكدى ان سرك فى بير انتى لما تعرفينى كويس تعرفى انى صندوق اسرار لكل صاحباتى ما ينفتح الا لصاحبه عموما بلاش تقولى حاجه دلوقت خليها لما تعرفينى اكتر وتثقى فيا ووقت ما تحبى تحكيلى انا تحت امرك تجيلى او اجيلك حتى لو نص الليل
ظهر التردد على وجه داليا وقالت وهى تغالب ترددها
داليا : صدقينى يا خديجه انا ارتحت لك ونفسى احكيلك لكن معلش شويه برضه النهارده اول يوم تعارف بيننا
خديجه : على راحتك وقت ما تحبى انا مش مستعجله انا دايما موجوده ووقت ما تطلبى نصيحتى انصحك واحل معاكى لاخر نفس
.......................
اتصل به جابر يبلغه ان الرجل الذى طلبه قد وصل
حاتم : راجل مين يا جابر ؟
جابر : الراجل اللى من الاقصر اللى قابلته فى الساحل وصل النهارده
حاتم : طيب وبتاع البحيره ؟
جابر : ده عنده محاضرات وحيرجع على العصر على الورشه
حاتم : خلاص حاستناكم العصر فى الكافيه
وبعد العصر حضر جابر ومعه شابين الى الكافيه رحب بهما حاتم وجلسوا وطلب لهما مشروبا
حاتم : نتعرف ببعض الاول ؟ مش تعرفنا يا جابر
جابر : حاتم بيه فريد راجل من الناس الافاضل اللى هنا اصيل وابن اصول وبيحب يعمل الخير مع الناس اللى تستاهل
حاتم : متشكر يا جابر
جابر : ده الاخ احمد فرج من ايتاى البارود طالب فى كلية الهندسه وباعتبره اخويا الصغير
قالها وهو يشير الى احد الشابين قبل ان يشير للاخر قائلا
جابر : وده بقى مصطفى علوانى البكرى وشهرته مصطفى الصعيدى من الاقصر شغال معانا فى الامن جديد
حاتم : اهلا وسهلا بالرجاله خلونا نبدا باحمد انت اخبارك ايه فى الجامعه ؟
احمد : الحمد لله يا باشا انا فى تالته السنه دى وشغال مع عم جابر فى الورشه اصلى قسم ميكانيكا وشغل الورشه منه تدريب ومنه اجيب جزء من مصاريفى
حاتم : كويس جدا ممتاز انت من ايتاى البارود ؟
احمد : ايوه يا باشا من بلد صغيره تبع مركز ايتاى اسمها عزبة الباشا
حاتم : جميل جدا يعنى تعرف واحد اسمه الحاج مهاب شركس ؟
احمد : طبعا اعرفه هو فيه حد فى البحيره ما يعرفش الحاج مهاب شركس كبير عيلة شركس وعزبة الباشا ومحافظة البحيره كلها ؟ واللا المرحوم الدكتور محسن شركس اخوه ده كان مثلى الاعلى واللى خلانى احلم ادخل هندسه
حاتم : وايه اللى تعرفه عن الحاج مهاب ؟
احمد : وحضرتك بتسال عنه ليه ؟
حاتم : ما تخافش ده مصلحه بينى وبينه وعاوز اعرفه قبل ما اقابله
احمد : لا انا مش خايف الحاج مهاب سيرته سابقاه والناس كلها عارفاه
حاتم : طيب كويس ايه بقى اللى تعرفه والناس كلها تعرفه ؟
احمد : الحاج مهاب احسن راجل فى البحيره كلها راجل محترم وخيره على الكل كبير وصغير وانا واحد من الناس لولاه ما كنتش حققت حلمى ابويا شغال عنده سواق من زمان كان هو اللى بيوصل ولاده المدرسه وهم صغيرين ولحد دلوقت معاه ولما لقانى شاطر ومخى شغال وجبت مجموع كبير ساعدنى علشان ادخل هندسه وجابلى واسطه اتنقل هندسة اسكندريه واتكفل بكل مصاريفى حتى انا باشتغل علشان اخد خبره ولو احتجت زياده لبس واللا حاجه رغم ان الحاج من الاول قاللى انه حيعرف ياخد منى كل ده انما بالطريقه
حاتم : ازاى يعنى ؟
احمد : حاحكيلك من الاول انا لما نجحت فى الثانوى خلى ابويا يبعتنى ليه علشان يباركلى واخدنى المضيفه وادانى اللى فيه النصيب حلاوة نجاحى وسالنى حادخل كلية ايه وبصراحه وقتها قلتله اى كليه مش حتفرق قاللى ازاى يعنى مش حابب حاجه معينه ؟ قلتله والله يا حاج لو كان فيه امكانيه كنت دخلت هندسه انما مصاريفها كتير قوى واحنا مش حملها يبقى خلاص مش فارقه تجاره زى اداب زى حقوق كله محصل بعضه قام عرض عليا انه يساعدنى ادخل هندسه وكمان فى اسكندريه وحيتكفل بكل مصاريفى بشرط انى ما ادخلش مدنى وقال اختار ميكانيكا او كهرباء علشان يعرف يستفيد منى
حاتم : واشمعنى مش مدنى ؟
احمد : اصل الباش مهندس نادر ابنه خريج هندسه مدنى وهو شايف ان كفايه واحد فى العزبه يبقى واحد تانى كهرباء او ميكانيكا ده حتى قاللى بهزار يا واد انت عبيط هو انا باعمل كده شفقه او صدقه ؟ انا باشغل فلوسى كأنك بالنسبالى مشروع او كأننا شركاء انا بالفلوس وانت بمذاكرتك ولما تتخرج حنعرف ازاى مع بعض نرجع الفلوس دى اضعاف اسمع كلام عمك الحاج مهاب انا لو مسكت وزير اسدد ديون البلد فى عشر سنين اصل الحاج ساعد ناس كتير من ولاد العزبه اللى يدخل تجاره واللى يدخل زراعه وحقوق وكل واحد منهم بعد ما يتخرج يساعده فى الشغل لما يقف على رجليه وياخد خبره يبدا يستفيد منه انما الصراحه حتى الاستفاده مش لنفسه
حاتم : ازاى يعنى فهمنى اومال الاستفاده لمين ؟
احمد : الاستفاده بتبقى لاهل العزبه حاحكيلك حاجه من قريب كان عندنا واحد اسمه ممدوح كان ابوه غفير على قده وهو كان شاطر قوى وطلع الاول على المحافظه فى اعدادى وثانوى وبعدها الحاج ساعده يدخل كلية الطب وفضل وراه لحد ما اتخرج وبعدها جابله شغل فى مستشفى خاصه فى اسكندريه سنتين وبعدين مستشفى تانيه فى القاهره وبعدها لما لقاه بقى عنده خبره وبقى دكتور شاطر فتحله عياده فى ايتاى فى اكبر ميدان اللى عند المحطه وجهزها من الالف للياء وفى الاخر كل اللى طلبه منه انه يفتح اوضه فى بيته عياده لاهل العزبه يومين فى الاسبوع ببلاش والحاج يتكفل بالادويه وافتكر يوم افتتاح عيادة العزبه الحاج كان دابح وعازم اهل العزبه كلهم وانا كنت صغير ورايح العب مع العيال وسمعت الدكتور ممدوح بيساله بيقول يا حاج نفسى افهم بعد كل اللى صرفته ده كله انت استفدت ايه الحاج رد عليه رد عمره ما راح من بالى قالله استفدت دعا الناس وحبهم يا ممدوح اللى اكبر من كل اللى صرفته انا ربنا بيرزقنى واللى باصرفه ده بيبارك فى رزقى وصحتى وعيالى ومش قصدى عيالى عيال شركس انا قصدى عيالى كل اهل العزبه فهمت يا ممدوح ؟ البركه دى يابنى اغلى من الفلوس
شرد حاتم مفكرا فى كلام احمد وقال متسائلا
حاتم : مش فاهم ازاى راجل زى ده يطمع فى حق بنت اخوه
احمد : بتقول ايه يا باشا ؟ مين يطمع فى مين ؟
حاتم : الحاج مهاب بعد وفاة اخوه الدكتور محسن طمع فى ميراث بنته واخد الارض كلها وما ادالهاش نصيبها
احمد : مستحيل اكيد فيه حاجه غلط انتوا مش فاهمينها الحاج مهاب عمره ما طمع فى حق الغريب ولو انطبقت السما على الارض استحاله ياكل حق الانسه داليا بالذات
حاتم : انت تعرفها ؟
احمد : البلد كلها تعرفها كانت بتيجى العزبه مع الدكتور وهى صغيره وكان الحاج بيدلعها اكتر من عياله ده كان بيركبها الحصان ويمسك اللجام ويلف بيها البلد كلها ويقول انا غفير ست البنات طيب تعرف ان عندنا جنينة فاكهه فى البلد اسمها جنينة الموز الانسه داليا اللى سمتها كده والبلد كلها عارفه ان الجنينه دى بالذات بتاعة الانسه داليا
حاتم : مش فاهم انا كده اتلخبطت وما بقيتش فاهم حاجه
احمد : اللى حضرتك لازم تفهمه وتتاكد منه مليون فى الميه ان الحاج لو الشيطان لعب بدماغه وطمع فى اللى فى ايد ولاده محسن ونادر مستحيل يطمع فى اى حاجه تخص الانسه داليا بالذات
فكر حاتم فى كل ذلك ولم يجد تفسيرا للامر فقرر انه يجب عليه الذهاب للبحيرة ومقابلة الحاج مهاب ثم التفت الى مصطفى قائلا
حاتم : وانت يا مصطفى من الاقصر مش كده ؟
مصطفى : بالظبط كده سعادتك من بلد صغيره اسمها حضن الجبل
حاتم : وعلى كده تعرف واحد اسمه حامد الهوارى
انتفض مصطفى هاتفا
مصطفى : اعوذ بالله عارف سعادتك الكلام اللى قاله الاخ احمد ده عن الراجل اللى سالته عليه ؟ قول عكسه وزود عليه كمان وبرضه مش كفايه ده بقى شيطان فى صورة بنى ادم قتال قتله وايده متعاصه دم وسكته خراب وشمال فى شمال
حاتم : سكته شمال ازاى ؟
مصطفى : سكته سوده يا باشا ياريت تعفينى انا ولادى واخواتى فى البلد وده راجل مؤذى خلينى فى حالى احسن
حاتم : اتكلم يا مصطفى ما تخافش انا اقدر احميك منه
مصطفى : الحامى ربنا يا حاتم باشا بس معلش خلينى انا بعيد
نظر حاتم الى مصطفى وادهشه انه لا يرى ملامح الخوف على وجهه وانما كان يبدو فى عينيه نظرات اقرب الى الغضب وقال جابر محتدا
جابر : جرالك ايه يا مصطفى حد يبقى مع حاتم باشا ويخاف ؟ والله ولا حامد ده ولا اقوى منه حاتم باشا راجل حقانى وبيسعى فى الخير وربنا دايما بيقف معاه
حاتم : خليه على راحته خلاص يا مصطفى قوللى انت شغال فين ؟
مصطفى : انا مع عم جابر فى الامن يا باشا بس لسه اول ليله النهارده ومش عارف مكانى فين
حاتم : طيب يا رجاله قوموا شوفوا اشغالكم وانا حاروح مشوار ولو حد فيكم محتاج اى حاجه سجلوا تليفونى عندكم
املى عليهم حاتم رقم هاتفه وكان على يقين ان مصطفى سيتصل به قريبا
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الاول
اصبحت داليا وخديجه تلتقيان كل يوم للتنزه وكانت خديجه تصحبها الى اماكن لم تعرفها داليا من قبل مطاعم على البحر واحات للتنزه واماكن للترفيه جعلها تظن انها طوال اكثر من عامين ونصف لم تعرف شيئا فى تلك المدينة الهادئة
وكانت خديجه فى كل مرة تدعو عددا من صديقاتها للخروج وتعرفهم بداليا التى كانت تجذب محبتهم بحلو حديثها وثقافتها وطبيعتها البسيطة فزاد عدد اصدقائها وبدات تشعر بالالفة وسطهم
كانت داليا تلاحظ فى بعض الاحيان عند الخروج ان احدى صديقات خديجه تنفرد بها لبعض الوقت وعلى ملامحها علامات الانزعاج وبعد القليل من الوقت تعود وقد زال انزعاجها وعادت اليها صفاء نفسها واخيرا سالتها
داليا : انتى ايه حكايتك امبارح ام ايمن جايه مش طايقه نفسها قعدت معاكى ربع ساعه رجعت رايقه ومن كام يوم ام سلطان نفس الحكايه والنهارده فاطمه ايه الحكايه
خديجه : شوفى مش حاقدر اقول اسرارهم لكن كل واحده من صاحباتى بيكون عندها مشكله تاعباها ومش لاقيه حل ما تلاقى الا خديجه تحكيلها والحمد لله ربنا بيلهمنى بالحل اللى يريحهم والسر بينى وبينهم يفضل فى بير وعلشان كده صاحباتى بيحبونى
داليا : طيب اسمعى بكره مش عاوزه اخرج بكره عاوزه اجيلك البيت نقعد لوحدنا ممكن ؟
خديجه : معقول ؟ انتى بتستاذنى علشان تيجى بيتك ؟ البيت بيتك يا حبيبتى وانا واحده من خدامينك
داليا : تسلمى ويسلم ذوقك يا بنت الاصول
......................
وفى اليوم التالى ذهبت داليا لزيارة خديجه صباحا قبل عودة الاولاد من المدرسة فجلسا فى الحديقة واحضرت احدى الخادمات المشروبات ونبهت عليها خديجه الا ياتى اليهما احد من الخادمات مطلقا
داليا : خديجه انتى دلوقت صاحبتى الوحيده وانا تعبانه نفسى اتكلم معاكى بس كنت مستنيه اقدر اتشجع اللى حاقوله ممكن يغير رايك فيا ويخليكى تحتقرينى لكن والله انا عارفه انك اهل للثقه من اول يوم شفتك فيه
خديجه : صدقينى يا داليا مافيش حاجه ابدا ممكن تغير رايى فيكى حتى لو عملتى مصيبه كل بنى ادم بيغلط واحنا مش ملايكه وكونك خايفه تتكلمى ده دليل انك مش راضيه عن اللى عملتيه احكيلى وفضفضى وان شاء الله مش حاكتفى بالنصيحه انا معاكى لحد ما احل كل مشاكلك حتى لو كلفتنى عمرى
داليا : سلامة عمرك تسلميلى حاحكيلك يا خديجه حاحكيلك كل حاجه
حكت داليا كل شيء من بداية اجبارها على الزواج من على واكتشافها لعجزه وسرقة جواز سفرها وعلاقتها بمنيع حتى وصلت الى اكتشاف الحمل كانت دموعها تسيل وخديجه تحتضنها وتضع راسها على صدرها وتمسح دموعها بيدها حتى قالت داليا اخيرا
داليا : وادينى دلوقت زى ما انتى شايفه بقيت عايشه هنا زى المحبوسه ورجوعى لمصر اصبح حلم قربت انساه واياس انه يتحقق بالذات بعد ما ضيعت شرفى
خديجه : ما تقوليش كده انتى غلطتى بس مين فينا ملاك ؟ ربنا غفور رحيم وانتى واضح انك ندمانه عارفه انا دلوقت حسيت بالذنب ناحيتك يمكن يوم ما جيتى تلاعبى كاظمه لو كنت سبتك تلاعبيها او اتصاحبت عليكى ما كانش حصل اللى حصل كلنا اذنبنا فى حقك ومش لازم دلوقت تدبحى نفسك على غلطه رغم انى ما اقدرش اقول انها صغيره لكن بلاش تكون نهايتنا خلينا نحاول نصلح
داليا : ازاى ؟ اللى انكسر عمره ما يتصلح
خديجه : لا يتصلح كل مشكله وليها حل اسمعى الاول سيبينى اشوف حل لمشكلة الحمل دى بس حاقول لك حاجه هو حرام لكن الحمل ده لازم ينزل وربنا يغفر لنا انما فيه قاعدة بتبيح اختيار اهون الضررين سيبينى اشوف نحلها ازاى وبعدين نشوف مشكلة سفرك لمصر
داليا : خلاص يا خديجه مش عاوزه ارجع مش حاقدر اورى وشى لحد
خديجه : لا حتقدرى وترجعى وترفعى راسك عارفه انا لو مكانك واتجوزت واحد زى ده والله فى سماه اسبوع اما يطلقنى او افضحه لكن انتى غصب عنك لانك فى غربه ووحيده صبرتى سنين وشفتى الويل والمر الله يكون فى عونك انتى عارفه انا دلوقت حبيتك اكتر من الاول لانى حسيت بروحك طاهره وجميله وحتى الخطيئة اللى وقعتى فيها يمكن تكون خير وتقربك من ربنا
داليا : بس انا جبت العار لاهلى
تنهدت بحزن وهى تدفن راسها اكثر فى حضن خديجه وتقول
داليا : انا والدى الله يرحمه كان دكتور فى الجامعه وعميد كلية الهندسه وجدى كان صاحب عزبه وكان كبير عيلة شركس وراجل بيقف مع الحق وينصر المظلوم وعمى .....
سكتت وتنهدت بحرارة فربتت خديجة على ظهرها وتساءلت
خديجه : ماله عمك
داليا : عمى كان زى جدى بس يا خساره ما طلعش حقانى زيه بعد ما مات ابويا اكل حقى فى الميراث واخد ارضى بعقد مزور وسابنى لعيلة امى تتحكم فيا . امى اللى عمرى ما حسيت انها امى او انها تنفع ام اصلا وخالى المرعب زعيم العصابه البلطجى ياريت عمى قال عاوز الارض كنت اديته كل حاجه وكفايه انى افضل فى حمايته بعد ابويا انا مش زعلانه على الارض لكن حقيقى زعلانه قوى على عمى
خديجه : كل شيء يتصلح وحترجعى احسن من الاول وانا مش حاسيبك الا بعد ما احل كل مشاكلك وارجعك مصر وازورك هناك كمان
امسكت داليا بيدها تقبلها قائلة
داليا : الله يا خديجه اول مره فى حياتى احس بحنان الام انتى عندك كام سنه ؟
خديجه : سبعه وعشرين سنه اسمعى انتى بتصلى ؟
ادارت داليا وجهها بحرج قائلة
داليا : بصراحه لا انا عارفه انى مقصره لكن .....
خديجه : طيب عندك مانع تقومى تتوضى ونصلى دلوقت واللا عندك اعذار
داليا : لا ما عنديش بس ازاى حاقدر اقف بين ايدين ربنا وحاقول ايه ؟
خديجه : حتقولى انك تايبه وندمانه وتبكى بين ايدين الرحمن الرحيم وهو غافر الذنب وقابل التوب ياللا قومى
وبعد الصلاة جلست داليا اكثر من ساعة تستغفر وتبكى ندما على ما فعلته حتى شعرت بالراحة وخديجه بجوارها تسبح وتستغفر ثم عادتا الى الحديقة لانتظار وصول الاطفال
خديجه : اسمعى ابو فهد النهارده مش موجود ايه رايك تباتى عندى وحاعمل عزومه اجيب كل صاحباتنا نقضى سهره جميله
داليا : اعملى اللى انتى عاوزاه بس مش ضرورى البيات
خديجه : طاوعينى دى فرصه وابو فهد النهارده فى البيت التانى
داليا : البيت التانى ؟ انا كنت فاكره انه مسافر معقول يتجوز عليكى انتى ؟ ازاى ؟
خديجه : مين ده اللى يتجوز عليا ؟ انا اقتله
ضحكت وجاوبتها داليا الضحك ثم اضافت
خديجه : لا كاظم كان متجوز قبلى واتجوزنى انا عليها بس مراته على فكره صاحبتى وهى طيبه وبنت ناس ومش زعلانه من جوازه منى
داليا : طيب ايه اللى خلاكى توافقى تتجوزى واحد متجوز ؟
خديجه : اولا دى عوايدنا الراجل عادى يتجوز اتنين وتلاته وحتى اربعه وثانيا وده الاهم انى باحبه من وانا لسه صغيره وهو كمان بيحبنى
داليا : طيب اتجوزها ليه وهو بيحبك ؟
خديجه : كان مسافر يدرس فى الاكاديميه البحريه فى اسكندريه وابوه صمم يجوزه قبل ما يسافر لانه شاب وممكن يغلط ووقتها انا كنت لسه اتناشر سنه واول ما خلص دراسه ورجع اتجوزنى وانا عندى ستاشر سنه
......................
حضرت الكثير من الصديقات للحفل وقضين وقتا ممتعا فى التنافس فى الشعر والرقص والغناء وكانت داليا محط انظار الجميع بثقافتها ولباقتها وحسن حديثها وروحها العذبة واستحوذت على اعجاب الجميع لحسن خلقها وجمالها .
كانت داليا تلاحظ ان خديجه تنشغل كثيرا عن الحفل حيث تتغيب بصحبة احدى الصديقات ثم تعاود الظهور لتتغيب مجددا بصحبة صديقة اخرى واستمرت السهرة طويلا حتى شعرت داليا ببعض الارهاق فصبت لنفسها كوبا من العصير واخذت ركنا تجلس فيه تشاهد الباقيات فى تنافسهن حتى اقبلت عليها صهباء صديقة خديجه السوريه
صهباء : قوليلى صحيح انتى من الشام ؟
داليا : لا انا من مصر
صهباء : معقول ؟ ملامحك كلها شاميه بس اهل مصر برضه حلوين انما مش عارفه ليه احساسى انك من الشام انتى صاحبة خديجه من زمان ؟
داليا : بقالى حوالى عشر ايام
صهباء : صراحه ومش علشان هى صاحبتى يا بختك بيها ويا بختها هى كمان بيكى الحقيقه خديجه ما تصاحبش غير الناس النضيفه
داليا : متشكره قوى
صهباء : انا بامدح نفسى انا كمان هههههه انا كمان ليا فتره طويله صاحبة خديجه وباعتبر ان احلى حاجه حصلت فى حياتى هى معرفتى بخديجه الحقيقه هى انسانه فوق الوصف
داليا : هى فعلا انسانه محترمه وجميله وتستاهل كل الناس تحبها
صهباء : لا واكتر من كده دى اكتر واحده تقف جنب صاحباتها تعرفى من سنه حصلت معايا مشكله ما لقيتش غير خديجه اللى وقفت جنبى
داليا : مشكلة ايه خير ؟
صهباء : انا زوجى محاسب كان بيشتغل فى شركه وفى يوم الشرطه قبضت عليه واتهموه بالاختلاس وكانت كل الظروف ضده رغم انه كان بريء وانا واثقه من براءته ووقتها كانت علاقتى بخديجه سطحيه وماليش عشم كبير معاها يادوب لسه متعرفين وزادت المشكله ان الشركه رفضت تدفع راتبه او ايجار السكن وبعد تلات شهور وهو فى الحبس فلست وصاحب السكن جه فى يوم عاوز يطردنى انا وبناتى ووقتها كانت خديجه بتتصل بيا تلاقى تليفونى مقفول لانى اضطريت ابيعه وكانت تسال عنى ماحدش يعرف عنى حاجه سالت على عنوانى وجت تزورنى ووصلت والناس بيرموا العفش فى الشارع وانا واقفه فى الشارع حاضنه بناتى وباعيط نزلت من عربيتها سالتنى فيه ايه حكيت لها قامت ركبتنى وانا والبنات عربيتها ومسكت الراجل فى الشارع كانت حتاكله بسنانها لدرجه انه جرى من قدامها واتصلت على زوجها بعت عربيات نقلت العفش لمخزن عنده واخدتنى انا وبناتى على بيتها هنا وقعدنا عندها اكتر من شهر معززه مكرمه وهى تعاملنى كأنى صاحبة البيت وانا من الظروف الصعبه اللى كنت فيها طلبت منها تشغلنى عندها خدامه قالتلى عيب انتى صاحبتى وزى اختى وانا اشيلك على راسى ولو مية سنه ووكلت محامى على حسابها وزوجها الله يكرمه كلف ناس من عنده يتقصوا لحد ما عرفوا ان فيه محاسب تونسى زميل زوجى هو اللى اختلس ودبر كل حاجه علشان يتهموا زوجى وقدر يثبت براءته وبعدها الشركه حاولت تعوضه عن السجن وتراضيه وتديله وظيفه اكبر لكن زوج خديجه هو اللى اتصدى لهم وقال انتم لازم تعوضوه تعويض مالى اما الوظيفه لو اخر شركه فى المملكه سامر مش حيشتغل معاكم وخلاهم دفعوا تعويض كويس وشغله معاه فى شركة الملاحه بتاعته اما خديجه تصدقى رغم التعويض الكبير اللى زوجها اصلا السبب فيه لكن رفضت تاخد الفلوس اللى دفعتها للمحامى وقالت دول هديه منى للبنات
نظرت صهباء ناحية خديجه باعجاب وقالت
صهباء : حقيقى خديجه دى ملاك
داليا : فعلا من يوم ما عرفتها ورغم المده الصغيره دى لكن انا حاسسه انها نعمه ربنا انعم بيها عليا
انصرفت كل النساء فى نهاية السهرة واصرت خديجه على مبيت داليا عندها وافردت لها غرفة مريحة بمنزلها وحين ذهبت للنوم قالت
خديجه : اعملى حسابك بكره حنقوم بدرى حنروح مشوار مع بعض
داليا : حنروح فين ؟
خديجه : حنروح مستشفى فى بلد صغيره بعيد عن هنا علشان نخلص من مشكلة الحمل بتاعتك