اخر الروايات

رواية ظلمات حصونه الفصل السابع عشر 17 بقلم منة الله ايمن

رواية ظلمات حصونه الفصل السابع عشر 17 بقلم منة الله ايمن 


                                        
-الفصل السابع عشر- 

+



انتهيا من تلبيس خواتم الخطبة تحت أنظار وفرحة الجميع، ليقوم "إياد" برفع كف "ملك" بخفة وتقبيله برقة ونعومة عارمة، صفق الجميع وبادلوهما التهاني والإبتسامات والتمني لهما بحياة سعيدة طوال العمر. 

+


كان "جواد" يقف بعيدًا عن الحاضرين ويختلس النظر إلى "ديانة" مُحاولًا إشباع عينيه من كثرة جمالها ورقتها، لاعنًا "لبنى" و"هناء" ونفسه وقلبه الذي لا يرأف به أمام عقله، يتمنى لو يستطيع أن يُلقي بنفسه من فوق البناية لعله يجد الراحة من كل ما يحدث حوله. 

+


بينما أقترب "إياد" من أذن "ملك" هامسًا بمكر: 

+


- اتخطبنا أهو يعني أبوس وأحضن براحتي يا جميل؟ 

+


ألتوى ثغر "ملك" بعدم رضا رافعة أحد حاجبيها بإستهزار مُعقبة: 

+


- بوس وأحضان فى عينك، لسه بدري يا بابا على الكلام ده، أنا خطيبتك مش مراتك. 

+


أبتسم بخبث عازمًا على أن يصفعها ببعض الكلمات التي تجعلها لا تستيطع أن ترفع عينيها بوجهه مُردفًا بمكر: 

+


- لا مهو لما تبقي مراتي مش هيبقى بوس وأحضان بس، ده هيبقى فى حاجات ممكن قلبك يقف لو عرفتيها. 

+


أكتست الحمرة وجهها لاكزة إياه فى صدره مُضيفة بإنزعاج مُمزج بالكثير من الخجل: 

+


- أنت قليل الأدب ومعندكش دم. 

+


أبتسم "إياد" بحب وإعجاب مُردفًا بصدق: 

+


- وبحبك أوي. 

+


أشاحت بنظرها بعيدًا عنه، فهى لم تعد تستطيع النظر إليه أكثر من ذلك، لينقذها من خجلها قدوم "جواد" الذي أخذ يقترب من "إياد"، ليصبح أمامه مُضيفًا بهدوء: 

+


- مبروك يا إياد، أنا مُضطر أمشي بقى وأنت زي ما قولتلك بكره سماح. 

+


أمتعضت ملامح "ملك" بالحزن لأنها تعلم إذا رحل "جواد" بالطبع سيأخذ "ديانة" معه، لتهتف بإندفاع: 

+


- طب ما تخليكوا شوية كمان. 

+


أدار "جواد" وجهه ثم أغمض عينيه بقليل من الملل ولكن لم يلاحظه أحد، ليعود بنظره إليها مرة أخرى مُصطنعًا الهدوء: 

+


- معلش محتاج أمشي. 

+


لاحظت "ملك" كلماته المقتضبة وإصراره على الذهاب، لتومأ له برأسها بالموافقة بخيبة أمل على رحيل "ديانة" ولكن لا يوجد بوسعها شيئًا لتفعله، لينهض "إياد" وأخذ "جواد" بعيدًا عن "ملك" مُعقبًا بإقتراح: 

+


- جواد ياريت تدي نفسك فرصة تانية فى موضوع ديانة، أنا شايف إنها متستاهلش كل ده، وحاسس إن بقا فى حاجة من نحيتك. 

+



       

                
ربت "جواد" على كتف "إياد" مُحاولا التهرب من الحديث وهو يستعد للذهاب مُردفًا: 

+


- مبروك يا إياد. 

+


أبتعد "جواد" متجهًا نحو "زينة" كي يخبرها أن عليهم الرحيل، بينما ظل "إياد" يتابعه بعينه مُتنهدًا بثقة: 

+


- والله شكلك حبيتها يا أبن الدمنهوري. 

+


❈-❈-❈ 

+


بعد مرور شهر.. 

+


كان يجلس بصحبة "هاشم" فى مكتبة بالقصر بناءًا على رغبته فى مقابلته بعيدًا عن الشركه والموظفين، يرتاب "إياد" قليلًا لعدم معرفته بسبب تلك المُقابلة المفاجأة، بينما لاحظ "هاشم" توتره ليبتسم مُعقبًا بمرح: 

+


- إيه يا إبني أنت قاعد متوتر كده ليه؟ 

+


حمحم "إياد" مُجيبًا بإحترام وتقدير: 

+


- أبدًا يا عمي، أنا بس مستغرب أول مره حضرتك تطلب تقابلني فى البيت! 

+


إبتسم "هاشم" مُردفًا بود: 

+


- بصراحة كنت عايز أتكلم معاك فى موضوع بيني وببنك. 

+


ضيق "إياد" ما بين حاجبيه بقليل من التعجب، ما هو الشيء الذي أراد "هاشم" أن يتحدث فيه معه خارج الشركه، ليُردف بفضول: 

+


- اتفضل يا عمي! 

+


أبتسم "هاشم" له بكثير من الحب مُوضحًا: 

+


- أنت عارف يا إياد إنك عندي زي جواد وزينة بالظبط، وعارف إن أبوك كان صحبي أوي، وكمان كان شريكي فى جزء من أسهم الشركة. 

+


تنهد "إياد" بأسى عند ذكر والده المتوفي مُُردفًا: 

+


- طبعا يا عمي أكيد عارف، الله يرحمه. 

+


- الله يرحمه. 

+


قالها "هاشم" وهو يقوم بفتح درج مكتبه ملتقط منه أحد الملفات ووضعها أمام "إياد" مُضيفًا: 

+


- إمسك يا إياد. 

+


ألتقط ذلك الملف مُتفحصًا إياه مُضيقًا ما بين حاجبيه مُستفسرًا: 

+


- آيه ده يا عمي؟ 

+


زفر "هاشم" بقليل من الراحة لتخلصه من ذلك الحمل الثقيل الذى تمنى كثيرًا أن يتخلص منه، ولكنه لم يكن يستطيع كسر وصية صديقه المتوفي، ليجيبه بهدوء: 

+


- ده يا ابني كل نصيب والدك فى أسهم الشركة بتاعتنا وأرباحهم، انا كتبتهم بإسمك، ودي كانت وصية والدك الله يرحمه، قالي لما إياد يكبر ويقدر يتحمل المسؤلية أحولهم بإسمك، وأنت دلوقتى كبير بما فيه الكفاية، أنت خاطب بقالك يجى شهر أهو وشكلك واخد الموضوع جد وداخل على جواز، أنت أولى تدير حقك بنفسك وعلى فكرة، فى شركة من الشركات دي حق إدارتها من نصيبك أنت، لأنها تعتبر بتاعت والدك وأنا أسهمى فيها بسيطة جدًا. 

+


شعر "إياد" بالصدمة لأنه لم يكن يعلم بأمر شراكة والده و"هاشم"، كيف ومتى حدث ذلك؟ ولماذا لم يخبره "جواد" بهذا الأمر! لينظر نحو "هاشم" مُُعقبًا بأثار صدمة: 

+



        
          

                
- أنا مش عارف أقولك إيه يا عمي، بجد شكرًا على أمانتك لو حد غيرك مكنش عرفني حاجة، خصوصًا إني مكنتش أعرف أي حاجة عن موضوع شراكتك أنت ووالدي دي، وجواد نفسه مجبليش سيرة حاجة! 

+


أبتسم له "هاشم" بود مُضحًا: 

+


- جواد هو اللي قالي أعرفك بموضوع الشراكة ده، وقالي إنك المره دي عقلت بجد وبقيت قد المسؤلية. 

+


تنهد "إياد" بهدوء بعد أن زالت أثار صدمته، إنه لم يكن يعلم بكل هذا ولم يكن ذلك الأمر بحسبانه، هو كان يكتفى بعمله مع "جواد" وصداقتهما، لم يكن يعلم إنهما شركاء أيضًا، ليُعقب بإمتنان: 

+


- شكرًا يا عمي بس أنا مش عايز كده، أنا عايز أفضل مع حضرتك ومع وجواد، أنت عارف إني معنديش غيركوا بعد والدي وولدتي، أنتوا كنتوا أهلي، فمتحرمنيش من أهلي مرة تانية لو سمحت. 

+


نهض "هاشم" من كرسيه مُتجها نحو "إياد" الذي نهض هو الأخر، ليتقدم "هاشم" ويقوم بمعانقة "إياد" مُردفًا بحنان أبوي: 

+


- مين يا ابني اللي قال الكلام ده، أنت عمرك ما هتبعد عننا وأنا مش بقولك نفضي الشراكة، أنا بقولك تدير حقك معانا، دلوقتي أنت مش موظف أنت صاحب حق يا إياد ولازم يا ابني تاخده، وبردو هتفضل ابني زيك زي جواد بالظبط. 

+


لم يجد"إياد" ما يقول ليلاحظ "هاشم" تلعثمه ليحرره من ذلك الضغط مُضيفًا بمشاكسة: 

+


- يلا بقى عشان تليفونك مبطلش رن من ساعة ما جيت وواضح إنها خطيبتك، روح رد عليها قبل ما تنزل تعمل محضر فى القسم بإنك مفقود ومتغيب من ساعة. 

+


ضحك "إياد" على ما تفوه به "هاشم" ناهضًا من كرسيه مُردفًا بحب وأحترم: 

+


- تصبح على خير يا عمي. 

+


- وأنت من أهله يا حبيبي. 

+


خرج "إياد" من مكتب "هاشم" متجهًا نحو باب القصر، ليلاحظ "هناء" تقف بصحبة إحدى العاملات بالمنزل، ولكنه لم يرتاب الموقف وشرع فى الخروج. 

+


❈-❈-❈ 

+


أستيقظ باكرًا مثل عادته منذ أكثر من ثلاثة أشهر، أخذ حمامه مرتديًا ملابسه، ليستعد لذهاب إلى الشركة قبل أن تستيقظ "ديانة" حتى لا يلتقي بها، على الأقل إلى أن تضع حملها بسلام. 

+


هبط درجات السُلم متجهًا إلى الأسفل، ليلاحظ وجود إحدى العاملات بالمنزل، ليشعر إنه قد رآها قبل ذلك وقبل أن يتفوه بكلمة، قاطعته "زينة" واضعه يدها بظهره مُردفة بحب: 

+


- صباح الخير يا حبيبي. 

+


أحتضنها "جواد" بحنان مُردفًا بحب متبادل: 

+


- صباح النور. 

+


فرق عناقهما موجهًا نظره إلى العاملة مُستفسرًا: 

+


- هي دي اللي جايه من البيت عند بابا؟ 

+


أومأت "زينة" برأسها مؤكدة على حديثه مُضيفة: 

+



        
          

                
- ايوه كويس إنك بعت جبتها هتريحنا جدًا. 

+


هز "جواد" رأسه بالموفقة على حديثها مُعقبًا: 

+


- طيب أنا رايح الشركة، عايزه حاجة؟ 

+


أمتعضت ملامح "زينة" بأنزعاج هاتفة: 

+


- مش هتقعد تفطر معانا بردو زي كل يوم؟ 

+


أبتلع بمرارة فكم يود أن يجلس معهما أو يتحدث إليها أو يرها على الأقل، ولكن لا يستطيع حتى لا تزداد حيرته وتشتته الذي لا يدري إلى أين سيدفعه، ليجيبها مُعتذرًا: 

+


- معلش يا حبيبتي كده أحسن، وأديكي شوفتي اللي حصل فى أخر مرة فطرنا سوا، يلا سلام. 

+


فر هاربًا عندما شعر بهبوط أحدهم الدرج، ليدرك إنها "ديانة" قد أستيقظت، ليذهب سريعًا حتى لا يُعطي نفسه فرصة لرؤيتها وإعادة ما حدث ذلك اليوم مرة أخرى، وسريعًا ما خرج من البيت. 

+


هبطت "ديانة" الدرج بحذر حتى لا يتأذى جنينها التي أصبحت مُتعلقة به كثيرًا وتتمنى أن تراه فى أقرب وقت، فتلك مشاعر الأمومة التي أستحوزت عليها كليًا، لتهتف بحب موجها حديثها نحو "زينة": 

+


- صباح الخير يا زوزه. 

+


بادلتها "زينة" التحية بكل حب: 

+


- صباح النور يا قلب زوزه، يلا يا جميل عشان نفطر. 

+


وافقتها "ديانة" وبالفعل جلستا معًا ليتناولان الافطار وأفكار كثيرة تدور بعقل "زينة" تريد الأستفسار عنها، ولكنها ستضطر حينها أن تفصح بكل شيء إلى "ديانة"، ولماذا لا تُفصح لها! فهي شخصية جيدة وقد أصبحا صديقتان مقربتان بالفعل، لتتنهد "زينة" مُعقبة بإستسلام: 

+


- ديانة كنت عايزة أتكلم معاكي فى موضوع كده وأخد رأيك فيه. 

+


أبتلعت "ديانة" ما فى فمها من طعامًا مُردفة بإهتمام: 

+


- قولي يا زوزه. 

+


توترت "زينة" وأشبكت أصابع يدها ببعضهما، لا تدري من أين تبدأ اطأو ماذا تقول؟ لتعقب فى النهاية بنبرة خافتة: 

+


- أنا.. أنا ومالك بنحب بعض. 

+


أعتلت صدمة المفاجأة وجه "ديانة"، ولكنها سريعا ما تحولت إلى إبتسامة مليئة بالسعادة والحماس مُردفة بلهفة وفضول: 

+


- لا ده أنتي تحكيلي الحوار كله من الأول. 

+


أبتسمت "زينة" بخجل ولكنها شعرت بالراحة لترحيب "ديانة" بالفكرة مُعقبة بسعادة: 

+


- هحكيلك. 

+


❈-❈-❈ 

+


ضيق ما بين حاجبيه غير مُدركًا عن أى شيء يتحدث صديقه! أو ماذا يقصد بحديثه؟ إنه أرتاب من هيئته وهو دالفًا إليه بمجرد أن وصل الشركة ودخل مكتبه، وإلى الأن يبدو وكأن هناك إحدى الكوارس على وشك أن تحدث، ليزجره بحدة مُحثًا إياه على الحديث: 

+



        
          

                
- ما تنطق يا إياد فى إيه! 

+


أبتلع "إياد" بمضض لا يعلم ماذا يفعل؟ أيخبره ويجن حينها جنون "جواد"؟ أم لا يخبره ويترك تلك الكارثة تحدث ويشعر بالذنب طوال عمره! بل سيخبره وليحدث ما يحدث، ليجيبه مُتواخيًا الحذر: 

+


- أنا هحكيلك كل حاجه يا جواد بس أبوس رجلك فكر بالعقل قبل أي خطوة تعملها. 

+


أومأ له "جواد" برأسه بنفاذ صبر، لم يعد يحتمل طريقة الألغاز التي يُحدثه بها صديقه، ليشرع "إياد" فى قص عليه ما حدث ليلة أمس. 

+


••

+


خرج "إياد" من مكتب "هاشم" متجهًا نحو باب القصر، ليلاحظ "هناء" تقف بصحبة إحدى العاملات بالمنزل، ولكنه لم يرتاب الموقف وشرع فى الخروج، ليستوقفه مرة أخرى صوت العاملة وهي تتلفظ بإسم "جواد"، ليقترب منهما بحركة لا إرادية منه عندما شعر ببعض القلق، ليختلس السمع على مقربة منهما ليسمع "هناء" وهي تهتف بنبرة أمارة: 

+


- أيوه يا كوثر بكره هتروحي عند جواد فى الفيلا بتاعته عشان تشتغلي هناك. 

+


أومأت "كوثر" برأسها بالموافقة على حديث "هناء" مُردفة: 

+


- من عنيا يا ست هناء اللي تأمريني بيه. 

+


رمقتها "هناء" بنظرات استعلاء مُضيفة بكبر: 

+


- فى حاجه كمان عايزها منك بس لو طلعت برا عننا إحنا الأتنين هدفنك حيه. 

+


أبتلعت "كوثر" بقلق من حديثها، فهى تعلم جيدًا إنها قاسية ولا تقول شيئًا إلا وتستطيع تنفيذه، لتهتف بسرعة: 

+


- فى بير يا ست هانم، مش هفتح بؤي بحرف. 

+


أخرجت "هناء" من جيبها إحدى القنينات التي تبدو على الأرجح قنينة دواء، لتعطيها إلى "كوثر" مُضيفة: 

+


- خدي. 

+


ضيقت ما ببن حاجبيها بتعجب مُستفسرة: 

+


- إيه دي يا ست هانم! 

+


أجابتها الأخرى بهدوء وكأن ما ستقوله شيئًا طبيعي: 

+


- ده سم. 

+


ضربت "كوثر" على صدرها بذعر وفزع وكأن قلبها سقط من مكانه من شدة الرعب مُصيحة بإنفعال: 

+


- يالهوي! سم إيه يا ست هانم؟ 

+


زفرت بملل من ثرثرتها الكثيرة، كم تود صفعها ولكنها يجب أن تشرح لها حتى لا يحدث أي خطأ: 

+


- ده سم مخصوص للحوامل، وده هتحطيه لديانة مرات جواد فى العصير. 

+


ضربت على صدرها مرة أخرى ولاتزال ملامح الفزع والذعر متملكتان منها: 

+


- يا خرابي يا ست هناء، أنتي عايزاني أحفر قبري بإيدي، ده جواد بيه يقطع إيدي ورجلي ويسلخني وأنا عايشة. 

+



        
          

                
هدأتها وخففت من روعها مُردفة: 

+


- متخافيش محدش هيعملك حاجة، ولا حد هيعرف حاجة أصلا. 

+


علامات التعجب هي كل ما يظهر على وجه "كوثر" مستفسرة: 

+


- إزاي! 

+


زفرت بضيق وغضب من إضطرارها لتفسير الأمر لتلك الحمقاء الماثلة أمامها: 

+


- عشان يا غبية ده دوا معين لو اتحط للحامل هيموت الجنين فى بطنها من غير ما تحس وبعدها هيجلها تسمم حمل، لو ماتت الكل هيقول إنها ماتت بسبب إن الجنين مات فى بطنها ومحدش هيشك فيكي. 

+


أتسع ثغر "كوثر" إلى آخره من كثرة الدهشة مما أستمعت إليه للتو، لتهتف بصدمة: 

+


- يالهوي يا ولاد صحيح العلم نور، طب أنتي عايزه تموتيها ليه يا ست هانم. 

+


قابلت سؤالها بصفعة قوية أبلعتها ما بجوفها وكادت أن تُبلعها لسانها من شدتها زاجرة إياها: 

+


- أنتي هتنسي نفسك ولا إيه يا بت، أنتي تسمعي الكلام وبس. 

+


أومأت لها "كوثر" برأسها برعب وإنكسار هاتفة: 

+


- حاضر يا ست هانم،أنا أسفة والله مش هتتقرر تا.. 

+


أوقفها صوت رنين هاتف "إياد" الذي سريعًا ما قام بأغلاقة وأبتعد عنهما قليلا حتى لا يعلما إنه كان يستمع إلى حديثهما، لتُشير "هناء" إلى "كوثر" بالإنصراف وتوجهت هي نحو "إياد" بملامح هادئة على عكس ما بداخلها، عازمة على أن تعلم إذا كان أستمع لشيئًا من حديثهما أم لا؟ 

+


- أيه ده يا إياد أنت هنا من أمتى! 

+


أدرك "إياد" إنها تُحاول معرفة إذا كان أستمع لحديثها أم لا؟ ليبتسم لها بمرح قاصدًا أن يُشتتها مُجيبًا: 

+


- اه كنت قاعد مع عمي بنتكلم فى شوية حاجات كده بخصوص الشركة ولسه مخلص حالا، لقيت ملك نازله رن رن لحد ما زهقت. 

+


زفرت "هناء" بداخلها براحة لاعتقادها إنه لم يستمع إلى شيئًا، لتهتف بابتسامة مُحاولة التخلص من توترها: 

+


- معلش بقى أستحمل، أنت اللي جبته لنفسك. 

+


بادلها "إياد" الابتسامة عازمًا على إنهاء الحديث: 

+


- على رأيك، يلا بقى الوقت إتاخر، بعد أذنك. 

+


أبتسمت له بهدوء مُردفة بثبات: 

+


- أتفضل. 

+


••• 

+


أنتفض من مكانه بسبب ما أستمع إليه من صديقه وسريعا ما ألتقط هاتفة ومفاتيح سيارته بلهفة وذعر، ليلاحظ "إياد" فزعه ليهتف مستفسرًا: 

+


- فى إيه يا جواد؟ 

+


رمقه بملامح الفزع الذي يراها عليه لأول مرة والخوف فى أعيُنيه مُجيبًا بتلعثم: 

+



        
          

                
- كوثر، كوثر عندي فى الفيلا من الصبح وزمانها ... 

+


جحظت عيناه بمزيد من الصدمة والذعر راكضًا نحو باب مكتبه مُضيفًا بفزع: 

+


- ديانة!! 

+


هرول "إياد" خلفه متجهان إلى منزله لكى يلحقان "ديانة" قبل خسارتها هى وجنينها. 

+


❈-❈-❈ 

+


أتسعت عينها بصدمة مما أخبرتها به "زينة" وعما حدث بينها وبين "مالك" يوم خطبة "إياد" و "ملك"، لتُعقب "ديانة" بملامح تصرخ بالتعجب: 

+


- مالك عمل كل ده؟ 

+


أومات لها "زينة" بالإيجاب وقد أكتست الحمرة وجهها من تذكرها لذلك اليوم، لتزجرها "ديانة" مُردفة بعتاب: 

+


- وأنتي ممنعتيهوش ليه يا زينة؟ 

+


أبتلعت الأخرى بندم، لا تعلم لماذا لم تمنعه أو توقفه عما كان يفعله؟ ولكنها لم تستطيع حتى التحدث، فقد كان مُسيطرًا عليها بشكل كلي، لم يترك لها حتى القدرة على الكلام: 

+


- مش عارفة يا ديانة أنا كنت حاسه إنى بحلم، مفوقتش غير على صوت خبط على الباب والحمدلله إني فوقت قبل ما الموضوع يتطور أكتر من كده. 

+


لاحظت "ديانة" ندمها وإلقاء الذنب على نفسها، لتحاول هي تخفيف الضغط عنها وتطمئنتها مُردفة بهدوء: 

+


- الحمدلله إن الموضوع متطورش أكتر من كده، بس خلى بالك بعد كده، مالك مش إنسان وحش بالعكس مالك ده من أحسن الناس اللي ممكن تقابليها فى حياتك، بس فى الأول وفى الأخر هو راجل والراجل بتشوف المواضيع أبسط مننا وبتفتكر إن ده حقه عادي، وإن كده هو بيعبر عن حبه وبيطمع فى البنت اللي معاه حتى لو بيحبها، ومش بيبقى واخد باله إنه ممكن كده يئذيها فلازم أحنا بقى اللي ناخد بالنا ونمنع أي حاجة قبل ما الموضوع يتطور، ولو فعلا بيحبك يا زينة لازم يبقى فيه إرتباط رسمي بما إنه مش عارف يمسك نفسه كده. 

+


قالت جملتها الأخيرة بمرح لكي تخفف عن "زبنة" التي أعتلت البسمة ثغرها بسبب ما تفوهت به "ديانة"، ليقطع حديثهما صوت العاملة مُعقبة باحترام مُوجهة حديثها نحو "ديانة": 

+


- العصير يا ست ديانة. 

+


أبتسمت لها "ديانة" بإمتنان مُردفة: 

+


- تسلم إيدك يا..، هو أنتي اسمك إيه؟ 

+


أجابتها "كوثر" بإرتباك وهي تضع كأس العصير التي وضعت به الدواء فوق الطاولة: 

+


- إسمي كوثر يا ست هانم. 

+


أومأت لها "ديانة" مُردفة بإمتنان: 

+


- شكرا يا كوثر. 

+


رحلت "كوثر" بعيدًا عنهما، لتُعقب "ديانة" بإعجاب: 

+


- عسولة كوثر. 

+


وافقتها "زينة" الرأي مُردفة بمدح: 

+


- أيوه فعلا كوثر شغاله عندنا فى البيت من فترة طويلة، بس بنت دمها خفيف جدًا، على فكرة هتموتك من الضحك. 

+



        
          

                
ألتقطت "ديانة" كأس العصير مُردفة بابتسامة: 

+


- باين عليها. 

+


قربت كأس العصير من فمها وكادت أن ترتشف منه، لتجد تلك اليد التي أمتدت على يدها باعدة ذلك الكأس عنها بحركة سريعة، أثر ذلك عليه سقوطه أرضًا. 

+


فزعت "ديانة" ممَ حدث، لتنظر إلى صاحب تلك اليد التي فعلت ذلك، لتجده "جواد" واقفًا أمامها يتنفس الصعاد، لتنزعج ملامحها من فعلته تلك وصاحت فيه بغضب وحنق: 

+


- إيه اللي أنت عملته ده أنت مجنون؟ 

+


تجمدت "زينة" فى مكانها لا تعلم ما الذي يحدث بالضبط، لماذا فعل "جواد" هذا! ولماذا يبدو قالقًا هكذا؟ واضح جدًا إنه كان يركض ولكن لما؟ لحظة واحدة، لماذا "إياد" أيضًا يلحق به إلى هنا وجعل الحرس تقف أمام الباب! ما الذي يحدث؟ 

+


بينما "جواد" لم يكترث لحديث "ديانة" على ما يبدو إنه أتا فى الوقت المناسب ولم ترتشف منه بعد، زفر براحة قبل أن يصيح بصوتًا عالٍ أوشك على هز جدران البيت: 

+


- كوثر. 

+


هرولت إليه مرتعبة من نبرة صوته مُدركة إنه بالطبع أكتشف الأمر وسوف يزهق روحها لا محال، لتجيبه بمبرة ترتجف رُعبًا: 

+


- تحت أمرك يا جواد بيه. 

+


تقدم خطوتين ليقف أمامها وعينيه تشتعلان من كثرة الغضب والكراهية، وصفعة قوية تهاوت على وجهها أهتز على أثرها جسد كلا من "ديانة" و"زينة"، بالإضافة إلى تلك التي سقطت أرضًا من شدة الصفعة، لتضيف بذعر وهي تُحاوط وجهها بكفيها: 

+


- والله يا بيه ما عملت حاجة. 

+


أمتدت يده جاذبًا شعرها مُعقبًا بأسنان ملتحمة من كثرة عضبه: 

+


- تحطى سم لمراتي فى العصير عشان تموتيها هى واللي فى بطنها ومعملتيش حاجة يا بنت الكلاب. 

+


أرتجف قلب "ديانة" ممَ أستمعت إليه للتو، لتضع يدها على بطنها بلهفة وخارت قواها وأوشكت عل السقوط أرضًا من شدة فزعها، بينما حاول "إياد" تخليص "كوثر" من يد "جواد" مُعقبًا: 

+


- خلاص يا جواد، سيبها بقى هتموت فى إيدك. 

+


أزداد من شدة جذبته لشعرها، مُردفًا بتوعد وحنق موجهًا حديثة نحو "كوثر". 

+


- ومين قال إني هسيبها تموت وترتاح، وحيات أمك لخلي جسمك يموت حته حته قبل ما أطلع روحك بإيدي. 

+


ألقت "كوثر" بنفسها تحت قدميه بذعر ورعب مُقبلة إياهما مُردفة بترجي: 

+


- أبوس رجلك يا بيه سامحني، والله الست هناء هي اللي أمرتني أعمل كده، أبوس إيدك يا بيه سامحني. 

+


صُعق كلا من "ديانة" و"زينة" وكانت الصدمة الأكبر من نصيب "زينة"، فهي تعلم إنها ليست بإمراة طيبة، ولكنها لم تتخيل إنها ستقوم بفعل مثل هذا، بينما "ديانة" لم تتفاجأ كثيرًا فهي تتوقع من تلك المرأة أية شيء. 

+



        
          

                
بينما صاح "جواد" موجهًا حديثه نحو رجال الحرس خاصته، والغضب قد أظلم زرقاوتية تاركًا جانبه المظلم من يتحكم فيه: 

+


- البت دي بتاعتكوا النهاردة، خدوها من وشي ومتشوفش الشارع تاني غير بأمر مني. 

+


أصطحب هؤلاء الرجال الثلاثة ذو البناية المُخيفة "كوثر" التي امسكوا بها متوجهون نحو الخارج، لتصيح هي بين يديهم برعب وهلع مُدركة ما يمكن أن يحدث لها، لتصرخ مستنجدة بأحدًا: 

+


- أبوس إيدك يا جواد بيه، أنا غلطانة سامحني، يا ست زينة ألحقيني يا ست زينة، متخليهومش يأخدوني الله يستر عرضك، أبوس رجلك يا جواد بيه أنا لسه بنت، متخلهومش يعملوا فيا كده. 

+


أختفت "كوثر" من أمامهم لم يبقى منها سوى صوت صراخها الذي أخذ طريقه فى الإبتعاد عن المنزل بحوزة هؤلاء الرجال الثلاث، لتقترب "زينة" من "جواد" بهلع من منظره ومن تلك النيران التي تندلع من زرقاوتيه مردفة بتردد: 

+


- جواد أنت هتعمل فيها إيه؟ 

+


رمقها بنظرة جعلتها تتجمد فى مكانها صارخًا بحدة: 

+


- هقطع من لحمها وأرميها للكلاب. 

+


أقترب "إياد" منهما مُحاولا تهدئة الموقف، موجها حديثه نحو "زينة": 

+


- لو سمحتي يا زينة خدي ديانة ترتاح شويه. 

+


ما إن وقع أسم "ديانة" على مسامع "جواد" إلا وأراد أن يركض إليها مُحتضنًا إياها مُتفحصًا كل إنشًا بها، ينظر لها بإهتمامًا شديد ولكن لا يستطيع الأقتراب منها، ماذا لو لم يلحقها؟ ماذا كان سيحدث لها؟ هل كان سيفقدها لنهاية؟ 

+


كانت "ديانة" هي الأخرى تنظر إلى "جواد" ويربط بينهم تواصل بصري غير مفهوم لأيًا منهما، بينما تدخلت "زينة" مُصطحبة إياها إلى غرفتها كي تستريح بعد كل ما حدث. 

+


أقترب "إياد" من "جواد" مُحاولا تهدئته مُرفًا بثبات: 

+


- إهدى يا جواد والحمدلله إننا لحقناها قبل ما يحصل حاجة، وبالنسبة للبت دي أنا هلحقهم قبل ما يعملوا فيها حاجة، بلاش تحملها الغلط كله، لأنها مش هي لوحدها اللي غلطانه. 

+


غلت الدماء بعروق "جواد" من كثرة الغضب والكراهية التي يحملها تجاه "هناء" عازما على أن لا يصمت تلك المرة مُعقبًا: 

1


- عنك حق وأنا هحاسب كل واحد على قد غلطه. 

+


❈-❈-❈ 

+


ظلت تدور بأرجاء المنزل بأكمله ذهاباً وإياباً تُحاول مُهاتفة "كوثر"، ولكن دون فائدة فهاتفها يعطى جرس دون رد، لتزفر بنفاذ صبر وضيق مُتمتمة: 

+


- راحت فين الغبية دي؟ 

+


عاودت "هناء" الأتصال عليها مرة أخرى مُحاولا الوصول إليها، لتستمع إلى رنين أحد الهواتف تقترب من خلفها، وبمجرد أن ألتفتت لترى من القادم، أنتهى صوت رنين الهاتف وفُتحت المكالمة التي كانت تنتظر فتحها، لتجد "جواد" يضع الهاتف على أُذنيه مُسلطًا أعينه إليها بنظرات حادة ومُخيفة مُعقبًا: 

+


- ما تردي يا هناء هانم، مش هي دى المكالمه اللي مستنيها تتفتح من الصبح! ردي بقى وقوليلي عايزه تستفسري عن إيه وأنا أريحك. 

+


أغمضت "هناء" عينيها بغضب مُدركة أن "جواد" قد كشف مخطتها وبالفعل فشلت خطتها، لتشعر بالغضب الشديد تجاه تلك الغبية "كوثر"، بينما "جواد" أخذ يقترب منها إلى أن أصبح لا يفصل بينهما سوى بعض السنتيمترات مُردفًا بتحدي: 

+


- ردي يا مدام هناء عايزه تعرفي كوثر حطت السم لديانة واللي فى بطنها ولا لأ؟ 

+


رفعت "هناء" إحدى حاجبيها بإستنكار من طريقته معها معها، لتعقب بنبرة إستفزازية: 

+


- أنت إزاي تتكلم معايا بالطريقة دي؟ 

+


صاح بها "جواد" بصوت جمهوري وأعيُن تتطاير منها النيران صارخًا بوجهها، والتي لو كان أحدًا بمكانها أمامه الأن بحالته تلك لكان خشى منه من شدة الرعب والفزع: 

+


- أومال أنتي عايزاني أتكلم معاكي إزاي؟ 

+


رفعت "هناء" يدها وكادت أن تتهاوى على وجهه بصفعة قوية تذكره من تكون هي ومن يكون هو، ليوقفها مُلتقطًا يدها ضاغطًا على ساعدها، لتتسع عينيها بصدمة وقد أرتابت ممَ فعله، ولكنها عملت على إظهار عكس ذلك مُردفة باستهزاء: 

+


- لا ده مش صوتك بس اللي بقى يعلى عليا، لا وإيدك كمان بقت تترفع وتمسك إيدي يا سي جواد، لا ده أحنا بقينا رجاله بقى. 

+


أحتدت قبضته أكثر على يدها وغلت الدماء بعروقه، وأخذ يكز على أسنانه لدرجة إنه كاد أن يُهشمها: 

+


- أنا راجل من زمان وأنتي عارفة كده كويس أوي، وعشان أنا راجل هقولهالك كلمة ومش هعدها تاني، ملكيش دعوة بمراتي واللي فى بطنها يا هناء الدمنهوري بدل ما أعمل حاجة تزعل الدنيا كلها. 

+


دفعها بعيدًا عنه وشرع فى الخروج من القصر، لتحتقن الدماء بوجه "هناء" متوعدة للجميع وخاصة "ديانة" بالموت على يدها وان تُلقن "جواد" درسًا يُكسرن ويُعيده إلى طوعها مرة أخرى. 

+


يتبع... 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close