اخر الروايات

رواية ظلمات حصونه الفصل الخامس عشر 15 بقلم منة الله ايمن

رواية ظلمات حصونه الفصل الخامس عشر 15 بقلم منة الله ايمن 

-الفصل الخامس عشر- 

+



أعتلت وجهها ملامح الصدمة وعدم التصديق لما تستمع إليه، أهو يكذب حتى يُخفى حقيقة ما فعلته تلك الفتاة الساقطة! أم إنه ولأول مرة يعصى أوامرها ولم يستمع إلى تحذيراتها؟ 

+


ضيفت "هناء" ما بين حاجبها مسنكرة بصدمة مُستفسرة بإبتسامة ساخرة: 

+


- حامل من مين يا جواد! 

+


أغمض عينيه بحنق وإنزعاج من طريقتها الباردة التي تقوده إلى قمة غضبة، ليُحاول تهدئة وتيرة أنفاسة مُردفًا بأسنان مُلتحمة: 

+


- ديانة حامل مني. 

+


أقتربت منه كثيرًا حتى أصبح لا يفرق بينهما سوا بعض السنتيمترات ولا تزال تعبيراتها تحمل تلك البسمة الساخرة مُضيفة بإستفسار: 

+


- وحاملت إزاي بقى مش فاهمة! باللاسيلكي؟ ولا أنت نمت معاها؟ وحتى لو نمت معاها حصل أمتى وإزاي؟ 

+


أشاح بنظره إلى الفراغ حتى لا تتقابل أعينهم، إنه لا يزال يخشى النظر إليها، خصيصا عندما يفعل شيء هي تراه خاطئًا، ليشعر بالتوتر ولكنه نجح فى إخفائة مُجيبًا بهدوء: 

+


- نمت معاها، قبل ما أسافر بعشر أيام. 

+


صفعة قوية تهاوت على وجهه لتُحي بداخله ذلك الألم الذي ظل أسيره لسنوات طوال، ليغمض عينيه بقهر وحسرة على تلك الذكريات المليئة بالقسوة والأهانة والذُل والضعف الذي كان يشعر بهم فى كل مرة تقوم بصفعه أمام الجميع، حتى وهو بعمر المراهقة لم ترأف به، وحتى اليوم وقد أصبح رجلًا ينتظر إبنه الأول لم تكف عن إهانتة وإذلاله، بينما صاحت هي مُضيفة بتسلط: 

+


- الطفل ده لازم ينزل. 

+


صُعق من طلبها ولاول مرة تحجرت الدموع فى عينيه مُحاولا منع إياها عن الهبوط، لقد عاش طوال عمره هي من تتحكم به وقد جعلت منه كائن يُمثل القسوة حتى يُخفى كل ذلك الضعف الذي بداخله، والآن تحاول التحكم بمصير طفله الذي لم يأتى على الدنيا بعد، كاد أن يتحدث ليوقفة صوت والده مُستفسرا: 

+


- طفل مين اللي ينزل يا هناء؟ 

+


شعرت "هناء" أن هذه فرصتها لضم "هاشم" إلى صفها ظنًا منها إنه سيُؤيدها الرأي لكي ينتقم من تلك الفتاة، وستكون هذه فرصته لإطفاء نار قلبه، ويضغطان معا على "جواد" حتى يقتلها هي والطفل معا، لتجيبه بحدة: 

+


- البيه اللي كان المفروض يجيب بنت لبنى ويقتلها وياخد بتار أمه واللي كان فى بطنها، راح ينام معاها وخلاها تحمل منه. 

+


صُدم "هاشم" ممَ تفوهت به "هناء"، لا يعلم أيشعر بالغضب لما فعله ابنه وأنه أقترب من ابنة "لبنى"، أم يشعر بالفرحة والسعادة لرزقه بذلك الطفل الذي شعر وكأنه تعويض عن طفله الذي مات قبل أن يولد، إنه سيكون أول حفيد له أيضًا، ليفيق من شروده على صوت "هناء" مُضيفة بإصرار: 

+



         
                
- البت دي لازم تموت هي واللي فى بطنها. 

+


للحظة أنتفض قلب "جواد" مما أستمع إليه، لا يدري لماذا! أهذا من أجل "ديانة"؟ أم من أجل طفله! ماذا سيقول والده؟ هل سيؤيدها الرأي ويقتلون "ديانة"، كلا لن يسمح بذلك. 

+


ليرمق "هناء" بكثير من الغضب والحنق، بينما تحولت ملامح "هاشم" للإنزعاج صارخًا بغضب وإنفعال زاجرًا إياها: 

+


- أنتي بتقولي أيه؟ أنتي أتجننتي يا هناء! ده حفيدي وتعويض من ربنا عن كل اللي راحوا وأتحرمنا منهم ومش هسمح لحد إنه يأذيه. 

+


حول "هاشم" نظراته نحو "جواد" الذي يقف أمامه مصدوما ممَ قال والده، ليجذبه "هاشم" من عُنق قميصه مُعقبًا بتحذير: 

+


- أسمعني كويس يا جواد، أنت أتجوزتها وأنا مقولتلكش حاجة، قولتلى هنتقم منها وبعدين أقتلها مفتحتش بوقي بحرف وقولت أسيبك بمزاجك، لكن بما إن الموضوع وصل لطفل ده مش بمزاجك، الطفل ده يتولد بعدها نقرر هنعمل أيه، لكن قبل ما تولد لو لمستها يا جواد أو فكرت تعمل فيها حاجة، حسابك هيكون معايا أنا. 

+


تدخلت "هناء" بغضب كبير من حديث "هاشم" صائحة بحدة وإنفعال: 

+


- أنت بتقول أيه يا هاشم! أنت عايز حفيد من بنت لبنى؟ 

+


رمقها "هاشم" بإنزعاج وصاح فيها بنبرة لا تقبل نقاش: 

+


- أنا عايز حفيد من أبني يا هناء، ومتنسيش إن بنت لبنى كمان تبقى بنت شرف، أنا كرهتها لإنها بنت لبنى بس دلوقتي الوضح أختلف هي حامل فى حفيدي أنا وشرف أخويا، وده لوحده يشفعلها ذنب إنها بنت لبنى، أنا خسرت أبني فى بطن مراتي من عشرين سنة، مش هسمح أخسر حفيدي دلوقتي. 

+


شعر "جواد" بالتشتت الشديد لا يدري ماذا عليه أن يفعل، لم يستطيع تحمل هذا النقاش القاسي الذي فى جميع أحوله يظل هو المجني عليه الوحيد، "هناء" تريده يقتل "ديانة" وطفله، ووالده يرفض ذلك، ماذا عنه هو! أهو أداة فى يدهم يحكونها كما يشأون. 

+


أنسحب مُسرعًا فى الخروج من المنزل غير مُلتفتًا خلقه ولا حتى عندما أستمع إلى صوت والده محذرا إياه: 

+


- إياك يحصل حاجة للطفل يا جواد أنت فاهم؟ 

+


خرج من القصر وهو يشعر بكثير من الضيق والإختناق غير مُحددًا وجهته، فقط يريد الإبتعاد عن الجميع حتى يستطيع إخماد تلك النيران التي تنهشه بدون رأفة أو رحمة. 

+


❈-❈-❈ 

+


أخذت "زينة" الكأس من يد "ديانة" بعد أن تناولت ذلك العصير الذى أعدته لها، لتردف بود: 

+


- ألف هنا وشفا يا حبيبتي. 

+


أغمضت عينيها بحزن وقليل من الإرهاق مُردفة بإمتنان: 

+


- شكرًا يا زينة. 

+


أبتسمت لها "زينة" بحب مُعقبة: 

+


- العفو يا حبيبت قلبي على أيه بس. 

+



        
          

                
بللت شفتيها وهي ترمق "زينة" بضعف وترجي مُعقبة: 

+


- زينة ممكن أطلب منك طلب. 

+


أومأت لها "زينة" بالموافقة مردفة بترحيب: 

+


- أكيد يا ديانة، أنتي تأمري. 

+


أبتلعت بحزن على ما ستقوله ولكن ليس أمامها حل أخر، حتى لا تظلم ذلك الطفل معها بتلك المعركة التي لا تعرف متى وكيف بدأت، لتفرض عليها المواجة ولكن لوحدها، ليس برفقة ذلك الطفل، أستجمعت كامل قواها وأضافت بألم: 

+


- أنا عايزاكي تساعديني يا زينة، مش عايزه طفل من الشخص ده، أنا حتى مش عارفة جوازنا ده أخرته أيه! مش عايزه أجيب طفل أظلمه معايا. 

+


أغمضت عينيها بألم مُحاولة منع دموعها عن الإنسدال مُضيفة بصعوبة: 

+


- أنا عايزة أنزل الحمل يا زينة. 

+


صُعقت "زينة" ممَ تفوهت به "ديانة" وكادت أن تزجرها لكي لا تتفوه بما قالته مرة أخرى، ليقاطعها دخول "جواد" الذى كان يقف خلف باب الغرفة وأستمع إلى كامل حديثهما. 

+


دلف "جواد" الغرفة بمنتهى الهدوء وهو يُطالع "ديانة" بنظرات فارغة، بينما شهقت "زينة" من وجوده وشعرت بالقلق من ملامحة الفارغة، بينما "ديانة" لم تهتز لها شعرة وكأنها لم تعد تخشاه أو بتلك الطريقة تقوده لكى يضربها ويقتل ذلك الجنين بأحشائها. 

+


ليتقدم "جواد" نحوهم مُجها حديثه نحو شقيقته مُردفًا بهدوء: 

+


- سبينا لوحدنا يا زينة: 

+


أبتلعت "زينة"خشية من هدؤه الغير طبيعي، لتقترب منه مُحاولة تهدئته: 

+


- جواد، أهدى وأسمعني لو سمحت. 

+


هتف بها مرة أخرى ولكن تلك المرة بنبرة لا تقبل النقاش وهو يدفعها برفق نحو الباب: 

+


- لو سمحتي أنتي يا زينة سبينا أنا ومراتي لوحدنا. 

+


شعرت "زينة" بالقلق من هدوء شقيقها وأصبحت خارج الغرفة رغمًا عنها وتخشى أن تدخل مرة أخرى، وتخشى أيضًا أن تتركهما معا ويقوم شقيقها بفعل شيئًا غبيًا ويأذيها أو يأذي الجنين. 

+


بينما أقترب "جواد" من "ديانة" ثم أنحنى إليها مُستفسرًا: 

+


- سمعيني تاني كنتي بتقولي أيه؟ 

+


نهضت من مكانها بأعين يملئها الكراهية والتحدي له غير مُكترثة لتلك النظرة التي كثيرًا ما رأتها قبل أن ينفعل عليها: 

+


- بقول هنزل الجنين ده عشان مش عايزة أخلف منك ولا عايزة أشوف وشك أصلا. 

+


أقترب منها بشدة لدرجة إنها اشتمت رائحة أنفاسه الكريهة أثر ما تجرعه من الشراب، ولكنها لم تتحرك حتى لا يظنها خائفة منه، فلم يعد يُخيفها على الإطلاق، بينما هو أبتسم نصف إبتسامة لم تفهم معناها مُضيفًا: 

+



        
          

                
- لا هتخلفي مني، وهتشوفي وشي لحد أخر يوم فى عمرك، أنتي بقيتي ملكي وأنا بس صاحب الأمر فى مصيرك. 

+


نظرت له بكرهية شديدة عمَ فعله بها منذ بداية زواجهما نهاية بإغتصابة لها ليلة أمس، لتضيف بإشمئزاز: 

+


- وأنا بكرهك وعمري ما كرهت حد قدك. 

+


أبتسم لها بمصدقية وأضاف بنبرة لم تفهما: 

+


- مش مهم تكرهيني أو تحبيني، المهم تفضلي جمبي. 

+


وقبل أن تُجيب عليه دفعها برفق نحو الحائط خلفها وأحاط يديها الأثنين بيديه ورفعها على الحائط بجانب رأسها، وسريعًا ألتقط شفتيها بقبلة ناعمة لم يفهم هو نفسه من أين أتى بها! وما سبب كل ما يفعله هذا؟ يبدو أن هذا بسبب ثمالته. 

+


لم يستغرق وقتًا كثيرًا، حتى إنها لم تكن قبلة شهوة مُطلقًا، بل كانت قبلة لم يُجربها أيًا منهما من قبل، وعلى الرغم من إندهاشها بفعلته تلك الغير مبررة، إلا إنها شعرت بالغضب تجاهه. 

+


دفعته فى صدره بمنتهى الغضب والكراهية وصاحت فيه بحدة وكراهية: 

+


- أنت فاكر نفسك مين عشان تعمل معايا كده؟ 

+


أجابها بهدوء رهيب، حتى إنه لم يغضب من فعلتها: 

+


- جوزك. 

+


وقبل أن تصرخ فيه مرة أخرى صاح مُناديًا على شقيقته: 

+


- زينة. 

+


دلفت بمجرد سماع أسمها، ليرمقها بنظرات ناعسة متمتمًا: 

+


- خلي بالك منها. 

+


رفعت حاجبها بدهشة من طريقة شقيقها الغير مبررة، لتنظر نحو "ديانة" مستفسرة عما يحدث، لتقابلها "ديانة" بمط شفتيها دليلًا على عدم معرفتها بما يحدث. 

+


بينما خرج "جواد" من الغرفة وأتجه نحو غرفته، ليسقط فى نوم عميق، وكأنه يأخذ قسطًا كبير من راحة عقله قبل أن يستيقظ ويبدأ ندمه وعتاب نفسه عمَ فعله منذ قليل. 

+


❈-❈-❈ 

+


بعد مرور أسبوعين...

+


كعادته منذ ذلك اليوم عندما أستيقظ وتذكر ما فعله أثناء ثمالته، وهو يمكُث فى تلك الغرفة بمفرده وبمجرد أن يستيقظ يأخذ حمامًا ويُبدل ملابسه ويتجه إلى الشركة، طوال هذان الأسبوعان وهو لم يرها، وكيف له أن يراها ويضع عينه بعينها بعد ما فعله معها ذلك اليوم! 

+


أقسم إنه لن يُعيدها ويجتمع معها فى مكان واحد مرة أخرى وهو ثمل، الأن يتركها تحت رعاية "زينة" التي لن تسمح له بالإقتراب منها ولم تتركها منذ ذلك اليوم. 

+


أنتهت "زينة" من إعداد الافطار لها ول"ديانة" حتى يتناولاه معًا مردفة بجهد: 

+


- لا لا أنا لازم أقول لجواد يجبلنا حد يطبخلنا، الموضوع طلع أصعب مما تخيلت. 

+



        
          

                
أبتسمت لها "ديانة" ونظرت لها نظرة ذات معنى، فهي تحسنت كثيرًا عن زي قبل، ولكن "زينة" لا تقبل أن تجعلها تُساعدها في شيئًا، فهي تركتها تنهض من الفراش وتجلس معها فى المطبخ بصعوبة كبيرة. 

+


لا تصدق إنها أصبحت أفضل خصيصًا وإنها طول تلك الفترة لم ترى "جواد"، لتشعر إنها أحسن بدون رؤيته، هتفت موجهة حديثها نحو "زينة": 

+


- أشد حيلي أنا شوية بس وأدوقك أحلى "نجرسكو" ممكن تاكليها فى حياتك. 

+


أبتلعت "زينة" بإشتياه مُصطنع مُردفة بحماس: 

+


- يا سلام بحبها جدا يا ديانة، خلاص شيدي حيلك بقى بسرعه عشان أدوقها من إيدك و... 

+


قطلع حديثها صوت جرس النزل مُعلنًا عن مجئ أحدًا لتتوتر "ديانة" ظنًا منها إنه "جواد" وعزمت على الصعود لغرفتها، بينما توجهت "زينة" نحو الباب لتجدها "ملك"، لترحب بها كثيرًا ودلفا معًا، وبمجرد أن رأتها "ديانة" أحتضنتها بكثير من الحب والإشتياق مُصيحة: 

+


- يا عمري وحشتيني، وحشتيني أوي. 

+


بادلتها "ملك" العناق وهي لا تقل عنها إشتياق بالإضافة إلى تلك السعادة التي تغمرها، لتزداد من إحتضانها، لتتدخل "زينة" مُعقبة بتحذير: 

+


- لا يا كوكو براحة عليها لحسن دي لسه فى البداية. 

+


قطبت "ملك" ما ببن حاجبيها بتعجب مستفسرة: 

+


- لسه فى بداية أيه؟ 

+


أبتسمت لها "زينة" بسعادة مُجيبة إياها: 

+


- لسه فى بداية الحمل. 

+


أتسعت عين "ملك" بصدمة وسريعًا ما صاحبتها أبتسامتها التي ملأت وجهها، بينما حولت نظرها إلى "ديانة" مُصيحة بلهفة وسعادة عارمة: 

+


- حمل!! لا بتهزري، ديانة أنتي حامل؟ 

+


أومأت لها "ديانة" بالموافقة لتندفع إليها "ملك" مرة أخرى مُعانقة إياها، وسريعَا ما فصلت العناق وعلى وجهها ملامح خيبة الأمل والحزن الطفيف مُردفة بطفولة: 

+


- يعني أنا أجي أفاجئك تقومي أنتي اللي مفجأني؟ 

+


هتفت "ديانة" مُنتبهة إلى حديثها مستفسرة: 

+


- تفاجئيني بإيه؟ 

+


أبتلعت "ملك" شفتيها إلى داخل فمها وأخذت تحرك عينيها يمينا ويسارا كالأطفال مُضيفة بطفولة: 

+


- بخطوبتي. 

+


توسعت عيني "ديانة" بصدمة مُصيحة بعتاب: 

+


- إيه!! من غير ما حد يعرفي!! ده إمتى وازاي و... 

+


أوقفتها "ملك" مُجيبة بضحك: 

+


- اهدي بس اهدي لسه متخطبتش، إحنا حددنا الخطوبة بس، اهدي وانا هحكيلك كل حاجه. 

+


•• 

+


صُعق الجميع من طلبه وخصيصًا "ملك"، هي بالفعل كانت تشعر بإعجابه تجاهها، ولكنها لم تتوقع إنه سيفعل ما يفعله الأن بتك السرعة، وخصيصَا بعد ما فعله منذ قليل عندما كانوا معَا على الطريق، ليهتف والدها بتردد: 

+



        
          

                
- أنا عارف إن أنت وملك أصدقاء، وعارف كمان إنك بتساعدها تشوف ديانة، وإنك صاحب جوز ديانة، بس يا ابني ملك صغيرة ولسه بتدرس! 

+


رطب "إياد" شفتيه مُحاولا التأني فى إختيار كلمات مُستخدمًا إياها لجعل والدها يوافق، هو بالطبع بارع فى أستخدام الكلمات ويُدرك جيدُا كيف يُقنع من أمامه بالموافقة على حديثه، ليُردف بإحترام وهدوء: 

+


- أسمع يا أستاذ محمود أنا جيتلك دوغري وجيت أطلب إيد ملك، عشان أنا مش عايز حتى يبقى بيني وبينها مجرد صداقة بالعكس، أنا عايز علاقتنا تكون فى النور. 

+


شعر "محمود" بالحيرة وما يُشعره بالقلق أن ذلك الشاب لم يُحضر والدايه معه، ولا يجب ان يشعر بالحرج عليه أن يستفسر: 

+


- طيب يا أبني أنت جيلي بطولك، مجبتش والدك ووالدتك معاك ليه؟ 

+


أخفض بصره أرضًا وشعر بغصة تكونت فى حلقة مُجيبًا: 

+


- والدي ووالدتي وأخويا توفوا من حوالي تمن سنين، وقريبنا فى محافظات تانية والعلاقة بينا مش قوية أوي. 

+


شعر "محمود" بالأسى على ذلك الشاب وأزدادت حيرته بين أن يرفض لأنها ما زالت صغيرة أم يُعطي لهما فرصة معا، خصيصًا وأن "ديانة" تقول إنها سعيدة مع ذلك الشخص الذي ترك لهم إنطباع سيء عنه، ولكنها تقول إنه كان مجرد سوء فهم وإنها الأن سعيدة. 

+


ولكن ماذا عن هذا الشاب؟ أيمكن أن يكون خيرًا لها، ليحول "محمود" نظره نحو إبنته التي واضح عليها ملامح الصدمة والتشتت، ليُعقب "محمود" مُوجها حديثه نحو إبنته مستفسرًا: 

+


- أنتي أيه رأيك يا ملك؟ 

+


توترت "ملك" كثيرًا ولأول مرة تشعر بذلك الكم من الخجل، لتنهض سريعًا مُتجهة نحو غرفتها، ليبتسم والدها على شعور صغيرته بالخجل الذي يراه ولأول مرة بحياته، لينظر إلى "إياد" مردفًا بإبتسامة ود: 

+


- طيب يا إياد أدينا يا أبني فرصة نفكر وأشوف رأي مالك لما يجي، وهرد عليك فى أقرب وقت. 

+


أبتسم له بإمتنان ونهض عازمًا على الذهاب مُضيفًا بإحترام: 

+


- هستنى رد حضرتك، بعد إذنكوا. 

+


خرج وهو يشعر بسعادة كبيرة سيطرت عليه، يشعر وكأنه لأول مرة يفعل الشيء الصحيح، وبمجرد أن دلف سيارتة، بدأ هاتفه بالرنين مُعلنا عن إتصال منها، ليبتسم بخفة مُلتقطًا الهاتف مُجيبًا بمشاكسة: 

+


- أيه وافقتي بالسرعة دي. 

+


شعرت بكثير من الخجل من كلماته ولكنها سريعًا ما أستعادت ثباتها لتُهاجمه بحدة: 

+


- ومين قالك أصلا إني هوافق عليك!! ده نجوم السما أقربلك. 

+


أعتدل فى جلسته بكل غرور هاتفًا بثقة: 

+



        
          

                
- هتوافقي يا ملك. 

+


ضحكت بسخرية على غروره مُعقبة بإستهزاء: 

+


- إيه الثقة دي كلها؟ وإيه بقى اللي هيخليني أوافق على واحد قليل الأدب زيك؟ 

+


أبتسم بمكر مُجيبًا إياها: 

+


- يمكن عشان بوستي حلوه! أو حبيتي قلة أدبي!! 

+


شعرت بالشلل أمتلك جسدها وكأنه خدرها بكلماته، حتى إنها لا تستطيع إغلاق المكالمة، بينما ابتسم هو على ما توقع حدوثه لها لتتعالى ضحكاته، لتشعر هي بالغضب والحقن تريد أن تُكسر رأسه، ليُضيف هو بجدية بعد أن هدأت ضحكاته: 

+


- أقولك بجد هتوافقي ليه!! هتوافقي عشان أنتي مختلفة عن أي بنت شفتها فى حياتي، عشان أنا حسيت معاكي بإحساس أمان مكنتش بحسه غير مع أهلي قبل ما يتوفوا، عشان من ساعة ما عرفتك وأنا مش عارف أشوف واحده غيرك، مش عارف ده حصل إزاي أو أمتى بس أنا من غير ما أحس أتعلقت بيكي وبقيتي حد مهم فى حياتي. 

+


تنهد براحة شديدة مُكملًا: 

+


- الكام خروجه اللي خرجناهم مع بعض كنت بحس فيهم بإنجذاب نحيتك، فكرت فيكي كتير أوي الفترة اللي فاتت دي، حاولت أقنع نفسي إنك زيك زي أي بنت عرفتها، يمكن لو بوستك وقربت منك مش هتمانعي وهتتجاوبي معايا، لكن لقيتك زقتيني وزعقتيلي وضربتيني كمان، رد فعلك والحاله اللي شوفتك فيها أكدولي إنك غير أي واحده وإنك تستاهلي كل اللي حاسس بيه نحيتك. 

+


تنهد بمزيد من الراحة بعدما أخبرها بكل شيء كان يحمله بقلبه لها، بينما هي كانت تستمع له وهي مشوشة، هي أيضًا أحبت العلاقة بينهم كثيرًا، فهو أكثر شخص مرح ويفهمها دون كلام، على الرغم من صغر المدة التي عرفته فيها، إلا إنه تشعر وكأنهم يعرفان بعضهم منذ سنوات، بل وأصدقاء مقربين أيضًا، بالإضافة إلى إنجذابها لوسامته ومشاكسته ومرحه. 

+


كانت شاردة فى كل المواقف التي جمعتهم معًا، بينما شعر هو بالتوتر ممُ هو مُقبل عليه، هذه أول مرة يختبر ذلك الشعور أو يتفوه بتلك الكلمات، ولكنه يشعر بالحاجة الشديدة لإخراج كل ما بقلبه وخصيصًا تلك الكلمات. 

+


- مش عارف أمتى؟ ولا إزاي! ولا حتى ليه بالسرعة دي! بس أنا تقريبًا كده حبيتك يا ملك. 

+


لم تستطيع أن تصمد أكثر من ذلك، الكثير من المشاعر إندلعت بداخلها فجأة، مزيج من الخجل والسعادة والتوتر والخوف تشعر بهم فى أنٍ واحد، ولم تشعر بنفسها سوا وهي تغلق الهاتف وتلقيه على الفراش. 

+


نهضت بسرعة مُتجه نحو المرحاض المُصاحب لغرفتها وفتحت صنبور المياة ووقفت أسفله وهي لا تزال بملابسها عساها أن تُطفئ تلك النيران التى أشتعلت بها من كثرة الخجل، أو تستوعب ما استمعت له الأن، تلك الكلمات تستمع إليها لأول مرة بحياتها وبالطبع لم يكن شعورًا هينا بالنسبة لها. 

+



        
          

                
••• 

+


- بس يا ستي هو ده كل اللي حصل، وبعدها فكرت وقررت إنى أوافق خصوصًا بقى إنه طلع رومانسي أوي. 

+


قالتها "ملك" بإبتسامة خجل، بينما عقبت "زينة" بمرح: 

+


- قصدك طلع نحنوح أوي 

+


ضحكن على ما قالته "زينة"، لتحتضن "ديانة" "ملك" مُضيفة بحب: 

+


- مبروك يا كوكي، وربنا يفرحك يا حبيبتى ويحققلك كل اللي بتتمنيه ويكملكوا على خير يارب. 

+


عناقتها "زينة" هي الأخرى مُضيفة بود: 

+


- ربنا يسعدكوا يا حبيبة قلبي، إياد شخص كويس وأبن حلال، ربنا يفرحكم ويكملكوا على خير. 

+


❈-❈-❈ 

+


بعد عدة أيام..

+


ظل ينظر خارج السيارة و ملامحه تصرخ بالإنزعاج والضيق، بينما هى تجلس بجانبه مُندهشة مما يفعله خصيصًا وإنها كانت قادمة حتى تشكره على مساعدته فى سفر "ماجدة". 

+


كانت تشعر بالضيق الشديد لإنزعاجه منها، يبدو إنه أصبح له مكانة كبيرة فى حياتها، ولكيف لا يكون هكذا، على الرغم من أن معرفتهم ببعض لم تتجاوز الثلاثة أشهر، إنها تشعر وكأنهم مُقربين جدًا من بعضهم منذ سنوات. 

+


حتى إنها لا تعلم سبب إنتهازها لكل فرصة تأتي لها لرؤيته، هل وقعت فى عشقه؟ 

+


- كل ده عشان مقولتلكش على خبر حمل ديانة؟ طب ما أنت كمان مقولتليش على خطوبة ملك ومعرفتش غير منها لما جيت عند ديانة، ولا أنت بقى مكنتش عايز تعرفني؟ 

+


حول نظرة إليها مُدركا ما تُحاول ليبتسم ساخرًا: 

+


- بتحاولي تجيبي الغلط عليا أنا يعني! 

+


ضحكت لأنه أستطاع أن يكشف غرضها لتُضيف بإلحاح: 

+


- خلاص بقى يا مالك متزعلش مني. 

+


كاد أن يتحدث ولكن قاطعه هذا الطفل الذي لم يتخطى العاشرة من عمره، والذى وقف بجانب زجاج سيارته مُتمتمًا ببكاء وقلة حيلة: 

+


- بالله عليك يا عمو ساعدني بأي حاجة. 

+


حول الاثنان ناظريهما نحوه، لائحا فوق وجهيهما تفاجؤ اختلط بنوع من الشفقة وخاصةً عندما تابع بنفس النبرة المنكسرة: 

+


- أنا مش شحات والله، أنا ماما تعبانة والدكتور فى المستشفى كتبلها على دوا وأحنا معناش نجيبه، بالله عليك يا عمو والله الروشته أهي أنا مش بكدب، ماما تعبانة أوي. 

+


شعر كلاهما بالصدمة من حديث ذلك الطفل الذى لا يتوقف عن ذرف الدموع بحزن وكسرة، ولكن النصيب الأكبر من الصدمة والألم كان ل"زينة" التي شعرت بمُعناة ذلك الصغير، وتجددت ألمها، بينما حاول "مالك" تهدئة الصغير: 

+



        
          

                
- طيب أهدى يا حبيبى وبطل عياط، تعالى أركب متخفش، أنا هجيبلك الدواء. 

+


صعد الطفل السيارة غير مكترسًا إن كانوا أشخاصًا جيدين أم لا؟ كل ما يُعير أهتمامه هو إحضار الدواء إلى والدته كي لا يفقدها، ليُعقب "مالك" مُستفسرًا: 

+


- أنتوا ساكنين فين يا حبيبي؟ 

+


أجابه الطفل بإنكسار ودموعه لا تزال تغرق وجهه: 

+


- قريب من هنا. 

+


مد "مالك" يده بلطف إلى الطفل حتى لا يُخيفه مُردفًا: 

+


- طب وريني الروشته كده. 

+


أعطى الطفل قائمة الأدوية إلى "مالك" الذي تأكد من إصدارها من أحد أطباء النساء والتوليد بإحدى المستشفيات الحكومية، والتأكد أيضا من تاريخ إصدارها، هو لا يُشكك فى الطفل ولكنه كان يشك أن يكون هناك من يستغل هذا الطفل، ولكنه تأكد من صحة حديثة، ليفتح باب سيارته مُضيفًا وهو يترجل منها: 

+


- هجيب حاجه بسرعة وأجي. 

+


أومأت له "زينة" بالموافقة متفهمة سبب ذهابه، وحولت نظرها سريعًا نحو الطفل مُحاولة تهدأته بلطف: 

+


- متخافش إن شاء الله هتبقى كويسة، بس قولى هي مامتك تعبانة مالها. 

+


أجابها الطفل على سؤالها بقدر معرفته بالأمر، إنه لا يزال صغيرًا جدًا ولا يفقه فى ذلك الأمر شيئًا: 

+


- مش عارف هي أول أمبارح تعبت جدا عشان حامل وروحنا المستشفى والدكتور كتبلها على دوا كتير وماما مكنش معاها فلوس وبابا مسافر، وهي تعبانة أوى بقالها كام يوم ومعرفتش اعمل أيه غير إنى أشوف حد يساعدني أجيبلها الدوا. 

+


شعرت "زينة" بالتأثر الشديد من حديث الطفل وبالفعل تهاوت دموعها رغمًا عنها وأضافت بين دموعها: 

+


- متقلقش إن شاء الله هتبقى كويسة. 

+


عاد "مالك" إلى السيارة بعد أن قام بشراء كل الادوية الموجود بلائحة الدواء التي وصفها لها الطبيب، ليشعر بالصدمة من دموع "زينة" التي تُحاول إزاحتها، ليهتف مُستفسرًا: 

+


- فى أيه؟ 

+


جففت "زينة" دموعها مُحاولة الثبات ومنع نفسها من الأنهيار مُجيبة: 

+


- مفيش حاجة، يلا بسرعة عشان نوصل الولد. 

+


وبالفعل تحرك "مالك" مُتجهًا نحو منزل الطفل مُتبعًا وصفه وإرشادته، وسريعًا ما وصلوا البيت وقاموا بتفحص حالة الأم وإعطائها الدواء وبعض الأموال لكى تستعيد عافيتها، فى البداية لم تتقبلهم الأم بسهولة، هي كانت رغم مرضها إلا إلنها شعرت بالغضب من طفلها. 

+


ليقوما "مالك" و "زينة" بإقناعها بأن تلك ليست شفقة ولكنها مساعدة فرضها "الله عزوجل" على المُقتدر بأن يُساعد من يحتاج إليه وذلك ليس عطف بل تنفيذ أمر الخالق. 

+



        
          

                
خرج كلاهما من المنزل وبمجرد أن دلفت "زينة" السيارة حتى شرعت فى البكاء سامحة لنفسها بالإنهيار، ظلت دموعها تنساب بسبب تذكرها لحادث والدتها، بالرغم من إنها كانت لا تزال صغيرة إلا إنها تتذكر منظر والدتها والدماء تنسال منها، لتشهق بألم وحسرة من بين دموعها دون وعي منها متمتمة: 

+


- ماما.. 

+


أدرك "مالك" سبب بكائها عند تفوهها بتلك الكلمة، ليشعر بالأسى والحزن الشديد عليها، أخذ يربط على كتفها مُحاولا مواستها والتخفيف عنها مُعقبًا: 

+


- الله يرحمها، أدعيلها بالرحمة. 

+


أجهشت فى البكاء وكأنها طفلة صغيرة بالخامسة من عمرها غير مُنتبهة لما يحدث لها وضعفها وإنهيارها الشديد مُردفة بنحيب: 

+


- وحشتني أوي، كان نفسي تبقى جمبي دلوقتي، كان نفسي أوي. 

+


بلحظة غاب عقله بمجرد أن رأى دموعها وإنهيارها وبدون إرادة منه جذبها إلى صدره وأخذ يربت ويُملس على شعرها مُحاولا تهدئتها، ليشعر بإرتجافها داخل أحضانه ليضمها إليه أكثر. 

+


يضُمها وكأنه قد غاب عقله هو الأخر، لم يعد يشعر بأي شيء حوله، غير مُنتبها لوجودهما داخل السيارة وهي تتوسد صدره، يشعر وكأنه بحلم وليس بواقعٍ، ليُخرج ما بداخله دون وعي منه بما يتفوه به مُضيفًا بصدق: 

+


- أنا جمبك يا زينة، أنا جمبك ومش هبعد عنك أبدا. 

+


أزاد في ضمها وقد تاه لسانه وهو يصرح بكلمات هامسة خرجت من بين أعماق قلبه: 

+


- أنا محتاجك، محتاجك أوي، محتاج وجودك جمبي، أنا بحبك يا زينة. 

+


وقعت كلماته عليها كالصاعقة التي أفاقتها من ذلك الوهن التي كانت به، بالطبع كانت كلماته كفيلة بصدمها وإعادتها إلى وعيها، لتلاحظ مُعانقتها له وتشبثها فى رقبته وكأنه نجاتها الوحيدة، لتبتعد عنه بسرعة، بينما أدرك الأخر مدى تماديه، وربما تسرعه في الاعتراف بما يضمره لها في قلبه، عند سماع صوتها مردفة بحدة: 

+


- روحني. 

+


شعر بصدمة مُماثلة لصدمتها، بالأضافة إلى الضيق والغضب من نفسه، لعن غباءه وتماديه وهتف مُعتذرًا: 

+


- زينة أنا أسف، أنا والله مش عارف عملت كده إزاي و.. 

+


قطعت حديثه بصوتها الذي لا يزال يبدو عليه الصدمة: 

+


- بقولك روحني. 

+


لم يستطع أن يتحدث مرة أخرى ليُدير مُحرك السيارة عازمًا على أن يوصلها وأن لا يتفوه بكلمة طوال الطريق حتى لا تنزعج أكثر يكفي ما فعله، وتفوه به، بينما "زينة" كانت لا تزال مصدومة، فهى لطالما انتظرت أن يخبرها بعشقه الذي كان واضحًا عليه لها، ولكنه صدمها باعترافه الآن وبتلك الطريقة النزقة، لم تستطع هي الأخرى التحكم فى مشاعرها التي أنجرفت إليه دون إرادتها، وهتفت بحدة: 

+


- وقف العربية. 

+


حول نظره إليها في خشية من أن تطلب النزول من السيارة والابتعاد عنه إلى الأبد، ليرمقها بنظرة أعتذار مُضيفًا بإلحاح: 

+


- زينة أنا بجد أسف، أرجوكي. 

+


كررت ما قالته مُعقبة بإصرار: 

+


- بقولك وقف العربية يا مالك. 

+


فعل ما طلبته منه وهو بداخله يشعر إنه قد خسرها للابد، بينما بمجرد أن أوقف السيارة دفنت هي وجهها بصدره باكية بكثير من الحب والأحتياج لوجوده بجانبها مردفة بنحيب: 

+


- وأنا كمان بحبك يا مالك. 

+


اتسعت عيناه، وتضخم قلبه في صدره من قوة خفقانه من عبارتها الغير متوقعة، بينما تابعت هي باحتياح بالغ: 

+


- أرجوك متبعدش عني، أنا عمري ما كان عندي حد قريب مني زيك كده، أرجوك متسبنيش أنا كمان محتاجالك. 

+


لم يستطيع تحمل ذلك الاشتياق أكثر ليُبعدها عن صدره رامقًا زرقاوتيها اللامعتين بوله شديد، ثم سقطت عينيه على شفتيها المنتفختين من البكاء، وسريعًا ما التهمها دون وعي بقبلة مليئة بالحب والشغف الذي كان يشعر به فى كل مرة كان يراها فيها، بينما صُعقت هي من إندفاعه إليها بتلك الطريقة ولكنها لم تستطيع السيطرة على نفسها، وبادلته تلك القبلة الحارة بضعف، مُحاولة التعبير عن مدى حبها له. 

1


❈-❈-❈ 

+


كانت جالسة بغرفتها تتصفح إحدى وسائل التواصل الاجتماعى، ليصيح هاتفها مُعلنًا عن وجود اتصالا لها لتجد إنه أحد الرجال الذين يعملون لصالحها، فتحت الاتصال مُجيبة برسمية: 

+


- أيه الجديد؟ 

+


بمجرد أن أنتهى ذلك الشخص من قص الأخبار الجديدة التي توصل لها عليها، ملأت البسمة وجهها مُصيحة: 

+


- أنت متأكد من الكلام ده! يعني فعلا كان بيتعالج عن دكتور نفسي؟ 

+


يتبع... 

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close