رواية كيف اعيش معك الفصل الرابع عشر 14 بقلم حسناء محمود
الحلقه الرابعه عشر
قصت لمار عليه ما حدث لها
اندفع عمر قائلا بعصبيه: كده يالمار مش قولنا متخرجيش كتير لحد ما تخلصى مشكلتك دى ؟
نظرت له لمار زاد بكائها فهى تعلم انها اخطأت فى ذلك
لم يحتمل عمر بكائها سيطر ع نبره الضيق وقال بحنان : خلاص ولا يهمك المهم انك كويسه كفايه عياط بقى
اخذ عمر يهدهدها كالطفله الصغيره حتى هدأت ونامت ظل عمر جوارها لبعض الوقت لعلها تستيقظ ولكنها راحت فى سبات عميق فاطمئن وتركها لتنام
نزل عمر متجهها الى غرفه مكتبه ولكنه فوجئ بهم جميعا فى غرفه المعيشه الداده وممدوح وسلمى
ممدوح : عمر ايه دا انت جيت امتى
جلس عمر وزفر بضيق : انا هنا من زمان
ممدوح بتساؤل : مالك فى ايه ؟
عمر :مفيش جبتوا الحاجه ولا ايه ؟
سلمى بفرحه : اه جبت كل حاجه السبوع وكمان المفجأه اللى اتفقنا عليها
الداده وربتت على كتف سلمى : عقبال سبوع حفيدك يا بنتى
سلمى ضاحكه : ياااه هو انا هعيش كل دا
عمر وقام من مكانه : طيب انا هقوم
الداده : مش هتتعشى يابنى ؟
عمر : لا ياداده مليش نفس
الداده : لمار جت ولا لسه انا هقوم اشوفها
عمر بسرعه : لا ياداده سبيها نايمه تعبانه
ممدوح باستغراب : فى ايه يا عمر
الداده : ايه يابنى تعبانه مالها
جلس عمر وقص عليهم ما حدث
سلمى : بس كويس ان اسامه كان معاها
عمر بعصبيه : وسى اسامه عمل ايه دى لولا الست اللى بتحكى عنها دى هو اى كلام وخلاص
ممدوح وغمز لسلمى ثم قال لعمر : اهدى طيب ياعمر الحمد لله انها جت ع قد كده
الداده بحزن : شكلهم مش عايزين يسبوها فى حالها
ممدوح : خلاص يا داده اهى قربت تكمل ال 21 وهتعرف ترجع وتاخد حقها
عمر : انا طالع انام سيبوها بقى لما تصحى لوحدها
سلمى : طيب مش هتشوف الحاجه اللى جبتهلها
عمر واقترب من سلمى وقبل رأس اسر : خليها وقت تانى معلش يا سلمى
تركهم عمر وصعد لغرفته
سلمى : هنعمل ايه دلوقتى ؟
ممدوح : ولا حاجه هى اكيد محتاجه نوم اكتر نستنى لبكره الصبح ان شاء الله
الداده : ياحبيبتى يا بنتى مبتلحقش ترتاح
ممدوح : ان شاء الله هتخلص ع خير ياداده دى كلها كام يوم يلا بس نطلع الحاجه دى قبل ما تشوفها ونبوظ المفجأه
---------------------------------------------------------------------------
ركل ايمن المائده الصغيره التى امامه فانتشر ما عليها على الارض !
قال خالد غاضبا : يا عم ارحم ابونا بقى وقعت الحاجه على الارض وقرفتنا زعيق وتخبيط طول الليل
ايمن بغيظ : هموت يا خالد دا انا كنت خلاص هجبها تفلت منى كده هتجنن معرفش خرجت ازاى
خالد : خلاص بقى وجعت دماغى خرجت ازاى و كويس ان سمير انقذنا ف اخر لحظه كان زمان الامن عمل معانا تحقيق وسين وجيم بتهورك دا
ايمن : يعنى كنت عايزنى اعمل ايه ؟ اسيبهم يشدونا كده
خالد : لا ياغبى كنا هنتفاهم معاهم مش كل حاجه بالدراع كده
ايمن بضيق : ما انت مش عارف بابا قرفنى عليها قد ايه
خالد بخبث : هى بنت عمك دى غنيه اوى كده ما انتوا مش ناقصيين فلوس يعنى
ايمن : ايوه غنيه اوى وكل دا ليها لوحدها
خالد : طب ابوك كده كده هيورث معاها ايه مشكلته بقى
ايمن : طماع ياسيدى وعايز كل حاجه وحاططنى انا فى النص وزهقنى وانا رايح و وانا جاى
خالد بغمزه : بس متنكرش انها كانت جايه على هواك البت فرسه
قالها خالد ورسم بيده تقسيمات جسدها فى الهواء
ايمن بغيظ : اتنيل وهو انا طولتها لفلنا سجاره خلينا نفكر هنعمل ايه منا مش هسيبها ولازم اعرف مين اللى كان معاها دا انت مشفتوش ؟
خالد : لا خلاص بس فعلا لمحت معاها حد
ايمن بتفكير : ماشى يالمار وعامله فيها خضره الشريفه انا هوريكى
--------------------------------------------------------------
استيقظت لمار على صوت طرقات باب غرفتها لم تعرف اين هى فى اول الامر ولكن ما هى الا ثوانى حتى عادت ذاكرتها وتذكرت كل شئ حدث لها وقبل ان تأذن بالدخول فتح الباب ودخلت الداده
الداده بصوت منخفض : لمار لمار
لمار بصوت ضعيف : تعالى يا داده صباح الخير
الداده بابتسامه : صباح ايه يابنتى قولى مساء بقى
لمار وبدأت تفيق : ليه هو احنا الساعه كام ؟
الداده : احنا بقينا بعد الضهر
انتفضت لمار وجلست على السرير : الضهر ؟ والشغل مصحتنيش ليه يا داده
الداده بعتاب : وعايزه تروحى الشغل وانتى ف الحاله دى ؟ وبعدين دى 4 مره ادخل اطمن عليكى وانتى ف سابع نومه
لمار وامسكت رأسها : عندى صداع فظيع
الداده وقامت من مكانها فتحت الستائر ثم قالت : اكيد من النوم ياحبيبتى قومى انتى فوقى كده وانا هعملك نسكافيه ونفطر مع بعض انا مستنياكى
لمار : هو عمر فين ؟
الداده : راح الشغل
لمار بتردد : هو ..
قاطعتها الداده : فوقى واغسلى وشك وانا هستناكى فى الجنينه فى مكانا يلا ونتكلم بعدين
خرجت الداده وتركت لمار التى بالكاد استطاعت ان تذهب الى الحمام غسلت وجهها وتوضأت وصلت فرضها نظرت الى هاتفها وجدت العديد من المكالمات التى لم يرد عليها من اسامه وسهام
اتصلت بسهام اولا وطمأنتها عليها واعتذرت لها عن ذهابها الى بيتهم كما اتفقوا ووعدتها بتعويضها غدا على ان تشرح لها سبب غيابها لاحقا
ثم اغلقت معها واتصلت باسامه
اسامه بلهفه : لمار انتى كويسه ؟
لمار : انا كويسه يا اسامه معلش كنت نايمه
اسامه بعتاب : نايمه من امبارح ؟
لمار : اه والله محستش بنفسى خالص
اسامه بحنو : ولا يهمك المهم انك تمام انا اسف على اللى حصل امبارح
لمار بحزن : اسف على ايه وانت ذنبك ايه بس
اسامه : معرفتش اعملك حاجه
لمار : كفايه انك كنت معايا
اسامه بعدم تصديق : يعنى وجودى معاكى مطمنك ؟
احرجت لمار من سؤاله وصمتت ولم ترد
كرر اسامه السؤال وردت عليه بنعم
اسامه : الحمد لله انى كنت معاكى انتى فى الشغل دلوقتى ؟
لمار : لا انا فى البيت راحت عليا نومه ومقدرتش انزل
اسامه بحزن : ياخساره كان نفسى اشوفك
لمار : معلش تتعوض انا هقفل بقى عشان نازله للداده
اسامه : ماشى خلى بالك من نفسك ياحبيبتى
ا ا اسف م مكنش قصدى جت كده
لمار بابتسامه : سلام يا اسامه
اغلقت لمار معه سارحه فى الكلمه التى خرجت منه بغير قصد (حبيبتى ) هل يعقل هذا ؟ ابتسمت لمار عندما تخيلت نفسها فى هذا الموقف مع اسامه وقررت ترك الامور لوقتها
ثم ارتدت بيجامه ذات جاكت وردى اللون وبنطال اسود ونزلت الى الجنينه
استقبلتها الداده بابتسامه ووجدت سلمى جالسه معاها تهدهد اسر الذى كان فى حاله بكاء
لمار واضعه يدها على رأسها : ابنك دا مش بيبطل عياط ؟
سلمى ضاحكه : ههههههههه الناس بتصحى الصبح مبتسمه وبتقول صباح الخير خديه يا مكشره يمكن يسكت
مدت لمار يدها واخذت منها اسر وما هى الا دقائق وهدأ واغمض عيناه واستسلم للنوم ابتسمت له لمار وضمته اليها : شوفتى اهو سكت
سلمى باندهاش : ايه دا اول مره يعمل كده
الداده : خلاص يابنتى هتحسديه
لمار : زى القمر ما شاء الله
سلمى بابتسامه : مفيش قمر هنا غيرك حمد الله على السلامه يا هانم
لمار بابتسامه : شكل عمر سيحلى
سلمى : ههههههه لا احنا اللى زنينا عليه بصراحه وخصوصا انا يعنى بلا فخر
الداده : يعنى مكنتيش عايزاه يقولنا يا لمار ؟
لمار : لا والله يا داده اكيد كنت هقول بس مش عايزه اقلقكوا وكمان محدش كان هنا غير عمر
الداده : الحمد لله انها جت ع قد كده انا هقوم اجيب النسكافيه
لمار بتعب : داده معلش لو فيه مسكن للصداع هاتيلى معاكى
الداده : حاضر كلى انتى الاول بس
سلمى : هاتى اسر وكلى يا لمار يلا
لمار بتنهيده : مليش نفس
سلمى : لا طبعا مينفعش لازم تاكلى عشان الصداع دا كمان هاتيه بقى
لمار : حاضر خدى اهو
سلمى : بس كنتى بتعملى ايه انتى واسامه ؟
لمار باحراج : ايه ؟ اه كنا كنا بنتغدى كان عازمنى على الغدا
سلمى بغمزه : ومالك كده وشك جاب الوان انتوا بقيتوا اصحاب ولا ايه ؟
لمار : اه من ساعه ما كان هنا وبقينا اصحاب اسامه طيب ما شاء الله
سلمى : اصحاب بس ؟
لمار : قصدك ايه ؟
سلمى ضاحكه : لا ابدا ياحبيبتى كلى يلا
نظرت لها لمار باحراج وبدأت فى تناول الطعام
سلمى بخبث : بس اسامه مش طيب خالص ع فكره مين اداكى الفكره دى ؟
لمار : محدش والله انا من تعاملى معاه بس
قاطعتها سلمى : خلاص خلاص وشك عمال يحمر اكتر عموما ياستى انا بهزر معاكى وبكره نشوف بقى
جاءت الداده بالدواء تناولته لمار وشكرتها ثم استأذنت لتتمشى قليلا فى الجنينه
وفى هذه الاثناء دخل عمر عليهم والقى السلام
الداده وسلمى : وعليكم السلام
الداده باستغراب : عمر ايه اللى جابك دلوقتى يابنى لحقت تخلص شغلك
عمر :لا بس نسيت ورق رجعت اجيبه
سلمى بخبث : طب ما كنت تبعت السواق يجبهولك بدل المشوار دا
عمر متعلثما : لا ما هو اصل الورق مهم وفى مكتبى مينفعش
سلمى بابتسامه : اااه وماله ربنا معاك
عمر ودار بعينيه فى المكان يبحث عنها
: هى لمار فين ؟
الداده : راحت تتمشى فى الجنينه
عمر : طيب هروح اطمن عليها
سلمى بخبث : متتأخرش بقى عشان الورق وابقى تعالى بليل عايزاك عشان نتفق
وقف عمر قليلا ثم رد بهدوء : عايزانى فى ايه ؟
سلمى : هنعمل ايه فى اللى اتفقنا عليه بكره كده اجازه ومش هنعرف نتصرف
عمر بتفكير : سيبها لربنا وهبقى اتصرف واقولك ولو ملقناش حل نخليها فى يوم شغل
أومأت سلمى موافقه : بس خلى من شغل ممدوح برده
عمر بنفاذ صبر : حاضر يا سلمى خلاص بقى
سلمى بضحكه عاليه : خلاص روح يلا الحق
نظر لها عمر بغضب ثم استدار وقرر الا يعيرها اهتمامه
وبعد ذهابه قالت الداده : يابنتى بطلى تستفزيه
سلمى ضاحكه : اخدتى بالك يا داده
الداده بفخر : ياسلام دا انا مربياكوا كلكوا مش هعرف يعنى
سلمى بغمزه : عمر وقع اخيرا
الداده بابتسامه : انا ملاحظه برده
ذهب عمر الي مكانها فقد خمنه وتأكد انه سوف يجدها هناك
وجدها واقفه بجانب حوض زهور البنفسج المحبب لها شارده بحزن
عمر بسرعه : قفشتك
شهقت لمار ووضعت يدها على صدرها ثم تراجعت للخلف : عمر ! حرام عليك والله خضتنى
عمر ضاحكا : ايه يابنتى انتى بلمس كل شويه تتخضى كده
لمار غاضبه : ماهو مفيش حد بيدخل ع حد كده
عمر : بيدخل ايه هو انا دخلت عليك اوضه النوم
لمار بغيظ : انت رخم ومش هتبطل
عمر بزهو : منا عارف كنت سرحانه فى ايه
لمار : لا ابدا مفيش
عمر بحنان : انتى لسه مضايقه من امبارح
لمار بابتسامه : بتعرف منين ؟
عمر اقترب منها و همس : بحس
نظرت له لمار واحمرت وجنتاها من اقترابه الزياده منه فابتعدت قليلا وقررت الهروب بالمزاح قائله : ليه حضرتك بقيت ترمومتر ؟
زاد جنون عمر بها فلكم احب احمرارها وخجلها الذى يزيدها جمالا فوق جمالها ولكنه قرر السيطر على نفسه : اه حاجه زى كده وبعدين مضايقه ليه مش انتى اللى مسمعتيش كلامى انا مش حذرتك 100 مره من الخروج
لمار بضيق : يعنى اتحبس فى البيت
عمر بانفعال : وتتحبسى ليه ما انتى بتروحى الشغل وبعدين قولتلك لو عوزتى تروحى ف حته قوليلى وهاجى معاكى
قالت له لمار مدافعه : ما اسامه كان معايا مكنتش لوحدى
اشتعل عمر وضاقت عيناه ونظر لها بغضب كان يريد ان يوسعها ضربا بعد هذه الجمله حاول قدر المستطاع ان يسيطر على اعصابه ورد فعله
وفى اثناء هذه اللحظه رن هاتف لمار والذى انقذها منه
رفعت لمار الهاتف ونظرت للشاشه ثم رفعته الى اذنها قائله : الو
سهام : اسمها سلام عليكم يا انسه 100 مره اقولك
لمار ضاحكه : معلش الطبع غلاب
سهام : لما نشوف ياختى بقولك ماما زعلانه منك جدا ومصممه انك تيجى عندنا بكره
لمار ونظرت لعمر : بكره ؟ مش عارفه والله يا سهام
سهام : ايه المشكله يعنى ما احنا الاتنين اجازه قضى اليوم معانا وبعدين روحى
لمار : خلاص هشوف كده واتصل بيكى تانى
سهام باصرار : لمار انا المره دى اللى هزعل مش ماما وبس
لمار : خلاص والله حاضر يلا سلام
اغلقت لمار مع سهام ونظرت لعمر الذى كان يحاول السيطره ع فضوله من معرفه المتصل وقالت له : سهام صحبتى عايزانى اروحلها بكره
عمر باستغراب :تروحى فين ؟ البيت ؟
لمار : ايوه منا روحت قبل كده
وقصت له لمار ما حدث فى هذا اليوم
كده هتزعل لو مروحتش ومامتها طيبه اوى وانا حبيتها
عمر مفكرا وقرر انتهاز هذه الفرصه لصالحه : خلاص روحى
لمار مشاكسه : هو انا هاخد الاذن منك يعنى ولا ايه ؟
عمر وقد تجاهل ردها قائلا ببرود : واعملى حسابك انا اللى هوديكى وانا اللى هجيبك
لمار ووضعت يدها فى وسطها : ودا من ايه بقى ان شاء الله كنت حضرتك وصى عليا
عمر : ايوه وصى عليكى وكلمه زياده مش هوديكى فى حته وهتفضلى هنا
استدار عمر سريعا وغادر المكان ترك لمار قنبله موقته ع وشك الانفجار فهى تكره ان تتلقى الاوامر من اى مخلوق فى الدنيا
ذهب عمر مبتسما بشده لعلمه بأنه اصابها فى مقتل لكم هى عنيده وسترد له الصاع صاعيين ولكن الامر يستحق المجازفه
وجد سلمى والداده فى مكانهما فقال لسلمى : خلاص لقيتلك حل اعملوه بكره وانا هاخدها بره طول اليوم
سلمى : فين ؟
تجاهل عمر سؤالها وخرج
سلمى بغيظ : شوفتى ياداده كل شويه ميردش عليا كأنى بكلم هوا
الداده ضاحكه : يابنتى ما انتى عارفاه مبيحبش الاسئله الكتير مدام قالك هيتصرف يبقى سبيه
سلمى بتوعد : طب والله لاوريه وهعمل فيه مقلب يطلع من عينه
---------------------------------------------------------------------------
قضت لمار يومها ما بين مساعده الداده فى اعمال المنزل ومجالسه سلمى والصغير أسر حتى حل الليل عليهم شعرت لمار بالملل والضجر واشار عليها ممدوح بقراءه احدى روايات عمر الموجوده بمكتبه
دخلت لمار الى مكتب عمر ابتسمت متذكره اول مره دخلت فيها كانت كارهه لعمر بشده عنيده متحديه له استغربت كثيرا من التغير بينهم ولكنه شئ لطالما اسعدها كثيرا فهى لا تحب ان تعيش فى مشاحنات طوال الوقت
وكان عمر معاها لطيفا ودودا حتى فى مزاجه المتقلب كان حنونا ودائما غاضبا خوفا عليها احست فيه بشعور الامان لـكم تمنت ان يكون لها اخا يخاف ويغار ويهتم بها مثل عمر
توجهت لمار الى المكتبه وانتقت روايه بوليسيه تمددت على اريكه موجوده بالمكتب وراحت تنهل من احداثها فى صمت
الى ان غالبها النوم
دخل عمر المنزل متعبا ومنهكا بعد يوم طويل من العمل وقرر ان يضع اوراقه المهمه فى خزانه مكتبه
توجه الى غرفه المكتب ولكنه وجد الباب مفتوح قليلا اندهش وفتح الباب برفق شديد ليرى ماذا يحدث داخل مكتبه
دخل بهدوء ووجد لمار نائمه ممسكه بروايه بيد واليد الاخرى مضمومه كعاده الاطفال اقترب منها قليلا وسرح فى ملامحها البريئه
انسدلت بعض الخصل على عينها وابتسامه رقيقه على شفتيها اراد عمر ان يضمها بشده لتنام فى حضنه
بالكاد سيطر على مشاعره المتأججه وضع يده على كتفها وهزها برفق قائلا : لمار
على الفور قامت لمار فزعه من مكانها : ايه فى ايه
عمر مهدئا اياها : ششش ايه اتخضيتى ليه كده
نظرت له لمار قليلا حتى استوعبت الامر ثم تنهدت وجلست على الاريكه : خضتنى تانى يا عمر
جلس عمر بجوارها وربت على كتفها بحنان : انا اسف كنت عايز اصحيكى بس ايه اللى نيمك هنا
قالت له لمار بخجل : معلش جيت اقرأ روايات من غير ما استأذن منك
عمر ووكزها فى ذراعها : انتى عبيطه يا بت انتى تعملى اللى انتى عايزاه هو انا عندى كام لمار
ابتسمت له لمار قائله بدون وعى : ربنا يخليك ليا
ارتفعت مزيكه حسب الله من داخل عمر وانفرجت اساريره معبرا عنها نظر لها بحب وشوق شديد فلقد لمست اوتار قلبه بل وعزفت عليها سمفونيه حالمه
افاق على تثاؤبها قائله : بقولك ايه انا هقوم انام بقى انت مش هتنام ؟
رد عليها عمر بهيام : اه هنام يلا بينا
وقفت لمار مترنحه وضحك عمر قائلا : ايه يابنتى انتى سكرانه
قالت لمار ضاحكه : ههههههه انا جدع
ضحك عمر من قلبه على تمثيلها وزياده ترنحها كالسكارى ثم قال لها مشاكسا : اشيلك ؟
وكزته لمار فى صدره : انت خدت عليها ولا ايه ياخويا يلا يلا قدامى احسنلك
ضحك عمر ورفع يده قائلا : تمام يا بيه
رافقها عمر لغرفتها ووقفا على الباب ثم قال : يلا تصبحى ع خير واعملى حسابك هاخدك بدرى لسهام
لمار بتملل : امتى كده
عمر : هصحيكى الساعه 10
لمار : بدرى اوى ياعمر
عمر : لا يدوب لحد ما تلبسى وتفطرى ونروح هنبقى الضهر
لمار ملوحه بيدها : طيب طيب تصبح ع خير هنام بقى
همس عمر قائلا : وانتى من اهلى
وذهب لغرفته منتشيا سعيدا للغايه
ماذا فعلتى بى يا لمار فى لحظه ترفعينى للسماء ولحظه اخرى تلقينى فى سابع ارض
لكم رائع شعور الحب يعطيك احساسا بالدغدغه تجرى فى عروقك
مدمر عندما لا تنال من تحب ولذلك اقدم عمر فى قراره نفسه على الاعتراف بحبه لها لا بل عشقه لا بل اكثر من ذلك
فكلمه "ربنا يخليك ليا " مازلت لها وقع مدوى فى انحاء جسده وطيف روحه
نام عمر قرير العين يمنى نفسه باحلامه الورديه ويجهز لمفاجأه الغد المعده مخصوص لها
قصت لمار عليه ما حدث لها
اندفع عمر قائلا بعصبيه: كده يالمار مش قولنا متخرجيش كتير لحد ما تخلصى مشكلتك دى ؟
نظرت له لمار زاد بكائها فهى تعلم انها اخطأت فى ذلك
لم يحتمل عمر بكائها سيطر ع نبره الضيق وقال بحنان : خلاص ولا يهمك المهم انك كويسه كفايه عياط بقى
اخذ عمر يهدهدها كالطفله الصغيره حتى هدأت ونامت ظل عمر جوارها لبعض الوقت لعلها تستيقظ ولكنها راحت فى سبات عميق فاطمئن وتركها لتنام
نزل عمر متجهها الى غرفه مكتبه ولكنه فوجئ بهم جميعا فى غرفه المعيشه الداده وممدوح وسلمى
ممدوح : عمر ايه دا انت جيت امتى
جلس عمر وزفر بضيق : انا هنا من زمان
ممدوح بتساؤل : مالك فى ايه ؟
عمر :مفيش جبتوا الحاجه ولا ايه ؟
سلمى بفرحه : اه جبت كل حاجه السبوع وكمان المفجأه اللى اتفقنا عليها
الداده وربتت على كتف سلمى : عقبال سبوع حفيدك يا بنتى
سلمى ضاحكه : ياااه هو انا هعيش كل دا
عمر وقام من مكانه : طيب انا هقوم
الداده : مش هتتعشى يابنى ؟
عمر : لا ياداده مليش نفس
الداده : لمار جت ولا لسه انا هقوم اشوفها
عمر بسرعه : لا ياداده سبيها نايمه تعبانه
ممدوح باستغراب : فى ايه يا عمر
الداده : ايه يابنى تعبانه مالها
جلس عمر وقص عليهم ما حدث
سلمى : بس كويس ان اسامه كان معاها
عمر بعصبيه : وسى اسامه عمل ايه دى لولا الست اللى بتحكى عنها دى هو اى كلام وخلاص
ممدوح وغمز لسلمى ثم قال لعمر : اهدى طيب ياعمر الحمد لله انها جت ع قد كده
الداده بحزن : شكلهم مش عايزين يسبوها فى حالها
ممدوح : خلاص يا داده اهى قربت تكمل ال 21 وهتعرف ترجع وتاخد حقها
عمر : انا طالع انام سيبوها بقى لما تصحى لوحدها
سلمى : طيب مش هتشوف الحاجه اللى جبتهلها
عمر واقترب من سلمى وقبل رأس اسر : خليها وقت تانى معلش يا سلمى
تركهم عمر وصعد لغرفته
سلمى : هنعمل ايه دلوقتى ؟
ممدوح : ولا حاجه هى اكيد محتاجه نوم اكتر نستنى لبكره الصبح ان شاء الله
الداده : ياحبيبتى يا بنتى مبتلحقش ترتاح
ممدوح : ان شاء الله هتخلص ع خير ياداده دى كلها كام يوم يلا بس نطلع الحاجه دى قبل ما تشوفها ونبوظ المفجأه
---------------------------------------------------------------------------
ركل ايمن المائده الصغيره التى امامه فانتشر ما عليها على الارض !
قال خالد غاضبا : يا عم ارحم ابونا بقى وقعت الحاجه على الارض وقرفتنا زعيق وتخبيط طول الليل
ايمن بغيظ : هموت يا خالد دا انا كنت خلاص هجبها تفلت منى كده هتجنن معرفش خرجت ازاى
خالد : خلاص بقى وجعت دماغى خرجت ازاى و كويس ان سمير انقذنا ف اخر لحظه كان زمان الامن عمل معانا تحقيق وسين وجيم بتهورك دا
ايمن : يعنى كنت عايزنى اعمل ايه ؟ اسيبهم يشدونا كده
خالد : لا ياغبى كنا هنتفاهم معاهم مش كل حاجه بالدراع كده
ايمن بضيق : ما انت مش عارف بابا قرفنى عليها قد ايه
خالد بخبث : هى بنت عمك دى غنيه اوى كده ما انتوا مش ناقصيين فلوس يعنى
ايمن : ايوه غنيه اوى وكل دا ليها لوحدها
خالد : طب ابوك كده كده هيورث معاها ايه مشكلته بقى
ايمن : طماع ياسيدى وعايز كل حاجه وحاططنى انا فى النص وزهقنى وانا رايح و وانا جاى
خالد بغمزه : بس متنكرش انها كانت جايه على هواك البت فرسه
قالها خالد ورسم بيده تقسيمات جسدها فى الهواء
ايمن بغيظ : اتنيل وهو انا طولتها لفلنا سجاره خلينا نفكر هنعمل ايه منا مش هسيبها ولازم اعرف مين اللى كان معاها دا انت مشفتوش ؟
خالد : لا خلاص بس فعلا لمحت معاها حد
ايمن بتفكير : ماشى يالمار وعامله فيها خضره الشريفه انا هوريكى
--------------------------------------------------------------
استيقظت لمار على صوت طرقات باب غرفتها لم تعرف اين هى فى اول الامر ولكن ما هى الا ثوانى حتى عادت ذاكرتها وتذكرت كل شئ حدث لها وقبل ان تأذن بالدخول فتح الباب ودخلت الداده
الداده بصوت منخفض : لمار لمار
لمار بصوت ضعيف : تعالى يا داده صباح الخير
الداده بابتسامه : صباح ايه يابنتى قولى مساء بقى
لمار وبدأت تفيق : ليه هو احنا الساعه كام ؟
الداده : احنا بقينا بعد الضهر
انتفضت لمار وجلست على السرير : الضهر ؟ والشغل مصحتنيش ليه يا داده
الداده بعتاب : وعايزه تروحى الشغل وانتى ف الحاله دى ؟ وبعدين دى 4 مره ادخل اطمن عليكى وانتى ف سابع نومه
لمار وامسكت رأسها : عندى صداع فظيع
الداده وقامت من مكانها فتحت الستائر ثم قالت : اكيد من النوم ياحبيبتى قومى انتى فوقى كده وانا هعملك نسكافيه ونفطر مع بعض انا مستنياكى
لمار : هو عمر فين ؟
الداده : راح الشغل
لمار بتردد : هو ..
قاطعتها الداده : فوقى واغسلى وشك وانا هستناكى فى الجنينه فى مكانا يلا ونتكلم بعدين
خرجت الداده وتركت لمار التى بالكاد استطاعت ان تذهب الى الحمام غسلت وجهها وتوضأت وصلت فرضها نظرت الى هاتفها وجدت العديد من المكالمات التى لم يرد عليها من اسامه وسهام
اتصلت بسهام اولا وطمأنتها عليها واعتذرت لها عن ذهابها الى بيتهم كما اتفقوا ووعدتها بتعويضها غدا على ان تشرح لها سبب غيابها لاحقا
ثم اغلقت معها واتصلت باسامه
اسامه بلهفه : لمار انتى كويسه ؟
لمار : انا كويسه يا اسامه معلش كنت نايمه
اسامه بعتاب : نايمه من امبارح ؟
لمار : اه والله محستش بنفسى خالص
اسامه بحنو : ولا يهمك المهم انك تمام انا اسف على اللى حصل امبارح
لمار بحزن : اسف على ايه وانت ذنبك ايه بس
اسامه : معرفتش اعملك حاجه
لمار : كفايه انك كنت معايا
اسامه بعدم تصديق : يعنى وجودى معاكى مطمنك ؟
احرجت لمار من سؤاله وصمتت ولم ترد
كرر اسامه السؤال وردت عليه بنعم
اسامه : الحمد لله انى كنت معاكى انتى فى الشغل دلوقتى ؟
لمار : لا انا فى البيت راحت عليا نومه ومقدرتش انزل
اسامه بحزن : ياخساره كان نفسى اشوفك
لمار : معلش تتعوض انا هقفل بقى عشان نازله للداده
اسامه : ماشى خلى بالك من نفسك ياحبيبتى
ا ا اسف م مكنش قصدى جت كده
لمار بابتسامه : سلام يا اسامه
اغلقت لمار معه سارحه فى الكلمه التى خرجت منه بغير قصد (حبيبتى ) هل يعقل هذا ؟ ابتسمت لمار عندما تخيلت نفسها فى هذا الموقف مع اسامه وقررت ترك الامور لوقتها
ثم ارتدت بيجامه ذات جاكت وردى اللون وبنطال اسود ونزلت الى الجنينه
استقبلتها الداده بابتسامه ووجدت سلمى جالسه معاها تهدهد اسر الذى كان فى حاله بكاء
لمار واضعه يدها على رأسها : ابنك دا مش بيبطل عياط ؟
سلمى ضاحكه : ههههههههه الناس بتصحى الصبح مبتسمه وبتقول صباح الخير خديه يا مكشره يمكن يسكت
مدت لمار يدها واخذت منها اسر وما هى الا دقائق وهدأ واغمض عيناه واستسلم للنوم ابتسمت له لمار وضمته اليها : شوفتى اهو سكت
سلمى باندهاش : ايه دا اول مره يعمل كده
الداده : خلاص يابنتى هتحسديه
لمار : زى القمر ما شاء الله
سلمى بابتسامه : مفيش قمر هنا غيرك حمد الله على السلامه يا هانم
لمار بابتسامه : شكل عمر سيحلى
سلمى : ههههههه لا احنا اللى زنينا عليه بصراحه وخصوصا انا يعنى بلا فخر
الداده : يعنى مكنتيش عايزاه يقولنا يا لمار ؟
لمار : لا والله يا داده اكيد كنت هقول بس مش عايزه اقلقكوا وكمان محدش كان هنا غير عمر
الداده : الحمد لله انها جت ع قد كده انا هقوم اجيب النسكافيه
لمار بتعب : داده معلش لو فيه مسكن للصداع هاتيلى معاكى
الداده : حاضر كلى انتى الاول بس
سلمى : هاتى اسر وكلى يا لمار يلا
لمار بتنهيده : مليش نفس
سلمى : لا طبعا مينفعش لازم تاكلى عشان الصداع دا كمان هاتيه بقى
لمار : حاضر خدى اهو
سلمى : بس كنتى بتعملى ايه انتى واسامه ؟
لمار باحراج : ايه ؟ اه كنا كنا بنتغدى كان عازمنى على الغدا
سلمى بغمزه : ومالك كده وشك جاب الوان انتوا بقيتوا اصحاب ولا ايه ؟
لمار : اه من ساعه ما كان هنا وبقينا اصحاب اسامه طيب ما شاء الله
سلمى : اصحاب بس ؟
لمار : قصدك ايه ؟
سلمى ضاحكه : لا ابدا ياحبيبتى كلى يلا
نظرت لها لمار باحراج وبدأت فى تناول الطعام
سلمى بخبث : بس اسامه مش طيب خالص ع فكره مين اداكى الفكره دى ؟
لمار : محدش والله انا من تعاملى معاه بس
قاطعتها سلمى : خلاص خلاص وشك عمال يحمر اكتر عموما ياستى انا بهزر معاكى وبكره نشوف بقى
جاءت الداده بالدواء تناولته لمار وشكرتها ثم استأذنت لتتمشى قليلا فى الجنينه
وفى هذه الاثناء دخل عمر عليهم والقى السلام
الداده وسلمى : وعليكم السلام
الداده باستغراب : عمر ايه اللى جابك دلوقتى يابنى لحقت تخلص شغلك
عمر :لا بس نسيت ورق رجعت اجيبه
سلمى بخبث : طب ما كنت تبعت السواق يجبهولك بدل المشوار دا
عمر متعلثما : لا ما هو اصل الورق مهم وفى مكتبى مينفعش
سلمى بابتسامه : اااه وماله ربنا معاك
عمر ودار بعينيه فى المكان يبحث عنها
: هى لمار فين ؟
الداده : راحت تتمشى فى الجنينه
عمر : طيب هروح اطمن عليها
سلمى بخبث : متتأخرش بقى عشان الورق وابقى تعالى بليل عايزاك عشان نتفق
وقف عمر قليلا ثم رد بهدوء : عايزانى فى ايه ؟
سلمى : هنعمل ايه فى اللى اتفقنا عليه بكره كده اجازه ومش هنعرف نتصرف
عمر بتفكير : سيبها لربنا وهبقى اتصرف واقولك ولو ملقناش حل نخليها فى يوم شغل
أومأت سلمى موافقه : بس خلى من شغل ممدوح برده
عمر بنفاذ صبر : حاضر يا سلمى خلاص بقى
سلمى بضحكه عاليه : خلاص روح يلا الحق
نظر لها عمر بغضب ثم استدار وقرر الا يعيرها اهتمامه
وبعد ذهابه قالت الداده : يابنتى بطلى تستفزيه
سلمى ضاحكه : اخدتى بالك يا داده
الداده بفخر : ياسلام دا انا مربياكوا كلكوا مش هعرف يعنى
سلمى بغمزه : عمر وقع اخيرا
الداده بابتسامه : انا ملاحظه برده
ذهب عمر الي مكانها فقد خمنه وتأكد انه سوف يجدها هناك
وجدها واقفه بجانب حوض زهور البنفسج المحبب لها شارده بحزن
عمر بسرعه : قفشتك
شهقت لمار ووضعت يدها على صدرها ثم تراجعت للخلف : عمر ! حرام عليك والله خضتنى
عمر ضاحكا : ايه يابنتى انتى بلمس كل شويه تتخضى كده
لمار غاضبه : ماهو مفيش حد بيدخل ع حد كده
عمر : بيدخل ايه هو انا دخلت عليك اوضه النوم
لمار بغيظ : انت رخم ومش هتبطل
عمر بزهو : منا عارف كنت سرحانه فى ايه
لمار : لا ابدا مفيش
عمر بحنان : انتى لسه مضايقه من امبارح
لمار بابتسامه : بتعرف منين ؟
عمر اقترب منها و همس : بحس
نظرت له لمار واحمرت وجنتاها من اقترابه الزياده منه فابتعدت قليلا وقررت الهروب بالمزاح قائله : ليه حضرتك بقيت ترمومتر ؟
زاد جنون عمر بها فلكم احب احمرارها وخجلها الذى يزيدها جمالا فوق جمالها ولكنه قرر السيطر على نفسه : اه حاجه زى كده وبعدين مضايقه ليه مش انتى اللى مسمعتيش كلامى انا مش حذرتك 100 مره من الخروج
لمار بضيق : يعنى اتحبس فى البيت
عمر بانفعال : وتتحبسى ليه ما انتى بتروحى الشغل وبعدين قولتلك لو عوزتى تروحى ف حته قوليلى وهاجى معاكى
قالت له لمار مدافعه : ما اسامه كان معايا مكنتش لوحدى
اشتعل عمر وضاقت عيناه ونظر لها بغضب كان يريد ان يوسعها ضربا بعد هذه الجمله حاول قدر المستطاع ان يسيطر على اعصابه ورد فعله
وفى اثناء هذه اللحظه رن هاتف لمار والذى انقذها منه
رفعت لمار الهاتف ونظرت للشاشه ثم رفعته الى اذنها قائله : الو
سهام : اسمها سلام عليكم يا انسه 100 مره اقولك
لمار ضاحكه : معلش الطبع غلاب
سهام : لما نشوف ياختى بقولك ماما زعلانه منك جدا ومصممه انك تيجى عندنا بكره
لمار ونظرت لعمر : بكره ؟ مش عارفه والله يا سهام
سهام : ايه المشكله يعنى ما احنا الاتنين اجازه قضى اليوم معانا وبعدين روحى
لمار : خلاص هشوف كده واتصل بيكى تانى
سهام باصرار : لمار انا المره دى اللى هزعل مش ماما وبس
لمار : خلاص والله حاضر يلا سلام
اغلقت لمار مع سهام ونظرت لعمر الذى كان يحاول السيطره ع فضوله من معرفه المتصل وقالت له : سهام صحبتى عايزانى اروحلها بكره
عمر باستغراب :تروحى فين ؟ البيت ؟
لمار : ايوه منا روحت قبل كده
وقصت له لمار ما حدث فى هذا اليوم
كده هتزعل لو مروحتش ومامتها طيبه اوى وانا حبيتها
عمر مفكرا وقرر انتهاز هذه الفرصه لصالحه : خلاص روحى
لمار مشاكسه : هو انا هاخد الاذن منك يعنى ولا ايه ؟
عمر وقد تجاهل ردها قائلا ببرود : واعملى حسابك انا اللى هوديكى وانا اللى هجيبك
لمار ووضعت يدها فى وسطها : ودا من ايه بقى ان شاء الله كنت حضرتك وصى عليا
عمر : ايوه وصى عليكى وكلمه زياده مش هوديكى فى حته وهتفضلى هنا
استدار عمر سريعا وغادر المكان ترك لمار قنبله موقته ع وشك الانفجار فهى تكره ان تتلقى الاوامر من اى مخلوق فى الدنيا
ذهب عمر مبتسما بشده لعلمه بأنه اصابها فى مقتل لكم هى عنيده وسترد له الصاع صاعيين ولكن الامر يستحق المجازفه
وجد سلمى والداده فى مكانهما فقال لسلمى : خلاص لقيتلك حل اعملوه بكره وانا هاخدها بره طول اليوم
سلمى : فين ؟
تجاهل عمر سؤالها وخرج
سلمى بغيظ : شوفتى ياداده كل شويه ميردش عليا كأنى بكلم هوا
الداده ضاحكه : يابنتى ما انتى عارفاه مبيحبش الاسئله الكتير مدام قالك هيتصرف يبقى سبيه
سلمى بتوعد : طب والله لاوريه وهعمل فيه مقلب يطلع من عينه
---------------------------------------------------------------------------
قضت لمار يومها ما بين مساعده الداده فى اعمال المنزل ومجالسه سلمى والصغير أسر حتى حل الليل عليهم شعرت لمار بالملل والضجر واشار عليها ممدوح بقراءه احدى روايات عمر الموجوده بمكتبه
دخلت لمار الى مكتب عمر ابتسمت متذكره اول مره دخلت فيها كانت كارهه لعمر بشده عنيده متحديه له استغربت كثيرا من التغير بينهم ولكنه شئ لطالما اسعدها كثيرا فهى لا تحب ان تعيش فى مشاحنات طوال الوقت
وكان عمر معاها لطيفا ودودا حتى فى مزاجه المتقلب كان حنونا ودائما غاضبا خوفا عليها احست فيه بشعور الامان لـكم تمنت ان يكون لها اخا يخاف ويغار ويهتم بها مثل عمر
توجهت لمار الى المكتبه وانتقت روايه بوليسيه تمددت على اريكه موجوده بالمكتب وراحت تنهل من احداثها فى صمت
الى ان غالبها النوم
دخل عمر المنزل متعبا ومنهكا بعد يوم طويل من العمل وقرر ان يضع اوراقه المهمه فى خزانه مكتبه
توجه الى غرفه المكتب ولكنه وجد الباب مفتوح قليلا اندهش وفتح الباب برفق شديد ليرى ماذا يحدث داخل مكتبه
دخل بهدوء ووجد لمار نائمه ممسكه بروايه بيد واليد الاخرى مضمومه كعاده الاطفال اقترب منها قليلا وسرح فى ملامحها البريئه
انسدلت بعض الخصل على عينها وابتسامه رقيقه على شفتيها اراد عمر ان يضمها بشده لتنام فى حضنه
بالكاد سيطر على مشاعره المتأججه وضع يده على كتفها وهزها برفق قائلا : لمار
على الفور قامت لمار فزعه من مكانها : ايه فى ايه
عمر مهدئا اياها : ششش ايه اتخضيتى ليه كده
نظرت له لمار قليلا حتى استوعبت الامر ثم تنهدت وجلست على الاريكه : خضتنى تانى يا عمر
جلس عمر بجوارها وربت على كتفها بحنان : انا اسف كنت عايز اصحيكى بس ايه اللى نيمك هنا
قالت له لمار بخجل : معلش جيت اقرأ روايات من غير ما استأذن منك
عمر ووكزها فى ذراعها : انتى عبيطه يا بت انتى تعملى اللى انتى عايزاه هو انا عندى كام لمار
ابتسمت له لمار قائله بدون وعى : ربنا يخليك ليا
ارتفعت مزيكه حسب الله من داخل عمر وانفرجت اساريره معبرا عنها نظر لها بحب وشوق شديد فلقد لمست اوتار قلبه بل وعزفت عليها سمفونيه حالمه
افاق على تثاؤبها قائله : بقولك ايه انا هقوم انام بقى انت مش هتنام ؟
رد عليها عمر بهيام : اه هنام يلا بينا
وقفت لمار مترنحه وضحك عمر قائلا : ايه يابنتى انتى سكرانه
قالت لمار ضاحكه : ههههههه انا جدع
ضحك عمر من قلبه على تمثيلها وزياده ترنحها كالسكارى ثم قال لها مشاكسا : اشيلك ؟
وكزته لمار فى صدره : انت خدت عليها ولا ايه ياخويا يلا يلا قدامى احسنلك
ضحك عمر ورفع يده قائلا : تمام يا بيه
رافقها عمر لغرفتها ووقفا على الباب ثم قال : يلا تصبحى ع خير واعملى حسابك هاخدك بدرى لسهام
لمار بتملل : امتى كده
عمر : هصحيكى الساعه 10
لمار : بدرى اوى ياعمر
عمر : لا يدوب لحد ما تلبسى وتفطرى ونروح هنبقى الضهر
لمار ملوحه بيدها : طيب طيب تصبح ع خير هنام بقى
همس عمر قائلا : وانتى من اهلى
وذهب لغرفته منتشيا سعيدا للغايه
ماذا فعلتى بى يا لمار فى لحظه ترفعينى للسماء ولحظه اخرى تلقينى فى سابع ارض
لكم رائع شعور الحب يعطيك احساسا بالدغدغه تجرى فى عروقك
مدمر عندما لا تنال من تحب ولذلك اقدم عمر فى قراره نفسه على الاعتراف بحبه لها لا بل عشقه لا بل اكثر من ذلك
فكلمه "ربنا يخليك ليا " مازلت لها وقع مدوى فى انحاء جسده وطيف روحه
نام عمر قرير العين يمنى نفسه باحلامه الورديه ويجهز لمفاجأه الغد المعده مخصوص لها