اخر الروايات

رواية ظلمات حصونه الفصل الرابع عشر 14 بقلم منة الله ايمن

رواية ظلمات حصونه الفصل الرابع عشر 14 بقلم منة الله ايمن 


                                        
-الفصل الرابع عشر- 

+


متنسوش التصويت☆ 

+


❈-❈-❈ 

+


وقف مصدومًا عندما رأى هذه الدماء التي ذكرته بذلك المشهد الأليم الذي لما يفارقه منذ سنوات طويلة، لا يدرى من اين جأت تلك الدماء، هو بالفعل أفقدها عذريتها منذ فترة كبيرة، بالأضافة إلى إنها لم تكن مرتهم الأولى معا، نعم نعم لقد كان عنيفًا للغاية معها. 

+


ظل "جواد" ينظر إليها بصدمة مُمزجة بهلع، ولكن تلك الصدمة جعلته غير قادرًا على فعل شيء، حتى إنه لم يستطيع الرد على تلك التي تصيح به مُستفسرة عمَ حدث؟ لا يعلم من أين جاءت! أو ماذا يقول لها الأن؟ لتردد هي مرة أخرى بمزيد من الهلع: 

+


- رد عليا يا جواد أنت عملت فيها أيه!! 

+


ينظر إليها بتعبيرات عدة لا يعلم أيصيح بها لكى تتوقف عن سؤاله؟ أم يطلب منها المساعدة لانه لا يعلم ماذا يفعل؟ أم يخبرها ما حدث!! ولكن ماذا يُخبرها؟ أيقول لها إنه أرغمها على ممارسة الجنس معه وإنه لم يكترث لها وكل ما كان يريده أن يصل لخلاصة مثل الحيوانات. 

+


لاحظت تلك الملامح المتعددة التي أعتلت وجهه ومن بينهم ملامح الفزع والذُعر التي أدركت أنها بسبب ذلك المشهد الذي يبدو مألوفًا له، لتتجه إليه مُحاولة إفاقته ملتقطة ذراعيه مُحركة إياهما مُضيفة: 

+


- جواد فوق، لازم نوديها المستشفى حالا. 

+


حول نظراته إلى شقيقته وكأنه يطلب منها المُساعدة، فهو لا يعلم ماذا عليه أن يفعل! بينما أسرعت "زينة" لإحضار بعض الملابس زاجرة إياه. 

+


- ساعدني نلبسها أي حاجة بسرعة. 

+


ساعدها فى ستر جسد "ديانة" وهو ما زال غير مُستوعبًا سبب ما حدث لها! بينما حولت "زينة" نظرها نحوه مردفة بلهفة: 

+


- شيلها ونزلها العربية بسرعة وأنا هجيب المفاتيح وأحصلك. 

+


حملها بسرعة البرق مُتوجهًا بها نحو السيارة وهو يتفقد ملامح وجهها ولا يعلم لماذا يشعر بكل هذا الخوف والهلع فذلك ما يريده، هو يريد الإنتقام منها حتى قتلها، ولكن لماذا الأن يُحاول إنقاذها؟ ما هذا الذى يحدث له! 

+


فتحت "زينة" سيارتها بينما وضع "جواد" "ديانة" داخلها وكاد أن يذهب ليتولى القيادة، ولكن سريعًا ما أوقفته "زينة" مُعقبة: 

+


- أنت مش هتعرف تسوق وأنت فى الحالة دي، خليك جمبها وأنا اللي هسوق. 

+


رمقها بقلق ورعب وكأنه يريدها أن تُطمئنه بأنها لم يحدث لها شيئا، بينما فعل ما قالته له وشرعا فى التوجه نحو المشفى. 

+


❈-❈-❈ 

+


صاحت بذلك الرجل الذى يُحدثها عبر الهاتف بكثير من الغضب والإنزعاج: 

+



 

                
- أنا مش فاهمة منك حاجة، يعني أيه جواد جيه وبعد ساعه نزلوا كلهم؟ 

+


حاول ذلك الرجل تهدئتها بأن يقص عليها كل ما حدث: 

+


- والله يا هانم ده اللي حصل، جواد بيه لسه جي من حوالي ساعة فى أوبر، وطلع الفيلا وبعد ساعه نزل وهو شايل واحدة وتقريبا كان مغمى عليها وأنسة زينة أخدتهم فى عربيتها وطلعوا على المستشفى. 

+


أتسعت عينيها أبتسامتها بسعادة وهي تظن أن "جواد" فعل بتلك الفتاة شيئًا أو قام بإذائها، لتهتف بلهفة وفضول آمرة إياها: 

+


- تدخل حالا تعرفلي أيه اللي حصل وأيه اللي وداهم المستشفى وترجع تكلمني تاني. 

+


أمتثل لأوامرها بإذعان: 

+


- تحت أمرك يا هانم. 

+


أنهت الإتصال وهي تشعر بكثير من السعادة ظنًا منها أن "جواد" قد عاد بلهيب الغضب عازمًا على أن يفتك بها، تنهدت براحة وهي تشعر إنها أوشكت على التخلص من تلك الفتاة مُتمتمة: 

+


- خلاص يا لبنى كلها حاجات بسيطة وأبعتلك بنتك وأنا مكفنهالك بإيدي. 

+


❈-❈-❈ 

+


خرجت الممرضة تُهرول من الغرفة لإحضار ما طلبته منها الطبيبة المعالجة، بينما أسرعت "زينة" فى إقافها مُستفسرة عما يحدث وعن حالة "ديانة": 

+


- هو فى أيه! ديانة حصلها حاجة؟ 

+


لم يكن بحوزة الممرضة الكثير من الوقت حتى تقص عليها ما يحدث لتفر من أمامها مُجيبة بعجلة: 

+


- أدعولها ربنا يستر. 

+


أختفت الممرضة من أمامها وبعد ثوانٍ عادت مرة أخرى وبيدها الأشياء التي أمرتها الطبيبة بإحضارها دالفة الغرفة بسرعة البرق، لتشعر "زينة" بالفزع وأسرعت فى التوجه نحو "جواد" الذي يقف على مقربة يُتابع الأمر دون تدخل أو إظهار أى نوع من انواع التأثر، لتقوم "زينة" بلكزه فى صدره مُصيحة بغضب: 

+


- أنت عملت فيها أيه؟ 

+


صُدم من فعلة شقيقته التي تقوم بها لأول مرة فى حياتها، وما يجعله مصدومًا أكثر هو إنفعالها وخوفها على تلك الفتاة التي من المفترض إنهما يعلمان جيدًا أبنة من تكون، بينما لكزته "زينة" مرة أخرى مُصيحة بمزيد من الخوف والقلق: 

+


- رد عليا عملت فيها أيه يا جواد، مش كفاية بقالها كام يوم تعبانة ومش عارفة أخدها لدكتور ولا هي قابلة إني أجبلها دكتور. 

+


لكزته مرة أخرى بصدره بمزيد من الغضب: 

+


- أنطق يا جواد عملت فى ديانة أيه؟ 

+


لم يعد يحتمل هذا القدر من الغضب والتشتت الذي يشعر بهم منذ أن عاد ورأى تلك الفتاة، ذلك التشتت الذي جعله بمجرد رؤيتها يندفع إليها لكي يُشبع تلك الرغبة بداخله فى تملكها، تملك الفتاة التي لم يكن يتخيل أن يراها سوا جثة مُتعفنة أمامه، الأن يقوم بمعاشرتها وإسعافها والقلق عليها أيضا، لا يدري من الأساس لما هو قلق عليها، ليصيح فى وجه شقيقته بغضب وحنق: 

+



        
          

                
- معملتلهاش حاجة، وبعدين أنتي زعلانه عليها أوي كده ليه!! أنا المفروض أخد روحها فى إيدي، مش دي بنت الست اللي قتلت أمنا؟ مش دي بنت الست اللي خلتنا نعيش محرومين من حبها وحنيتها طول العمر؟ مش دى بنت الست اللي كانت السبب فى كل حاجة وحشه حصلتلي. 

+


قال جملته الأخيرة بإنفعال شديد لدرجة إنه لم يُدرك ما تفوه به من كثرة إنفعاله، لتُقابله "زينة" بكثيرة من المشاعر المتخبطة بداخلها، لا تعلم أتغضب منه أم تشفق عليه مما تعلمه من كثرة الظلم والمُعاناة التى مرت عليه: 

+


- من الواضح إن القسوة والكره اللي هناء ذرعتهم فيك نجحوا فى السيطرة عليك وخلوك تنسى إن ديانة دي مش بس بنت لبنى، دي كمان بنت عمك ومن دمك وزي ما أنا وأنت أتحرمنا من ماما، هي كمان أتحرمت من باباها ومامتها، ومهما كانت أمها عملت أيه ملناش نأخدها بذنبها يا جواد بيه. 

+


قالت جملتها الاخيرة بسخرية، بينما "جواد" يشعر بكثير من التخبط، لا يعلم إن كان حديثها صحيحًا أم ما زرعته "هناء" بداخله كل هذه السنوات هو الأصح، كاد أن يرد عليها ليُقاطعه خروج الممرضة مرة أخرى، لتركض إليها "زينة" بينما تابعها "جواد": 

+


- طمنيني أرجوكي، ديانة كويسة؟ 

+


أجابتها الممرضة بهدوء: 

+


- الدكتورة شهرة هتطلع دلوقتي وهتفهم حضرتك كل حاجة. 

+


بمجرد ما أنهت الممرضة حديثها خرجت الطبيبة من غرفة "ديانة" لتسألها "زينة" بلهفة: 

+


- خير يا دكتور؟ 

+


هتفت الطبيبة بملامح مشدودة تصرخ بالإنزعاج مستفسرة: 

+


- فين جوزها؟ 

+


أشاحت "زينة" بنظرها نحو "جواد" الذي أخذ يتقدم إليهما بخطواته الثابتة المُتزنة وملامح جامدة مُجيبًا بحدة: 

+


- خير. 

+


رمقته الطبيبة بقليل من الدهشة، فمنظره يدل على إنه شخصًا راقي ومُنفتح وأيضًا من طبقة إجتماعية عالية، لما إذا شخصًا كهذا يقوم بممارسة تلك الطرق الحقيرة مع زوجته؟ يبدو إنه من هؤلاء الذين يصطنعون الرُقي أمام الناس ومن الداخل مرضى نفسيًا، لتُعقب بهجوم: 

+


- لما شوفت الحاله أفتكرتها بنت على قد حالها متجوزه واحد صايع أو بيتعاطى حاجة، عشان كده أغتصبها وبهدلها البهدلة دي، لكن أنت بقى تفسير حضرتك أيه؟ 

+


أتسعت عيني "زينة" بصدمة من حقارة شقيقها، كانت تتوقع أية شيء منه إلا هذا الشيء، كيف أستطاع أن يفعل هذا! لتُتمتم من هول صدمتها مُستنكرة: 

+


- أغتصبها! 

+


أجابتها الطبيبة مؤكدة على حديثها: 

+


- أيوه أغتصبها، البنت حصلها شق فى المهبل نتيجة علاقة جنسية عنيفة ترتب عنها نزيف حاد لإنها عندها سيوله فى الدم، أضطرينا نخيط الجرح اللي حصل وعلاقنالها دم، ومستنينها تفوق عشان نشوف عايزه نعملها محضر ولا لأ. 

2



        
          

                
كان "جواد" يستمع إلى حديثها ويتمنى أن يصفعها كي تصمت عن هجومه بتلك الطريقة، أي مواجته بحقيقة حقارته وخسية فعلته، لتتدخل "زينة" مُستفسرة عن حالتها الان: 

+


- طب هي دلوقتي كويسة. 

+


أجابتها الطبيبة مُوضحة: 

+


- مرحلة الخطر عدت الحمدلله ووضعها دلوقتي مستقر، بس لازم تخلوا بالكوا منها ولمدة الشهر ونص الجاين متقومش من السرير وتهتموا بتغذيتها كويس، لحد ما الجنين يثبت. 

+


- جنين؟ 

+


صاحت "زينة" بصدمة مُمزجة بالفرحة العارمة بينما "جواد" صُعق عند سقوط تلك الكلمة على مسامعه، وكانه فقد القدرة على الكلام أو الحركة، لتلاحظ الطبيبة صدمتهم وتُدرك إنهم ليسوا على دراية بالأمر، لتُضيف موضحة: 

+


- واضح إنكوا مكنتوش تعرفوا إنها حامل، هي تقريبًا داخله على شهر ونص. 

+


حولت "زينة" نظراتها نحو "جواد" الذي يقف وكأنة فقد عقلة من هول الصدمة، ليرمق شقيقته بصدمة مُمزجة بالهلع وسريعًا ما أنصرف من أمامها، وكأنه يهرب من الجميع قبل أن يسأله أحد عمَ فعله أو متى أو لماذا؟ لتعود نظراتها مرة أخرى لطبيبة مُعقبة بإستفسار: 

+


- طب البيبي حالته كويسة؟ 

+


أجابتها الطبيبة بملامح هادئة: 

+


- الحمدلله الجنين حالته مستقرة وهي بقت أحسن وتقدر تروح معاكوا النهاردة. 

+


أخرجت الطبيبة من معطفها الطبي تلك البطاقة الورقية مُضيفة: 

+


- ده عنوان العيادة بتاعتي وأرقام تليفوناتي، لو أحتاجتوني فى أي وقت، دلوقتي حضرتك ممكن تدخلي تطمني عليها، هي فاقت. 

+


أبتسمت لها "زينة" بإمتنان مُضيفة: 

+


- شكرًا جدًا يا دكتور شهرة. 

+


ذهبت الطبيبة وكادت "زينة" أن تدلف الغرفة ليأتيها اتصالا من "هناء"، وقامت بفتح الاتصال مُجيبة عليها: 

+


- أيه يا زينة يا حبيبتي، القعدة بعيد عننا عجبتك ولا أيه؟ 

+


أجابتها "زينة" بعدم تركيز وأثار تلك الصدمة السعيدة عليها جعلها لا تُفكر مع من تتحدث، لتهتف بلهفة عساها تسطيع أن تُحنن قلب الجميع على "ديانة" من خلال ذلك الطفل: 

+


- لا والله يا خالتو مش كده، بس ديانة كانت تعبانة شويه ولما جينا المستشفى قالولنا إنها حامل. 

1


أغلقت "هناء" الخط بوجه "زينة" بكثير من الغضب والحنق وبرأسها يدور الكثير من التخيلات والسناريوهات، بينما أعتقدت "زينة" أن الخط أنقطع لتدلف الغرفة كى تطمئن على تلك المسكينة. 

+


❈-❈-❈ 

+


يجلس داخل سيارته بمرأب المشفى لا يستطيع التفكير فيما حدث، لماذا كل شيء يحدث دون إرادته؟ هو لم يُخطط لكل هذا أبدًا، كل ما كان ينوي فعله هو قتل تلك الفتاة حتى يُطفئ تلك النيران المُشتعلة بداخله منذ أكثر من عشرون عاما، كان يريد الإنتقام منها على كل شيء مر به بسبب موت والدته وتحكم تلك المرأة به، لماذا خرج الأمر عن سيطرته؟ 

+



        
          

                
بدأ الامر بذلك الزواج الذي لا يدرى لما قام به من الأساس، كيف ظن إنه قد ينتقم منها بتلك الطريقة وأن يُزيد عذابها؟ كان يظن إنه سيتزوجها ويُعذبها ويُهينها ويجعلها تتنازل عن ميراثها وبالنهاية يقتلها كما قُتلت والدته، كيف تخيل إنه سينتقم منها بتلك الطريقة؟ 

+


لم يكن يعلم إنه بتلك الطريقة ينتقم من نفسه، لم يتخيل إنها ستكون مصدر طاقته التي يستمد منها قوته ويبتعد عن جُبنه وإحساس الضعف الذي يُلازمه منذ عشرون عاما، منذ أن تحكمت به تلك المرأة عديمة الرحمة والأنسانية، الذي هو مُجبر على إحترامها بل والخوف منها والأنصياع إلى أوامرها. 

+


ضرب عجلة القيادة أمامه بغضب وإختناق من ذلك التخبط بداخله، ذلك الشعور الذي لا يرأف به، لا يعلم حتى لما كان يشعر بالقلق منذ قليل عندما كان أمام غرفتها!! لما كان يخشى أن يحدث لها شيء وهذا ما كان يريد الوصول إليه منذ البداية! لماذا شعر بكل ذلك التوتر عندما أستمع لخبر حملها!! 

+


لحظة واحدة، أهى حقا حامل! كيف يُمكن أن يحدث هذا؟ أيُراوغ مع نفسه أم يتظاهر بالنسيان!! هل نسى ما فعله معها قبل سفره بأكثر من أسبوع؟ نعم هو لم يُخطط إلى ذلك الأمر ولكنه عليه أن يتحمل نتائج أفعاله. 

+


صدح صوت رنين هاتفة مُعلنا عن وجود إتصال من أخر شخص يُريد التحدث إليه فى ذلك الوقت، أغمض عينيه بحنق مُستعدًا للرد، وبمجرد أن فتح الإتصال أتاه صوتها الصارخ بالغضب والاشتعال: 

+


- تعلالي حالا. 

+


أدرك سريعًا أن خبر حمل "ديانة" قد وصل إليها، ليتمنى بداخله لو لم يُلبي طلبها فى الذهاب إليها، ولكنه لا يستطيع الرفض، ليردف بهدوء وثبات على عكس ما يشعر به من غضبًا وضيق: 

+


- ساعة وأكون عندك. 

+


أنهى الإتصال وسريعًا ما رأى رساله "زينة" التي تطلب منه الصعود ليوصلهم إلى المنزل، ترجل "جواد" من السيارة صاعدا إليهم. 

+


❈-❈-❈ 

+


أعتلت ملامح الصدمة وجه "ديانة" غير مُستوعبة لما أستمعت إليه، لا تعلم كيف حدث هذا؟ كيف لم تشعر بهذا الأمر؟ كيف لها أن تحمل داخل رحمها طفلًا من ذلك الوحش المُجرد من كل معالم الرحمة والانسانية؟ لا تريد أن تظلم ذلك الطفل فى تلك العلاقة التى لا تعلم حتى إلى أين ستقودها؟ قطع شرودها صوت "زينة" مُستفسرة: 

+


- ديانة حبيبتي أنتي كويسة؟ 

+


رمقتها "ديانة" بنظرات تحمل الكثير من التشتت والصدمة مما تمر به، لتشعر "زينة" بثقل ما ستقوله ولكنها تريد أن تعلم كيف حدث هذا! تلك العلاقة المليئة بالكراهية كيف يمكن أن يحدث بها شيء يستدعي لوجود طفلًا! 

+


- ديانة أنتي ليه مقولتليش إنك أنتي وجواد حصل بينكوا حاجة!! 

+


شرعت "ديانة" فى البكاء بمجرد تذكرها لتلك العلاقة التي مارسها معها وتلك المُعاملة التي كان يُعاملها بها، وذلك الإنتقام الذي يريده منها على شيء لم يكن لها به ذنب، بل لا تعلم إن كان هناك ذنبًا حقا أم لا؟ 

+


أسرعت "زينة" فى أحتضانها مُحاولة إيقافها عن البكاء مردفة بإعتذار: 

+


- أنا أسفة يا ديانة، أرجوكي بطلي عياط عشان خاطري. 

+


أجهشت "ديانة" فى البكاء والدموع تنهمر من زرقاوتيها مُحاوله التحدث من بين شهقاتها مُردفة بترجي: 

+


- أرجوكي متسبنيش معاه لوحدنا يا زينة، أنا بكره يا زينة بكرهه. 

+


قطع بكائها دخول "جواد" بملامحه الباردة وكانه لم يفعل شيء بل وكأن الأمر لا يُهمه من الأساس: 

+


- يلا عشان أوصلكوا البيت. 

+


❈-❈-❈ 

+


صف سيارته بمرأب قصر والده وهو يتمنى أن تحدث مُعزة تمنعه من الدخول ومُقابلتها، ولكن ليس أمامه خيارًا أخر، يجب عليه مُقابلتها ويستمع إلى الشيء التي تريد التحدث به. 

+


دلف البيت بملامحه الهادئة الخالية من أي تعبير سوا الجمود والقسوة، لينتبه إلى صوتها الآتى من أعلى الدرج هاتفة بنبرة ساخرة: 

+


- أهلا أهلا بسيد الرجالة. 

+


لم يكترث لكلماتها الواضح بها السخرية والتقليل منه، ليبتلع مُحاولا الحفاظ على ثباته مُستفسرًا: 

+


- عايزاني فى أيه؟ 

+


أبتسمت "هناء" بسخرية لكي تزيد من إشعال النيران بداخلة مُردفة بتهكم: 

+


- لا أبدًا، أنا بس كنت عايزه أشوف الراجل اللي مراته حامل وهو متجوزها بقاله ميكملش شهرين و مسافر بقاله شهر ونص من غير حتى ما يلمسها؟ 

+


أمتعضت ملامح "جواد" بالغضب الشديد لما يستشعره فى حديثها ليهتف بحدة: 

+


- قصدك أيه؟ 

+


أقتربت منه بكثير من الوقاحة مُعقبة بإنفعال: 

+


- قصدي أسالك مراتك حامل من مين يا جواد بيه؟ 

+


يكفي إلى هنا، لقد نجحت فى إخراجه من ذلك الهدوء وإشعال تلك النيران بداخله، لقد طفح كيله من تلك المرأة التي لا ترأف به وبكل مرة تتفنن فى إهانته والتقليل منه وإشعاره إنه ليس رجلًا كباقى الرجال، ليصرخ بإنفعال وحدة: 

+


- كفاية بقى، كفاية، ديانة حامل مني. 

+


يتبع... 

+


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close